|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
قبل الميلاد
حدث ذلك قبل أكثر من خمسة آلاف سنة، حين لم يكن الإنسان قد
تمكن بالكامل من جعل الكلاب حيوانات أليفة، وقف حينها يصطاد بضع سمكات
بيديه، وما كاد ينتهي حتى أوشكت الشمس على المغيب فخرج من الماء لينضم
إلى باقي جماعته في المغارة القريبة من النهر حيث التف الجميع يلتمس
الدفيء.
وما كاد يحتل الزاوية التي لا ينافسه أحد عليها حتى سمع صوت
استغاثة يأتي من ضفة النهر، فأسرع إلى هناك مع بعض الفضوليين ليتحقق
مما يحدث، وإذا بالمستغيث صبي يقف على صخرة وسط النهر حيث يتعرض لخطر
أن تلتهمه التماسيح.
رغم أنهم كانوا حينها قد توصلوا إلى اختراع الدولاب، الذي
أصبح عماداً أساسياً لمجمل التطور الحضاري حتى أيامنا هذه، إلا أن ذلك
لم يفدهم في شيء، وكادت التماسيح تفتك بالصبي لولا أن أحد العباقرة
هناك أطلق شحنة انفجارية نحو النهر أخاف دوي صوتها الحيوانات البرمائية
فابتعدت وأنقذ الطفل.
ثم بدأت الجموع بالعودة نحو الكهف في ظلمة ليلة أوشكت أن
تخيم، وكان عواء الذئاب يسمع حينها بوضوح أكبر، أدرك الجميع أنها أصبحت
على مسافة أقرب، فانطلقوا في سباق مع الذئاب علهم يصلون إلى الكهف قبل
أن تصل الذئاب إليهم فتقع أسوأ المصائب…
إلا أن الخوف من الذئاب لم يحل دون اقترابها أكثر وأكثر، حتى
أحاطت بعدد ممن لم تساعدهم أقدامهم على بلوغ الكهف قبل وقوعهم في حصار
نصبته لهم الحيوانات الجائعة والمفترسة.
علمت أجهزة الإطفاء بالأمر فأطلقت العنان لصفاراتها حتى وصلت
إلى المكان فأخرجت خراطيم المياه وأخذت ترش يمنة ويسرة حتى فرقت الذئاب
وأنقذت الإنسان الأولي من إحدى آفات العصر الحجري، ثم أدارت عجلاتها
وعادت أدراجها.
اثر ابتعاد سيارات الإطفاء عن مكان الحادث عثر على تمساح ترك
أحد الإطارات آثاره على جسده، فأصيبت أطرافه بكسور واضحة وتهشمت أضلاعه
ونفق. فقام أحد الفتيان بوضع ورقة فوق التمساح كتب عليها رقم سيارة
الإطفاء التي داسته: (5555 ق.م)
وصلت طائرة هليكوبتر فجر اليوم التالي لتحمل المصاب إلى
المشرحة، ولكنها أصيبت أثناء رحلة عودتها بعطل أجبرها على الهبوط
الاضطراري بالقرب من متحف انتربولوجيا كان في طور الإعداد، وأثناء
انشغال القطان بمحاولة إصلاح العطل حمل العاملون في المتحف الصندوق
المعلق بالطائرة وأدخلوه إلى قاعة المعروضات حيث كان أحد الفتيان يسأل
مدرسه عن كل شاردة ووارده هناك، وما كاد يرى ذلك التمساح حتى بادر
بالسؤال: من أي عهد هذا الحيوان يا سيدي؟ فأجابه المدرس بكل ثقة: ألا
ترى ما يكتب هناك؟ أنظر جيداً أيها الأبله واقرأ: (5555) ق.م !!!!
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م