اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عصر الاسلام الذهبي
 

الكعبة المكرمة

شهد القرنان السابع والثامن الميلاديين ظهور الديانة الإسلامية التي غيرت وجه العالم.

          انطلق أتباعها بغزوات لا تعتمد على السيف وحده بل وعلى قوة الأفكار. بعد مائتي عام على وفاة محمد كانت رسالته والإمبراطورية العربية الجديدة تغير ملامح قارات ثلاث.

ظهرت إمبراطورية جديدة، بوضع سياسي جديد، تدفعه حضارة دينية حديثة التشكيل، تمكنت من التوسع إلى ما هو أبعد من تمنياتها خلال فترة قصيرة جدا، لتصبح أكبر إمبراطورية عرفتها الحضارات.

أطلق العرب على غزواتهم لقب الفتوحات، وهي تعني الغزو والبقاء. نثر المسلمون بذور ديانتهم في الجهات الأربع لينفتح أمامهم عالم من الفرص. إلا أن قلب الإمبراطورية الروحي بقي في مسقط رأسها، مدينة مكة المكرمة.

يأتي المسلمون من مختلف بقاع الأرض في رحلة تقليدية إلى مكة، للقيام بركن إسلامي يعرف باسم الحج.

تحول الحج إلى ركن أساسي من الشعائر الدينية في حياة الإسلام. حتى أن الحج أخذ يرمز منذ فترة محمد إلى وحدة الأمة الإسلامية ومساواتها أكثر من أي شعائر دينية أخرى.

 

 حث الحج البشرية جمعاء على الحركة إذ أخذت القوافل والثقافات تتحرك بحرية وذلك         لأول مرة منذ عهد الإسكندر الكبير، بعد أن فتحت الحدود المقفلة منذ آلاف السنين.

أخذت الأفكار والبضائع تنتقل ذهابا وإيابا عبر مسافات بعيدة. بما أن المسلم يحج إلى مكة مرة في حياته أصبحت القوافل تحمل السلع والأفكار والناس والحجاج، ليلتقوا جميعهم في مكة مرة في العام، لينعكس ذلك على أوطانهم، فإذا تم اختراع شيء ما في سمرقند سيعلم الناس به خلال عام واحد في قرطبة.

حيثما يجتمع الحجاج  يتبعهم التجار.

          لقد كان محمدا من العاملين بالتجارة، وقد ترافق انتشار دعوته مع انتشار التجارة وسبل العيش الإسلامية.

كانت التجارة بالغة الأهمية في العالم الإسلامي تقديرا لموقعه الجغرافي، فهو يقع بين ما نسميه الغرب وما يسمونه بالشرق. أي أنه جسر أرضي يربط الصين بأوروبا.

خلال قرنين فقط توسع الإسلام حتى امتد سلطانه من إسبانية حتى حدود الهند. حتى أن السفر من طرف الإمبراطورية العربية إلى الطرف الآخر كان يستغرق عاما كاملا.

            تتوسط هذه الإمبراطورية مدينة ثروات خيالية اسمها بغداد.

          ضاعت قصور بغداد القديمة عبر الزمن، ولكم أمجادها تتحدى أثينا أو روما القديمتان، إذ اعتبرت إنجاز عمراني مهيب، هو فخر الإسلام في عصر جديد.

          كانت جميع المنازل الراقية محاطة بالحدائق  والجنائن والبساتين والمنتزهات الجميلة، وهي مليئة بالأسواق، والمساجد الفخمة والحمامات. وهي تمتد عبر أميال على جانبي نهر متألق.

ولكن ما جعل من بغداد أعظم المدن في ذلك العصر يتعدى ما تشاهده العين. إنها الرفقة والسكان، فقد جعل العلماء من بغداد جوهرة العالم.

لا شك أن بغداد تحولت منذ القرن الثامن إلى مركز العلوم في العالم الإسلامي، وكانت الإبداعات الجديدة تخرج من بغداد أو تصل إليها سريعا لأن نخبة الناس جاءوا إلى بغداد من أفضل المفكرين والفلاسفة والفنانين.

جاءوا يبحثون عن أجوبة لمسائل عملية. غمر نمو الإمبراطورية الهائل زعمائها الجدد بالتحديات، فقد وجدوا أنفسهم أمام مشاكل هندسية وتموينية لا بد من حلها بالاعتماد على أعظم مفكري العصر.

أصبحت الإمبراطورية الجديدة مسؤولة عن النظافة العامة وعن الأسواق وعن بيع السلع في الأسواق، ما يتطلب بعض العلوم الأساسية.

          أي أن حاجة الحضارة الجديدة للعلوم تنبع من حاجتها الماسة لإدارة تلك الإمبراطورية.

جاءت نخبة المفكرين تلبي النداء. وقد تم الترحيب بأفضلهم في مركز المنح، الذي اشتهر في بغداد  بلقب بيت الحكمة.

كانت تجذب المثقفين والمتعلمين الذين جاءوا للعمل في الكليات. وقد ارتبط القصر بمكتبة عامة، وقد جاء العلماء من مختلف أرجاء الإمبراطورية، كان بعضهم من فارس والبيزنطية، وقد فتحت أبوابها للمسلمين والمسيحيين وحتى اليهود، وهكذا اجتمعت خيوط المعارف البشرية جمعاء في مدينة بغداد.

أدى هذا النسيج إلى توافد عناصر بشرية تنتمي إلى تقاليد ثقافية متنوعة لتجتمع في بوتقة واحدة.

كانت تحديات العلماء تثبط العزائم، إذ كان عليهم تحويل روائع القدماء إلى بنية جديدة من المعارف.

          نشأ التنافس على الوظائف في أوساط النخبة الجديدة من المفكرين.

منذ ذلك الحين أخذ جميع العلماء يتنافسون على تلك الوظائف. كانوا يتنافسون فيما بينهم تقريبا بنفس الطريقة التي يتنافس فيها البيروقراطيين المعاصرين فيما بينهم.

انتشر العلماء في أرجاء الإمبراطورية لجمع أكبر عدد ممكن من النصوص القديمة، وذلك في أول حملة علمية في تاريخ العالم.

          اختلف المسلمون عن المسيحيين في أنهم لم يجدوا أي تناقض أساسي بين معتقداتهم والقوانين التي تحكم الطبيعة، فتقبلوا أفكار أرسطو وبيلاطو، اللذان اعتبرتهما الكنيسة المسيحية مجدفان.

ترى في هذه المرحلة أن العلماء والبيروقراطية يبحثون في جميع الحضارات عما كان لديها من علوم سواء كانت إغريقية أو هندية أو فارسية وغيرها.

استعانوا بالمعارف الهندية في مجال الحسابات، ثم قام علماء بيت الحكمة بتطوير نظام الأرقام العربية التي ما زالت تستعمل حتى اليوم.

          هم الذين ترجموا وطوروا المؤلفات الإغريقية ليقدمونها هدية إلى العالم الغربي المعاصر. وهكذا يجد عصر النهضة  بداياته في بغداد.

وقد تمكنوا من استيعاب الميراث الغني للعالم الهلّيني، الذي ترجم أولا إلى العربية ليصبح بعد ذلك متوفرا لدى جميع المشاركين في الحضارة الإسلامية الجديدة.

          تحولت اللغة العربية إلى لغة التعلم في أرجاء المنطقة/ ما شكل تطورا هاما في تاريخ الفكر البشري.

بعد أن جمعوا المعارف، بدأ المسلمون في التحقق منه. ما قد يعتبر من أهم مساهماتهم، إذ ولدت بذلك عملية التعقب العلمي.

أرادو أن يعرفوا لماذا يخطئ العالم الإغريقي الذي صاغ نصا أثار إعجابهم منذ البداية. فبدئوا يبحثون هل كانت الأدوات المناسبة تنقصه؟ أم أنه كان يفتقد المنهاج المناسب لاستعمال الأدوات للتأكد من ملاحظاته.

          هذا هو دور الإصرار، روح الإصرار على التساؤل والتأكيد على ضرورة بناء علم يعتمد على المثابرة بشكل دائم ومستمر، يتقدمون فيه باقتراح فيزيائي حول كيفية عمل الكون، والتوصل إلى نموذج حسابي للكون الفيزيائي يتوافق معه.

          وهكذا بدأت ولادة العلوم الإسلامية الجديدة.

الجبر وعلم المثلثات والهندسة وعلم الفلك ومجالات علمية أخرى أصبحت جزءا من الحياة اليوم تعود جذورها إلى العلوم الإسلامية. ولكن الأشد دهشة منها إبداعاتهم في الطب.

            في الفترة التي كان فيها الأوروبيون يصلّون لقديسيهم طلبا لشفاء المرضى، طور الأطباء المسلمين نظرية جديدة تقول أن الأمراض تنتقل عبر مخلوقات جوية صغيرة، ما شكل مقدمة لدراسة الجراثيم.

          وهكذا قرروا عزل المريض أولا ومن ثم معالجته. ما شكل انطلاقة للمستشفيات التي تعتبر اليوم أهم مؤسسة طبية حديثة.

          تأسست المستشفيات الإسلامية عبر ممتلكات الوقف الدينية، وقد تشكلت من أجنحة منفصلة للمصابين بأنواع مختلفة من الأمراض.

          حتى أنهم عالجوا الأمراض العقلية.

          بلغت علوم التشريح مستوى من التقدم جعلها تبقى معتمدة من قبل الأطباء المسلمين والأوروبيين طوال ستمائة عام.

          كرس علماء الإسلام اهتماماتهم المميزة للتعرف على النور والعدسات في بنية العين البشرية.

          فكان مؤسس البصريات مسلم اسمه ابن الهيثم، الذي أدى عمله بالعدسات في نهاية المطاف إلى اختراع الكاميرا الحديثة. فقد وضع ابن الهيثم نظرية تفسر كيفية رؤية العين.

          قبل ألف عام من خوض أوروبا في الجراحة، كان الأطباء المسلمون يزيلون إعتام العدسة بعملية جراحية تزيل السد من العين بإبرة مجوفة.

          ولكن تنوير الإمبراطورية بكل هذه المعارف يتطلب نسخها وتوزيعها على مائة مدينة مختلفة من العالم الإسلامي.

          لهذا توصلوا إلى اختراع جديد ما زال يعتبر أساسيا في التعليم والمعارف حتى اليوم. الورق.

حين وصلت الجيوش الإسلامية إلى آسيا الوسطى بين عامي سبعمائة وسبعمائة وخمسين، عثرت على الورق لأول مرة، فسارعت البيروقراطية الإسلامية باستعماله على الفور. إذ تم العثور عليها في سوريا بأقل من خمسين عاما وبعد ذلك بقليل وجدت في مصر ومنها إلى شمال أفريقيا ومنها إلى صقلية ومن هناك إلى إسبانيا من حيث تعلمت أوروبا صناعة الورق لقد تعلمت صناعته من العرب.

مع انتشار الكتب والورق على نطاق واسع  انشغل مئات الكتبة ومن بينهم  بعض النساء في نسخ الترجمات والمؤلفات الجديدة لعلماء بغداد.

كل هذه المعارف التي اكتسبت من الإغريق وأسيا الوسطى قد وضعت في كتب ورقية أعيد نسخها مرة بعد أخرى لنشرها.

بينما خط رهبان الغرب أفكارهم على ورق البرشمان النفيس، ساهم الورق في نشر الحضارة الإسلامية لمعارفها الحديثة على طول البلاد وعرضها، لتشكل أمة واحدة تربط بين قارات ثلاث.

من أبرز فضائل الحضارة الإسلامية إلى جانب ما ساهمت فيه من تحولات علمية جديدة وغيرها هو أنها مكنت الإنسان ككائن بشري من التفكير في إمكانية التفكير في هذا العالم ككتلة واحدة، هي البشرية.

هناك مكان واحد في جميع أرجاء الإمبراطورية شهد فيه الأوروبيين سبل الحياة الإسلامية كواقع قائم. جنوب إسبانيا. هناك من على أرض القارة الأوروبية، أخذت الثقافة العربية تؤثر على الحضارة الأوروبية من حولها.

          تحولت مدينة قرطبة الإسبانية قبل ألف عام إلى مركز ينافس بغداد في العلم والثقافة.

          ما زالت ممرات قرطبة الضيقة تتحدث حتى اليوم عن ماضي العصور الوسطى. كانت هذه المدينة في عصر الظلمات أكثر المدن الأوروبية تقدما وازدهارا في القارة. كانت شوارعها مرصوفة وتنعم بالإنارة، كما انتشرت فيها المكتبات والمستشفيات والقصور.

          كانت هذه مدينة ضياء، كانت مدينة إسلامية.

كانت قرطبة في القرنين التاسع والعاشر من أكبر وأهم المدن الأوروبية. هناك كتابات قديمة تتحدث عنها بالقول: هناك ورود في كل مكان والشوارع مرصوفة والإنارة مشعة، بالمقارنة مع ظلمة المدن الشمالية. كانت المياه في قرطبة تصل بالأنابيب إلى منازل سكنية كبيرة، في فترة كان سكان باريس يقيمون في أكواخ على ضفة النهر.

هناك تكمن أمجاد قرطبة القديمة، فيما يعرف اليوم بكاتدرائية الكاثوليك الرومانية وسط المدينة.

          بدأت كاتدرائية قرطبة المعاصرة حياته كجامع هو أحد أكبر الجوامع في الإمبراطورية الإسلامية.

يعتبر جامع قرطبة الكبير أكبر جامع في أكبر مدن الجنوب الأوروبي.

حين تصعد إلى برج الكنيسة التي كانت مئذنة، لتنظر إلى السطح الممتد من حولك، ستجد أن تكملة الكاتدرائية بالدعائم قد انطلق من قلب ذلك الجامع الهائل.

جاء الكثيرون لزيارته والتعرف على روائع الجامع الذي يعتمد على روافد وعقود متشابكة، شوهدت بعد مائة عام في الكاتدرائيات القوطية في شمال أوروبا، قد يقول البعض أنها ظهرت صدفة ولكنها ليست صدفة، هذا ما تراه في كاتدرائياتي لينكون وشارتر في فرنسا.

مع مجيء الأوروبيين  من قلاع الشمال الباردة إلى المدن الإسلامية المجيدة في جنوب إسبانيا، تملكتهم الدهشة والإعجاب.

          شيد قصر بالغ الفخامة فوق تلال غرناطة الخضراء، وقد شكل نموذجا لامعا لما حمله الإسلام إلى أوروبا من ثراء وتقدم.

          إنه قصر الحمراء.

قد يكون قصر الحمراء من أهم النماذج العمرانية الإسلامية بالنسبة للغرب. فهو أفضل نموذج حي لما كانت عليه القصور الإسلامية في العصور الوسطى.

شيد هذا القصر الفاخر على أعمدة رخامية منقوشة رفعت بروائع هندسية تعكس مستوى رفيع من فخامة العيش. يبرز قصر الحمراء رفعة الثقافة العربية ومدنيتها.

لا يكمن جمال قصر الحمراء في التفاصيل الفردية، بل في التنسيق والتكامل بين جميع العناصر التي يتشكل منها والانسجام الظاهر بين الإنارة والمساحة والمياه الجارية في الداخل والخارج. تشعر وكأنك حيال معزوفة تتألف من عناصر مختلفة تنسجم بحذر مع بعضها البعض لتضمن متعة فاتنة.

هناك استمتعت النخبة الإسلامية بلذة العيش. فأحاطت نفسها بالعطور والموسيقى والسجاد الوثير. تحدثت قلة عن طبيعة الخالق، والعمق الإغريقي، وأحدث الاكتشافات الحسابية الهندية. وهم يتذوقون أطباقا شهية تقدم على الخزف الصيني الراقي.

          وبسطوا الأرض بحدائق تروى بأنظمة تعمل بقانون الجاذبية.

          أي مسافة عبرها أتباع محمد من حياة بدو الصحراء الرحل. وكم شعروا بأنهم يبتعدون عن القارة الأوروبية؟ كانت أوروبا المسيحية تقبع شمالا تحت وطأة عصر الظلمات.

          ولكن مع بزوغ القرن الحادي عشر وقعت مأساة في القدس شكلت بداية لنزاع مباشر بين المسلمين والمسيحيين.

          كانت القدس تحت إدارة السلطة المصرية بقيادة شخصية لقبت باسم الحكيم.

لم يكن الحكيم شخصية عادية. حتى أن البعض قد يعتبره اليوم مصاب عقليا.

احترم الحكام المسلمين المناطق المسيحية المقدسة في القدس لأكثر من مائتي عام.

          يقال أنه عام ألف وتسعة تخلى الحاكم المصري عن هذا التقليد، ليقف وراء تدمير إحدى الكنائس المسيحية المقدسة.

أسوأ ما فعله هو الوقوف وراء حرق كنيسة القيامة في القدس. لا أحد يعرف السبب فيما فعله، وهناك عدة نظريات تنفي ذلك. ولكن الحقيقة هي أن ترويج الخبر نشر حالة من الهلع والقلق الشديدين في العالم المسيحي.

كان الحكيم إلى حد ما الحالة الشاذة التي أكدت للأوروبيين ما يدعونه من أن المسلمين لا يتعايشون مع الآخر بل يستعبدونه ويعتمدون الهرطقة بما لا يمكّن من خضوعهم لقوانين الحضارة البشرية.

الحقيقة هي أن خليفة الحكيم أنجز إعادة بناء كنيسة القيامة عام ألف وثمانية وأربعين بالتعاون مع البيزنطيين.  إلا أن هذا لم يف بالغرض بل استمرت الادعاءات بأن الأمور ليست على ما يرام في الديار المقدسة.

بدأت أوروبا تجيش المشاعر المعادية للمسلمين، حتى بلغت حد الغليان عام ألف وخمسة وتسعون.

          أمضى البابا أوربان الثاني غالبية ذلك العام في الترحال عبر فرنسا يتوسل السادة الإقطاعيين التوحد في حملة من سفك الدماء.

          وقد ورد في إحدى خطاباته لهم: سارعوا في القضاء على هذا الجنس الحقير من أراضي اخوتكم في الشرق.

          ثم يقول في جانب آخر: "القدس هي سرّة العالم. وهي تستصرخكم تحريرها. والمسيح نفسه يأمركم بذلك!!"

وهكذا أصبحت امام حالة اندماج بين الخدمة العسكرية والدين، جاءت في مصلحة البابا الذي أطلق عام ألف وخمسة وتسعين نداء حملته الصليبية الشهيرة لإنقاذ الأماكن المقدسة في الشرق وتحديدا القدس.

عام ألف وسبعة وتسعون رأى الرعاة السوريون مشهدا سرعان ما أصاب الديار المقدسة بالخوف والهلع.

          توافقت الحملة الصليبية بالصدفة مع تعرض الإمبراطورية العربية لأسوأ مراحل ضعفها، إذ انقسمت إلى مملكات صغيرة وسلالات تافهة.

  كانت هذه هي اللحظة الأفضل لأن العالم الإسلامي كان في حالة من الانقسامات الكبيرة بعد موت كبار حكام العصر.

          وسط حالة الشرذمة هذه جاءهم عدو غير متوقع تجسد بالصليبيين من أوروبا الغربية. من كان ليتوقع بأن عدوا جديدا سينقض على العالم الإسلامي من تلك الزاوية؟ كانت حملة لم يسبق لها مثيل شكلت مفاجأة حقيقية. لم يعرف المسلمون هويتهم مباشرة، بل توقعوا أنهم حفنة أخرى من البيزنطينيين جاءوا للإزعاج  كالمعتاد والقتال على الحدود.

          لم يتوقعوا أن يكونوا من تلك الحشود المعبأة بالدين والتطرف والقادمة من غرب أوروبا سعيا للاستيلاء على القدس.

يعج التاريخ بأيام رعب مبهمة، ولكن الأشد سوداوية منها ما حصل في الخامس عشر من تموز يوليو من عام ألف وتسعة وتسعين، حين دخل الصليبيون إلى القدس.

لا شك أنها كانت مجزرة رهيبة. بدأت بالخوف والهلع وفرار السكان، لا شك أنها كانت مريعة.

وصلت إلى البابا رسالة من الصليبيين تقول: "إذا أردت أن تعرف ماذا فعلنا بالعدو الذي وجدناه في المدينة، فاعلم ما يلي: امتطى رجالنا خيولهم وسط دماء العرب والمسلمين  التي وصلت حتى الركب.

ما أن شاهدوا المدينة المقدسة حتى تملكهم الاهتياج، ربما كان هذا ما زاد من تطرفهم وحماسهم المفرط حين تدفقوا عبر أبواب المدينة حتى ارتكبوا تلك المذبحة البشعة باسم المسيحية. يعتبر المسلمون أنها وصمة عار على جبين المسيحية، وهذه وجهة نظر مبررة.

لم ينج من المجزرة حتى المسيحيين أنفسهم. فقد ذبح العشرات من المسيحيين الشرقيين في قلب كنيسة القيامة، لم يكونوا بالنسبة لرجال الحملة أكثر من أجانب.

          وقد تحدث أحد الكتاب المسيحيين عن المجزرة بالقول:.. قام الناجون من العرب بسحب موتاهم وصنعوا منها أكواما. لم يشهد أو يسمع أحد بمثل هذه المجزرة من قبل. كانت الأكوام المنتشرة تشبه الأهرامات.

لقد صدموا بمجيئهم العالم الإسلامي. هناك أعداد من الأشعار المؤثرة جدا التي تعود إلى ذلك التاريخ.

          تحدث الشعراء العرب في تلك الفترة عن مشاعر القلق والخوف الذي نشره الصليبيين أو الفرنجة في أوساط العرب، فلم يوفروا الشيوخ والنساء والأطفال المختبئين في منازلهم وهم يرتعشون خوفا. وهم يعكسون بذلك صورة اغتصاب أراضيهم، وتلك النجاسة التي نجمت عن الدخلاء البرابرة الذين جاءوا إلى أماكنهم المقدسة.

          حين تلوح السيوف لتحرك جمرات الخرب يصبح ذرف الدموع أسوأ سلاح لدى الرجل، حين تسفك الدماء، وتخبئ الفتيات وجوههن العذبة بأكفهن حرجا.

          انتهت الحملة الصليبية الأولى، وعاد السواد الأعظم من المائة ألف رجل الذين بدءوا الحملة، بد إلقاء نظرة عابرة على الحياة الإسلامية.

          أما مهمة احتلال القدس والأرياف المجاورة لها فكانت من مهمات العشرين ألف الذين بقوا نهائيا هناك.

          عمل الدخلاء على تأكيد احتلالهم عبر بناء القلاع، تماما كما فعلوا في أوروبا.

شيد الصليبيون أفضل القلاع التي عرفها الشرق الأدنى، والدليل على ذلك هو أنها ما زالت هناك. رغم اندحار كل شيء مع مرور الزمن ما زالت القلاع الصليبية تقف شاهدا على وجودهم. تعتبر قلعة كراك دي شيفاليه في سوريا من أهم هذه القلاع. فهي هائلة الحجم وقوية متماسكة لا يمكن اختراقها. كما أنها مثال حي على عدم سقوط عدد من القلاع الصليبية رغم الحصار.

يمكن  أن تراقب منها مسافة أميال حتى ترى القلعة الأخرى الواقعة على مسافة مرئية للتواصل عبر إشارات النار والدخان.

          ستجد فيها كل العناصر المتوفرة في قلاع القرون الوسطى من أبراج واستحكامات وأماكن لسكب الزيت الساخن والسوائل الأخرى على العدو.

ولكن كيف كانت ظروف العيش داخل القلاع؟ لم تكن احتفالات وترفيه، بل كانت خوف دائم. عليك أن تبقى متيقظا لمراقبة من يسعى لتلغيم القلعة، أو تسلق الجدران عبر السلالم، السكان المحليين في الخارج الفلاحين المجاورين، كانوا من المعادين، ما يستدع مراقبتهم على الدوام. أي أنه مكان مريع بلا شك.

وقع الصليبيون معاهدات، ثم نكسوا بها، واعتدو على التجار المارين بقلاعهم.

          تعرف الصليبيون على مستوى من العيش الراقي أثناء غاراتهم على القوافل، بما لم يسمعوا به في أوروبا.

لقد فوجئ الصليبيون بكل ما وجدوه في الشرق الأوسط. فعادوا بالكثير منها معهم. منها الحفر التنزيلي والأقمشة والحرائر.

          كلها أشياء لم يروا مثلها بكميات كبيرة من قبل مستوى العيش. عادوا ببعض الأشياء للذكرى معهم إلى أوروبا حتى أن صناعة كاملة نشأت في الشرق الأوسط ليأخذها الصليبيين معهم تذكاراتهم.

قد يشكل انحياز للغرب أن نقول بأن الصليبيين شكلوا قوة حاسمة في أحداث العالم بتدميرهم الثقافة الإسلامية والتجارة. فالحقيقة هي أنه أثناء انكفاء الصليبيين إلى قلاعهم،  كان الإسلام ينشر نفوذه ويزدهر.

          انطلقت الرسالة المحمدية بقوة ووضوح لم تعرف مثلهما من قبل.

          انتشرت المساجد في كل اتجاه، لترحب بالتجار، وتضم المدارس والمستشفيات. انطلق العمران والأدب والموسيقى والثقافة  الإسلامية جميعها معا احتفاء بمعتقد فريد.

          شيدت الإمبراطورية على المعتقد، وأخذت الثقافة تنيرها. ولكن ما وحدها في نهاية المطاف هو التجارة.

          فالتجارة والعلوم جلبت للمسلمين إبداعاتهم.

          تسارعت الأعمال من خلال مبدأ ثوري عرف باسم الصك. وهو شيك، يمكن توقيعه في إسبانيا، وصرفه في الهند.

عند كتابة شيك يفترض أن هناك من سيصرفه في الطرف الآخر وإن كان لديك مبلغا في مكان ما قد يقول الآخر أني أستطيع الحصول عليه في مكان آخر. ما يستدعي ان يكون لديك نوعا من المصرف المركزي، أو مؤسسة قروض ستحسن معاملة أموالك.

          ما يساهم في قدراتك على الترحال، كما يسهل التجارة أيضا فلا داعي لنقل الأموال من سمرقند إلى قرطبة لتعود ثانية إلى هناك في العام التالي.

          أي أنك تستطيع الاعتماد على الثقة والأمانة، ما جعل المسلمين من أهم تجار العصور الوسطى.

ومن أهم الحرفيين أيضا. تعلم الحداد المسلم من الفارسي طي الحديد لمنحه صلابة وليونة. حتى أصبحت السيوف المصنوعة في طليطلة ودمشق هي الأفضل في العالم.

          ولكن العمود الفقري للتوسع الاقتصادي الإسلامي اعتمد على النسيج . فقد كان الطلب على النول الإسلامي هائلا، وذلك لحياكة الكشمير والقطن والحرير.

يعتبر النسيج من أهم صناعات العصور الوسطى. إذ لم يقتصر النسيج على زراعة النباتات بل يحتاج إلى الصباغ الذي كان حينها باهظ الأثمان لاستيراده من أماكن بعيدة. وبعد ذلك تحتاج إلى مواد التثبيت والترسيخ إلى جانب النول وبعد ذلك عليك شحن الأنسجة لهذا يمكن القول أن صناعة النسيج ونقله يعتبر العماد الاقتصادي الرئيسي.

بينما كانت أوروبا تصنع أثوابا من الصوف  الخشن والكتان  كان العرب يرتدون أثوابا من أقمشة  الأورغندي والدمقس، والتفتة، وهي كلمات أدخلت إلى اللغة الإنجليزية من العربية والفارسية.

كانت الأقمشة المصنوعة في العالم الإسلامي من أفضل الصناعات في العالم، إذ أنها لم تصنع من الكتان أو القطن بل صنعت من الحرائر وقماش ذهبي يصنع من خيوط الحرير المغطاة بالذهب بأساليب معقدة جدا.

اهتم أثرياء أوروبا بهذه النماذج إلى جانب الكنيسة أيضا. عندما يبحث المسيحيون عن قماش يستحق أن يلفون به عظام القديسين كانوا يتجهون طبعا نحو النول الإسلامي.

          ولكن أحيانا ما كان القماش يزين بآيات من القرآن الكريم. وأحيانا ما كانت تظهر كلمات النبي على مسافة قريبة جدا من أقدس الأيقونات المسيحية.

ليس من المستغرب أن تجد بين لوحات النهضة الإيطالية لوحة للعذراء يكسوها رداء من قماش نموذجي مبتكر، أو من الحرير المعزز بتصميم حياكة مذهبة، أحيانا ما تجد عليها كلمات باللغة العربية تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.

بعد ما يقارب مائة عام من انتهاك المعاهدات والنزاعات المتفرقة، بلغ المسلمون منعطفا هاما في مكافحة الصليبيين.

          تم ذلك على يد واحد من أشهر  الشخصيات الإسلامية. كان اسمه صلاح الدين الأيوبي، مع أن الغرب يوقره ويتذكره باسم صلادين.

هناك جانب لا بد من تقديره في صلاح الدين وهو أنه نجح حيث فشل العديد من أبناء أمته وأتباع ديانته. فقد كان يمتاز بعامل إضافي إلى جانب ذكائه وقوته الجسمانية، وهو أنه كان ملهما لأتباعه العسكريين.

عام ألف ومائة وثمانية عشر، حشد صلاح الدين اثني عشر ألف فارس خيال، واستدرج الصليبيين إلى خارج القدس نحو منبطح يقع بين تلتين يعرف باس سهل حطّين.

          ليلة الثالث من تموز يوليو وبعد مسيرة طويلة خيم الصليبيون على سفح جبل قاحل.

كانت منطقة جافة قاحلة، تذكر أن شهر تموز في الشرق الأوسط  يمتاز بالحر الشديد، وبدون ماء.

مع بزوغ الفجر أشعل رجال صلاح الدين النار في الهشيم، فحملت الرياح القوية ألسنة اللهب إلى المعسكر الصليبي.

سرعان ما وجدوا أنفسهم محاطين بالعدو حسب التكتيك الإسلامي ، فتملكهم الهلع والارتباك.  

كتب مساعد صلاح الدين عن تلك الواقعة يقول: تصاعد اللهب نحوهم ما زاد من حرارة الجو. فاحترق أبناء الثالوث بلهيب النار، ولهيب العطش، ولهيب السهام.

تفرق جيش الصليبيين بالكامل. ما جعل النصر في حطين منعطفا هاما لصلاح الدين، فقد عنى ذلك أن استطاع المتابعة لدخول القدس في نهاية العام.

بعد ثلاثة أشهر دخل صلاح الدين إلى القدس.

          ولأول مرة بعد مائة عام، عاد صوت المؤذن ينادي للصلاة من جديد.

          ومع ذلك لم يطلق صلاح الدين حملة انتقام ضد المسيحيين وأماكنهم المقدسة. فأقيمت الصلاة في كنيسة القيامة كالمعتاد. كما أذن صلاح الدين للمسيحيين بمغادرة المدينة بممتلكاتهم إذا شاءوا ذلك. أما الراغبين في البقاء فسمح لهم بالعبادة بحرية.

حين بلغ صيته أوروبا الغربية، حول ما اتبعه من سلوك في القدس، تحول تدريجيا إلى أشهر المسلمين في جميع العصور.

لم يضع انتصار صلاح الدين حدا لأطماع الغرب في الشرق الأدنى. فأعدوا لحملة صليبية أخرى، إلا أنهم هذه المرة أيضا لم يؤثروا جديا على في الثقافة الإسلامية الأكبر.

          سرعان ما طرد الصليبيون من قلاعهم على طول الشواطئ وعادوا إلى أوروبا، ولم يبق من أثرهم إلا بضع قلاع مهجورة.

          ولكن الصليبيين العائدين وجدوا أنهم قد تغيروا عبر احتكاكهم بالثقافة الإسلامية، أي أن التأثير البعيد المدى على الحياة الأوروبية كان عميقا.

عادوا مندهشين بالثقافة المادية التي وجدوها، وجودة البضائع وجودة السلع كانت أفضل بكثير مما يمكن العثور عليه في أوطانهم وقد جاءوا بها معهم.

عادوا على سبيل المثال وهم يفضلون أطعمة معززة بالتوابل، فجاءوا بالفلفل والقرفة، إلى جانب توابل شرقية أخرى، بعد أن تأثروا بأطباق مطبخ آخر. اكتشف أنهم أعجبوا باستعمال الصابون أثناء إقامتهم في الشرق الأوسط، ويبدو أنهم نشروا استعماله في أوروبا.

بعد الحملات الصليبية انفتح الأوروبيين على أفكار ما كان يحدث في الشرق، وما يحدث في مناطق أخرى من العالم أي أنهم لا يستطيعون البقاء في عزلة كما كانوا.

          انفتح البعض للتفكير بما يحدث هنا وهناك والتعرف على أفكار جديدة وقراءة ما يكتبه الآخرين وتعلم اللغات، وهكذا بدأ الناس في الغرب يتعلمون العربية تدريجيا.

مع ذوبان حواجز اللغات، بدأت أفكار المدن  الإسلامية الكبرى تتسرب إلى أوروبا، هي أفكار غيرت الفكر الغربي إلى الأبد.

          استعان اللاهوتي الإيطالي الشهير توماس أكويناس بكتابات الفيلسوف المسلم محمد ابن رشد لتبرير الفارق الواضح بين الشريعة والحكمة. وهو مبدأ إسلامي يشكل أساسا لجميع الأبحاث العلمية، كما أسهم في النهضة الأوروبية.

          كما ظهرت ملامح محمد ابن رشد في لوحة رفائيل النهضوية الكلاسيكية لكبار المفكرين الغربيين، وقد ظهر فيها إلى جانب بلاتو وأرسطو، وكأنه شاهد حي على ما يدين به العالم للإسلام.

بلغت آفاق الحضارة الإسلامية مستويات لم تبلغها أي حضارة عالمية أخرى من قبل. ما أسهم في توحيد أجزاء من هذا الكوكب بطرق لم يشهد مثلها من قبل.

ولكن عصر الإسلام الذهبي، لم يدم طويلا.

          فبعد طرد الصليبيين ونقل المعارف الثمينة إلى أوروبا، تحولت كبرى مدن الإمبراطورية الإسلامية إلى أطلال، على يد قوة أشد بأسا من أن يحشدها الأوروبيين. فدمر المكتبات، ونهب الثروات، وساد الصمت في المدن التي لم تسحق هذه المرة من الغرب، بل من الشرق.

          هذا ما عرف بكارثة المغول.

          المغول هم من البدو الرحل القادمين من سهول آسيا الوسطى. وقد جاءوا في القرن الثالث عشر لاجتياح السواد الأعظم من المناطق الأورو-آسيوية الواقعة بين الصين وأوكرانيا.

          ولم يتأخروا في الوصول إلى فارس ا|لإسلامية.

اعتبرت المجتمعات الإسلامية المثقفة أنهم حفنة من المتوحشين. عند الدخول في الجيش المغولي يأتي المجند ومعه ثلاثة خيول يعتاش عليها، فهو يشرب دمها أولا وعندما يبتعد كثيرا يقتلها الواحدة تلو الأخرى ليأكل لحمها. لهذا استطاعوا عبور مسافات طويلة والبقاء على قيد الحياة.

كان الرعب تكتيك المغول الأساسي.

تحامق أحد الزعماء المحليين للفرس  وقتل مبعوث أرسله المغول ما أثار غضبهم الشديد فأرادوا أن يجعلوا منه مثالا فلجئوا إلى أسلوب انتقامي دموي قتلوا بموجبه سكان بلدات بكاملها لتصبح مثلا فشيدوا أبراجا عالية من الجماجم بوضع الجثث فوق بعضها البعض. عادة ما كان هذا يدفع المدن المجاورة للاستسلام على الفور.

سقطت أمامهم المدينة تلو الأخرى، حتى أصبح وصولهم إلى قلب العالم الإسلامي مسألة وقت لا أكثر.

          في شباط فبراير من عام ألف ومائتين وثمانية وخمسين، استولوا على بغداد.

          يؤكد المؤرخون العرب أن المغول أحرقوا بغداد بكاملها، وقتلوا عشرة آلاف نسمة. أشعلوا النيران في المساجد والمكتبات بما فيها من معارف جمعت عبر مئات السنين.

          تمكن المغول بأقل من خمسين عاما من الاستيلاء على قلب الإمبراطورية الإسلامية من العرب.

          أصبحت الحضارة الإسلامية مهددة بالهلاك، وضياع أجيالها.

          ولكن سرعان ما وقع حدث استثنائي.

تجمع الآراء على قوة المغول المدمرة. إلا أنه يعتقد أنهم تركوا أثر إيجابي على غرب آسيا والعالم الإسلامي. فقد فتحوا العالم على مصراعيه.

المغزى التاريخي الأساسي المتعلق بالمغول هو أنهم في النهاية اعتنقوا الإسلام في غالبيتهم. وبعد ذلك تحولوا من تلك القوة المدمرة  إلى بعض من أبرز رواد الفنون والآداب في التاريخ الإسلامي.

عاد اعتناقهم للإسلام وتأثيره الدائم بنتائج رائعة. خلال عقود من الزمن انتقل المغول من بناء أبراج من الجماجم البشرية، إلى بناء جوامع تمجد الله.

لا يفاجئ أبدا أن تستولي الأرض على غزاتها. فقد تحول المغول أنفسهم إلى مسلمين، أو زعماء الإسلام بامتياز.

ساهم المغول بتحول الإسلام، فأصبحت السلطة الإسلامية مفتوحة لأي كان، ولم تعد مقتصرة على العرب الذين أسسوها.

          شرع المغول الأبواب واسعة لإمبراطورية البارود الكبرى كي تتبعها.

          فكان عهد الإمبراطورية العثمانية.

          أصبح الإسلام على خط فتوحات جديدة نحو الشرق والغرب، وذلك على إيقاع الطبول التركية.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster