اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 حبة رمل في صرح الإنسانية
 

 

          شاءت الأقدار أن يكون كل منا فرداً يستطيع أن يتعلم ويأخذ العبر من عالمه الداخلي الذي يعج بملايين الملايين من العوالم، يعمل كل منهما بمفرده وهو على صلة مستمرة وحيوية بما حوله، لدرجة قد لا يستطيع الاستمرار من دونه.

          في الباطن البشري أجهزة عضوية تعمل مجتمعة، ولكل جزء منها وظيفته المكملة لبقية الوظائف والتي تساهم في عملها ككل، ومع أن الجهاز الهضمي قد يعمل مثلاً دون مشاركة إحدى غدد العصارات المعوية، إلا أن نتيجة عمله لا تكون مكتملة نهائياً من دون مشاركة هذه الغدة أو تلك، كما تستطيع الدورة الدموية أن تكتمل دون اكتمال نسبة الكريات البيض التي تعد بالملايين، إلا أن غياب جزء منها يقلل دون شك من نجاعة الدورة الدموية وتأثيرها في الجسد.

          إذن، في العالم الباطني للإنسان يكون لواحدة من ملايين الكريات الدموية دور هام يسهم في مصير هذه الدورة، وبالتالي بحالة الإنسان ككل، بصحته أو مرضه وبحياته أو مماته.

          هكذا هو الحال أيضاً بالنسبة للكرة الأرضية من الكون الذي يتألف من أنظمة فلكية تقاس بالملايين والملايين، في كل منها ملايين وملايين من الكواكب ومن يدري عدد ملايين الكائنات الحية الموجودة في هذه الكواكب لا يعرف بوجودها سوى الله عز وجل، لدرجة تجعلنا ننظر بإعجاب ودهشة إلى حجم هذا الكون الهائل الذي لم تتمكن الإنسانية بعد من استيعاب مكوناته بكاملها.

          يكاد حجم الكرة الأرضية أن يكون من أصغر الكواكب الكونية التي تعد بالمليارات، ومع ذلك فهو يحوي مليارات من الكائنات البشرية النابضة كل منها في قارته وبلده ومجتمعه وعائلته، ولكل منها دوره وتأثيره فيها مجتمعة، وهي تتأثر فيما يقوم به من وظائف، كما يتأثر هو أيضا من عمل ملايين الكريات البيض أو أكثر في شرايينه ودورته الدموية، وبالتالي تكون درجة حرارة الكرة الأرضية ونسبة صحتها من صحة وكفاءة كل فرد من الملايين البشرية الموجودة على سطحها.

          هكذا شيد هذا العالم ورفعت صروحه وعماراته على مبدأ ما يسهم فيه الفرد الواحد من أجل النهوض بنفسه وبمن هم حوله ومعهم فما يدعونا نتساءل يومياً عما نفعله من أجل أنفسنا ومن يحيطون بنا في العائلة والمجتمع والبلد والقارة والإنسانية جمعاء.

          ونحن إذ نعي الدور الذي نقوم به من أجل شباب يعيش هذه المرحلة من عمره ويتمتع بزهوها، ويتنشق عطرها ويطلع على مكامنها ويتذوق حلوها ويكون مستعداً لملحها ومرها، ثم نعمل لأن نضع بين يديه كل ما هو مفيد في هذا الإطار، مهما كابدنا من مشاق في سعينا، نقوم من خلال ذلك بدورنا المتواضع تجاه أنفسنا، وتجاه من حولنا حتى يقوموا بدورهم والمساهمة نفسها، ليضع كل منا حبة رمل في رفع صرح البناء الإنساني عالياً.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster