|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
الكنغورو
تعيش هذه المخلوقات الغامضة من أقارب الرموز الأسترالية حياة سريعة وهائجة.
يمكن لهذه المخلوقات الصغيرة بطباعها الشرسة وأسنانها الحادة أن توجه ضربات قاضية
لتؤكد أن لا أهمية للحجم بالنسبة للجوارب اللّواحم. تبقى الأهمية لغريزتها
القاتلة.
على خلاف اللواحم الكبيرة والشهيرة كالأسود الأفريقية التي تصطاد مرة في الأسبوع،
تقوم هذه المخلوقات الأسترالية المعروفة بعدة أسماء نذكر من أبرزها دونارتس. تقوم
بالصيد أربع أو خمس مرات في اليوم الواحد للبقاء.
كثيرا
ما توصف لواحم الجرابيات بالقاتلة الصغيرة صاحبة الأسماء الغريبة التي لم نسمع بها،
ما يساعد على تعزيز طبيعتها الخيالية.
يتم التعرف على شرير تاسمانيا من خلال زمجرته المخيفة المرعبة مباشرة في الرسوم
المتحركة أو الواقع.
يمكن للعثور على هذه الفرويات الصغيرة الشرسة في براري أستراليا أن يشكل تحديا
صعبا. كل الجرابيات الأسترالية المفترسة تخرج ليلا. أي أنها تصطاد ليلا، وهي سرية
جدا.
تشبه البحث عن إبرة في كومة قش.
لا
أحد يود الوقوف على الجانب الآخر من أسنانها الحادة. تعرف الجرابيات الصغيرة باسم
دازيرويدز. وهي تقتل الضحية بعضها في مؤخرة الرأس لتسحق الدماغ. لا شك أنها شرسة
جدا.
يصل
عدد الجرابيات إلى مائتين وستين نوعا، يعيش بعضها في أمريكا والجوار، ولكن السواد
الأعظم منها حتى الآن يسكن أستراليا. وهي تشمل الكنغر والكوالا وبانديكوت والأبوسوم
وشياطين ونمور تاسمانيا. تمتاز الجرابيات في عنايتها بصغارها وإطعامها في جراب
لحمي.
رغم ملامحها اللطيفة الظريفة إلا أن جرابيات اللواحم الصغيرة تسير على خطى أسلافها
المنقرضة.
تشير
الأحافير إلى أن أمريكا الشمالية هي المولد الأساسي للجرابيات قبل ثمانين مليون
عام. ثم أخذت تنتشر تدريجيا عبر جسور اليابسة في أستراليا.
عند
انشطار غوندوانا، أصبحت الجرابيات معزولة تماما، تركت لها خيارات التطور عبر ملايين
السنين، لتتحول إلى تلك الأنواع المختلفة التي نعرفها اليوم. يبدو أن الجرابيات
المعاصرة قد تعلمت الدرس من انقراض أسلافها الكبار في الحجم. ولا يتعدى أكبر هذه
المجموعة وهو نمر الكوال، كتلة كلب من الحجم الوسط.
لواحم الجرابيات مجهولة من قبل الناس على خلاف أقاربها الهادئة. لا يكتشف هذه
الضواري الصغيرة نسبيا إلا من يجرئون على الخروج ليلا للبحث عنها في بيئتها دون
كلل.
قد لا
يعرف الكثيرون ما هو الكوال. يعتبره البعض هناك قطة ليلية، أو قطة جرابية، مع أنه
ليس بملامح القطط، بل يشبه الأبوسوم المرقط. لا يشبه القطط إلا بأنيابه، والفريسة
التي يأكل.
وهو في أستراليا يملأ نفس الفراغ الذي تتولاه القطط في بلدان أخرى. يعتبر اليوم من
أكبر ضواري الجرابيات الثدية في أستراليا.
كوال النمر، أو نمر القط. إنه الأكبر في فصيلة كوال، وما زال يعتبر مسيطرا في
اليابسة، لا شك أنه قوي جدا.
يتمتع شرير تاسمانيا بسمعة لا تقل سوءا عن قريبة كوال النمر.
هناك
أربعة أنواع من الكوال في أستراليا، جميعها تشبه النموذج المرقط، يمكن تمييز
أكبرها بسهولة عن الآخرين لأن البقع تنتشر حتى نهاية الذيل.
هذا ما
يسمى كوال الشرقي، يعتقد أنه انقرض في أستراليا، ولا ينتشر إلا في براري تاسمانيا،
فضل النزول.
وهو كغيره من الأنواع الأربعة الأخرى لا يتمتع بحياة طويلة نسبيا، إذ لا يتخطى سنه
الأربعة أعوام. ولكنه يتمتع بحياته حتى الذروة.
يعتمد
هذا الكوال على تعقب الجيف كشرير تاسمانيا ولكنه صياد مدهش أيضا.
يجبر
الكوال على القتل لأنه من الضواري التي عاشت طويلا، وتنوع الأشياء التي يأكلها يعني
أنه تأقلم مع ظروف صيد مختلفة، فهي لا تكتفي بقتل الطيور والزواحف وصغرى الثدييات
فحسب، بل تأكل الحشرات والضفادع، أي أنه يأكل أشياء متنوعة تتطلب تقنيات مختلفة
يبرع بها الكوال.
طورت
أنواع الكوال أساليب صيد متميزة، فالشرقية منها تتصرف كالثعالب، بانتهازيتها، ليست
متطلبة جدا، تعتمد في غذائها على اللافقاريات، وإذا ضاقت الأمور تضع نصب أعينها
أنواع مختلفة، كالفئران والجرذ وحتى الأرانب.
يعتمد كوال النمر على التسلل، تماما كالقطط.
كما يتبع تقنيات الخطف والإمساك ورشاقته في التسلق وقدرته على نصب الكمائن والزحف
للحصول على وجبات سهلة من الأبوسوم النائم.
على أي حال إذا عجزت الفريسة عن الفرار من الكوال يصبح النيل منها حتميا.
تنص شريعة الغاب على أن البقاء للأقوى، شريعة قاسية تمارس منذ الولادة على جميع
الأنواع بما في ذلك الكوال.
من
أغرب جوانب الكوال هو أنه عند التكاثر تنجب الأنثى ثلاثين رضيعا في آن معا، لدى كل
منها ستة أسنان. إلا أن الخمسة أو الستة الأوائل يعيشون وحدهم ويبقون على قيد
الحياة.
تنجب
الإناث مرة في السنة على خلاف غيرها من الحيوانات، وهي لا تعيش طويلا لهذا يعتبر
إنجابها قليل نسبيا ما يجبرها على الإنجاب السريع والنجاح في ذلك أيضا.
اكتسب
الكوال سمعة سيئة بين المزارعين كغيره من الضواري وذلك لشراهته في أكل الطيور.
هناك
حكايات وقصص تؤكد أن المزارعين شاهدوه يخطف الطيور، ولكن يعتقد أن انخفاض أعدادها
ليس له صلة بقتل المزارعين لبعضها.
إدخال حيوانات كالثعالب والقطط والكلاب البرية والدينغ كلها تساهم إلى حد كبير
بزيادة التنافس على الغذاء، عدى نجاح منافسة الكوال الشرقي على الأصغر حجما وقدرته
على التناسل التي تضعه في المرتبة الثانية.
يعتبر
الكوال الشرقي منقرضا في أستراليا، كما يتعرض كوال النمر للخطر، ورغم حماية القانون
لها إلا أن هذا ليس كافيا.
تتخذ الآن خطوات غير اعتيادية لمنح هذه الضواري الفريدة ملامح أرقى.
بدأ الكوال يمنح ترخيصا خاصا لدخول المنازل كحيوان أليف.
يعتقد
أنه إذا أراد أحدهم اقتناء حيوان أليف سيجده مناسبا لأن القطط عادة ما تطرد
الحيوانات البرية من الحديقة، ولكن مشكلة هذه الحيوانات هي أنها لا تعيش أكثر من
أربع أو خمس سنوات ما يستدعي تجديدها الدائم، تعتمد هذه المخلوقات جدا على حاسة
الشم.
كلما
تعلمنا المزيد عنها كلما زادت فرصها في البقاء في المنازل والبراري على حد سواء.
ولكن التعامل مع هذه المخلوقات كحيوانات أليفة يتطلب الخبرة والتجربة.
اللواحم هي أرقى أعضاء سلسلة الغذاء، تثير الخوف والاحترام ولا يمكن الاستهانة بها.
تخيل
نمو هذا المخلوق ليصبح كالأسد، بحجم رأسه الذي يوازي ربع جسمه، معزز بأنياب هائلة،
تستطيع النيل من حيوان لا يقل عنه حجما.
يمكن لهذا المخلوق الصغير أن يحل محل الأسد الجرابي في أستراليا.
إن
أصغر لواحم الجرابيات في العالم هي ثلاثية تحمل أسماء غريبة هي فاسكوغاليس
وأنتيكينوس
وبلانيغاليس.
قد
يبدو كالفئران المنزلية، لكن هذا المخلوق المدهش ينتمي إلى زمرة من الجرابيات التي
تعيش سريعا وتموت فتية بكل معنى الكلمة.
يعتبر البلانيغاليس أصغرها حجما، وهو شبيه جدا بالكينغر، بأذنين مستديرين وأنف
طويل. ولكن التشابه ينتهي هنا، فالكينغر يزن خمسة وثمانين كيلوغراما أي أكثر منه
بسبعة عشر ألف مرة.
غالبية
لواحم الجرابيات من سكان الشجر حيث تصطاد وتعيش. كما أنها مسائية. أما في النهار
فتبدو هذه الشجرة وكأنها ميتة. ولكن إذا أزلنا اللحى، سنجد أنها تنضح بالحياة.
تحت هذه اللحى، هناك صرصار، وتحت هذا الجزء، هناك عناكب كبرى.
بتوفر
الغذاء ليلا نهارا يجد بلانيغال لائحة طعام وفيرة، فهي تهاجم الفريسة بكل ما لدى
الأسود من شراسة.
بالنسبة للقشريات قد يبدو في مواجهة منصفة، ولكن بلانيغال يملك دماغا يوفر العضلات
ويتغلب على الحشرات بسهولة.
دفاعات الجنادب بلا جدوى في مواجهة بلانيغال جائع يسحق سريعا بضربة قاضية. وهو لا
يبدد شيئا. تحل سوائل الفريسة محل المياه التي يختار منها بلانيغال ما يشاء.
يتبعه في ذلك أنتيكانوس. يعتبر أثقل من بلانيغال بعشرة أضعاف، وهو يتغذى بين أوراق
الشجر. سوء السمعة وأداء شيق في الولائم هو بعض مما يميز هذه المجموعة الصغيرة من
اللواحم عن غيرها من الجرابيات التي تجول في القارة الأسترالية.
ينتمي دونارت بذيله السمين إلى أكثر جرابيات اللواحم تنوعا. تنتشر تسعة عشر من
أنواعها في مختلف مناطق أستراليا. صحيح أنها متنوعة ولكن غالبية الدونارت تعتبر
نادرة لسوء الحظ.
يسمى
هذا المخلوق الشرس دونارت جوليا، ساد اعتقاد قبل سنوات أنه قد انقرض وليس في خطر.
ولكنهم وجدوا في مناطقه أنه في بعض فترات السنة يصبح بأعداد شائعة.
تعتبر
هذه مخلوقات متأقلمة رغم حجمها، قلما تعثر على المياه في المناطق الجافة، فحلت
المشكلة بعدم شرب الماء. وهي تحصل على الرطوبة اللازمة من الفريسة التي تلتهم.
قوائمه
الأمامية كاليدين، يمسك بها فريسته، وهو كغيره من أبناء فصيلته يعض الضحية من مؤخرة
الرأس حتى يسحقها.
لا شك
إنه حيوان يستحق صفة العدوانية فعلا.
تستمر
الأبحاث في حديقة براري بيرسديل على هذه الجرابيات، التي تؤكد ارتفاع معدلات
استهلاكها عبر نظام التمارين لدى دونارت، الذي يصعب الإمساك به حتى في المناطق
المقفلة. هذا ما يؤكد أنه من الجرابيات.
تصطاد
هذه الجرابيات بنصب الكمائن معتمدة على أساليبها التدميرية لاستهداف الفريسة.
كالجنادب والفراشات والخنافس، كما لا تخشى الوجبات الأكبر حجما، لهذا لا تجد مشكلة
في التهام أم أربعة وأربعين.
وهي تلتهم الفرية في موقعها توفيرا للطاقة بدل حملها إلى العش.
نرى أن
حجم العينين كبير بالمقارنة مع الرأس، وهو حيوان ليلي، ما يمكنه من الرؤية بوضوح.
كما أنه كثير الضجة أيضا، وهو قادر على التقاط أي حركة بين الأعشاب سواء كانت لحشرة
أو عناكب في الجوار.
وهو كغيره من الحيوانات الليلية لا يرى إلا الأبيض والأسود، لا يحتاج لرؤية الألوان
في الليل. يعيش دونارت في البراري لفترة تقل عن عامين.
ربما
كانت الظروف الصعبة هي السبب. عادة ما يموت الذكر بعد التزاوج. ما يفسح بالمجال
للصغار.
الأنثى
لا تحب المرافقة، وإذا رافقها الذكر فترة أطول يعرض نفسه للعدوان والقتل.
عام اثنين وثمانين اعتبر نومبات من أكثر الأنواع تعرضا لخطر الانقراض في العالم.
فلم يبق منه إلا بضع مئات فقط.
أستراليا بلاد التغيير، الذي لا يسير دائما نحو الأفضل. إنها حقيقة مؤسفة تجعل
حيوانات كالنومبات، أول من يعاني من هذا التغيير.
كانت
هذه المخلوقات قبل مائتي عام وقبل وصول المستوطنين تنتشر في أرجاء الجنوب
الأسترالي. انقرض النومبات قبل إنشاء محمية يوكامورا في غالبية المناطق، ولم يبق
إلا جزء بسيط في الزاوية الجنوب غربية من أستراليا.
نجح برنامج للتكاثر من حسن الحظ لإيجاد أعداد تكفي لإعادتها إلى البراري.
بدأوا
بعشرة نومبات في تشرين الثاني من عام ثلاثة وتسعين، لتنمو أعدادها بعد ذلك بشكل لا
يصدق. وصلت إلى مائة وعشرين، وربما كان أفضل ما فعلوه في النومبات هو إرسالها إلى
جنوب أستراليا قبل بضع سنوات. كان ذلك مفيدا.
أصبح لديها مساحة ألف ومائة هكتار تجول فيها ما جعل إحصاء عددها مسألة صعبة، إلا
إذا كانت تعتد بطوق إذاعي.
إنها
الطريقة الوحيدة المؤكدة للعثور عليه. يشبه البحث عن إبرة في كومة قش.
تعتبر
وفرة النمل الأبيض من أسباب نجاح النومبات هناك. تسكن الملايين من هذه الحشرات في
جحور تحت الأرض وتتنقل من شجرة إلى أخرى، إلا إذا كمن لها نومبات جائع يستطيع
التهام خمسة عشر ألف نملة في اليوم.
يعتمد
النومبات على أنفه وأذنيه للعثور عليها، فهو يمسح المنطقة ويبحث عن الأماكن
المناسبة ليتوقف فجأة ويسرع في الحفر ويدفع أنفه الطويل في الحفرة.
النمل
طعام رقيق ولكنه مشحون بالبروتينات. يفضل النومبات كغيره من الجرابيات أطعمة تمنح
الطاقة لشحن أَيضها السريع.
للنومبات بعض الضواري الطبيعية من بينها طائر الباز أو صقر الدوري في يوكامورا.
كلاهما من الطيور الجارحة التي تحلق فوق الأشجار بأجنحتها القصيرة المستديرة التي
تمكنها من التحليق وسط النباتات لتستولي على النومبات من الأرض.
الأَصَلَة من الضواري التي تهدده أيضا.
ينتشر اليوم حوالي ألفي نومبات في مناطق مختلفة من جنوب أستراليا، ما جعلها تصبح
الآن ضعيفة، ما يشكل تحسنا بعد أن كانت مهددة بالانقراض.
أدخلت
الثعالب عام ألف وثمانمائة وخمسة وخمسين، لتصبح أكثر الحيوانات انتشارا في البلد،
فهناك خمسة ملايين منها تنتشر في جنوب ووسط أستراليا.
تنسجم أعداد الثعالب مع وفرة مصادر غذائها من الأرانب. مع أنها ليست متطلبة، فمرور
أي من الجرابيات الصغيرة أو المتوسطة في طريقها يتحول إلى فريسة.
ينجم البريق المنعكس في عيونها عند تسليط الأضواء عن غشاء في عيون الحيوانات
الليلية تشبه المكبر، وهي تعظم أي إنارة متوفرة لتمنح هذه المخلوقات رؤية ليلية
رائعة.
تشكل القطط البرية أزمة للحيوانات البرية هناك، يقدر عددها بأكثر من اثني عشر
مليون. لا يتردد المزارعون بقتل هذه القطط، ويقومون باستعراضها لإخافة القطط الأخرى
أو لتحذير المهملين من أصحاب القطط. ولكنها صورة واضحة تعكس ما تسببه الحيوانات
الدخيلة من أذى في البراري.
تهاجم حيوانات الفرو هذه مخلوقات البراري والمواشي على حد سواء. يعتبر التحكم بها
معركة مكلفة.
تمتد
يوكامورا على طول أربعة عشر ألف كيلومتر من السياج المكهرب لحماية حيوانات البراري
من ذوات الفرو الدخيلة.
ذوات
الفرو ليست الوحيدة التي تسبب المشاكل لجرابيات اللواحم.l
لا
تجبر حيوانات أستراليا البرية الأصيلة على مواجهة الثعالب والقطط الدخيلة فحسب، بل
وعليها مواجهة الضفدع الذي قد يبدو بريئا، ولكنه ضفدع القصب .
قد
يبدو عاديا ولكن إذا أكلها أحد، يموت. فهي سامة.
أدخل
مائة وواحد من هذه البرمائيات عام ألف وتسعمائة وخمسة وثلاثين كوسيلة بيولوجية
للتخلص من الخنافس في حقول القصب شمال شرق أستراليا.
كان خطأ
كبير، ذلك انهم لم يفعلوا شيئا لحل المشكلة الأولى، بل أسسوا لمشكلة أخرى، فقد
انتشرت هذه الضفادع خلال ستة أشهر لتصبح ستين ألفا تلهب الحقول كالحريق.
جلد
ظهرها كله مسمم، ولديها غدة سم هائلة ، كل من يأكلها يموت.
كثيرا
ما يعلن العلماء انقراض حيوان ما حتى يعثر على أحدها حيا.
يشك الكثيرون في احتمال وجود جرابي هائل من اللواحم في أستراليا دون أن يراه أحد،
كما هو حال الأسد الجرابي أو الثايلاساين.
كانت
بادريم منطقة غابات مطر هائلة، وقد وقعت حالتي مشاهدة حيوانات بارزة في تلك
المنطقة، تعتبر معروفة جدا في الفولكلور..
يقال
أنه كان هناك حيوان هائل يشبه النمر، لا يقل طوله عن سبعة أقدام من الرأس إلى
الذيل، لا يعرف ما هو ولكنه لا يتوافق مع أي شيء يعرف هناك.
شيد
هذا النموذج من خلال وصفه لما رآه. يفترض أن يكون هذا وحش بادريم، خطوط الظهر تشبه
النومبات، ولديه ملامح أخرى تشبه نمر تاسمانيا المنقرض.
يمكن لأوصاف القط أن تجد تفسيرا لها. عام أربعة وتسعين سجلت صور فيديو. قد يبدو
شبيها بلّبوءة أفريقية صغيرة فرت من السيرك. يشكك البعض بذلك، وليسوا جميعا.
عند
التأمل في تشريح هذا الحيوان، وملامح جسمه العامة، القوائم والمخالب والرأس، يعتقد
أنه مزيج بين الأبسوم والكوال، الذي نزل عن الشجر مستغلا البيئة ليصبح من اللواحم.
إذا نظرنا إلى قوائمه الأمامية نجد أن فيها إبهام مقابل، وعدة أصابع. أما بقية
القطط فلديها مخالب قصيرة تستعملها للقتل. أما هو فيستطيع الإمساك بأصابعه للتسلق
والقبض على الفريسة.
قوائمه الخلفية شبيهة جدا بقوائم الأبوسوم الخلفية، وله ذيل طويل للتوازن، كلها
تشير إلى أنه من سكان الشجر.
إن
المناخ كان السبب الأساسي في انقراض هذه الحيوانات. فالحيوانات الهائلة أكثر عرضة
للانقراض، أيا كان نوعها. المفارقة هي أن هذه الحيوانات الهائلة الشرسة هي الأولى
في الانهيار عندما تشتد الأمور.
استمر
البحث عن المنقرض بينما تابع أسلافها من الجرابيات الصغيرة سيطرتهم على المناطق
المجاورة، مفعمة بالحياة وغريزتها القاتلة.
أما عن مستقبل هذه الحيوانات الصغيرة الشرسة.
تنتشر الجرابيات في مناطق أخرى من العالم، ولكن ظروف العزلة في أستراليا ساهمت في
ازدهارها، فهناك أكثر من ألفي نوع منها تنتشر في هذه البيئة القاسية.
تعتبر أستراليا فريدة مختلفة عن المناطق الأفريقية التي تسيطر فيها الثدييات
الهادئة على السهول، فهي القارة الوحيدة في العالم التي تسيطر فيها الجرابيات على
اليابسة.
ربع الجرابيات الأسترالية من اللواحم، قد تكون صغيرة بالمقارنة مع غيرها من ضواري
العالم ولكن طبيعتها العدوانية وغريزتها في البقاء تسمح لها بنجاح مشابه.
وقد غير البشر سلوكهم هذه المرة وأنقذوا بعض الأنواع من الانقراض كي تراها الأجيال
القادمة شرط أن تنظر إليها سريعا. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م