اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 صغار الدببة
 

صغار الدببة

 

نص مترجم.

جون روس:

مرحبا معكم جون روس.

تتعرض صغار الدببة بين الطفولة النضوج إلى واحدة من أشد التحولات قسوة في الطبيعة، فهو عند الولادة يزن أقل من نصف رطل، ليتضاعف وزنه عند البلوغ أكثر من ألف مرة. ولكن النجاح في حياة الدب البالغ، تفرض عليه الكثير من مستحقات النمو، وعليه تعلم الكثير أيضا.

يموت حوالي أربعين بالمائة من صغار الدببة في العام الأول من حياتها، رغم حماية أمهاتها، متأثرة بالجوع أو الأمراض أو اعتداءات ذكور الدببة البالغة. أما التي تبقى على قيد الحياة لتسيطر على مناطق محددة، عليها أن تطور في الطفولة من المهارات ما يمكنها من الاعتماد على نفسها، لتعثر على الطعام، وتحمي نفسها، كي تتزوج بعد ذلك وتنجب الصغار بدورها.

أي أن مرحلة تعلم الصغار تعتبر أساسية لبقاء الدب على قيد الحياة إلى جانب استمرارية هذا الحيوان كنوع بكامله.

 ابقوا معنا كي نستمتع بالتعرف عن قرب على صغار الدببة.

=-=-=-=-=

هذا يوم من أيام الصيف في حديقة غران ديتان الوطنية في أيداهو. تبدأ طيور السفوح هنا بتحضير عشها من الوحل الذي تأتي به من ضفاف الأنهر. وتتعلم صغار الثعالب الاعتماد على نفسها في الصيد، وتبحث عن طريدة تصطادها. وقندس النهر يستمتع بدفء الظهيرة، يستلقي تحت أشعة الشمس قبل العودة إلى الصيد.

على ضفة النهر يظهر أحد صغار الدببة. يقوم هذا الطفل النشيط البالغ شهره العاشر بأعمال استطلاعية بمفرده. ولكن لا بد أن أمه في مكان مجاور، على مقربة تكفي لسماع صراخه والمجيء لنجدته إذا ما هدده الخطر. 

يمتاز الدببة في هذا السن بالفضول الشديد، ولهذا الفضول أسبابه المحددة في الطبيعة، إذ أن الصغار تتعلم باستمرار أثناء اللعب والاستطلاع، وتنمي قدراتها الجسدية.

يمضي هذا النوع من الدببة فترات طويلة في الماء. والأنهر تشد صغارها بالفطرة، لتشعر هناك وكأنها في بيتها، لهذا سرعان ما تتعلم السباحة بمهارة. ولكن يبدو أن هذا الدب يشعر بالدهشة عندما يجد الماء يغطي رأسه، للمرة الأولى.

اللعب يساعد الدب على تناسق أعضائه، وليونة سلوكه، وهذه عناصر هامة للتأقلم مع الظروف البيئية المتغيرة. يستمر سلوك صغار الدببة على هذا النحو حتى بلوغه العام الثاني.

يزن هذا الدب الصغير مائة وخمسة وعشرون رطلا فقط. ولكنه أصبح قوي جدا. وخلال بضع سنوات لا أكثر سيتحول إلى واحد من أقوى الحيوانات في العالم.

يمتاز هذا النوع من الدببة بمهارة صيد فريدة.  وعندما يجد نفسه في بركة من المياه الضحلة الغنية، يحاول أن يعمل بالفطرة على اصطياد أول سمكة له.

ولكنه في البداية يحار قليلا بما سيفعله ليأكل طريدته اللزجة.

مع نمو الدب يكتسب تحكما بيديه، ويتعلم المزيد حول اصطياد السمك بمراقبة أمه عبر الأشهر التالية. كما أن نمو أظافره سيجعلها أكثر فعالية في التعامل مع الأسطح اللزجة التي تغطي الأسماك. ولكن تجربته الأولى في الصيد شكلت اليوم مقدمة ناجحة لمهارة ستكون بالغة الأهمية لبقائه على قيد الحياة في المستقبل.

=-=-=-=-=

حل فصل الخريف في ديتان، حيث يصبح اليوم أقصر ويتحول الطعام إلى أولوية أكبر، لهذه الدببة. تنمو الصغار وتتعلم بسرعة، حتى يصبح طولها خمسة أقدام على قوائمها الخلفية. ولكن أمه ما زالت في الجوار، لتضمن عبوره فصل الشتاء.

تجد صغار الدببة خلال أول خريف في حياتها، ما يكفي الوقت والحرية لاستطلاع من أي وقت آخر. ففي الخريف القادم ستحاول الأم إبعادها، لتكرس بعد ذلك لمزيد من الوقت في الاعتناء بنفسها.

كشف تقدمه عن أحد أعنف الحيوانات وأشرسها فوق روكي  ماونتن. يمضي الغرير الأمريكي الشمالي غالبية وقته في صيد القوارض.

الدب الصغير فضولي ، ولكنه حذر. أما الغرير فهو يشعر بسلام يكفيه لمتابعة الصيد. القدرة الهائلة على الشمم، المعززة بسمع مرهف، تساعد الغرير على ترقب وتعقب الطريدة المستهترة. لدى جرذ الجبل عدة أماكن للاختباء بين الصخور وسط الأخاديد، ولكن الغرير يشم ويسمع الطريدة، حتى وهي تحت الأرض. لهذا لا يمر وقت طويل على تمكن الصياد من إحراز النجاح.

لا شك أن هذا النوع من الدببة هو الأكبر حجما في القارة، وليس لديه أسباب تدفعه للخوف من أي شيء. ولكن دبا صغيرا بهذا الحجم يعتبر ضعيفا أمام بعض الحيوانات المفترسة، لهذا نجد أن فضوله الفطري عادة ما يترافق مع درجة من الحذر، عندما قرر التحقق من أول غرير شاهده في حياته.

يشتهر الغرير بأنه يكاد لا يعرف الخوف. ويبدو أن هذا لا يأبه تقريبا بحجم الدب الأكبر منه بكثير.

ولكن الغرير لن يحرز أي فوز في النهاية عبر التمسك بموقعه، لهذا فضل الرحيل، تاركا الدب ليجرب حظه في صيد الجرذ. عادة ما تأكل هذه الدببة كميات كبيرة من القوارض، إذا أن أظافرها الطويلة تساعدها في الحفر، ولكن هذه مهارة على الصغير أن يتعلم المزيد منها عبر مراقبة أمه. سرعان ما شعر بالملل من عدم النجاح.

تأكل هذه الدببة كميات كبيرة من اللحوم. فإلى جانب القوارض والأسماك تشمل حميتها بعض أنواع الغزلان، كما أنها تحصل على كمية من البروتين عبر أكل الحشرات. ولكن غالبية ما يأكله هذا الحيوان القارت يأتي من النباتات.  والثمار هي طعامها المفضل.

بتشكل ثمانون بالمائة من طعام الدببة في أيداهو من المواد النباتية، بما في ذلك الثمار البرية والفستق، والأعشاب وأوراق الشجر.

مع مرور الأيام واقتراب فصل الشتاء، تزداد هذه الدببة رغبة في استهلاك المزيد، لتعزز مخزونها اللازم لتمويل سبات يستمر حوالي خمسة أشهر. إذا تغلبت على قسوة الشتاء، ستعاود النهوض في الربيع، وهي تتمتع بفرصة كبيرة للعيش حياة كامل.

=-=-=-=-=

قبل عام ونصف العام وفي نيسان أبريل عثرت على أنثى سوداء من هذه الدببة مع ابنيها، اللذان خرجا لتوهما من سبات فصل الشتاء. كان الصغار في تلك الفترة يستهلكان كميات كبيرة من نباتات الربيع، مستغلين بذلك البراعم الجديدة. علما أن نسبة البروتين في نباتات الربيع هي الأعلى من بقية أشهر السنة بعد أن تنضج. من المحتمل أن يكونا قد أودعا لدى الأم في حزيران أو تموز من العام السابق. وفي كانون الثاني قام الأم من  سباتها العميق للإنجاب، وترك صغارها يرضعا الحليب أثناء نومها. بلغ الصغيران ثلاثة أشهر عند خروجهما من الوكر، قبيل أيام فقط من عثوري عليهما، وهما مستعدان لبد حياتهما الجديدة.

السلوك الذي ينشأ بالفطرة لدى الصغار هو تسلق الأشجار، ما يساعدها على النجاة من الخطر منذ لحظة خروجها من الوكر.

يعتمد الصغيران على حليب أمهما حتى حزيران يونيو، للبقاء أحياء. وفي الصيف يبدأ تناول الأطعمة الصلبة لديهما، والتعرف على أماكن توفرها. وعليهما طوال الخريف أن يزيدا من وزنيهما بسرعة، استعدادا لمقاومة ظروف فصل الشتاء القاسية. في تشرين أول أكتوبر، يعود الصغار إلى الوكر مع أمهما للمرة الأخيرة، يعتمدان على دفئها وحمايتها لتخطي الظروف العصيبة لفصل الشتاء في جبال روكي ماونتن.

وأخيرا مع حلول الربيع، يعاود الصغار الخروج مع أمهما، ليبقيا معها بضعة أشهر أخرى، قبل أن ينطلقا بمفردهما. مع بداية الخريف عاودت العثور على الصغار من جديد، بعد مضي عام ونصف العام، وقد بقي الاثنان أحياء. تخلت عنهما الأم منذ بضعة أشهر، وقد أصبحا الآن يعتمدان على أنفسهما لأول مرة. بقي الشقيقان معا  حتى الآن، ولكن ذلك لن يستمر إلا بضعة أيام أخرى، حتى ينفصلان ويبدأن حياة عزلة وانفراد البالغين. عليهما العثور على الطعام الآن بدون مساعدة الأم. يزن كل منهما وهو في سن يقارب العام حوالي مائة وخمسون رطلا. أي أن عليهما اكتساب خمسون رطلا آخر قبل أن يلوذا في سبات الوكر طوال فصل الشتاء.

يلتهم أحدهما بعض الحشرات في جذع متلف، بينما ينهمك الآخر في التلذذ بالثمار البرية. تكتسب غريزة الأكل بنهم استعدادا لفصل الشتاء بالفطرة، وهي قد تبدأ في تموز يوليو ضمن مناطق أقصى الشمال الخاصة بهذه الدببة. إنه سلوك يضيف ملايين السعرات الحرارية يوميا إلى جسم الدب، دون أي تأثير سلبي.

ما زال هذان الدبان يميلان إلى رغبة الصغار في اللعب، لهذا يستمتعان في اللعب وسط الغابات. ولكن هذا السلوك الذي يساعدها على تعزيز القوة وتناسق الأعضاء لديها أثناء النمو، يصبح الآن أقل وضوحا بشكل تدريجي.

مع تقدم فصل الخريف يسيطر نهم الفطرة على تحديد ساعات النهوض لديها، كما يصبح العدو واللعب مجرد تبديد للطاقة لا داعي له، باستخدام السعرات الثمينة التي على الدب أن يخزنها. سيشهد الشهرين القادمين الفترة الحاسمة لتحول هذه الدببة من عمر الطفولة، إلى سن البالغين.

=-=-=-=-=

أصبح فصل الخريف على مقربة من الشتاء في ديتان. وقد انفصل الدبان عن بعضهما إلى الأبد. وقد عثرت على أحدهما يتعقب رائحة العسل حتى بلغ الشهد. تتمتع هذه الدببة بحاسة شم بالغة الدقة.  حتى أن قدرتها على الشم تقدر بمئات أضعاف حاسة الشم لدى بني البشر. كما تتعزز هذه بشبكة من الأعضاء الحسية في أعلى الفم، يمكن أن تميز ملايين الروائح من بعضها البعض. هذا الأنف الفريد لدى الدببة هو الأداة الأكثر قيمة في العثور على الأطعمة. أصبحت الدببة السوداء في هذه الفترة من العام أشد حاجة للأطعمة التي تضيف بسرعة كميات كبيرة من السعرات التي تحولها إلى مخزون الشتوي. يأكل الدب إلى جانب العسل كل ما حوله من نحل وشمع. لا شك أن الدب يتعرض لمئات اللسعات حتى في داخل فمه، ومع ذلك لا يبدي أي انزعاج واضح.

مع تدني حرارة نهاية الخريف، يمضي الدب الغالبية العظمى من وقته في الأكل، حتى تبلغ عشرون ساعة في اليوم. يأتي غالبية البروتين الذي يستهلكه الدب الأسود من الحشرات، كما هو حال النحل والنمل على أنواعهما. وهو قادر على تعقب هذه الكائنات الصغيرة عبر حاسة شمه الدقيقة، تماما كما كانت تفعل أمه، عندما رآها وهو صغير بعد. يساعده اللسان الطويل على استخراج النمل سريعا. من عادة الدب أن يأكل مئات الحشرات، في ساعات قليلة.

مع اقتراب حلول الشتاء يتراجع نشاطه تدريجيا، ليتوقف عن الأكل ويلجأ إلى الوكر. وهكذا إذا تمكن الدب الصغير من تطوير ما يكفي من المهارات لتراكم السعرات والطاقة خلال الأشهر السابقة، سيخرج في الربيع بصحة جيدة، وفي الموسم القادم، يمكن أن يصبح لديه صغار، ليتابع بذلك دورة الحياة.

=-=-=-=-=

قام الإنسان بصيد الدببة منذ أن تقاسم مع هذا الحيوان ظروف العيش نفسها. أما اليوم فيتم التحكم بالصيد، بحيث تبقى أعداد الدببة التي تولد متوازنة مع تلك التي يتم اصطيادها. ولكن هناك تهديدات جديد  تحدق بهذه الحيوانات، إذ أصبحت أعضاؤها تستعمل في صناعة بعض المستحضرات التقليدية الأسيوية والأدوية  التي تستعمل تحديدا المثانة . كما أن لحوم الدببة تعتبر أطباق فريدة في المطبخ الآسيوي. أدى نمو الطلب على لحوم الدببة في الثمانينات إلى وضع أنواع من الدببة الآسيوية على حافة الانقراض. لتصبح الدببة الأمريكية السوداء بعد ذلك هدف لها. سرعان ما وجد الصيادون أن الأسعار المرتفعة التي يقدمها الأسيويون مقابل مثانة الدببة السوداء مشجعة جدا. حتى بلغ سعر الواحد منها اليوم في كوريا الجنوبية خمسة وثلاثون ألف دولار. أي أن سعر الغرام الواحد يفوق ثمن الذهب. قد يبلغ ثمن طبق من حساء مثانة الدببة ألف وخمسمائة دولار في أحد مطاعم تايوان. حتى أن تجارة الدببة تقدر اليوم في العالم أجمع بحوالي ملياري دولار. سعي المحترفين وراء هذه الأرباح الهائلة، يهدد حياة الدببة ومستقبلها. من المستحيل تحديد أعداد الدببة التي تستنزف نتيجة السرية المطلقة التي تحيط بها. ولكن البعض يؤكد بأن أعداد الدببة السوداء التي تقتل لاستخراج مثانتها يقارب الأربعين ألف في أمريكا الشمالية. والأسوأ من هذا كله هو أن العقدين القادمين قد يشهدان بلوغ هذا الرقم ناطحات السحاب مع ما تشهده آسيا من نمو مطرد.

تتعرض حياة الدببة اليوم لتهديد من قبل الكائنات نفسها التي تواجه الحياة البرية بكاملها. ولكن ذبحها الغير مشروع وبيع أجزاء صغيرة من أجسامها للحصول على الأرباح يشكل تهديد إضافي قد لا تتمكن بعض أنواع الدببة من تحمله. لا بد من القيام بأعمال إضافية لحماية هذه الحيوانات الجليلة.

معكم جون روس، شكرا لانضمام إلي، إلى اللقاء قريبا.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster