اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الزواحف 015 - صِلّ الليل
 

صِلّ الليل

 

أولى الثعابين التي سنتعرف عليها اليوم هي عضو غير اعتيادي من فصيلة فايبر، وهي تسمى صِلّ الليل، وهي تنتشر إلى الجنوب من الصحراء الكبرى في أفريقيا، وهي تختلف جدا عن غالبية ثعابين الفايبر وأفاعي هذه الفصيلة. فإذا تأملت بها ستلاحظ أنها صغيرة الحجم علما أنها تكبر أكثر من ذلك بقليل، ولكن طولها لن يزيد أبدا عن القدمين، أي أنها قصيرة الطول وتتمتع بجسم نحيل جدا، بالإضافة إلى أن ذيلها دقيق ونحيل أيضا، ما يجعلها تختلف عن باقي ثعابين الفايبر، على اعتبار أن غالبية أفاعي الفصيلة تتميز بأجسام قصيرة وبدينة، بالإضافة إلى ذيول قصيرة وسمينة، ما يعل صلة الليل على العكس تماما. إذا تابعنا التأمل بهذه الأفعى سوف نرى أن هناك تمايز آخر بين ثعابين الفايبر وصلة الليل. نذكر أولا أن أن لغالبية ثعابين الفايبر رؤوس كبيرة وبدينة، ثم تنحني لتسفر عن عنق ضيق ورفيع جدا، أما إذا تأملنا بهذا الثعبان سنلاحظ أن شكل رأسه شبه بيضاوي، وهو أكبر من الرأس ولكن ليس بكثير، أي أن التغير ليس ملحوظا حين تنتقل من الرأس إلى العنق. أضف إلى ذلك أن لثعابين الفايبر بؤبؤ عمودي كعيون القطط، ما يساعدها على الرؤية في الليل على اعتبار أن غالبيتها تنشط في الليل.

صلة الليل كما يوحي اسمها تنط في الليل أيضا، فلولا ذلك لما سميت صلة الليل، كما أن عيناها عاديتان، وهنا يكمن الاختلاف. هناك مسألة غريبة فعلا، وربما كان الفارق الأكبر بين صلة الليل وباقي ثعابين الفايبر هو التالي: تميز فصيلة الفايبر بأن صغارها يولدوا أحياء، أما صلة الليل، فهي تضع البيض، وهذا فرق كبير يميز ثعابين الفصيلة نفسها. وضع صلة الليل للبيض بدل الإنجاب يوحي بأنها من ثعابين الفايبر البدائية، لإن وضع البيض هو حالة بدائية بالمقارنة مع إنجاب الصغار أحياء، ما يعني أنها قد تكون أول عضو تطور في فصيلة فايبر.

هناك فوارق أخرى تميز صلة الليل عن باقي ثعابين الفايبر، من بينها أن هذه الأفعى تأكل أطباق متنوعة جدا، خصوصا وأنها تتغذى على جميع أنواع الضفادع، وهي حيوانات دم بارد، علما أن غالبية الثعابين تفضل حيوانات الدم الساخن، كالعصافير والجرذ والفئران وما شابه ذلك. يكمن الآخر بالسم والأنياب، لنوضح هنا أن جميع ثعابين هذه الفصيلة بما في ذلك صلة الليل تتسلح بالسم والأنياب، ولكن لدى غالبيتها أنياب طويلة، حتى أن لحية الغابون أنياب طولها إنشان، أما هذه الأفعى فلها أنياب قصيرة، أضف إلى ذلك أن السم لدى أبناء فصيلتها يتميز بأنه قوي جدا، أما صلة الليل فسمها خفيف وضعيف جدا، حتى أن قوته لا تكفي للفتك بشخص عادي. هذه هي مجموعة الفوارق بين ثعابين الفايبر  وأفعى صلة الليل التي معنا اليوم هنا، والتي تتميز أيضا بحجم الغدد السامة الكبيرة جدا لديها، علما أن هذه الغدد هي المسؤولة عن إنتاج السم، وهي غالبا ما تكون في مؤخرة الرأس أو في الأجزاء المحيطة بالفكين، أما هذه الأفعى ورغم حجمها الصغير جدا، تتمتع بغدد هائلة، وحين يبلغ طولها قدمين، تتمدد العدد عبر عنقها نحو الخلف لثلاثة أو أربعة إنشات، ما يجعلها كبيرة جدا بالمقارنة مع حجمها ككل. يعني ذلك أنها تسلح بكمية كبيرة من السم، ولكن الحقيقة هي أنها لا تستخدم الكثير من هذا السم، حتى أنها حين تحاول الفتك بضفدعة كي تأكلها، لا تجد حاجة لحقنها بالسم بل تمسك بها حتى تشعر بالتعب وتستسلم، وحين تنهكها تبتلعها وهي على قيد الحياة.

لا شك أن سمها كفيل بقتل الضفادع حتى أنه يستهدف حيوانات الدم البارد على ما يبدو، ومع ذلك لا تلجأ لاستخدام السم على الدوام. سبق أن أوضحنا بأن هذه الأفاعي تسكن في القارة الأفريقية إلى الجنوب من الصحراء الكبرى، ولكنها تحب العيش في المروج والسهول حيث تكثر الأعشاب، كما تتواجد أيضا على ضفاف الأنهر وكأنها تفضل المناطق الرطبة. كما يمكن القول أن هذه الأفاعي تبقى على الأرض أي أنك لن تجدها فوق  أغصان الشجر، كما أنها تفضل أن تحاط منطقتها بالكثير من الخضار، أي أنها تمضي الكثير من الوقت هناك.

والآن كيف لهذا الثعبان أن يتخلص من أعدائه؟ لا شك أن العثور عليه ليس أمرا سهلا خصوصا وأنه يتحرك في الليل ومن الصعب أن نراه في الظلام، أما في النهار فهو يبقى تحت كميات من الأعشاب لهذا لا يمكن أن تراه كثيرا هناك أيضا، أما إذا حاصره العدو يوما ولم يتمكن من الهرب، حينها فقط يتبع سلوك فصيلة الفايبر، فيستقم جسمه في الهواء، ويبسط عنقه بالكامل ما يمنحه ملامح شريرة، ثم ينفخ جسمه بالهواء، كما تفعل ثعابين فايبر، ثم ينفث وينفخ، كما تفعل ثعابين الغابون، ثم يهاجم مرة بعذ أخرى بعد أخرى، ليؤكد بذلك انتمائه إلى فصيلة الفايبر.

عندما يلسع شخصا ما، لا يسبب الكثير من الأذى، بل يحيط الجرح بعضا من الاحمرار، كما يشعر ببعض الألم، ولكن لسعتها لن تكون مميتة. حتى أن الأطباء لن يعطوه جرعة مضادة للسم على اعتبار أنه مهما ازدادت كمية هذه الجرعة لا يمكن أن تميته ضمن الظروف العادية. أي أن هذا الثعبان هو نموذج عما يختلف تماما عن باقي الأفاعي ضمن عائلة فايبر. كما تتمتع بأضعف سم ، وبأقصر أنياب، كما أنها إحدى أصغر ثعابين هذه الفصيلة. أي أنك إذا أردت التعرض للسعات ثعبان من الفايبر، عليك بهذه، لن تجد المتعة في ذلك ولكنها أسهل بكثير من أفعى الغابون أو منشارية الحراشف أو ما شابه ذلك، فهي ثعابين قاتلة، أما هذه فقد تسبب لك جروحا طفيفة، ولكنها لن تفتك بأحد.

=-=-=-=-=-=

سنتعرف الآن على ثعبان يأتي اسمه مما يحب أن يأكله، فهو يسمى بآكل البيض، وهو ليس من الحجم الكبير علما أنه ما زال يافعا بعد، ولكن طوله قد يتراوح بين قدمين وثلاثة أقدام في بعض الأحيان، ولكن حتى الكبير منها يبقى نحيل جدا، عادة ما  تكثر هذه الثعابين في القارة الأفريقية وهناك مجموعة منها تنتشر في الهند. أين تعتقد أن آكل الثعابين يمكن أن يقيم؟ لا شك أنه سيسكن في أماكن يجد فيها الكثير من البيض. من أين يأتي البيض؟ من الطيور عادة، ما يعني أنه يسكن فوق أغصان الشجر إذا. هذا صحيح لا شك أنه يمضي الكثير من الوقت يتسلق الأشجار ويبحث عن عش الطيور المليء بالبيض. ولكن هل تعتقد أنه يتجول عشوائيا فوق الأشجار بحثا عن أعشاش الطيور؟ أم أنه يفعل ما هو أكثر من تمني العثور عليها؟ لا شك أنه يستخدم لسناه، يمكن أن ترى بأنه يخرج لسانه على الدوام، وذلك في محاولة للبحث عن البيض، أي أنه يستخدم اللسان كوسيلة للعثور على البيض. يمضي هذا الثعبان الكثير من الوقت في تسلق الأشجار، هل يعني ذلك أنه في مأمن من أعدائه؟ نعلم بأن حيوانات كثيرة تتسلق الأشجار للهرب من أعدائها، هل تعتقد أن هذا ينطبق عليه خصوصا وأنه يسافر كثيرا فهل هو دائما في أمان؟ على الإطلاق، لدى هذا الثعبان أعداء كثر فوق الأشجار، ولا شك أن الطيور هي بعض منهم، أي أنه يأكل بيض الطيور والكيور تأكله. وخصوصا الطيور الجارحة كالصقور والنسور فهي تأكل الثعابين على الدوام وهي تعتقد أن طعمها لذيذ جدا. من أعدائه فوق الأشجار أيضا الأفاعي، كما هو حال الصنوبرية وغيرها من تلك التي تقتنص الفرص كي تأكل هذه الأفعى. هناك عدو آخر عادة ما يهاجمه وهو على الأرض، هذا العدو هو الإنسان، الذي ما أن يراه حتى يطارده ليحطم رأسه. ولكن الإنسان حين يفعل ذلك لا يفكر بقتل ثعبان آكل البيض، بل يسعى بذلك لقتل صلة الليل، أي أنه يعتقد بأن هذا الثعبان هو صلة الليل، خاصة وأنهما متشابهان جدا، كما أن سلوكهما متشابه للغاية، أي أن تصرفاتهما شبيهة جدا ببعضها البعض. يسفر ذلك عن قتل الناس لهما دون تمييز، وليس في هذا أي غرابة، يمكن أن ترى بأن الناس في غالبية الأحيان، حين يرون ملكة الأفاعي في الولايات المتحدة، يعتقدون أنها الأفعى المرجانية، فيفرون هاربين، أما في أفريقيا، فعندما يرون هذا الثعبان يظنونه صلة الليل، فيطلبون رأسه. يوحي ذلك بأن المبدأ السائد بين الثعابين يقول أنك إذا أردت التشبه بثعبان ما، فليكن سيئا وشريرا، ولا تبدو كثعبان لديه سم ضعيف كصلة الليل، التي لم يخلص تقليده هذه الأفعى من المطاردة والقتل، أي أن خطة التقليد التي يتبعها، باءت بالفشل.

آكل البيض هذا لا يأكل البيض فقط بل يضع البيض أيضا، ولكنه لا يضعه على طريقة الثعابين الأخرى، التي تضع كل بيضها في كومة واحدة، كما تفعل الطيور عندما تضع بيضها كلة في عش واحد، أما هذه الأفعى فحالها مختلف، إذ أنها تضع بيضة هنا، ثم تنتقل إلى مكان آخر لتضع فيه بيضة أخرى وثالثة في مكان ثلاث وهكذا حتى تضع دزينة من البيض في أماكن مختلفة، أما السبب في ذلك فهو رغبتها في حماية البيض، على اعتبار أن الحيوانات قد تعثر على واحدة أو اثنتان أو ثلاثة، ولكنها لن تجد الدزينة كاملة، أي أنها طريقة مناسبة لحماية بيضها. لا شك أن هذه الأفعى تعيش على البيض وهي ليست الوحيدة التي تأكل البيض،  فالكثير من الأفاعي تعيش عليه، وهي تبتلع البيضة كاملة، وبعد أن ترقد البيضة في أمعائها لبضعة أيام حتى تتلف قشرتها، فتتمكن الأفعى من هضم البيضة، أما الأفعى الصنوبرية، فقد أحرزت بعض التقدم حين ابتلعت البيضة بكاملها، حتى تتخطى الحنجرة، حيث توقفها، وتسندها على الأرض، ثم تضغط بكل عضلاتها حتى تحطم قشرتها. عندها تبتلع البيضة والقشرة المحطمة لتبدأ عملية الهضم على الفور.

أما أفعى البيض فقد أحرزت تقدما يتعدى باقي الثعابين في هذا المجال، فهي تسعى أولا  للعثور على البيضة، تذكر أنها تستعمل اللسان لاستكشافها، وعندما تعثر عليها تستعمل اللسان أيضا لتفحصها من جميع الجهات، وذلك للتأكد مما إذا كانت البيضة بحالة جيدة أو سيئة، لأنها لا تقبل بالأخيرة بل تأكل البيض االجيد فقط، حين تتأكد من جودتها تمسك البيضة في فمها وتسندها على انحناء من جسمها، ثم تضغط فمها فوق البيضة. عادة ما تأكل هذه الثعابين بيضا أكبر منها وهي تستغرق عشرون دقيقة لإدخال البيضة في فمها، أي أن العملية بطيئة جدا، عندما تدخل البيضة في فمها يصبح الجلد المحيط بفمها أرق من قطعة ورق ناعمة، وعندما تصل إلى حلقها تصبح في منطقة ضيقة جدا، حيث يوجد قطعة عظمية حادة، تتدلى من أعلى الحلق، عند وصول البيضة إلى هناك تحكم عنقها بطريقة تمكنها من نشر البيضة بالقطعة العظمية الحادة جيئة وذهاب، حتى تشقها، في هذه الأثناء تكون البيضة التي في حلقها قد دفعت باتجاه الأمعاء، ولا يمكنها العودة إلى الفم لوجود حلقة ضيقة تحول دون ذلك، وهكذا تستمر بمحاولتها حتى تحطم البيضة بكاملها فيتابع محتوى البيضة إلى الأمعاء، بينما تبقى القشرة هناك، لتقوم بعد ذلك بالتخلص من القشرة وبصقها نهائيا. نرى بذلك أن آكلة البيض قد ابتدعت فنا جديدا لأكل البيض.

أي أن هذا ثعبان متأقلم جدا، مع ظروف الحياة التي يعيش فيها.

=-=-=-=-=

سنتحدث الآن عن أحد أبناء فصيلة الوَرَل. يسمى هذا الورل بخوخي الحلق، وهو ينتمي بالطبع إلى فصيلة الورل، التي تضم أكبر أنواع السحالي في العالم أجمع، ومنها دراغون كومودو، الذي يصل طوله إلى اثني عشر قدم ويبلغ وزنها ثلاثمائة رطل. لا شك أن خوخي الحلق لا يصل إلى هذا الحجم تقريبا، إذ أن طوله لا يتعدى أربعة أقدام، كما أن وزنها أقل بكثير من ثلاثمائة رطل. يسكن هذا الورل  على شواطئ غينيا الجديدة، وهو من البارعين جدا في السباحة لأنه من السحالي المائية كما أنه متسلق ماهر،  يمضي الكثير من وقته فوق الأشجار، كثيرا ما يتواجد في المستنقعات والبحيرات وغابات المطر الاستوائية. يقوم تضع أنثى هذا الورل كجميع أبناء جلدتها البيض، وهي عادة ما تضع البيض في تشققات الشجر المتعفنة. قد يستغرب البعض ذلك ويتساءل لماذا تضع هذه السحالي بيضها في أماكن متعفنة؟ وسأجيب فورا على ذلك، ولكن لنسأل أولا، ماذا تفعل الطيور عندما تضع البيض؟ ترقد عليها. وهل تفعل ذلك لأنها تشعر بالراحة؟ كلا، طبعا لا، بل تجلس عليها لأنها تمنح حرارة جسمها للبيض، حرارة الطيور مرتفعة جدا، حرارة جسم الإنسان هي ثمانية وتسعين درجة، أما الطيور فتتراوح درجات حرارتها بين مائة وعشرة ومائة واثني عشر درجة، أي أنها حيوانات دافئة جدا. عندما تنتقل حرارة الطير إلى البيضة ينمو الطير الذي داخلها بسرعة أكبر ما يجعله يفقس بوقت مبكر، وهذه مسألة بغاية الأهمية، على اعتبار أنه كلما اختصر الوقت  الذي تمضيه داخل البيضة كلما كانت في أمان أكبر.

ولكن هذا لا ينطبق على الورل إطلاقا، فالسحالي من ذوات الدم البارد، ولن يدي جلوسها على البيض إلا بتحطيمه، ولكنها لن تسخنها إطلاقا، أما وضعها في شجرة متعفنة سيساعدها جدا، على اعتبار أن تعفن الخشب يؤدي إلى مسألتين، إذ تنجم عنها الرطوبة أولا، كما تنجم عنها السخونة أيضا. نعلم أن البيض يمتص الرطوبة ما يجعلها تنمو بسرعة أكبر كما تمتص السخونة ما يساعد على النمو السريع أيضا، ما يؤدي إلى الخروج من البيض بوقت أقصر مما يستغرق وهو تحت الأرض.

يعتبر خوخي الحلق من آكلي اللحوم، وهو يتغذى على أشياء كالحيوانات الميتة والمتعفنة التي يعثر عليها في المستنقعات أو في الغابات،  كما يتغذى على بعض الحيوانات التي يصطادها بنفسه. من الواضح أن هذا الورل يسكن في ظروف مناخية متعددة إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه يعيش في المياه وفي غابات المطر وفوق أغصان الشجر، أي أنه يأكل أنواع كثيرة من الحيوانت كما هو حال القشريات، والأسماك، كما يأكل أشياء كالثديات الصغيرة، كما يأكل العصافير وبيض الطيور، ويتغذى على الثعابين والسحالي وصغار التماسيح، ولا يرفض بيض هذه لثعابين والسحالي والتماسيح. أي أنه يتغذى على أنواع من الحيوانت المختلفة وعلى أنواع من البيض.

يتمتع هذا الورل بالقدرة الكبيرة على القتال، فلديه فكين قويين، مليئين بالأسنان الحادة والمنحنية، ولديه أيضا مخالب طويلة ومدببة، يستعملها لتسلق الأشجار ولمقاتلة الأعداء فيها، كما ترى بأن لديه ذيل طويل يستخدمه كالسوط، يضرب فيه الحيوانات ويعمي أبصارها ويصيبها بجروح مؤذية، أي أن لديه الكثير من الأسلحة التي يمكنه استخدامها في الدفاع عن نفسه.

إذا تأملنا بأنيابه يمكن أن نرى بأنها حادة ومنحنية، ولا تستخدم هذه الأسنان في عض الحيوانات وقتلها فقط، بل يستعملها للتمسك بالحيوانات، أي أنه إذا أمسك بحيوان ما عادة ما يعضه مرة بعد أخرى حتى يفتك به، إلى أن يتمكن منه وحينها يغرز أنيابه ويضغط عليها بفكيه، القوية والكفيلة بتحطيم العظام، وهو حين يمسك بحيوان ما يجره فوق الأغصان وعلى الأرض، ويضربه بكل ما حوله، وفي هذه الأثناء يحطم الكثير من أسنانه، ولكنها تتبدل لحسن حظه خلال فترة قصيرة جدا. أي أنه ما أن يفقد سنا حتى ينبت غيره، مرة بعد أخرى طوال حياته، والحقيقة أن أسنانه لا تدوم أكثر من ثلاثة أشهر في أغلب الأحيان، ولكنها لا تستعملها معا وإلا لتعرضت للمشاكل. أي أن الورل يفقد سنا ويستبدله بآخر دون أي مشكلة تذكر.

يستخدم الورل في عضته قوة كبيرة، والحقيقة أنه ينتزع جزءا من جسم الحيوان الذي يعضه خلال فترة وجيزة جدا من الوقت. كما أن بعض أحجام الورل الكبيرة مثل الكومودو دراغون، إذا حصلت على واحد منها يزن مائة رطل، يمكن أن تتأكد بأنه يستطيع أن يلتهم، خروفا يزن ثمانين رطلا بأقل من عشرين دقيقة، إنها سرعة مذهلة فعلا، أما السبب في هذه البراعة فهي أسنانه الحادة القادرة على تقطيع اللحم، إلى جانب عضلات عنقه الصلبة التي يستعملها لتمزيق الحيوان أجزاء، وجميع أنواع الورل تتسلح بهذه العضلات القوية جدا في أعناقها، وفكين صلبين، والميزة هنا هي أن الفكين والأسنان الحادة تساعده على أن ينهش بخصمه، أي أنه لا يقفل فكيه بل ينهش بهما مثل فكي التمساح، وذلك بسرعة عالية، ما يجعل الورل على مستوى من البراعة في الصيد، لأنه ينال من تلك الحيوانات الرشيقة والخفيفة الحركة، ما يتطلب التسلح بأسنان حادة وفكين قويين في آن معا. أعتقد أنك توافقني في أن الورل خوخي الحلق متأقلم جدا على السباحة والتسلق والدفاع عن نفسه والقيام بكل ما يلزم للبقاء على قيد الحياة.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster