اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الزواحف 020 - ثعبان الثور
 

ثعبان الثور

 

رأيت أن نبدأ بالتعرف على ثعبان يسكن في وسط الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها تنتشر في جنوب الأراضي الكندية، نزولا  إلى وسكانسا ومينوسوتا، لتعبر مباشرة من قلب أمريكا الشمالية ، وصولا إلى أرياف المكسيك. وهو يسمى ثعبان الثور. عادة ما يتواجد هذا الثعبان في السهول العشبية والمروج، كما أنه أحيانا ما يعيش في المناطق الرملية  في إلونوي وإنديانا، كما يمكن العثور عليه  في المناطق القاحلة شبه الصحراوية في تكساس ومكسيكو، أي أنه يسكن في تنوع بيئي مختلف، علما أنه يفضل المروج العشبية على وجه الخصوص.

يعتبر ثعبان الثور من الأفاعي الكبيرة بل هو من أكبرها في الولايات المتحدة، فهو عادة ما يتراوح بين خمسة وستة أقدام، علما أن هذا ما زال صغير بعد، ولكنه أحيانا ما يصل إلى ثمانية أقدام، أي أنه كبير فعلا.

لهذا الثعبان قريبين يسكنان في أمريكا، وهما أفعى الصنوبر في شرق الولايات المتحدة وأفعى الغوفر في المناطق الغربية منها. تجمع بين هذه الثعابين الثلاثة عدة مزايا مشتركة، فهي جميعا تتمتع بالملامح نفسها من حيث الطول والكثافة والوزن عند النضوج. الميزة المشتركة الأخرى هي أنها جميعا من العاصرات التي تتمتع بقوة كبيرة، أما الميزة الثالثة فهي أنها جميعا تتسلق الأشجار، علما أن ثعبان الثور، لا يتسلق الأشجار بكثرة كمثليه القريبين، وربما كان السبب في ذلك هو أن المنطقة التي يسكن فيها لا تحتوي الكثير من الأشجار لهذا لا يجد فرصة للتسلق، أما باقي قريبيه فلديهما الكثير من الأشجار يتسلقونها. هناك ميزة أخرى تجمع بين هذه الثعابين الثلاثة وهي أنها بارعة جدا في حفر الجحور والثقوب تحت الأرض، وهي تتمتع للقيام بهذه الأعمال بتجهيز عضوي في مقدمة وجهه وفوق الأنف تماما هناك حراشف تلف تلك المنطقة من الوجه بالكامل، ما يساعده في حفر الجحور، حيث يمضي الثعبان الثور غالبية أوقاته تحت الأرض، حتى أنه يمضي فترة أطول من أفعى الصنوبر أو أفعى الغوفر.

نعرف عن أفعى الثور أنها تنشط مبدئيا في النهار دون الليل، ولا يتغير ذلك إلا عندما ترتفع الحرارة جدا. عند ذلك تمضي فترات بعد الظهر تحت الأرض بين الثقوب والجحور الباردة، لتخرج منها لاحقا عند ساعات الغروب. وهذا هو الوقت الذي تخرج فيه حيوانات أخرى من جحورها في أيام الصيف الحارة.

ما هي الحيوانات التي يتغذى عليها ثعبان الثور؟ نعلم بأن أفاعي الجرذ تأكل الجرذ، فعلى لثعبان الثور أن يأكل الثيران؟ كلا على الإطلاق، حتى الثعبان العملاق منها، لا يمكن أن يبتلع ثورا. تعيش هذه الأفعى على أكل الجرذ والفئران، كما تتغذى على العصافير والبيض، وتقتات أيضا على السناجب والغوفر. أي أنها تأكل أنواع متعددة من الحيوانات، ولكن غالبيتها هذه عادة ما تكون، من ذوات الدم الحار. أما  صغار أفعى الثور، فهي تختلف في غذائها إذ أنها كثيرا ما تأكل السحالي، ولكنها عندما تنضج تتحول إلى أكل الحيوانات ذات الدم الحار، بين فئران وجرذ وعصافير وبيض وما شابه ذلك.

إذا نعلم بأن أفعى الثور تأكل عدة أنواع من الحيوانات، وهي لا تكتفي بذلك التنوع فقط، بل  تأكل الكثير من الحيوانات كما، دعني أعطيك مثال على عدد الفئران التي يمكن أن تأكلها.

منذ بضع سنوات خرج أحد المزارعين بسيارته في أيوا، فشاهد سيارة تدوس إحدى الأفاعي، فترجل من سيارته وتوجه نحوها ليتبين بأنها من ثعابين الثور ولكنها كانت بدينة جدا، فاعتراه فضول عما يجعل أفعى الثور تبلغ هذا الحجم، فقرر أن يفتح بطنها، هل تعرف ماذا وجد بداخله؟ أربعة وثلاثون فأرا. ولكنها لم تكن من الفئران الناضجة بالطبع، كانت صغيرة بعد ولكنها ثلاثة وأربعون، مجموعة كبيرة جدا.

لو كان أحدكم مزارعا ألا يحب أن يجد في حقوله وحظائره ثعابين كهذه، تخلصه من الجرذ الفئران التي هناك؟ بلا شك، فجميع المزارعين يحبون انتشار الثعابين في حظائرهم وفي الحقول أيضا، ولكنهم لا يحبون رؤيتها في قن الدجاج، يجب أن نتذكر، بأن أفعى الثور تتغذى أيضا على الطيور والبيض، والدجاج من الطيور، أي أنها تأكل الدجاج وبيضه معا، حتى أنها إذا دخلت إلى قن، ستأكل كميات من البيض، قد تصل أحيانا إلى أربعة عشر بيضة الواحدة تلو الأخرى، لا شك أنها كمية كبيرة، أما سبب تجرع هذه الكميات فهو  أنها تقوم أولا بابتلاعها ثم تحطمها وهي في الحلق، لتبتلع القشور ومحتوى البيضة معا، ما يجعلها تحتل مساحة أصغر ويسهل عليها تناول كمية أكبر من البيض في وقت واحد، فبدل أن تأكل ثلاثة أو أربعة دون أن تحطمها لتبقى في الأمعاء كاملة، أي أن هذه طريقة مناسبة للثعبان ولكنها غير مناسبة للمزارع.

أحيانا ما تبالغ هذه الأفعى في الأكل لدرجة أنها عندما تنتهي من الأكل، تصبح بدينة بشكل لا يسمح لها بالخروج من الجحر الذي دخلت منه إلى القن، حين يحدث ذلك، تواجه متاعب كثيرة. لأنه حين يأتي المزارع صباح اليوم التالي كي يفتح القن، يجد بأن أفعى الثور سمينة جدا، أما البيض، فهو في بدنها، وأما الدجاج، فهو في بطنها أيضا، ما يعني أنها تقتل نفسها بالأكل، لأن الأفعى ستواجه مشكلة مع المزارع، لأنه لن يسمح للأفعى في البقاء بتلك المنطقة على الإطلاق.

أي أن أفعى الثور تأكل عدة أنواع من الحيوانات المختلفة، ولكن كيف لها أن تتخلص من أعدائها؟ بما أنها تمضي الكثير من الوقت في الجحور تحت الأرض قلما يتمكن الأعداء من رؤيتها، ولكن إذا ما حوصرت يوما فوق سطح الأرض، عادة ما تلجأ إلى عرض عضلاتها العدواني، لتأكيد استعدادها للقتال. وأول ما تفعله عادة هو لف جسمها حول نفسها ثم تستقيم برأسها وتهز ذيلها وتنفث في وجه العدو وتهاجمه بتردد وهي تفتح فمها مرة بعد أخرى بعد أخرى، وكلما هاجمت مرة تنفث بأعلى صوتها، علما أنها من أفضل الثعابين قدرة على النفث في العالم أجمع، أما سبب ارتفاع صوتها فهو وجود نوع من الغضروف عند أنفها، وكلما نفثت يمر الحواء الذي تبعثه من ذلك الأنبوب الغضروفي  فيطلق صوتا عليا، يشبه وضع قطعة معدنية حارة في مياه باردة، وهو صوت يمكن سماعه أحيانا عبر مسافة خمسين قدم, أي أنه صوت مرتفع جدا.

من هنا جاء لقب أفعى الثعبان، ليس لأنها تأكل الثيران، بل لأن صوتها شبيه جدا بعطس الثور قبل أن يهاجم أعدائه.

هذه الثعابين عدوانية جدا عندما تدافع عن نفسها وإن لم يتركها العدو وشأنها تنتقل من المهاجمة والنفث، إلى اللسعات والعض، ولا أحد يريد أن تعضه هذه الأفعى، لأنها ليست لسعات ممتعة. وهكذا يمكن القول أنه مفيد جدا في الحظائر وفي الحقول،  وضار بقن الدجاج، ولا بد من البقاء بعيدا عنه.

=-=-=-=-=-=

سنتعرف الآن على سحلية هي من فصيلة أم حبين، التي عادة ما تنتشر في شمال شرق أفريقيا، وبالتحديد في الصحارى المصرية، كما تنتشر في عدد من صحارى بلدان الشرق الأوسط المجاورة لها، وهي تسمى الحبينة، وأحيانا ما تسمى بالحبينة ذات الذيل الشائك. نعرف هنا من أين يأتي اسمها، إذا تأملنا بالشوك الذي يغطي أرجاء ذيله،  تعتبر الحبينة من ذوات الحجم المتوسط في فصيلة أم حبين، التي غالبا ما تصل إلى ثلاثة أقدام، ومع ذلك، فإن الحبينة ذات الذيل الشائك فلا يتعدى طولها ثمانية عشر إنشا، أي أنه حجم مقبول بالنسبة لهذه الفصيلة بل يعتبر فوق المعدل العام من حيث الطول هنا.

إذا تأملنا في جسم هذه السحلية يمكن أن نرى بأنه شبيه جدا بجسم سحلية الشوكوالا التي تسكن المناطق الجنوب غربية من الولايات المتحدة، فهو جسم رقيق متسع، ورأس ضخم نسبيا، كما يبرز حجم قوائمها الصلبة والكبيرة، هناك تشابه آخر بين الشوكوالا وذات الذيل الشائك وهو أن كلاهما تسكنان في المناطق الصحراوية  والصخرية الساخنة والجافة، أي أنها من السحالي الصحراوية فعلا.

في المناطق التي تسكن فيها الحبينة أو أم حبين لا يوجد أي نوع من المياه، أي أنه لا يوجد بحيرات أو أنهر أو جداول أو برك وما شابه ذلك. أي أن هذه السحالي لا تتمكن من الذهاب لشرب الماء،  ذلك أنها تعيش وسط الصحاري، ولو كان هناك بحيرة واحدة لما كانت صحراء. وهكذا فإن هذه السحالي لا تتمكن من شرب الماء، مع أننا نعرف بأن على جميع الحيوانات أن تحص على الماء بطريقة أو بأخرى وإلا فقد تموت، إذ لا يمكن لأي حيوان أن يعيش على وجه الأرض بدون ماء نهائيا. كيف لها أن تحصل على الماء إن كانت لا تستطيع الشرب؟ تحصل على الماء بتناول النباتات، التي تحتوي على الماء ضمنا، أي أنها تأكل الخضار والحشرات والزهور والجذور، أي أنها تأكل كل أنواع النباتات لتحصل بذلك على ما تحتاجه من ماء.

كما تعتمد هذه السحلية على نظام مميز جدا، يساعدها على تحمل جفاف الصحراء، يعرف هذا بلقب النظام بإعادة الامتصاص، وهو يعمل في داخل جسمه على إعادة امتصاص الماء قبل أن يلجأ إلى البراز، حتى أن هذه السحالي لا تكاد تبول على الإطلاق،  وهذا تأقلم رفيع المستوى لكائن يعيش في وسط الصحراء. يمكن أن نرى بأنها تتمتع بذيل طويل وواسع نسبيا وهو واضح جدا هنا، وهو يستعمله لتخزين الدهون بداخله، الجميع يعلم بأنه يستعمله كطعام احتياطي، إن لم تعثر السحلية يوما على ما تتغذى عليه، هذا ما تفعله حيوانات كثيرة، ولكن للحبينة نظام خاص، تستطيع من خلاله أكسدة دهن الذيل، كي ينتج عنه الماء في الجسم. أي أن الذيل لا يخزن الطعام فحسب، بل يخزن الطعام والماء معا، وهكذا يمكن ان نرى وسيلة أخرى تمكنه من البقاء حيا وسط الصحراء القاحلة.

يعرف عن أبو حبين أنه بارع في حفر الجحور والثقوب يمكن أن ترى ذلك في قوائمه القوية جدا التي يستخدمها في الحفر تحت الأرض، لدرجة أنه يستطيع بناء خندق يبلغ طوله عدة أقدام، لتصبح فيما بعد بيته الدائم. لكل من هذه السحالي جحرها الخاص، وقد تسكن في مساحة أرض واحدة يجتمع فيها عدد من السحالي، ولكن لكل منها نفق خاص به، فهي لا تسكن معا، الفترة الوحيدة التي تجتمع فيها اثنتين من هذه السحالي هي مرحلة التزاوج حيث تسكن الأنثى مع الذكر في فترة محددة يعود كل منهما بعد ذلك إلى جحره الخاص به. عادة ما تحفر هذه الخنادق بطريقة استراتيجية تمكن أم حبين من الخروج بسهولة والوصول إلى حيث يتوفر الطعام، وصخرة مسطحة لتعرض جسمها لأشعة الشمس.

نذكر بأن هذه السحالي تسكن في الصحراء الحارة جدا، وبما أنها تخرج صباحا لتعريض جسمها لحرارة الشمس، فهي إذا تنشط في النهار، تخرج من خنادقها نهارا، وهذه مسألة غير اعتيادية بالنسبة لحيوانات الصحارى، على اعتبار أن غالبيتها تخرج للسعي في الصحارى بعد\ غروب الشمس أي أنها تنشط في الليل، أما هذه فبالعكس، لأنها تخرج عندما تزيد الحرية عن تسعين وخمس وتسعين درجة وأكثر من ذلك، أي أنها غير اعتيادية لدى فصيلة الزواحف. ولكنها تحب التعرض للشمس والبحث عن طعامها في أماكن قريبة من جحرها، وهي عندما تبتعد عنه تصاب بالتوتر، وتمضي الوقت بالنظر من حولها دون أن تتمكن  من الحصول على أي طعام . أي أنها تبقى قريبة من خنادقها.

تأكل هذه السحالي كميات كبيرة من النباتات، ولكنها تتغذى أيضا على بعض الحشرات بين الحين والآخر كما قد تتناول بعض الحيوانات الصغيرة جدا التي لا يزيد حجمها عن أحجام الحشرات. أي أنها تأكل النباتات واللحوم علما أن كمية النباتات لديها تفوق اللحوم بمعدل مرتفع، أي أنها تفضل النباتات على غيرها، أي تسع وتسعون بالمائة من النباتات مقابل واحد بالمائة من اللحوم فقط. وهكذا فهي تكثر من النباتات.

كيف لهذه السحلية أ، تدافع عن نفسها بوجه الأعداء؟ لا شك أنها تمضي الكثير من الوقت في الجحور أو بالقرب منها، لهذا من الصعب عليها أن تمسك بهذه السحالي، ولكن ماذا إن حشرت على مسافة بعيدة من النفق. ماذا ستفعل حينها؟ إن لم تتمكن من الوصول إلى النفق، ستجبر على القتال. نعلم بأن لهذه السحلية ذيل طويل إذا تأملت به نرى أنه شائك وحاد وصلب جدا، وهي تستخدمه كالهراوة، نعلم أن بعض السحالي تستعمل ذيلها كالسوط أما أم حبين فهي تعتمده كهراوة تضرب به الحيوان المعادي فتجرحه أو تسبب له الأذى، أو تلقي به أرضا إن كان حيوان صغير، وما أن توقع الأذى  به حتى تتوجه مباشرة إلى النفق، حيث تتمتع بالأمان. أي أنها تجد سلاحا مناسبا في هذا الذيل، ولكنها طبعا عندما تصل إلى النفق، تصبح في مأن منه. أي أن هذه السحالي متأقلمة جدا مع ظروف العيش في الصحراء، بكميات قليلة من الطعام، وعدم وجود أي نوع من المياه.

=-=-=-=-=-=-=

سنتحدث الآن عن أصغر ثعابين الجرذ في الولايات المتحدة، ولكن هل تعلم؟ ربما كانت هذه أكثر ثعابين المجلجلة عدوانية في الولايات المتحدة، وهي تعرف بلقب المجلجلة القزم، يمكن أن تلاحظ بأني لا أستطيع النظر إلى الكاميرا باستمرار أما السبب في ذلك فهو أني مجبر على مراقبتها باستمرار، فهي رشيقة وسريعة الحركة جدا، تنتشر هذا الثعابين في المناطق الجنوب شرقية من الولايات المتحدة، وهي تتواجد في الأراضي الممتدة بين ولايتي كارولينا  وفلوريدا، وعبر شواطئ الخليج حتى شرق تكساس. كما يمكن ان تعثر عليها في بعض المناطق الممتدة بين أوكلاهوما وتيناسي، وميسوري، أي أنها تنتشر فوق مساحات شاسعة.

لا شك أن أن الأفعى القزم هي من فصيلة بيت فايبر، وبالتالي فهي تملك جميع مزاياها. يمكن أن ترى ملامح رأسها المعين، وإذا تأملت عن قرب في وجهها سترى الثقوب التي بين العينين والأنف وهي ميزة هامة، وبما أنك تتأمل في الوجه يمكن أن ترى بأن في عيناها بؤبؤين عموديين، وهي من الأفاعي السامة كغيرها من الفايبر، كما أنها تتسلح بأنياب حادة، ومع أنها من الأفاعي الصغيرة ولكن أنيابها مع ذلك تعتبر طويلة نسبيا، وهي تنطوي تحت سقف فمها، وبما أنها مجلجلة، يمكن أن ترى الجرس الذي تحمله في مؤخرة ذيلها.

يتساءل الكثيرون عن الجرس وعما إذا كان ساما وهل تلسع فيها؟ كلا، فهو لا يحتوي على أكثر من المادة التي تتألف منها  أظافر أصابعك. أي أن الجرس ليس خطيرا وهو لا يثير إلا الخشخشة.

أين يمكن العثور على المجلجلة القزم؟  عادة ما تسكن هذه الثعابين في الغابات القريبة من البرك أو المحاطة بالمستنقعات أو البحيرات، كما يمكن العثور عليه في المروج الرطبة، كما أنها تحب العيش في المستنقعات. أي أنها باختصار شديد تحب الأماكن المبللة والرطبة جدا، فتلك هي ظروف عيشها الطبيعية.

أي نوع من الحيوانات يمكن أن تأكل؟ نعرف أن عددا كبيرا من أنواع الأفاعي المجلجلة تتغذى على الفئران والجرذ والأرانب وما شابه ذلك، أو بعض الثديات الصغيرة في أغلب الأحيان، والقزم يأكل هذه الحيوات أحيانا، علما أنه يتغذى بشكل رئيسي، على الضفادع والسحالي والثعابين. أي أنه يعتمد أكثر على حيوانات الدم البارد أكثر من ذوات الدم الحار. أي أنه يعتمد أسلوب مختلف في الصيد، عن ذلك الذي تتبعه المجلجلة الماسية، التي عادة ما تلسع أحد الأرانب، وما أن يخطو خطوتين، حتى يقع على الأرض، فتأكله الماسية، ولكن عندما يلسع القزم ضفدعة، من المحتمل أن تسير إلى الماء لتموت بعيدا عنه، فيفقد طعام الغداء، لن ينفعه ذلك أبدا. لهذا ما تفعله هذه الأفعى هو أنها تلسع الحيوان، وتتمسك جيدا فيه، وتنتظر حتى يموت ثم تبتلعه. أي أنها لا تلسعه وتفرج عنه بل تبقى ممسكة به كي لا يموت بعيدا عنها وتبقى هي بدون غداء، لهذا عليها أن تتبع تقنية مختلفة هنا.

ما هي الطريقة التي تتبعها المجلجلة القزم للدفاع عن نفسها ضد الأعداء؟ نرى أولا أنها تعتمد على ألوان واقية ممتازة. من الواضح جدا أنها تختبئ بين أوراق الشجر والحطب كما أن حجمها الصغير يساعدها على التمويه بسهولة، لهذا من الصعب على غالبية أعدائها أن يرونها.

ولكن ماذا إن شاهد هذا الثعبان حيوان ما وهاجمه، ماذا يمكنه أن يفعل؟ يصيبه الجنون، بل يفقد صوابه، ينتصب شامخا ويخشخش ذيله بشدة، ثم يفتح فمه قدر الإمكان وينفث بكل ما لديه من قوة ويهاجم مرة بعد أخرى بتكرار مستمر دون توقف، وكأنه أصيب بالجنون التام. فيتساءل الحيوان بنفسه، لماذا يفعل ذلك؟ فينتابه خوف شديد.

لنفترض أن ثعلبا يهاجمه. يأتي الثعلب راغبا في أكل المجلجلة القزم فما الذي ستفعله برأيك؟ سيلجأ مباشرة إلى استعراض جنونه المعتاد، ولنفترض، أنه لسع الثعلب، وحينها يغضب الثعلب جدا لأنه يتألم جدا، فيتمكن من الإمساك به ويمزقه نصفين فيقتله. من المحتمل جدا أن يموت الثعبان بعد ذلك، من سم المجلجلة القزم، فهل يفيد موته في شيء؟ كلا، فلقد مات القزم، أي أن ما يحاول القيام به هو تفادي القتال، ما يحاول القيام به هو إصابة عدوه بخوف ورعب شديدين، بحيث لا يتجرأ على العبث مع القزم إطلاقا. بل أن يقرر الابتعاد عنه مباشرة وهو يقول في نفسه يا إلهي، يجب أن أبتعد عن هذا الثعبان فهو مجنون فعلا، يبدو أنه مصاب بمس في عقله. وهذا ما يريده الثعبان، فهو لا يحبذ القتال، لهذا يحاول أن يعكس أبشع صورة عن وحشيته وشره، وهي محاولة ناجحة، فعندما ترى غالبية الحيوانات أن قزم المجلجلة غاضب ومستاء جدا، فيرون ذيله يتحرك بغضب وهو يكرر هجماته مرة بعد أخرى، عادة ما يحسم الجميع أمره ويقرر الرحيل على الفور لا أريد هذا البائس أن يلسعني، أي أنها طريقة مناسبة للدفاع عن نفسه.

 --------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster