|
|
هل قام الكيان الصهيوني بإجراء تجاربه النووية؟ |
|
|
هل قام الكيان الصهيوني بإجراء تجاربه النووية؟ لقد أكد
الكثير من الخبراء أن الكيان الصهيوني قام بالفعل بإجراء
تجاربه النووية في صحراء النقب. فقد ذكرت مجلة (التايم)
تحت عنوان"كيف حصلت إسرائيل على القنبلة" أن بعض الخبراء
في أجهزة الاستخبارات الغربية يعتقدون أن الكيان الصهيوني
أجرى تجربة نووية تحت الأرض في منطقة النقب عام 1963. وقد
أكد هذا الخبر ما ذكرته المجلة الألمانية الشهرية العسكرية
شبه الرسمية فرتكنيك (wehrtechnik) أن الخبراء الغربيين
يعتقدون أن الكيان الصهيوني أجرى تجربة تحت الأرض في
النقب. كذلك ذكر (سيمور هرش) بأن بعض المصادر الصهيونية
أكدت له أن الفنيين والفيزيائيين في ديمونا أجروا على
الأقل اختباراً واحداً ذا طاقة تفجيرية منخفضة بالقرب من
الحدود المصرية في صحراء النقب، وتنتج عن هذه التفجيرات
(المعروفة بالتفجير صفر) طاقة انشطارية منخفضة، ولكن غير
ذات جدوى، وتعتبر مقياساً موثوقاً به تماماً لنظام تجميع
الأسلحة بالكامل، وأكد (هرش) أن الاختبار هزّ أجزاء من
سيناء. وقال بعض المراقبين أن الكيان الصهيوني قام سراً
بتجربة أو تجارب تفجير نووي تحت سطح الأرض في النقب إلى
عمق 800 متر، في نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر عام 1966.
ومما يثبت هذا الادعاء تقرير يفيد بأنه قبل ذلك بوقت قصير
أوفدت مجموعة صهيونية مؤلفة من 11 مهندساً نووياً إلى
الولايات المتحدة الأمريكية للتدرب على تكنولوجيا
التفجيرات النووية تحت سطح الأرض، ولدى عودة هؤلاء
المهندسين إلى الكيان الصهيوني شرعوا فوراً في العمل لبناء
موقع تلك التجارب. كما لاحظ علماء من الولايات المتحدة
الأمريكية وجمهورية ألمانيا كانوا يقومون بتجارب في خليج
العقبة، أن النسبة المئوية للتركيز الإشعاعي في تلك المياه
قد ارتفعت، ونسب هؤلاء العلماء هذه الظاهرة إلى إمكان حدوث
تفجير نووي تحت سطح الأرض وهو ما يعرف بالتفجير
المكتوم. هذا ويؤكد أيضاً الدكتور (محمود متولي) في
كتابه (إسرائيل والقنبلة الذرية)، حدوث مثل هذا التلوث في
خليج العقبة حيث قال: "ترجع ظاهرة ارتفاع تركيز الإشعاعات
في مياه خليج العقبة إلى حدوث تفجير نووي تحت سطح الأرض
أدى إلى ارتفاع مستوى شدة الإشعاعات في مياه البحر
العميقة".
فلو صح كل هذا وكان الكيان الصهيوني منذ
الستينات يملك عدداً من المختبرات الكبيرة، وفنيين يعرفون
كيف يتم تفجير الأسلحة النووية. فأين نفذ الكيان الصهيوني
هذه التجارب؟
يقول وليام بدر (William Bader): " لم
يكن إجراء التجارب النووية في الغلاف الجوي (الإسرائيلي)
وارداً، بسبب ضيق رقعة الأراضي. كما أن إجراء التجارب
النووية تحت سطح الأرض في (إسرائيل) من شأنه أن يكون
خطيراً، إذا نشأ منفذ أو حدث شق في الأرض".
من كل
ما سبق نستنتج الآتي: 1- إن مركز التجارب النووية موجود
تحت الأرض على عمق 800 متر، ومثل هذا العمق يستخدم لإجراء
التجارب المعروفة بالتجارب المكتومة (Decoupled) والتي
كانت في أعوام الستينات صعبة الاكتشاف من قبل أجهزة الرصد
السيزموجرافية (التي تسجل الرجات الأرضية)، وتقنيات الرصد
والاستماع الأخرى التي تستخدمها الدول الأخرى من تسجيل
واكتشاف حدوث تلك الانفجارات. 2- إن مركز التجارب
النووية قريب من الحدود المصرية. 3- إن مركز التجارب
النووية قريب من خليج العقبة. 4- إن الكيان الصهيوني
لجأ إلى حفر هذا المركز بعيداً عن مراكز المياه الجوفية،
أو في منطقة تتحرك فيها المياه الجوفية بعيداً عن المناطق
المأهولة بالسكان، وأفضل موقع لمركز التجارب النووية هو في
أقصى جنوب فلسطين المحتلة، بالقرب من خليج العقبة، حيث
ينحدر سطح الأرض نحو الخليج، وحيث إن الصخور هناك رملية
وهي صخور مسامية ونفاذة وانحدار المياه الجوفية في تلك
المنطقة يتجه نحو الخليج، وهذا ما يفسر سبب ارتفاع نسبة
التلوث الإشعاعي في مياه خليج العقبة، حيث تقوم المياه
الجوفية بنقل التلوث الإشعاعي بعد قيام الكيان الصهيوني
بإجراء تجربته النووية إلى مياه هذا الخليج. وجميع
هذه الاستنتاجات تقودنا إلى الاعتقاد أن هذا المركز موجود
في أقصى الجنوب بين منطقة إيلات وطابة المصرية. ويتم
تصميم هذا المركز أو حقل التجارب كالآتي:
يحفر نفق
رأسي في الأرض بعمق من 800 م حتى 1100 م تحت الأرض ثم يحفر
تجويف على ذلك العمق يزيد عرضه عن عرض ملعب كرة القدم،
ويضاهي ارتفاعه ارتفاع بناء مكون من أربعين طابقاً. هذا
ويتم وضع القنبلة النووية (القنبلة التجريبية) على هذا
العمق داخل هذا التجويف في وضع معلق يحيط بها الهواء من
جميع الجوانب، والهواء هنا يلعب دور ماص الصدمة فيلطف من
عنف صدمة الانفجار، ويكتم التأثيرات الارتجاجية (Seismic)
الناجمة عنه. وكلما كان حجم التجويف أكبر أتاح ذلك إمكانية
إجراء تفجير نووي أقوى. فالتفجير النووي الذي تبلغ قوته 10
كيلوطن يحتاج إلى تجويف يبلغ قطره قرابة 120 م. أما
التفجير النووي الذي تبلغ قوته 100 كيلوطن فيتطلب تجويفاً
بقطر 256 م تقريباً. وهذه التقنية أعطت الكيان الصهيوني
الإمكانية لإجراء تجاربه النووية دون أن يكتشف في المراحل
الأولى لمشروعه النووي، مستفيداً من هذه التجارب من خلال
زرع كمّ هائل من التجهيزات والمعدات وأجهزة القياس،
للاستفادة من جميع المعلومات التي سجلتها هذه الأجهزة ،
والتجارب التي داخل هذا التجويف تعرف بالتفجيرات
المكتومة.
--------------------انتهت.
باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من
لبنان
hosni1956@yahoo.com
|
|
|
|
|
|
|
|
|