اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الزواحف 019 - أفعى الجرذ الصفراء
 

أفعى الجرذ الصفراء

 

ارتأيت أن نبدأ بالتعرف على حية تعيش في الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية.

تمتد مناطق هذه الأفعى تحديدا من شمال كارولاينا، نزولا نحو عبر الجنوب نحو  ولاية فلوريدا، وهي أحد أفراد عائلة ثعابين الجرذ، الكبيرة والمتشعبة جدا، فمن بينها الأحمر والأسود والزهرية وأفعى جرذ إفيرغلاد وغيرها الكثير من الثعابين التابعة لهذه الفصيلة، أما هذه فتعرف بلقب أفعى الجرذ الصفراء، التي تعتبر من الأكثر عددا بين أفاعي الجرذ،  وهي ليست الأكثر، كما هو حال أفعى الجرذ السوداء.

يمكن لطول الصفراء أن يتراوح عادة بين أربعة وستة أقدام، علما أنها أحيانا ما تصل إلى سبعة أقدام، أي أنها كبيرة جدا. عادة ما يكون جسم هذا الثعبان كباقي أبناء فصيلته، على شكل رغيف الخبز الإفرنجي. أعني بذلك أن بطنها مسطحا، كما أن جانبيها مستقيمان، أما ظهرها فينحني بنصف دائرة.

هناك ثعابين أخرى تتمتع بهذه المواصفات، ومع ذلك عادة ما تكون ملامح ثعابين الجرذ على هذا النحو، فإذا عثرت على ثعبان وأردت التأكد مما إذا كان من أفاعي الجرد، فإن لم يكن جسمه بهذه المواصفات، فهو ليس كذلك.

عادة ما تضع الصفراء البيض ، كغيرها من أفاعي الجرذ، أما بيضها فهو  غريب نسبيا لأنه عادة ما يكون بيضاوي طويل الشكل. عندما يخرج الصغار من البيضة، لا تبدو كالثعابين الكبيرة أبدا، بل تغطي جسمها الكثير من البقع ، كما يمضي الكثير من الوقت قبل أن تبدو شبيهة بمن يكبرها، فمع نموها ونضوجها تتخلص من البقع تدريجيا، لتعزز بالوقت نفسه الخطوط الطويلة الأربعة التي تمتد على طول جسمها. من الطبيعي أن تحمل الأفعى الصفراء اسمها من ميلها نحو اللون الأصفر، وهناك بعض التنوع في اللون الأصفر لديها، فهي في ولاية فلوريدا تتميز بلون أصفر شديد الوضوح، لدرجة أن الخطوط الطويلة التي تعلوها تبدو وكأنها خطوط ذهبية براقة تمتد على طول جسمها، ولكن كلما توجهت شمالا، كلما أصبح لونها داكنا، حتى أنها تصبح في بعض المناطق بلون البيج الداكن أو ما شابه ذلك، موشحة بخطوط بنية أو حتى سوداء على طول ظهرها. أما الثعابين التي تسكن أقاصي الشمالي فهي تتزاوج من أفاعي الجرذ السوداء، وعادة ما نجد في تلك المناطق أفاعي جرذ من لون ثالث، وهي المخضوضرة اللون، التي تنجم عن التزاوج بين أفاعي الجرذ السوداء والصفراء، وهكذا إذا أضيف الأصفر على الأسود ينجب الأخضر، ما يزيد لونا إضافيا على عائلة أفاعي الجرذ الملونة جدا على أي حال.

يعرف عن الأفعى الصفراء أنها عاصرة قوية جدا، وهي تعتمد هذه الطريقة لاصطياد وأكل الحيوانات التي تعيش عليها. كما يعرف عن هذه الأفعى أن تتقن تسلق الأشجار، علما أن جميع أفاعي الجرذ تتقن ذلك، ولكن بعضها يمضي الكثير من الوقت على الأرض، كما هو حال الحمراء منها التي تمضي غالبية وقتها على الأرض، أما الصفراء بالمقابل فهي تمضي غالبية الوقت فوق الأشجار. والحقيقة أن أكثر الناس الذي يلتقون بالأفعى الصفراء هم الذين يعبثون في أشجار النخيل، ولكن هذا ليس بالمكان الوحيد الذي تسكنه، بل تنتشر أيضا في المستنقعات، فإذا ذهبت إلى هناك من المحتمل جدا أن تجدها فوق الأشجار القبرصية، فهي تحب العيش في تلك المناطق، كما تحب أن تعشش بين الأخشاب، وأحيانا ما تجدها في حقول المزارع المهجورة، وقد تعثر عليها في المنازل والأطلال المتروكة منذ زمن بعيد، كما تحب العيش أيضا في الحظائر، وعما تبحث هناك؟ عن الجرذ والفئران، على اعتبار أنها الطعام المفضل للأفعى الصفراء، التي لها اسم آخر، فهي عادة ما تعرف باسم أفعى الدجاج. وهي لا تحمل هذا الاسم لما لها من ريش أو لأنها تتميز بالجبن، بل لأنها تحب أكل الدجاج وبيض الدجاج.

وهكذا فإذا عثر المزارع على الثعبان في الحظيرة فلا بأس بذلك وفي الحقول أيضا أما إذا عثر عليها في قن الدجاج، فلن يسره الأمر، لأن مجرد أفعى واحدة من هذه طولها ستة أقدام تستطيع أن تأكل من ستة إلى ثمانية بيضات دجاج الواحدة خلف الأخرى، هذه كمية كبيرة فعلا، ما هو مفيد جدا للثعبان الأصفر وليس للمزارع بالطبع، لهذا فهو لا يحب أن يراها في قن الدجاج ويفضل أن تبقى في الحظيرة أو في الحقول.

أي أن أفعى الجرذ الصفراء تحب أكل الجرذ والفئران والدجاج والبيض وما شابه ذلك، ولكنها تحب الطيور البرية أيضا وبيضها، أي أنها إذا عثرت فوق الأشجار على عش مليء بالبيض، لا تتردد بالتسلق وأكل ما فيه. وكثيرا ما يكون زوج الطيور في منطقة مجاورة فيحاولان الدفاع عن العش ويقتربان منه فيأكلهما أيضا. أي أن هذه الثعابين تتمتع بالقدرة اللازمة لاصطياد الأطعمة  التي تأكلها.

كيف تتخلص أفعى الجرذ الصفراء من أعدائها؟ طبعا تمضي هذه الأفاعي الكثير من الوقت فوق الشجر دون أن يتنبه أعدائها بأنها هناك. وعندما يفاجئها حيوان ما عادة ما تتسلق الأشجار لتصبح بعيدا عن منال حيوان يستهدفها. ومع ذلك أحيانا ما يحشر وهو على الأرض، فهذه الحالة لا يجد بدا من القتال، وأول ما يفعله هو لف جسمه حول نفسه ثم يفتح فمه ليهاجم عدوه مرة بعد أخرى ، وفي هذه الأثناء ينفذ ويرفع ذيله ليلوح به ويهزه بشدة كما تفعل المجلجلة، أي أنه عدواني جدا عندما يقاتل أعدائه.

إن لم يتركه المشاكس وشأنه يلسعه مرة بعد أخرى،، وهو يتسلح بفك قوي وأسنان حادة، صحيح أنه ليس لديه أنياب ولا سم ولكن لسعاته مؤلمة جدا، ولكن عندما يرى بأن العدو لن يتركه وشأنه يرشه برائحة كريهة. إذا تمكن العدو من حمله وأوشك النيل منه، يرشه بالرائحة، قد يوحي ذلك بأنه يبول عليه مع أنه يفعل ذلك بالوقت نفسه أيضا، ولكن هذه الرائحة هي سائل ينثره فوق جميع أرجاء جسم عده، يطلق رائحة كريهة جدا،،  لا تحتمل. عندما يفعل ذلك يضطر الحيوان لإفلات الأفعى الصفراء ويلوذ بالفرار للتخلص من تلك الرائحة الكريهة، ولكن لسوء حظه لا يمكنه التخلص من الرائحة بسهولة ما يعني أن هذه الرائحة  ستنطلق من ذلك الحيوان البائس لبضعة أيام. أي أن هذه الأفعى تعتمد على سبل رائعة للتخلص من أعدائها كما أنه بارع في اصطياد الأطعمة التي يحبها.

=-=-=-=-=-=-=

والآن سنتحدث عن أحد أفراد عائلة الوَرل، وهو يسكن في جنوب تايلاند وجنوب بورما، كما في إندونيسيا وماليزيا، وهو يسمونه ذات العنق الفظ. يمكن أن تروا بوضوح من أين جاء بهذا الاسم إذا تأملتم في العنق لترون كل هذه النتوءات الصلبة التي تعلوه، ما يوحي بأنها قاسية جدا، أي أن ذات العنق الفظ اسم مناسب لهذه السحلية.

نعرف عن هذه السحلية أنها ذات حجم كبير نسبيا مع أنها ليست عملاقة مثل كومودو دراغون الذي يبلغ طوله اثني عشر قدم، ولكن ذات العنق الفظ قد يصل إلى خمسة أقدام أو أكثر بقليل. أي أن حجمه كبير نسبيا.

لدى جميع السحالي ألوان وبقع متنوعة أما ذات العنق الفظ، فإن لونه الأساسي هو الأسود، لنوضح أكثر نقول انه بدل أن يكون له لون عادي فهو عادة ما يتميز بالسواد. أي أنه نقيض للأبرص مثلا، ذات لون أبيض أساسي، أما هذا فلونه الأساسي أسود.

عادة ما يعلو رأس الورل العادي، اللون البني، واللون البني فوق خديه وجنبات عنقه، إلى جانب خطوط تمتد  من عينيه إلى عنقه، كما ترتسم عبر كتفيه خطوط صفراء لتعبر ظهره وقوائمه الأمامية. وعادة ما يتميز أيضا بعض البقع الصفراء التي تعلو جسمه وذيله. أي أن هذا ما يبدو  عليه الورل ذات العنق الفظ. أما السوداوي منها فهو مغطى بالسواد التام. أما  الذي معنا هنا فهو يسمى ذات العنق الفظ الأسود، وهو ليس سوداوي بالكامل، بل لديه بعض البقع الصغيرة فوق ظهره التي يمكن أن نراها هنا، كما يمكن أن نرى بعض الخطوط المميزة التي تصل بين ظهره وقائمتيه الأماميتين، علما أنها داكنة أكثر مما يتميز به الورل العادي من هذه الفصيلة.

لا شك أن ذات العنق الفظ ينتمي إلى فصيلة الورل، التي تنتمي إلى السحالي التي تعيش على اللحوم، وهي تأكل  أنواع مختلفة من الحيوانات، فمنها من يعتاد على أكل الفئران والجرذ والقشريات  والأسماك، ومنها من يأكل العصافير وبيضها، والتماسيح وبيضها، ومنها ما يأكل حيوانات أكبر من هذه، كما هو حال الخراف والماعز، وقد نتحدث عن ورل كبير جدا مثل كومودو دراغون الذي قد يأكل الأبقار أو حتى الثيران. أي أنه من السحالي التي تأكل أنواع مختلفة من الحيوانات.

ولكن من الأطعمة الفضلة لدى غالبية أنواع الورل، اللحوم المتعفنة ذات الروائح الكريهة، التي تعثر عليها وسط الغابات التي تسكنها. أما ورل العنق الفظ، فيأكل بعض الأشياء المختلفة. نذكر أولا أن هذا الورل يسكن في ظروف بيئية محددة، فهو لا يوجد إلى في الغابات الاستوائية الخضراء دائما، وهي ليست أماكن عادية في أي مكان من العالم، كما أنها لا تتغذى على نفس الأطعمة التي يأكلها باقي أنواع الورل، لأنه يتغذى على الحشرات وحدها على الأرجح، من الأطعمة التي يفضلها النمل الأبيض، وحتى يشبع من أكلها لا بد أن يأكل كميات كبيرة جدا. كما يأكل أيضا نوع من النحل الذي يسكن الأشجار، كما يأكل حشرة أخرى تكثر في تلك الأدغال وهو يعرف بفازميد، قد يتساءل البعض عن شكله وهو في الواقع يسير مستقيما وكأنه قش متحرك، أحيانا ما يجدونها في حدائق المنازل القريبة من هناك. أي أن هذا الورل يعيش على أكل الحشرات، مع أنه قد يأكل أحيانا بعض القشريات أو الضفادع أو حتى العنكبوت، ولكنه في أغلب الأحيوان يتغذى على الحشرات وحدها.

يتمتع  الورل الأسود بعدد من المزايا الخاصة التي تساعده في العيش على هذا النحو. لننظر أولا إلى مخالبه، يمكن أن ترى بوضوح أن لديه مخالب طويلة وثقيلة وحادة جدا، وهو يستخدمها لعدة أهداف، فبما أنه يسكن فوق الشجر تفيده في براعة التسلق، ذلك لأنها تمكنه من التمسك بالأغصان والتحرك هناك بكثير من الرشاقة. أضف إلى ذلك أنه يستعملها لرفع لحى الشجر للوصول إلى الحشرات، كما تمكنه من تمزيق الأخشاب المتعفنة للنيل من الحشرات التي تختبئ فيها، وهو مدرب على ذلك جيدا. أي أن المخالب هامة جدا بالنسبة لذات العنق الفظ. الميزة الأخرى بالغة الأهمية بالنسبة لنمط حياته، هو الأنف، لنتأمل جيدا بالأنف، علما أنه من الأفضل أولا أن نعثر على أنفه. عندما تتخيل سحلية ما أين تتصور أنفها؟ في نهاية المخروط الأمامي حيث يكون أنف السحالي. ولكن هذا الورل يختلف تماما. أريدك أن تتأمل بجانب وجهه، وعلى مسافة قريبة من عينه، بعيدا عن فمه، هناك ثقب صغير. هذا هو الأنف، أي أن أنفه ليس في نهاية فمه. هناك أسباب لهذه الميزة، منها أن هذا الورل يتغذى كما قلنا على النمل الأبيض. أما طريقة أكل النمل الأبيض فهي تكمن بفتح ثغرة في موقع خليتها حيث يدس بفمه ويبدأ بالأكل دون توقف. ماذا يحدث له لو كان أنفه فوق فمه، كما هو الحال بالنسبة لأنف البشر المفتوح باستمرار؟  ماذا لو كان أنفه هناك؟ ماذا سيحدث؟ من الطبيعي أن يدخل مئات النمل إلى أنفه، ما قد يصيبه بالجنون حتى وإن كان فظ العنق.

أما هنا فنلاحظ أن الأنف في أعلى الوجه، وهكذا يمكنه أن يغمس فمه ليأكل ما يريده من النمل الأبيض، دون أن يتعرض أنفه للأذى، وحتى إذا تمكنت من الوصول إلى أنفه، نرى أنه يتمتع بنوع من الصمامات، حين يقفلها لا يمكن لأي نوع من الحشرات أن يدخل إلى أنفه. أي أن هذه ميزة مناسبة، ولكن هناك سبب آخر يجعل هذه الثقوب على جانبي وجهه وليس في أسفله، هو أن هذه السحالي تعيش فوق أشجار الغابات الاستوائية، التي عادة ما تكثر في أشجارها الأشواك الحادة، ولو كان أنفه متدنيا لتعرض لإحدى هذه الأشواك، كان ذلك ليؤلمه جدا، وهكذا فإن وجود الأنف بعيدا بالقرب من العينين، وبما أنه يتمكن من إقفالها، فهو غير مجبر على القلق بهذا الشأن .

وهكذا يمكن أن ترى بأن ورل العنق الفظ يتمتع بالمزايا اللازمة التي تمكنه من  الحصول على الأطعمة التي يحبها، و من العيش وسط الغابات الاستوائية الخضراء.

=-=-=-=-=-=-=

نتحدث الآن عن ثعبان يسكن في غينيا الجديدة وأستراليا، وهو يسمى أصلة السجاد. قد يتساءل البعض الآن أي اسم هذا؟  وهل يسمى أصلة السجاد لأن الناس تمشي عليه؟ كلا. أم انه يحمل هذا الاسم لأن الناس يستعملون جلده لصنع السجاد؟ كلا. إذا تأملت بالبقع التي على ظهره قد تشعر وكأنك أمام نمط قديم من الحياكة بألوان باهتة جدا. ليست فاتحة اللون ولا داكنة بل مجرد ألوان باهتة من أثر السنين، هذا هو مصدر اسم ثعبان السجاد. علما أن اللون الأبيض الداكن يغلب على جسمه مع الكثير من البقع البنية الداكنة اللون فوقه، وهو ليس موحد الألوان أو بعدة ألوان كما يمكن أن نرى. له قريب يسمى الأصلة الماسية، وهو أكثر تلونا منه، على اعتبار أنه نسيج من الأزرق والأسود وتعلو حراشفه بعض البقع الصفراء، التي هي بشكل الألماس اللامع فوق جسمه،  لتمنحه هذا الاسم.

كان الناس ولفترة طويلة يعتبرون أن الأصلة الماسية وأصلة السجاد هما اسمان لأفاعي متفرعة من فصيلة واحدة، أما اليوم فقد تبين أنهما من فصيلتين مختلفتين، ولكنا اليوم لن نخوض فيما إذا كانتا من فصيلة واحدة أم لا، ما يهمنا في الأمر هو أنهما متقاربتان جدا أيا كان تصنيفهما.

عادة ما تبلغ كل من الأفعى الماسية وأفعى السجاد أحجاما كبيرة، إذ يمكن لهذه أن تتراوح بين ثمانية وعشرة أقدام، مع أنها أحيانا ما تصل إلى أربعة عشر قدم. أي انها كبيرة فعلا. نعرف عن هذه الأصلة بأنها من العاصرات، أي أن هذا هو الأسلوب الذي تتبعه للحصول على غذائها، فهي ثعبان قوي مثل جميع العاصرات، وكالكثير منها ، إذا كنت تمشي في غينيا الجديدة وأستراليا بحثا عنه، قد تجده قريبا من مجاري المياه، فالكثير من هذه الثعابين يسكن قريبا من الماء، لهذا يمكن أن تجدع إلى جانب الأنهر والبحيرات والبرك والقنوات بين غيرها. كما يمكن العثور على أصلة السجاد فوق الأشجار، فهذه الثعابين ليست ماهرة في السباحة فحسب، بل تتقن التسلق أيضا، فالحقيقة هي أن للأصلة ذيل إمساكي، يمكن أن تراه الآن ممسكا برسغ يدي، أي أنه يمسك بأغصان الشجر بشدة، كما يمسك المرء بها تقريبا، ما يجعلها متسلقة بارعة.

عادة ما تعيش أصلة السجاد على حيوانات مثل الفئران والجرذ وما شابه ذلك، علما أنه في كثير من أنحاء أستراليا وغينيا الجديدة، يبحث العديد من المزارعين عن هذه الثعابين في الجوار، ويأتوا بها ليطلقونها في الحظائر والحقول، أي أنهم يستخدمونها لمكافحة الفئران ولجرذ والأرانب هناك. أي أن هذه الثعابين عادة ما تكون ودية للمزارعين في أستراليا.

لدى أصلة السجاد ظروف غير اعتيادية أخرى في أستراليا، لنذكر أولا أنها ليست من الثعابين السامة كجميع ثعابين الأصلة، علما أن أستراليا هي البلد الوحيد الذي يحتوي على عدد من الثعابين السامة  أكبر من تلك الغير سامة، ففي أي مكان من العالم، بدءا من جنوب أمريكا وشمالها وأوروبا وغيرها، فهي تحتوي على عدد الثعابين الغير سامة  أكبر من تلك السامة، أي أنها في أمريكا الجنوبية عادة ما لا تكون سامة، أما في أستراليا فغالبا ما تكون سامة.

على هذه الأصلة أن تنافس الثعابين السامة، فمن يعمل بجهد أكبر؟ لنفكر بالأمر ونأخذ أفعى النمر مثالا على ذلك لأنها من الأفاعي السامة في أستراليا، لنفترض أنها رأت أرنبا، ماذا تفعل كي تأكله؟ تلسعه لتقتله وتبلعه. وماذا عن أصلة السجاد؟ عادة ما تمسك به وتلف جسمها حوله وتعصر حتى يعجز عن التنفس، وبعد أن تقوم بذلك، تمسك به للتأكد من موته، ثم تطلق سراحه، وتراقبه لبضع لحظات للتيقن من موته فعلا، ومن أنه لا يدعي الموت، وحينها، تبتلعه. من يعمل أكثر؟ أصلة السجاد. عليها أن تقوم بعمل أكبر لتأكل الحيوان ذاته، لهذا من الصعب على عاصرة كأصلة السجاد أن تنافس الثعابين السامة، التي تتقن الصيد أكثر وتستطيع أن تأكل أكثر. ولكن المجال الذي تتفوق فيه الأصلة هو أنها تستطيع الصيد في ثلاثة  ظروف بيئة مختلفة. فهي تصطاد فريستها عند الماء، وفوق الأشجار وعلى الأرض أيضا، أما الأفعى السامة فهي لا تأكل إلا في ظرف بيئي واحد ومحدد، فإما أن تكون أفعى مائة أو شجرية أو برية. ما يمكن هذه الأصلة عبر قدرتها على العيش في ظروف بيئة متنوعة، من صيد المزيد من الحيوانات ما يمكنها من منافسة الثعابين السامة، رغم أنها لا تتمتع ببراعة في القتل تماثلها.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster