اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الزواحف 017 - البوا الزهرية
 

البوا الزهرية

 

أرى أن نبدأ حلقة اليوم بالتحدث عن ثعبان غير اعتيادي يعيش في مكان غير اعتيادي. تعيش هذه الأفعى في الجنوب الغربي من الولايات المتحدة، أعرف أن البعض قد يتساءل وأين الغرابة في ذلك؟ فهناك عدة ثعابين تسكن في الجنوب الغربي من الولايات المتحدة، ومنها المجلجلة والأفعى الملكة وأفعى الجرذ وأنواع أخرى كثيرة من الثعابين، فما الغرابة في هذه الأفعى إذا؟ تكمن الغرابة في أن أحدا لا يتوقع العثور على البوا العاصرة هناك، ومع ذلك فهذه تسمى البوا الزهرية، وهي واحدة من نوعين من البوا المنتشرة في الولايات المتحدة، أما الثانية فتدعى البوا المطاطية، التي لا تتواجد في تلك المناطق على الإطلاق بل يمكن العثور عليها في الشمال الغربي من الولايات المتحدة، فهي تنتشر في أنحاء متعددة من مونتانا وأيداهو وواشنطن، كما يمكن العثور عليها في شمال كليفورنيا وفي أوريغون، وهي عادة ما تكثر في المناطق الجبلة وفي الغابات هناك.

أما البوا الزهرية فهي لا تتواجد هناك بل كما قلت في المناطق الجنوب غربية من الولايات المتحدة، وتحديدا في جنوب كليفورنيا ومن هناك باتجاه الجنوب الغربي من ولاية أريزونا، كما وفي أرياف المكسيك.

عندما أتحدث عن البوا العاصرة أي شكل من الثعابين تتخيل؟ من المحتمل جدا أن تتصور واحدة من الأفاعي الكبيرة جدا والثقيلة الوزن، ومن المحتمل جدا أن تتخيلها تزحف في الأدغال أو المناطق الشجرية وغابات المطر الاستوائية أو بالقرب من الأنهر البطيئة التي تنساب وسط هذه المناطق، هذا هو الانطباع الذي نحمله عن البوا العاصرة، أما البوا الزهرية فلديها بعض المزايا المشابهة لتلك التي في أمريكا الجنوبية إلى جانب عدد من الفوارق أيضا. من المزايا المشتركة نذكر أن الجنوب أمريكية والزهرية من الثعابين العاصرة، أي أنها تعصر فريستها حتى تعجز عن التنفس فتبتلعها. كما أن لكلاهما أجسام بدينة وثقيلة تنتهي بذيل قصير جدا. ومن المزايا المشتركة بينهما الحراشف الناعمة واللامعة جدا التي تعلو جسمها، كما أن بؤبؤ عيناها عمودي بالإضافة إلى أنها تنجب صغارها أحياء.

ومع ذلك فهناك فوارق كثيرة أيضا، من بينها أن البوا الزهرية قصيرة جدا، علما أن الفكرة الشائعة عن البوا هي أنها طويلة، حتى أن طول بعضها قد يصل إلى سبعة عشر قدم أي أنها طويلة جدا، أما الزهرية فيتراوح طولها بين قدمين وقدمين ونصف، حتى أن الكبيرة جدا منها لا تتعدى ثلاثة أقدام ونصف، أي أنها ليست من الثعابين العملاقة أبدا.

تذكر أننا قلنا يوما بأن ثعابين البوا تسكن في الأدغال أو المناطق المشابهة لها، أما البوا الزهرية فهي لا تسكن في هذا النوع من المناطق، بل تفضل العيش في المناطق الصحراوية القاحلة والجافة، أي أن ظروفها تختلف جدا عن الأدغال. ومع ذلك فهي تسكن في المناطق الصحراوية الجافة والقريبة من المياه، كما هو حال الواحات مثلا وهي برك صغيرة تتوسط رمال الصحراء، أو بالقرب من الجداول أو الجداول الموسمية في المناطق القاحلة والجافة. والمقصود بالجداول الموسمية هنا تلك الجداول التي تنساب فيها المياه عندما تمطر، حيث تمتلئ ممرات الجداول وتنساب المياه في عروقه حتى يتوقف المطر وتجف الممرات ثانية ولا يبقى فيه إلى بعض البرك المتباعدة. ومع ذلك فإن البوا الزهرية لا تحتاج إلى موارد مائية دائمة حيث تعيش. قد يتساءل البعض، طالما أنها لا تحتاج إلى الماء ، فلماذا تعيش بالقرب منها في الصحاري؟ إنها لا تعيش هناك طلبا للماء بل بحثا عن الحيوانات التي تأتي طلبا للماء، أي أنها تجد الطعام هناك.

تمضي البوا الزهرية غالبية وقتها في الزحف على الأرض،ومع ذلك فهي أحيانا ما تتسلق الأشجار، كما تتمتع بذيل شبيه جدا بالذيل الإمساكي، أي أنه ليس بجودة الذيول الإمساكية لدى الثعابين الأخرى التي يمكن الاعتماد عليها للتمسك بالأغصان، فهي تنفعها جزئيا للتمسك.

تحاول هذه الثعابين القبض على الحيوانات التي تأتي إلى الماء كي تشرب، أي أنها تحصل على الطعام من هناك لهذا تبقى قريبة من الماء، وهي تتغذى على الجرذ والفئران وبعض السناجب والطيور. ولكن متى تذهب الفئران للحصول على ماء الشرب؟ عادة ما تفعل الفئران ذلك ساعة الغروب، وهذه هي الفترة التي تنشط فيها هذه الثعابين تحديدا منذ غروب الشمس وحتى ساعات متأخرة من الليل. أي أنها تنشط ليلا. عندما تنزل هذه الحيوانات للشرب، تمسك بها الزهرية، وجميعنا يعرف أنها بطيئة وكسولة، لدرجة أنها أحيانا ما لا تعصر الفأر أو الجرذ أو السنجاب، بل تتمسك به حتى يشعر بالتعب الشديد، ثم تبتلعه وهو حي بعد. أي أن هذه طريقة مناسبة لاصطياد الحيوان وقتله وأكله. ولكن كيف لها أن تصطاد الطيور؟ علما أن الطيور ثاقبة النظر وسريعة جدا، لهذا من الصعب جدا اصطيادها. ولكن ماذا تفعل الطيور في الليل؟ تصعد إلى عشها، وتنام.  وبما أن هذه الأفعى تتسلق الأشجار، لهذا يمكنها أن تنتهز الفرصة في الليل، كي تبحث عن عش الطير، حتى تعثر عليه وتمسك بالطير ثم تعصره أحيانا ولا تفعل في أحيان أخرى، بل تكتفي بابتلاعه مباشرة. وهكذا فهي معتادة جدا على التأقلم مع ظروف صيد الطيور وسط الليل، وصيد الحيوانات الأخرى بعد المغيب.

والآن كيف للبوا الزهرية أن تنجو من أعدائها؟ لا يمكنها الفرار بالطبع فهي بطيئة جدا لا يمكن أن تنجو بنفسها إذا حاولت الهرب لأنها بطيئة وكسولة جدا. يمكن أن ترى بأنها لا تكثر من الحركة هنا في يدي أيضا، أي أنها لن تحاول الفرار، لأنها ليست مهيجة فحتى لو تعرضت لهجوم، لا تلسع مباشرة للدفاع عن نفسها، بل عادة ما تلجأ إلى الالتفاف حول نفسها حتى تصبح كالكرة،  ثم تخبئ رأسها داخل الكرة، وتبقى ساكنة هناك، ببساطة على أمل أن يتركها العدو وشأنها ويرحل بعيدا، أحيانا ما تفلح في ذلك.

لنفترض أن ثعلبا شاهد هذه الأفعى وأراد التهامها كوجبة غداء أو عشاء، ما أن يقترب إليها حتى تخاف وتخبئ رأسها داخل جسمها. نعلم بأن الثعلب مفترس، ومن عادة الحيوانات المفترسة ان تمسك فريستها من العنق، ولكنه عندما ينظر إلى كتلة البوا، لا يتمكن من رؤية الرأس، فيقلبها إلى عدة جهات دون أن يعثر على الرأس،  لنرى إن كانت قابلة للالتفاف على نفسها هنا، يبدو أنها أفلحت، المهم أنه  لا يعثر على الرأس، وبعد فترة من الوقت يتساءل الثعلب في نفسه، ما بهذا الحيوان الذي ليس له راس، يحار الثعلب جدا في أمره وهو يقول لا بد أن هناك مشكلة يستحيل أن يكون هذا حيوان. يستاء الثعلب جدا ويقرر أن يبحث عن حيوان له رأس، لا يمكن أن أقبل بشيء دون رأسه، فيتركها ويرحل، أي أن البوا الزهرية تنجو بنفسها أحيانا على هذا النحو، ولكن ليس دائما، لأن بعض الثعالب لا تكترث بالرأس بل تعض الجسد وتأكل الثعبان بشهية. لهذا فهو لا يتمتع بالطريقة الفضلى للخلاص من أعدائه، ولكنها تبدو محببة للبوا الزهرية.

=-=-=-=-=-=

سنتحدث الآن عن أحد أفراد عائلة أغاميد للسحالي. وهو يسمى دراغون الماء الأخضر. تعيش هذه السحلية في أستراليا وغينيا الجديدة وحتى في بعض المناطق الواقعة في جنوب شرق آسيا. يمكن القول أن دراغون الماء الأخضر من أكبر سحالي عائلة أغاميد للسحالي ذلك أن طوله يصل إلى ثلاثة أقدام، ما يعني أنه كبير نسبيا علما أن السواد الأعظم من طوله يكمن في الذيل الذي هو أكبر جزء في جسمه، وإذا تأملت في ذيله يمكن أن ترى بأنه مضغوط عموديا، أي أن جانبيه أعرض من سطحه، وهو ليس مسطح من فوق بل من الجانبين. وهناك عدة أسباب تجعل الذيل على هذا النحو.

نعرف من اسمه دراغون الماء الأخضر بأنه قد يمضي الكثير من وقته في الماء، ومن المحتمل أن يكون سباح ماهر،   وهذا الذيل يساعده في السباحة. إذا سبق لأحدكم أن أبحر في مركب لا بد أنه لاحظ الدفة، وهي أداء تستخدم لتوجيه المركب، وهو يستخدم ذيله المسطح لتحديد وجهته أثناء السباحة. كما يمكن أن يستعمله للتجديف، تماما كما نستعمل المجداف في الزوارق، ولا شك أنه يستعمل الذيل أيضا ليساعده على السباحة بسرعة أكبر. أي أن ذيله يؤكد تأقلمه مع ظروف السباحة في الأنهر والبحيرات التي يسكن بالقرب منها.

تسكن هذه السحالي في غابات المطر الاستوائية والأدغال والمناطق المشابهة الأخرى، وعادة ما نجدها بالقرب من الأنهر والبحيرات، كما تمضي الكثير من الموقت فوق الأشجار فهي بارعة في التسلق أيضا، وكثيرا ما تجلس فوق الأغصان التي تتدلى من فوق الماء، أما السب في ذلك فهو أنها تتمكن من القفز في الماء عندما يقترب العدو منها، وتلوذ بالفرار بعيدا، وهذا مفيد جدا إلا إذا كانت تفر من شيء آخر كالتمساح، فإذا حالت السحلية ذلك سيأكلها التمساح على الفور. وهذا ما لا تريده، لهذا أحيانا ما لا يشكل القفز في الماء الخطوة المثالية. ماذا بوسعها أن تفعل إذا طاردها التمساح؟ يمكن أن تصعد إلى الشجرة، تذكر بأنها بارعة في التسلق، وهكذا ينجو بنفسه لأن التمساح لا يستطيع تسلق الأشجار، ولكن ماذا لو طارده حيوان يمكنه تسلق الأشجار كما هو حال القط البري أو النسر أو الصقر؟ حيث يمكن لأي منهم أن يأكله بسهولة فوق الشجر، فلن ينجو بنفسه. ولكنه أحيانا ما يواجه عدوا لا يستطيع الهرب بتسلق الأشجار  أو السباحة، فهل له وسيلة أخرى للنجاة من عدوه؟ طبعا، يمكنه أن يعدو أيضا، فهذه من السحالي السريعة، طبعا يمكن أن تعدو بسرعة هائلة لدرجة أنها حين تبلغ سرعتها القصوى يرتفع الجزء الأمامي من جسمها عن الأرض، فينتهي الأمر بالعدو على قوائمه الخلفية فقط، ليحقق سرعة هائلة. أي أن هذه السحالي تتقن السباحة وتسلق الأشجار والعدو بسرعة، وهذه ثلاثة سبل يستعملها للنجاة من أعدائه، وما عليه سوى اختيار الطريقة المناسبة للهرب، من العدو المناسب، فلا يحاول العدو أمام حيوان سريع العدو، أو تسلق الشجر من عدو يتسلق الأشجار أو الهرب في الماء من عدو يتقن السباحة وإلا لن يتمكن من الخلاص من براثنه.

ومع ذلك أحيانا تقع هذه السحلية في يد عدوها مهما بذلت من جهود، وعند ذلك تجبر على القتال، وهي بارعة في القتال أيضا إذا أنها تتمتع بفكين قويين وعضاتها تؤلم كثيرا كما تتمتع بمخالب طويلة وحادة كما  ترى في نهاية الأصابع، وهي تستعملها لتجرح أعدائها، كما تستخدم الذيل أيضا كالسوط، أي أنها تتمتع بوسائل فعالة إذا أجبرت على القتال، ولكنها تفضل الهرب، على القتال، ذلك أن القتال عادة ما يصيب بجروح، ودراغون الماء الأخضر لا يحب أن يصاب بجروح.

قلنا بأن هذه السحلية تسكن في غابات المطر الاستوائية بالقرب من البحيرات والأنهر، كما أنها تأكل أنواعا كثيرة من الأطعمة. هناك الكثير من سحالي أغاميد التي تعيش على أكل اللحوم، كما أن البعض الآخر منها يعيش على اللحوم والأعشاب في الوقت نفسه، بينما يأكل النوع الثالث النباتات وحدها، أما دراغون الماء الأخضر فيأكل النباتات واللحوم في وقت واحد. من النباتات تتغذى على الأعشاب وأوراق الشجر، كما تتغذى عل عدة أنواع من الفاكهة كالبطيخ وغيره أي أنها تتغذى على أشكال مختلفة من الأطعمة النباتية،  كما أنها تتغذى على أنواع مختلفة من الحيوانات، ومن بينها الضفادع والقشريات من الماء، وعلى اليابسة وفوق الأشجار تأكل العصافير والسحالي، أي أنها تتغذى على تنوع من الأطعمة، أي أنها متأقلمة على ظروف العيش، في الأدغال  وغابات المطر الاستوائية التي تنتشر فيها.

خضعت هذه السحالي مؤخرا للدراسة من قبل الباحثين لمعرفة ما يسمى بالتطور التحولي، أما التحول فيعني تغير الحيوان خلال فترة من الزمن، فإذا شهد متغيرات جيدة يمكن أن يزدهر وتكثر أعداده، أما إذا شهد متغيرات سيئة من المحتمل جدا أن يموت وينقرض، كما أصاب الديناصورات التي لم يعد هناك الكثير منها.

تشكل هذه السحالي نموذجا عن التطور التحولي، ما يعني أنه لدينا نوعين من الحيوانات التي تنمو في منطقتين جغرافيتين مختلفتين من العالم، ولكنها تعيش في الظروف نفسها، أي أنها تتغذى على أنواع الأطعمة ذاتها وتعيش ضمن الظروف البيئية نفسها، أي أنها تعيش على أسلوب الحياة نفسه، وعندما يحدث ذلك عادة ما يتشابه كل منهما بالآخرن حتى أنهما قد يبدوان قريبا، جدا رغم أنه لا يوجد بينهما  أي علاقة  على الإطلاق. 

إذا تأملنا بدراغون الماء الأخضر وقارناه بالإغوانا الخضراء، سوف نرى فيهما نموذجا عن التطور التحولي، فالإغوانا الخضراء تعيش في العالم الجديد، ودراغون الماء الأخضر في العالم القديم، أي أنهما لا تعيشان في الأماكن ذاتها، ومع ذالك يمكن أن ترى بأن رأسيهما متشابها وهذا هو حال الجسد أيضا وحال الذيل والقوائم كذلك، ولديهما الكفاءات نفسها في التسلق والسباحة والعدو السريع على الأرض، وكلاهما تأكلان النباتات واللحوم في آن واحد، وتسكنان في الأدغال وغابات المطر الاستوائية، أي أنهما متشابهتان جدا، مع أنها لا ترتبط بصلة القرابة أبدا.

نجد المثال الآخر عن التطور التحولي بين البوا والأصلة، حيث تسكن البوا في العالم الجديد والأصلة في العالم القديم، وهما متشابهتان جدا وتعيش ضمن الظروف البيئة نفسها وتتغذى على نفس الأطعمة، ولكن هل هما متقاربتان؟ على الإطلاق، أي أن التشابه بين الحيوانات لا يعني أنها ترتبط بصلة قرابة على الإطلاق.

=-=-=-=-=-=

سنتحدث الآن عن أطول أفعى في العالم، وهي تسمى الأصلة المتشابكة، تسكن هذه الأفعى في جنوب شرق آسيا وفي جزر الفليبين وفي شرق الهند. تنمو الأصلة المتشابكة ليبلغ طولها اثنين وثلاثين قدم، ما يجعلها الأفعى الأطول في العالم، أما الأفعى التي معنا اليوم فهي أنثى، وقد أطلق عليها اسم سالي، تبلغ من العمر عشرة أعوام، وما زالت قابلة للنمو جدا كثيرا بعد، يبلغ طولها الآن عشرون قدم، وهي تزن مائتي رطل، أي أن حجمها كبير نسبيا.

تعيش هذه الثعابين في الأسر حتى تبلغ الثلاثين من العمر، ما يعني أنه من الضروري جدا للآباء الراغبين بشراء ثعبان صغير لولدهم، أن يعرفوا القليل عن الثعبان قبل شرائه.

لنفترض أن أحدهم أراد شراء الأصلة المتشابكة لابنك أو ابنتك البالغة من العمر ثمانية أعوام، ماذا سيحدث بعد عشرة أعوام؟ سيبلغ ابنك الثامنة عشرة ويذهب إلى الجامعة، فيبلغ طول الأصلة عشرون قدم، ولا يمكنها الذهاب إلى الجامعة مع ابنك أو ابنتك، بل ستبقى في البيت مع الأم والأب، لهذا من الأفضل أن تعرف القليل عن الثعبان الذي تشتريه، فجميعها تبدأ بأن تكون صغيرة جدا، ليبقى بعضها صغيرا ويصبح البعض الآخر هائل الحجم كما هو حال سالي. لهذا لا بد أن تعرف القليل عن الثعبان الذي تشتريه، يرغب الكثيرون بشراء ثعابين صغيرة، ولا يريدون الحصول على ثعبان كبير كهذا، لأنه يحتاج إلى الكثير من العناية وإلى قفص كبير ويأكل الكثير من الطعام لهذا فهو يكلف الكثير، لهذا لا بد من التأكد مما تشتريه قبل أن تصبح في ظرف لا يمكن التراجع عنه.

تحاول سالي أن تلوذ بالفرار  كما ترى، يبدو أنها تتمدد قليلا، ويبدو أنها لن تسبب المتاعب، ولكن الأفاعي التي بهذا الحجم، لا تحتمل البقاء في مكان واحد لمدة طويلة.

يمكن أن ترى بأن سالي من الثعابين الكبيرة جدا، كما أنها غاية في الجمال، إذا تأملت فيها دعني أحاول أن أقلبها قليلا،  من السهل أن ترى بأن ألوانها تميل إلى الألوان السوداء والبنية والذهبية إلى جانب الحراشف اللامعة فوق جسمها، أي أنها غاية في الجمال.

قد يتساءل البعض من أين جاء لقب المتشابكة هذا؟ على اعتبار أن أسماء الثعابين تتحدث عنها دائما، خذ على ذلك  مثال الأصلة الدموية، فهي تميل إلى اللون الأحمر الدموي، ومثال الأصلة الهندية، لأنها تعيش في الهند، والأصلة الكروية تلتف حول نفسها لتصبح كروية الشكل في مواجهة الأعداء، ولكن أين التشابك في هذه الأصلة؟ خصوصا وأنها كلمة كبيرة يصعب لفظها أحيانا، ولكن إذا علمنا ما تعنيه الكلمة سنكتشف أن الاسم يناسبها جدا، تعني المتشابكة أنماط معقدة جدا كتلك التي على السجاد الشرقي، حسنا، إذا تأملنا بالبق التي على ظهر سالي،.. دعني أرفعها كي نرى المزيد منها، يمكن أن ترى بأن البقع التي على ظهرها معقدة جدا، وهي شبيهة جدا بأنماط النسيج في السجاد الشرقي، أي أن لقب المتشابكة مناسب جدا لهذه الثعابين، ولا يقتصر الأمر على صعوبة لفظها أحيانا.

يمكن أن نعتبر هذا الثعبان عملاق جدا، قد يقول البعض في نفسها أنها تأكل عشرة مرات في اليوم الواحد، كلا على الإطلاق، حتى أن قلة منها تأكل مرة في اليوم، وهناك ثعابين تأكل مرة في الأسبوع، أما الثعابين المشابهة لسالي فهي تأكل مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أسابيع، ولكنها حين تأكل فهي تلتهم الكثير.

يمكن لهذه الأفعى أن تلتهم حوالي خمسة وأربعين رطلا من الطعام، في الوجبة الواحدة، أي أنها حين تأكل تلتهم كل ما حولها، ولكنها لا تأكل في فترات متقاربة، قد يعتقد البعض أنها تأكل حيوانات هائلة،  ليس هذا صحيح أبدا، فهي عادة ما تتغذى في البرية على حيوانات بحجم الأرنب، أو الجرذان الكبيرة، وما شابه ذلك، لهذا فهي تأكل أعداد كبيرة منها، بدل أن تأكل حيوان كبير واحد، مع أنها أحيانا ما قد تأكل عنزة برية أو غزالا أو ما شابه ذلك ولكن غالبية ما تأكله في البرية يقتصر على كميات من الحيوانات الصغير.

يمكن للبعض أن يتساءل كيف للمتشابكة أن تنجو من أعدائها؟ لا شك أن ليس لهذه الأفعى الكثير من الأعداء بل يمكن القول بأن عدوها الوحيد هو الإنسان الذي يعادي جميع الحيوانات، وإذا ما حاول شخص ما أن يهاجمها أو يصطادها عادة ما تلسعه، فهي تتمتع بفم كبير وأسنان حادة، فإذا تعرض شخص لعضاتها ستجرحه عميقا وتؤلمه جدا، دون الحاجة لأن تكون من الأفاعي السامة، نعرف أنها ليست من الأفاعي السامة، ولكنها تستطيع أن تسبب جراحا عميقة.

ما زالت سالي تجرجر بقاياها في أنحاء المنطقة هنا، المهم أني أريد الجميع أن يرى بأنها من الأفاعي الكبيرة والجميلة جدا، وأحيانا ما تكون ودودة للغاية، ولكنها أكبر بكثير مما يمكن أن تحتويه للعيش معك في البيت، لهذا من الأفضل أن تعرف القليل عن الأفعى التي تريد شرائها، قبل أن تتورط بها قبل أن تعرف مواصفاتها المتكاملة.

 --------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster