اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 تأثير الاسلام على تاريخ البربر
 

الصلاة

تسيطر سلسلة جبال الأطلس بارتفاعاتها المتنوعة على هضاب شمال غرب أفريقيا. وهي تمتد على طول ألفي كيلومتر بدءا من المغرب وحتى تونس.

          تعرف القمة الأعلى باسم الأطلس الكبير وهي تقع في جنوب غرب المغرب.

          أما ثاني أعلى قمة هناك فتعرف باسم الأطلس المتوسط  وهي تقع في وسط المغرب.

          تقع المناطق الأبرز من تلك السلسلة في الجنوب ضمن المناطق الموازية للهضاب

          تعيش في تلك الهضاب غالبية من السكان البربر.

          يعتبر الأطلس الكبير، وهو أعلى قمة في هذه السلسلة من المناطق المفضلة لدى متسلقي الجبال.

          تقع قرية إمليل في وادي الميزان، وهي تشكل نقطة تجمع قبل بدئ التسلق.

          قلة من السياح الفرنسيين كانت تهتم عام ألف وتسعمائة وخمسة وعشرين بالمجيء إلى تالك المنطقة.

          وبعد ربع قرن سمع سياح اسبانيا وبريطانيا وألمانيا بذلك المكان  فجاءوا إليه.

          حتى أصبح عام خمسة وسبعون من أشهر الأماكن التي يزورها المتسلقين في العالم.

          تقع القمة الأعلى في جبل طوبقال إذ يبلغ ارتفاعها أربعة آلاف متر.

          يستعين السياح بخدمات الحمالين وما لديهم من بغال للتعرف على ذلك المكان.

          عادة ما يعبر الزوار الممرات الضيقة في الهضاب لبلوغ جبل طوبقال.

          يشكل البربر نسبة عالية من عدد سكان المغرب ولكنهم يشكلون الأغلبية في تلك المنطقة، وهم يسكنون هناك منذ ما يقارب الخمسة آلاف عام. ما يؤكد حقيقة انهم السكان الأصليين هناك.

          يسكن في تلك القرية ما لا يزيد عن ألف مواطن. فيها مائة وخمسة وستين منزلا  شيدت إلى جانب بعضها البعض. وهي تبدو منطقة سكنية رائعة التنظيم.

          يعتمد نصف السكان هناك على الحركة السياحية، بينما تعيش القرى الصغيرة منها بشكل خاص على الزراعة.

          رغم ابتعادها عن المدن الحديثة، إلا أنها لا تقل شأنا عن حياتها العصرية.

توجد إنارة وأجهزة تلفزيون، لديهم كل شيء..

  يعرف السكان هناك بحسن الضيافة واستقبال الزوار.

          تنبع هذه التقاليد الراقية من أعماق قلوبهم، فقد ورثوها عن أجدادهم، الذين واجهوا قسوة العيش هناك.

          الممرات الضيقة بين المنازل هي الطرقات الأساسية في تلك القرى.

هناك ثمانية عشر قرية حول جبل طوبقال، تعتبر إمليل الأكثر انخفاضا منها. ثم تتبعها أزني، بينما تعتبر أرومد أكثرها ارتفاعا.

تغطي الثلوج قمة جبل طوبقال خلال الفترة الممتدة بين شهري تشرين الثاني وأواسط حزيران.

          تصل الحرارة في قرية أرومد إلى عشرين درجة  في فصل الصيف.

          وعندما تصل إلى ثلاثة آلاف متر فوق سطح البحر يصبح التنفس عسيرا بعض الشيء. إلا أن هذا لم يحل دون استمرار السكان بالعيش في تلك المناطق العالية.

تستعمل الحجارة الجبال وصخورها في بناء المنازل. قلما يستعملون الإسمنت هناك، خصوصا في أرومد، الواقعة على ارتفاع ألفي متر فوق سطح البحر.

وهم بالمقابل يستعملون الطين الممزوج بقش محاصيل الذرة بدلا من الإسمنت.

عادة ما يسكن البيت الواحد عائلات  من تسعة أفراد.

المناطق القريبة من المحيط الأطلسي هي أكثر خصوبة من تلك المطلة على الصحراء. فهي تتعرض لكميات أكبر من المطر،  ما يمكن السكان هناك  من زراعة الذرة والفاكهة.

هناك وادي خصب الذي تحميه قمم سلسلة جبال الأطلس، مكنت السكان من الدفاع عن أنفسهم ضد غزو الرومان والبيزنطيين وغيرها من تلك التي توالت بين القرنين الثالث قبل الميلاد والأول الميلادي.

=-=-=-=-=-=

لا تؤثر سلسلة جبال الأطلس على نمط حياة المواطنين فيها بل تؤثر أيضا على حياة المواشي هناك.

ترعى المواشي في مناطق المرتفعات  بطرق مختلفة جدا عن تلك التي تسكن المناطق المنخفضة.

تفضل الماعز هناك أن ترعى بشكل خاص على أوراق شجر الأرغن. وهي نوع من الأشجار الشائكة التي تكثر في أعالي الأطلس وحده.

يبدو أن الماعز يجد متعة أكبر في التهام أعالي الشجر من الأكل على الأرض.

          رغم التشابه الكبير بين ماعز الجبال وغيرها من المناطق الأخرى، إلا أنها تتمتع بالقدرة على براعة التوازن فوق الأغصان.

تؤدي قسوة الطبيعة هناك إلى صعوبة العثور على مراعي الغذاء، ما يدفع المواشي إلى العثور عن سبل خاصة بها للبقاء على قيد الحياة.   

لن تشكل الأشجار أي عوائق أمام الماعز في بحثه عن الطعام، حتى لو بلغ ارتفاعها خمسة أمتار.

كثيرا ما توجد المخاطر حيث المكافآت. فكثيرا ما تتعثر قوائم إحداها فتسقط من أعلى الشجرة لتموت.

يعيش الناس في تلك المنطقة من الأطلس على ارتفاع ألفين ومائة متر عن سطح البحر، وهم يعتمدون بشكل أساسي على رعاية الماعز، فهم خبراء في هذا المجال،  ويعرفون صاحب كل عنزة هناك.

يقدر عدد البربر بخمسة عشر مليون بين الجزائر والمغرب، وهم ينتشرون في عدد آخر من بلدان شمال أفريقيا.

يقول البعض أن اسم البربر قد أطلق عليهم من قبل الملك اليمني إفريقيش.

يقول المؤرخ الإسلامي المعروف ابن خلدون الذي عاش في القرن الرابع عشر، أن إفريقيش قد تغلب يوما على ملك شمال أفريقي اسمه جارجيس ليقيم مدينة هناك.

وجد الملك اليمني حينها أن السكان المحليين ينطقون بعدة لغات مشتتة لم يفهمها. فشبه هذه اللغات بالقول أنهم  يبربرون بعدة لغات. وكأن يبربر تعني ينطق بلغة غير مفهومة.

يتألف البربر من عدد كبير من القبائل، لكل منها أطباقا خاصة بها.

يعتبر الطاجن من الأطباق المفضلة لدى البربر، وهو يعد في وعاء يصنع من الفخار، يمتزج فيه  خليط من العناصر التي تشمل لحم الماعز والخضار التي يتم طهيها على الفحم.

يكفي طبق الطاجن الواحد لإطعام شخصين.

يحتوي المزيج على البصل والطماطم والفلفل الأخضر إلى جانب الزيتون الذي يمنح الطبق جزءا أساسيا من مذاقه الشهي.

تنتشر الاستراحات والمطاعم على طول الطريق الممتدة بين هضاب الأطلس، حيث يباع لحم الخراف الطازج والمناسب جدا للشيّ.

تنتج المغرب سنويا خمسين مليون خروف وستة ملايين ماعز، ما يعكس حجم الطلب المرتفع جدا على هذه اللحوم بين السكان.

يكفي إضافة بعض الملح ليتحول  اللحم الطازج إلى طبق شهي.

تمتد الشوارع المعبدة بين جبال الأطلس وهي تشكل جزءا من شبكة الطرقات المغربية المعبدة في والتي يصل مجموعها إلى ستين ألف كيلومتر.

      تتمتع نصف شبكة الطرق بشوارع معبدة، وهي تشمل مناطق عالية من هضاب الأطلس.

يطلق البربر على أنفسهم لقب إمازيغان وهي تعني الشعوب الحرة.

 تنبع هذه التسمية من أنهم كانوا يلوذون بالصحاري والجبال لمواجهة الغزوات الغربية.

حصل هذا تحديدا في الفترة الواقعة بين القرنين الأول والسابع الميلاديين حيث وقعت شمال أفريقيا برمتها تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية.

قلة من السكان فقط قبلت بالتعاون مع الرومان، أي أن الغالبية منهم كانت معادية لروما طوال هذه الفترة.

يبدو أن لطريقة حياتهم الفريدة دور هام في فشل الغرب بكسب ودهم والسيطرة عليهم.

لم يكن الأمر على هذا النحو بالنسبة لحملات الدعوة الإسلامية التي جاءت من مناطق مشابهة في طبيعتها.

هناك نموذج عن الدور والمنازل المنتشرة عميقا في قلب الصحراء.

   استقبلت حملات الدعوة الإسلامية الأولى في شمال أفريقيا عموما سنة ستمائة وسبعين.

سعى طليعة المسلمين في الوصول إلى تلك المناطق عقبة بن نافع للتعرف أكثر على سكانها، وقد أرسل إلى قلب الصحراء من قبل عمه عمر ابن العاص للتعرف على تقاليد سكانها.

تأكد أن مبنى قصبة أمرديل قد شيد من قبل المسلمين الأوائل الذين جاءوا إلى هناك  قبل مئات السنين.  

  حمل المسلمون معهم علوم البناء التي تأقلمت مع سبل بناء السكان المحليين، وقد انطبق هذا على سبل نشر الدعوة الاسلامية.

استعملت الباحة المفتوحة على حديقة صغيرة في وسط القصبة لتعليم آيات القرآن الكريم.

زرعت في الحدائق أشجار مثمرة تأكيدا للتجانس بين العربي والمحلي. اشتهر العرب من القدم ببناء الحدائق داخل منازلهم.

كانت منازل البربر في الماضي تشيد بطريقة مختلفة تعتمد على مزيج من الطين والأعشاب الجافة وأوراق النحيل.

يعتمد هذا الأسلوب في البناء لأن الأمطار لا تسقط كثيرا في تلك المناطق.

تتألف القصبة من ثلاث طبقات. تخصص الطبقة الثانية للنساء بينما تستعمل الثالثة للطبخ وأبراجا للحراسة.

هناك بوابتين فقط تؤديان إلى داخل المبنى.

ضم البناء في فترات ازدهاره حوالي ثلاثمائة شخص.

 شيدت الأبراج في المبنى لتساعد على القيام بدور الحراسة في فترات الغزوات والنزاعات المحلية المسلحة على اختلاف أنواعها.

      لعبت قصبة أمدريل دورا هاما في التاريخ المغربي إذ أنها ساهمت بشكل كبير في نشر الدعوة الإسلامية في المناطق الصحراوية النائية.

ولا شك أن تمسك السكان المحليين من البربر بالديانة الإسلامية يتمتع بمناعة هي أشبه بتحصينات قصبة أمرديل.

=-=-=-=

      يعتبر سكان شواطئ المحيط الأطلسي من كبار مصنعي السفن أيضا.

      تعتبر مشاهد صناعة السفن على شواطئ المحيط صورة جديدة للسكان البربر في هذا العصر.

      أي أنهم ما عادوا يكتفون اليوم بالعيش في أعالي الجبال أو في قلب الصحراء وظروف عيشها القاسية.

      ساهم هنتاري العربي الذي ينتمي إلى قبيلة تاسوسيت في تغيير ملامح وحياة قبيلته.

      يعتبر العربي من أهم المجربين في صناعة السفن على الشاطئ، وهو يملك شركة لبناء السفن على شاطئ الأطلسي.

      تقارن نجاحات العربي في هذا المجال بمساهمات الأجيال القديمة من البربر الذين حملوا ألوية الإسلام وشاركوا في رفعها فوق إسبانيا.

       بلغ شعوب البربر قمة أمجادهم مع وصول المحاربين منهم في أولى الغزوات الإسلامية عام ألف وسبعمائة وعشرة، والتي ساهمت في صنع الحكم الإسلامي في الأندلس في ربيع سنة سبعمائة وأحد عشر.

      تجلب الأخشاب التي تستعمل في إطار السفن من الموارد المحلية، إلى أن الأجزاء الأخرى تستلزم أخشابا مستوردة.

      عادة ما يقوم العربي ببناء المراكب للصيادين المحليين.

      وهو يستعين بثلاثة من الحرفيين المهرة وعشرة من العمال المساعدين لبناء مركب يتسع لخمسة عشر أو عشرين صيادا.

      غالبية عماله من الجوار. وهو يستغرق عامين كاملين لبناء مركب.

      اكتسب العربي هذه المهارة من أجداده الذين عملوا في هذا المجال منذ أجيال مضت.

      مع انهيار الخليفة الأموية في اسبانيا نشأت هناك مجموعة من السلطات المحلية التي ساهم فيها البربر مساهمة فعالة وكان من أبرزها ما عرف بحكم المرابطين.

      وكانت لهم مساهمات كبيرة في تعزيز الحكم  الاسلامي في إسبانيا حتى بدء انهياره عام ألف ومائة وخمسة وأربعون.

      خلّفت أمجاد المرابطون نشوء الكثير من المهرة والمحترفين خصوصا في مجالي الملاحة وبناء السفن.

      لم يقتصر التأثير الإسلامي على تاريخ البربر وأمجادهم فحسب، بل كان له دور أساسي في منح آفاق وأبعاد جديدة  لحياتهم بمجملها.

      هناك إجماع يؤكد اليوم أنه لو لم تنفتح الحكمة البربرية أمام الدعوة لاعتناق الإسلام  لبقيت حتى اليوم تعيش في عزلة قمم الأطلس أو في أعماق الصحاري.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster