لغتنا تواكب العصر

سباق مع نفسه والزمن

سباق مع نفسه           الإنسان في سباق مع نفسه، وفي سباق مع الزمن وفي سباق مع من حوله على كافة الصعد، وهذا السباق الذي نسميه أحياناً منافسة يأخذ أشكالاً متعددة، ولكنه يعتمد دائماً على مبدأ واحد هو الكفاح من أجل البقاء.           والكفاح من أجل البقاء هو حق لك إنسان، ولا يمكن وضعه في زاوية اتهام أو إدانة طالما أن التاريخ قد أثبت باستمرار وعلى كافة الصعد أيضاً بأن من يبقى في نهاية الأمر هو من يثبت جدارته وقدرته على الوصول نحو مسعاه بالكفاءة الفعلية والقدرات.           ولا بد لهذه القدرات والكفاءات أن تستند على قاعدة صلبة تتناسب مع ركاب الحضارة ومتطلبات العصر التي تستمد قوتها من مجموعة أعراف وقوانين لا بد من إدراكها والاحتكام لها في سياق هذه المنافسة أو تلك حتى يمكن تسميتها بالمنافسة الشريفة.           ومن لا يرغب بهذا النوع من المنافسة فهو محكوم بالتقوقع والخوف من البقاء جانباً، حتى ينطبق عليه بيت الشاعر أبو القاسم الشابي الذي قال: "ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر". لأننا على قناعة بالقدرات والكفاءات، ولأننا نستند على قاعدة صلبة تتناسب مع ركب الحضارة ومتطلبات العصر، ولأننا ندرك قوة الأعراف والقوانين الحكيمة التي تستمد من هذه الحضارة.           لكل هذه الأسباب مجتمعة فنحن نهوى صعود الجبال. ونتألم لمن يقبل في العيش بين الحفر. ولقرائنا نقول إلى اللقاء عند قمة الجبل.    --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل