اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 فطائر اللحم تطير
 

 

          جمع ما لديه من مال ووضعه في يد جزار أعطاه مقابله قطعة واحد من اللحم لا تكاد تزن كيلو غراماً واحداً، لكنه حملها وانطلق بها يصعد السلالم إلى منزله بسعادة من يحمل ذبيحة بكاملها.

          والحقيقة أنه لم يكن بحاجة إلى تلك الذبيحة أو حتى الكيلو غرام الواحد من اللحم، لأنه كان يسكن في تلك الغرفة فوق السطوح هو وزوجته فقط وكانا ليكتفيا بأقل من ذلك، في الأيام العادية، لو لم يتوقع قدوم والدي زوجته من الأرياف لقضاء بعض الحاجيات في المدينة، فطلبت منهما ابنتهما البقاء لتناول الغداء عندها.

          وضعت زوجته اللحمة إلى جانب النافذة المرتفعة قليلاً عن الأرض كي تجنبها الحرارة وغطتها بغربال الدقيق تحسباً للقطط، ثم ذهبت كي تتابع تحضيرها لبعض الأشياء اللازمة للمناسبة وهي تفكر بما ستفعله كي تحضر طبقاً من الحلوى، مع أن البيت خال إلا من بعض السكر فقط.

          فتحت باب الغرفة لتسمح بدخول أشعة الشمس إليها، ولكنها دهشت من هول المفاجأة حين رأت قطة تحمل في فمها قرص جبنة وتأتي به نحوها، وقفت لحظة تفكر بالمفارقة التي جعلتها تحتاط فتغطي قطعة اللحمة بالغربال خوفاً من القطط في حين تأتيها هرة بقرص من الجبن لتضعه بين يديها.

          أمسكت قرص الجبنة وفكرت أن تصنع منه صحناً من "الكنافة" تقدمه لوالديها بعد تناول الغداء، وضعته في المطبخ وخرجت نحو الباب مرة أخرى وإذا بها تجد القطة نفسها تأتيها بقرص ثان وكأنها تعلم أن قرصاً واحداً "لا يكفي" لأربعة أشخاص فحملت إليها آخر، وضعت تلك المرأة القرص الثاني فوق الأول بكل سرور وعادت نحو الباب وهي تتوقع أن تشاهد القطة من جديد إلا أن توقعاتها لم تصدق.

          جالت قليلاً في الغرفة ثم خرجت نحو الشرفة كي تنظر إلى الطريق العام لترى إن كان والداها قد وصلا، فلم تشاهد أحداً، إلا أنها سمعت وقع سقوط الغربال الذي كان يغطي قطعة اللحم على الأرض، جزعت من الخوف وقفزت تعدو نحو النافذة لتتأكد من وجود غداء اليوم مكانه، فلم تر شيئا، لكنها سمعت وقع أقدام زوجها والضيوف على السلم، في حين كانت قطعة اللحم على الأرض يجثم فوقها صقر أخذ يمزق أطرافها بمنقاره ويطلق نظراته الحادة نحو المرأة وزوجها ووالديها الضيوف.

          علم أبواها أن الغداء بين براثن ذاك الصقر، ولكن أحداً منهما لم يجرؤ ذاك الطير الجارح، ولكنه لم يجرؤ على الاقتراب منه خوفاً من نظراته الحادة، أما هي فقد وقفت هناك بصمت تفكر أي غداء ستصنع؟ وكيف قبلت بأن تبدل قطعة اللحم بقرصين من الجبنة؟

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster