|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
البوا العاصرة
رأيت أن نبدأ بالحديث عن ثعبان غير اعتيادي يسكن في مناطق غريبة جدا،
ما كان لأحد أن يتوقع وجود هذه الأفعى فيها. تسكن هذه الأفعى في القارة
الأفريقية. أعرف أن البعض قد يتساءل وما الغرابة في ذلك، هناك الكثير
من الأفاعي في أفريقيا، فهناك الأصلة وأنواع كثيرة من الفايبر والكوبرا
وثعابين أخرى مختلفة، وليس هذا غير اعتيادي، أين الغرابة في أن تسكن
هذه الأفعى هناك؟ الغرابة في الأمر هو أن هذا الثعبان هو من البوا
العاصرة. أعرف أن بعضكم سيعترض على ذلك بالقول أن البوا العاصرة تسكن
في القارة الأمريكية، ولا يمكن العثور عليها في مناطق أخرى من أوروبا
إلى آسيا وأفريقيا وأستراليا، فهي لا تسكن هناك. ولكن، لنرى من المحتمل
أني أخطأت وهذه ليست من فصيلة البوا، ربما كانت من الأصلة، التي تسكن
في هذه القارات فعلا، ولكن كلا، فهي من البوا.
هناك عائلة واحدة من البوا التي تسكن خارج أمريكا، يسكن بعض أفرادها في
أفريقيا بينما يسكن البعض الآخر في الشرق الأوسط وفي بعض مناطق آسيا.
تحمل هذه العائلة لقب البوا الرملية.
تشتمل هذه العائلة على عدد من العناصر، تعرف منها هذه على وجه التحديد
بلقب بوا كينيا الرملية، ما يعني أنها تسكن في كينيا بالقارة
الأفريقية. لا تعيش هذه الأفعى في أماكن قريبة من باقي أفراد عائلتها
الآخرين الذين ينتشرون في أنحاء أخرى من العالم، مع أنها تنتمي لعائلة
البوا العاصرة، كما أنها تتميز بجسمها البدين كباقي أفراد العائلة وذيل
قصير كبنات جلدها، أضف إلى أنها من العاصرات، أي أنها تمسك بحيوان ما
وتلف جسمها حوله وتعصر حتى يعجز عن التنفس فتبتلعه، هذه هي الطريقة
التي تتبعها لاصطياد الطرائد التي تعيش على أكلها، كما أنها تنجب
صغارها أحياء، نعلم بأن البوا تنجب صغارها أحياء، كما نعلم بأن الأصلة
تضع البيض.
وهكذا يتبين لنا بأنها من عائلة البوا دون شك. نعرف بأن البوا من
الثعابين الطويلة جدا حتى أن طول بعضها قد يصل إلى سبعة عشر قدم،أي
أنها عملاقة فعلا.
أما هذه الأفعى التي معنا اليوم، فهي أقصر بكثير، فهي غالبا ما تكون
تحت الثلاثة أقدام، علما أن معدل طولها عادة ما يكون قدمين أو قدمين
ونصف القدم، أما الثلاثة أقدام فهو حدها الأقصى، أي أنها ليست من
عمالقة العاصرات بل من القصيرات جدا.
عادة ما تسكن هذه البوا في مناطق تكثر فيها الرمال تماما كما يوحي
اسمها. من المحتمل أن تنتشر في أفريقيا عبر المناطق الصحراوية
الساخنة والقاحلة، أي أنها تعيش بشكل رئيسي في الصحاري الأفريقية.
تعتبر هذه الأفعى من الثعابين التي تحب الحفر. ولكن كيف لها أن تحفر
تحت الأرض؟ تعتمد في الحفر على الرأس والوجه، إنها بارعة في إزالة
الرمال من طريقها تحت الأرض كي تختفي تماما بين الرمال، أي أنها ماهرة
في الحفر تحت الأرض.
تقوم هذه الأفعى بالحفر طوال الوقت وهي تتمتع ببعض المزايا التي
تساعدها في ذلك. إذا حاول المرء أن يحفر بوجهه ورأسه من المؤكد أنه
سينزف من الأنف والوجه والفم وصباحه دون شك أليس كذلك؟ أما أفعى الرمال
فلا تكترث للأمر لأنها تتسلح بطبقة حراشف قاسية وسميكة فوق انفها، وهي
تقوم بدور الدفاع الواقي الذي يحمي الأنف من الضربات والجروح، أي أنها
وسيلة وقائية هامة بالنسبة لثعبان حفار، أضف إلى ذلك أننا إذا تأملنا
جيدا في حراشيفه، سنلاحظ أنها صغيرة جدا ومتماسكة بين بعضها البعض،
بحيث لا يمكن لشيء أن يتسلل تحتها، لو لم تكن حراشفه متماسكة على هذا
النحو لدخل بعض الرمل بينها، ما يجعلها تهتز مع الوقت وتتحرك إلى
الأمام وإلى الخلف حتى تنفصل. الميزة الأخرى التي تساعد الثعبان في
الحفر هي أن حجم عيناه صغيرتان جدا.
إذا حاول المرء أن يحفر بوجهه من المحتمل جدا أن تدخل الرمال في عينيه
لتجرحه وتؤذيه، فكلما صغر حجم العينان كلما كانت أقل عرضة للأذى.
تكمن الميزة الأخرى التي تساعد هذا الثعبان في الحفر بأنفه. إذا أراد
المرء أن يحفر بوجهه، سيكون الأنف أول ما يعج بالرمال. أما هذا الثعبان
فلا يواجه مشكلة كهذه لأنه يعتمد على أنف على شاكلة ثقوب صغيرة جدا
وليست شبه مستديرة كأنوف البشر. كما أنها ليست صغيرة فحسب، بل ومعززة
بصمامات يمكن أن تقفلها تماما بحيث لا تسمح للرمال والغبار بالدخول، ما
يسدي له خدمة جليلة. أي أن هذه الثعابين معتادة جدا على الحفر تحت
الرمال في القارة الأفريقية.
تمضي هذه الثعابين غالبية وقتها بين رمال الصحراء، فما هي الحيوانات
التي تأكلها برأيك؟ هل تعتقد أنه يأكل البقر أو الماعز؟ لا أظن ذلك،
فحجمها لا يسمح لها بذلك، لذا عليها أن تأكل حيوانات أصغر، على أن يكون
بحجم الفأر، أو العصفور مثلا. ولكن كيف يصطادها؟ هل تعتقد أنه إذا رأى
فأرا بين الرمال، هل تعتقد أنه يعدو خلفه بسرعة كبيرة قبل أن يتمكن من
الفرار؟ كلا لا أعتقد ذلك. هل تعتقد أن إذا رأى عصفورا سيسرع نحوه قبل
أن يحلق بعيدا؟ كلا على الإطلاق، لنه ينجح في ذلك. هل تعتقد أنه يستطيع
التسلل نحوه؟ ولكن، كيف له أن يتسلل عبر الرمال، في الصحراء؟ فعادة ما
يتسلل البعض من خلف الصخور أو الأشجار أو الأعشاب على الأقل، وليس في
الصحراء شيئا من هذا القبيل لهذا لا يمكنه التسلل نحوه.
ماذا يفعل إذا؟ عادة ما يقوم بجعلهم يأتون إليه. وكيف ذلك؟ يحفر في
الرمل كي يدفن الجزء الأمامي من جسمه تحت سطحها وليس عميقا بل تحت
السطح فقط، ثم يلف جسمه حول نفسه كالنابض، ثم يبرز ذيله على هذا النحو
من فوق الرمال، ثم يبدأ بتحريكه. فما أن يرى الفأر أو الطير هذا الذيل
هكذا، يتساءل في نفسه عما قد يكون، فينطلق نحوا مندفعا بفضوله
المعتاد، وما أن يصبح على مسافة قصيرة حتى يهاجمه الثعبان ويمسك به
بإحكام ويلف جسمه حوله ويعصره حتى يعجز عن التنفس ليبتلعه بالكامل. أي
أن هذه الأفعى معتادة على اصطياد الحيوانات التي تأكلها.
ولكن كيف له أن يتخلص من أعدائه؟ تمضي هذه الأفعى تسعة وتسعون بالمائة
من وقتها تحت الرمال دون أن يعرف أحد مكان وجودها، أي أنها لا تعرض
نفسها للخطر، ولكن ماذا إن خرجت يوما من الرمال فوجدت عدوا لها هناك،
تمكن من الإمساك بها مباشرة؟ أتعرف ماذا يمكن للأفعى أن تفعل؟ تلجأ
مباشرة إلى توجيه لسعة جانبية خاطفة، على هذا النحو، تقوم بذلك خطفا
وبقوة كبيرة، ما يعرض الحيوان لألم كبير لا يحتمل ما يجبره على ترك
الأفعى مباشرة. ما أن تصل تلك الأفعى إلى الرمل بعد أن يتركها حتى
تختفي تماما، وكأنها عملية سحرية.
جئنا معنا بعلبة رمال إلى هنا، كي نعرض أمامك، السرعة التي تحفر فيها
هذه الأفعى في الرمل، حالما تصل إلى هناك. سنضع الأفعى الآن في الرمال،
لنرى أنها تختفي أمام أعيننا، على الفور. ولا بد أن نعرف أيضا بأنها لا
تشعر الآن بالخوف، بل تتحرك بثقة كبيرة دون أن تشعر بالخوف. أي أن هذه
الثعابين تختفي أمام عينيك مباشرة.
=-=-=-=-=-=
سنتحدث الآن عن سحلية جميلة، هي من أفراد عائلة غاكو للسحالي، وهي ليست
من هذه الفصيلة فحسب بل ومن النهارية منها تحديدا. تعتبر هذه فصيلة
كبيرة من السحالي، لدرجة أن هناك أكثر من ستين نوع منها، أي أنها عائلة
كبيرة فعلا.
تنتشر هذه السحالي في عدة مناطق من مدغشقر وما حولها. قد يتساءل البعض
وأين تقع مدغشقر؟ إنها جزيرة كبيرة تقع في الجنوب الشرقي من القارة
الأفريقية. يحيط بمدغشقر أعداد كبيرة من الجزر الصغيرة جدا، يمكن
العثور على الغيكو النهاري في تلك الجزر مجتمعة بما في ذلك جزيرة
مدغشقر نفسها.
توجد هذه السحلية بأحجام متنوعة ومختلفة جدا، قد لا يتعدى بعضها مجرد
إنشين لا أكثر، بينما يكاد يتخطى البعض الآخر اثني عشر إنشا عند
النضوج، أي أن منها الصغير جدا وذات الحجم المقبول نسبيا.
تجمع بين سحالي الغيكو عدة مزايا مشتركة، نذكر منها أولا أنها تنشط
خلال النهار كما يوحي بذلك اسمها، ولكن ما لا يرد في اسمها هو أن بعضا
منها ينشط أيضا خلال فترة من الليل أيضا. أي أن بعضها يذهب إلى النوم
مع غياب الشمس بينما يستمر البعض الآخر في العمل بعد حلول الظلام بفترة
طويلة. ولكن هذه الأخيرة تنشط في النهار أيضا ما يجعل نهارها أطول من
نهار غيرها.
ليس لأي من سحالي الغيكو النهارية جفون، أي أنها لا تستطيع ان ترمش،
كما يمكن أن ترى بأن بؤبؤ عينيها مستديرا، ما ينطبق على جميع الزواحف
التي تنشط خلال النهار. أي أن البؤبؤ العمودي يوحي بأن الحيوان ينشط في
الليل بينما يوحي البوبو المستدير بأن صاحبه ينشط في النهار.
تميل ألوان هذه السحالي إلى الاخضرار أي أنها جميلة جدا، كما يوجد
العديد من البقع فوق جسمها، يمكن أن ترى علامات حمراء فوق رأسها، وبعض
البقع الأخرى فوق ظهرها، وحتى فوق جزء من ذيلها أيضا. تساعد هذه
العلامات تمييز سحلية غيكو نهارية من غيرها ضمن هذه العائلة، لأنها
عادة ما تكون متشابهة جدا.
أضف إلى ذلك أنك إذا تأملت بقوائمها ستلاحظ أصابعها الكبيرة المسطحة،
وهي تتمتع بجلد ماص في أسفلها، أي أنها تستطيع المشي فوق جدار مستقيم،
كما أنها بارعة في تسلق الأشجار والنباتات على أنواعها، نذكر هنا أنها
من السحالي الشجرية، أي أنها تمضي كل وقتها بين الأشجار. ولكنها تعتبر
أيضا من السحالي الحدودية، لا يعني ذلك أنك ستعثر على عشرة منها فوق
نبتة واحدة، بل هي عادة ما تنثر رائحتها في المنطقة التي تخصها،
وبالتالي تكافح لإبقاء سحالي الغيكو الأخرى بعيدا عن حدودها. أي أنها
من السحالي الشجرية والحدودية.
يحمل هذا النوع من الغيكو النهاري تحديد لقب العملاق. علما أنه لا يمكن
أن يتعدى اثني عشر إنشا. عادة ما يكون الذكر أكبر من الأنثى أي أنك إذا
وجدت واحدا منها بطول اثني عشر إنشا ستعلم بأنه ذكر وليس أنثى.
تتواجد سحالي غيكو النهارية العملاقة في المناطق الشمالية من جزيرة
مدغشقر، وفوق بعض الجزر الواقعة إلى الشمال من مدغشقر.
تعيش هذه السحالي على أنواع مختلفة من الأطعمة، ما يعني أنها تتغذى على
اللحوم والنباتات في آن معا. أما من اللحوم فهي تتغذى على الحشرات
بأنواعها المختلفة. ومن النباتات فهي تتغذى على البراعم واللقاح
والرحيق، وعصير الفاكهة، إلى جانب ميلها إلى تناول الأطعمة المتعفنة.
هذه هي الأشياء التي تعيش هذه السحالي على أكلها.
نعرف بأن الغيكو النهاري يعيش فوق الأشجار، ولكن نذكر هنا أن من
مواصفاته أنه يضع البيض، وهذا هو حال غالبية أنواعها، أما هذا الغيكو
فله طريقة فردة في وضع البيض. تبحث أنثى السحلية عن شجرة رطبة كما هو
حال أشجار الموز، فتصعد إلى أعلى الشجرة بحثا عن زاوية تجتمع فيها
طبقتين معا، لتضع جسمها في زاوية بينهما، مرفوعة الرأس إلى أعلى، ثم
تضع البيضة. بعد أن تضع البيضة تمسكها بقوائمها الخلفية، وتبقى ممسكة
بها حتى تجف البيضة بالكامل، فلا تعد صدفتها لزجة، عند ذلك تحمل البيضة
وتضعها بين أوراق الشجر عند أسفل جذع الشجرة. بعد ذلك تعاود الصعود إلى
الموقع نفسه كي تضع البيضة الثانية، فتمسكها بقوائمها الخلفية وتنتظر
حتى تجف الصدفة، لتحملها وتضعها إلى جانب البيضة الأولى. وهي لا تضع
إلا بيضتين، وهذا غير اعتيادي، لأن السحالي عادة ما تضع كميات من
البيض، ومع أنها تضع البيض أيضا إلا أنها الأكثر غرابة بين السحالي فهي
تنتظر حتى تجف الصدفة ثم تحملها وتنزل بها نحو جذع الشجرة بين الأوراق
هناك. لا شك أنها طريقة فريدة بين السحالي في وضع البيض.
جميعنا يعرف أن الغيكو النهاري يتغذى على أنواع مختلفة من الأطعمة ولكن
من أين يحصل على ماء الشرب؟ نعرف بأن على جميع الحيوانات الحصول الماء،
وقد يقول البعض ا،ها تحصل على الماء من الطعام الذي تأكله. قد يكون هذا
جزء من الماء ولكنه ليس المصدر الرئيسي، وما أعرفه شخصيا هو أنه لا
توجد بحيرات فوق الشجر أليس كذلك؟ من أين تحصل على الماء؟ تحصل عليها
من قطرات الندى التي تعلو أوراق الشجر في الصباح، فهي تنهض صباحا وتلعق
الماء من على أوراق ولحى وأغصان الشجر. يمنحها ذلك ما يكفي من المياه
للبقاء على قيد الحياة، أي أنها معتادة جدا على العيش فوق الأشجار.
كيف لهذه السحلية أن تتخلص من أعدائها؟ يمكن أن ترى بأن لون هذه
السحلية يميل إلى الخضار ما ينسجم جدا مع لو الأغصان، أي أنها تعتمد
على تمويه ألوانها، ولكن ماذا إن تمكن العدو من رؤيتها واستطاع الإمساك
بها؟ من الطبيعي أن تحاول الفرار نحو الأغصان وأوراق الشجر، ولكن كيف
تفعل ذلك؟ عندما يحاول الفرار يحاول العدو الإمساك بها فينقطع ذيلها
على الفور، ثم تتحرك يمينا ويسارا بانفعال، فيشعر الحيوان بالحماس
لاعتقاده بأنه أمسك بالسحلية كلها وهكذا يبدأ بأكل الذيل، في هذه
الأثناء يتمكن الغيكو من العبور إلى أوراق الشجر في الأغصان المجاورة
ليختبئ في مكان آمن، لا شك أن الذيل ينمو لاحقا لتتكرر التجربة مرة
بعد أخرى.
أي أن سحالي الغيكو متأقلمة مع ظروف العيش فوق أشجار جزيرة مدغشقر.
=-=-=-=-=-=
سنتحدث الآن عن ثعبان سام، ينتشر في مناطق تمتد من جنوب المكسيك، إلى
أرجاء أمريكا الوسطى، وهو يسمى بالأفعى القافزة. أثناء الحديث عن هذه
الأفعى يجب أن أحسن مراقبتها جيدا، لأن لقب القافز بليق جدا به، فهو
يقفز فعلا، كما أنه من الثعابين السامة، لهذا لن أنظر إلى الكاميرا
بالوتيرة المعتادة نفسها. نعرف أن القافزة تنتمي إلى فصيلة بيت فايبر،
ولديه أقارب في الولايات المتحدة مثل المجلجلة ونحاسية الرأس ومائية
ماكنسون، علما أنها ليست كباقي هذه الثعابين مجتمعة، علما أن شكل الرأس
المعين هو نفسه وضيق العنق الذي يتبعه مباشرة كجميع أبناء جلده، كما له
بؤبؤ عين شبيه بعين القط. كما تنجب هذه الأفعى صغارها أحياء، وهناك
ثقوب حاسة الحرارة بين العينين والأنف. ولكن هناك بعض الفوارق الأخرى
بينها، يمكن أن ترى بأن القافزة تتسلح بسم ضعيف جدا، علما أن جميع
أبناء فصيلتها يتسلحون بسم فتاك جدا، كما أنها تتسلح أيضا بأنياب طويلة
تنطوي تحت سقف فمها. يمكن أن نرى بأن للقافزة أنياب في سقف فمها أيضا،
ولكنها تعتبر قصيرة نسبيا، وهكذا فهي بالمقارنة مع أفاعي الفصيلة تتسلح
بأنياب قصيرة وسم ضعيف، بدل الأنياب الطويلة جدا والسم القوي الفتاك.
أي أنها لا تشبه كثيرا باقي ثعابين فصيلة البيت فايبر.
كثيرا ما تصبح القافزة من الثعابين الطويلة، نعرف أن طول المجلجلة
الشبيهة بها يمكن أن يصل إلى سبعة أقدام، أما هذه القافزة فهي عادة ما
تتراوح بين الثمانية عشر والأربعة وعشرين إنشا. أي أنها ليست من
أفراد العائلة العمالقة جدا.
تنتشر هذه الثعابين كما قلت في جنوب المكسيك وأمريكا الوسطى، ولكن في
أي نوع من الظروف البيئية تعتقد أنها قد تعيش؟ تسكن هذه الأفاعي في
تلال غابات المطر الاستوائية، كما أنها تنتشر في مزارع أمريكا الوسطى.
نعرف أن هاتين المنطقتين، تعجان بالأشجار الكثيفة. قد يعتقد البعض هنا
أنها من الثعابين الشجرية، وهذا خطأ جسيم، لأنها لا تعيش فوق الأشجار
بل ولا تتسلقها أيضا، وتمضي كل وقتها عل الأرض.
والآن بما أنها تعيش على الأرض، أي نوع من الحيوانات تعتقد أنها تأكل؟
عادة ما تتغذى هذه الثعابين على الفئران والجرذ. ولكن كيف تصطادها؟
إذا تأملت بها جيدا ستلاحظ أنها تتمتع بألوان واقية جيدة، خصوصا وأن
البق التي تعلو جلدها تمكنها من الاختفاء بين أوراق الشجر الجافة على
الأرض، حتى تصعب رؤيتها، وهكذا تجلس على الأرض ساكنا بانتظار أن يمر
بجانبها فأر أو جرذ، وما أن يقترب أحدهما منها تهاجمه فجأة، وتلسعه
وتحقن السم فيموت فتأكله.
أذكر أني قلت بأن لها أنياب قصيرة وسم ضعيف، ولكن الأفعى القافزة،
تتمتع بأنياب طويلة وسم يكفيان لقتل حيوانات كالفئران والجرذ.
نعرف إذا أنها تأكل الجرذ والفئران وما شابه ذلك ولكن كيف تتخلص من
أعدائها؟ لا شك أن ألوان البقع الواقية تحميها جيدا، ولكنها إذا تعرضت
لهجوم معادي، تعتمد على براعة تميز اسمها، فهي عادة ما تلجأ إلى
الالتفاف حول نفسها وكأنها نابض، وحينها تحدق مباشرة بالعدو وتنطلق
مباشرة نحوه. وهي تفعل ذلك باستقامة جسمها بحركة خاطفة أحيانا ما تؤدي
إلى الارتفاع فوق الأرض، مع أن ذيلها يشحط خلفها في بعض الأحيان،
ولكنها تكاد تحلق فعلا. يمكن لهذه الأفعى أن تقفز عبر مسافة أبعد من أي
ثعبان آخر. عادة ما تتمكن غالبية الثعابين من القفز عبر مسافة لا تتعدى
ثلاثي طولها أثناء مهاجمة هدف ما، أما القافزة فتستطيع أن تتخطى مسافة
طول جسمها، أي أنها من بين أفضل الثعابين في هجماتها.
جميعنا يعرف أنها تتسلح بأنياب قصيرة وسم ضعيف، ما يعني أنها حين تلسع
شخصا لا يشهد نفس العوارض التي عادة ما تصيب من يتعرض للسعات ثعابين
فصيلتها الأخرى، أحيانا ما يعتبر بعض سكان المناطق التي تسكنها هذه
الثعابين أنها غير ضارة، وهذه مسألة ليست صحيحة أيضا، مع أنها ليست
ضارة بالقدر التي هي عليه قريبتها سيدة الأعشاب، أو ذات السهم، التي
إذا لسعت أحدا، سيواجه مشاكل معقدة.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م