اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الزواحف 016 - الأصلة الدموية
 

الأصلة الدموية

 

ارتأيت أن نبدأ بهذه الأفعى التي تسكن بعيدا في جنوب شرق آسيا، وهي تسمى الأصلة الدموية. أعرف أن بعضكم يتساءل الآن ما تعنيه كلمة دموية، هل هي من مصاصو الدماء؟ هل تشرب من دم ضحاياها؟ كلا على الإطلاق فهي تحمل هذا اللقب لأن جزء كبيرا من جسمها عادة ما يميل إلى الاحمرار، بما أن الدم أحمر أطلق على هذه الأفعى لقب الدموية.

علما أن لون هذه الدموية داكنا، وهو يميل إلى اللون الأحمر الممزوج بالبني الذي يغطي جسمها. يمكن أن ترى بأنها ليست من الثعابين الطويلة ولكنها ثقيلة الوزن وبدينة جدا، تتميز بسماكة غير اعتيادية. كما أنها بطيئة جدا أي أنها لا تتحرك بسرعة كبيرة. إذا أردت البحث عن أصلة دموية في جنوب شرق آسيا، يمكن أن تعثر عليها في مناطق تغطيها غابات المطر، وكثيرا ما تجدها بالقرب من الأنهر والجداول، وإذا فكرت مليا تعرف بأنك ستجد الكثير من الأفاعي السمينة إلى جانب الأنهر والجداول والبحيرات والبرك. أما السبب في ذلك فهو أن الثعابين الكبيرة أن تعمل بجهد كبير كي تزحف على الأرض، أي أن ذلك يتعبها جدا وتستهلك الكثير من الطاقة في الزحف. أما إذا كانت تسبح في الماء فهذا يساعدها على الحركة بسهولة أكبر، لأن الماء يساعدها على حمل جسمها الثقيل، وهذا ما ينطبق على الناس.  فإذا ما تأملت بشخصين أحدهما سمين والآخر ضعيف، وهما يركضان أي منهما يبذل جهدا أكبر وأي منهما يستهلك المزيد من الطاقة؟ لا شك أنه السمين بالطبع، لأنه يجد صعوبة أكبر في تحريك جسمه على الأرض، أما إذا وضعتهما في المسبح، فمكن المحتمل أن يتمكن البدين من السباحة بالسهولة والكفاءة التي يتمتع بها الضعيف لأن الماء تساعده على حمل وزن جسمه. لهذا كثيرا ما نجد الثعابين السمينة تسكن إلى جانب البرك والبحيرات والأنهر، وهذا ما ينطبق على الأصلة الدموية.

رأينا إذا أنه هذه الأفعى السمينة جدا تسكن في المناطق الاستوائية، وهي معتادة على أكل الجرذ والفئران والحيوانات الأخرى الصغيرة، وخصوصا الثديات الصغيرة منها على وجه الخصوص.

أما الطريقة التي يعتمدها هذا الثعبان للصيد فهي انتظار تلك الحيوانات  على مقربة من الماء حتى تأتي كي تشرب من هناك. قد يتساءل البعض ماذا يفعل تحديدا لاصطيادها؟ جميعنا يعرف أن الأصلة كجميع بنات جلدها من العاصرات، أي أنها تمسك الفريسة بفمها ثم تلف جسمها حوله وتعصر حتى يعجز عن التنفس ويموت، فتبتلعه عل الفور. ولكن كيف تتمكن من الإمساك بالفأر أو الجرذ؟

يمكن اختصار ذلك بالقول أن الثعبان يختبئ بين بعض الأعشاب القريبة من النهر أو البحيرة، ويجلس بهدوء وسكينة تامة. قد يقول البعض أنه من الصعب على ثعبان كبير بهذا الحجم ان يختبئ جيدا، تذكر بأن ألوان هذه الثعابين عادة ما تكون لامعة، كالأحمر اللامع والأصفر الفاقع  والبقع الأخرى الساطعة فوق جسمها. قد يقول البعض أنه من السهل رؤيته حتى لو اختبأ تحت الأعشاب الكثيفة. ولكن الحقيقة هي أنك إذا تأملت في المنطقة التي يختبئ فيها ستلاحظ بأن أوراق الشجر والنفايات تميل إلى البني الداكن والأحمر، حتى أن لون الوحل الذي هناك عادة ما يميل إلى الاحمرار. أي أن ألوان جسم الأفعى تتناسب جدا وألوان المنطقة التي تحيط فيها. كما أن الكثير من أوراق الشجر التي تختبئ بينها ميتة، وعندما تموت أوراق الشجر تصبح صفراء. وهكذا رغم أن جسم الأفعى مغطى بالبقع الحمراء سيجد الكثير من الأوراق الصفراء والحمراء فوقها أيضا، ما يساعدها على الاختباء جيدا. ما يساعد الأفعى أيضا هو أن الحيوانات عادة ما تنزل إلى الأنهر للشرب عند غروب الشمس، أي عندما تخيم الظلال على المكان. وهكذا فإن البقع الداكنة تساعده على الاختباء بين الأعشاب ببراعة فريدة.

وهكذا فإن هذه الثعابين تستطيع الاختباء جيدا بين الأعشاب القريبة من البحيرات والأنهر، بحيث يصعب على الفريسة أن تراها جيدا. ولكن كيف للأفعى أن تعرف بأن الجرذ أو الفأر هناك؟ نعرف أنها لن تسمع خطوات أيا منهما. طبعا فليس للثعابين آذان، أي أنها لا تسمع شيئا على الإطلاق. مع أنها تشعر بذبذبات عبر الأرض ما يبلغها بوجود حيوان كبير قريب من هناك كالإنسان أو البقر أو الثيران أو حصان أو ما شابه ذلك. عند ذلك يعرف الثعبان أي موقع خصمه. ولكن إن كان الحيوان صغيرا كالفأر والجرذان المحتمل ألا ترتج الأرض تحته إطلاقا، أي أن هذا الأمر لن يساعده . ولكن ماذا عن عيناه؟ وهي كبيرة كما ترى، ولكن الثعابين ترى عبر مسافات قصيرة، كما أنها لا ترى إلا الأشياء المتحركة، ما يعني أنه إذا كان الفأر متسللا ولا يتحرك بسرعة قد لا يتمكن الثعبان من رؤيته جيدا. كما أن الظلال تخيم على المكان ساعة الغروب ما يساعد الفأر على الاختباء من الثعبان أيضا، إلى جانب اختباء هذه الأخير من الفأر في الظلال. ولكن كيف له أن يكتشف وجود الفأر؟ حسنا نعرف أنه يعتمد على لسانه كعضو للشم، ما يعني أنه سيبلغه بوجود الفأر أو غيره، ولكنه لن يحدد له بدقة مكان وجود الفأر.

يتمتع هذا الثعبان بشيء آخر، يمكن أن يساعده، وهو قدراته، على التركيز لمعرفة وجود هذه الحيوانات. تتمتع هذه الثعابين بصبر جميل جدا، إذ يمكنها الجلوس دون أن تأتي بأي حركة لساعات طويلة جدا، ودون أن يصدر عنها أي صوت على الإطلاق. وأخيرا عندما يتسلل ذلك الفأر أو الجرذ من جانبه ويصبح على مسافة قريبة منه ينقض عليه الثعبان ويمسكه بين فكيه ويعصره حتى يعجز عن التنفس ويبتلعه.

وهكذا نرى بأن الأصلة الدموية معتادة جدا على العيش ضمن الظروف الخاصة بالغابات الاستوائية لجنوب شرق آسيا.

=-=-=-=-=-=-=

سنتحدث الآن عن ثعبان جميل يعيش في الولايات المتحدة، والحقيقة أنه من الثعابين الأشد سما في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تسمى بالأفعى المرجانية، التي تنتشر في الكثير من الولايات الجنوبية من أميركا، كما تتواجد في كرولاينا جنوبا نحو جورجيا وألاباما ومن هناك إلى فلوريدا لتعبر الخليج إلى تكساس ومن هناك إلى أريزونا. كما تنتشر في الكثير من أرياف مكسيكو. والحقيقة أنك إذا تابعت المسير جنوبا عبر المكسيك، ستعثر على عدد من أقاربها، فهناك أفاع مرجانية تعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية أي أن هذه الأفعى تنتشر في عدة مناطق من القارة الأمريكية. يمكن أن ترى بأنها أفعى جميلة جدا تتمتع بثلاثة ألوان لامعة على شكل حلقات تغطي جميع أنحاء جسمها ذات ألوان حمراء وصفراء وسوداء. وهناك بعض التنوع في هذه الألوان، إذ يمكن للأحمر أن يكون زهري أو برتقالي كما يمكن للأصفر أن يكون عاجيا أو حتى أبيض ناصع، ولكنها عادة ما تكون حمراء وصفراء وسوداء في أغلب الأحيان.

نعرف بأن المرجانية ليست من الأفاعي العملاقة، والحقيقة أنها لا تبلغ أحجاما كبيرة بل عادة ما يتراوح طولها بين قدمين أو قدمين ونصف القدم، وهي تصبح كبيرة جدا عندما تبلغ ثلاثة أقدام، وهذه مرجانية كبيرة جدا كما ترى، حتى أنها تقارب الأربعة أقدام، ومع ذلك تستطيع أن تلاحظ بأن الكبيرة منها نحيلة جدا، أي أنها على خلاف ما قد تبدو عليه أفعى مانسون  المائية.

تعتبر المرجانية من الأفاعي الحفارة، فهي من الثعابين التي تمضي الكثير من الوقت في الحفر تحت الأرض، وهي تحب العيش هناك بين الحطب القديم وأوراق الشجر وأماكن مشابه، أي أنها تتصرف بسرية وكتمان، لهذا قلما يشهد المرء هذه الثعابين من حوله. علما أنها تنتشر في الأماكن التي تكثر فيها العيدان أو النباتات المنتصبة حيث يفاجئك سماع أحدهم يصرخ هناك أفعى مرجانية. وكأن انقلاب حدث بين الحضور  الذي يتركون المعاول والعصي ويتراكضون إلى  البيت ليوصدون الأبواب ويتصلون بالشرطة، ويفعلون ما بوسعهم للخلاص من تلك الأفعى.

والحقيقة أن هذه هي الطريقة المناسبة للنجاة من هذه الأفعى والخلاص من لسعاتها.

لا شك أن هذه الأفعى لا تنتشر فقط في الحدائق ومزارع الورود فحسب، بل يمكن أن تجدها في الغابات الصغيرة، كما يمكن أن تعثر عليها في الأماكن المحيطة بالأنهر والبحيرات، وفي الأماكن المشابهة جدا بالأدغال، وقد تجدها في منطقة تعرف بأفرغلاد في ولاية فلوريدا، أو في مستنقعات ولايات مثل لويسيانا أو مسيسبي. أي أنها تنتشر في أماكن متنوعة ومختلفة جدا. ولكنها حيثما كانت ستبقى تحت شيء ما فهي عادة ما لا  تخرج للزحف في المناطق المفتوحة. لا شك أن المرجانية تمضي الكثير من الوقت تحت الأشياء، وهي تتفذى على السحالي والضفادع ولكن طعامها المفضل هو الثعابين. لهذا فهي إن كانت حياة أليفة عادة ما تتغذى على الأفاعي لهذا ليس من السهل تدجينها أي أنها ليست من الحيوانات التي يحب المرء اقتنائها لعدة أسباب. أي أنها تأكل الكثير من الأفاعي فهي طعامها المفضل.

والآن كيف لأفعى المرجانية أن تنجو من أعدائها؟ عادة ما لا تواجه عدوا لأنها تمضي الكثير من الوقت تحت أشياء كثيرة، أي أن هذه ليست مشكلة كبيرة بالنسبة لها، ولكن إذا واجهت عدوا ما، قد تلوذ بالفرار إلى الأخاديد والحفر كأي ثعبان آخر، كما أنها أحيانا ما تلجأ إلى وسيلة غير اعتيادية، وذلك بلف ذيلها حتى يصبح على شكل كرة، ثم ترميه في وجه العدو. عندما تفعل ذلك غالبا ما يعتقد العدو أنه رأس الأفعى، فيرتد إلى الوراء في محاولة منه لتفادي لسعاتها، وعندما يفعل ذلك يمنح المرجانية بضعة ثوان لا تحتاج إلى غيرها للزحف والفرار بعيدا. أي أن هذه الثعابين تتمتع بطريقة جيدة للنجاة من أعدائها.

أضف إلى ذلك أنها إذا عجزت عن الفرار،  عادة ما تلسع مهاجمها، وتحقنه بسمها القوي جدا. يتميز هذا السم بأنه من النوع العصبي، أي أنه يهاجم الأعصاب ويوقفها، ويشل المرء تماما حتى أنه يوقف خفقان القلب، ويوقف تنفس الرئتين، وعندما تحصل أشياء من هذا النوع، يموت المصاب، أي أنها لسعات فتاكة.

الجانب الآخر من المسألة هي أن وسيلة حقن السم كسولة وبطيئة جدا، فهي تجد صعوبة في جعل السم يصل إلى الضحية، ذلك أن أنيابها صغيرة جدا، وفمها صغير أيضا، وهذا هو الحال بالنسبة لرأسها أيضا. لهذا تجد صعوبة في لسعاتها وحقن المصابين بالسم. كما أنها لا تفلح لسعاتها في عبور الأحذية، وهي تجد صعوبة في اختراق الملابس السميكة، أو قفازات العمل أو السترات الجلدية الثقيلة. أي ا،ها تواجه صعوبة في لسع الضحية، وحتى إذا لسعت أحدا وهو حاف لا يلبس حذاء، عليها أن تطيل العضة حتى تمكن من حقن السم في الجرح لأن أنيابها ليست طويلة، علما أنه إذا تعرض أحدكم لهذه العضات الطويلة عليه أن يبعد الأفعى عنه، دون أن يتركها تعض لأنها كلما أطالت العضة كلما تمكنت من حقن المزيد من السم. المهم أنها تواجه صعوبة في حقن السم، ما يناسب البشر جدا، ولا يناسب الثعبان.

حقيقة أن للمرجانية أنياب قصيرة لا يعني أنها ليست من الأفاعي الخطيرة، بال بالعكس تماما، ولا أريد لأحد أن يتعرض لما أصاب صديق لي في تكساس، كان يتنزه على أحد الأرصفة فظن أه شاهد في حديقة مجاورة، عقد ملون. فاقترب ليلتقط العقد ويتأمل به ولكنه وجد نفسه يحمل أفعى مرجانية.   تنبه إلى الأمر متأخرا بعض الشيء ولكن رمى الثعبان وتوجه إلى المستشفى. ولكنه قبل ذلك فكر بأن يحمل الثعبان معه، فأحضر كيسا وأمسك الأفعى بيده ووضعها هناك، فلسعته للمرة الثانية، عند ذلك أصبح بحالة سيئة، ولكنه وصل إلى المستشفى وتوجه إلى غرفة الطوارئ  حيث أبلغ الجميع بأن أفعى مرجانية قد لسعته، فجاء الطبيب لرؤيته ولكنه فتح الكيس الذي معه، وأمسك بالأفعى المرجانية التي لسعته للمرة الثالثة.

وكانت النتيجة أنه تعرض لإصابة خطيرة كادت تقتله. مع أنه حصل على جرعة مضادة للسم ونجى بنفسه ولكن أحدا لا يريد التعرض لمثل هذه التجربة، فإذا لسعتك أفعى خطيرة كهذه لا تحاول أن تمسك بها أو تقتلها أو تأخذها معك إلى المستشفى، لأن هذا سيسبب لك المزيد من المتاعب. لهذا إن رأيت هذه الأفعى دعها وشأنها.

قد يتساءل البعض وكيف لي أن أعرف بأنها المرجانية؟ هذا سؤال جيد جميعنا يعرف بأن لها ثلاثة ألوان الأحمر والأسود والأصفر على شكل حلقات متتالية، علما أن هناك ثعابين أخرى تتمتع بحلقات من هذه الألوان أيضا، ولكنها ليست مرجانية وليس لديها سم. وهي تسمى بالمزيفة ومنها أفعى الحليب والأفعى الملكة بين غيرها. تتمتع الثعابين المزيفة بحلقات يعلوها الأحمر والأسود والأصفر، ولكن الحلقات السود تفصل بين الحلقات الحمر والصفر. وحدها المرجانية تملك الحلقات الحمر خلف الصفر، وأفضل طريقة لتذكر ذلك، التفكير بإشارة السير، حيث ترى الأصفر إلى جانب الأحمر ما يدعوك للتوقف والحذر والتباطؤ، وإذا رأيت ثعبان تتوالى الحلقات الصفر فيه بعد الحمر يعني الأمر نفسه، التوقف والحذر والابتعاد عنه كليا، فلديه سم فتاك فعلا. تذكر أن الأحمر إلى جانب الأصفر يعني أنها مرجانية فعلا، ولا داعي أن تمنحها الفرصة لأن تلسعك.

=-=-=-=-=-=-=

سنتحدث الآن عن ثعبان جميل يسكن الشرق الأقصى، وهو يسمى الأفعى المتهادية. وه تنتشر في مناطق مثل جزر فلبين، وفي إندونيسيا وماليزيا، وبورنيو، ولا شك أن المتهادية جزء من فصيلة بيت فايبر، ونحن في الولايات المتحدة لدينا أفراد من هذه العائلة، نذكر من بينها المجلجلة ومائية ماكنسن ونحاسية الرأس وجميعها جزء من هذه العائلة. نذكر أن المتهادية شبيهة جدا بقريبة لها تسكن الولايات المتحدة، وهي مائية ماكنسن، التي  تشبها من حيث البنية، كما وفي شكل الرأس، من الواضح أن للمتهادية رأس كبير وكثيف تماما كرأس الماكنسن، ولديها أيضا جسم ثقيل وبدين وقصير نسبيا، ومع ذلك فإن أفعى ماكنسن تعتبر أكبر من هذه لأن طولها قد يبلغ ستة أقدام وحتى أطول من ذلك، أما المتهادية فيتراوح طولها بين قدمين وثلاثة أقدام، وإذا عثرت على واحدة تزيد عن ثلاثة أقدام ونصف فستسجل رقما قياسيا بين هذه الثعابين.

لدى المتهادية أيضا بعض الفوارق الأخرى التي تميزها عن مائية ماكنسن. ولكن يجب القول أولا أنهما متشابهتان في الأنياب وبأنهما من الثعابين السامة طبعا، كما أن مائية مانكسن تمضي الكثير من الوقت في الماء، كما تحب تسلق الأشجار التي تتدلى من فوق الأنهر أو البحيرات، ما يساعدها على القفز في الماء حالما تتعرض لأي خطورة فتصبح في أمان،  ولكن إذا كانت الشجرة مستقيمة لا يمكن لتلك الأفعى أن تتسلقها لأنها لا تتقن تسلق الأشجار، أما المتهادية فهي من الأفاعي الشجرية، وتعيش فوق الشجر، أي أنها تمضي الوقت في تسلق الأشجار.

تكثر هذه الأفاعي وسط الأدغال الكثيفة كما أنها تعيش في مزارع الجزر في فيليبين، وأماكن أخرى مشابهة. حيث تمضي الوقت فوق النباتات والشجيرات الصغيرة.

لا شك أنها تأكل الكثير من الحيوانات التي تجدها فوق تلك الشجيرات، ومن بينها العصافير، كما تأكل السحالي، دون أن تتخلى كذلك عن الفئران والجرذ التي تعثر عليها تحت الشجيرات، وهي تتدلى من فوق لتلسعها وتقتلها وتأكلها. أي أنها تأكل أنواعا كثيرة من الطعام تفوق ما تأكله الثعابين الشجرية المشابهة الأخرى. 

مع أنها من الثعابين التي تسكن الأشجار، ولكنها لا تتحرك بسرعة أبدا، بل هي من الثعابين البطيئة والكسولة، تتقن التسلق دون أن تتحرك بسرعة. كما تتمتع بذيل إمساكي، أي أنها تستعمله كي تمسك به أغصان الشجر كما يمسك المرء الأغصان بيديه، أي أنها تجيد التسلق ولكنها لا تقفز بين الأشجار كما تفعل الكثير من الثعابين الشجرية الأخرى، بل تتحرك ببطئ شديد فوق الأغصان.

نعرف بأن للأفعى المتهادية أسم آخر تشتهر به، فهي تسمى بأفعى المعبد، أما السبب في ذلك فهو أنها تتحرك بحرية كاملة في أحد المعابد المنتشرة في جزيرة بانينغ، يمكن العثور هناكعلى كميات كبيرة من هذه الثعابين تتسلق الأشجار والنباتات الكثيرة داخل المعبد، وهي تسكن هناك لأن الناس يغذونها. يوجد هناك الكثير منها، والكثير من الناس المعجبين بالثعابين، علما أنها لا تلسع أي شخص منهم. وهذه مسألة غريبة ولكن يقال أنها حقيقة واقعة في تلك الجزيرة.

الأمر الغريب الآخر بشأن هذه الأفعى هو أنها مدعى للتفاؤل، وذلك في جزيرة بورنيا، الكثيرين من سكان الجزيرة يحبون أن تسكن إحدة هذه الأفاعي فوق الشجيرات المجاورة لبيوتهم لأنها مدعاة للتفاؤل بالخير والصحة والسعادة وتحسين كل شيء بالنسبة لسكان البيت المجاور.

قد يعتقد  الناس هناك بالأمر جديا، علما أن هذا الاعتقاد لن يجعل البعض يتصل بتلك الجزيرة طلبا لبعض الثعابين، لأني متأكد بأن باقي أنحاء لعالم من الولايات المتحدة إلى أمريكا الجنوبية وأفريقيا وإسبانيا وبريطانيا ستتمسك بأسباب تفاؤلها الخاصة كالأرانب والحمائم وحدوة الحصان، ولا أظن أن أحدا اليوم يجمع هذه الأشياء لأنه يتفاءل بها.

 --------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster