|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
صانعو الحظ بالعمل
للحظ أجراس، حين تدق تعزف ألحان السعادة وترقص على إيقاعها
الملايين وتصعد إلى النور على أنغامها وجوه تعودت على الظلمات.
ما أكثر الذين يقضون أعواماً بانتظار يوم الحظ والسعد، ويمضي
العمر كله وهم بانتظاره فلا يحركون ساكناً في حياتهم أو حياة من حولهم
قيد أنملة، وهم يعللون الخيبة بسوء طالعهم وحظهم البائس الذي يندبونه
عند الصعاب.
أما الذين يحالفهم الحظ في الحياة، فقد أثبتت التجارب أنهم
صنعوا حظهم بأيديهم بتحويل المشاكل التي تواجههم فرصاً لصناعة هذا الحظ
والتغلب على الصعاب.
نضرب مثلاً على ذلك، كيف تحول أوناسيس من عامل تلغراف عادي
إلى أشهر مليونير في القرن العشرين، وكيف استطاع شكسبير وهو الريفي
الفقير أن يخترق صفوف كتاب عصره ويعد المسرحيات الخالدة في الأدب
الإنجليزي.
وما أكثر الأمثلة حول النماذج التي صنعت حظها بنفسها أو عن
تلك التي أثرت عدم الانتظار مكتوفة الأيدي، بل قررت أن تسعى وتستمر
وتبذل الجهد وتصبر وتشد عزائمها وتثابر، حتى تصقل كل هذه الأعمال وتصوغ
منها الحظ الوافر والنجاح الأكيد.
هذا هو الحظ الذي صنع به الأصفهاني كتاب "الأغاني" ونيوتن
"قانون الجاذبية" وأديسون مصباحه الكهربائي، هو الحظ الذي يصنع حضارات
الشعوب والتقدم الإنساني.
وقد نفاجأ أحياناً بإغلاق بوابة راكمنا جهوداً حتى فتحناها،
أو بخسارة صداقة أتثبتنا بالعمل أننا أهل لها، فنصاب حينها بشيء من
خيبة الأمل، ولكن الإحباط لا يتملكنا، لأننا نعرف بأن المواصفات التي
جعلتنا ندخل ذاك الباب ما زالت فينا، وهي نفسها التي مازالت تجعلنا
أيضاً أهلاً لتلك الصداقة.
لا شك أن هناك أموراً تجري أحياناً ولا إرادة لنا فيها، ولكن
هذه نوادر واستثناءات تدخل عرضياً في حياتنا ومن واجبنا ألا ندعها تترك
أثراً سلبياً علينا حتى نتمتع بألحان السعادة التي يدق الحظ ناقوسها،
وترقص مسامعنا طرباً على أنغامها.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م