|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
محطة اميركية موجهة للعرب
* لماذا تُصرف مئات الملايين من الدولارات على الإعلام الأمريكي الموجه
إلى العرب؟
* هل يحمل القائمون على هذه المشاريع الإعلامية رسائل حرية أم عبودية؟
* ما هو عمق العلاقة بين الإعلام الأمريكي الموجه باللغة العربية
والكيان الصهيوني؟
* هل تعتبر الحرة وسوا وهاي الأبواق الأمريكية الوحيدة؟ أم لها شركاء
محليون أشد حماسة منها؟
* أي حصانة يتمتع بها المواطن العربي ضد الحملات الإعلامية
الأمريكية؟
* ما هو موقف الشارع العربي من المشاريع الإعلامية الأمريكية الموجهة
إلى المنطقة؟
* وإلى أي مدى يتعاون الإعلاميون والنخب الفكرية العربية مع هذه
المؤسسات؟
هل تحرز واشنطن أهدافها المرجوة من إعلامها الموجه إلى المواطن العربي؟
المحور الأول
جاء قرار واشنطن ومشاركة الرئيس الأميركي جورج بوش شخصيا في إطلاق قناة
"الحرة" الفضائية الموجهة للوطن العربي، بعد أقل من عامين على بدء البث
في إذاعة "راديو سوا"، وهي تستهدف, وفق أصحابها, تحرير المواطن العربي
من سطوة القنوات الفضائية العربية التي تبث كما يدعون "ثقافة
الكراهية".
وكان مجلس علوم الدفاع التابع لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أكد
في تقرير مؤلف من مائة وصفحتين نُشر في تشرين الثاني نوفمبر الماضي, أي
بعد نحو ثلاثة أعوام من انطلاقة سوا، وأكثر من تسعة أشهر على انطلاقة
الحرة, أن الولايات المتحدة فشلت في جهودها لتوضيح أعمالها الدبلوماسية
والعسكرية للعالم الإسلامي. وحذر المجلس في الوقت نفسه أنه ما من خطة
علاقات عامة أو عملية إعلامية تستطيع الدفاع عن سياسات الولايات
المتحدة التي تعتريها الثغرات.
وكان الكونغرس الأميركي قد أقر في العام الماضي 62 مليون دولار لتغطية
نفقات الحرة في عامها الأول، وفي تشرين الثاني نوفمبر 2003 خصص
الكونغرس أيضا 40 مليون دولار إضافية لبدء محطة أخرى موجهة إلى العراق
فقط, أنفقت إدارة الحرة 20 مليون منها لشراء معدات بث وتكنولوجيا
وتجديد الاستديو فيما ذهبت بقية الأموال كنفقات وعمولات ورواتب, وينتظر
أن تبلغ موازنة العام المقبل 52 مليون دولار.
ورغم تأكيد تقرير مجلس علوم الدفاع على فشل الجهود المبذولة "في الحرب
الإعلامية" فإن موازنة الإنفاق الشاملة التي أقرها الكونغرس في العشرين
من تشرين الثاني نوفمبر الماضي خصصت 600 مليون دولار لتغطية كلفة
التوسع في البث الدولي للإذاعات والتلفزة المملوكة للحكومة الأميركية
والموجهة إلى المنطقة العربية وجوارها، ومن بين تلك المحطات إذاعة سوا
وقناة الحرة.
وهناك أصوات تنطلق من داخل الكونغريس وخارجه لتدعو إلى وقف مشاريع
"الحرة" و"سوا" ومجلة "هاي" الممولة من قبل الإدارة الأمريكية والتركيز
على دعم المؤسسات الإعلامية العربية والمحلية, وقد نُشرت معلومات عن
دعم برامج مشتركة مع محطة الإل بي سي الفضائية اللبنانية وصحيفتي الغد
والبلد الأردنية واللبنانية على التوالي إلى جانب عدد من المحطات
الإذاعية المحلية التي تروج للثقافة والمواقف الأمريكية في المنطقة.
وأعرب
في هذا الاطار السفير الأميركي السابق لدى دولة الإمارات العربية
المتحدة واليمن، وليام روف، أعرب عن اعتقاده بأن الحرة ليست سوى "تبذير
للأموال"، ونصح مسئولي الحكومة الأميركية بتكرار ظهورهم على الشاشات
والقنوات الأخرى واسعة الانتشار في المنطقة بدلا من الصرف على "محطة
فاشلة".
أسئلة المحور الأول
1-
هل صحيح ما يقوله السفير الأمريكي السابق وليام روف من أن الحرة محطة
فاشلة؟
2-
هناك معلومات نُشرت حول تعاون مؤسسات إعلامية عربية كصحيفة الغد
الأردنية ومحطة الإل بي سي وصحيفة البلد اللبنانيتان مع المشاريع
الإعلامية الأمريكية فما هي صحة وخطورة ذلك؟
3-
طالب عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جوزيف بادين
بإنشاء محطات مماثلة للحرة تقدم برامج بالفارسية والكردية والأوزبيك,
وهذه المشاريع تكلف اليوم أكثر من نصف مليار دولار, فما هو الهدف من
وراء هذا الحماس والسخاء الأمريكيين؟
4-
ما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام الأمريكية الموجهة
باللغة العربية؟
5-
إلى أي مدى يمكن لهذه المؤسسات أن تساهم في تحقيق أهداف الإدارة
الأمريكية في المنطقة؟
6-
أكد مجلس علوم الدفاع التابع لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في
تقرير تشرين الثاني نوفمبر الماضي أن الولايات المتحدة فشلت في جهودها
لتوضيح أعمالها الدبلوماسية والعسكرية للعالم الإسلامي, محذرا من غياب
خطة إعلامية تستطيع الدفاع عن سياسات الولايات المتحدة التي تعتريها
الثغرات.
فهل تعتقد أن هناك خطة إعلامية كفيلة بتبرير المغامرات العسكرية
الأمريكية في المنطقة؟
7-
ثبت لوزير الإعلام اللبناني السابق أن محطة راديو سوا الأمريكية تبث
على تردد إذاعة لبنان الحكومية، ومن المعروف أن قناة الحرة قد احتلت
محل القناة الفضائية العراقية على أقمار عرب سات ونايل سات. فما هو
تقديرك لهذه الوقائع من الناحية القانونية؟
8-
تخصص الإدارة الأمريكية أكثر من نصف مليار دولار لمشاريعها الإعلامية
الموجهة كما تنفق على إعلانات مدفوعة في الصحف والمؤسسات الإعلامية
العربية وإنشاء مواقع الإنترنيت بالإضافة إلى تمويل برامج جامعية
تكلفها عشرات الملايين. ألا يمكن للإدارة الأمريكية بدل كل هذه النفقات
أن تعيد النظر بسياستها الخارجية تجاه العرب والمسلمين؟
9-
قدم أكثر من 400 موظف من العاملين في "صوت أميركا" عريضة إلى
الكونغرس، متهمين "الحرة" و"سوا" بامتصاص جزء كبير من موازنة صوت
أميركا من دون أي التزام بالمعايير التحريرية فمشاهدو ومستمعو "الحرة"
و"سوا" يلاحظون ركاكة التحرير ووجود أخطاء فنية ولغوية في النصوص
الإخبارية المطبوعة التي يقرأها المذيعون. هل ترى في هذه الشكاوى رغبة
في الحصول على الأموال التي تبدد في سوا والحرة أم استياء من ركاكة
النصوص اللغوية المقروءة فعلا؟
10-
هل ترى أن المواطن العربي يتمتع بالحصانة اللازمة لمواجهة هذه المشاريع
والحملات الإعلامية الأمريكية الموجهة؟
11-
هل ترى أن الدور الذي تلعبه أكثر من مائة وعشرين محطة فضائية عربية
بمستوى التحديات المفروضة من قبل وسائل الإعلام الأمريكية الموجهة؟
12-
تخصص واشنطن مبالغ طائلة لإعلامها الموجه إلى المواطن العربي
والإسلامي وقد قامت من جهة أخرى بإغلاق محطة المنار الفضائية
اللبنانية, كما تمارس ضغوطا مكثفة على أكثر من محطة فضائية عربية ومنها
الجزيرة فما هي حرية التعبير التي تبقي عليها الإدارة الأمريكية
الراهنة؟
13-
ألا ترى أن بعض المحطات الفضائية العربية تحقق نجاحا أكبر من المحطات
الأمريكية نفسها في الترويج للثقافة الغربية والأمريكية؟
14-
إلى أي مدى تجد أن الحرة محطة تلفزيونية حيادية وحرة ومستقلة في نقل
الخبر؟؟
هل هي مؤسسات حيادية مستقلة؟ أم حرة في انحيازها الكامل للكيان
الصهيوني واحتلال العراق؟
المحور الثاني
أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير نشر على صدر صفحتها
الأولى يوم الخامس عشر من تشرين أول أكتوبر الماضي اتهاماً لقناة الحرة
بالبعد عن الحيادية المهنية متسائلة إن كانت "الحرة" حرة أو مستقلة؟
وقد استشهدت كاتبة التقرير إلين ماكارثي في رأيها بحدثين مهمين
أوردتهما كمثالين، لم تقم المحطة الأمريكية ببثهما, الأول عندما قامت
طائرة "هليوكوبتر" عسكرية أميركية بقصف حشد من المدنيين في شارع حيفا
في بغداد فإن معظم قنوات الأخبار العربية بثت شريط فيديو عن هذا المشهد
يحمل آخر كلمات مراسل قناة "العربية"، الصحافي الفلسطيني مازن طميزي
وهو يصيح: أرجوكم ساعدوني!
أما الحدث الثاني فكان اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي لمؤسس حركة
"حماس" الشيخ أحمد ياسين، في آذار مارس الماضي حيث قطعت معظم القنوات
العربية برامجها لنقل وتغطية الخبر على الفور بينما استمرت "الحرة" في
بث برامجها الترفيهية المعتادة في الغناء والطبخ والأزياء وغيرها.
تبث الحرة من استوديوهاتها في سبرينغ فيلد وهي إحدى الضواحي القريبة من
العاصمة الأميركية "واشنطن" إلى المنطقة العربية عبر قمرين اصطناعيين:
نايلسات وعربسات اللذين يتيحان لها الوصول إلى 70 مليون مشاهد عربي في
22 بلدا عربيا، غير أن مصادر متنوعة تجمع على أن أقل من أربعة في المئة
من المشاهدين العرب يتابعون برامجها الإخبارية, إذ أن استطلاعا قامت به
مؤسسة زغبي انترناشيونال الأمريكية في ست دول عربية رئيسية في أيار
مايو الماضي لحساب جامعة ميريلاند الأميركية أظهر أن الحرة بالكاد
مسجلة كمصدر رئيسي للأخبار.
يذكر أن فتاوى ظهرت في السعودية تحرم مشاهدة الحرة وقالت إحدى هذه
الفتاوى أن "الحرة مزودة بموظفين عملاء في خدمة أميركا". كما أن
النقابات الأردنية دعت إلى مقاطعة قناة الحرة، وإذاعة سوا، وطالبت لجنة
حماية الوطن ومقاومة التطبيع إلى عدم المشاركة في برامج هذه القناة.
واعتبرت اللجنة أن التعاون مع قناة الحرة وإذاعة سوا يعتبر إقرارا
ودعما لما أسمته "العدو الأميركي، ودولة الاغتصاب الصهيوني".
وقد نادى كتاب ومثقفون وسياسيون مصريون بضرورة مقاطعة الحرة "التي تفوح
منها رائحة البارود والدم". كما طرد بعض الصحافيين المصريين مراسل
الحرة من مؤتمر صحافي في شباط فبراير الماضي. ورفض الكثير من الكتاب
والأدباء المصريين أي تواصل أو تسجيل حلقات معها ومنهم الروائي جمال
الغيطاني، والروائي صنع الله إبراهيم والروائي إبراهيم أصلان.
ووحول عمق العلاقة مع تل أبيب تقول مصادر مطلعة داخل قناة الحرة إن
مجدي حلبي مراسل الحرة في الكيان الصهيوني تم تعيينه بتزكية من بيير
غانم، مدير غرفة الأخبار في الحرة، الذي كانت تربطه مع حلبي علاقة
قديمة تعود إلى أيام الغزو الصهيوني للبنان عام 82 إذ كان حلبي مجندا
في الجيش الصهيوني بينما كان غانم ضابط ارتباط للقوات العميلة للتنسيق
والاتصال مع الجيش الإسرائيلي.
وخبرات مجدي حلبي إضافة إلى خدمته في جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاث
سنوات، أنه عمل بعد تركه الخدمة العسكرية، كمراسل للتلفزيون الإسرائيلي
لعشر سنوات،
وهو يستقي المعلومات خلال عمله الحالي مع الحرة من الأجهزة الأمنية
الإسرائيلية ويبعث بها الى بيير غانم الذي يعتمدها أساسا في سياسته
التحريرية للنشرات الاخبارية.
أسئلة المحور الثاني:
1-
كيف تقرأ هذا المستوى الرفيع من التنسيق بين الحرة والكيان الصهيوني؟
2-
هل تدرك الأوساط الأمريكية مستوى هذا التعاون بين أجهزة الأمن
الصهيونية والحرة أم أنه يتم على المستويات الشخصية وبآليات فردية
بريئة؟
3- يؤكد المراسل الصحفي محمد دلبح في مقالتين له نشرتا
في الوسط أن السواد الأعظم من الأسماء المعروفة في الحرة هم من
المسيحيين العرب فهل يمكن لهم بلوغ الأغلبية العربية المسلمة برسائل
إعلامية من غير المسلمين؟
4- ألا ترى في استخدام المسيحيين بهذه الكثرة، رغم توفر
أعداد كبيرة من المسلمين الأمريكيين، ألا ترى في ذلك تحريض غير مباشر
للمسلمين على المسحيين العرب واعتبارهم طليعة من يحملون رسالة
العدوانية الأمريكية في منطقتنا؟
5- تتلاعب الحرة في المصطلحات فتسمي الاستشهاديين
الفلسطينيين انتحاريين والأراضي المحتلة بمناطق السلطة الفلسطينية
وقوات الاحتلال الأمريكية في العراق قوات ائتلاف. فهل يستطيع هذا
التلاعب في المصطلحات أن يغير مفاهيم وقناعات المواطن العربي؟
6- أخذت بعض المحطات الفضائية العربية تغير في مصطلحاتها
لتشبه عبارات الحرة فهل ينبع ذلك من ضغوط أمريكية أن هناك تيار ليبرالي
وكأنه من المحافظين الجدد العرب يعبر عن ذاته على طريقته؟
7- ورد أن هناك فتاوى سعودية ونقابات أردنية ومجموعات
فكرية مصرية تدعو إلى مقاطعة هذه المنابر الأمريكية الناطقة باللغة
العربية،
فهل هذه حماسة مؤقتة ما تلبث أن تخبو أم أنها قادرة على محاصرة هذه
المؤسسات الإعلامية لتصبح أقل جدوى مما هي عليه؟
8-
يقال بأن الحرة تدفع مبالغ كبيرة لمن يقبل بأن يكون ضيفا لديها فهل
هذا صحيح؟
9-
تتوقع مصادر مطلعة أن تشهد "الحرة" قريبا تغييرات داخلية، ويقال أن
هناك مسعى لتغيير رئيس غرفة الأخبار. وتعتقد المصادر ذاتها تعيين سلامة
نعمات، المفضل لدى المحافظين الجدد في منصب مدير الأخبار في المحطة.
فما مدى صحة ذلك؟
10- ما هو تقديرك لدور وطريقة تعامل المثقف والإعلامي العربي
حيال مؤسسات إعلامية كهذه؟
11- نأخذ على وسائل الاعلام الأمريكية تركيزها على برامج
الترفيه لتحييد المواطن والرأي العام عن دائرة الوقائع والأحداث
السياسية. ولكن أليس هذا ما تقوم به غالبية القنوات العربية؟
12- عادة ما تفاخر وسائل الإعلام الأمريكية بسعيها لتقديم كل
ما يرضي المشاهد. فهل تقدم الوسائل الإعلامية الأمريكية الموجهة إلى
منطقتنا ما يرضي المواطن العربي أم القائمين عليها؟؟
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م