|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
جامع في تانزانيا
تسكن قبائل تشانغا على سفوح جبال، وهي تسمى على هاتين القمتين كيبو
وماويزي.
أما بالنسبة للعالم أجمع فهو جبل كيليمانجاري، حيث أعلى قمة
في افريقيا.
يقع جزء من تلك السلسلة في تنزانيا، وهو بلد يعرف بطبيعته
الجميلة وحيواناته البرية ومئات من مختلف الحضارات والمجموعات الاثنية.
يتمتع الاسلام بقاعدة واسعة هناك في ذلك البلد الأكبر من شرق
أفريقيا، وذلك منذ عصر حكم السلطنة العمانية.
تندر المعلومات المتعلقة بحياة السكان هناك.
يقال أن فرديريك إلتون كان أول أوروبي سافر إلى دار السلام
سنة ألف وثمانمائة وثلاثة وتسعين.
وقد صور العاصمة التنزانية بأجوائها النظيفة وأجوائها
المنشطة وشواطئها الجميلة وسكانها الوديين، وكأن كل شيء فيها رائع جدا.
المدهش بالأمر هو أن اسم ذتك المكان هو دار السلام، ما يفسر
للزائر الأجنبي بأنه بلد السلام.
تأسست تلك المدينة من قبل السيد عبد المجيد وهو أسلاف رجالات
البلاط العماني.
يعرف السيد عبد المجيد هناك بأكثر حكام زنجبار حكمة.
والحقيقة هي أن الملكية في زنجبار بلغت ذروة ازدهارها في
عصره.
وقد امتدت الدول التي شملها في حكمه أراض من شمال الصومال
إلى جنوب أفريقيا. ليسيطر بذلك جديا على طريق تجارة البهارات المربح
جدا.
ما زالت دار السلام تعتبر حتى اليوم القلب النابض لتنزانيا.
دار السلام هي عاصمة الدولة ومركزها الإداري، ما يجعلها تجلب
أعداد كبيرة من السكان المقيمين هناك.
لا تختلف دار السلام عن أي مدينة أفريقية أخرى، السكان هناك
ينعمون بحياة متواضعة، وقلة منهم يتمتعون بالكماليات.
تنشط الحياة اليومية لعامة الناس هناك على شواطئ البحر.
يأتي الصيادون يوميا بكميات كبيرة من الأسماك.
يوجد سوق مزيزما للأسماك، الذي يقصده السكان المحليين من
جميع المناطق.
مزيزما هي تسمية سواحيلية يتم التحدث بها هناك على نطاق
واسع.
كانت مزيزما في الأصل قرية لصيد الأسماك وقد تأسست قبل عصر
السلطان سيد مجيد عام ألف وثمانمائة واثنين وستين.
تدين دار السلام بشهرتها إلى مينائها المزدحم جدا في ذلك
العصر.
ينعم مينائها بحماية استراتيجية من الرياح القوية القادمة من
المحيط الهندي. ما يجعلها ملاذا آمنا للملاحين، وبالتالي ميناءا مناسبا
للتجارة في الجوار.
شهد ذلك المكان اليوم متغيرات كثيرة.
إلا أن ميزيزما ما زالت تشكل مجتمعا لصيادي كما كانت من قبل.
يعتبر ذلك السوق مركزا تجتمع فيه شعوبا من مختلف العادات والتقاليد
منذ مئات السنين.
رغم انتماء الجميع هناك إلى وطن واحد إلا أن تنزانيا
تتألف مما يزيد عن مائة وعشرين قبيلة مختلفة.
ينتمي غالبية سكان تنزانيا إلى مجموعة البانتو الإثنية حيث
تعتبر قبيلة نيامويزي أكبرها.
أما البقية فهم من أسلاف العرب والأوروبيين والآسيويين الذين
جاءوا إلى هناك في الحقب الاستعمارية.
شعبان شانتي هو مدير لمدرسة دينية خاصة تقع في ضواحي دار
السلام.
تقدم مدرسته الخدمات لأطفال من العائلات الفقيرة.
يطلق الطلبة والمقربين من شعبان لقب أستاذ ذلك أنه يعلم مادة
الدين في نفس المدرسة.
التعليم مطلوب جدا في تنزانيا.
تقول إحصاءات عام ألف وتسعمائة وثمانون أن مستوى الأمية في
ذلك البلد تقل عن عشرين في المائة، ولكن الحقيقة هي أن أعداد كبيرة من
الأطفال لا يتلقون العلوم الرسمية في المدارس الحكومية أو في الخاصة.
يؤكد الأستاذ شعبان أن نصف المسلمين هناك من الأميين. أي
أنهم عاجزون عن قراءة القرآن والاستعانة بفوائده.
مع هذا يمكن أن تجد عددا لا بأس به من المدارس والجوامع على مسافة
قريبة من بعضها.
يعيش غالبية المسلمين هناك بحالة من الفقر.
لهذا فإن التعليم هو السبيل الوحيد لضمان مستقبلا أفضل
لهؤلاء الناس.
=-=-=-=-=-=-=
المدرسة تعرف باسم البصيرة، أو المركز التعليمي الاسلامي.
تقع المدرسة على بعد ساعة كاملة بالسيارة من دار السلام.
يتلقى حوالي خمسون طفلا التعليم الرسمي في ذلك المبنى
المتواضع.
شيدت تلك المدرسة بمساهمات من الجالية الاسلامية نفسها.
مع ذلك فإن قلة مواردها أحيانا ما تهدد قدرتها على
الاستمرار.
لهذا عليها الاكتفاء بما لديها من إمكانات أساسية.
لديهم قسمين أو دائرتين هما دائرة المنهجية التعليمية ودائرة التربية
العامة.
إلا أن الأستاذ شعبان متفائل جدا بشأن رفع آفاق الطموح لتحسين مستوى
التعليم لدى هؤلاء الأطفال الفقراء.
ولكنه قلق على مستقبل المدارس الخاصة كمدرسته، ومصير
المسلمين المحليين، إن لم تتخذ الاجراءات المناسبة لتحسين أوضاعهم.
يؤكد المؤرخون أن المسلمين في تنزانيا كانوا من الأعراق
الكريمة خلال العصر الذهبي لحكومة زنجبار.
وكان المسلمون من كبار التجار وملاك الأراضي الأثرياء.
أما اليوم فما زال كفاحهم من أجل التغيير وتحسين مستويات
حياتهم شديد الوضوح.
يمكن القول أن خمسين بالمائة من المسلمين لا يقرءون جيدا أو لا يقرءون
نهائيا. لهذا لا يتقنون قراءة القرآن والاستفادة منه لهذا فإن هناك
مشروع يكمن في مساعدتهم على القراءة والكتابة للأطفال على وجه الخصوص.
أضف إلى ذلك يعملون أيضا على استيعاب أطفال العائلات الفقيرة
الذين لم تتسع لهم المدارس الحكومية. على اعتبار أن رسوم تلك المدارس
عالية جدا.
قيمتها حسب المنطقة، ولكنها تتراوح بين عشر آلاف وثلاثين ألف شيلن.
ولكن غالبية المسلمين هناك من الفقراء ولا يستطيعون تغطيتها. لهذا يمكن
أن ترى بوضوح أن غالبية أطفالهم لا يذهبون إلى المدارس لأنهم لا يملكون
المال اللازم لذلك.
يبدي بعض من هؤلاء الأطفال تقدما كبيرا في هذا المجال.
ولا شك أن نظرائهم يراقبون إنجازاتهم بإعجاب كبير.
هناك حديث شريف للرسول محمد يقول فيه بما معناه أن الأطفال
يولدون بحالة من الفطرة والنظافة والنقاء، وأن الآباء يجعلون منه
يهوديا أو مسيحيا أو من عبدة النار.
لهذا فإن التعليم الكامل منذ الطفولة يغذي المسلم المؤمن
بالفضيلة.
الإسلام هو ديانة عالمية تربي المؤمنين على المثال الصالح
والتغلب على جميع الظروف.
يتذكر المسلمون دائما بأن الصعاب قد تتحول إلى سعادة، شرط
اعتماد الانسان على العمل الشاق والمثابرة، إلى جانب الاعتماد على
الله، رب الجلالة والإكرام. كل هذه عناصر أساسية للتغلب على الصعاب.
ولكن هؤلاء الأطفال يكتفون بالقلة التي لديهم.
الحماسة والرغبة لكسب المعارف حول الاسلام تجعلك تتنبه إلى
أن الفقر والبؤس لا يشكلان أعذارا لإهمال مسؤوليات الانتماء للاسلام.
يتعلم هؤلاء الأطفال في مدرسة التزوام الواقعة في ضواحي دار
السلام.
يتم إدارتها من قبل متطوعين يعملان على تعليم القرآن الكريم.
يتلقى التعليم المجاني هناك أكثر من مائة وثمانون طفلا.
ورغم قلة الموارد إلا أن النتائج مشجعة جدا.
=-=-=-=-=-=
تبارك الذي يبده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة
ليبلوكم أيُكم أحسن عملا. وهو العزيز الغفور. الذي خلق سبع سماوات
طباقا. ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت، فارجع البصر هل ترى من فطور، ثم
ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير.
هذا ما يرد في ما ذكر من صورة الملك.
تشكل براعة الأطفال في تجويد القرآن الكريم دلالة على
قدراتهم وما يبذلونه من جهود في اكتساب المعارف الهادفة لتحسين المستوى
التعليمي.
يكتسب الإنسان الاحترام بالمعارف. وبدونها يصبح الإنسان أسير
رغباته وسلوك تنقصه الفضيلة.
لا يرى المسلم التنزاني في الصعاب عائقا في طريق بلوغ قداسة
الاسلام.
فهم شديدي التمسك بالاسلام، وبالله العظيم.
على المسلم أن يعزز تمسكه بالمبادئ التي يؤمن بها، وصفاء
روحه وسلوكه النبيل.
على أمل أن تنهض مدينة دار السلام لتكرم اسمها كمدينة غنية
بالتعاليم الاسلامية مدعومة بالمسلمين الحقيقيين الذين يزيدون من عظمة
الاسلام.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م