|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
لا جدوى من الصراخ
استطاع الكائن البشري، وهو يقف على
عتبة العام ألفين، إنجاز أعمال وروائع خالدة هي قمة التراكم الكمي
والنوعي لنشاط أسلافه وعمادات صلبة لبنيان الأجيال القادمة.
إلا أن أضخم المنجزات الإنسانية وأكثرها تألقاً لم تأت إلا
بعد أن وقعت آلاف المرات بمختلف أنواع الفشل لتصل إلى هذا العصر على
شكل روائع تبهر العيون.
فكانت الشدائد سلماً ترتقي به نحو ذروة النجاح، وكانت
المصائب مدرسة للأفراد والأمم يتعلمون فيها قوة الاحتمال والصبر
والمثابرة، وكان الفشل محكاً لرجال لا يتحطم عنده سوى ضعفاء النفوس،
أما الصلب القوي فيتخذ من المحن عدة لنجاحه ويرأب الصدع بالعمل كما
ترأب صدفة البحر صدعها بلؤلؤة.
وقد يحتاج المرء في خضم ذلك إلى تعزيز إيمانه وثقته بنفسه
وبعمله، حتى يتخلص من كل الأفكار البالية التي تقوده إلى فشل يقتل
الحياة ويوهن العزائم. ولا تتحقق الثقة بالنفس إلا بعد أن يعرف المرء
قدر نفسه وإمكاناته دون مبالغة أو غرور وتكبر، ينهل المعرفة بنهم
وتواضع واعتماد مثال السنبلة الحبلى بحبات القمح التي تنحني مع
النسيمات بينما ترفع الفارغة رأسها بشموخ وغرور يثير السخرية ويؤدي إلى
أقصى الفشل.
وحين يصل الفشل مرحلة التكرار يصاب الضعفاء بحالة من عدم
الارتياح والتعاسة والشقاء والتهكم على الآخرين، ليعتبروهم مسؤولين عن
كل ما أصابهم من شدائد.
وهذا الذي يرفع صوته ويصرخ، ويعزو فشله إلى سواه ليوقع اللوم
عليه، فهو خائب، أسير الشعور بحقد وضغينة سيوقعانه في ظلمة يفقد فيها
وضوح هدفه ويضل طريق القيم البشرية الخيرة، وينسى أن لا حصاد بدون زرع،
ولا راحة بدون تعب ولا كسب بدون عراك ولا نجاح بدون فشل.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م