اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الحياة في الصحراء
 

الحياة في الصحراء

في الصحراء عالم يختلف جدا عن غيره، فهو شديد الروعة والخطورة أيضا، حيث يعتمد البقاء على البحث الدائم عن المياه.

تحتل الصحاري ثلث مساحات الكرة الأرضية.

الكائنات الوحيدة القادرة على العيش في ظروف كهذه هي وحدها القادرة على الحركة في كثبان الرمال.

          والقادرة على حماية مواردها المائية الثمينة.

          والكفيلة بتجنب أشعة الشمس الحارقة.

          يبدو أن الترحال هو جزء من أساليب سكان الصحاري للبقاء على قيد الحياة. عندما يصبح الجفاف صفة لا تحتمل يغادرون المكان لمناطق أكثر اخضرارا.

          والحشرات هنا تتبع الاستراتيجية نفسها.

الجراد واحدا من أكثر الرحل إثارة للخوف.

لا شيء في الجراد الصغير يوحي بأنه قادر على التحول إلى جيش جرار من الحشرات المدمرة.

          تعيش صغار الجراد طويلا وهي لا تسافر مسافات بعيدة. يتزاوج الجراد ويضع البيض على الأرض.

          يمكن لكل جراد يخرج من البيض أن يستهلك وزنه من الطعام يوميا. أي أن مساحة مائتي أكر من الجراد قادرة على استهلاك ما يأكله ثمانين ألف شخص، أي مائتان وخمسة وسبعين طنا من الغذاء.

          يمكن لأعداد الجراد أن تنمو بأعداد خطيرة إذا توفرت لها الشروط المناسبة. وقد عرف عنها التجمع بموجات تنتشر فوق مسافات تزيد عن أربعين ميلا.

          وقد ذكرت هذه الحشرة في الكتب السماوية كونها من الأوبئة العشرة التي أصابت مصر.

          لا شك الجمال من الحيوانات الاستثنائية. فهي قادرة على البقاء شهرا كاملا بتناول كمية ضئيلة من القش والماء، وهي محملة بمائتي رطل على ظهورها،

إلى جانب عالم حشرات متوتر.

          ما زالت القوافل تنقل الكثير من البضائع عبر الصحراء،وما زال الرحالة ينطلقون جماعات حتى اليوم. كان هذا الأسلوب متبعا في الماضي لضمان قدرة القافلة في الدفاع عن نفسها ضد غارات قطاع الطرق.

          هناك عدة أنواع كالأدسميا لها قوائم طويلة تبعد أجسامها عن سخونة الرمال الحارقة.

          كما تعدو بعض الخنافس بسرعة هائلة فوق الرمال لتبدو وكأنها مروحيات.

          هذا ما لا ينطبق على الجمال.

 عدد من كائنات الصحاري القادرة على تخزين المياه والدهون في عدة أنحاء من جسمها،كما يخزنها الجمل في السنام.

          تخزن الخنافس الدهون بدروعها المنفوخة أيضا. عند تعرضها لنقص حاد في المياه، تقوم أجسامها بتصنيع موارد المياه اللازمة بمزج ذرات الهيدروجين من الدهون بذرات أكسجين من الهواء.

          يقول رجال الطوارق في المغرب أن الأمان في الماء، وهم يقصدون أن الماء يعني الحياة. وهم بذلك لا يبالغون. يمكن لأي شخص يسير في الصحراء أن يفقد أربعة غالونات من الماء يوميا.

          الحشرات كغيرها من الكائنات تبذل ما بوسعها للعثور على مجرد قطرة من الرطوبة. من عادة الحرارة في الصحاري أن تنخفض في الليل بشكل حاد. ما يؤدي إلى ظهور قطرات تشبه الندى. هذا ما تعتمد عليه بعض الحشرات لإطفاء الظمأ.

هناك أنواع من الخنافس ونصفية الجناح والنمل التي تفضل الظلام، قادرة على جمع المياه المتجمعة بين حبات الرمل. حتى أن الدودة الألفية تستطيع امتصاص المياه عبر المستقيم.

الجُعل واسع الحيلة والدهاء، فهو يتغذى على كومة من الروث قبل أن تجففه أشعة الشمس.

          لا تبدد في الصحراء قطرة ماء واحدة ولا ذرة من البروتين.

          أي سائل في الصحراء يعني الحياة.

          مصاص دماء مثلا يختبئ بين الأعشاب. وهو ينتظر حيوانا أو ربما عالم حشرات، ليمر حتى يهاجمه.

          يطلق على الحيوانات القريبة من العناكب لقب القُرادة. وهي تنطلق مباشرة نحو أي شيء يمس بأعشابها ولو قليلا.

          تتمتع القُرادة برؤية ثاقبة، وتتبع أي شخص حتى لو غير وجهته.

          عادة ما تفضل أن تولم على الجمال، فما أن تهم هذه لتأكل شيئا حتى تنقض القرادة على شعرها وتغز منقارها في جلد الجمل لتشبع من دمه.

          هذه طريقتها في البقاء على قيد الحياة.

          يطلي الطوارق أنفسهم ببودرة النيلة لمنع تسرب السوائل عبر التعرُّق.

          البقاء في الصحراء ليس سهلا، فعلى جميع المخلوقات أن تتأقلم إذا أرادت البقاء على قيد الحياة.

          من أبرز هذه النماذج خنفساء الليل، ولها عدد من الأساليب.

&عادة ما تخفي الخنافس أجنحتها تحت الجُنيِّح الغِمدي.

          ولكن خنفساء الليل ليس لها أجنحة، كما أن الجنيح الغمدي لديها ملتحم. قشرتها بصلابة الصخر كما أنها تعزل الماء كليا. تغطي الأسطح المنتفخة التي نراها في الأنواع تلك الأخاديد الرطبة التي تحمي جهاز التنفس من جفاف العالم الخارجي.

          يمكن للجمال أثناء العواصف أن تقفل الأنف كي لا تتنفس شيئا من الغبار.

          كما يمكن للخنافس أن تتحكم بتنفسها بطريقة أدق. فهي تدخل الهواء الخارجي إلى الأخاديد الرطبة عبر ثقوب صغيرة يتم التحكم بها من خلال صمامات محكمة. كما تتوقف هذه الحشرات عن التنفس أثناء الراحة لتجنب فقدان الرطوبة.

          تتوسط الشمس السماء في ساعة الظهر فتبلغ الحرارة ذروتها، كما تصبح الطاقة في أدنى مستوياتها.

          تعتبر الصحاري من أشد المناطق سخونة في العالم،حيث تصل الحرارة فيها إلى مائة وستة وثلاثين درجة فرنهايت في الظل، هذا إن وجد الظل.

          من حسن الحظ أن رجال الطوارق مجهزون باستمرار. فهم يحملون الظلال على ظهور الجمال. فهم قادرون على نصب خيمة خلال ثوان تحميهم من أشعة الشمس الحارقة.

جنادب الصحراء تشبه الحجارة. وهي متأكدة من هذا التمويه لدرجة أنها لن تتحرك، حتى لو لمستها.

          يقوم اللون في جسمه بمهمتين، تكمن المهمة الأولى بحمايته من العصافير والسحالي. كما أن لونه الشاحب يعكس أشعة الشمس ويساعده على تحمل الحرارة.

لا شك أن هذا، أصغر سراب في الصحراء.

          جميع المخلوقات الصحراوية تغادر ملاذها مع الغروب سعيا لنوع آخر من المواجهة بين الرمال، خصوصا وأن الصحراء مليئة بالضواري.

          السرعة ليست سلاحا وحيدا لدى خنافس الأنثيا، فهي أحيانا ما تهاجم ضحيتها برش حامض النمليك من          جوفها.

يستطيع هذا النوع الخطير من الخنافس الأرضية التحرك سريعا من أجمة أعشاب إلى أخرى بحثا عن فريسته، وهي ترى في أي حشرة مصدر ماء أساسي.

                   إذا أردنا مقارنة خنفساء الأنثيا بالفهد الصياد، نستطيع القول أن هذه الحشرة توازي فهد الجبل الصياد، وهي تلقب بعناكب الشمس. فهي مخلوق نشط يتمتع بشهية مدهشة. كما أنها آلة تمزيق حادة تستخرج من فريستها ما تريده من سوائل.

          الإناث الكبيرة بالغة العدوانية، إذ يمكنها قتل العقارب بسهولة أو حتى صغار الفقريات كالسحالي.

          يمكن لعناكب الشمس التهام كميات كبيرة من الأطعمة في وقت واحد. وهي تستخرج كل السعرات من فريستها.

          نستطيع التأكيد بأن الصحراء تنبض بالحياة. فهي مكان ينضح بحياة قادرة على تحقيق النصر بفضل ما تتمتع به من مهارات وقدرة على التأقلم.

          ترمز الصحراء أكثر من أي مكان آخر على وجه الأرض إلى الجمال والحياة والموت والشجاعة والكفاح.

          يقول أبناء الطوارق أن الصحراء دائما تنتصر. وعلى المرء أن يتواضع من أجل البقاء، وأن يقنع بالقليل وأن يكون دائم الاستعداد للمجهول.

          هذا ما فعلته الحشرات وما فعله البشر أيضا منذ الأزل.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster