اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عصابات الجريمة الفيتنامية
 

مافيا فييتنام

 

معلق:

 نشأت منذ فترة تحسب بمئات السنين، وتعززت وسط الحرب الفيتنامية، لتتميز بالعناصر الشابة والعنيفة والقاسية. وهي أشد عنفا تجاه شعبها، وتعمل في التهريب والتزوير وسرقة تكنولوجيا الكمبيوتر، إنها حلقة هامة في سلسلة عصابات الجريمة العالمية المنظمة.

عصابات الجريمة الفيتنامية.

=-=-=-=-=

أثبتت المافيا الأمريكية في بداية هذا القرن أنها نموذج ناجح  لتحقيق الأرباح من وراء عصابات الجريمة المنظمة.ولكن الزمن تغير وتغير معه مصير المافيات، التي بدأت تترك عدة فراغات، أخذت مع الوقت تكتمل بالدور الذي لعبته عصابات الجريمة الفيتنامية، التي تعود جذورها إلى الحرب التي اشتعلت في هذا البلد من جنوب شرق آسيا.

أخذت هذه الصور في العاصمة السابقة سايغون، حيث أعلنت نهاية عصر، بداية عصر آخر. بدأت آلاف العائلات الفيتنامية تغادر فيتنام في عدة اتجاهات. وصل أكثر من مائة وستون ألف إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، غالبيتهم من الأطفال اليتامى والمشردين. كما غادرت البلاد آلاف أخرى متوجهة إلى أستراليا وعدد من البلدان الآسيوية المجاورة. تسللت وسط هذه المجموعات الفارة أعداد من العصابات الفيتنامية لتستقر في المدن الأمريكية وعدد آخر من بلدان العالم.

سرعان ما أخذت العصابات التي فرت من سايغون تمارس عملياتها الإجرامية في بلدها الجديد. لم يكن اصطلاح الجريمة المنظمة جديدا على الثقافة الفيتنامية، إذ أنه يعود إلى أكثر من ألف عام حيث نمت وترعرعت على ضفاف ما عرف بميكونغ ديلتا.

يعتبر بعض المؤرخون أن تاريخ بعض عصابات الجريمة الفيتنامية يعود إلى مجموعات القراصنة الإندونيسية التي انتشرت عام سبعمائة وخمسون ميلاديا في أعالي البحار، لتبتز الأموال من التجار المحليين، وتنشر الرعب في القرى الصغيرة، وتستولي على بضائع التجار الصينيين.

عندما احتلت فرنسا الهند الصينية عام ألف وثمانمائة وستين، تحولت عصابات الجريمة إلى أداة استعمارية للسيطرة على المجتمع الفيتنامي.

في تموز يوليو من عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين، أدخلت اليابان خمسون ألف جندي في الهند الصينية، لتعطل بالكامل القوات الفرنسية. وسط هذه الظروف العصيبة، تمكن صاحب السوابق الإجرامية بي فيان من إقناع القوات اليابانية بأن تعينه مسؤولا عن الشرطة في فيتنام. عمل بي فيان وعصاباته الإجرامية على ترويج المخدرات وتهريبها وحماية المقامر والدعارة لأكثر من عشرة أعوام.

وكأنهم  جاءوا بالدب إلى الكرم، فصار حماتها لصوصها.

ولكن لا يوجد صورة أبشع من رؤية الفيتناميين يغادرون بلادهم مع نهاية الحرب الفيتنامية. عشرات الآلاف من اللاجئين احتشدوا في مخيمات أقيمت في بلدان جنوب شرق آسيا. حتى أن بعضهم قد ولد في هذه المخيمات، ولم يعرفوا نوعا آخر من الحياة. أسعف الحظ بعضهم حين انتقلوا إلى أمريكا، وكندا وفرنسا وأستراليا.

ولكن حتى في أمريكا، اصطدم أمل هؤلاء بحياة جديدة بمرحلة من الركود الاقتصادي التي اجتاحت الولايات المتحدة حينها.  مرة أخرى تملكت ظروف البؤس بالمهاجرين الجديد.

لجأ بعضهم إلى الجريمة تدفعه حالة اليأس. ولم تمر فترة طويلة قبل أن يتماسك هؤلاء الأفراد معا لتعتمد أساليب جديدة. اتجهت العصابات الفيتنامية كغيرها من الأقليات الإثنية إلى مجموعاتها السكانية أولا، مستخدمة تكتك العنف لتجبر الناس على الخضوع، والتأكد من عدم لجوئهم إلى السلطات.

عمل الرقيب ماركوس فرانك اختصاصي في السيطرة على عصابات الجريمة في مدينة ويستمنستر كليفورنيا لأكثر من عشرين عاما. وسيشرح لنا التقنيات التي تعتمدها العصابات.

ماركوس فرانك:

طور مبدأ السطو بالقوة على المنازل في جنوب كليفورنيا من قبل مجموعة مهاجرين من الشبان الفيتناميين، تقودهم عناصر معقدة من عصابات الجريمة. طور هذا المبدأ ومورس في نهاية الأمر بالاعتماد على شبان وصلوا إلى جنوب كليفورنيا من عدة ولايات أخرى. وما أعرفه الآن هو أن عمليات السرقة هذه تنتشر اليوم خارج حدود الولايات المتحدة لتصل إلى بلدان آسيا وكندا ومناطق أخرى من العالم.

يعمل مارك كريب أستاذا جامعيا وقد أجرى دراسة حول الضباط الأستراليين الذي تدربوا على أيدي الإف بي أي، وهو يعرف حقيقة الارهاب الذي تنشره هذه العصابات.

مارك كريب:

يبدو أن الأسلوب الذي تتبعه العصابات مقنع نسبيا. إذ أن أول ما تفعله العصابة عندما تهاجم أحد البيوت، هو إطلاق النار على ساق من يعتبرونه رب المنزل.

شاب:

نعرف أنك تملك المال، هيا أخرجه حالا. أين أموالك. هيا تحرك، أعطني المال. نعرف أنها هنا، أخبرني عن مكانها، هيا تحدث. تريد رصاصة أخرى. اسكتي!.

معلق:

استخدم الاغتصاب أيضا كوسيلة لإرغام العائلة على تسليم ما لديها من مبالغ نقدية ومجوهرات أو دفع مستحقات الابتزاز. أحيانا ما يقومون باغتصاب فتيات لا تتعدين العاشرة من العمر.

مارك كريب:

وهم يتبعون تقنية أخرى عندما يجدون في البيت أحد الأطفال، فيأخذونه من أمه.

  امرأة:

كلا كلا. أتركني!!

مارك كريب. ويربطونه بالجدار مستخدمين أشرطة لاصقة. ثم يأخذون السلاح، ويطلقون النار على الجدار من حوله. إنها لعبة حظ تقريبا، ولكنها خطيرة جدا.

معلق:

ممارسة أسلوب العنف هذا على العائلات الفيتنامية دون غيرها، يجعل هذه العصابات تنفرد كليا عن باقي العصابات الاثنية الأخرى.

ماركوس:

عادة ما تميل عمليات السطو على المنازل إلى العنف الشديد، ولدينا الكثير من ممارسات الإساءة التي تعرضت لها أفراد العائلات بين ضرب وانتهاكات متعددة، ولم يقتصر ذلك على مدينة ويستمنستر وحدها بل هو مبدأ يعتمد في عدة مناطق أخرى، لدينا تقارير تتحدث عن أعمال سطو حمل اللصوص خلالها الطفل من رجليه ووضع رأسه في المبولة، لأن الأم لم تبلغ المعتدين عن المكان الذي تخبئ فيه مجوهراتها. سخنوا الماء مرة حتى يغلي ليرشونه على جدة في الثامنة والسبعين من عمرها، لأن الوالد رفض أن يبلغهم عن مكان المال بالسرعة الكافية.

معلق:

ليس لما يمارسونه من أفعال أي أسباب شخصية بل هو جزء من العمل، الذي صممت فيه الوحشية لإرهاب الضحايا مسبقا.   حازت الجريمة الآسيوية على الخبرة بعد أن تمتعت عصاباتها بالبنية المعقدة التي لا تتضح كليا.

ماركوس:

تتمتع غالبية عصابات الشوارع الفيتنامية اليوم بالقدرة على العمل ضمن مستويين مختلفين ومنفصلين، يكمن المستوى الأول في جرائم الكسب الاقتصادي، وهي عمليات الهدف منها هو الحصول على المال. عادة ما توضع جانبا هنا كل الخلافات وأسباب النزاع. ليس من الغريب أن ترى عناصر من عصابات متناحرة تعمل في عملية واحدة لارتكاب جريمة ما، يقتسمون المال بعدها ويعودون من جديد إلى نزاعاتهم السابقة. لدينا عدة أفلام وثائقية أطلق فيها النار على عناصر في عصابات يومي الأحد والأربعاء.  لدينا عملية سطو على أحد المنازل،اعتقل خلالها خمسة أشخاص، ثلاثة منهم ينتمون إلى عصابة واثنان إلى عصابة أخرى منافسة. عادت الحرب تشتعل بينهما وعاودوا إطلاق النار على بعضهم.   لأن ما حصل يوم الأربعاء هو اشتراك عصابتين في عملية سطو مشتركة على أحد المنازل بهدف الحصول على ما فيه من أموال. كانت هذه العملية بالذات سببا لوضع الحرب بين العصابتين  والنزاعات جانبا،  أي أنها نسقت معا لارتكاب الجريمة واقتسام الغنيمة، والذهاب كل في طريقه. الهدف الثاني من هذه العملية هو إفادة العصابة وتعزيز سمعتها، لأن كل ما تقوم به يسعى لتعزيز سمعتها وقوتها ومزايا وسلطات العصابة. والمقصود هنا هو سمعتها تجاه العنف والتعقيد، يتم كل هذا ضمن مفهوم واحد يتعلق بأهمية تعزيز مكانة العصابة ومركزها، لأن هذا يعزز بالتالي مكانة ومركز عناصرها.

معلق:

تطلق العصابات الفيتنامية على نفسها لقب تشينغا، وهي اليوم تنتشر في العديد من المدن الأمريكية.

((.. نداءات للشرطة غير واضحة!!..))

معلق:

يعتبر رجال القانون أن عصابات تشينغا الفيتنامية تنتشر بوضوح في ستة عشر ولاية. من بين أشهر العصابات الفيتنامية المنتشرة على الشواطئ الغربية،   ما يعرف في ناتوما بويز، التي اشتهرت لدى الرأي العام مع بداية التسعينات. في أقل من أربعة أشهر، جمعت العصابة أكثر من مليون دولار في ممتلكات مسروقة عبر السطو على السيارات والمنازل وغيرها في أرجاء جنوب كليفورنيا. لدى العصابة أكثر من مائة وخمسين عضوا يعملون في بلديات أوراند ولوس أنجيلوس  وريفر سايد  وسان بيرنادينو. تعتبر العصابات الفيتنامية أول عصابة تعتبر نفسها عصابة فعلا، فتتبنى علامات العصابة، وشعاراتها ورموزها. في أواسط التسعينات، أصبحت هذه العصابات محط اهتمام مؤسسات رجال القانون، ما أدى إلى إيداع الكثيرين من عناصرها في السجون. تبذل اليوم جهود أكبر لجعل أداء العصابات الكبيرة أكثر تعقيدا، لتنمو فيها قيادة عليا كتلك التي اعتمدتها عصابات المافيا أواسط القرن في أمريكا الشمالية.

تؤكد تقديرات وزارة العدل في كليفورنا أن في هذه الولاة وحدها هناك حوالي خمسة عشر ألف عضو في عصابات الشوارع الآسيوية. في مدينة ويستمنستر وبلدية أوراند جنوبي كليفورنيا، تنتشر أكبر مجموعات لها في أمريكا، بين عصابات من فيتنام ولاوس وكمبوديا.

بلغ تأثير الفيتناميين في المدينة حدا جعلها تسمى أحيانا، سايغون الصغيرة.

النزاعات بين العصابات ليست جديدة، ولكنها أحيانا ما تتخطى الحدود المعهودة في حروبها. إنها مسألة هيبة معقدة، أو بالأحرى فقدان.  يؤدي فقدان الهيبة هذا عدى النزاع على الأراضي، إلى مشاكل كبيرة في سايغون الصغيرة.

ماركوس:

 وقعت في إحدى المناسبات عملية تبادل لإطلاق النار في أحد المقاهي، قتل فيه أحد عناصر عصابات الشوارع على يد عصابة معادية بسبب بعض النظرات التي جرى تبادلها بين رجال العصابتين أثناء مهرجان شهدته المنطقة المجاورة، وبسبب هذه النظرات، اعتبروا أنهم فقدوا الهيبة، وقرروا معالجة الأمر على طريقتهم.

معلق:

أحيانا ما تجتاح المشاكل الشوارع الرئيسية، لتذكر المجتمع بأن الجريمة المنظمة، رغم اختفائها عن الأنظار، إلا أنها ما زالت هناك.

((نداء امرأة غير واضح على الراديو))

معلق:

تعرض هذا الشاب الفيتنامي إلى نزاع مع مجموعة من الفتيان الفيتناميين  في أحد الشوارع الفرعية للمدينة. أكد الشهود العيان أنهم لم يصدقوا  ما رأوه، عندما تعرض الضحية لضرب مبرح على الرأس والذراع والظهر والبطن.

شاهد عيان:

رأيت أربعة منهم ينزلون من سيارة وينقضون على ذلك الفتى المجرد، بكل ما يحملونه في أيديهم من أدوات كالعصي والسكاكين وما شابه ذلك.

معلق:

رغم جروحه العميقة تمكن هذا الفتى من استعادة عافيته بعد عمليات جراحية مكثفة. ولكن آثار الندوب سترافقه مدى الحياة.

يبدو أن عدم توافق العصابات الفيتنامية فيما بينها لا يؤثر سلبا على ازدهار عملياتها.

قرر أحد السياسيين المحليين جون نيومن في سدني أستراليا مواجهة العصابات المحلية مباشرة. وقد قام بفضح أعمالهم على شاشة التلفزيون عبر برنامج إخباري عالج العصابات الفيتنامية. وقد اتهم العصابات عبر أدلة دامغة، بنشر الهيرويين في منطقته المجاورة.

جون:

ما الذي يفعله الشاب الآن هناك؟

نداء شاب:

إنه يدفع له المال. ويتوجه الآن جنوبا.

جون:

حاول أن تتعقبه، وعاود الاتصال ثانية أتسمعني؟

نداء شاب:

نعم سأحدثك بعد لحظات.

معلق:

أثبت جون نيومن أن المخدرات أصبحت واضحة المعالم في الشوارع وهي لا تخضع للمراقبة.

جون:

كم ثمنها؟

شاب:

خمسة وعشرون.

جون:

خمسة وعشرون؟ هل تأتيني بالمزيد؟

معلق:

وقع خلاف بين الباعة على الزبون.

شاب:

(( بالغة فيتنامية؟؟! ))

هل تحمل المال هنا؟

جون:

نعم.

شاب:

أي كمية تريد؟

جون:

أي كمية تبيعني بعشرة؟

شاب:

اثنان وسبعون.

جون:

اثنان وسبعون؟

شاب:

نعم. أو اثنان وأربعون.

معلق:

كانت تجارة الهيروين مفتوحة لدرجة أن إحدى محطات التلفزة أخذت هذه الصور لشابين تلقيا جرعة كبيرة.

ممرض:

عليك الاسترخاء يمكنك الاسترخاء.

صحفي:

هل هما من الجوار؟

ممرض:

لا نعرف.

هل تعرفين ما جرى؟

هل تعرفين ما جرى؟

أنتما بحالة من التخدير. يبدو أنه بالغ في الجرعة. أريدك أن تهدئي وتسترخين قليلا.

هل تعرف ممن اشتريت الجرعة؟

شاب:

كلا لا اعرف.

ممرض:

هل كان شاب واحد لا أكثر؟

شاب:

نعم.

معلق:

حازت حملة نيومن الفردية على ردة فعل صغيرة من السلطات، هاجمت خلالها تجار المخدرات، ولكنه  سرعان ما تلقى عدة تهديدات بالموت.

صوت عبر الهاتف:

اعتبر نفسك ميتا نيوما، أنت في عداد الموتى نيومان.

معلق:

ساءت الأمور أكثر عندما أقفل مكتب نيومان وأطلق النار على سيارته. حيال هذه الظروف وصف نيومان الأمر على هذا النحو.

جون:

أصبحت هدفا لهذه العصابات.

معلق:

وهذا ما حصل فعلا، إذ قتل جون نيومان بعد أسبوعين، رميا بالرصاص خارج بيته، بعد أن تحدث في اجتماع عام حول مساوئ المخدرات. قتل عبر مسافة قصيرة، وأمام عيني خطيبته غو سي وانغ.

بعد شهر واحد ألقي القبض على شخصين من أصول فيتنامية بتهمة قتل جون نيومن. الذي أثار موته غضب شعبي عارم، ما دفع رجال القانون إلى تأسيس وحدات خاصة. كما أثار ذلك دعما شعبيا لقضية جون نيومان، وحربه ضد الجريمة المنظمة، في أوساط السكان الفيتناميين.

يعتقد مفتش الشرطة الأسترالية بيتر راين يعتقد أن الأوضاع يمكن أن تتغير.

بيتر راين:

إذا أخذنا بعين الاعتبار حالة كابراماتا على وجه الخصوص، وهي منطقة تضم أكبر عدد من السكان الفيتناميين، ولكنها كانت تعاني من مشكلة اتهامها بأنها عاصمة المخدرات في سيدني أو حتى في أستراليا حيث الحصول على الهيرويين أسهل من أي منطقة أخرى. وهكذا فبالتعاون مع السكان الفيتناميين الذين ينفون هذه السمعة عن أنفسهم، قمنا بتشكيل ما عرف بعملية بوتشيني، نشرنا من خلالها المزيد من رجال الشرطة في الشوارع. وقد عملنا عن قرب مع الضباط المحليين، وتمكنا من خفض عدد الجرائم في المنطقة وتحديدا تلك الخاصة بالجريمة المنظمة، بمعدل أربعين بالمائة، أعني بذلك عمليات نهب المنازل والسيارات، أو سرقة المال من الناس، أو أعمال السطو في الشوارع. لقد خفضنا هذه الأعمال جديا، وذلك بفضل هذه السياسة وهذه الأنشطة. أعاد مركز مدينة كابراماتا تنشيط نفسه، ليتحول من مكان لا يرغب الناس في الذهاب إليه، إلى مجتمع فيتنامي مزدهر. يمكن أن تجول في تلك الشوارع اليوم لترى أسواق شديدة الازدحام، والناس مفعمة بالحماس، تمتاز بمظهر خارجي إيجابي، وهم يفخرون بكابراماتا كموطن لهم وما أصبحت عليه اليوم. 

معلق:

ركزت العصابات الفيتنامية كغيرها من العصابات على جرائم الابتزاز والدعارة والأهم من هذا كله السرقة والنهب. ولكن يبدو أن تجارة المخدرات أصبحت تدريجيا من أبرز اهتماماتها.

كان استيراد الهيرويين وتوزيعه في الولايات المتحدة من اختصاص عصابات صينية اسمها تراينس. رغم الترابط الخفي القائم بين التراينس وعصابات تشينغ الفيتنامية، لن تسمح العصابات الصينية لأي جهة أخرى بالتحكم في تجارة الهيرويين.

ولكن الفيتناميين وجدوا لأنفسهم مجالات أخرى ضمن أسواق المخدرات.

ماركوس:

لا شك أن تجارة الهيرويين في الجانب الغربي من الولايات المتحدة كانت ملك تقليدي لعصابات الجريمة الصينية المنظمة. نذكر هنا بأن الهجرة الصينية جاءت إلى هنا قبل اللاجئين الفيتناميين بفترة طويلة، فهي تعود لأواسط القرن التاسع عشر لتستقر أولا في سان فرانسيسو وبعد ذلك في لوس أنجيلوس. أما التحدث  عن بداية عصابات الجريمة الصينية المنظمة في لوس أنجيلوس فهي تعود إلى  نهاية الستينات، حيث وضعت يدها على عمليات تهريب الهيرويين. عندما دخل الشبان الفيتناميين لاحقا في عالم الجريمة المنظمة وعصابات الشوارع، لم يجدوا مصادر تمويل الهيرويين، على اعتبار أن العصابات الصينية تسيطر عليها، التي كانت لترغب بالتعاقد مع العصابات الفيتنامية لتتولى هذه توزيعه الشوارع،  ولكنها لم تشأ القيام بذلك انطلاقا من عدم الارتياح السائد بين تلك الأقليتين والثقافتين، فهما لا يثقان ببعضهما البعض. وهكذا بدأنا نواجه مشكلة أكبر وهي توزيع الباثانفادامي، الذي يعتبر من المخدرات الرائجة في كليفورنيا، لسهولة صنعه النسبية، إذ يمكن تحضيره في البيت، باستخدام بعد العناصر الكيميائية  التي لا حاجة لاستيرادها من الخارج. تمسكت العصابات الفيتنامية بهذا المجال سريعا، حتى أصبحت تختص بتهريب الباثانفادامي وحده تقريبا دون غيره من المخدرات.

معلق:

في الجهة الأخرى من أستراليا وعبر المحيط الهادئ، أصبح تهريب الهيرويين المجال الرئيسي للعصابات الفيتنامية،  التي تعمل جنبا إلى جنب مع العصابات الصينية. يؤكد مسؤول سلطات المكافحة الوطنية للجريمة في أستراليا بيتير لامابر، بأن العصابات أخذت توسع سلطانها.

بيتر:

كانت دائما تعمل تحت المظلة الصينية ولكن هذه العصابات أخذت ترقى الآن لتحتل المرتبة الثالثة فوق عصابات الشوارع. وهناك بعض الأدلة التي تؤكد أنها متورطة في عمليات الاستيراد مباشرة، وذلك عبر القيام بها وتسهيلها، ما يؤكد تحسين مواقعهم، وأنها تحاول القيام بدور أكثر فعالية في التوزيع، بعد أن تأكد تورطهم بين الحين والآخر في عمليات الاستيراد. أصبحوا يعتمدون على أفراد لهم سوابق في عصابات الشوارع تحولوا الآن إلى بنية أكثر تنظيما لها فروع في الخارج.

 المحلل والخبير المختص في شؤون الجريمة المنظمة والكاتب المعروف بوب بوتوم، يؤكد في عدد من كتاباته الأخيرة أن العصابات الفيتنامية أصبحت اليوم على مستوى ملحوظ من الفعالية كمجموعات جريمة منظمة ضمن المقاييس المتقدمة. 

بوب بوتوم:

لم تعد أنشطة عصابات الجريمة الفيتنامية المنظمة في الولايات المتحدة تقتصر على تهريب الهيرويين، بل أصبحت في العديد من المناطق الأمريكية تتورط في جرائم قتل واغتيالات وأعمال نهب وسطو على جميع المستويات، إلى جانب ما يعرف بالاحتيال والتزوير على أشكاله وأنواعه. أي أن هذه العصابات لم تعد اليوم تعمل فقط في مجال تهريب المخدرات، بل تخطت ذلك إلى مجالات أوسع، حتى بلغ استيراد هذه المواد السامة، ما جعل هذه العصابات تصبح اليوم في مصاف العصابات الأولى، لينشأ بالتالي نوع من المنافسة بينها وبين عدد من عصابات الجريمة التقليدية المنظمة، كما هو حال المافيا الإيطالية مثلا أو المافيا اليهودية وغيرهما من العصابات التقليدية العريقة.

معلق:

لا غرابة إذا في قيام صلة بين العصابات الفيتنامية وأسواق المخدرات المربحة. شبان الهند الصينية الذين جاءوا إلى أمريكا وبلدان غربية أخرى في الثمانينات بحثا عن ملاذ لهم من ويلات الحروب، أصبحوا يسعون اليوم للحصول على شيء واحد، هو المال.

وهم يعتمدون في ذلك على مبدأ يحكم المجتمعات الغربية وهو جمع الثروة الشخصية. أما الجريمة فيبدو أنها الوسيلة الأسرع لجمع هذه الثروة.

ماركوس:

 تنبهت هذه المجموعات من الشبان سريعا إلى أنه من الأشد فعالية أن ينتمي المجرم إلى مجموعة بدل أن يعمل بمفرده. فقيام أربعة شبان بجريمة سطو على أحد المنازل يعود عليهم بمبالغ أكبر من تلك التي يحصل عليها مجرم يسطو على إحدى الشقق بمفرده. أي أن الأرباح التي يجنيها من عملية تحتاج إلى أربع شبان أكبر بكثير من تلك التي يقوم بها عنصر واحد. أي أن ما قام به هؤلاء الشبان في البداية هو التقرب من فتيان مخيمات اللاجئين، وتجنيدهم لتقديم المعونة في تنفيذ العمليات الإجرامية. أي أنها في البداية لا تعتمد هذه المجموعات على بنية أو هيكلية منظمة، بل يمكن القول أنها تعمل على طريقة عصابات الغجر، فهم يخرجون معا ويرتكبون الجرائم لأهداف اقتصادية، ليعودون بعدها إلى منازلهم ومدارسهم، إلى أن يعاودوا الاجتماع للقيمة بجريمة اقتصادية أخرى.

=-=-=-=-=-

معلق:

كثيرا ما تنشأ هذه العصابات من أوساط اللاجئين الفيتناميين. قد لا نجد تفسيرا واضحا لذلك. البروفيسور مالكوم ملاين، الذي يدرس في جامعة جنوب كليفورنيا، قام بدراسة عصابات الشوارع طوال ثلاثين عاما، وهو يؤكد بأن هناك أسباب أخرى وراء تماسك الفيتناميين معا.

مالكوم:

لتجنيد هؤلاء الفتية أو للكثيرين منهم على الأقل صلة وثيقة بالهوية والمكانة والسمعة، وشيء ما ينتمون إليه، أي أنهم لا يسعون لارتكاب الجريمة رغبة بها بل يتورطون بذلك تدريجيا داخل العصابة، ولكنهم على الأرجح ينضمون  إليها تلبية لاحتياجات أخرى، أحيانا ما يفعلون ذلك إحساسا بالحاجة إلى الحماية من مجموعات منافسة أخرى، ولكنهم لا يعرفون أنهم بالانضمام إلى عصابة الخصم يصبحون أشد عرضة للتهديد والخطر.

معلق:

أيا كانت الأسباب الاجتماعية التي تقف وراء تشكيل العصابات الفيتنامية، يمكن التأكيد بأن جمع الأموال الطائلة هو السبب الرئيسي وراء قيام عصابات الجريمة المنظمة.

ماركوس:

من سوء الحظ أن غالبية عصابات الجريمة الفيتنامية المنظمة في جنوب كليفورنيا، أصبحت تطور اليوم نوعا جديدا من تنسيق جرائمها. أذكر هنا بأن هذه العصابات هي التي طورت مبدأ القيام بعمليات سطو منزلية. وطورت مبدأ الاعتماد على مفاتيح الماستر في سرقة السيارات. هذه العصابات نفسها هي التي انتقلت من السطو على المنازل إلى الاستيلاء على بعض المصانع أو منشآتها، كما هو حال مصانع الكمبيوتر شيب. حيث يقوم خمسة عشر فتى في الثانية فجرا، للاستيلاء على مصنع بكامله، نتحدث عن شبان في السادسة عشر من العمر، يقومون بعملية استيلاء على الطريقة العسكرية، على منشآت سبق أن استطلعوها وقاموا بدراستها، وبعد أقل من ساعة يخرجون منها ومعهم كميات من الشيب تساوي خمسين مليون دولار. وهكذا جرى تطوير هذا النوع من عمليات الجريمة المعقدة  هنا، ليشارك فيها شبان مدربين من مختلف أرجاء البلاد.

شاب:

أين الشيب؟

شاب2:

أي شيب؟ ما الذي يجري هنا؟

شاب:

تعرف عن أي شيبس أسأل هيا تحدث.

شاب2:

لا يوجد شيبس هنا.

شاب:

هيا بنا تعال معي إلى المستودع تعال معي!

ليس لدينا ما يكفي من الوقت هيا بنا لا وقت لدينا.

شاب2:

إنها هنا  إليك.

شاب:

هذه جميعها؟ الستمائة؟ إنها الستمائة. خذه من هنا. تعرف ما ستفعله. ستمائة. هيا بنا هيا بسرعة.

من هنا. هيا بنا.

معلق:

اعتمد النجاح في السطو على مصنع الكمبيوتر على ذكاء العصابات، التي استخدمت الخطط العسكرية لتنفيذ عملية الهجوم.

((حوار قصير بين فيتناميين غير مفهوم))

معلق:

أحيانا ما يحصل أحد فتيان العصابة على وظيفة ما في المصنع المقصود. إنها عملية تحتاج إلى الوقت والصبر، ولكنها تضمن الحصول على معلومات دقيقة لتنفيذ عملية السطو.

شاب:

مرحبا!

فتاة:

صباح الخير.

شاب:

صباح الخير كارول..

معلق:

أي أن الأمر تطلب تطوير تقنيات جديدة.

شاب:

ثم تدخلان معا من الباب المجاور.

معلق:

يبدو أن العصابة بدأت هنا تعتمد على خدع حديثة تتطلب خبرة ومعرفة أثبتت فعاليتها على مستويات عدة.

ماركوس:

عام سبعة وتسعون، قمنا بعمل مشترك مع دائرة الشرطة في دينفر ولاية كولورادو،  بعد أن تلقينا معلومات عن عملية تزوير شيكات واسعة النطاق تتم في الولايات المتحدة، حيث اعتقل عدد من الأفراد في دينفر، اعترفوا جميعا بأن العقل المدبر وقيادة المجموعة هي عصابة أورانج بوي التي تعمل في موقع لها في كليفورنيا. تمكنا أخيرا عبر مجموعة عمليات، من الاستيلاء على مصنع لتزوير الشيكات في بلدية أوراند، يعمل فيه عضو في عصابة أورنج بوي باستخدام الكمبيوتر لتصميم الشيكات المزيفة. كانت الشيكات المزيفة تعود لبنوك ليست في ولاية كليفورنيا، وكان يجهزها بمجموعات  بين خمسين ومائة. كانت ترسل هذه الشيكات إلى خارج الولاية، إلى جانب عضو في عصابة أورنج بوي. كانت ترسل إلى الولاية التي يفترض أن الشيكات قد صدرت عنها، لتقوم عناصر العصابة هناك بتجنيد عدد من السكان المحليين لصرف هذه الشيكات من البنوك.

معلق:

 نشرت عصابات أورنج بوي هذه الشيكات في ستة عشر ولاية في أمريكا. لتحصل العصابة على أربعين بالمائة من الشيكات، أما الباقي فيوزع على الأفراد الذين يسهلون تمرير الشيكات. ما كلف البنوك ملايين الدولارات. اشتهرت عصابات الأورنج بوي بالاحتيال والتزوير حتى بلغت من التشويق ما يستحق الاطلاع على قصتها.

حدثتنا الرقيب ماركوس فرانك عن فونغ فو نيغودا، مهرب مخدرات استولى على قيادة عصابات أورنج بوي.

ماركوس:

تغيرت قيادة العصابة بعد مقتل أول زعيم لها أثناء مطاردة  الشرطة له بناء على اتصال من خصومه، ليستولي شقيقه على قيادة العصابة، ولكنه كان في ذلك الوقت مدمن على الهيرويين، يستهلك منها ما قيمته ثلاثمائة دولار في اليوم الواحد. كان شخصية بالغة الذكاء. منذ توليه قيادة العصابة، تخلص من الإدمان على الهيرويين بملء إرادته، ثم تحدث إلى عناصر العصابة عن ضرورة العمل بصمت وكتمان أكثر لتفادي الشرطة. وأنه لا يريدهم أن يرتكبوا الجرائم في الشوارع، ولا يريد أن تعرف الشرطة طريقهم، بل أرادهم أن ينفوا انتماءهم للعصابة. وهكذا تمكن عبر هذه السياسة من تقليص أنشطة أورنج بويز إلى حد، لم تسجل فيه الشرطة خلال أعوام ثلاث  أي نشاط لعصابة أورنج بويز. في هذه الفترة الزمنية بالذات، جرت عملية اغتيال لأحد ضباط الشرطة في كليفورنيا، على الطريق العام، وقد قام بقتله شاب فيتنامي اسمه هانغ ماي. عرف هذا الشاب بانتمائه إلى عصابة أورنج بويز وكان على اتصال مباشر بزعيم العصابة، أما السبب وراء مقتل ذلك الضابط، فهو أن هانغ ماي كان يحمل كميات من الشيكات المزورة، وبما أنها كانت المرة الثالثة التي يتم فيها القبض عليه، أدرك بأنه سيمضي في السجن فترة طويلة، فانتهى به الأمر بقتل الضابط الذي لم يجد سبيلا للنجاة.

معلق:

خرجت قصة أورنج بويز إلى الملأ بالصدفة أثناء مداهمات روتينية في أحد شوارع مدينة ويستمنستر، حيث تم التعرف على أحد زعمائها.

ماركوس:

 عام  ستة وتسعين قمنا بمداهمة اعتيادية على أحد بيوت الدعارة في مدينة ويستمنستر. صادف أثناء هذه العملية  عثورنا على عدد من المطلوبين في جرائم ارتكبت في الشوارع، لنجدها تعمل اليوم ضمن ما يمكن أن نسميه جانب فرعي من نشاطات الجريمة المنظمة بعيدا عن الأنظار. ما يثبت أنهم أصبحوا جزءا من عصابات الجريمة المنظمة وليسوا من عصابات الشوارع فحسب.

معلق:

اعتقل فونغ فو نيغودا وأودع في السجن ليقضي ثمانية أعوام خلف القضبان بتهمة تزوير الشيكات.

الغريب في العصابات الفيتنامية هي انها لا تعتمد على زعيم قوي لها. يبدو أن القيادة تتغير حسب التغير الذي يطرأ على نوعية الجرائم التي يتم ارتكابها.

عادة ما يعتمد نجاح عصابات الجريمة المنظمة على صلابة بنيتها. وهذه تقاليد حكمت العصابات الصينية، والجاكوزا اليابانية، والبنية الكلاسيكية التي سادت المافيا التقليدية، ولكن الفيتناميين يتبعون أسلوب تعيين القائد بشكل مؤقت انطلاقا من صلاحيته لتنفيذ المهمات الموكلة.

شاب:

سأعتمد على ستة..

شاب2:

حسنا أعرف مكان ستة، أو ربما سبعة..

معلق:

 إنها بنية تجعل من الصعب على رجال القانون أن يحددوا من خلالها عضوية العصابة. ما يعني أن العصابة ستبقى وتستمر حتى لو تم القبض على أحد زعمائها.

ماركوس:

لا تعتمد غالبية العصابات الفيتنامية على بنية هيكلية، قد يكون فيها شخصية قوية تسير أعمالها في أغلب الأحيان، أو يسدي لها النصائح، ولكن كثيرا ما تكون قيادة العصابة توكل لشخص يتمتع بالخبرة اللازمة للقيام بالمهمة المحددة حينها. فعلى سبيل المثال العصابات الفيتنامية التي تتولى القيام بعمليات السطو على المنازل، قد تعتمد على عنصر في الرابعة عشر من عمره سبق أن شارك في ستة عمليات قديمة من هذا النوع، ما يعني أن قيادة المجموعة في تلك الليلة ستقع على كاهل  فتى  الرابعة عشر، تقديرا لتجاربه السابقة. بعد ليلتين قد تقرر العصابة سرقة إحدى السيارات، لتجد في العصابة فتى في السادسة عشر من عمره يتمتع بأغنى تجربة في سرقة السيارات.  أي أن التجربة تلعب دورا هاما في تحديد قيادة العصابة في تنفيذ الجرائم.

معلق:

إذا كنا نعتبر بأن فهم سلطات العصابة الفيتنامية وهيكليتها أشبه بالأحجية، فإن التعرف على السلم الذي تقف عليه هذه العصابات بنفس الصعوبة. تختلف آراء الخبراء حول هذه المسألة، كما يسود الاختلاف في وجهات النظر بين رجال القانون أنفسهم.

 هذا ما يقول قائد السلطات الوطنية لمكافحة الجريمة في أستراليا بيتر لاملر.

بيتر:

لو طرحت هذا السؤال قبل ثلاثة أو أربعة أشهر لأجبت  بأني لا أعرف، ولكن  عمليات المطاردة التي جرت منذ أربعة أعوام لتؤكد تورطها في توزيع المخدرات، وأعمال التزوير والتهريب، ما يوحي بتحولها من مجرد عصابات شوارع إلى عصابات منظمة تعمل على مستويات واسعة النطاق.

معلق:

وهذا ما يقوله مسؤول الشرطة في مدينة ويستمنستر كليفورنيا، جيمس كوك:

جيمس كوك:

تجربتي لسبعة وثلاثون عاما من العمل تؤكد أنها تحولت بسرعة كبيرة من عصابات شوارع إلى الجريمة المنظمة. هذا ما تؤكده تقارير الإف بي أي، التي نستطيع أن نضيف إلى تعريفها بالقول أنها عصابات أسيوية واسعة النطاق  تتمتع بكفاءة عالية في هذا المجال. نحن أمام عصابات بدأت بالعمل معا، لتنفيذ جريمتين أو ثلاثة لتحقيق أرباح مباشرة، لتتفرق بعد ذلك وتقوم بأعمال أخرى. أما عصابات الشوارع فهي جزء من هذه البنية. ولكن لا بد من القول بأن زعماء هذه العصابات الأسيوية يعتمدون أسلوب رجال الأعمال لتشغيلها، وكأنهم يتعاملون مع شركة تجارية، أو ما شابه ذلك.

معلق:

 ضابط الشرطة السابق والمحاضر بالشؤون القانونية في جامعة كوينز التكنولوجية، مارك كريب:

مارك:

في أستراليا التي أعتقد أنها لا تختلف عن بقاع أخرى من العالم، إلا في بعض التأخر فقط، يعمل الفيتناميين في أسفل حلقات السلسلة الإجرامية، على اعتبار أن النجاحات الأهم في مجال الجريمة المنظمة تعود للعصابات الصينية. و ربما نشهد بعض العمليات المشتركة التي تقوم بها العصابات الصينية والفيتنامية معا. لدينا في أستراليا حوالي مائة ألف فيتنامي.  ولكن أتحدث هنا عن مزيج فيتنامي صيني، يعتمدون لغة الكانتونيز المشتركة. من هنا تنشأ الصلة بين المجموعتين. عادة ما لا ينزل الصينيون إلى حدود مناطق المخدرات وتحديدا مستوى توزيعها في الشوارع.

معلق:

خبير العصابات، والأستاذ في جامعة جنوب كليفورنيا، مالكوم كلاين.

مالكوم:

هناك العديد من العصابات التي تحولت إلى بنية عصابات الجريمة المنظمة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنها انضمت إلى عصابات الجريمة المنظمة لم تنضم إلى عصابات المافية رغم تقليدهم لها، أعني أن بعضها يقلد تشكيل بنية تخصه. عادة ما يتم ذلك في إطار تهريب المخدرات، على اعتبار أنها تورط بعض السياسيين أحيانا، وهذه مسألة تتعلق بالوضع السياسي في شيكاغو التي ليس لها مثيل في العالم. يجدر القول هنا أن العصابات الأطول عمرا عادة ما تجند فتيان أصغر من تلك التي في شيكاغو، ولكنها بعيدة عن التحول إلى عصابات جريمة منظمة جدية.

يمكن أن تتأمل في أنباء الصحف لترى بأن كل من هذه العصابات يختص في مجال محدد، فالفيتنامية مثلا تعمل في السطو على المنازل، أما الصينية فتختص أكثر في الابتزاز، ما يشعرك بأن هذا ما تقوم به تلك العصابات، علما أن هذا تشويه للحقائق وهو ليس إلا بعض مما يفعلونه، ولا بد لهذا الجانب أن يعتمد على شيء من التنظيم على مستوى ما في العصابة، ولكن هناك أعضاء في العصابة يقومو بأعمال أخرى، لا بد من البحث والتحقيق فيها للحصول على صورة متكاملة عنها. ما لا شك فيه هو أننا لسنا أمام المافيا أو ما يسمى بكوسا نوسترا، ومن السذاجة أن نطبق عليها، التقنيات التي تطبق على عصابات الجريمة المنظمة الناضجة.

ماركوس:

أكثر ما تفضل العصابات الفيتنامية استعماله هو الأسلحة النارية. إنه الشيء الأساسي الذي يجعلها متساوية في الشارع مع أي عصابات أخرى قد تواجه وتجبر على إثبات قواتها.

يؤكد الكثير من هؤلاء الفتيان أنهم في البداية كانوا يقومون بأعمال سطو صغيرة، ينفذونها بالصدفة أو بشكل عشوائي، يسعون فيها للحصول على ما خف وزنه وغلى ثمنه، ولكنهم يستخدمون فيه الأسلحة النارية الذي يجعلهم متساوون جميعا.

عادة ما يفضلون أسلحة شبه أوتوماتيكية أو أوتوماتيكية بالكامل، لسهولة استعمالها، كما أنهم يفضلونها لطريقة إطلاق النار، على اعتبار أن غالبيتهم تطلق النار عشوائيا دون تسديد محكم، وكثيرا ما يعتمدون على غزارة النيران، للتأثير بضحاياهم وإرهابهم بإطلاق النار. شهدنا منذ بضع سنوات حالات أشخاص دخلوا مطاعم وأطلقوا النار من سلاح أوتوماتيكي، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح ثمانية آخرين، أو مقتل شخص وجرح ثلاثة عشر. بعد التحقيق في هذه الجرائم تبين بأن هناك شخص واحد في ذلك المطعم تستهدفه العصابة، أما الآخرين فسقطوا ضحايا لرغبة رجال العصابة بالسيطرة على الوضع مع دخولهم إلى المطعم.

معلق:

أثار عنف عصابات الشوارع في بداية التسعينات إدانة شعبية واسعة النطاق،دعت رجال القانون والسياسيين للقيام بعمل ما.

عولجت مشاكل عصابات الجريمة في البداية على الصعيد المحلي. ولكن هذا لم يضعف الجرائم بل بالعكس تماما. حتى توصل رجال القانون إلى سبل حديثة للتعامل مع أنواع الجريمة الجديدة.

بيتر:

أدى ذلك في الواقع إلى وضعنا أمام مهمات تتطلب وحدات كبيرة من رجال الشرطة. لهذا اعتمدنا على إمكانات عدد من الأجهزة الحكومية، كي توجه تحديدا لمكافحة عصابات الجريمة الفيتنامية المنظمة، وقد استطعنا العامل معها بضربات صاعقة حتى توصلنا إلى تطبيق نظام عدلي جنائي صارم في لحظات مناسبة. أصبحت هذه القوة قادرة على التعامل مع أي قضية تبييض أموال، لأنها تألف هذا العمل، وقد سبق لها القيام بذلك من خلال علاقات واسعة النطاق، أي أنها تعمل كفريق واحد. وهكذا عندما يشتري اليابانيون سيارات جديدة وما شابه ذلك ندفع الفريق إلى العمل. يمكن القول بهذه الحالة أن الفريق يعمل اليوم على قضية  عصابات الجريمة المنظمة، لهذا نطلق عليه لقب فريق مكافحة الجريمة المنظمة، وقد أصبح مجهز بكل ما يلزمه من وسائل التعقب القانونية المحلية والفدرالية ويتمتع بكل التسهيلات المتوفرة في البلدية وعلى المستوى الفدرالي وغيرها. هذا كل ما يلزم لمواجهة العصابات على جميع الصعد، وهذا ما يتطلبه مكافحة العصابات الآسيوية ومن بينها الفيتنامية التي تمتاز بالإبداع والعنف معا.

كريب:

ما يجري في هذا المجال هو أننا نواجه ما يعرف بالعولمة. أصبحت الجرائم عالمية، وهي تتم اليوم على أكتاف النشاطات العالمية من صناعة وتجارة وغيرها. لهذا على الشرطة أن تواكب هذه الوقائع. لدينا اليوم اتصالات دائمة أحيانا ما تكون يومية، تعاون فيها مع زملائنا في بلدان أخرى، عبر الإنتربول، وفي ندوات مفتوحة أو اجتماعات مغلقة أو حوار فردي لتبادل المعلومات والخبرات. لا يقتصر الأمر على أستراليا، بل وعلى البلدان التي يأتي منها هؤلاء المهاجرين. هذه مسألة بالغة الأهمية لأن تبادل المعلومات والآراء، وتبادل الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتنا في التحليل بالغ الأهمية وهو أمر سنستمر به.

معلق:

يعتقد رجال القانون أن هذه السبل الجديدة لمكافحة الجريمة، بدأت تحرز تقدم حقيقي. ولكن مالكوم كلاين يعتقد بأنهم يستخدمون مدفعا لقتل بعوض.

مالكوم:

أعتقد أن وزارة العدل لدينا تفضل من حيث المبدأ، وهذه وجهة نظري على الأقل، تفضل أن تكون أمام عصابات شوارع، لا فرق إن كانت فيتنامية أو لاتينية وغيرها، تفضل هذه على مواجهة بنية تنظيمية أشد تعقيدا. أولا لأن هذا يسهل مواجهة مثل هذا النوع من الجرائم عبر أجهزة رجال القانون،  وثانيا لأن لديها تقنيات لمواجهة الجريمة المنظمة، لا تصلح لمكافحة هذا النوع من جرائم الشوارع. لدينا وسائل تآمر وأحكام خاصة يمكن الاعتماد عليها في ضرب الجريمة المنظمة وغيرها من الوسائل التي يمكن تطبيقها على مجموعات الجريمة. والحقيقة أنهم في كليفورنيا تمكنوا أخيرا من التوصل إلى تعريف لعصابات الشوارع.  أهم ما يتضمنه تعريفها لهذه العصابات هو التوصل إلى خطوات محددة من المستحيل القيام بها  دون  تعريف دقيق  لهذه المجموعات.

معلق:

 هناك خيط رفيع يفصل بين نوع الجريمة الناجم عن عصابات الشوارع وتلك الخاصة بالجريمة المنظمة. ولكن الفارق الرئيسي يكمن في أن الجريمة المنظمة تقوم باعتداءات يخطط لها مسبقا وترتكب مع سابق إصرار وترصد.

إن كان المرء ضحية، لن تهمه  هذه المسألة الأكاديمية. هذه هي حالة زوج السياح الكوري هذا الذي وقع في قبضة عصابة في أحد شوارع سيدني. التقطت كاميرا قوات الأمن، إصرار العصابة على تجريد الزوج من آخر سنت لديهما.  رفضت المرأة تسليم حقيبتها في بداية الأمر ولكن سوء المعاملة غيرت رأيها،وتلقت عقابا شديدا على مقاومتها. كما أخضع الشاب وأخذ يعرب عن احترامه لمهاجميه. رفض الزوج تقديم شكوى ضد المعتدين حتى بعد وصول الشرطة، حتى أنهم طلبوا من الشرطة إطلاق سراحهم.

كما ترى بنفسك، عادت الجريمة المنظمة إلى الساحة بعد عقود خلف القضبان. وماذا بعد؟ تركت عصابات المافيا التقليدية فراغا ملأته عصابات الشوارع الفيتنامية وغيرها. هذا ما سيعالجه عدد من خبرائنا.

رجل:

لم يعد الأمر كما كان عليه من مكافحة للمافيا التقليدية التي انطلقت من نيويورك، خاصة بعد وصول عصابات أخرى مثل العصابات الكولومبية والكوبية وغيرها كما هو حال عصابات الأمريكيين السود العاملة في عدة مناطق. أعتقد أن الأمر الآن أصبح مخيفا أكثر مما كان عليه الحال عندما كنا نشاهد ما جرى على شاشات التلفزيون. أعتقد أن الأمر لم يعد بهذه البساطة أبدا.

ماركوس:

لا شك أن العصابات الشوارع الفيتنامية إلى جانب غيرها من تلك الآسيوية التي تحولت إلى الجريمة المنظمة،  سوف تتخطى حدود جميع العصابات السابقة التي رأيناها في هذا البلد، ذلك أن مستوى التعقيد عال جدا،وقد ثبت ذلك منذ البداية، فكل ما تفعله اليوم يتوافق مع تدريبها ومعارفها ومستوى تعليمها. لا شك أن الفتيان يتعلمون بسرعة، من كل ما يقومون به ومن جميع الجرائم التي يرتكبونها، يعتمدون ذلك وسيلة للتعلم والقيام بجرائم أفضل، هذا ما يحصل مرة بعد أخرى.

بيتر:

سبق أن تأملنا في البنية والهيكلية وتغير القيادة في هذه العصابات. هناك العديد من رجال القانون واختصاصي الجريمة بنوا حياتهم على نماذج الجريمة التقليدية، إلا أن تجربتي تؤكد بأن السنوات العشر الأخيرة شهدت متغيرات كثيرة في هذا المجال، فأسلوب عملهم اليوم يختلف جدا، وأسلوب القيادة يختلف جدا، والتجربة التي يعتمدوا عليها والحرية التي يتصرفون بها، كل هذه أشياء تؤدي إلى نشوء نوع جديد من الجريمة المنظمة.

كريب:

أعتقد أنها مسألة وقت، تذكر أن الصينيون واليابانيون بدأوا من هنا أيضا. إذا أردت المقارنة بين الفيتناميين والصينيين يمكن القول أن العصابات الفيتنامية اليوم هي في الموقع الذي كانت تحتله الصينية قبل ثلاثين عام، حين بدأت بالعمل على مستوى الابتزاز المحلي الضيق، ولا تختلف عما كانت عليه المافيا الأمريكية في الأربعينات.

رجل:

أعتقد أن مشكلة الجريمة الأمريكية هي مشكلة تاريخية  بعيدة المدى، بدأت القيام بدراستي في الستينيات، حين كان عدد عصابات الشوارع حينها لا يتعدى الخمسين عصابة لتقارب اليوم حوالي أربعة آلاف عصابة، وقد وصلنا إلى ما وصلنا إليه لأن المدن هنا لديها القدرة على تشكيل العصابات. من جهة أخرى هناك مدن لا تعاني من هذه الظاهرة التي ما أن تبدأ حتى يعجز الخبراء عن وقفها، ولا شك أن العجز ينجم عن أسلوب تعاملنا معها. أعتقد أننا قد شهدنا مساوئ هذا النمو، ولا أظن أننا نعرف بعد فوائد تقويض مشكلة العصابات.

معلق:

قدم الذين درسوا الجريمة فكرة غريبة عن وضع الجريمة في العالم. ولكن عندما قامت الشرطة باعتقال هذا الشاب لاستجوابه، أثناء اعتداء وحشي على عائلة فيتنامية في عملية سطو على بيتها. هذا جزء مما قاله لضابط المباحث.

شاب:

حملنا أسلحة نارية للقيام بهذه العملية، إذا حصلت على المال أستطيع القيام بكل شيء، الأمر بغاية البساطة، يمكن بالمال أن تشتري السلاح، وتشتري الرصاص، وتحصل على كل ما تريده، شرط أن تملك المال.

عندما خرجت من المدرسة لم أجد شيئا أقوم به إلا التسكع في الشوارع وإضاعة الوقت، ولكن عندما تشكلت العصابة شعرت بالحماية اللازمة كمجوعة.

معلق:

ما الذي نراه هنا؟ هل هي ببساطة حياة جريمة عشوائية يقوم بها عناصر من عصابات الشوارع الفيتنامية؟ أم أنها عمليات منظمة تقوم بها عصابة، هي بدورها جزء من شبكة كبيرة تعرف بالجريمة المنظمة؟ ليس من السهل الإجابة على هذا السؤال، ولكنه يحتاج إلا إجابة، قبل أن يتمكن المجتمع من اتخاذ قرار حول ما يجب ان تفعله.

جون:

أعتقد أن على السياسيين  أن يعيدوا التفكير ويلقوا نظرة أخرى على الجريمة المنظمة في أمريكا اليوم. وقد أقترح كقائد للشرطة، إقامة لجنة خاص للتعامل  مع الجريمة المنظمة من كل الجوانب. هنا في ويستمنيستر، نتعرض اليوم لعصابات الجريمة الآسيوية المنظمة، ولكني أعتقد أن القرن الحادي والعشرين،  يتطلب من الحكومة  الفدرالية أن تعمل على تشكيل لجنة خاصة، لأن الجريمة المنظمة تتغير، أعتقد شخصيا ومن خلال التجارب أن عصابات الجريمة العالمية لا تشهد تحولات سريعة كالعصابات الآسيوية. لهذا أرى أنه لا بد من أخذ هذه المسائل جميعها بعن الاعتبار، وأعتقد أن وزارة العدل يجب أن تضع استراتيجية على المستوى الوطني، تمكن الأجهزة المحلية والفدرالية من العمل بانسجام كلي.

مالكوم:

إذا أمعنا النظر في عصابات الشوارع التي أتحدث عنها، علينا أن لا نبالغ في طبيعة علاقتها مع المجموعات الأخرى. لنوضح مثلا أنها ليست كالمجموعات الارهابية، ولا تشبه مجموعات الدراجات النارية إطلاقا. وهي ليست كعصابات السجون علما أن هناك بعض التشابه بين هذه وتلك. وهي لا تشبه إطلاقا أي من العصابات التي انتمى إليها أي منا بما فيهم أنا وأنت ربما عندما كنا في الثانوية. إذ أننا لم نراهن أو نكرس أنفسنا للقيام بأعمال إجرامية. أما عصابات الشوارع فهي تفعل ذلك، وهنا يكمن الخلاف. أي أن التأمل بها وفهمها يدعو للنظر في عدة أمور. أولا أن روابطها البدائية تنطلق من عنصر الشباب. هذا ما يدعونا للتفكير جديا في إتاحة فرص العمل والدراسة والتدريب وغيرها. المسألة الثانية هي استيلاء تشكيل المجموعة على كل شيء. ما أن يدخلون في إطار رموز المجموعة وإشاراتها ولغتها وأعرافها وما إلى هنالك.. وكلما عملنا على تعزيز هذه العناصر، نكون بهذا قد عززنا روابط العصابة وتماسكها. لهذا ما يجب أن نفعله هو ألا نتوجه نحو عصابة محددة ونزج بعناصرها في السجن لأن هذا سيجعل عناصرها يشعرون بالتماسك ويدعوهم لتنسيق ما سيفعلونه معا أي أن الترابط والتماسك بينهم سيتعزز أكثر. هناك عدة أمثلة على ذلك، تؤكد جميعها أننا كلما حاربنا عصابة محددة بأي طريقة ما، تتعزز الروابط بين عناصرها وتقوى ما يزيد من صعوبة مكافحتها وتقليصها. لهذا أرى من وجهة نظري ضرورة أن يتبع المرء استراتيجية محددة لمكافحة العصابات، قبل مواجهتها. ولكن المؤسف هو أننا لا نفعل ذلك، بل ننطلق في محربتها من مبادئنا الأيديولوجية، ولا ننطلق مما نعرفه عن جوهر هذه العصابات.

معلق:

وضع استراتيجية لمواجهة عصابات الجريمة الفيتنامية على أنواعها وتسمياتها قد يستغرق بعض الوقت. خاصة وأن المافيا بقيت حرة طليقة طوال سبعة عقود من حياة أمريكا، قبل أن يتمكن رجال القانون من التغلب عليها. هناك مسألة لا بد منها، وهي التوصل إلى سبل حديثة لمكافحة أشكال الجريمة الجديدة، لأن الزعامة  القديمة، وسبل محاربتها قد ولت مع التاريخ.

معكم روبرت ستاك، شكرا لمرافقتي.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster