اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 حفلة تنكرية
 

  

حشرات كوستا ريكا الشهيرة

لا تكتفي بعض الحشرات في كونها مجرد حشرات.

كوستاريكا هي جنة لجميع المهتمين بالطبيعة، تغطي الحدائق الوطنية والمناطق المحمية أكثر من سبعة وعشرين بالمائة من أراضيها، حيث ينتشر اثني عشر نوع من غابات المطر.

الغابة المفضلة هي تلك الضبابية المحيطة بقرية مونتيفيردي الغيرة.

تقع هذه البيئة الغنية عند سفوح سلسلة جبال تيلاران، على ارتفاع يتراوح بين أربعة آلاف وستة آلاف قدم.

النباتات كثيفة جدا لأنها تنعم بنسبة عالية من الرطوبة التي يتشبع فيها الضباب الدائم. سجل في هذه المنطقة وجود أكثر من ثلاثة آلاف نوع من النباتات.

يمكن أن تتخيل ما تثيره الحشرات من دهشة وسط هذه الأجواء.

تحاول الحشرات اكتساب أكثر الألوان شيوعا في الطبيعة، البني والأسود وخصوصا الأوراق الخضراء.

من هنا تقتبس أفكار التمويه. تقلد خطوط الفراشة سماكة وخشونة الجذوع.

تتموه الجرادة بملامح لحى الشجر المرقط بالأشنة.

تعتمد حشرة العود على طول جسمها لتبدو وكأنها مجرد فرع من غصن آخر.

ولكن التمويه هو مجرد أسلوب دفاعي واحد.

أجنحة الفراشة مزينة بأهداف صغيرة تلفت انتباه العصافير.

هذا ما يجعل الضواري تستهدف الحلقات السوداء على الجناحين دون استهداف منطقة الرأس الحيوية.

حتى لو تضررت أجنحة الفراشة ستبقى قادرة على التحليق والفرار.

تؤكد الدراسات أن الطيور ترتعد حين ترى لوحة وقد رسمت عليها عينان كبيرتان. يبدو أن الحشرات قد حولت نقطة الضعف هذه في صالحها.

تتمتع الفراشات بخبرة كبيرة في تضليل الضواري بهذه القوانين.

هناك ما يسبب تأثيرا أكبر من العيون الكبيرة، الأفعى.

مجرد رؤية الزواحف تجعل الكثير من الحيوانات وحتى البشر تشعر بالفزع. وهناك حشرات تستغل هذا الخوف المتأصل.

شكل اليرقة الطويل يجعل هذا التمويه طبيعي جدا.

تتمتع هذه اليرقة بلون شبيه جدا بالأفعى المرجانية.

إنه اختيار موفق فقد ثبت أن الطيور الناشئة في المختبرات تتصرف بعصبية عند رؤية هذه الألوان.

إلا أن غالبية اليرقات تقلدن رأس الأفاعي فقط. تنص القاعدة على الشكل المثلث وبريق العينين وحراشف الزواحف مقنعة جدا.

وأحيانا ما تستعين بخصلة شعر لتقليد لسان الأفعى.

لا بد لأي تمويه يثير الخوف أن يعتمد على نموذج خطير أو مرعب. كالدبابير.

هناك أكثر من عشرين ألف نوع من الدبابير في كوستاريكا.

لم تقلد الحشرات الأخرى إلى مائة منها فقط .

إلا أنها طبعا الأشد إثارة للرعب.

لا شك أن ذباب الزهور هي من أكثر الحشرات قدرة على تقليد الدبابير والنحل. يعتبر هذا التمويه ناجح بامتياز، سوى أن للذبابة جناحين، وللدبور أربعة.

وهناك تقليد يعاني من مشكلة أخرى. لدى الدبور هوائيات طويلة سوداء، أما الذباب فهوائياته قصيرة رقيقة.

تحل ذبابة قوائم الركيزة هذه المشكلة باستعمال قوائمها الأمامية. فهي تكتفي بتحريكها وكأنها هوائيات.

التمويه بملامح الدبور ناجح جدا، لدرجة أن الفراشات تشارك في العملية. يمكن أن نرى بأن الرداء واقعي جدا.

هناك فراشة تمتاز بأجنحة شفافة على خلاف بقية الفراشات حراشفها عديمة الألوان، كما أن بقع جسمها شبيهة بالدبور.

الفراشة السوداء تقلد دبور البيبسي.

النحلة الغريبة الملامح هي في الواقع بقة قاتلة، وربما كانت متخصصة بصيد النحل.

حتى الحشرات المحسوبة على الضواري تقلد الدبابير كالمنتيس يقلد الدبور لتجنب الطيور. يخفي المنتيس قوائمه الأمامية ليبدو شبيها تماما به.

الحشرة البريئة التي تموه نفسها بشكل الدبور تخدع الحيوانات التي يمكن أن تأكلها.

ولكنها تستغل الدبابير أيضا بتركها تتعامل مع الضواري الخطيرة. وهكذا فهي تكسب على جميع الجهات.

ولكن الحشرات أحيانا ما لا تقلد الضواري بل تقلد نفسها.

يمكن لأي شخص يتأمل الفراشات في كوستاريكا يعتقد أن الأكثر شيوعا هناك هي البرتقالية اللون بخطوط سوداء وبيضاء.

والحقيقة هي أن الفراشات المرقطة كالنمور ليست جميعها متشابهة.

اكتشف عالمي الحشرات أن الفراشات تتمتع بقدرة عالية على تقليد الحشرات.

يعتقدون في كوستاريكا أن الزهور تجلب الحظ. والغريب في الأمر أنها نبات سام، ولكن المؤكد أن بعض الفراشات تشعر بالسعادة حين تعثر عليها.

تبحث فراشة إيتوميت عن النبات بشغف، فهي تمتص المادة السامة التي تشكل قطرات على الورق. هذا ما يجعل جسمها أشبه بحبة السم.

تعرفت السحلية على ألوان الإيتوميت، وهي تعرف من تجربة سابقة أنها لا تؤكل. لهذا تقوم الفراشات الغير مؤذية بتقليد الإتوميت.

تبذل الفراشات السامة ما بوسعها لجعل ألوانها واضحة.

تعيش أكثر الفراشات ألوانا في أعالي أشجار الغابة.

تميل الفراشات في أعالي الشجر لاتخاذ اللون البرتقالي اللامع أو الأحمر.

قامت الفراشات المقلدة بتعديل ألوانها وعلاماتها وفق الارتفاع الذي تسكنه في الغابة. وبما أنها تعيش في ظروف ضوئية متشابهة، فقد طورت جميعها أنماط مشابهة.

ترى على ارتفاع ثمانين قدم فراشات بأجنحة زرقاء وخطوط بيضاء كفراشة هيليكونيوس. هذه أفضل طريقة للبروز على هذا المستوى من الغابة.

مع الاستمرار في النزول تتغير ظروف الضوء.

بين الأقدام الستة والعشرين، تقل فراشات الألوان البراقة لتفسح في المجال بنوع شبيه بجلد النمور.

أما على أرض الغابة فتحتاج الفراشة إلى براعة فريدة للاندماج.

الفراشات التي تسكن في كوستاريكا تستعمل مزيجا من التمويه والتقليد لتضليل الضواري بشكل أفضل.

أول سلاح سري لديها. أجنحة شفافة.

كما أن الملاحق شبه المخفية تشكل تمويه ممتاز، لأننا نستطيع الرؤية من خلالها.

وسيلة الدفاع الأخرى لدى الفراشة هي التقليد والسلاح الكيميائي، أطراف الأجنحة السوداء تذكر الضواري بأنها سامة.

لا شك أنها روعة في التأقلم.

يحاول كل جيل من الحشرات المقلدة تطوير قدرته على التمويه، غالبا ما يكمن ذلك بفارق بسيط في الشكل أو اللون، ولكن بما أنها تخدع الضواري فهذا يعني أن المعركة قد اكتسبت.

ولكن لقدرة الحشرات على التأقلم حدودا واضحة، لهذا يبيع الأطفال أقنعتهم ويتبرعون بالمبلغ إلى مؤسسة تعنى بحماية غابات المطر.

أحيانا ما يجب أن نضع أنفسنا مكان الحشرة لحماية التنوع الحيوي في الغابات.

تعتبر الحشرات أشبه بروائع ساعات الغروب، فهي من أجمل ما تثيره الطبيعة فينا من ذهول وإعجاب.

بفضل تكتيكها العبقري في البقاء، ستبقى هذه المخلوقات البارعة باستمرار جزءا هاما من شبكة الحياة في كوكبنا.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster