اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 أسياد الشارع
 

مافيا

 

نص مترجم.

رجل:

العصابات تدمر المجتمع كما يدمر الرصاص البشر.

معلق:

أطفال مهددون ومجتمعات محاصرة، لنتعرف على أبرز العصابات المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية.

رجل2:

إنها حروب زعماء العصابات، لتحقيق مصالح مشتركة.

معلق:

هذه حلقة جديدة من عصابات المافيا.

=-=-=-=-=

صوت:

إيه، إسمع، تعال إلي.

معلق:

في آب أغسطس من عام تسعة وسبعين، دعي شاب في التاسعة والعشرين إلى سيارة يبدو أنه لا يعرف صاحبها. وبعد لحظة اخترقت صدره رصاصتين وترك ليموت.

لو وقعت هذه الجريمة قبيل سنوات قليلة، لاحتلت عناوين الصحف الأولى، ولكن عام تسعة وسبعون كانت عصابات الجريمة ترتكب عملية قتل واحدة كل اثنين وثلاثين ساعة. ولكن الصحافة لم تتنبه في ذلك الوقت أن الضحية ريموند لي واشنطن  كان مؤسس عصابة تسمى ذي كريبس.

بدأ هذه العصابة بحفنة من المراهقين يحمون بعضهم، ولكن أعدادها في التسعينات تخطت العشرة آلاف، وقد بلغت عملياتها الإجرامية حدود ريك يافيك خارج الولايات المتحدة.

بدأت قصة كريبس في الأربعينات عندما تسبب انفجار الحركة الصناعية إلى هجرة العمال السود من الجنوب. عام أربعة وأربعين، ما ضاعف عدد السكان السود  في  لوس أنجيلوس.  اتبعت ضمن هذه المدينة في تلك الفترة ممارسات عنصرية اعتمدت منذ العشرينات لإبقاء المواطنين السود خارج بعض المناطق المحددة، ولكن الازدحام كان شديدا. أقيم أول مشروع سكني هناك في محاولة للتخفيف من حجم المشكلة. ولكن مع تنامي عدد السكان، تزايدت الضغوط المحيطة بمناطق السكان السود للحد من تلك الممارسات. كثيرا ما كان هذا الضغط يسبب العنف.

عندما كان أحد سكان مناطق السود يخرج من حدود مساكنهم كانت تعترضه عصابات جديدة من المراهقين تسمى سبوك هانترز، وهي إحدى عصابات البيض القليلة التي ما زالت تنشط حتى اليوم.

كان من الطبيعي أن يرد الشبان السود على هذه الظاهرة بمثلها.

شاب:

بعد أن وقعت عدة اعتداءات تستهدف السكان السود في أواسط الأربعينات قام هؤلاء بتشكيل نواد خاصة بهم في نهاية العقد كآلية للدفاع عن أنفسهم.  فكان من بينها ناد الزعماء ونادي رجال الأعمال وشبان شنايدر، كلها نواد من جنوب لوس أنجلس تأسست للدفاع عن النفس تجاه عنف البيض القادم من هانغتون بارك والمناطق المجاورة.

معلق:

أليهاندرو ألونصو هو باحث في تاريخ عصابات المناطق السكانية، قام بدراسة بنية عصابات الشوارع في الأحياء السكنية. كما يملك صفحة على الإنترنيت تعرف بعصابات الشوارع.

مع بداية الستينات بدأ السكان البيض يغادرون وسط المدينة ويتجهون إلى الضواحي، حيث أقاموا نواد هناك أدت إلى نشوء نزاعات مع بعضها البعض.

معلق:

وصل رايموندلي واشنطن وسط هذه الأجواء بصحبة عائلته قادما من تكساس. ولد رايموند عام ثلاثة وخمسين، وسرعان ما انضم إلى ألاميس وهي إحدى العصابات التي انتشرت هناك.

رجل:

نشأت في الستينات عصابات مثل سلوسنس وغلاديترز وبينسماس وروراوتس، وكانت جميعها متورطة في أعمال العنف حينها.

معلق:

يعتبر غريك باتمان ديفيس أحد مؤسسي عصابة كريبس، وواحد من قلة ما زالت على قيد الحياة.  وقد كشفت أول مقابلة له على التلفزيون عن أصول هذه العصابة منذ بدايتها، ما يعطي فكرة واضحة عن عالم هذه العصابة اليوم.

مضى وقت طويل على تقاعد باتمان من أسلوب عمل العصابة، ولكنه في الستينات كان يتستر بملامح رجال الأعمال وينشغل في اشتباكات الشوارع اليومية.

ديفيس:

عادة ما كنت أحمل الجنازير أو السكاكين أو ما شابه ذلك، ولكن لا بد أن ينتهي الأمر بحمل السلاح لقتل شخص ما.

 ألونصو:

عادة ما كنت الاشتباكات  حينها تنطلق حول خلاف على فتاة ما. وأحيانا ما كانت هذه النوادي تخوض في مباريات لكرة القدم، غالبا ما تنتهي باشتباكات بالأيدي.

ديفيس:

كان يجب أن نشتبك، كان علينا ذلك، وهذا ما يعجبني   سواء ربحت أو خسرت، لأنك حين  تعاود الكرة وتشتبك مع الشخص نفسه، سيفكر مرتين قبل أن يخوض في نزاع معك، لأنه سيتذكر ما جرى.

ألونصو:

سكن بعض السود في الجانب الشرقي من المدينة ولكن النزاعات أجبرتهم على الانتقال إلى الضاحية الجنوبية لأنها كانت أكثر ازدحاما، كما أن فرص العمل كانت متوفرة للسكان السدود. إلى أن بلغت المواجهة السكانية والنزاعات حدها عددا ونتائج مع بداية الستينات حين بلغ عدد الجرائم ما يقارب الستة قتلى، وهذا عدد كبير في تلك الفترة.

ديفيس:

لم يكثر استعمال السلاح في تلك الفترة التي كنت فيها صغيرا بعد ولا أعرف طريقة صنع السلاح المنزلي، ولكني صنعت واحدا من عيار ثمانية وثلاثين، وآخر من عيار أربعين، وأعلم أن الأسلحة في تلك الفترة لم تكن واسعة الانتشار، والجميع يتسلح بالأنابيب.

معلق:

سرعان ما أخذت الضاحية الجنوبية تنحدر، بعد انتهاء ما شهدته من ازدهار اقتصادي، وانتقال بعض المصانع منها.

عام أربعة وخمسين اتخذت محكمة الاستئناف قرارات مناهضة للعنصرية ما فتح المدارس العامة والخدمات الأخرى لعائلات السود، فأدى ذلك إلى عواقب وخيمة.

عجوز:

بعد القرار الذي صدر عن المحكمة الاستئنافية، فتحت المدارس والخدمات أبوابها للسود، ما جعل الطبقة الوسطى قادرة على الخروج من وسط المدينة، لتحمل معها بنية الطبقة الوسطى ومنظمات الفئات الوسطى، وقدرات الطبقة الوسطى على التنظيم وما شابه ذلك، تاركة وراءها الفئات العاجزة عن التعامل مع الظروف الجديدة، وهكذا أخذت العصابات جزئيا تملأ الفراغ هناك.

معلق:

درس الدكتور مالكوم كلاين عصابات الشوارع لما يقارب  الأربعين عاما.   وقد تقاعد مؤخرا من إدارة مركز أبحاث المعهد الاجتماعي التابع لجامعة جنوب كليفورنيا، حيث ألف كتاب عصابات الشوارع الأمريكية الذي يشكل تحديا لوسائل الإعلام والشرطة حول العصابات وأفضل سبل السيطرة عليها.

  مالكوم:

عندما بدأت عام اثنين وستون كان هناك حوالي خمسين مدينة في أرجاء البلد، أعني مدن أو ضواحي المدن الكبرى، التي تعاني من مشاكل عصابات من نوع ما. وتضاعف الرقم في السبعينات ثم تضاعف من جديد  في الثمانينات حتى انفجر في التسعينات، حتى أن الإحصاء الأخير الذي أجراه مركز أبحاث الشباب الوطني، يسجل حوالي أربعة آلاف دائرة انتخابية ومدينة وبلدة ومنطقة ريفية تعاني من العصابات، وهذا ما يعتبر انفجار جدي لهذه المشكلة.

معلق:

عام خمسة وستون كانت بشائر هذا المستقبل تلوح في الأفق. في الحادي عشر من آب أغسطس قامت دوريات الطريق العام في كليفورنيا بالقبض على سائق أسود للقيادة وهو يخضع للتخدير.

ما بدأ ببعض المناوشات تحول إلى تمرد شعبي دام ستة أيام، عرف بلق واتس راتس.

لا يوجد أدلة تؤكد تورط ريموند في أعمال العنف، ولكنه كان شاهدا على أعمال الفوضى دون شك.

مالكوم:

كنا نعرف مجموعة من عصابات السود العاملة في المنطقة حينها، ولكنها لم تتورط في أعمال العنف حتى اليوم الثالث، أو الليلة الثالثة بالأحرى، حين كادت أعمال العنف تبلغ العاصمة واشنطن.

معلق:

في النهاية قتل أربعة أشخاص، وأصيب ألف آخرين بجروح. أقيمت بعد ذلك لجنة حكومية خاصة لتحديد الأسباب الرئيسية للتمرد، شملت غياب فرص العمل للسود، وحالة الاستياء في دائرة شرطة لوس أنجيلوس، التي كانت تعمل منذ خمسة عشر عاما تحت إمرة وليام باركر.

انتقدت اللجنة حاكم الولاية والمدعي العام في ذلك الوقت، وأدانت باركر لأسلوب تعامل وحدات الشرطة مع المواطنين السود، الذين شاهد العديد منهم  ذلك لأول مرة. 

مالكوم:

كانت دائرة الشرطة حينها تحت إدارة وليام باركر الذي اشتهر باستقامته في البداية حين تسلم دائرة شرطة تعاني من الفساد وحولها إلى قوة فاعلة. ولكنه ابتعد عن الناس وتحديدا جنوب وسط لوس أنجيلوس وفي شرق المدينة أيضا.

معلق:

مع عودة الهدوء إلى السكان اختفت عصابات السواسنس وغلاديتورز على الفور. على مدار السنوات الأربع التالية غاب العنف المتعلق بالعصابات كليا.

ألونصو:

بعد فترة وجيزة من أعمال عنف عام خمسة وستين، بدأت مجموعة كبيرة من البرامج والجمعيات في لوس أنجيلوس عبر الشبان الذين كانوا في تلك الأندية، وكان من بينها بلاك بانتر، التي انطلقت أصلا من أوكلاند. بدأت لوس أنجيلوس هذا المرحلة بقيادة شاب اسمه ألبرينتي كارتر، والذي عرف بلقب بانشي،  وقد كان عضوا في نادي سلوسن، الذي نشأ في لوس أنجيلوس في الخمسينات واستمر حتى الستينات. أي أنه أصبح يتزعم هذه المرحلة فأخذ يجند العديد من الشبان في الحركة.

ديفيس:

في تلك الفترة من الستينات، كان الجميع ينتمي إلى  بلاك بانتر، وقد خرج الجميع للتعبير عن ذلك، كان علينا أن نرتدي نوعا من الملابس الموحدة، والسير بنظام محدد، كانت تلك مظاهر جميلة أحببتها جدا.

معلق:

رغم إدانة الولايات المتحدة بأكملها لبرنامج بلاك بانتر، إلا أنها في الجوهر كانت تعرب عن اهتمام بالغ في الأحياء الجنوبية والوسطى للمدينة. ورغم صغر السن بعد إلا أن رايموند وزملائه قد أعجبوا بالحركة واستعراضها وبرامجها الموجهة إلى أحياء السكان السود.

ديفيس:

كان بلاك بانتر يدعون إلى دفع أشقائنا إلى المدارس، وكانوا يقدمون الفطور في الصباح للأطفال. أصارحك بأني أردت أن أكون عضوا في البانتر، ولكن الحقيقة هي أنهم لم يقبلوني بينهم.

معلق:

نهاية تشرين الثاني نوفمبر من عام ثمانية وستين، أصدر مدير الإف بي أي جي إدغار هوفر، أوامر صريحة لعملائه باقتحام جميع المناطق التي يعتقد أنها على ارتباط بكوادر حزب بلاك بانتر. كانت استراتيجية هوفر تكمن باتخاذ إجراءات استخباراتية تضع البانتر في مواجهة منظمة أوس، وهي حركة قوية أخرى للسود تحت قيادة رون كورينيا.

كان من السهل على الإف بي أي إشعال الخلافات بين الطرفين عبر تزوير الوثائق والكاريكاتور السياسي، وادعاء أنها صادرة عن كلا الطرفين. تحولت هذه التباينات الفكرية والفلسفية إلى معركة طاحنة.

في كانون الثاني من عام تسعة وستين، قتل بانشي غارين وجون هاغين رميا برصاص أسلحة قيل أنها تنتمي لحركة أوس. بعد سنوت طويلة، اعترف كيم فور عميل متقاعد في الإف بي أي بأن مكتب الإف بي أي قاد ساعد في التخطيط لعملية القتل.

ساعد ظهور بلاك بانتر في لوس أنجيلوس  على معايشة أجيال جديدة من المراهقين السود لعمليات اغتيال أخرى وقعت على مدار الستينات.

ديفيس:

ما أقوله هو أنه كان يجدر بهم الإبقاء على بلاك بانتر لأنهم لو بقوا لما انتشرت عصابات كريبس وما جلبته من دماء.

معلق:

يؤكد باتمان ديفيس، أن ريموند واشنطن قرر في الخامسة عشر من عمره أن الوقت حان لجيله بأن تتخذ موقفا.

ديفيس:

كانت أيام فريدة، عاش الجميع خلالها في بيئة مشتركة.

صوت:

أتذكرون بلاك بانتر؟

الجميع:

نعم!

صوت:

كانوا أقوياء فعلا، حتى تمكنوا من التأثير على المجتمع بكامله.

الجميع فعلا.

صوت:

أنظروا من حولكم إليكم ما أصابنا. لقد جمعونا معا لنحب بعضنا ونحب هذه البيئة.

شاب:

فعلا.

صوت:

لا بد من أحد يحميها انظروا من حولكم. نحن وحيدون هنا لا أحد يكترث غيرنا. علينا أن نبدأ مجموعتنا الخاصة.

الجميع:

فعلا فعلا.

صوت:

نسميها بيبي كريبس، لنسميها بيبي كريبس.

فكرة رائعة أليست كذلك؟

ديفيس:

أراد ريموند تسميتها بيبي كريبس، وهكذا بدأ لقب بيبي كريبس.

ألونصو:

كلمة كريبس، سي آر أي بي إس، تعني الجيل الجديد،

ديفيس:

يمكن أن ترى هنا بعض الصور التي تجمعني بمهامي ومالوين وعدد آخر من الشبان الذين كنت أخرج معهم، حتى نشأنا معا. وهذه أحرف أو جي، وهي تعني انه ما زال هناك، كما عرفته عام تسعة وستين. كنا نرتدي ملابس مشتركة، ونعتمد قرط في أذن واحدة، ونعتمر القبعات، وبنطال بيج كاكي، وسترة مفتوحة، وقفاز أسود في اليد اليسرى، وكنا نحمل عكاز، حتى يعرف الجميع هويتنا.

ألونصو:

حاولوا تقليد البانتر بالملابس المشتركة، وبقوا حتى بداية السبعينات يتبعون بعضا من تلك التقاليد كأن يتبادلوا كلمات السر. لم تفكر مجموعات كريبس بأعمال السرقة والقتل والنزاعات، بل بحماية سكان الأحياء.

ديفيس:

ما كان أحد يستطيع تحطيم السيارات وسرقتها وما شابه ذلك لأنها كانت مجموعات اجتماعية يعتني بها الجار بحماية جاره.

لا بد من الإجارة بأن القصص التي ترد حول بدايات كريبس تعكس تجارب شخصية، على اعتبار أنها لا تمتاز بالتجانس، كما تختلف التجربة من شخص إلى آخر.

يؤكد البعض بأن كلمة كريب تأتي من استخدام عناصر هذه المجموعات  لعكاكيز وطريقة وقوفهم بميل القدم اليسرى إلى الخارج، ما جعل سكان الأحياء يصفونهم بعبارة كريب، تصغيرا لكلمة كريبل، أي الأعرج. وهناك قصة أخرى سمعها أحدهم من ريموند واشنطن حين تحدث عن قصة كريب، التي تحولت إلى فيلم شعبي عرض في بداية السبعينات.

هناك حقيقة يبدو أن الجميع يتفق حولها، وهي أن ريموند واشنطن كان واسع الحيلة يمتاز بطبائع القائد الفذ، الذي يسعى لبناء إمبراطورية كاملة.

ديفيس:

أعتقد أنه كان يجمع مزايا القائد، يتحدث الناس عنه كثيرا، وقد تسمع البعض يقول أنه كان هادئا وما شابه ذلك. لا يمكن لأحد عرف رايموند أن يقول ذلك، لأن رايموند كان يحب القتال. كان يحب القتال، لدرجة أنك حين نقابل شخص معارك كنا نقول فلنأخذه إلى رايموند. وحين تتحدث عن هذه المواصفات يعني أنك تتحدث عن رجل فعلا.

معلق:

هناك تقارير تؤكد بأن واشنطن أذاع صيت مجموعته في الضاحية الجنوبية، متبعا بذلك خطى جميع العصابات التي سبقته.

ديفيس:

شيتي شيتي بانغ بانغ هي عبارة كنا نرددها في عصابة كريبس، وهذا ما رددته كثيرا. إنها عبارات قمنا بصنعها وهي تقول شيتي شيتي بانغ بانغ أعداد كريبس تتزايد ولا يمكن أن تموت. شيتي شيتي بانغ بانغ..

شاب:

شيتي شيتي بانغ بانغ جميع السود كريبس والبيض فئران.

رايموند:

ثلاثة فوق واثنان تحت جميعنا كريبس انتبه إلينا.

الجميع:

نحن لا نمزح ولا نبدد الوقت جميعنا يعتني بحماية الحي.

ديفيس:

كانت لدينا شعارات نرددها على إيقاع محدد، ولكنها كانت تبدأ جميعا بعبارة شيتي شيتي بانغ بانغ، أعداد كريبس تتزايد.

معلق:

يعتقد البعض أن ريموند وعصاباته بدأوا بارتكاب الجرائم منذ البداية. الصعوبات الاقتصادية والحاجة الماسة جعلت التحول أمر لا بد منه.

مالكوم:

هذا ما يجب أن يحدث لأن العصابة تعني حدود مناطقية، لو لم يبدأ ريموند واشنطن عصابة كريب، لبدأها شخص آخر غيره، لتحمل اسما آخر كالعصابة الديمقراطية أو عصابة لورد ولكن لا بد أن تنشأ عصابات في الضاحية الجنوبية الوسطى.

ألونصو:

مع بداية عام واحد وسبعين واثنين وسبعين بدأت تتحول إلى أعمال سرقة  على أنواعها في الشوارع لأنهم لا يملكون المال والحالة الاقتصادية للشبان في تلك الفترة كانت بائسة،

ديفيس:

كان من الصعب علينا أن نقوم بأعمال عدوانية ضد أناس آخرين. ولا بد من القول أنها كانت بسبب الأملاك، ولا أحوال التبرير هنا..

ألونصو:

جرت أول عملية قتل على يد العصابة بسبب محاولة سرقة معطف جلدي، الهدف منه مبدئيا اكتمال الزي الذي تعتمده العصابة.

معلق:

آذار مارس من عام اثنين وسبعين، كان روبيرت بولاوي يغادر حفلة موسيقية مع أصدقائه،  عندما أمرته عصابة كريبس بأن يتخلى عن معطفه الجلدي. ولكنه رفض ذلك.

ألونصو:

فسقط على الأرض محطما ظهره  ورأسه على الرصيف، ما أدى إلى موته لاحقا في المستشفى.

معلق:

عند ظهور القصة في الصحف كانت تحمل خطأ سرعان ما تحول إلى حقيقة واقعة.

ديفيس:

وبدل أن يقولوا بأن عصابة بيبي كريبس فعلت ذلك، كتبوا يقولون أنها عصابة كريب، وهكذا بقي لق كريب. والحقيقة أننا قبلنا باللقب دون تردد.

ألونصو:

تعني كلمة كريب التورط في الجريمة، ولكن أوائل أعضاء العصابة ما زالوا يستعملون اللقب، مع أنه تحول مع الوقت لوصف كل من يرتكب جريمة ما.

مع حلول أعوام ثلاثة وسبعين و أربعة وسبعين وخمسة وسبعين تحول مصير العصابة كليا، فغاب المعنى الأساسي للكلمة وبقي مفهوم الجريمة.

معلق:

أنباء الجرائم التي ارتكبتها العصابة منحتها طابع الجريمة مع أنها بقيت مصدر فخر للكثير من الشبان. حتى أن أعدادها تزايدت.

ألونصو:

كانت أعدادهم كبيرة على اعتبار أن العصابة تمكنت من تجنيد أعداد كبيرة من الناس، لمتابعة الأعمال في المناطق المجاورة.

ديفيس:

في البداية كانت مجموعة صغيرة لحماية الأحياء في الشرق، وبعد ذلك نشأت عصابة أخرى في الحي الغربي، ومن هناك إلى أحياء أخرى، وبعد ذلك تغيرت الأمور بسرعة كبيرة.

معلق:

عام اثنين وسبعون، ازدهرت ثماني عصابات كريبس في عدد من أحياء لوس أنجيلوس، جند فيها أكثر من مائتي عنصر. رغم ارتباط هذه العصابات التاريخي في جذور العصابة التي أسسها ريموند أولا، إلا أن اتساع رقعتها وازداد أعدادها بدأ يهدد ويزعج عصابات أخرى انتشرت في مناطق أخرى.

ديفيس:

عادة ما كنا نقاتل عصابة برامز، لأنها رفضت الانضمام إلينا، كما رفضنا الانضمام إليها.

ألونصو:

بعد ذلك قتل غايني فريد رميا بالرصاص فألقي اللوم على عصابة كريب، وحوالي عام اثنين وسبعين قامت مجموعة بايرو بويز بالاشتباك مع مجموعات كريبس، فعقدوا اجتماعا في شارع بايرو، لتنظيم شؤون النوادي والمجموعات الأخرى التي لم تكن كريبس، كي تجتمع معا وتتساءل عما يجب أن تفعله بتزايد أعداد مجموعات كريبس وانتشارها في جميع الأحياء. إلى أن قرروا إقامة مجموعة جديدة، أطلق عليها لقب ذي بلود.

ديفيس:

أعتقد أنه مع نهاية عام اثنين وسبعين وبداية ثلاثة وسبعين، بدأ استخدام المناديل، فاعتمرت مجموعات بلود اللون الأحمر واعتبرت مجموعات كريبس الأزرق.

رجل:

وقفت مع الرقيب أمام أحد عناصر كريب الذي يبدو أنه أحد المؤسسين للمجموعة، وسألناه عن السبب في اختيار اللون وهل له أسباب اجتماعية عميقة ومعقدة لها صلة بلون دم العدو المختلف عن دم الصديق الذي قد ينزف المرء من أجله ودفاعا عنه وما شابه ذلك ولكنه أجاب بهدوء: أن كل ما في الأمر أنه اعتاد على شراء المناديل من المخزن حيث يبيعون لونين فقط هما الأحمر والأزرق ولكن لم يبق لديهم الآن إلا الأزرق. بكل هذه البساطة.

كان سيمون برايز رقيبا أول في مكتب شريف لأحد أحياء مدينة لوس أنجيلوس. كما أنه عضوا في لجنة أبحاث تابعة لجمعية أبحاث العصابات، ضمن فرعها في كليفورنيا، كمات أنه على اتصال بشؤون العصابات منذ ربع قرن.

برايز:

غبي من يدعي بأنها لم تكن عصابات عنيفة، لأني كنت هنا عام اثنين وسبعين لأجد أن العنف هنا كان على أشده. الفارق الوحيد هو أنهم استعملوا حينها الأسلحة النارية ولكنها لم تكن بعد أسلحة جيدة وفعالة، بل مجرد نماذج لا تتعدى عيار اثنين وثلاثين، أما اليوم فهم يستعملون أسلحة ممتازة، لا تنقصها الفعالية أو الغزارة، كما تتوفر لديهم كل الذخيرة اللازمة.

معلق:

تعتمد لوس أنجيلوس على أكبر دائرة شريف في أمريكا. تنتشر دوريات مكافحة العصابات يوميا في الشوارع، حيث تعمل على تنسيق أدائهم في مجالي المواجهة والوقاية.

شرطي:

هناك مئات المنازل في هذا الحي الذي يسكنه مواطنين يحاولون التمتع بالعيش الكريم، وقد تجد طفلين في كل من هذه البيوت. ولكن الأمر يتطلب تقديم شخصين من كل حي، لتأسيس عصابة محلية تهدد حياة السكان في أرجاء المنطقة.

شاب:

كيف نسعى لمواجهة هذه العصابات التي يبدو أنها كانت هنا قبل أن نأتي نحن إلى الحي.

شرطي:

هناك مؤسسات تتعامل مع صغار الفتيان المعرضين لأحداث محددة،  هي أشبه بجمعيات إصلاح الأحداث التي تتدخل فيها الكنيسة، وتحاول الوصول إلى العائلات، ومن خلالهم إلى الفتيان وهم صغار بعد، كي تخضعهم لبرامج وقائية، وهكذا نتمكن من إبعادهم عن العصابات، حتى يكبرون وينشأون في هذه الأحياء دون أزمات.

صحفي:

ماذا سيحدث إذا جاء عناصر من عصابة كريبس يطلقون النار في كل مكان ماذا ستفعل حينها؟

فتى:

أطلق النار عليه دون جدال.

معلق:

عام ثلاثة وسبعون  انتشرت العصابات بأعداد مخيفة، حتى وقعت منافسة مميتة بين كريبس وبلود.

بين عامي اثنين وسبعين وتسعة وسبعين نمى عدد قتلى العصابات من اثنين إلى مائتين وستة وسبعين.

أمضى واشنطن غالبية هذه الفترة في السجن، وذلك بتهمة السرقة من الدرجة الثانية. يؤكد باتمان أنهم ألصقوا التهم بكريبس لجرائم ارتكبها الآخرين.

ديفيس:

بعد أن سقط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح من أوساط كريبس نفسها، كان في السجن عناصر ممن حاولون قتل رايموند وهو هناك.

معلق:

استمرت المجموعات بالنمو والانتشار المخيف بغياب رئيس العصابة. أخذت هذه العصابات تعتمد على أوامر متعددة المصادر،  كما أضافت أرقام شوارع محددة على أسماء مجموعاتها. وقد بلغ انتشارها حدا شملت فيه عدة أحياء على التوالي. فقد تحمل رقم الثلاثينات مثلا، لتشمل الشوارع التي تقع بين الثلاثين والتاسع وثلاثين.

مالكوم:

المميز في كريبس هو أنه لا يوجد مركز قيادة واحد، بل هناك قيادات متعددة. بعضها يرتبط بالبعض الآخر، ولكن هناك مجموعات متصارعة فيما بينها أدت إلى اشتباكات داخلية، كانت عنيفة جدا.

ألونصو:

مع بلوغ نهاية السبعينات برزت منافسات شديدة ضمن عصابات كريبس، وقد بلغ عمر العصابات اليوم عشرون عاما وما زالت قائمة بينها. فقد حصلت مؤخرا أعمال سرقة كبيرة في لوس أنجيلوس بين عصابات غانستر كريبس وعصابات رومان كريبس.

معلق:

عندما خرج رايموند من السجن وجد نفسه في عالم يقاتل نفسه، ويصارع تقاليد القتال الودي، وجد عالم مليء برصاص، في جميع الاتجاهات.

مالكوم:

أصبحت العصابات أكثر انتشارا في تلك الفترة كما أن خمسة وتسعون بالمائة من ضحاياها يسقطون رميا بالرصاص.

ديفيس:

أذكر أني حين خرجت معه يوما بعد خروجه من السجن كنت أحمل سلاحا، قلت له أنه معي، ثم توقفت كي يراه، فغضب إلى حد لم يسبق له مثيل.

رايموند:

ماذا تفعل بهذا؟

ديفيس:

أخذ السلاح مني على الفور ورماه في أنابيب الصحية فصرخت في وجهه لماذا تأخذ السلاح مني؟ فأجاب..

رايموند:

كي نقاتل، نستطيع العراك.

ديفيس:

فأوضحت له أن العصابات تغيرت، وهي تضم عدد من الشبان الذين لا يريدون العراك، وكثيرون منهم من لا يستطيع ذلك. لهذا لم أر رايموند يحمل سلاحا.

مالكوم:

جرت العادة في البداية أنه إذا قام فريق بضرب شخص في عصابة ما، يعود لهذه العصابة الخيار بين الرد أو عدم الرد، أما إذا قامت بقتل أحد أفرادها رميا بالرصاص، يصبح رئيس العصابة حينها مجبرا على إرسال أحد شبانه للرد على ما حدث، بإطلاق النار في موقع ما، قد لا يصيب أحدا في تلك المحاولة ولكن هذا ما تفرضه المبادئ لهذا كانت أعمال القتل المتبادل تدور في حلقة مفرغة، على خلاف الحال في البداية.

ديفيس:

لو أعدنا الزمن إلى الوراء، ولو كان رايموند اليوم هنا، لما جرت الأمور على هذا النحو لأنه، ما كان ليقتل أحدا لأخذ ما يملكه أو ردا على ما قاله. خاصة وأنه كان يحاول أن يجمع الكل تحت مظلة واحدة وفي إطار واحد عندما أوقفه أحدهم..

صوت:

أنت، تعال إلي.

ديفيس:

أذكر أنه كان دائما يردد، إذا ناداك أحدهم من سيارة لا تذهب إليه بل دعه يخرج منها. ولكن مهما قيل كان يجيب بأنه يعرف، وعندما طلبوه إلى السيارة ذهب إليهم وعندما انحنى سمع صراخا و..

أشعر شخصيا أن أحد أفراد المجموعة قد وشى به لأن بعض الشبان هناك، كانوا يسعون إلى استلام السلطة أو القيادة أو ما شابه ذلك.

معلق:

في آب أغسطس من عام تسعة وسبعين، سقط مؤسس كريبس في شوارع لوس أنجيلوس، ضحية العنف الذي ساعد على انطلاقه.

في العقد التالي تبع آلاف الشبان خطواته.

ديفيس:

عنت كريبس بالنسبة لي في أفضل الظروف، ما يشبه العائلة الكبيرة، وكانت في أسوأ ظروفها عندما بدأ النزاع الداخلي بين عصابات كريبس نفسها، مال أدى إلى قتل الأبرياء. ولكن، سخرية القدر هو أن يتحول ما بنيناه لحماية الحي والجوار تخطى جميع الحدود.

معلق:

الأطفال الذين ينشؤون في شوارع العصابات يفهمون العنف. كما أنهم يألفون الموت. ومع ذلك استمرت العصابات بتجنيد العناصر الشابة.

رجل:

لنبسط المسألة أكثر، العائلة هي السبب الرئيسي الذي يسمح للفتى بالانضمام إلى عصابة. وبلكن أحيانا ما نجد عائقا ما له صلة بالتربية أو لأن الآباء يعملون أو هم عاطلون عن العمل، وربما كانت أسيرة الفقر. أعرف عائلات تساعد أطفالها على بيع المخدرات، للحصول على لقمة عيش تسد الرمق.

شرطي:

يبدأ الأمر بأن تطلب العصابة من طفل بأن يحتفظ لها بالمخدرات أو يحمل لها السلاح والقيام بخدمات بسيطة، وهم يحصلون على شيء مقابل ذلك وكلما زادت خدماتهم يزيد تعرضهم للسجن.

مالكوم:

 ينضم الصغار إلى العصابات بحثا عن شخصية لهم وحالة اجتماعية وسمعة، والرغبة في الحماية من عصابات أخرى. أما الجريمة فهي من العوارض الجانبية وهي هامة لها صلة بالحركة. والأهم من ذلك هو الخروج وإقامة علاقات اجتماعية مع الأصدقاء.

ديفيس:

لا يحصل المرء على المحبة في المنزل، أعني أن هناك العديد من الفتيان الذين لا يحصلون على المحبة اللازمة في البيت.

معلق:

 في هذا المجال، يعتبر ديفيس أنه شاذ عن القاعدة، إذ أن والديه آوا وألما ديفيس بذلا كل ما بوسعهما لإبعاد أبنائهم عن المشاكل.

ألما:

ولكنهم لا يسمعون النصيحة.

ديفيس:

كان البيت أشبه بالسجن. حتى أن أحدا لم يفعل شيئا لأجلي.

آوا:

لم يعجبك شيء مما نفعله وكأنا لم نفعل شيئا.

ديفيس:

تعرف أن هذا ليس كل شيء.

كان يقول تعال هنا. وحين أذهب إليه يقول يجب أن تتوقف عن الإزعاج وإثارة المشاكل. ويسأل هل تنتمي إلى أي عصابة. فأجيبه: لا أعرف أي عصابة. هكذا. فيقول، ولكني رأيت بعض الشبان على مفترق الطريق يرتدون الملابس نفسها التي تخرج بها من هنا.

آوا:

كنت أعرف أنه جزءا منهم..

ديفيس:

فعلا. حمل السكين ووقف وراء رأسي حتى صرخت قائلا: لا يمكن أن تفعل بي ذلك فارتداء الملابس الموحدة لا يعني الانتماء إلى عصابة ما. تركني حينها وهو يحرص على ألا أحصل على قبعة أخرى وسترة أخرى وبنطال آخر مشابه.

ألما:

لا يريدون القيام بما يناسبهم، بل يصرون على العكس. كنت أمنعه من بلوغ عتبات والخروج حين يصر على سلوكه. لأني لو لم أفعل ذلك ماذا سيعتقد؟

ديفيس:

كانت أمي وأنا طفل تشاهد برنامج أنتاتشابل. المليء بعصابات تطلق النار وتقتل الأبرياء، ومن ضمنها شخصيات مثل الكابوني، كان ما يهمني في البرنامج هو إطلاق النار. وكنت أقول في نفسي أني أريد أن أصبح مثلهم.

أوا:

كنت أشاهد العديد من البرامج المليئة بالسخافات على أشكالها ولكن هذا لم يؤثر بي.

ألما:

ولكني أعتقد أن الأمر يبدأ من هنا..

أوا:

لا أجد أي صلة بالأمر.. فأنا أشاهد جميع البرامج التلفزيونية وهي لا تؤثر في شخصيتي إطلاقا إنها وسيلة ترفيه لا تغير بي شيئا.

ألما: أعتقد أن البرامج التلفزيونية تمنح الطفل فكرة عما يسود من حوله وعن سلوك الآخرين وقد تؤثر به إلى حد كبير، أعرف ذلك جيدا.

أوا:

لو كان الأمر على هذا النحو لكنت الآن وسط المدينة أبحث عن بعض الوجوه.

معلق:

قد يقدم التلفزيون بعض النماذج المحددة لشبان العصابات، ولكن الأسباب التي تدفع إلى تجنيد شبان الثقافات المختلفة في هذه المجموعات متنوعة ومعقدة. فهي تعتمد على الفرد والمجتمع في آن معا.

مالكوم:

هناك نظرية تسمى بما تحت الطبقة لصاحبها جويس ولسون من شيكافغو. ولكن من الصعب أن نحدد سبب انتشار العصابات على هذا النحو في الثمانينات والتسعينات، ربما لأن العناية الاجتماعية انحدرت بشكل واضح خصوصا في المناطق السكانية عبر البلاد، والهوة بين الفقراء والأثرياء ازدادت عمقا بما لم يسبق له مثيل. كما أن البطالة تفشت أكثر من قبل وحالة اللاتينيين ازدادت سوءا عبر الثمانينات والتسعينات.

ديفيس:

إذا كنت عضوا في عصابة ما عليك أن تشارك في كل ما يفعلون، سواء باعوا المخدرات، أو سرقوا أو اقتحموا المنازل، أو غيرها من النشاطات التي قد تصل إلى القتل.

أعرف أنك حين تنظر إلى هذه الصورة سترى عبارة مائة وسبعة وثمانون بروف. هذا هو الرقم السري لارتكاب عملية قتل وكلمة بروف تعني الدليل، هذا كل ما تعنيه.

معلق:

مع بداية الثمانينات وصل تأثير جديد إلى لوس أنجيلوس: مخدرات الكوكايين.

رقيب:

حين علمنا بوصول الكوكايين، بداية الثمانينات، وكنا نسميها في ذلك الوقت روكس. كانت عناصر العصابات في المرحلة الأولى تكتفي بحراسة كبار الموزعين والتجار أولا، ممن اعتبروهم حراس شخصيين. وبعد ذلك انتقلوا إلى المرحلة التالية من التوزيع في الأحياء السكانية.

ألونصو:

كانت كل عصابة تعتمد على ما يشبه ضابط اتصال من بينهم، هو المسؤول عن جلب المخدرات إلى المجموعة، لبيعها إلى تجار الشوارع والأحياء، على مستوى الأونصة أو نصف أونصة وما شابه ذلك.

رقيب:

ما تم بعد ذلك هو تجنيد العديد من الفتيان في العصابة، إنها وسيلة أساسية لحصول كبار التجار على المال، لشراء السيارات والأسلحة والنساء. أما الموزع في الشارع فلا يملك شيئا من هذا القبيل.

مالكوم:

ساد اعتقاد لدى الكثيرين من ضباط الشرطة وعملاء الوكالات الفدرالية، يقول أن العصابات أصبحت الآن مسؤولة عن بيع المخدرات داخل أمريكا وأنها تحولت إلى عصابات لتوزيع المخدرات. وهناك إحصاءات تؤكد أن ثمانين بالمائة من عصابات الشوارع يعملن في هذا الاختصاص، أو في مجال السرقة والنشل، أنها تتخصص في نوع محدد من الجريمة.

أحيانا ما تبرز الشرطة أو وسائل الإعلام التجارب الأسوأ من تجارة المخدرات، لتقول حسنا، هذا ما انتهت إليه العصابات. ولكن الحقيقة هي أن هذا ما تفعله بعض العصابات وليست جميعها بعد.

معلق:

تكررت تجربة ريموند واشنطن، إذ كان ريموند في السجن أثناء تغير العالم. تبين له عندما خرج بأن المخدرات أصبحت منتشرة.

ديفيس:

عندها فقط عرفت الكوكايين الذي لم يسبق أن رأيته من قبل. وعندما التقيت بأصدقائي رأيتهم يحملون بعضا منها. ثم قال أحدهم سأعرفك على بعض ممن يدلونك على ما يجب أن تفعله لتكسب بعض المال. فقلتن في نفسي: يا إلهي من أين سأجني المال؟ وما الذي أراه أمامي؟ وهذا ما جرى. قد تعرف شخصا لأكثر من عشرين عاما، وفجأة تجده متورطا بسبب المخدرات، كما أنه يريد أتن يزج بك معه، إما لأنه يريد أن يورطك، أو لأنه يسعى إلى الحي، أو لأنك تسعى أنت إليه. هذا ما رأيته بعد خروجي. كريبس يقتلون كريبس. وكريبس يقتلون بلود وهؤلاء يقتلون كريبس أو يقتلون بعضهم البعض، وأسوأ ما في الأمر هو مجيء المخدرات إلى الأحياء ليصاب الجميع بالجنون. كل ما رأيته كان سلبي. المشكلة أيضا هو أنك إذا أردت أن تقتل شخصا ما بإطلاق النار عليه في الشارع، هناك احتمال بأن تصيبه ولكن هناك احتمال آخر بأن تخطئه لتخترق الرصاصة بيت شخص لتقتل ما فيه من أطفال أبرياء.

مالكوم:

أعتبر عصابات القتل السيارة مجرد نظرية تحاول الشرطة ووسائل الإعلام التركيز عليها بالقول  أن غالبية العصابات تقوم بذلك، وهذه نظرية خاطئة. عصابات القتل السيارة هي التي تطلق النار بهدف القتل ولا تصرخ أو تهدد.

معلق:

رغم عدم انتشار هذه الظاهرة في بداية الثمانينات إلا أنها في التسعينات سجلت أربع محاولات  قتل في اليوم الواحدة. هناك ألفي شخص أصيبوا عبر هجمات سيارة، قتل أقل من عشرة بالمائة منهم. رغم تركيز الصحافة على إطلاق النار من السيارات، إلا أن الحقيقة هي أن غالبية العصابات الثمانمائة المرتبطة بأعمال القتل، اعتمدت أساليب أخرى.

مالكوم:

ما ترمز إليه عمليات القتل السيارة هو ما يلفت الانتباه. 

معلق:

على مدار الثمانينات، تعززت الصور والرموز التي استحدثتها ثقافة العصابات العصرية.

رقيب:

لدى كل عصابة إشارة خاصة بها، حتى أنك تستطيع تحديد هوية العصابة من إشارات عناصرها.

ألونصو:

اعتمدت أول إشارات العصابات من قبل السلوسنس، الذين كانوا يرفعون إشارة سبعة، رمزا لقرية سلوسن. وبعد ذلك أخذت باقي النوادي تخترع إشارات يدوية خاصة بها، فعندما ترسم إشارة سي، تعني كريب، وعندما يرسم البعض إشارة بي فهي تعني بلود.

رقيب:

أحيانا ما  يمر شخص وهو يرسم إشارة تحدد هوية عصابته،  ليقابل بإشارة عصابة الآخر،  أو بإطلاق النار.

عادة ما يصور الوشم رمز العصابة، أو ما يلقب به الشاب، أو جملته الفلسفية سواء كان كريب أو بلود. قد يرسم البعض بي كي لتعني قاتل بلود. أو سي كي لتعني قاتل كريب.

صحفي:

هل تعني أنك قاتل كريب؟ هل تنتمي إلى هذه العصابة وهل أنت مستعد لقتل شخص ينتمي إلى العصابة الأخرى؟

شاب: كلا لست عنيفا.

صوت:

نرى هنا كيف رسموا على  المدخل إشارات وعلامات لعدة عصابات.

ألونصو:

عادة ما تتم الكتابة أو الرسم على الجدران لعدة أهداف أولها وأهمها اسم العصابة، وكأنهم ينشرون الإعلانات لعصابتهم. وهناك من يرسم أسهما موجهة إلى أسفل وهي للإشارة إلى أن هذا الشارع قد نظف من عصابة ما. وهناك ما يرمز إلى الموت، وهو نوع من إحياء لذكرى  عضو في العصابة مات في النزاع. لذا يرسمون حجارة قبور يكتبون فيه أسماء القتلى الذي سقطوا من العصابة. وأحيانا ما يضعون ذلك وشما على أجسامهم.

معلق:

كما تصلح هذه الكتابات لرسم حدود عصابة معينة. كما تقوم العصابات بمحو كتابات التي ترسمها مجموعات أخرى ضمن مناطقهم. يحدد هذا الجدار المنطقة الفاصلة بين مجموعة رولاند ثلاثين من عصابات كريبس، ومجموعة رولاند عشرين من عصابات بلود. عادة ما تستثني عصابات كريب حرفي بي وبي، لأنها ترمز إلى عصابتي بايرو وبلود. هذا ما يفعلونه عندما يكتبون أسمائهم الخاصة. وهكذا ترد عصابات بلود بالمثل عبر تحاشى حرف سي. الكل هنا يسخر عبر بعض الرموز من الجانب الآخر. فالدجاجة مثلا وسيلة سخرية من عصابات كريبس الغربية. أما عجر القبر فهو رمز لعصابات كريبس الشرقية.

رقيب:

أصبحت كتابات الجدران أشبه بصحيفة عبر الشوارع. ولكن إذا رأينا بأن عصابتين تتهجمان على بعضهما البعض عبر الجدران قد لا نعرف لماذا ولكنا نعلم بظهور مشكلة بينهما. لأن هذه إهانة كبيرة بين العصابات. ولا بد من القول هنا أننا عثرنا على كثير من القتلى لمجرد أنهم كانوا يكتبون الشعارات على الجدران.

ألونصو:

لا تسعى النزاعات والاشتباكات والصراعات الداخلية للحصول على كأس ما، بل للمحافظة على هوية، هذه العصابة أو تلك.

معلق:

تعتبر هوية العصابة قوة حاسمة، ويمتحن الوفاء عبر محاولة تجنيد شخص من عصابة ما في عصابة أخرى. أدت هذه العملية إلى ظهور جمل فريدة في فهمها.

ديفيس:

إذا قلت مثلا اذهب إلى العمل، قد لا تعرف ما أعنيه تماما، لأن هذا يعني أن تأخذ المسدس وتخرج به كي تخضعه للعمل.

ألونصو:

هذا ما جعل  عناصر العصابات تشتهر ضمن الجوار من خلال بذل المزيد من الجهود، في عملية قتل محددة، وكأنهم يعملون فعلا.

مالكوم:

سأحاول هنا أن أحدد بدقة وجهة نظري بهذه العصابات. ما أن تتشكل العصابة، حتى يبرز سؤال عن مبرر وجودها واستمرارها، وهناك عدة أجوبة على ذلك، من بينها الأنشطة التي تربط عناصرها معا، وهذا هو السبب الأولي الذي جمع بينهم أصلا وأبقاهم معا بشكل طبيعي. ولكنهم يأخذون بالتجاوب مع الظروف المحيطة عندما يدير لهم الجوار الظهر ويصدهم ما يخلق بينهم نوعا من التماسك. وقد تقوم الشرطة بمداهمتهم، ما يمنح العصابة نوعا من العدو المشترك. وهكذا ما أن تتشكل العصابة حتى تعمل ردة فعل المجتمع في صالحها، وذلك عبر تعزيز الصلات بين عناصر هذه المجموعة، وزيادة تمسك الفرد بالمجموعة، وهذه مسائل يصعب تفاديها. ما يمكن أن نفعله، لو أردنا مساعدة الشرطة والخدمات الاجتماعية،  هو توظيف المزيد من الأموال في الجهود الوقائية في مراحل مبكرة، بدل مواجهة المشاكل مع الشبان من ذوي الثامنة عشرة في العصابات، الذين يحتكمون بعدها لما يجري، ولن تنفعهم بعدها وسائل القمع.  قد تسجن أحدهم لخمسة أعوام، لا بد أن يخرج بعدها، وسيخرج أشد إصرارا، وأشد قناعة، بأن الجميع يكرهه، وسيتعامل مع هذه الكراهية.

معلق:

أحيانا ما تعمل وسائل الإعلام واللهو على تسخين أجواء العصابات. ما يحتمل الجدال هنا هو أن تركيز الإعلام على العنف يعكس نوعا من مكافأة العصابات على ما تقوم به من أعمال عنف.

رقيب:

وكأنه سباق بين هوليود وشركات التلفزة على استعراض رجال العصابات، وجعلهم يبدون كرجال أشداء ولكنهم محببين في آن معا، فتظهرهم بملامح الأبطال. مع أنهم ليسوا هكذا أبدا بل العكس.

مالكوم:

ملأنا العالم بالعصابات عبر الأفلام السنمائية والتلفزيون وغيرها من وسائل الإعلام. لم يعد في أمريكا طفل لم يتلق درسا عن العصابات، ولا يعرف ما يبدو عليه رجال العصابات وما يفعلونه وما يرسمونه من وشم إلى ما هنالك. وهكذا يسعى هؤلاء الأطفال لتقليد رجل العصابات كي يرون ما هو الإحساس الذي ينتابهم. وعندها يشعر البعض بالسعادة أو بما لم يشعر به من قبل.

معلق:

واجهت لوس أنجيلوس ما هو أكبر من مجرد نزاعات تنشأ بين ثقافات عصابات كريبس وبلود. مع أواسط الثمانينات، أخذت وحدات الشرطة ورجال المباحث،  تسأم من كثرة العصابات التي تسيطر على دوائرها.

غاصت عصابات الشوارع في أعماق الريف الأمريكي، تحمل معها مجموعة من المشاكل الجادة.

امرأة:

اكتشفنا وجود عصابات كريبس لأول مرة هنا في بداية عام تسعة وثمانين، وعندما ظهروا في منطقة الباسو أصبحوا يجدون أتباعا لهم بين أطفالنا، على اعتبار أنهم قادمون من كليفورنيا.

رقيب:

قالت أنها لن تبقى في لوس أنجيلوس، بل ستعود إلى ديارها. فارتأينا أن في ذلك مخرجا يخلص العائلة من العصابات بالعودة إلى هناك. ولكنهم في الواقع كانوا ينقلون السرطان من هنا إلى هناك. كما أنهم لم يتخذوا هذا القرار إلا بعد أن أطلقوا النار على بيتهم عدة مرات وتم اعتقال الطفل أكثر من مرة بتهم جنائية.  والآن بعهد عودتها إلى هناك نجد أنها لم تشف بعد لم تخرج من العصابات. هنا تجد السبب الرئيسي والدافع وراء الهجرة، لأن ما يجده هناك هو منطقة جديدة وكأنها عذراء بعد،  والشرطة فيها لا تعرف العصابات. وهكذا يستقر هناك، ثم يتصل ببعض الأصدقاء الذين يذهبون إلى هناك لمساعدته في إقامة شبكة لتوزيع المخدرات في المنطقة المجاورة له كالأخطبوط، وسرعان ما تنشأ صلة وصل بين ما يجري هنا وهناك.

معلق:

عمل الرقيب ماك فايزر طوال سنوات في أبحاث الخاصة بانتشار عصابات كريبس حول الولايات المتحدة. تشمل خريطته انتشار عصابات السرقة والنهب والمخدرات في أرجاء الولايات المتحدة. ما يؤكد بأن عصابة ريموند واشنطن المؤلفة من عشرة أشخاص، قد تحولت إلى مشكلة وطنية واسعة النطاق.

عام سبعة وثمانون، تحولت مشكلة العصابات في لوس أنجيلوس إلى ما يشبه الوباء، وحصدت جرائم القتل معدل قتيل كل يوم.  في شباط فبراير من عام ثمانية وثمانين، خرجت أسطورة ريموند واشنطن من حدود مسقط رأسه في ضاحية لوس أنجيلوس الجنوبية ، لتنتشر عبر التلفزيون في العالم أجمع.

كانت كيرين توشيما البالغة من العمر سبعة وعشرون عاما تحتفل بالحصول على ترقية ي مقهى ليلي في إيستود لوس أنجيلوس، وعندما خرجت بين الجموع في جادة بروستين، أطلقت عصابة كريبس النار على رجل عصابة بجانبها، فقتلت كيرين في تبادل النيران.

مالكوم:

أبرزت الصحافة المحلية جدا ما جرى، كما أن أحد مستشاري المدينة قدم عشرة آلاف دولار مكافأة لمن يقدم معلومات تدل على مطلقي النار. وما يقال هنا هو أن هناك مئات من عمليات القتل المشابهة قد حدثت، دون أن تدفع أي مكافأة تذكر للكشف عن الفاعلين.

ألونصو:

تقدم مستشار المدينة روبيرت فيرو بتصريحات تقول أن هناك إحساس لسوء الحظ يوحي بأن حياة المرء في جنوب وشرق لوس أنجيلوس لا تساوي حياة المرء في ويست وود. وهذا ما شعر به الكثيرون من سكان جنوب لوس أنجيلوس لأنهم شاهدوا، الانتشار الهائل لرجال الشرطة.

مالكوم:

 أي أنه ما أن يتأثر سكان الشوارع الرئيسية بأنشطة العصابات، حتى نقوم جميعنا بالاستنفار والرد.

معلق:

أدى الحادث إلى استنفار الوحدات الأمنية لقمع أنشطة العصابات. وحصل قائد الشرطة على دعم إضافي لتنفيذ برنامج القمع، ليستخدم ثرواته الإضافية ضد عصابات الشوارع.

مالكوم:

مرت فترة اهتمت فيها دائرة الشرطة في لوس أنجيلوس إلى نتائج أبحاثنا. وفي تلك الفترة صدرت أوامر إلى جميع مراكز الشرطة تحذرها فيها من القيام بأي تصرف يعزز هوية هذه العصابات، على اعتبار أن ذلك سيقوي تماسكها. عندما أصبحت العصابات أسوأ حالا في الثمانينات فتزايدت حجما وعنفا، نسيت دوائر الشرطة بجميع فروعها تلك الرسالة، وركزوا على الضرب بصلابة والقيام بما يعتادون فقط على القيام به.

ديفيس:

ما أعرفه من تجربتي هو أن هناك شرطي جيد وآخر سيء، ولكن إذا اعتقلوا شخصا من عصابات كريب، عادة ما كانوا ينزلونه في أحد الشوارع التي تخص عصابات بلود. وهذا ما يفعلونه بعضو من بلود إذ ينزلونه في شارع يخص كريبس. وهذا أمر محزن لأنهم يرمون شخصا في شارع يخص غيره، وهم يعرفون ما هو مصيره.

مالكوم:

اتبع رجال الشرطة في لوس أنجلوس سياسة يسمونها سياسة المطرقة، وهم نادمون عليها اليوم ولكنهم في ذلك الوقت كانوا يخرجون إلى الشوارع بالآلاف  يومي الجمعة والسبت لاعتقال أكبر عدد ممكن من شبان العصابات لزجهم في السجون.

رجل:

إنها حرب والحرب تعني خوض المعارك حتى تحقيق الهدف أما هدفنا فهو التخلص من عناصر الارهاب الذين يثيرون الفوضى في شوارعنا، ونحن على ثقة بأن حجم انتشارها سوف ينخفض.

مالكوم:

كان هذا سلوك خاطئ إذ أنهم لم يتمكنوا من إثبات التهم وإصدار الأحكام بحق المعتقلين، إلا أنهم أثاروا غضب كثير من الناس، كما أنهم عززوا تماسك عناصر العصابات ضد رجال الشرطة أكثر مما كانوا عليه من قبل.

ألونصو:

مع نهاية عام ثمانية وثمانين أصبحت  أعمال القتل أمرا مألوفا، ثم تزايد ذلك عام تسعة وثمانين وفي العام التالي. أي أن مساعي الشرطة ومكافحة الجريمة كللت بالفشل.

معلق:

وصلت المواجهات بين شرطة لوس أنجيلوس وسكان ضاحية لوس أنجيلوس الجنوبية إلى طريق مسدود، عندما أطلق أحد القضاة سراح شرطي ارتكب جريمة بأحد الأطفال.

جرى تمرد عام اثنين وتسعين على خلاف ما وقع سنة خمسة وستين، في منطقة تقع تحت سيطرة مائتين من عصابات الشوارع مسلحة. 

مالكوم:

ما كان لخمسة وستين أن تحل مشكلة،  لهذا عند انطلاق تمرد اثنان وتسعين خرجت تلك الترسبات التي بقيت في مشاعر الناس من عداء لرجال الشرطة وللسلطات عموما. الفارق هو أن ما جرى عام اثنين وتسعين من تمرد كان أقرب إلى السكان اللاتين، منه إلى السكان السود.  أي أن الاستياء  أصبح يطال الأقليات عموما وليس السود وحدهم.

هناك نقطة بارزة تشمل إثارة كريبس ضد عصابة أخرى.

رقيب:

كانوا يشبعون الناس ضربا. كان ذلك سلوك اتبعته العصابات للانتقام من بعضها البعض. أما الآخرين فكانوا منشغلين في السلب والنهب. أي أن شبان العصابات كانوا يذهبون إلى حيث يحتشد البعض، إلى حيث يجدون فرصة للعراك، أي أنهم يبحثون عن المكان الذي يشهد عراكا للمشاركة فيه.

مالكوم:

الشيق في الأمر هو أنه عشية وقوع تلك الأحداث بأسابيع قليلة، جرت احتفالات تحالفية سبقت الأحداث ولم تكن مسؤولة عن التمرد، قد تكون عاملا مساعدا زاد من مستوى التمرد، الذي كان سيحدث على أي حال، وهذا ما لا أستطيع التحدث به، ولم أتعرف على أي مصادر تقدم الإثباتات في هذه الخصوص.

معلق:

في أواسط التسعينات، أكدت وزارة العدل  أن هناك ستمائة ألف عضو في عصابات الشوارع الأمريكية، ربع هؤلاء يعملون في لوس أنجيلوس وحدها، ثلاثة وثلاثون ألف منهم ينتمون إلى عصابات كريبس.

كلينتون:

أوجه رسالتي إلى عصابات بلود وكريبس، وإلى جميع العصابات الاجرامية التي تتصيد الأبرياء واضحة جدا: سنعمل على إفلاسكم، وتدمير أركان منظمتكم، ومنعكم من إرهاب الأحياء السكنية والأطفال، وإبعادك عنا لفترة طويلة. لقد بدأنا الآن بالعمل، ولا ننوي التوقف، حتى الإنتهاء منه.

معلق:

خصصت لهذه الحملة وسائل دعم فدرالية كبيرة. عملت الإف بي أي انطلاقا من مناورات صممت خصيصا لمكافحة المافيا، على تشكيل وحدات خاصة لمقارعة عصابات الشوارع التي بلغت المرحلة الثانية من تصنيف الجرائم. من بين أهدافها مكافحة تجارة المخدرات عبر عصابات كريبس في الأحياء السكنية.

رجل:

ركزنا مبدئيا على محاولة إقناع المجموعات الرئيسية التي كانت تعمل في هذا المجال، وهي الشوت كولرز، التي هي الأكبر، وكان من بينهم وين داي الذي يعتبر بمثابة عراب  لما يعرف بمجموعات الواتس.

معلق:

تستر العميل الخاص أوسيبيو بينابيديس بملامح مهرب مخدرات مكسيكي يمول أحد رجال العصابات، الذي أصبح  شاهد رئيسي في التحقيقات. ساهمت هذه الشهادات في إيصال الإف بي أي إلى واين داي.

أوسيبيو:

بدأنا التحقيقات على مستوى الشارع وبكميات صغيرة، لقضايا يمكن أن نتابعها فدراليا.

معلق:

يعتقد أن واين داي ركز عملياته في لوس أنجيلوس ومنها عبر الولايات المتحدة إلى مدن رئيسية أخرى. وقد اعتمد على شبان من عصابات الأحياء يتنقلون في الحافلات عبر البلاد  لتسليم الشحنات لحسابه.

أوسيبيو:

كان كيلوغرام الكوكايين في لوس أنجيلوس يباع حينها بأربعة عشر ألف دولار. ليباع بأربعة وعشرين في مدن على الجانب الآخر مثل تشيكاغو وغيرها.

معلق:

انتهت التحقيقات بمداهمة مائة متهم على طول البلاد وعرضها. عشرون منهم في لوس أنجيلوس وحدها. صودرت كميات كبيرة من الأموال والمخدرات، كما تم الكشف عن معلومات إضافية أثناء تهديد المتهمين بالسجن، وقد اختفى إخلاصهم للمجموعة. يؤكد بينافيديس أنهم جميعا أبدوا استعدادا لتسليم زملائهم وذلك مقابل تخفيف أحكامهم.

ديفيس:
إذا أردت أن تعرف ما هي خيارات العصابات، فهي الموت، أو السجن، أي أن لديه خيارين، يستطيع الانتقاء بينهما.

معلق:

اكتفى ديفيس باتمان بما أصابه بعد زيارته الأخيرة إلى السجن. وقد ألهمه موت صديقه ريموند وإصابات العديد من زملائه، كرس نفسه للعمل في سبل تفادي العصابات والإصلاح.  أنتج فيديو يتحدث فيه عن تجربته الخاصة، علها تساعد المرهقين على القيام بخيارات أفضل لمستقبلهم.

تعمل منظمته التي تسمى سيف ذي بيبيز على مساعدة فتيان من ذوي المشاكل العائلية، ويسعى للحصول على دعم لإقامة مركز مساعدات وسط المناطق السكانية.

ديفيس:

لإخراجهم من بيوتهم المدمرة ومن سلوك العصابات وتجارة المخدرات، لوضعم في مخيم تربوي لستة أشهر، إذا تمكنوا من إنجاز المدة كاملة لا يمكن لأحد أن يجندهم.

معلق:

سبق أن فتحت حكومة لوس أنجيلوس ما يشبه الإصلاحيات ضمن جهودها الوقائية. وقد أعجب الكثيرين ببرنامجها التربوي الذي تحاول من خلاله تطبيق مبدأ كاونتي وايد. 

 ديفيس:

يشعر البعض بالانهاك حين ينتهي  من هذه الفترة، وذلك من كثرة ما يكرر عبارة حاضر سيدي، حاضر سيدي. وقد يتساءل في نفسه، لا يمكن لأحد أن يحبني هنا، علما أنهم يفعلون ذلك محبة به.

معلق:

يعتمد أسلوب الإصلاحية على التأثير بسلوك الفتيان لديها بعد أن يعتادوا على أجواء النظام. ولكن ديفيس يؤكد بأن متابعته لعناصر العصابات في الشوارع يمكنه من بلوغهم على مستويات أعمق. ولم لا؟ إذا استطاع صديقه ريموند الذي يتمتع بمزايا قيادية مكنته من تأسيس العصابات، لم لا يتمكن هو من تفكيكها؟

رجل:

إنها مبادرة رائعة قام بها باتمان، وقد شاركناه في تجسيدها. أحيانا ما يرفض البعض استخدام هؤلاء الناس الذين يخرجون من السجون تقديرا لسلبيتهم وهذا خطأ جسيم لا بد من استعمال هؤلاء الناس، لأن السجن غيرهم، لذا يستطيعون القيام بما نعجز عنه. فإذا أردت التعرف على الفتيان المتورطين في العصابات، لن أتمكن من ذلك، أما هو فيستطيع ذلك،  أما نحن فنستطيع المساعدة، إذ لا يمكن لشخص واحد أن يفعل ذلك بمفرده.

شرطي:

إذا تأملت بالإحصاءات المتعلقة بجرائم القتل وما شابه ذلك، قد ترى بأنها انخفضت، ولكن هذا لا يعكس فعلا ما يجري على الطرقات وفي الأحياء التي تتعرض لمختلف أنواع الابتزاز وكأن السكان هنا يعيشون رهائن لدى هذه العصابات. أي أنهم قد لا يتورطون في أعمال قتل، ولكن هذا لا يعني أنهم لا يرهبون سكان هذه الأحياء، فما الذي يؤكد ما إذا كان الحال أفضل أم لا؟

معلق:

انخفض حجم الجرائم على المستوى الوطني. سجلت  لوس انجيلوس وحدها انخفاضا بنسبة خمسين بالمائة من عدد الجرائم المتعلقة بالعصابات عام ستة وتسعون. ولكن ما زال المستقبل غير آمن. من المتوقع أن تشهد أجيال الألفية الجديدة نموا في الجريمة، كما يتوقع أن تزداد النزاعات بين عصابات السود واللاتين مع ما تشهده البنية الديمغرافية في لوس أنجيلوس نمن تحول.  

هناك عدة مدن في أوروبا تكتشف حضارة عصابات  خاصة بها، ما قد يعني بأن ظاهرة العزلة والعنف تكرر نفسها على مستوى عالمي.

إلى أن يتم التخلص من الأسباب الرئيسية لتشكيل العصابات، ستستمر هذه بالنمو على طريقة عصابة ريموند واشنطن. قد ترتدي ملابس مختلفة أو تغير اسمها، سيبقى تأثيرها على المجتمع سلبيا. معكم روبرت ستاك، شكرا لمرافقتي.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster