اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 خصم لدود
 

جرثومة الملاريا

إنه مرض مخيف يصيب ما يقارب الأربعمائة حالة في العام.

إنه مرض يعرض ملياري شخص للخطر ويقتل سنويا ما يقارب المليوني شخص وتحديدا من أطفال القارة الأفريقية.

إنها مشكلة كبيرة لأنها تؤثر على مجتمع بكامله وفي جميع الأعمار.

عادة ما يعرف بملك الأمراض فهو يتمتع بالقدرة على التأقلم مع الظروف البيئية الصعبة. كما يمكن انتشاره في أجزاء من أوروبا وأمريكا الشمالية إلى كندا والمكسيك، كما أخذ يستقر اليوم في المناطق الاستوائية من حول العالم فهو يصيب جميع البلدان الاستوائية بما في ذلك الصحراوية.

لا نتحدث هنا عن مرض لا علاج له كالإيدز، بل عن الملاريا الذي رافق الجنس البشري منذ نشأته. مع نهاية القرن العشرين، ورغم نجاح الطب الحديث بأساطيل أدويته وحقنه في مواجهة أمراض قاتلة كشلل الأطفال والقضاء على أخرى كالجدري، إلا أن الملاريا قاومت كل المحاولات للتخلص منها. أما اليوم فهناك احتمالات بانتشار الملاريا الغير قابلة للعلاج في أرجاء العالم.

الكائن الذي يسبب الملاريا ويتغلب على العلوم الطبية لأكثر من قرن يحمل علميا لقب بلازموديوم، وهو طفيلي بخلية واحدة يتخذ عدة أشكال وملامح، وينزل ضيقا على مخلوقين، البشر، وأنثى بعوض الملاريا.

تتغذى أنثى البعوض على الدم للتوالد، لهذا تعتبر وسيلة النقل الأهم لنقل الطفيليات من شخص إلى آخر.

عرفت الملاريا لدى القدماء الذين شكوا بأسبابها، فقد تحدثت نصوص سنسكريتية تعود لأكثر من ألفي عام عن حالات حمى نجمت عن البعوض. كما ربط الطبيب الإغريقي هيبوقراط الحمى المتقطعة بالمستنقعات، كما عاين عوارض صحية كتضخم الطحال.

كانت الملاريا تاريخيا تصيب المسافرين والجنود في المهجر. وقد تحدث عن عوارضها أحد الموظفين البريطانيين المصاب في أفريقيا الشمالية لتصبح مألوفة جدا.

تبدأ الأزمات بحالات برد شديدة تسبب ارتعاش عنيف. يتبع ذلك ارتفاع في الحمى إلى أربعين درجة وشعور بحر لا يحتمل. يلي ذلك حالة عرق تتوج الأزمة بعد ما يتراوح بين خمسة إلى ثمانية ساعات. تتكرر دورة الحمى تقليديا كل يومين أو ثلاثة حتى يتعافى المريض أو يموت في الحالات المستعصية.

تعايشت الملاريا مع البعوض والبشر منذ آلاف السنين، تعايشوا بانسجام أو بمستوى من التحمل المشترك.

هناك أربعة أنواع من الملاريا التي تصيب البشر. تعتبر الملاريا الخفيفة في المناطق المدارية مشكلة موسمية، لهذا يحاول الناس تجنب المستنقعات والهواء السيئ، أو مال آريا كما يسمونها هناك. أما في المناطق الاستوائية وتحديدا في أفريقيا يعتبر الشكل القاتل الأكثر شيوعا.

يتمكن الصغار من البقاء على قيد الحياة بعد تسلحهم بالمناعة لكثرة الإصابة. يحمل الكثيرون منهم طفيليات الملاريا في الدم ليصابون بالمرض بين الحين والآخر.

يمكن لدورة حياة ملاريا المعقدة أن تشرح لماذا قاوم هذا المرض واستمر طوال هذه السنوات.

يصاب الإنسان بالمرض عندما تتناول أنثى البعوض غذائها الدموي، حيث يقوم البعوض في هذه الأثناء بحقن نوع من الطفيليات اسمه سبوروزويت.

تتحرك هذه الطفيليات في الدم لنصف ساعة على الأكثر، فهي من الطفيليات الطويلة القادرة على الحركة عادة ما يحقن منها ما يقارب المائة طفيلي في وجبة البعوضة الواحدة. أي أنه عدد صغير جدا. تجد هذه الطفيليات مستقرها النهائي في خلايا الكبد، فتقتحم تلك الخلايا بعد ساعة من وجبة الغذاء.

تختبئ الطفيليات في الكبد طوال خمسة أيام تشهد خلالها توالدا بأعداد هائلة. أي أن دخول طفيلي واحد إلى خلية في الكبد قد يتحول إلى أربعين ألف من الطفيليات التي تطلق في الأوردة بعد ستة أيام.

بعد ذلك تتكاثر الطفيليات في مجرى الدم وعبر الخلايا الدموية، ومع كل ثمانية وأربعين ساعة من التكاثر تتضاعف الطفيليات عشرة مرات. أي أننا خلال يومين فقط نشهد مضاعفة الطفيليات في الجسم عشر مرات. بعد عشر أو خمسة عشرة يوم من الإصابة عادة ما يبلغ تكاثر الطفيليات في الدم حجما يثقل الدم ويسبب العوارض، هنا تظهر المؤشرات التي تمكن من تشخيص الحالة بالملاريا.

عند ذلك يبدأ نظام المناعة في الجسم بالمقاومة، في هذه الأثناء يتابع البلازموديوم عمله لإتمام دورته الحياتية. تبذل الطفيليات ما بوسعها للبقاء على قيد الحياة. هنا تتغير لتتخذ شكلا جنسيا يسمى المشيج سايت، تستعد للامتصاص من قبل مضيفها الجديد، وهو بعوض آخر. تتحرر خلايا المشيج الأنثى والذكر في جسم البعوض، وينطلق الذكر في عملية توالد سريعة عبر إنتاج المني.

تعوم هذه في الجسم بحثا عن أنثى المشيج للتزاوج وتشكيل اللاقحة. تشكل هذه المرحلة الجنسية بالنسبة للبلازموديوم تعزيزا لتبادل المواد الجينية وبالتالي بعض التنوع.

يغادر المشيج عبر الجدار ويشكل بويضة في أخدوده الخارجي. تنقسم الببيضة عدة مرات لتشكل أكثر من ألف حُييّ بوغي، أي مرحلة التهابات الملاريا. بعد عشرة أيام تخرج من البيضة وتنطلق نحو غدة لعاب البعوض بانتظار موعد وجبتها التالية، كي تتابع الدورة وتستمر.

لا بد من مهاجمة الملاريا في أكثر من مرحلة من مراحل دورتها الحياتية. تم التوصل إلى أول دواء فعال للملاريا من أمريكا الجنوبية. اكتشف الغزاة الاسبان أن لحى شجر سنشونا البرواني قادر على شفاء الحمى.

نقلت لحى الحمى مباشرة إلى أوروبا لمعالجة ما عرف حينها بلقب البُرداء.

ولكن حمى المياء السوداء، والملاريا القاتلة المنتشرة في أفريقيا أعاقت الاستعمار الأوروبي للقارة السمراء حتى استخرج الكينين من لحى شجر الاسينشونا في القرن التاسع عشر.

كثيرا ما اعتبرت الملاريا عدوا خفيا في الحروب فهي تهزم الجيوش وتعيق الغزاة. لعب أطباء الجيوش دورا هاما في محاربة المرض وتطوير أدوية تكافح الملاريا.

يعترف الجميع بأن هذا المرض شكل خطرا كبيرا على الجيوش، فإصابة الجنود بحالات الإسهال يشكل عائقا أمام العمليات العسكرية. تقدر الإحصاءات أن نصف مليون من الجنود الأمريكيين أخرجوا من الحرب العالمية الثانية. كما أصيب خمسون ألف جندي أمريكي بالملاريا خلال حرب فيتنام رغم توفر الأدوية المناسبة.

تعمل أدوية الملاريا على وقف نمو الطفيليات في جسم المريض. ولكن لا تتوفر اليوم إلا حفنة قليلة من هذه الأدوية، ذلك أن الطفيليات أخذت تقاومها جميعا في عدد من بلدان العالم، كما أخذت هذه المقاومة توسع انتشارها.

تطوير أدوية فعالة جديدة لمكافحة الملاريا لبلدان هي بأمس الحاجة إليها لم يعد يشكل أولوية بالنسبة لكبرى شركات الأدوية في العالم، ذلك أن هذه الشركات تفضل التركيز على صناعة أدوية للسكان المقيمين في البلدان الغنية.

تشكل الأدوية السبيل الوحيد لمكافحة الملاريا منذ القرن السادس عشر، والشيق في الأمر هو أن الكينين ما زال حتى اليوم يشكل عمادا لجميع الأدوية المضادة للملاريا.

ما حدث لمشتقات الكينين وغيرها من الأدوية التي طورت خلال السنوات الماضية هو أن الطفيليات تمكنت من تطوير سبل لمقاومتها.

من أشهر وأهم هذه الحالات المقاومة الشديدة التي طورتها تجاه الكلوروكين الذي يعتبر آمنا وواسع الانتشار ورخيص الثمن وقد شكل طوال القرن العشرين وسيلة أساسية للسيطرة على الملاريا في العالم، حتى بدأت الطفيليات تقاوم هذا الدواء خلال عقد الستينات في جنوب شرق آسيا حين انتشرت في أرجاء تلك المنطقة، كما أخذت اليوم تنتشر جديا في أفريقيا، ما ينبئ بأزمات جدية لأدوية الملاريا في المستقبل.

رغم انتشار الملاريا الموسمية بإصرار في البلدان النامية إلا أنها قد ألغيت كليا في أوروبا وأمريكا الشمالية منذ عقد الأربعينات.

لم يحرز هذا النجاح عبر مهاجمة الطفيليات بل بمكافحة البعوض الذي يحمله وتطويل المساكن ومجالات أخرى كشبكات المستنقعات حيث يتكاثر البعوض.

عادة ما يضع البعوض البيض قريبا من الماء أو على سطح الماء، ليفقس بعد يومين من وضعه، لتعيش اليرقات التي تخرج من البيض في مياه هادئة وصافية نسبيا.

تمر اليرقة في مراحل أربع قد تستمر من أربعة إلى ستة أسابيع حسب درجة الحرارة. تلي ذلك مرحلة القصر والتي قد تستمر إلى يوم ونصف اليوم، حتى تأتي مرحلة النضوج، التي يتزاوج فيها البعوض، وبعد ذلك تخرج أنثى البعوض وحدها لأخذ وجبات الدم. بعد وجبة الدم تستغرق ثلاثة أيام لتطوير البيض كي تذهب بعدها لوضع البيض مجددا وهكذا دواليك.

في الخمسينات من القرن الماضي أضيف سلاح جديد عرف باسم دي دي تي وهو مبيد فعال للحشرات ومن بينها البعوض.

مع توفر سلاحين في المواجهة الكلوروكين لمعالجة المرض والدي دي تي لقتل البعوض الذي يحمله، انطلقت منظمة الصحة العالمية في حملة للقضاء على الملاريا.

كان الهدف من ذلك هو معالجة السكان وتخليصهم من الملاريا أثناء القضاء على البعوض ليتم كسر دورة الملاريا والبعوض والبشر، والتخلص بهذا من الملاريا إلى الأبد.

أفضل برامج لرش المبيدات بهدف مكافحة انتشار الملاريا هي تلك الحملات التي أطلقت في الخمسينات والستينات حيث رشت المنازل من الداخل، ما قضى على عادات البعوض في امتصاص دم الضحية أثناء النوم، والاستراحة على جدران الغرف. إذا توفرت المبيدات أعني الدي دي تي على جدران المنزل، تقف البعوضة على الجدار فتلامس المبيدات لتموت قبل نقل الطفيليات لشخص آخر.

كادت هذه الخطة تنجح، فقد تم القضاء على الملاريا مع نهاية الستينات في غالبية البلدان النامية والمدارية في آن معا. أما في المناطق الاستوائية فكان البعوض كثيرا، كما تخلت منظمة الصحة العالمية عن برامجها في تلك المناطق التي ما زالت أسيرة الملاريا والبعوض.

كانوا في الماضي يرشون أكبر عدد ممكن من غرف المنازل، ما قلص حجم اليرقات. ومع ذلك فإن العمل على حماية الأشخاص المقيمين في داخل الغرف يبقى من ينامون في العراء عرضة للمرض.

عاد البعوض والملاريا اليوم ثانية إلى كثير من المناطق التي أبيد فيها خلال الستينات.

يتمتع البعوض بقدرة هائلة على التكاثر. إذا تمكنا من قتل جميع البعوض في المنطقة، من المؤكد أنه خلال فترة قصيرة سيعود البعوض مجددا بأعداد توازي تلك التي كانت من قبل.

يمكن العثور على البعوض في أي جسم من المياه العذبة الراكدة. وهي تنتهز جميع الفرص المتوفرة للتكاثر في مواسم الجفاف.

يقوم اختصاصي الحشرات صمويل دادزي في غانا بدراسة مواقع تكاثر البعوض. وقد عثر على يرقات البعوض منتشرة في مياه حفر الطرقات بعد أسبوعين فقط من عاصفة المطر. كما أكد صمويل ورئيسه مكسويل أبوو توفر الأماكن المناسبة لتكاثر البعوض في وسط المدن أيضا.

كانت تتكاثر بظروف طبيعية في المياه الصافية. أما في مواسم الجفاف فلا يبقى لها إلا شبكات الصرف الصحي الملوثة. أي أن البعوض يستطيع التوالد حتى في المياه الملوثة، وهكذا فهي تعمل على ضمان التكاثر حتى في مواسم الجفاف.

: هذه القدرة الهائلة على التوالد لدى البعوض تجعل فكرة إبادتها غير عملية، كما أن رغبتها بالدم البشري تجعلها فعالة جدا في نقل الملاريا.

بما أنها تتوالد فهذا يعني أنها تتغذى على الدم وتنقل الملاريا، رغم ضعف قدراتها في مواسم الجفاف.

يعمل صمويل وزملائه على دراسة أنماط نقل المرض بالبحث عن البعوض في منازل الناس. وقد عثروا خلال موسم المطر على مئات منها في غرفة نوم عادية، كما يمكن العثور على بعض منها في مواسم الجفاف. لقد توصلوا إلى خلاصة مفادها أن قطع الصلة بين البعوض والبشر مسألة أساسية للقضاء على الملاريا.

ما أوصي به هو قطع الصلة بين البعوض والبشر، أو تقليصها إلى أدنى مستوى باستعمال الشريط المنخلي على النوافذ والأبواب، كما يمكن للبعض شراء شباك للسرائر منقوعة بالمبيدات لتقليص نقل المرض.

عندما نتجنب لسعات البعوض لن نتعرض للطفيليات وبالتالي لن نصاب بالمرض. على الناس أن يدركون ربط البعوض بالملاريا مباشرة، أي أنه لا بد من إشراك الناس خصوصا في مجال تحسين البيئة المحيطة. لا يتكاثر البعوض إلا عند توفر المياه، فهي لا تستطيع التوالد دون توفر المياه الراكدة.

لا تكتفي الملاريا بإثقال حياة البشر، بل تقع بكاهلها على اقتصاد البلدان الاستوائية حيث تحولت إلى وباء لم تنج منه غانا.

كان يغيب الكثيرون عن العمل والدراسة في الثمانينات حين كانت الملاريا المرض الأكثر انتشارا إذ كانت الملاريا السبب في خمسين بالمائة من حالات التغيب عن العمل، وأربعين بالمائة من الحالات المرضية في البد، وخمسة وعشرين بالمائة من وفيات الأطفال تحت سن الخمس سنوات.

الملاريا تهدد جميع السكان، ولكن الحقيقة المثيرة هي أن البعض يموت متأثرا بالمرض علما أن هناك من يستطيعون البقاء على قيد الحياة والتعايش مع المرض.

التأقلم في أفريقيا بين الراشدين وربما نجم عن الاتصال الدائم بالمرض لفترات طويلة تمنح بعض المناعة التي لا تعتبر كاملة، عندما تنظر إلى الأطفال في أفريقيا تجد أنهم يشبهون أطفال أوروبا من هذه الناحية فهم يعانون من العوارض وجميع مشاكل الملاريا.

عند تعرض طفل ما يقل عن خمسة أعوام من العمر من المحتمل أن ينجو، ولكنه قد يموت. المعروف أن بعض الحماية تتوارث من الأم إلى طفلها وقد تستمر هذه لأربعة أو ستة أشهر.

أما عن مدى المناعة التي يتمتع بها الطفل، وكم شهرا يستغرق استنزافها، بحيث يجبر الطفل على تنمية مناعته الخاصة ضد الملاريا.

عادة ما يصاب الطفل بالملاريا بعد أربعة أشهر من الولادة. يفحص الطفل بأخذ عينة من دمه للبحث عن الفطريات.

تبلغ نسبة المصابين حتى الآن عشرة بالمائة خلال الأشهر الستة الأولى، ولا يزيد عن خمسة عشر بالمائة لدى أبناء السنة الأولى من العمر. أما في العام الثاني فتنمو النسبة سريعا. يبدو أن الأم تمنح الطفل مناعة تستنزف مع الوقت ثم تختفي عندما يكبر الطفل. وبعد ذلك عند الإصابة بالمرض تصبح الخلايا مسئولة عن إنتاج المناعة وعن قتل الطفيليات النامية أيضا. يبدو أنهم بحاجة إلى نوع من الطفيليات بكمية محددة تنمي المناعة لدينا.

اللقاحات التي تحتوي على جزئ من الطفيليات هي وسيلة لتحفيز وتطوير المناعة.

تستمر الأبحاث الجارية حول لقاح يحمي الإنسان من الملاريا منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما دون تحقيق نجاح يذكر. ولكن فريق والت ريد أعلن عام سبعة وتسعين عن توصله إلى أفضل النتائج في لقاح واق لمكافحة الطفيليات في مراحلها الفعالة.

أرادوا في إعداد اللقاح مواجهة الطفيليات في أضعف حلقاتها، حيث يؤخذ بعين الاعتبار مسألتين إحداهما مسألة العدد، والثانية تتعلق بالوصول إلى نظام المناعة، بالنسبة لهذا الأخير يسعون لبلوغ الطفيليات وهي في الدم حيث تتوفر المضادات بكميات كبيرة لمواجهتها، أما مسألة الوصول إلى نظام المناعة فيبحث عن مرحلة وجود الطفيليات بين خلية وأخرى. يعتقد أن هذه نوافذ صغيرة لفرص التوصل إلى مضادات تهاجم الطفيليات في مرحلة تحركها ما بين الخلايا.

يتم إجراء تجربة على اللقاح الواقي بتغذية البعوضة بالدم المصاب بالملاريا التي أعدت في المختبر.

بعد عشرة أيام تتحول الطفيليات إلى سبوروزويت، عند ذلك تصبح البعوضة مستعدة لإصابة متطوعين من البشر، للتأكد من فعالية اللقاح التجريبي الذي حقنوا به.

يحتوي اللقاح على مضاد للملاريا يعمل على تحفيز ردة فعل المناعة في الجسم لإنتاج مضادات تعزز خطوط الدفاعات الأولى ضد المرض.

تجسدت ردة فعل غالبية المتطوعين بتحفيز المضادات والمناعة لديهم، وكانت النتيجة أن تمتع ستة من أصل سبعة متطوعين بحماية كاملة.

والشيق في الأمر هو أن الشخص الوحيد الذي عجزت المضادات لديه عن الرد لم يحصل على المناعة. لهذا يعتبر أن هذه كانت بمثابة اكتشاف جديد بالنسبة لتجارب لقاح الملاريا والتي تؤكد أن قلة لا تتعدى عشرين بالمائة من المتطوعين تمتعوا بالمناعة عبر التركيبات السابقة.

هناك عدد من الدراسات، يكمن أحدها بدراسة تأكيد هامة يفترض بها أن تعزز التأكد من النتائج الأولية، عليهم في الوقت نفسه البدء بجولة صغيرة من التجارب على بلدان أسفل الصحراء وتحديدا في غامبيا. عبر هذه التجارب الإجابة على سؤالين هامين بالإضافة إلى مسألة السلامة.

يكمن السؤال الأول بقدرة اللقاح على حماية الأفراد في ظروف حياة واقعية. هناك فارق كبير بين بعوض ينمو في المختبر وآخر ينشأ في الحقول. يكمن الفارق الكبير في تعزيز البعوض بنوع محدد وشهير من الطفيليات التي تتطابق كليا مع مضاد اللقاح. على الرغم أن هناك فوارق بسيطة مختلفة في الواقع مع هذه المضادات التي قد تكون بالغة الأهمية لحماية الفرد.

تم التوصل إلى هذا اللقاح من قبل الجيش لحماية الجنود بشكل أساسي. وهم جنود لم ينشئوا في مناطق الملاريا أي أنهم أبرياء منها، تماما كحال الرحالة.

يفترض باللقاح المضاد للمرض على المدى البعيد أن يلعب دورا هاما في استراتيجية السيطرة على الملاريا وربما القضاء عليها أيضا.

تعتبر طفيليات الملاريا خصم رهيب لدود، فقد طورت عدة سبل لتجنب المناعة البشرية، وبما أن اللقاح قد أعد مبدئيا لتعزيز نظام المناعة، هناك احتمال كبير بأن تبحث الطفيليات عن سبل لتجنب ردة فعل المناعة. استراتيجيتها لمهاجمة الطفيليات على المدى البعيد تحتوي على شعب متعددة الأطراف.

أصبح مشروع اللقاح يشكل جهدا عالميا تساهم فيه عدة منظمات. تحاول دائرة المناعة في معهد نوغوشي في غانا العمل على تحديد جزء الطفيليات الذي يثير في المضاد تطوير المناعة الطبيعية.

عند التأمل في هذه الدراسات تجد أنها تتفق جميعها على مسألة واحدة، وهي تحديد المضاد الذي يمكنه المساهمة في تشكيل لقاحات تقي من الملاريا.

البحث عن مضادات جربت في أماكن أخرى، والعمل على التأكد من تجاوب الناس في المناطق المعرضة من غانا. ردة فعل السكان هناك تجاه هذه المضادات. أي العمل مبدئيا على تطوير فهم للمناعة ضد الطفيليات، كما هناك سعي أيضا للتوصل إلى مضادات يمكنها أن تشكل جزءا من اللقاح.

يركز اللقاح الذي يعمل عليه في المختبرات على المرحلة الجنسية الحاصلة في أحشاء البعوضة. عندما يصاب الضحية وتأتي البعوضة لتتغذى من دمه سيجد إلى جانب الدم المصاب كل المناعات الجسدية عبر جزيئات مترافقة مع الطفيليات. ستتولى هذه المضادات عزل ومنع تطور الطفيليات في أحشاء البعوضة. هذا ما يسمى بلقاح محاصرة نقل المرض، لأنه يستهدف محاصرة نقل المرض عبر البعوضة.

يخضع لقاح محاصرة نقل المرض عبر البعوض المصاب بالبلاسموديوم التي عولجت بمضادات أعدت بما يتناسب مع اللقاح.

تشرح البعوضة بعدها لمعرفة عدد البيض الذي طور في أحشائها. كلما كان اللقاح فعالا كلما قل عدد البيض في أحشائها.

يستهدف أولا السكان المقيمين في المناطق المعرضة للمرض. لهذا يلقح هؤلاء السكان بحيث لا ينقلون المرض إلى آخرين في المجتمع.

المقصود من ذلك هو مزج بين لقاح محاصرة الملاريا وإجراءات حصار أخرى، كشباك الأسرة وتغطية مجار الصرف الصحي وتحسين أوضاع المساكن. أي تعزيز اللقاح بعوامل حماية أخرى. يتطلب رفع مستوى فعالية اللقاح عدم انتشار أنواع لا تتأثر بوقاية اللقاح.

رغم تنامي جهود التعاون الدولي في تطوير اللقاح والنتائج الأخيرة المشجعة يعترف غالبية العلماء أن أعواما بل عقودا ستمر قبل التوصل إلى لقاح فعال في هذا المجال.

التوصل إلى لقاح آمن وفعال هو الأفضل، ولكن يعتقد البعض أن هذا لن يحدث قريبا.

يبقى اللقاح هدف خيالي، ولكن هناك إجراءات يمكن اتباعها لتقليص المرض إذا تفهم الجميع دائرة الملاريا والبشر والبعوضة.

عندما يعي الطفل أسباب الملاريا وسبل تجنبه، نستطيع بهذا التأثير على الوالدين وتوعية المجتمع بكامله للتخفيف من حجم انتشار الملاريا.

إذا أمسكنا بسبب تطور المرض قد نتمكن من الحصول على نتائج أسرع من انتظار الكرة السحرية. تستغرق المشكلة وقتا لا نملكه من حيث مستوى الخسائر البشرية الناجمة عن المرض.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster