اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 القطط البرية
 

القط البري

 

نص مترجم.

مرحبا، معكم جون روس، سلحت الطبيعة القط البري أو الوشق بالجسم الطويل والنحيل  والسيقان القوية  والحواس المتطورة جدا، ليصبح صياد ماهر. يتحرك هذا القط خلسة أو ينتظر ساعات طويلة دون حراك إلى أن تأتيه الطريدة لينقض عليها بإحكام. ورغم أنه القط البري المعروف جدا في أمريكا الشمالية، إلا أن قلة من الناس شاهدته بالعين المجردة.

يسكن الوشق وقريبه الشهير الينكس في هذه القارة وحدها، وهي تعرف بأنها من أكثر الحيوانات عزلة في البراري. وقد جئت إلى شمال غرب مونتانا لأن هذه واحدة من المناطق القليلة التي يسكنها هذين النوعين من القطط البرية. يعيش الوشق هنا على هدة أنواع من الطرائد الصغيرة التي تشمل القوارض والطيور. أما قط اللينكس فيعتمد على حمية  أكثر اختصاصا، فلا يأكل إلا أرانب الجليد. عندما يتقابل القطين البريين صدفة، يمكن أن ينشأ الصدام بينهما.

 ابقوا معنا لنتعرف على هذه القطط المدهشة.

=-=-=-=-=

جون:

تعتبر جبال مونتانا بعض من الأماكن العديدة التي تسكنها قطط الوشق، التي تنتشر أيضا في أرجاء أريزونا ومستنقعات جورجيا وفي غابات مين. ينحدر اسمها بالإنجليزية من ذيلها الطويل الذي قد يبلغ خمسة إنشات. يزن هذا القط حوالي عشرين رطل ليبلغ  ارتفاعه قدمين، تتعزز حاسة السمع لديه بأذنين تتحركان في عدة اتجاهات. اعتماد القطط على الصوت رئيسي، ولكنه لا يمنعها من التمتع بحاسة الشم القوية التي تميز الكلاب. يمكنه الشاربان من تحسس طريقه عبر الوعر دون خدوش. من أدوات الصيد الأخرى لدى الوشق رؤيته الحادة جدا، إذ يتمتع بعاكس للضوء خلف الشبكية لتساعده على الرؤية الليلية. تفضل هذه القطط الابتعاد عن المناطق المسكونة. وهي تعبر أكثر من عشرين ميل يوميا، بينما تغطي أوطانها مساحة ستة عشر ميل مربع. تصل حدود هذه القطط إلى نهايتها  فوق الحدود الشمالية للولايات المتحدة، لتحاذي المناطق الأكثر جنوبية التي يسكنها لينكس أمريكا الشمالية. الثلوج العميقة هي العنصر الرئيسي الذي يفصل بين هذه القطط البرية. ذلك أن الينكس مجهز أكثر للعيش في الظروف الشتوية لغابات بوريال. فرو الينكس الشتوي أشعث وكثيف.  خصلتي أذنيه أطول من الوشق. يقول البعض أن هذا يعزز حاسة السمع لديه. براثنه أكبر من تلك التي لدى الوشق بمرتين، وهي تقوم بدور حذاء الثلج في أعماق الجليد. بحواسه القوية ومخالبه الحادة وتقدمه الصامت، يتمتع هذا القط بكل ما يلزم للحصول على غذائه المفضل، أرنب الجليد. ولكن الأرنب مجهز جدا للهرب، فهو يقفز لعشر أقدام لتبلغ سرعته عشرة أميال في الساعة. رغم عناصر التشابه بينهما تختلف أعداد الوشق عن اللينكس. فهناك حوالي خمسة آلاف وشق في أمريكا الشمالية، وهي تسكن مناطق من جنوب كندا إلى المكسيك، أي في جميع أرجاء القارة باستثناء جزء من الوسط. أما أعداد اللينكس فهي مهددة، بعد أن استنزف كليا في الثمانينات، كما أنه أقل مقاومة للتمدد البشري على حساب مناطقه. انتشر الينكس قبل مائتي عام في جميع أرجاء الولايات المتحدة، أما اليوم فلم يبق منه في الولايات الثمانية والأربعين السفلية إلا بضع مئات في مناطق معزولة. ولا يعيش هذا الحيوان بأعداد كبيرة إلا في المناطق الشمالية من القارة. ما زالت الحدود بين القطين تتقاطع في خطوط ضيقة بالشمال. زرنا شمال غرب مونتانا في تموز يوليو، ليقابلنا قطيع من الإيلة الصغيرة التي تسير نزولا عبر مجرى النهر. ما زالت قرونها ناعمة بعد، لم ينمو منها إلى الربع. يتخلص هذا النوع من الإيلة من قرونه في آذار مارس من كل عام. لتعاود النمو بعد شهر تقريبا، مع حلول الخريف يسقط الغلاف المخملي بعد أن تنمو كليا ذلك أن الهدف منها هو أن تستخدم في العراك بين الذكور التي تتنافس على حق التزاوج. أي أن قرونها تنمو الآن بمعدل نصف إنش في اليوم الواحد. بدأ الوشق اليانع يقترب من نهاية جولة صيده الصباحية. يختلف اللينكس والوشق في أسلوب حيتهما عن الإيلة في أنها تعيش حياة عزلة وانفراد، ولا تلتقي إلا للتزاوج. في هذه الفترة من العام تقوم القطط بأعمال الصيد في الصباح الباكر والمساء، كما وفي الليل. رغم أنها  تخلصت من ردائها الشتوي الثقيل، ولكنها تمضي اليوم تستريح في الظل من حرارة المناخ.

=-=-=-=-=

  تخرج طيور الحجل للغذاء بعد العصر، وهي تعتبر الحشرات مصدر أساسي للبروتين وهي تصطادها بالاعتماد على نظرها الحاد وسمعها المرهف. شاهد قط الوشق فريسة محتملة بالاعتماد على نظره الحاد. يعتبر هذا القط غبير بصيد الطيور، ولكن سرعة الحجل في العدو قد تبلغ عشرة أميال في الساعة. وما أن تبدأ التحليق حتى تزيد السرعة خلال ثوان قليلة لتبلغ سرعتها أربعين ميلا في الساعة. أي أن في اصطيادها تحد لأي حيوان مفترس. ينجح الوشق في اصطياد فريسته مرة واحدة  كل ست محاولات. ولكنه اليوم سيستمتع بعشائه على الحجل. عندما ينتهي من الطعام لن يخلف وراءه إلا الريش والقوائم. ولكن على مسافة أقل من عشر ميل يتقدم اللينكس، تجذبه أصوات الطريدة. يتوجه القط مباشرة نحو مصدر الصوت، ليجد على مرأى منه أن ما تبقى من الوشق يثير شهيته، وهو البالغ من الوزن ضعفي هذا الوشق الصغير، علما أنه يعتبر أي وشق خصما له، حتى الكبيرة منها. تنبه الوشق إلى وجود الدخيل. وأخيرا يغادر الوشق هاربا، ولكن اللينكس يتعقبه. لجأ الوشق إلى إحدى الأشجار. تسلق الأشجار هو الأسلوب الفطري لدفاع الوشق عن نفسه، ولكنها في هذه الحالة مناورة لا تجدي. ذلك أن اللينكس متسلق بالفطرة. وأخيرا تراجع اللينكس عن رغبته بالمطاردة. فعاد ليلملم ما تبقى من الحجل.

=-=-=-=-=

مع حلول الظهيرة عاد الوشق إلى المكان الذي يستريح فيه من حرارة النهار،، في الوقت نفسه يبدأ نوع من الفئران نشاطه اليومي. مرة أخرى التقطت مسامع الوشق المرهفة صوت الفريسة. لأسباب لا تعرفها إلا السماء، عادة ما لا يقتل الوشق فريسته مباشرة. لحظات عدم الانتباه تمنح الفأر فرصة للفرار. عندما يتم التقاط الفريسة هذه المرة، ترد العض للمفترس، وأخيرا تتغذى القطة على الفريسة. على مسافة قريبة منه يلعب زوج من صغار السناجب ويلهوان بشغف. تلفت حركاتهما انتباه الوشق. عندما يسحب القط مخالبه تصمت خطواته كليا. مرة أخرى تدله مسامعه المرهفة ونظراته الحادة على موقع الفريسة. عادة ما لا يعض الوشق ضحيته عدة مرات لقتله، بل يفضل القبض عليها حتى ترهق. عاود السنجاب الثاني الظهور من جديد، فيقتنص القط الفرصة لصيد جديد. إذا كانت الفريسة أكبر من أن يأكلها الوشق خلال وجبة واحدة، يغطي الباقي بالنفايات ليأكلها فيما بعد. ازدهر الوشق عبر السنين بالمقارنة مع اللينكس، وذلك لعدة أسباب، فهو يعتمد على تنوع كبير من الطرائد، كما أنه يتأقلم مع ظروف العيش المحيطة التي جلبها البشر. يمكن لزوج من الوشق مثلا أن يعيش في غابة صغيرة ضمن إحدى المزارع، بينما يحتاج اللينكس إلى منطقة شاسعة غير مجزأة للعيش. ولكن الوشق أيضا يفر بعيدا عندما نقوم بتطوير مناطق لا تأخذ الكائنات البرية بالاعتبار.

=-=-=-=-=

اعتبرت الحيوانات المفترسة في أمريكا الشمالية في الماضي مجرد حيوانات أليفة. ولكنا نلاحظ اليوم بأن سلامة الحيوانات الأليفة أساسي جدا للحفاظ على سلامة الحيوانات الأخرى والنظام البيئي بشكل عام. يأخذ عدد كبير من الولايات الثمانية وأربعين السفلية بالاعتبار إعادة الوشق أو الينكس في محاولة لاستعادة التوازن في الطبيعة. ولكن المنظومة البيئية شبكة بالغة التعقيد، فليس للحيوانات المفترسة  تأثير على الفريسة وحدها، بل تؤثر أيضا على أنواع أخرى من الحيوانات المفترسة. يتطلب برنامج إعادة التأهيل دراسة معمقة، ومستوى ما من تعقب الأخطاء. فقد تشكل إعادة اللينكس مشكلة كبيرة في منطقة يكثر فيها الوشق. فالأولى متخصصة جدا في الحمية، وأعدادها تعتمد على انتشار طريدتها،أرانب الجليد،  ما يضع أعدادها المشتركة في دائرة من التوازن. رعم اعتماد الوشق  على حمية متنوعة، فهو لا يأكل أرانب الجليد، يمكن للينكس أن يستولي على منطقة تصطدم فيها مصالح القطط. تعتبر الثعالب على أنواعها مصدر قلق لبرنامج استعادة اللينكس. عادة ما يغادر الوشق المرتفعات التي يسكنها اللينكس، أما الثعالب فلا تفعل ذلك، بل تستمر باصطياد الأرانب التي يعتمد عليها اللينكس. قد يكمن حل هذه المشكلة في العثور على القطعة الضالة من الأحجية البيئية. الذئاب. رغم اعتماد الذئاب على حيوانات أكبر من الثعالب، إلا أنها تؤثر على الحيوانات المفترسة الأصغر، فهي تقتلها لتخرجها من مناطقها، وتبقي أعداد الثعالب دون أن تكبر كثيرا. بدأ تنفيذ برنامج استعادة الذئاب الرمادية في حديقة يلوستون التابعة لإنداهو عامي ستة وتسعين وسبعة وتسعين. عام ثمانية وتسعون، أطلقت الذئاب المكسيكية في أريزونا. سيتم التأكد من نجاح هذه البرامج في السنوات القادمة. ولكنا نعرف بأن كل جزء من البيئة يحتاج إلى توازن، وهذا ينطبق على الحيوانات المفترسة في أعلى السلسلة الغذائية. قام الكائن البشري على مدار السنوات المائة وخمسين الماضي بكل ما يخل بتوازن الحيوانات المفترسة في أمريكا الشمالية. ولكن الوقت قد حان اليوم لإعادة التوازن إلى مكانه.

=-=-=-=-=

التهديد الجدي الذي يواجه الحيوانات المفترسة في المستقبل هو نفسه الذي يواجه جميع الحيوانات. وهو فقدان البيئة.

تعتبر القطط البرية من أجمل مخلوقات الطبيعة وأكثرها إثارة. وهي تلعب دورا هاما في أعلى سلسلة الغذاء. لهذا نأمل أن نستمر في تطوير الأرض للاستعمالات البشرية، آخذين بالاعتبار بيئة هذه القطط، كي تستمر بالعيش إلى الأبد. معكم جون روس، شكرا لمرافقتكم وإلى اللقاء.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster