اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الزواحف 004 - ملك الأفاعي
 

ملك الأفاعي

 

قد لا تتعرفوا على هذا الثعبان بمجرد النظر إليه، ولكن عندما أخبركم عن اسمه لا بد أن يتذكره الكثيرون منكم. إنه ملك الأفاعي. وهو لا يحمل هذا اللقب لأنه أكبر من غيره، كلا، فهناك العديد من الثعابين التي هي أكبر منه، ومنها البوا والعاصرة والإنيكوندا، إلى جانب الكثير من الثعابين الأخرى التي تفوقه حجما. ولكنه يحمل هذا اللقب لأنه أقوى من الأفاعي الأخرى. كما أنه لا يحمل هذا اللقب لأنه أقوى من الثعابين الأخرى، فهناك الكثير من الثعابين التي تفوقه قوة. كما أنه لا يحمل هذا اللقب، لأنه الأشد ذكاء من باقي الثعابين، كلا، والحقيقة أن الثعابين لا تتميز بالذكاء. بل هي كائنات تسير في حياتها روتينيا ولا تغير كثيرا في نمط حياتها. أي أنه لا يحمل اللقب لأنه أكثر ذكاء من غيره، بل يحمل اسمه لأنه يأكل الثعابين الأخرى. مع أنه لا يتغذى على أكل الثعابين وحدها، بل يأكل العديد من الحيوانات الصغيرة الأخرى التي يمكنه حجمها من ابتلاعها. فهو يأكل الجرذان والفئران والسحالي، حتى أنها تأكل العصافير وبيض العصافير، ولن توفر بيص السلحفاة عندما تعثر عليه. ولكنها تفضل أن تأكل الثعابين.

ولكنه لا يتغذى على نوع بسيط من صغار الثعابين كحية الحلقات التي تعيش في الحدائق أو ما شابه ذلك، هل سبق أن رأيت حلقة الحلقات، إنها صغيرة جدا بحجم القلم. وهي سوداء لامعة يحيط بعنقها قلم مذهب صغير، فتبدو وكأنها ترتدي عقد صغير.

المهم أن ملكة الثعابين تتغذى على تلك الحية الصغيرة، ولكنها ليست الوحيدة التي تأكل، على الإطلاق، فهي تتغذى حتى على الثعابين السامة. يمكن أن تأكل الثعبان المرجاني وذو الرأس النحاسي، حتى أنها قد تأكل الحية المجلجلة.

أما الطريقة التي تصطاد فيها الحية المجلجلة هي التالية: يجب أن نعلم بأنها لا تطارد الحية المجلجلة في كل مكان، بل تنتظر حتى تصبح كل منهما قريبة من الأخرى، وما أن تقترب منها حتى تنقض فجأة وتضع رأس المجلجلة في فمها، فتمنعها بهذه الطريقة عن لسعها، وبعدها تلف جسمها على جسم المجلجلة وتعصرها حتى لا تتنفس، وعندما تتأكد من سكونها تبتلع ما تبقى من الحية.

إنها طريقة فعالة لاصطياد الثعابين وجعلها غذاء له. أي أن ملكة الثعابين تستطيع أن تقتل المجلجلة، ولكن قد يتساءل البعض عما سيجري إذا ما أصابه الارتباك؟ ماذا سيجري إذا تردد قليلا؟ ماذا سيجري إذا أمسك المجلجلة من ذيلها بدل رأسها؟ ما سيجري هو أن المجلجلة لن تتأخر في لسعه، وبحقن فيه بعض السم. ماذا سيصيب ملكة الثعابين حينها؟ حسنا، لن يصيبها مكروه، لن يقتلها ولن يؤذها ولن تشعر بالمرض. أما السبب في ذلك فهو أن ملكة الثعابين تتمتع بمناعة ضد سم المجلجلة. أعني بالمناعة أن السم الذي لدى المجلجلة لا يؤثر بها.

فعلى سبيل المثال، إذا ارتديت سترة واقية من الرصاص، ستتمتع بالمناعة ضدها، لا يمكنها أن تعبر السترة وتؤذيك.

إذا تلقيت لقاحا ضد الشلل، ستتمتع بالمناعة ضده، لا يمكن أن يصيبك بالمرض. وإذا حقنت الكلب بلقاح لداء الكلب وعضه حيوان مصاب بالمرض، لن يتأثر به، وهذا ما ينطبق على ملكة الأفاعي فهي تتمتع بمناعة ضد سم المجلجلة.

ولكن ماذا إن تعرض للسعات الثعابين الأخرى هنا في أمريكا مثل المرجانية؟ لديه مناعة أيضا، وماذا عن ذو الرأس النحاسي؟  لديه مناعة، وماذا إن لسعته حية الماء؟ لديه مناعة ضدها أيضا. وماذا إن لسعته الكوبرا؟ سيموت فورا. بلا شك لأن هذا الثعبان لا يتمتع بالمناعة ضد الثعابين التي تعيش في أراض بعيدة عن المنطقة التي يسكنها. أي أنه إذا ما تعرض للسعات الكوبرا أو حية النمر أو ثعابين أخرى من آسيا وأفريقيا وأستراليا، حيث لا تسكن ملكة الثعابين، سيموت على الفور.

أي أن هذا الثعبان يتمتع بمناعة ضد الثعابين التي تسكن هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، وليس ضد الثعابين التي تسكن في مناطق أخرى.

والآن، بما أنه يتمتع بمناعة ضد جميع السموم الأمريكية، قد يتساءل المرء، لماذا يكترث للامساك برأس المجلجلة والإبقاء على فمها مقفلا؟ خصوصا وأنها إذا لسعته، لن يؤذه سمها. السبب الرئيسي الذي يجعله يبقي على فمها مقفلا، هو خوفه فقط من أنيابها، فللمجلجلة أنياب طويلة وحادة، حتى أن طول هذه الأنياب في الثعابين الكبيرة قد يصل إلى إنش كامل. ما يعني أنه إذا لسعته المجلجلة، ستغوص أنيابها كالإبرة إنشا كاملا في جسمها. والملكة لا تحب ذلك ولا أنت أيضا ولا أي ثعبان على الإطلاق.  والحقيقة أنها إذا لسعت في مكان حساس، كأن تلسع في القلب مثلا، من المحتمل أن يسبب ذلك بموتها. أو أن تلسع في الرأس، حيث تغوص الأنياب مباشرة في الدماغ، سيكفي ذلك لقتلها بقوة الأنياب فقط دون الحاجة للسم هنا.

أي أنه يصر على الإمساك برأس المجلجلة لأنه لا يريدها أن تلسعه، فقد تقضي عليه.

أي أن ملكة الثعابين تتمتع بمناعة ضد جميع الثعابين في الولايات المتحدة، ولا يمكن لأي ثعبان أو حيوان بحجمها أو أصغر منها أن يسبب لها الأذى أو الضرر، على الإطلاق، لأن هذه الحيوانات لا تعتبر عدوة لها، بل هي غذاء لها. باستثناء حالة واحدة. هل يمكن أن تعرف ما هو الحيوان الذي يتغلب عليها رغم أنه من الحجم نفسه تقريبا؟ إنها ملكة الثعابين!

إنها الحقيقة فالثعابين تأكل بعضها البعض، تأكل بعضها، فعلا، حتى أنها تأكل عائلتها. إذا زارتها أمها في الصباح، قد تأكلها على الإفطار، وإذا زارها والدها ظهرا، تأكله على الغداء، وقد تأكل الأجداد على العشاء، وتفكر بأقاربها للحلويات. أي أنها تأكل أقاربها.

ولكن هذا الثعبان لا يمكن أن يأكل حية أكبر منه، فإذا كان طوله لا يتعدى المتر الواحد لا يمكن أن يأكل ثعبانا طوله متران. كلا، أما الثعابين التي من حجمه أو أصغر منه، فلا بد أن تصبح غذاء له.

=-=-=-=-=

جئتكم الآن بهذه السحلية الكبيرة كي ترونها، وهي تعرف بـ سكينك جزيرة سلومون العملاق. انتبه لما أقوله، السكينك هو العملاق، وليست الجزيرة. قد لا يبدو لك عملاقا، كلا، ولكن إذا أخذت حجم السحالي العادية بالاعتبار، فهو من السحالي العملاقة مقارنة بها.

لدينا أنواع من السكينك هنا في أمريكا، وإذا أردت العثور عليه هنا، من المحتمل أن تجده تحت شيء ما، فهو يحب العيش تحت لحى الشجر، وتحت أساسات المنازل القديمة، وتحت أكوام الخشب والركام، وتحت أوراق الشجر وأشياء مشابهه. أما هذه النوع من السكينك العملاق فيختلف قليلا  عن السكينك الأمريكي، الذي هو أصغر حجما، ولا يتعدى طوله الثمانية  إنشات، أما هذا العملاق فقد يصل طوله إلى أكثر من قدمين. أنه سحلية عملاقة فعلا.

الفارق الآخر بينهما، هو أن السكيك الأمريكي يأكل اللحوم، فعلا فهو يحب الديدان والحشرات حتى أنه يفضل طعم العنكبوت، فهو يعتبر طعمه لذيذا، أما العملاق فيجده كريها، لأنه يفضل النباتات ولا يمكن أن يأكل هذه الأشياء. فهو يعيش على الفاكهة والخضار وأوراق الشجر وما شابه ذلك.

إذا أردت العثور على هذا العملاق عليك الذهاب إلى جنوب المحيط الهادئ، إلى مجموعة جزر يسمونها جزر سلمون، وحتى إذا وصلت إلى هناك، من المحتمل ألا تجد ايا منها، أما السبب في ذلك فهو أن هذه الحيوانات لا تتنقل علنا على الأرض، ولا يمكن أن تدخل الفنادق التي تقيم أنت فيها، بل تمضي غالبية أوقاتها في أعالي القمم، تتسلق رؤوس الشجر.

ولكن العيش فوق الأشجار يأتي ببعض المشاكل، وهو أن هناك بعض الحيوانات التي تسكن هناك، وهي تعتقد أن لهذه السحلية طعم شهي، لهذا يريدون التهامها على الغداء. إذا كيف تتخلص من أعدائها؟ هل تعتقد أنها تتقن القتال؟ كلا، هذه السحالي مسالمة جدا، وكلما فكرتن في القتال، يأكلونها فورا. لن تفلح في ذلك. هل تعتقد أنها ستلجأ إلى الفرار؟ كلا، فهي بطيئة جدا، كلما حاولت الفرار، يلتهمونها أيضا. حسنا، هل تعتقد أنها ستختبئ؟ أتمنى ذلك، فإن لم تختبئ، سيأكلونها أيضا. من حسن حظه أنه يتقن التخفي جيدا، أما السبب في إتقانه ذلك، فهو شكل جلد الخارجي. قد تلاحظ بأن لونه أخضر معتدل، أي أنه شبيه جدا بملابس التمويه العسكرية، والحقيقة أن ملابس التمويه التي يستعملها الجنود، تساعدهم على الاختباء في الأدغال، دون أن يراهم الأعداء.

أما هذه الحيوان فلا يحتاج إلى الملابس، لأنه مموه بالكامل، فلديه جلد يمكنه من التخفي. فإذا ما شاهد حيوان يتسلق الشجر مثل ملكة الثعابين، يلجأ إلى ما بين أوراق الشجر ليجلس هناك بهدوء، فيتابع الثعبان مسيرته، دون أن يتمكن من رؤيته هناك.

قد يكون جالسا هناك بين أوراق الشجر حين تبدو في الأفق نسور وعقبان وطيور جارحة أخرى تحوم حول تلك الشجرة، دون أن تراه بين تلك الأوراق، على الإطلاق، أي أنه يتقن الاختباء جيدا بين الأشجار. ولكن هناك مشكلة أخرى يمكن أن تواجه فوق الأشجار،  هو احتمال سقوطه، فعلا ولكن لحسن حظه أنه من أبطال العالم في تسلق الشجر، أما سبب البطولة فهو هنا، يمكن أن ننظر أولا إلى أقدامه، حيث ترى أصابع طويلة وقوية جدا، وهو يستخدمها كما نستعمل أصابنا تماما، وذلك كي يمسك بها ويتمسك بثبات، أما في نهاية كل إصبع فلديه مخلب صلب، يفيده في غرسها عميقا في الخشب ولحى الشجر، كما يغرسها الأن في يدي، إنها الحقيقة، وهكذا، فحتى لو كانت الرياح عاتية، والعواصف تضرب من الجنوب والشمال، لا يمكن أن يسقط أبدا، على الإطلاق، حتى أنه الآن يمسك بي بشدة، لدرجة أني لا أحتاج لإمساك به. يدي مفتوحة بالكامل، ومع ذلك لا أستطيع  التخلص منه، حتى لو حاولت ذلك، فهو يتمتع بقدر على الإمساك ومخالب حادة جدا، وهذا ما يجعله بطل عالمي في تسلق الأشجار.

لا شك أن بعضكم يتقن تسلق الأشجار، وتعرفون أن أفضل المتسلقين على الإطلاق مثل هذه السكينك، يمكن أن يسقط على الأرض يوما أليس كذلك؟ طبعا، ألم يسبق لأحدكم أن كان على الشجرة يوما، حين داس على غصن واحد كان ضعيف جدا، وتحطم؟

تعرف ما أعنيه، عندما يتسلق المرء بسهولة وهو يستمتع، فجأة يتحطم أحد الأغصان تحته، فيسقط أرضا ويكاد يحطم قدمه أو ساعده أو حتى رأسه، إنها تجربة مؤلمة، وهذا ما قد يحدث له أيضا.

ولكنه يعرف السبل المناسبة يقي نفسه من الحوادث فوق الشجر، بالطريقة نفسها التي تتفادى فيها أنت التعرض للحوادث في السيارة. ماذا تفعل عند ركوب السيارة؟ تربط حزام الأمان طبعا أليس كذلك؟ بلا شك، وهذا ما يفعله أيضا، والحقيقة أنه لا ينسى استعماله أيدا، وهو يسميه الذيل. فإذا كان يمشي قفوق أغصان الشجر، ووجد نفسه  فوق غصن ضعيف، تحطم فجأة، دون عناء، لأنه يمسك بغصن آخر في حزام الأمان لديه، ويتأرجح قليلا لأنه يعتبر ذلك مجرد لهوا يحب الاستمتاع به، ثم يعاود التسلق إلى ما كان عليه.

يمكن أن ترى بأنه حيوان يستطيع التأقلم بسهوله، على العيش فوق أعالي الشجر في جزر سلومون.

كثيرا ما أتلقى السؤال نفسه عدة مرات من الناس، وهم يستفسرون، كيف أتمكن من الإمساك به؟ دعني أخبرك شيئا. قد يفكر البعض أني أرى واحدا فوق شجرة فأتسلقها وأمسك بالسحلية لأضعها في الحقيبة وأنزل عن  الشجرة بعد أن أحصل لنفسي على سكينك عملاق. ولكن المسألة لا تسير على هذا النحو، دعني أخبرك بما قد يجري هنا.

لنفترض أنك رأيت سكينك فوق شجرة، وقررت التسلق للحصول عليه، فتبدأ على الفور بتسلق الشجرة، حتى تكاد تصل إليه، فتمد أصابعك نحوه، وتوشك أن تلمس بذيله، أتعرف ما سيفعله؟ سوف يقفز، ويمسك بأوراق الشجرة المجاورة، ثم يستدير نحوك، ويلقي عليك التحية. فعلا، وقد تشعر بالمهانة، حين تجد نفسك في أعلى الشجرة تقول في نفسك أن  هذا السكنيك تصرف بذكاء أكثر منك. فتنزل عن الشجرة وتتجه نحو الشجرة المجاورة، وتبدأ بالتسلق مرة أخرى، وما أن تقترب منه، فتمد إليه أصابعك، حتى تكاد تلامسه، فماذا سيفعل؟ سيقفز عن الغصن، ويتمسك بأوراق الشجرة الأولى، ثم يستدير نحوك ويلوح بيديه.

عندها ستشعر بالكراهية نحو وستقول بنفسك أنك لا تريد أن تعاود رؤيته في حياتك على الإطلاق. وقد تقول أنك لن تأخذ سكينك معك إلى البيت حتى لو أعطوك ألف دولار. تستمر غاضبا على هذا النحو حتى تصل إلى الأرض، خاصة حين ترى هذا الحيوان يجلس على غصن الشجرة يلوح بيده مستودعا، وهو يسخر منك.

فعلا فهذا حيوان متأقلم على العيش فوق أعالي الشجر في جزر سلمون. أما طريقة الإمساك به، فهي انتظار شخص يأتي فيقطع الشجرة، عندما تسقط الشجرة يسرع الناس ويمسكون بالسحلية ويضعونها في حقيبة قبل أن تعاود الصعود إلى شجرة أخرى. أي أن الإمساك بهذه السحلية صعب جدا. ولكنها معتادة جدا على العيش فوق الأشجار في جزر سلمون، وأعتقد أنك توافقني الرأي، في أنها نجحت جدا في البقاء على قيد الحياة هناك.

=-=-=-=-=--=-=

تمكنت من إحضار هذا الثعبان كي ترونه هنا، وهو عادة ما يمكن أن تراه يجول في أنحاء كليفورنيا وأوريغان، وهم يسمونه ثعبان الغوفر، الذي له الكثير من الأقارب في أمريكا، فإذا توجهت إلى شرق القارة ستجد قريبه ثعبان الصنوبر، وهو يحمل هذا اللقب لأنه يسكن غابات الصنوبر، وإذا توجهت إلى وسط القارة سوف تجد الثعبان الوقح، وهو يسكن في السهول وبين الأعشاب، وهو يحمل هذا اللقب لأنه صاحب أعلى صوت في الولايات المتحدة وهو ينفث، ويقال أن ارتفاع صوته شبيه بصوت النسر قبل أن يهاجم فريسته، لهذا يسمونه بالثعبان الوقح. وإذا استمريت بالتوجه غربا سوف تعثر على ثعبان غوفر كهذا، وهو يحمل اسمه تيمنا بحيوان صغير آخر يدب  على الأرض.

تكثر ثعابين الغوفر في كليفورنيا، وعدد من الولايات الغربية، وإذا توجهت إلى الولايات الجنوبية، ستجد أن لديهم حيوان هناك يسمونه غوفر، ولكن ذلك الغوفر ليس ثعبانا، بل سلحفاة، فعلا إنها سلاحف الغوفر، وهي شهيرة بأمر بارز، هو أنها تحفر الجحور، وهي ثقوب كبيرة يبلغ طولها في بعض الأحيان ثلاثون قدما، وهي مسافة طويلة بالنسبة لسلحفاة صغيرة.

ثعابين الغوفر كهذه تحفر الجحور أيضا، لا شك أنها تمضي الكثير من وقتها في الحفر واللعب تحت الأرض، علما أن هذا ليس كل ما تحب القيام به، فهي تحب التسلق أيضا، لهذا تتسلق بعض النباتات وحتى الأشجار أيضا، ويبدو أن هذا الثعبان أخذ يتسلق يدي الآن، أي أنه حفار كبير ومتسلق أكبر.

إذا أردت العثور على هذا الثعبان يجب أن تبحث فوق الشجر وفي الثقوب أو تحت الأرض، أي أنه قد يكون في أي مكان، أما سلحفاة الغوفر، فلن  تجدها إلا على الأرض أو في الحفر، لا أعتقد أنك ستعثر عليها يوما ما فوق أغصان الشجر، الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تصل بها إلى شجرة هي عبر مصعد ما، ولا أعتقد أنها ستجد مصعدا في الغابات.

إذا يعتبر هذا الثعبان خبير في التسلق وفي الحفر أيضا، وإذا أردت العثور عليه، يجب أن تبحث في عدة أماكن مختلفة، إذ يمكن أن تجده في الصحراء وفي الجبل وفي الغابات وفي المروج والمراعي وحتى في حقول المزارع أيضا مثل حقول الذرة أو القمح وحتى في بساتين التفاح أيضا. أي أن هذا الثعبان يسكن في أماكن متعددة. أضف إلى ذلك أنه يحب تناول أنواع عديدة من الحيوانات، فهو يأكل الجرذان والفئران كغيره من الثعابين، كما يأكل السحالي ويحب طعم العصافير وبيض الطيور، كما أنه أيضا يحب أكل الأرانب.

يمكن أن ترى بأنه يحب أكل أنواع كثيرة من الحيوانات، ولكن هذا الحيوان يواجه مشكلة كبيرة، هل لك أن تعرف ما هي؟ مشكلته هي الناس، لأن الكثيرين ينظرون إليه ويعتقدون أنه حية المجلجلة، قد يبدو شبيها بها إلى حد ما، فلونه يميل إلى البني كبعض أنواع المجلجلة، وعلى ظهره بعض البقع التي تميز تلك الحية، كما أنه حين يبلغ حدا من التوتر، يهز بذيله بسرعة هائلة، حتى يسفر عنها صوت شبيه جدا بصوت ذيل المجلجلة.

لهذا حين ينظر إليه البعض يقول مباشرة يا إلهي إنها حية مجلجلة، أتعرف ماذا يفعلون؟ يبحثون عن عصى، ويعودون إليه ويضربونه بشدة على رأسه، وهم يحاولون قتله لاعتقادهم أنه مجلجلة، مع أنه لا يقارن بها، فهو ليس ثعبان سام وليس له أنياب، أنظر إليه، حتى أن ذيله لا يحمل جرسا، إنه لا يشبه المجلجلة كثيرا، ومع ذلك يصر الناس على ضربه بشدة،  لمجرد اعتقادهم أنه مجلجلة، هل تعتقد أنه يحب الظهور أمام الناس، أبدا، على الإطلاق، لا يمكن أن يحب الظهور أمام شخص يضربه على رأسه كلما رآه، بل تجده يصرخ كفى دعني وشأني ابتعد عني، هل أبدو لك طبلا. هذا ما يود أن قوله، لهذا لا يحب أن يقترب منه أحد. ما الذي يمكن أن يفعله إذا ما اقترب منه شخص ما؟

أتعرف ماذا يفعل، لا شك أنه يحاول إخافته، لهذا يقوم أولا بمد رأسه وعنقه إلى الأمام، ما يجعله يبدو مخيفا وشريرا، لينفث بعدها ويطلق لسانه، ويحرك ذيله بسرعة هائلة، عندما يفعل كل ذلك معا عادة ما ينظر الناس إليه بخوف ويصرخون(.!.) ويفرون بعيدا. ولكنا أحيانا ما نجد شخصا لا يخاف، بل يبقى في مكانه، ينظر إلى ثعبان الغوفر وهو يقول في نفسه: يا إلهي، إنه جميل جدا. فيبادله الثعبان النظرة وهو يفكر: يا إلهي ، لدي مشكلة هنا، فيقفز بعدها ويلسع، كل من يحيط به .

ربما يقول أحدكم الآن أنه لن يفر منه ولن يخاف منه، لأنه ثعبان صغير لديه فم صغير وأسنانه صغيرة، ليس فيه سم ولا أنياب، لا يمكن أن يؤذيني حتى ولو لسعني، ولكن هل تعلم؟ هذا ثعبان غوفر صغير، وقد يبلغ طوله عند الكبر ثمانية أقدام. وعندما يقفز ثعبان بهذا الحجم ويلسع، يجب أن تحاذر جدا.

إذا خرجت يوما ما إلى كليفورنيا في إجازة، أو إذا كنت تسكن هناك، ورأيت ثعبان غوفر، ينفث ويمد لسانة ويهز ذيله، عليك بالهرب، لا تنتظر حتى يقفز ويلسع، فعندما يفعل ذلك، قد يفوت الأوان.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster