اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 دعوة النبي محمد
 

 

يكبر المؤذن في القاهرة داعيا المسلمين إلى الصلاة.

          ينطلق نفس الآذان كل يوم خمس مرات في العديد من مدن العالم.

          يتجاوب مع الآذان حوالي ربع سكان العالم، لتجمع بينهم حيوية الإسلام الباقية.

          ينادي المؤذن قائلا: الله والأكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، الله وأكبر، لا إله إلا الله.

          اعتبرت الحضارة الإسلامية من ابرز الإنجازات البشرية منذ مهد التاريخ. فقد أسست لقوة عالمية عظمى على الإيمان وحده، معلنة ثورة روحية غيرت ملامح الأمم في قارات ثلاث، وأقامت إمبراطورية.

          أما في الغرب، فقد غيب مجمل التاريخ الإسلامي خلف خمار داكن من المخاوف وسوء الفهم. علما أن التاريخ الإسلامي الخفي قد حيك بشكل عميق ومدهش  بالتفاعل مع الحضارة الغربية.

فقد استعان العلماء المسلمون بالمعارف الإغريقية القديمة في مرحلة غفت خلالها أوروبا في عصور الظلمات. هم الذين زرعوا بذور عصر النهضة قبل ستمائة عام من ولادة ليوناردو دافنشي.

          وهكذا فمن سبل معالجة المرضى، إلى الأرقام المستخدمة في الحساب، تعززت ثقافات العالم من خلال الحضارة الإسلامية.

          بدأ هذا كله من خلال  مجرد إنسان عادي، جاء يحمل رسالة الإسلام، ليغير العالم إلى البد.

 يعتبر المسلمون حياة محمد سيرة مبجلة، كل ما فيها من أسرار ووقائع هي جزء من المعتقدات المقدسة.

تغربل كل ما يمكن قوله عن الرسول عبر مصفاة ما تم حفظه عبر القرون وما أراد الناس حفظه. وقد يصعب جدا الاعتماد على ما تبقى من مراجع مختلفة ومعجبة في غالبيتها لمعرفة هذا الإنسان العادي وحقيقة شخصيته.

المؤكد هو أن محمدا قد ولد حوالي عام خمسمائة وسبعون ميلاديا، وذلك في قلب شبه الجزيرة العربية، التي كانت تعاني من ندرة فريدة ودوامة من حروب قبلية لا تنتهي.

          وقد تعلم محمدا منذ طفولته الكثير عن الحياة الصحراوية.

ولد محمدا في مدينة مكة، ولكنه أرسل للعيش مع البدو، على اعتبار أن سكان المدن كانوا يعتبرون البدو أشد تمسكا بقيم الثقافة العربية. حتى  شعر البدو بأن سكان المدن  قد أضاعوا جذور الثقافة العربية  الأصيلة وأشعارها ورعاية المواشي التي يتقنونها.

كان محمد يتيم الأبوين، فعاش في ظل ورعاية عمه، أحد كبار قبيلته. ما جعله يتمتع بآفاق فريدة.

عاش طفولة يتيمة، وقد تعزز لديه اهتمامات كبيرة بكل الذين عاشوا على هامش المجتمع. أن يكون المرء يتيما في مجتمع قبلي تعتبر العلاقات العائلية فيه مفتاح لكل منصب ونجاح وتكريم وعزّة، أي أنه عكس ما يعانيه الذين يعيشون على الهامش، ولا شك أنه تأثر كثيرا بذلك أثناء طفولته.

لا شك أن نشأته اليتيمة لعبت دورا حاسما، ولكنه تبني كثيرا من الجهة الأخرى، ـ أي أنه كان لديه عدة آباء وعدة أمهات ما جعله يصبح ابنا للجميع.

كانت قبيلة محمد، كغيرها في أرجاء شبه الجزيرة العربية، تتداول القصص التي كانت تحكى وتروى  أبا عن جد عبر أجيال.

ترتكز حضارة ما قبل الإسلام على الثقافة الشفوية، وقد ساد فيها احترام وإعجاب كبيرين لذوي الكفاءة في التعبير اللغوي شفهيا والقادرين على نظم الأشعار وإلقائها دون إعداد مسبق. كان الشعراء من أهم أبناء القبائل، إذ كانوا يمدحون أمجاد القبيلة ويروون تاريخها..

كان للكلمة معان روحية بالنسبة للبدوي، وقد ربط الشعراء واقع القبائل بأجدادها ومجد قيمها التاريخية القديمة. حتى أصبح الشعر مصدر القوة الذي يجمع البدو معا، بمدح مآثرهم، ورثاء هزائمهم.

مجدت أشعارهم عظمت الروح الشعبية الجماعية تماما كما فعلت أشعار هوميروس، كما تمنح دفئا عميقا للمآسي التي جلبتها حروب القبيلة للروح الجماعية فيها.

وقد خيم على الواقع حينها جوا من النزاعات والحروب والنزاعات الدائمة.

           تعلم محمد إلى جانب عمه المهارات اللازمة لبقائه على قيد الحياة، وذلك في عالم لا بد فيه من براعة السهام والرماح.

          أحيانا ما كانت قسوة الطبيعة وندرة المياه تتسبب بنشوب نزاعات دموية تستمر لعدة أجيال لخلاف على مجرد بئر واحد.

كثيرا ما تؤدي المعارك والنزاعات إلى سفك الدماء، أي أن انتماء الأفراد كان للعائلة مباشرة، وللقبيلة في إطارها الأوسع.

لا أحد يستطيع البقاء بدون حماية القبيلة. وقد انتشرت في أرجاء شبه الجزيرة عدة تجمعات تورطت جميعها في نزاعات مريرة يدافع كل منها عن مراعيه الثمينة وطرق تجارته والأهم منها آبار المياه.

من المعروف بأن الأراضي في غالبيتها صحراوية، ما يعني أن المياه تعتبر ثمينة بالمنسبة للجميع هناك.

قد يصعب على سكان المناطق الغنية بالمياه أن يفهموا عمق وأهمية العنصر المائي في مجتمعات صحراوية لا تمطر فيها إلا مرة أو مرتين في العام. وحيث تفصل قطرة ماء بين الحياة والموت.

اعتنقت كل عشيرة آلهة وأصنام خاصة بها، ترمز للماء والريح والنار والليل. وقد تجمعت في مكة،   بلدة القوافل، وذلك في مقام شيد من الأخشاب والحجارة والأقمشة سمي بالكعبة، بما يتوافق مع شكله المكعب.

حلقت العبادات العربية ما قبل الإسلام حول مجموعة من الأرواح التي عادة ما ترتبط بمواد وعناصر طبيعة، كما هو حال الأشجار أو الصخور أو الينابيع. وكانت الكعبة في مكة من بين مجموعة من المقدسات المركزة حول حفنة من الغذائيات.

وكان إبراهيم الخليل قد شيد الكعبة قبل عدة قرون وذلك حول حجر أسود مقدس  هبط من السماء.

          وكانت الكعبة في عصور الاضطرابات هذه مركز آمان فريد، تتعايش فيه القبائل فيما بينها ضمن هدنة مؤقتة، قبل العودة إلى نزاعاتها وسط الصحاري.   

هناك باحة في الوسط، حول الكعبة كانت منذ ما قبل الإسلام مساحة مقدسة، يتجرد فيها الجميع من السلاح، ما كان يسهل التجارة، ما يعني أن العداء يوضع جانبا عند البيع والشراء.

قد يصعب الفصل بين الأهمية الاقتصادية والروحية للكعبة في مكة لدى العرب خلال مرحلة ما قبل الإسلام.

  جعلت الكعبة من مكة مركز تجاري حيوي. فقد بيع هناك البخور العربي، والعطور والتوابل الهندية، والحرير الصيني والكتان المصري، ومع هذا ربما كانت أهم كنوز مكة حينها، تكمن بمزيج الثقافات الغنية هناك.  

مر بالمدينة في تلك الفترة أناس من أماكن بعيدة جاءوا يتحدثون عن تجاربهم الشيقة، وقد انتشر في المدينة مزيج من الأديان المحلية كالمسيحية واليهودية إلى جانب ما عرف من ديانات وثنية انتشرت بين القبائل.

شكلت المدينة مركز تجاري هام، يصل بين الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي، ويربط الإمبراطوريتين القديمتين  الفارسية والبيزنطية بالأسواق التجارية الصينية والهندية.

          عمل محمد بالتجارة، فحقق نجاحا كبيرا في هذا المجال. أثناء قيادته إحدى القوافل المتجهة إلى سوريا في الخامسة والعشرين من عمره، لفت أنظار مالكة البضائع، وهي أرملة ثرية اسمها خديجة، أعجبت جدا بمحمد، فعرضت عليه الزواج.

كانت خديجة زوجة ومستشارة مخلصة. كانت سيدة مجتمع صلبة تدير أعمالها بنفسها، عمل محمدا في تجارتها، حتى نشأ نوع من الشراكة التي  أفادتهما معا.

          كان على صلة بعدد كبير من التجار القادمين من  مختلف أنحاء العالم مرورا بشبه الجزيرة العربية. ولا شك أنه عرف بذكائه الشديد وانفتاحه الفكري، فتمكن من التواصل مع أنواع مختلفة من البشر معتمدا على سمعته الطيبة أيضا.

برع محمد بالتعامل مع الناس، وبحل نزاعاتهم. في إحدى المناسبات وقع نزاع بين زعماء القبائل حول شرف إعادة الحجر الأسود إلى مكانه بعد ترميم الكعبة. وقبل انتشار العنف اقترح محمد حلا متوازنا.

          وهكذا وحد الزعماء الأربعة جهودهم لتقاسم الحمل والشرف فيما بينهم.

          قيل أيضا أن الزعماء قد أعربوا عن امتنانهم لمحمد بمنحه شرف نقل الحجر الأسود بنفسه.

          حتى اشتهر بلقب  الأمين. الذي يستحق الثقة.

هناك عدة مؤشرات تؤكد اهتمامه الشديد بالمسائل الدينية، تجدر الإشارة إلى أن الإنسان العادي ما كان ليهتم بالشؤون الدينية حينها.

كان يتحدث إلى الحكماء من العرب، ورجال الدين المسيحيين واليهود من سكان المنطقة. وكان يصعد إلى التلال الصخرية المحيطة بمكة للتأمل والتفكير، حتى بلغ لحظة الذروة بنزول الوحي عليه وسط حدث يشار إليه بما يستدعي البيانية النابضة الحية.

في غار يطل على مكة، شهد محمد واقعة غيرت مجرة حياته إلى الأبد.

          فقد ظهر أمامه ملاك على شكل إنسان، داعيا إياه أن يقرأ باسم الله العظيم. فكان هذا اللقاء عميقا بالنسبة لمحمد، ومثيرا للاضطراب.

تكون فكرة عما هو حال شخص عادي في المجتمع، أو ربما غير عادي بالنسبة لتأثره في مسائل تتعلق بالعدالة الاجتماعية والبحث عن معاني الحياة، دون بلوغ درجة اعتبار أصدقائه حينها بكونه معجزة. ثم فجأة يسمع ذلك الصوت القادم إليه والصادر من خلاله أثناء إلقائه على الآخرين.

          فكانت هذه بداية لانتشار رسالة محمد.

حملت الأشهر التالية مزيدا من ظهور الوحي،  يحمل إليه عبارات قوية مجوّدة، هي أجمل من أرقى الأبيات العربية بما لا يحتمل المقارنة.

          تركز جميعها على رسالة جاء بها محمد إلى العالم، هي دعوة راديكالية حاسمة لعبادة إله واحد.

تؤكد العقيدة الأساسية للإسلام على توحيد إله أحد لا شريك له. وليست هذه مجرد عبارة بسيطة بل هي القاعدة المطلقة والأكثر أهمية.

لا يكمن التوحيد الإلهي بالقول أن هناك إله واحد ولا يوجد غذائيات أخرى، بل هو التفكير بشيء واحد. أي أن التفكير بالأملاك والتفكير بالمناصب وبالسلطات ما هي إلا وثنيات فكرية.

أدى ذلك إلى نتيجة مدهشة. فالله الواحد يعني أمة واحدة. دون مزيد من الانقسامات القبلية، أما الفقراء والمعدمين، فوجدوا في ذلك آفاق ثورية.

يعتقد أنه قلما يتحدث عن أهم وأبرز  تعاليمه المبكرة، وهي الدعوة الصلبة للعدالة التي أطلقها. كان الفرق شاسعا في مكة حينها بين الأثرياء والفقراء، فجاء يدعو بقوة إلى ضرورة تقاسم الثروات. يعتقد ان رسالة العدالة هي التي جعلت الناس يلتفون من حوله.

أي أن الإسلام جاء بنظام جديد وأسلوب حياة مختلف، وكان أسلوبا جميلا لأن الجميع فيه متساوون، الأبيض والأسود والرجال والنساء والأطفال. أي أنه شكل نداء عالمي يعتقد أنه قد ساهم بنشر الإسلام سريعا.

تأثر الكثيرون بدعوة محمد، حين بدأ التحدث أمام الناس في المجتمع.

لا شك أن هناك دور هام لتعود الناس في مجتمعات ما قبل الإسلام لشبه الجزيرة العربية على الرموز الشعرية والتمتع بالقدرة على تذوق التعابير اللغوية العميقة، والتي تحولت إلى قوة ثقافية دافعة. حتى أن البعض قد اعتبره شاعرا. حتى أن صورة قرآنية تحدثت عن الشعراء، فدعوهم ليأتوا بمثله فتأكد أن محمدا لم يكن شاعرا، لأن الشعر ينبع من المشاعر، أما آياته فهي منزّلة من عند الله.

نمت أعداد أتباع محمد، فأطلق عليهم لقب المسلمين الذين يسلمون بأمر الله،  ويعملون على نشر الرسالة التي جاء بها محمد، والمنزّلة في القرآن.

حفظت الآيات القرآنية شفهيا، ولكن سرعان ما تنبه الناس إلى ضرورة كتابتها سعيا لحمايتها من التحريف والحفاظ على الرسالة الأصلية. وهكذا بدأ العمل على كتابة الآيات ونسخها منذ فترة مبكرة جدا لا يمكن تحديدها ذلك أنه لا يوجد نسخة معينة تعود إلى فترة محددة من التاريخ.

يعتبر القرآن وحيا للتعاليم الروحية، ودليل أخلاقي واجتماعي، لقد نزل باللغة العربية وما زال على حاله.

الميزة الجوهرية في القرآن مدهشة جدا، فهو يتحدث عن أعمق القضايا الكونية بأبسط العبارات الحميمة، ليوحد بين القوة والليونة في بنية لغوي يحافظ عليها القرآن عبر بنية لغوية دائمة.

وهكذا اعتمد القرآن على الكلمة وحدها لنشر تعاليمه بين المؤمنين. كما يصور في آياتها ما بعد الممات بقوة لغوية تفوقت على القريحة الشعرية الراقية التي عرفتها التقاليد البدوية حينها.

تخيل أنك في الصحراء، محاط بالغبار وأشعة الشمس الساطعة، ترتدي العباءة لترد عنك الرياح الكفيلة بسلخ الجلد عن جسمك، ثم تدخل إلى واحة. تهبط الحرارة مباشرة، ليسود الصمت هناك وتكف الرياح عن العويل. ترى الخضرة والألوان حيثما نظرت. عالم المياه والجنة يرتبطان بشكل رمزي. والقرآن يستحضر هذه الصورة بنخبة من الكلمات المختارة.

رغم الوصف الدقيق للجنة قد لا يجد البعض سهولة في وصف الله، ليبقى الغموض سائدا..

قد يصعب الحديث عن إله دون إطاره المادي، أو الاستعانة بالمادية لمنحه ملامح تعكس الملامح البشرية، لهذا لم يتقبل المسلمون التماثيل تقليديا على اعتبار أنها ترمز إلى هذا الخطر. والقرآن يتجنب ذلك بما لا يسمح لهم بوضع إطار مادي يحدد ملامح الصورة الجسدية لله.

بدل تمجيد الصورة الجسدية لله أو لمحمد يركز التمجيد الإسلامي على روائع القرآن وجماله.

نشأ الإسلام ونمى في إطار لا يحبذ الصور. فكان القرآن بما نزل فيه رسالة تمثل الله على الأرض. وهكذا شعر المسلمون منذ البداية بأن الممثل الوحيد لكلمات الله هي القرآن بحد ذاته ولم يتقبلوا أي صورة لأنها لن تحمل ملامح الله، وهذا ينطبق على محمد، فهو ليس من إله.

          إلا أن البعض في أماكن ومراحل تاريخية مختلفة رسموا صورا للرسول محمد إلا أنها لم تكن صورا دينية أي أنها لم تكن صورا للعبادة لم تكن صورة لقديس أو لإله. بل كانت صورا لشخصية تاريخية.

          تمجده تلك الصور بخلفية زرقاء ساطعة، أو بالغيوم من حوله، ولكنه لا يتميز بعناصر أخرى عن بقية شخصيات القصة.    

          أي أنها لوحات تصور الرسول إلا أنها غطت ملامح وجهه بمنديل أبيض. أي أن هناك سبل مختلفة للقيام بذلك.

          إلا أن هذه الصور جميعها لم تكن بقصد العبادة فلا يمكن التوجه نحوها في الصلاة، بل هي لتعلم المزيد عن التاريخ الديني، أي أنه أكثر تركيزا على الجانب التاريخي.

ترافق نمو أتباع محمد مع تنامي خصومه.

شكك الناس بدعوته فقال البعض إن كنت نبيا فأين معجزاتك؟ والقرآن يؤكد أن للأنبياء معجزات كما هو حال موسى والمسيح. فسألوه أين معجزاتك؟ فيجيب القرآن على ذلك بالقول، أن هذه هي المعجزة، هذا هو القرآن.

ولكن هذه المعجزة لم ترض المؤمنين بآلهة أجدادهم من عبدة الأصنام. ثم تنامى الشك في أوساطهم، وقد أرعبتهم فكرة الحياة بعد الموت.

يتوجه القرآن حتى للمشككين ممن يقولون: هل تعني أني بعد أن أموت، ويعود جسمي إلى التراب ليتعفن، سيتم جمع أوصالي من جديد؟ لأمنح الحياة ثانية؟ يبدو أن هذا الجانب من القرآن هو أشد ما صدم سكان شبه الجزيرة ولم يصدقونه بسهوله.

كما توعد محمد الظالمين بعقاب أبدي.

استعان بلغة الرؤيا النبوية للتحدث عن علامات الآخرة، كالسماء ذات الرجع  وجبال كالعهن المنفوش يوم يرى الناس خير أعمالهم من شرها.

كما يشير إلى توعد الظالمين بنار الجحيم.

وجد المشركون في دعوة محمد الإلهية انتهاكا لأعرافهم. ذلك أنها زعزعة ميراثهم التقليدي عميقا.

شكل ذلك تهديدا على صعد مختلفة لنظامهم الاجتماعي وتقاليدهم القديمة، إلى جانب الخطر الاقتصادي الذي أخذ يتهدد حملات الحج إلى مقام الكعبة في مكة.

مع تنامي أتباع محمد أخذ النسيج الاجتماعي لمدينة القوافل يتحلل.

تأثرت الأعمال سلبا حين أخذت المخاوف تتهدد حجاج الوثنية وتجارهم، فغادروا المدينة.

          فتوافق زعماء القبائل على ضرورة التخلص من محمد ودعوته، نهائيا.

لم يقبلوا باستيلائه على المدينة وتهديده لسيطرتهم عليها، فوضعوا العوائق والصعاب في طريقه. حتى أنهم حاولوا اغتياله وإبعاده  عن الكعبة وبذلوا كل ما بوسعهم لإخراجه من مكة.

طالبوا عم الرسول برفع حماية العشيرة عنه، ما يمهد الطريق نحو قتله بتجنب دائرة الانتقام.

          ولكن عمه رفض ذلك، لترسم خطوط الحرب، إذ ما عاد يحل النزاع إلا بحرب قبلية.

طلب من محمد القيام بجهود هائلة كي يدعو البدو للتخلي عن تعدد الآلهة، والتخلي عن تمسكهم بحروب أجدادهم  القبلية السائدة، ومسائل أخرى جعلته هدفا للسخرية والمطاردة والعدوان.

أجبر أتباع محمد على مغادرة الأسواق والحرمان. فقد تعرض فاقدي الحماية القبلية للتعذيب حتى الموت.

          عام ستمائة وتسعة عشر ميلاديا، توفيت خديجة زوجة محمد، كما توفي عمه أيضا، ليفقد بذلك أول زوجة له، وحاميه الوحيد.

          وأخيرا حانت بذلك اللحظة المناسبة التي طالما انتظرها أعدائه.

          ولكن واحات مدينة يثرب الواقعة إلى الشمال من مكة،  فتحت أبوابها لاستقبال محمد وأتباعه.

          بلغت النزاعات القبلية حد سفك الدماء في المدينة، حتى أصبحت بأمس الحاجة إلى وسيط سلام.

سمعوا الكثير عن محمد الأمين وعن براعته في التحكيم فاتفقوا على المجيء به لمساعدتهم، فدعوه إليهم.

وافق محمد على السفر إلى يثرب وحل النزاع بينهم مقابل حصوله على ملاذ آمن لأتباعه.

          اعتبر تخلي أتباع محمد عن مدينتهم وعائلاتهم وقبائلهم أشد امتحان لقوة الإيمان. ولكنهم بذلك أقاموا مجتمعا جديدا، وقوم جديد.

          جمع بينهم الإيمان لأول مرة بعد أن كانت صلة الدم هي الرابط الوحيد. وهكذا انطلق الإسلام في بدايته الفعلية على خطى رحلة قافلة واحدة.

          عرفت هذه الرحلة بلقب الهجرة.

          وهكذا بدأ التقويم الهجري الأول لعصر الإسلام سنة ستمائة واثنين وعشرين ميلاديا.

          عمل محمد بين أبناء يثرب، على تحقيق مساعيه في مهمته الكبرى التي تكمن بجلب الوحدة والسلام عبر دعوته.

طلب منه أن يكون شخصية تشريعية تتوسط في نزاعات قبلية قد تبدو بلا حل.

مع نجاح مساعيه هناك، أصبحت يثرب تحمل اسم مدينة النبي، أو المدينة.

عمل محمد في المدينة على التوحيد بين تلك المجموعات المتنوعة، محاولا صهر المؤمنين بطريقة يضمن فيها بعضا من التعايش والانسجام.

جاء محمد لقبائل يثرب المتفرقة بمفهومه التضامني، ولكن رغم نشره الدعوة الإسلامية لم يتحدى المعتقدات الدينية الأخرى.

يعتبر الإسلام نفسه على صلة بالديانات السماوية التي سبقته، ويعتبر أتباعها من أهل الكتاب. ويؤكد أن الله بعث برسله عدة مرات إلى البشر، عبر موسى والمسيح مثلا، ولكن هذه الشعوب ضلت من بعدهم.

تتعرف بين سطور القرآن على إنسانية محمد، وتواضعه الشخصي وتحدياته الكبرى في تبليغ  الرسالة التي حمله إياها الوحي.

مع تنامي المجتمع الإسلامي في المدينة، تعززت معه حياة بسيطة الورع والتقوى والعبادة.

          فكان عبد عباسي محرر اسمه بلال أول مؤذن يدعو المؤمنين إلى الصلاة في بيت محمد.

          فكان هذا أول المساجد.

ينادي المؤذن في الدعوة إلى الصلاة بأولى أركان الإسلام وهي شهادة أن لا إله إلا الله، تلك العبارة الجميلة التي يتغنى بها المسلمون مرة بعد أخرى، ليذكروا أنفسهم بتوحيد الله الذي يجب أن تتركز حياتهم من حوله.

صلاة الجماعة مسألة إيجابية، فهي تعزز فكرة الانتماء إلى حركة ودين ومنظمة ومجتمع. أدى ذلك إلى حالة من القوة والصلابة، تذهل المشركين أو أتباع الديانات الأخرى.

تتبع حركات عبادة جسمانية في الصلاة، توحد الأجسام والأرواح والعقول، كل هذا في لحظة السجود وملامسة الجباه بالأرض نحو نفس الوجهة. هل يوجد رمز وحدوي أشد قوة من هذا؟

أثناء وجوده في المدينة تلقى محمد نداء من الوحي يدعوه للتوجه في الصلاة نحو الكعبة في مكة.

          فرغم ملئه بالأصنام الوثنية إلا أنه مقام إبراهيم أول المؤمنين بالله الواحد.

          مع بدء المسلمين بالتوجه في الصلاة إلى مكة، أخذ أعدائهم هناك يستجمعون قواهم، وذلك بهدف القضاء على المسلمين.

          أخذ أتباع محمد  يجمعون السلاح. رغم إعداد المسلمين بأفضل ما لديهم، إلا أن أعدائهم تفوقوا عليهم بالعدة والعتاد.  حشدوا قوة من ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، غالبيتهم من الصبية والمسنين، بأسلحة قليلة. بينما حشد القادمون من مكة ألف مقاتل مدججون بالسلاح.

          دعى محمد على مدار سنوات طويلة إلى نشر الإسلام في مكة سلما، ولكن الوقت قد حان للقتال.

          واجه المسلمون أبناء قبائلهم، فقاتل الأخ أخيه، وقاتل الابن أبيه.

          لكنهم جاءوا يحملون سلاحا قويا، هو الإيمان الشغوف بديانتهم. قاتلت وحدات محمد وهي ثقة تامة بأنهم يسيرون بمشيئة الله.

قاتلوا في ثلاث معارك دموية طاحنة، حتى أصبح شبان المجتمع الإسلامي على وشك التصفية الجسدية.

تمكن الجيش الإسلامي من الصمود في وجه سلسلة من الهجمات الصاعقة طوال أعوام ثلاث.

          مع انتشار أنباء المعارك شعرت قبائل البدو الأخرى أن انتصارات محمد هي من صنع الله،  فأخذت تنضم إلى كفاحه الواحدة تلو الأخرى، ما أسهم في نمو جيش المسلمين وانقلاب الدفة لصالحهم.

          تقدمت الوحدات الإسلامية نحو ضواحي مكة، لتفرض حصارا شديدا استمر لما يقارب الشهر، حتى سقطت المدينة أخيرا في يد محمد.

          عام ستمائة وثلاثون ميلاديا استعد سكان مكة الخائفين لمذبحة حتمية. عاد جيد محمد إلى مدينته، وقد بلغ تعداده عشرة آلاف مقاتل.

          أدرك خصومه أن مصير مرعب ينتظرهم.

توقعت مكة حسب أعراف الحروب القبلية حملة انتقام هائلة يقتل فيها الرجال ويسبى النساء ويباع الأطفال عبيدا. فالخاسر في الحروب القبلية لا يتوقع الرأفة. هذا ما كان سائدا في العالم أجمع.

ولكن محمد، أعد مفاجأة لم تتوقعها المدينة الصريعة.

عندما دخل محمد إلى مكة، لم يمنع  حملة انتقام دموية فحسب، بل عانق المكيين الذين قاتلوه طوال أعوام ثلاث وحاولوا تصفيته. ما شكل صدمة لجميع الذين من حوله.

          أي أنك ترى في بدايات الديانة مشاهد من التسامح، والكثير من أعمال الرأفة والعطف الكبيرين.

ولكن مكة لم تنج من قسوة محمد بكاملها، فقد توجهت وحداته مباشرة نحو الكعبة متوهجة بالنصر، وجالت حول المقام سبع مرات، بحضور الذين جاءوا يتلمسون الحماية من أصنامهم.

          ولكن محمدا لم يأت لسحق الوثنيين من الناس، بل جاء لسحق آلهتهم.

          رفع عصاه فسحقت آلهة أجداده وتحولت إلى غبار.

شكل دخول محمد إلى مكة وبلوغه الكعبة لسحق ما فيها من الأصنام، أهمية ثقافية ورمزية كبرى للإسلام.

          فبتحطيمه الأصنام، سحق معها جانبا من النظام القبلي الذي تستقل بموجبه كل عشيرة بألوهية خاصة.

          هذا ما صدم البدو، فقد أدركوا أنه دمر آلهة أجدادهم، وكأنك تقول بهذا أن آلهة آباءنا قد ضللت. كيف يمكنك التحدث هكذا وسط تقاليد تعتبر فيها العلاقة بالأب والقبيلة أساسية. وقد اعتبر هذا الأداء جزء من العنف النبوي الذي يكتسب في الإسلام أهمية مشابهة لتحطيم موسى للوائح الوصايا حين رأى قومه يعبدون الطوطم في سيناء، أو طرد المسيح للتجار من كنف المعبد.

شكل تحطيم الأصنام بداية جديدة، شكل انعتاق من الماضي ونشوء قوة صلبة جديدة.

          كانت مكة هي البداية، فسرعان ما آمنت القبائل   الواحدة تلو الأخرى وتوحدت تحت راية الإسلام.

          وهكذا انطلق مجتمع ديني عالمي واسع النطاق، انصهر في تحالف عميق بين التاريخ، والهوية، والمعتقد.

جاء محمد بمنطق تضامني لنشر رسالته، وقد وحد كل الأجزاء المتناثرة في شبه الجزيرة لينطلق من هناك نحو الشرق والغرب والشمال والجنوب.

توجه المسلمون شمالا، نحو ما يعرف اليوم بلبنان وسوريا، ثم تابعوا غربا نحو مصر، ليعبروا شمال أفريقيا مباشرة، حيث عززوا الخطوط الساحلية للأبيض المتوسط. ولم يوقف زحفهم إلا البحر.

نمت مناطقهم بسرعة هائلة، فخلال خمسين سنة من عام الهجرة الأول حسب التقويم الإسلامي، تحول من كان آباءهم يمتطون الجمال إلى نخبة من حكام واحدة من أكبر الإمبراطوريات في تاريخ العالم.

          وقد امتدت أطراف الإمبراطورية بعد مائتي عام من الصين إلى إسبانيا.

استولى المسلمون على الإمبراطورية الساسانية الفارسية بكاملها إلى جانبي ثلثي الإمبراطورية البيزنطية المسيحية، لتصبح أكبر مساحة من روما. فقد انتشرت من المغرب في الغرب حتى نهر الهندوس في الشرق حيث تقع اليوم الحدود الهندية.

          كيف لجيش صغير كهذا أن يستولي على مناطق شاسعة كهذه، وبهذه السرعة، وهذه السهولة؟

يعود الفضل في نجاح الإسلام بالانتشار عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى حد كبير إلى ضيق الناس بالأنظمة السابقة. أما ما يقال عن أن المسلمين كانوا يعبرون العالم قائلين إما أن تسلموا أو تموتوا فليس صحيحا، بالمطلق.

          لمارسوا الحكم بيد من حديد لم يفرضوا السلطة بالقوة، بل سمحوا للسكان المحليين في غزواتهم بالحفاظ على بنيتهم الإدارية. كما سمحوا للمسيحيين واليهود بالبقاء على ديانتهم واتباع قوانينهم، أي أن الشعوب التي تعرضت للغزو لم تشعر في كثير من الأحيان بحضور متسلط للنظام الجديد.

لا شك أن الأفراد الذين كانوا يُستغلون ويُضطهدون أحيانا من قبل الكهنة الطفيليين قد وجدوا في الإسلام ملاذا لهم كديانة متحررة كليا  من الاكليروس.

أحيانا من يتولى الزمن صنع الرجال وحركاتهم. كانت الإمبراطورية الرومانية في طور انهيارها، ولم تنعم الإمبراطورية البيزنطية بالقوة الكافية، فدعت الحاجة إلى نشوء رؤية جديدة ووجهة نظر حديثة بالحياة. يعتقد أن ما حدث حينها هو أن محمدا جاء ليملأ الفراغ الذي تسعى إليه المجتمعات البشرية، وقد كانت بأمس الحاجة إلى نوع من التضامن البشري في حياتها.

عادت تعاليم القرآن التي نجح فيها المسلمين في مكة والمدينة، لتلعب دورا هاما على المستوى العالمي.

          مع اجتياح الغزوات لسوريا، أقام المسلمون صلوات الجمعة في كنيسة يوحنا المعمداني في دمشق، تاركين للأبرشية المسيحية متابعة مراسيمها أيام الآحاد. وهكذا تقاسمت الديانتين نفس المبنى جنبا إلى جنب بتعايش وسلام.

          ومع تنامي الجالية الإسلامية هناك اشترت الكنيسة القديمة من الأبرشية المسيحية وبنت في الموقع مسجدا هائلا. وقد استعانوا بالحرفيين البيزنطيين لتزيينه بالفسيفساء الذهبية واللوحات الإسلامية.

          تحول مسجد دمشق الكبير إلى نموذج لبناء المساجد الجديدة في جميع أرجاء الإمبراطورية.

          أجرى العرب تحولات في مناطق غزواتهم، فعدلوا أو وسعوا أو حافظوا على بنيتها التحتية.

          فشيدوا في تونس على أنقاض الآثار الرومانية نظاما عبقريا لتنقية المياه، مستعينين بالجاذبية لفصل المياه العذبة من الرواسب.

  كان الحوضان الهائلان جزءا من هذا النظام الذي شيد خارج جدران المدينة. تتدفق المياه العذبة النظيفة نحو الحوض الأكبر، من حيث يتم توزيعها على المدينة عبر الأنابيب. حدث هذا قبل أن يفكر أي أوروبيين بالحصول على المياه الجارية.

          قد تجد اليوم أنظمة في جميع المناطق لجلب المياه من الجبال الغنية بالمياه إلى السهول الأقل مياها.

أقام المسلمون أنظمة ري معقدة لتدفق المياه عبر أنابيب حجرية تنقل السائل الثمين. ازدهرت الزراعة مع إدخال سلع حيوية كالقمح في مناطق الأبيض المتوسط.

          ولكن المسلمين أبدو أعظم روائع مآثرهم في مدينة القدس.

تجسدت أولى الروائع الفنية الإسلامية في قبة الصخرة. وقد شيدت في مدينة مقدسة بالنسبة للمسيحيين واليهود، وهي مدهشة فعلا.

تعود أهمية هذه الصخرة المقدسة  إلى أنها المكان الذي صعد منه محمدا إلى السماء في ليلة الإسراء من مسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بورك حوله كما يرد في القرآن.

          وقد شيدت القبة على مقربة من كنيسة القيامة التي يقال أن المسيح قد دفن فيها.

  تكمن الميزة في قبة الصخرة بدقة بنائها.

           يقدس المسلمون هذه القبة لأهمية الصخرة التي شيدت من حولها.

          تخيل وصول المسلمين إلى هناك ليتجهون مباشرة إلى صخرة الإسراء، ليشيدوا من حولها قبة حديثة لديانتهم، وذلك في منطقة مطلة لتسطع بريقا تحت أشعة الشمس لتلفت أنظار الجميع. لا يتحدث هناك عن أي مبنى عادي، بل هو بالغ الأهمية وكأنه يقول أن الإسلام قد جاء ليبقى.

تمكنت رؤيا محمدا خلال مائة عام من تحويل الخريطة السياسية والروحية للعالم. ثم تمكن أتباعه من إقامة إمبراطورية أكبر من روما، إلا أن محمدا لم يعش ليراه.

          فقد توفي محمدا في العام الحادي عشر من التقويم الإسلامي الموافق ستمائة واثنين وثلاثين ميلاديا، أي بعد عامين فقط من عودته إلى مكة.

          سادت المدينة حالة من اليأس، واستمر الحزن  والقنوط فيها لعدة أيام.

نقل عنه أنه طلب دفنه بكل بساطة، دون أي إشارة على قبره. لم يشأ أن يعبد الناس قبره، لأن في ذلك انتقاص من عبادة الله.

جاءتهم آيات الله من خلال محمد وحده. وبما أن الرسول قد رحل عنهم، خافوا أن يتخلى الله عنهم.

أدى موت محمد إلى وقوع أزمة في المجتمع الإسلامي الحديث، فكانت مسألة الخلافة أول ما شغل الناس حينها.  وقد ساد نوع من التباين في الآراء حول كيفية اختيار المجتمع الإسلامي للقائد الجديد.

          يعتبر الشيعة مثلا أن محمد قد نصب عليّ زوج ابنته وابن عمه خليفة له. أما رأي السنة فيقول من جهة أخرى أن محمدا لم يعين خليفة له في حياته، بل قال اختاروا بعد موتي أحد أعيانكم ومن بين شيوخكم.

          ثم خرج الخليفة من صحابته فكان أبو بكر، الذي توجه إلى الناس قائلا، إن كنتم تعبدون محمدا فاعلموا أن محمدا قد مات، أما إن عبدتم الله فاعلموا أنه حي لا يموت.

هذا هو سر قوة الإسلام وعمق نفوذه: القوة التوحيدية لله الواحد، الرحمن الرحيم. هي قوة أمة واحدة جمعت بينها العقيدة المشتركة.

          لم يقد محمدا الغزوات التالية، ولم يشيد الإمبراطورية التي نجمت عنها، بل نتج ذلك عن قوة التحول في رسالته.

          تدفقت من تلك الرسالة ينابيع المعارف التي غيرت البشرية جمعاء مع استمرار الإسلام في بسط نفوذه على طول البلاد وعرضها.

          تطلع المسلمون إلى عصر جديد، ليصبح التنوير قدرا يقودهم نحو آفاق جديدة ونزاعات مع قوى عظمى لم يشهد العالم مثيلا لها.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster