اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 متاحف
 

متاحف

فتحت المتاحف الفنية أبوابها على الواقع الافتراضي، وعالم الكمبيوتر، وبدأت تتخلى عن تقاليدها واستعمالاتها التقليدية. بأي وسائل إلكترونية ستستعين؟ فهي تعرض الآن دراجات نارية وتقيم حفلات موسيقية وتنظم عروض أزياء تمر بين اللوحات الفنية. يتهمها الناقدون بمنح الأولوية لبيع التذاكر على الفنون التي يجب حمايتها. فهل ستسود المتاحف مقاييسها الاقتصادية؟ وهل ستختفي المتاحف الكلاسيكية الأقل زيارة؟ هل ستتفوق العروض؟ لا شك أن استخدام التكنولوجيا المتقدمة يجلب مزيدا من الزوار. وقد أصبح المهتم قادرا على زيارة جميع متاحف دون الخروج من بيته.

المتاحف/ التكنولوجيا في خدمة الفن.

يقال أنه في الألفية القادمة لن يخرج المرء من بيته ليصطف على أبواب المتاحف. فقد أصبح بالإمكان زيارة أهم المعارض والمتاحف في العالم من خلال الكمبيوتر، لأن المتاحف أصبحت على شبكة الإنترنت، وهكذا يمكن للزائر في أي وقت ودون مغادرة بيته، أن يزور قاعات المتحف البريطاني، ومتحف الفنون المعاصرة في نيويورك، أو متحف برادو.

فتحت المتاحف الكلاسيكية صفحات لها على الشبكة تستعرض من خلالها روائعها الفنية، وتقدم المعلومات عن أعمالها وفنانيها، وتنشر برامج معارضها وندواتها. وهي بذلك تفتح الباب أمام ما يعرف بالمتاحف الافتراضية، وهي فكرة حديثة تقدم التكنولوجيا الحديثة، بالصوت والصورة والرسوم المتحركة الثلاثية الأبعاد، والواقع الافتراضي، تتجانس جميعها على صفحات الإنترنيت وشبكتها الفنية حيث يستطع الزائر التجوال بين روائع الأعمال الفنية والمعارض الفريدة.

مدرسة: انتبهوا!

طفل: مدرسة، هل نستطيع الدخول إلى المكتبة الوطنية؟

مدرسة: لقد دخلنا.

فتاة: هل نحن في المكتبة؟ لكنها تشبه المتحف.

مدرسة: نحن في المكتبة الوطنية.

فتى: ما هذه اللوحات إذا؟

فتى2: والخرائط؟

مدرسة: لأن اللوحات والخرائط وأشرطة الفيديو وأجهزة الكمبيوتر هي أدوات لتسهيل المعرفة والمعلومات.

خوسي رامون ألكلا/ مدير متحف الإلكتروغرافيا العالمي:

ستستمر بعض المتاحف في تقديم مجموعات من الأشياء، وبالتالي ستبقى مستوعبا للأشياء، ولا شك أن هذا ينطبق على العلوم أيضا، لكن بالنسبة للفنون على وجه الخصوص ستبدأ المتاحف في تقديم أشياء ليست مادية، بل افتراضية، ومن المحتمل أن تكون شبكة الإنترنيت هي أفضل وسيلة للتعبير عن محتوياتها.

مع ذلك فإن هذه المستجدات الثورية أخذت تعرض المتاحف الكلاسيكية لأزمة عميقة جعلتها تراجع أساليبها التقليدية في استعراض محتوياتها الثقافية على الجمهور، وخصوصا الأجيال الجديدة منه.

رفائيل كومباني/ مدير متحف إلوستراسيون:

أعتقد أن المتاحف مجبرة على التنافس فيما بينها، والأهم من ذلك هو أن الكنبة المنزلية هي ألد أعداء المتاحف. لأن المتاحف تصلح لملئ أوقات الفراغ لدى الأفراد، لهذا فهو يتنافس مع السينما والتلفزيون وعدم القيام بأي عمل والقراءة وسماع الموسيقى.

لهذا فإن عدم سعي المتحف لجلب الجمهور بإحراجه من البيت ودعوته إليه محكوم بعدم الجدوى أي أنه لن يتمتع بآفاق واسعة.

خوسي رامون ألكلا/ مدير متحف الإلكتروغرافيا العالمي:

من الواضح أن المتحف الذي يسعى إلى لفت أنظار الزائر العصري، ويحاول تقديم ما هو أبعد من صناعة الترفيه وصناعة المعارف، المتحف الذي يستطيع الوصول مباشرة إلى بيتك، من الطبيعي أن يطرح على نفسه إمكانيات تقديم المعارض التي تعزز المعارف آخذا بعين الاعتبار أن زيارة المتحف ليست طريقة مريحة لاكتساب المعارف وخصوصا في هذه الأوقات.

مدرسة: دعوني أطرح سؤالا عليكم. لماذا تعتقدون أن هناك متحف في المكتبة الوطنية؟

الجميع: أنا أعرف الرد.

مدرسة: أجيبي أنت.

فتاة: لاستعراض كنوزه.

مدرسة: لاستعراض أهم كنوزه، وهو كنز المعارف.

ديفيد بيريس/ ناقد فني:

المتحف هو المعرفة التي نستطيع الوصول إليها جميعا لهذا عليه أن ينجز هذه الوظيفة التعليمية وأن يبقى مفتوحا أمام جميع الناس. صحيح أن هناك وسائل أخرى لتعليم الناس في القرن العشرين وإيصال المعارف إليها بطريقة أشد وضوحا. وهكذا بقي المتحف كوسيلة مصورة مكرس لتعززي المعارف، ولكنه الآن أصبح في المواقع الخلفية حيال وسائل أخرى أكثر حيوية، تبرز فيها الفنون بمزيد من الحرية.

مدرسة: يمكن أن ترون من حولكم كنوز حقيقية، ولمزيد من المعلومات ستجدون في وسائل الاتصال شخصيات فريدة جدا.

رجل: مثلي أنا.

مدرسة: فعلا أنظر إليه.

رجل: أنا دليل مكتبة الإسكندرية الكبرى.

نشأ أول متحف في التاريخ سنة مائتين وتسعين قبل الميلاد في الإسكندرية، وذلك في مبنى هائل يجتمع فيه كبار رجالات العلوم والمعرفة لتحسين معارفهم على حساب الدولة. وكانت قاعاته ومكتبته الخاصة تقتصر على جمهور محدد. خلال الثورة الفرنسية فتح أول متحف أبوابه أمام الزوار، فكان متحف اللوفر، وذلك بهدف إيصال الثقافة إلى الشعب، والتي كانت حتى حينها تقتصر على النخبة وحدها.

ولكن مزايا المتاحف تغيرت كثيرا منذ ذلك الحين، وأخذت عروضه تتنوع إرضاء السواد الأعظم من الزوار، وهكذا شهدت وقائع ما كانت لتعرفها منذ قرن واحد.

تيريسا بيغيريستيان/ ناقدة، كلية الفنون في جامعة فالنسيا:

أخذت المتاحف الآن تستخدم في أي شيء. وهذه مسألة لا تقنعني أبدا. ينطبق هذا على مسـألة اقتصار المتحف على تيارات محددة كعصر النهضة أو من عصر النهضة إلى القرن الثامن عشر أو ما شابه. كما أخذ يستخدم أيضا تقديم عروض الأزياء واستعراض الفنون المعاصرة، ما لا يعتبر إيجابي باستمرار.

تكمن الفنون المعاصرة بإبداعات فنية تشمل عدة مذاهب فنية، كما هو حال الفيديو والرقص والموسيقى والرسم، المدعمة جميعا بالتكنولوجيا الحديثة، التي مكنت المتاحف من التأقلم مع أوقاتنا المعاصرة، لتنضم نهائيا إلى التطبيقات الإلكترونية.

رفائيل كومباني/ مدير متحف إلوستراسيون:

من الممكن التلاعب بالواقع الافتراضي أو ما شابه، أعني أن المتغيرات لا تقبل الشك. أعتقد أننا في تاريخ الفن أخذنا نشرف على كيفية فتح المجال أما التكنولوجيا الحديثة. ولا شك أن على الجمهور التفكير في طريقة لحماية هذا كله والتمتع به جماعيا.

فتاة: لا أكاد أصدق أن هذه الاسطوانة الصغيرة تحتوي على جميع نماذج ملحمتي الإلياذة والاوذيسة الشعريتين. بما في ذلك النماذج الغير مؤكدة.

روماني: لا بد أنها شعوذة. من المستحيل إيجاد ما هو أفضل من الجلد الذي اخترعناه نحن الرومان.

استوعبت المتاحف تجارب مناسبات حاشدة أخرى، وذلك لتوسيع إطار وظيفتها وتوسيع خدماتها لجلب عدد أكبر من الزوار.

رفائيل كومباني/ مدير متحف إلوستراسيون:

هناك احتمال باستخلاص الدروس من مراكز الترفيه والمعارض البديلة والحدائق المتخصصة والمعارض العالمية. إذا أخذنا بعين الاعتبار أن ملايين الأشخاص يشاهدون في المعارض العالمية ملايين الأشياء وبالتالي يستخلصون ملايين المعلومات، فلماذا لا تستخلص المتاحف الأشياء الإيجابية من هذه التجارب. خصوصا وأننا لا نريد للمتاحف أن تقتصر على الزائر الأكاديمي. قد يعتقد البعض أن المتحف هو مكان توضع فيه الأشياء في خزائن زجاجية، ومجموعة من النصوص المعلقة على الجدران.

يستهين المدافعون عن نقاء الفن بمبادرات المتاحف الشهيرة الحديثة، التي تصر على ركوب قطار العصر بعروض تخيب الآمال.

تيريسا بيغيريستيان/ كلية الفنون في جامعة فالينسيا:

فلتمتزج أعمال الموما أو الغونغنهايم في نيويورك، فليقيموا معرضا للدراجات النارية. لا شك أنهم يفعلون أشياء كهذه، ولكني اعتقد أن هذه مسألة اقتصادية لا علاقة لها بالفن.

أخذت المتاحف تغير أنشطتها جذريا في وقت تتأقلم فيه مفاهيم المساعي مع متطلبات العصر. وهكذا فإن وجهتها المخصصة تقليديا للفنانين والاختصاصيين، أصبحت الآن بين أيدي إداريين لم تجارب في تفعيل الشركات الخاصة. إنهم يختصون في محاولة مضاعفة الخدمات التي تقدمها المتاحف، لبلوغ أوسع قدر من الجمهور، فيتخطون بذلك نموذج المتاحف الكلاسيكية. تفتح المتاحف الإسبانية ليلا، كما أنها تقدم حفلات موسيقية، يمدح غالبية النقاد هذه السياسة الهادفة إلى تحقيق العائدات، ويؤكد المدافعون عنها أن الزيارات الجماعية إلى المتاحف تساعد على جلب التمويل الحكومي والخاص، كما يمنح المتاحف دعم شعبي جديد.

رفائيل كومباني/ مدير متحف إلوستراسيون:

أعتقد أنه نتيجة عدم استثمار الأموال على مدار السنوات الماضية أصبحت هيكلية المتاحف بالية قديمة، ما يضعنا أمام تحديات تجديدها وتحديثها. لا شك أن هذا يعني استثمارات اقتصادية، كما يتطلب مخيلة خصبة على وجه الخصوص. ما هي الطريقة المطلوبة لتحديث المتحف، أو قاعة عرض محددة للقيام بواجباتها على أكمل وجه وتلبية احتياجات جمهورها بطريقة أفضل.

ديفيد بيريس/ ناقد فني:

المؤسف هو أن هذه المدينة لا تحتمل غياب العروض ووسائل الإعلام التي تقدم هذه العروض كما هو حال التلفزيون. وهكذا تتم المراهنة المستمرة على نماذج العروض. لا تعني العروض نماذج متحف القلب، أو نماذج متحف مجلة القلب، بل تقديم عروض تحوله إلى سلعة تجلب الزوار لرؤية كل ما لديه، ما يؤدي إلى التخلي عن قيم الخطاب الفنية بتحويله إلى سلعة تجارية.

أدى وقف الدعم الحكومي عن المتاحف في جميع أنحاء العالم إلى جعلها تبحث عن مصادر دعم مالي أخرى. أخذت تجلب الشركات، ومنظمات شريكة، وفتحت المتاجر والمقاهي والسينمات، وبيعت اللوحات وأشرطة الفيديو والكتب، وعدة أشياء أخرى تحمل ختم المتاحف. وهكذا فرضت التجارة على المتاحف، حتى أخذت تتحول تدريجيا إلى محطة لزيارة السياح. يتجنب الكثيرون من محبي المتاحف هذه الميول التجارية للألفية الثالثة.

تيريسا بيغيرستيان/ كلية الفنون الجميلة جامعة فلينسيا:

أنا أفضل متاحف الماضي أعتقد أنها كانت جيدة، للماضي والحاضر والمستقبل، أعتقد أن عليها تقديم نوعية جيدة في أعمالها الفنية، وعليها إبراز مجموعات جيدة، وعليها أن تتابع المستجدات بكل ما تعرضه، وعليها أن تكون على صلة بمراكز ثقافية أخرى كالمكتبات ومراكز القراءة ومراكز بيع الكتب، وتتخلى عن محلات بيع الهدايا التي نشأت من حولها. أي أنها يجب أن تبقى مراكز يذهب إليها المرء مسترخيا، لمشاهدة الأعمال الفنية دون أسباب أخرى تثنيه عن ذلك. أعتقد أنها اليوم بحالة جيدة، أما إخراج المتحف من قاعاته، أو الخروج به إلى الهواء الطلق لا يبدو تربويا أو مجديا من وجهة نظري الخاصة.

خوسي رامون ألكلا/ مدير متحف الإلكتروغرافيا العالمي:

الوظيفة الاجتماعية والثقافية لمتحف اليوم معقدة جدا، فهو يشتمل عدة جوانب، لنأخذ بعين الاعتبار الصناعة الثقافية تعتبر من أركان الصناعة السياحية وخصوصا مستقبل البلدان المتطورة. السياحة الجارية اليوم تبحث عما هو أكثر من الشواطئ، لهذا تعتبر الثقافة ركنا أساسيا لديها. لهذا أخذت المتاحف تشكل مرتكزات ثقافية كبرى لا شك أنها ستنمي اقتصادا قويا من حولها.

تعتبر الإدارات الخاصة للمتاحف أنها لن تكون مجدية إذا استقبلت في العام الواحد أعدادا تقل سنويا عن الثلاثمائة ألف شخص. لهذا تمنح الأولوية لرغبات الجمهور على حساب الإبداعات الفنية وفق تأكيدات بعض الخبراء. إذ يسعى المتحف أولا إلى جلب أكبر عدد ممكن من الزوار، لهذا أقيمت مجموعة من وسائل التسلية والترفيه التي تشمل عدة أنواع مختلفة منها.

تيريسا بيغيرستيان/ كلية الفنون الجميلة لجامعة فلينسيا:

لا بد من جلب الزائر الغير معتاد، الزائر الغير مثقف، والغير معتاد على زيارة المتاحف. لا بد من كسر هذه القاعدة في مرحلة ما، ذلك أنها غير مجدية للفن لأن هذا الجمهور ليس جمهور فن. لا يمكن للمتحف أن يتحول إلى مركز للتسلية والترفيه فهو غير صالح لمنافسة من هذا النوع. الطريقة التي تباع فيها الثقافة عبر التلفزيون أخذت تدفع إلى التفكير بأن الأمر سواء، وكأن الذهاب إلى حديقة ألعاب دزني مساويا لزيارة متحف برادو. لا يوجد مكان للمنافسة بين هذه الأماكن فهي مختلفة فيما بينها بالكامل، فالفن ليس وسيلة للترفيه بل مسألة جدية لغاية.

رفائيل كومباني/ مدير متحف إلوستراسيون:

أعتقد شخصيا أن التطور الاجتماعي يؤدي إلى جعل وظائف المتاحف تتغير بما يتوافق مع التطور الاجتماعي. أعتقد أنه في مجتمع تعددي ومنفتح ومتنوع لا يمكن التحدث عن وظيفة فريدة. أعتقد أن هناك جمهور لكل شيء وعلى المتاحف أن تتأقلم مع الاحتياجات البارزة. أعتقد أن متحف الآثار الذي ما زال يقوم بوظائفه كما كان منذ أربعين عاما ما عاد اليوم يلفت أنظار أحد باستثناء المتخصصين وحدهم. لهذا على المسئولين عن المتاحف تتبع اهتمامات الجمهور وأن يحاولوا تغطية هذه الاهتمامات. لا شك أن هذه أفكار تنبع من الترويج والتسويق ولكني أعتقد أن هذا هو الخيار المناسب.

يتنامى عدد المتاحف في أوروبا يوما بعد يوما، وذلك ضمن ما يعرف بالمتاحف المتخصصة التي تختلف عن تلك الكلاسيكية، أي أنها تقدم معارض محددة حول سلعة أو اختصاص ما. نرى أن متاحف المصغرات مثلا تنافس تلك التقليدية بنتائج مدهشة.

يبدو أن انتشار ما يعرف بثقافة العامة، قد أثر سلبا على ثقافة النخبة التي تعرضها المتاحف المعتادة. يعتقد النقاد أن الفنون تشهد حركة تراجعية في حين تفقد المتاحف قيمتها التعليمية عند المراهنة على الترفيه.

ديفيد بيريس/ ناقد فني:

تنجم المشاكل التي تظهر في متاحف اليوم عن السعي لتحويلها إلى ما يشبه عالم دزني، انطلاقا من عالم الفن، حيث يتم التركيز بشكل أساسي من قبل المؤسسات القائمة عليها والدوائر السياسية على زيادة العائدات وعدد الزوار. لا يتم التركيز على مبيعات المتحف بل على المتاجر المحيطة به وخصوصا العائدات الناجمة عن زيادة عدد الزوار. ولكن هذه مسألة بالغة الخطورة، كخطاب لا يركز على الكمية فحسب، ولا أقصد هنا التعرض لمبدأ الكمية والنوعية، بل أقصد هنا أن الفكرة بكاملها تعتمد على المقاييس الاقتصادية وحدها فقط.

رفائيل كومباني/ مدير متحف إلوستراسيون:

إن كان المتحف لا يرفه، من الأفضل أن نقفله، بكل وضوح. الترفيه لا يتناقض مع التعليم، والبناء والتأثير. نعتقد أن الإغراء لا يتناقض مع الشدة، لهذا نعتقد أن القطاع الأكاديمي قد يشعر بالإحباط، ولكن يجب أن نسأل هذا القطاع الأكاديمي إن كان لا يريد إلا أن يكون المتحف له وحده.

تحولت المباني الشاهقة التي تضم المتاحف إلى روائع فنية هائلة، تبرز بهوية خاصة مميزة عما يحيط بها من مبان مدنية. هي مبان عمرانية تعتز بها المدن المضيفة وتجعل منها فخرا للفنون التي تجلب السياحة إليها.

خوسي رامون ألكلا/ مدير متحف إلكتروغرافيا العالمي:

تلعب هذه المتاحف دورا أساسيا في هذه الأيام، فهي متاحف تمثل النسيج الذي يتشكل منه العمود الفقري للصناعة الثقافية التي تتمحور من حولها مجمل مفاهيم السياحة الثقافية.

أعني بذلك أني حين أقصد مدينة بيلباو، أذهب إلى هناك رغبة مني في زيارة مكان بالغ الأهمية اسمه غوغنهايم. يتمتع متحف غوغنهايم بالميزانيات اللازمة للدعاية والترويج، لهذا يمكن أن تجد في أرجائه جامعي من أمريكي أو ياباني أو أي مواطن إسباني. أضف إلى أنه يتمتع بالوسائل والقدرات اللازمة لتلبية حجم الطلب على محتوياته، لهذا يعرض للجميع ما لديه..

يتهم البعض متاحف التصاميم المدهشة بإغفال الأعمال الفنية التي تضمها بدل العمل على الترويج والدعاية لها.

تيريسا بيغيريستيان/ كلية الفنون جامعة فلينسيا:

يتم تصميم متاحف تشكل روائع عمرانية، ولكنها لا تصلح لاحتواء الروائع الفنية. لا يمكن عرض أي عمل فني في غوغنهايم، فهو قادر على استيعاب أعمال فنية محددة لأن روعة المبنى تبتلع أهمية اللوحة. سبق أن رأيت هذه الموجة في الولايات المتحدة وفي كندا على وجه الخصوص. والحقيقة اني أفضل أن تكون المتاحف مبان تعرض في كنفها الأعمال والروائع الفنية لا أن تكون متحفا لاستعراض أشياء فنية أخرى. أعتقد أن هناك تنافس دائم بين الغلاف والمحتوى، وهي منافسة لا تسهل استيعاب العمل الفني، كما لا تسهل كذلك عرض الأشياء الفنية. لهذا نلاحظ جنوح بعض الأعمال الفنية إلى الخروج من المتاحف لتصبح الآن في الشارع.

تحتفل كبرى المتاحف بما تحرزه من نجاحات في وقت تنطلق تلك الصغيرة بحثا عن خيارات متجددة وجذابة، لعرض التعابير الفنية التي تعتد بأحدث الوسائل التكنولوجية. وهكذا دخلت المتاحف الكبيرة والصغيرة في عالم الكمبيوتر لضمان المستقبل.

خوسي رامون ألكلا/ مدير متحف إلكتروغرافيا العالمي:

أعتقد أن مستقبل المتاحف يتراوح بين هذين الخطين. سيصبح لكل من المتحف الكبير والصغير وظائف معقدة تربط بين المعلومات المتخصصة التي أستطيع الحصول عليها في منزلي عبر شبكة الإنترنيت والاستعراض الحي والمباشر يمنحني أجواء ممتعة لها صلة بمحتوى الهدف الذي قصدت المتحف لأجله. لا بد من وجود هذه العلاقة، لأن المتحف لا يستطيع تجاهل التقدم الحاصل في تكنولوجيا الاتصالات كوسيلة تساعدني وأنا مسترخ في منزلي في الحصول على معلومات عبر التكنولوجيا العالية وضمن شروط جيدة، ومن جهة أخرى حاجتي الماسة للتنقل وتغيير المكان والتجوال في أماكن أخرى.

نعم، المكان الذي أنت فيه، يشاهد الآن من جميع الأماكن والزوايا على هذا الكوكب.

أصبح عصر الصوت والصورة يحتل مكانة مميزة في كبرى المتاحف العالمية. تميل بعض المتاحف العريقة إلى فتح أبوابها أمام وسائل التسلية والترفيه والديناميكية المستقبلية بدل توارث التقاليد الفنية المتشددة. يتساءل الكثيرون: هل ستحل الاتصالات محل المراكز الفنية التقليدية؟ هذا ما توحي به الموجات الراهنة. بالإضافة إلى ضرورة تنافس المتاحف الكلاسيكية من أجل البقاء، كأي شركة أخرى تخضع لاقتصاد السوق. فما هي وسيلتها لجلبنا إليها؟ سيخبرنا الزمن والفن عما قريب.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster