|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
العناكب
تنتظر الفرص السانحة كلصوص الليل، مموهة، صابرة، وفتاكة، وهي لا تنتمي إلى الحشرات، بل مفصليات عنكبوتية. لو كنت تعرف عدد العناكب المنتشرة في دائرة خمسة وعشرين قدم من حولك، لأصابك الذعر. ولكنها تلعب دورا إيجابيا في البيئة، لا يعني ذلك ألا تخاف من مواجهة عنكبوت كهذا، أو هذا. ولا يمكن للكثيرين منا أن يفهموا هذا. استعدوا للشعور بالدهشة والإعجاب والاستغراب في هذه الحلقة من غريزة العناكب القاتلة.
تعتبر العناكب من أقدم المخلوقات على وجه الأرض، حيث ظهرت لأول مرة قبل ثلاثمائة وستين مليون عام، قبل ستين مليون عام على ظهور أولى الحشرات الطائرة. ما يضعها في صف الصراصير وأسماك القرش من حيث جمال التصميم الذي لا يحتاج إلى كثير من التغير، فبعض عناكب اليوم تشكل نسخة عن أحافير أسلافها.
عايشت مجيء الديناصورات ورحيلها، ويبدو أنها لم تكترث بالقادمين حديثا كالبشر بعد.
سمها القاتل، والهندسة الدقيقة لشباكها، والتهام الأنثى للذكر بعد الجنس، هذا ما يصيب البشر بالخوف من العناكب منذ القدم.
تنتشر العناكب السامة في كل مكان، ولكن لا يمكن فعل شيء نحوها سوى تعلم التعايش معها.
هناك ما يعرف بالعنكبوت الذئبي، إنه ذئب يعتمد على المكيدة نصب الفخ، المدهش هو أنه لا يعد الفخ، بل يكمِن بين النفايات لصيد فريسته. يمكن إخراج العنكبوت من البيت وذلك بالاعتماد على وعاء من البلاستيك، ووضع الغطاء من تحته، ليصبح مقفلا.
تشمل العناكب الذئبية بعضا من الأنواع الماكرة المنتشرة في أمريكا الوسطى وجنوب غرب الولايات المتحدة.
ذئبية غابات المطر التي صنف نوعها مؤخرا. لون الذكر منها بني داكن، وهي كغيرها في الفصيلة تسكن أرضا ومغطاة بالفرو.
حجم الأنثى يقارب حجم الذكر، ولكن لونها أشد غمقا. ما يمنح العناكب وسيلة مناسبة للتمويه في أجواء غابات المطر.
التزاوج بين العناكب الذئبية خطير حيث يفترض بالذكر أن يحرص من اللسعات، بعد التعبير عن نواياه أمام جحر الأنثى، وتتقبل تقدمه، تسمح له بإخراجها إلى منطقة مكشوفة، وعند توفر المساحة اللازمة يرفع قوائمه الأمامية فوقها، ليبعد أنيابها الفتاكة ويثنيها نحو الخلف كليا، ويدفع سدادة سائله المنوي، في شُرسوفها. تضع غالبية الذئبيات سبعمائة بيضة، ثم ترعها بحرص حتى تفقس.
على الذكر بعد التزاوج أن يفر بسرعة وحذر، ليتمكن من التزاوج مجددا. قد تبدو محاولة قتل والد الصغار سلوكا فريدا بالنسبة لنا، ولكن غالبية العناكب التي تتبع هذه السلوك تعتبره جزءا من غريزة القتل المعززة بالرغبة في البقاء. ذلك أنها تعمل منذ تلك اللحظة على حماية نفسها من الذكور. عادة ما تعتبر العناكب الذئبية من تلك الأرضية التي أحيانا ما تلسع البشر، رغم أن سمُّها لا يعتبر خطيرا بالنسبة للبشر. ولكن رغم أن لسعتها ليست قاتلة، إلا أنها مؤلمة جدا.
عناكب باب الفخ مخلوقات رائعة سكنت الأرض كغيرها من العناكب منذ مئات ملايين السنين، أي أنها كائنات طويلة العمر يعيش بعضها في الأسر ما يقارب خمسة وعشرين عاما، تبلغ النضوج في عامها السابع تقريبا وتتزاوج مرة في العام أي أنه مع بلوغ الذكر في عامه السابع يموت.
لهذا فهي مجموعة مميزة تجذب انتباه الكثيرين وذلك نتيجة حجمها وقدمها أيضا. تمضي العناكب البدائية جزءا من حياتها ساكنة في الزوايا المظلمة كامنة لكل ما يتحرك.
تقع الغدد السامة عند أسفل الأنياب، وهي تنقل من هناك إلى الأنياب التي تحقن الجرعة في أعماق الفريسة.
يستهدف سُم باب الفخ مركز النظام العصبي في الضحية، وهو يقوم بمهمتين تكمن أولاهما بقتل الفريسة أو شلها، كما يُسيّل محتويات جسمها ليتمكن العنكبوت من امتصاصها.
ليس للعناكب أسنان ولا تستطيع أكل الأطعمة الصلبة. أي أنها لا تريد ولا تستطيع أكل البشر. لكنها تلسع البشر دفاعا عن النفس.
العناكب البدائية تثير الدهشة، فبعض عناكب الشباك القمعية من آكلات الطيور على سبيل المثال تعرف بلقب عناكب الصّفير أو العِواء. فهي تثير الأصوات عبر حفِّ أنيابها بالغذاء. وقد لا تشبه الأصوات بعض الصفير أو العواء لكنه نوع من هسيس التوتر العالي، يمكن وصفه بتحذير يقول: ابق بعيدا.
تعتمد عناكب الفخ على صيد الضعيف وعديم الانتباه. يسمونها آكلات الطيور لأنها تأكل صغار الطيور التس تسقط من الأعشاش، كما يمكنها الانقضاض على صغار الفئران أيضا.
تكفي ضربة سريعة لموت الفأر خلال ثوان، ويستغرق العنكبوت الوقت اللازم لتناول وجبته. عادة ما تنتظر العناكب هطول المطر كي تحفر جحورها، ولكنها أحيانا ما تبنيه مستغلة تصدع ما في الأرض.
لكل عنكبوت مجموعة من المزايا الخاصة بأدائه والتي تعتمد على كل فرد منها، كما يعتمد على ما يمكن أن يفعله وهو في الحفرة. بإمكانها أن تلسع أو تلوذ بالفرار أو تلعب دور الميتة حسب الحوافز المتوفرة.
إن لكل فصيلة من الحيوانات موادا سامة خاصة بها وتركيبة مختلفة من السم، ويمكن الاطلاع على العناصر التي تتألف منه.
لا تنتشر العناكب السامة في البراري فحسب، بل إن عناكب الحدائق العادية قد تشكل مخاطر جسيمة تعتمد على أماكن عيشها.
يبدو مثلا أن مواقع الشباك القمعية تنتشر في العاصمة سيدني، وهي أكثر المدن الأسترالية كثافة في السكان. كما أن أخطر العناكب في العالم يعرف باسم عنكبوت شِباك سدني القمعية، وقد بلغت خطورته حد اعتباره مسئولا عن مقتل ستين شخصا خلال القرن الماضي. عنكبوت شباك سدني القمعية. عنكبوت بدائي وشهير جدا، صياد يتمتع بكفاءة عالية، يعتمد على الكمائن في صيده، ينقض على كل ما يتحرك أمام حفرته.
ليس من الصعب العثور عليها ، فالمناطق السكنية مليئة بها. لا تسبب الأنثى أي مشاكل، فهي قلما تترك جحورها الآمنة، كما تعيش اثني عشر عاما.
لكن الذكور منها هي التي تلسع، فهي تتوقف عن الأكل في موسم التزاوج وتخرج إلى العراء بحثا عن الإناث، وأحيانا ما يشمل ذلك حدائق الجوار.
إنها عدوانية وسمّها أكثر فتكا من الإناث، كما أنها أحيانا ما تهاجم دون التعرض للاستفزاز. لا أحد يعرف أين يختار الاستراحة بعد التسكع طوال الليل بحثا عن الأنثى.
لهذا ينصح بتفتيش الصحف قبل قراءتها في الفراش.
حتى أنها تبقى خطيرة بعد قضاء ثمانية وأربعين ساعة في قاع بركة للسباحة. يعتبر ما في غدد هذا العنكبوت من أشد السموم التي عرفتها فتكا، وهو يعتبر سم قاتل للبشر والقرود تحديدا، مع أن هذه العناكب لا تأكل البشر والقرود.
هناك نوع آخر من عناكب الشباك القمعية على مسافة خمسمائة ميل إلى الغرب تجعل من هذه تبدو أليفة أمامها.
تقع كيب بايرون في الشرق الأقصى لقارة أستراليا. تعتبر الجبال الواقعة في الغرب موطنا لأشد عناكب الشباك القمعية إثارة للرعب. وهي تعرف بعناكب شجر الشمال.
يبلغ حجمها ضعف العناكب المنتشرة في أرجاء سدني. اعتبر أحد عمال الغابات قبل عشرين عاما أول ضحية قتلت بلسعة إحدى هذه العناكب السامة. يأتي وصف هذا النوع من العناكب باللاتينية على عبارة تؤكد ما معناه إثارة الخوف والرعب، وهي تسكن أعالي الأشجار، كما تنتشر على ارتفاع مائة قدم فوق سطح الأرض. تبين أن سم أنثى الغابات والذكر أشد فتكا من ذكر العناكب في سدني. وهي تصطاد السحالي، والضفادع، والحشرات. سكن أسلاف عناكب الشباك القمعية في أدغال غوندوانالند Gondwanaland القديمة.
استغرقت معرفة عناكب الشباك القمعية أربعة عشر عاما من الأبحاث. كانت المشكلة الأولى تكمن في ندرة الكمية التي يمكن استخراجها من سم العناكب. يمكن أن نرى قطرتين من السم فقط على نابي العنكبوت.
أما الأفعى البنية فهي تنتج كمية كبيرة من السم. تحتوي الجرعة الواحدة من سم العنكبوت على نسبة أكبر من العناصر القاتلة في السم. لم يعتمد الإنسان في الستينات والسبعينات على ما لديه اليوم من قوة في الكمبيوتر، فكان يقوم بكل أعماله يدويا. ولكن شيئا لم يتغير رغم ظهور التكنولوجيا الحديثة، فما زالوا يستخرجون السم بنفس الطريقة في حديقة الزواحف الأسترالية.
يكفي استفزاز العنكبوت لامتصاص ما يحمله النابين من قطرات سم بأنبوب دقيق.
يتم إعداد الجرعات المضادة لسم العناكب من دماء الجياد في مختبرات أمصال الكومنويلث، حيث تحقن بكميات متنامية من سم العناكب حتى تنمي نوعا من المناعة.
بذلت أمصال الكومنويلث جهدا كبيرا للحصول إلى جرعة مضادة، والنتيجة هي أن ردود الفعل على الجرعة المضادة ليست عالية، لهذا فإن التشخيص السريع وتقدير الأطباء للظروف المناسبة يمكِّن من التعامل معها فورا.
أما إذا تأخر استعمال الجرعة نتيجة التردد وعدم الثقة، يمكن للمشكلة أن تستمر عدة أيام أو حتى أشهر.
يتم فصل المصل المقاوم للسم من الدم وتعبئته، ليتم بذلك الحصول على الجرعة المضادة.
الغريب في عناكب الشباك القمعية هو أنها لا توجد إلا في أستراليا التي لا يوجد فيها قرود، وهكذا فإن سم هذه العناكب يفتك بالمخلوقات الشبيهة بالقرود والتي تشمل البشر. هذا ما يوحي بأن العناكب أعدت السم لقتلنا، مع أن القرود لا تشكل جزءا من غذاء عناكب الشباك القمعية.
تعرف أستراليا في كونها موطن مخلوقات فتاكة، وكأنه بلد فتاك بكامله، يبرر لهذه الفكرة بعد الاطلاع على لائحة المخلوقات التي تعد أمصال الكومنويلث مضادات لها. هناك احتمال بموت المرء هنا من فلينة الشامبان أكبر من موته بسم العناكب، كما أن عدد ضحايا الصواعق وحوادث التزلج سنويا أكبر من ضحايا لسعات العناكب. تنفرد أستراليا وحدها بثمانين بالمائة مما لديها من حيوان ونبات، لهذا علينا أن نتعلم سبل التعايش مع هذه المخلوقات، ولا يقتصر هذا على البراري فحسب بل وفي المدن المزدحمة.
إن المصابين بالسم يتعرضون لجروح خطيرة تتطلب إدخالهم إلى العناية الفائقة للتعامل مع ما لديهم من سم.
هناك دلائل تؤكد أنه إذا وضع ضماد ضاغط فوق لسعة العناكب القمعية يتحلل السم دون ويبقى تحت الجلد دون تسلله وانتشاره في الجسم. وهكذا ثبت أن هناك فائدة من وضع الضماد حتى لو كان حال المصاب سيئا، ففي حال لسعات الأفاعي التي قد لا يوضع فيها الضماد يجب استعماله في لسعات العناكب. يكمن المبدأ في استعمال الجرعة المضادة بأسرع ما يمكن. يتطلب التعايش مع هذه المخلوقات في أستراليا وضع الجرعة المضادة في جميع المستشفيات المعروفة بتلقي هذه الحالات.
الأرملة السوداء أو ذات الظهر الأحمر، هذه العناكب تحب السفر ويبدو أنها تنتشر في العالم.
يعتبر هذا من أشهر وأكثر العناكب انتشارا في العالم. يسمونه في الولايات المتحدة بالأرملة السوداء. أما في أستراليا فهي ذات الظهر الأحمر كما تعرف في آسيا بلقب العناكب السامة.
قد تعتبر حمراء الظهر والمعروفة في أمريكا بالأرملة السوداء بالمقارنة مع فخ الباب والشِباك القمعية، بما لديها من قوائم صغيرة نحيلة، وأنياب دقيقة، قد تعتبر ضعيفة، ولكن لسعتها توجه ضربة قاضية. والحقيقة أن هذه العناكب لسعت آلاف البشر في أرجاء العالم، ما يجعل ضحاياها أكثر من ضحايا جميع العناكب معا. وهي تنتشر في كل مكان.
حمراء الظهر شائعة جدا، وهي البقعة الحمراء على خلاف الأرملة السوداء الأمريكية موجودة على ظهر العنكبوت وليس على بطنه. ولكنها متساوية في السم، من حيث الوظيفة والأداء.
ما يحدث عند تعرض أحد للسعاته هو أن يحشر العنكبوت في مكان ما، كالحذاء أو الملابس فيحاول الخروج ثم يلسع المصاب.
الغالبية تلاحظ اللسعة وتعاني من بعض الألم لكنها لا تكترث لاحقا ولكنها بعد ما يقارب الساعة يأبى السم بالانتشار في العمود الفقري.
ثم تصبح الآلام المترافقة على شدها لتصبح أسوأ من آلام الولادة أو تعرض المرء لمرور جرار من فوقه كما يصفها من تعرض لهذه التجربة. لا شك أنها آلام جدية لا تسر أحد.
يتلقى أكثر من مائتي شخص سنويا العلاج من لسعات حمراء الظهر في أستراليا، يزيد عدد الأشخاص الذين يتلقون في مستشفى كوينزلاند العلاج من لسعات حمراء الظهر ليصبح أكثر من أي مكان في أستراليا.
لا شك أنه يهاجم الأعصاب وهو على شاكلة بروتين يستقر عند حدود الأعصاب واصطفافها ليثير اهتياجا في تلك الخاصة بنقل الآلام، لهذا تسبب ألما شديدا لأنها تهاجم أعصاب الألم. كما تستفز أعصاب العرق لهذا نرى تعرقا حول اللسعة ما يساعد جدا في تحديد لسعة حمراء الظهر من غيرها ويساهم في معالجتها.
يعرف هذا النوع من السم بموهن الأعصاب، وهي لا تنتقل عبر الدم بل من خلال النظام اللنفاوي.
قد لا تظهر العوارض إلا بعد ساعات أو أيام أو حتى أسابيع، وهي تشمل الحمى والالتهاب وآلام شديدة. وأحيانا ما يترافق ذلك مع شلل الأطراف السفلية. يشمل ذلك تعرق محلي يسهل على الأطباء تشخيص الإصابة، فهذه ردود أفعال لا تنجم عن لسعات أخرى.
أنثى حمراء الظهر ليست عناكب عدوانية، حتى أنها لا تلسع الشخص إلا إذا علقت بين جلده وملابسه أو عندما نسحقها مع النفايات بأقدامنا.
نجد أن أنثى حمراء الظهر تهدد البشر على خلاف العناكب القمعية وباب الفخ، فالذكر عديم الأذى وصغير أمام الأنثى وأنيابه أصغر من أن تخترق جلد البشر. يحاول الذكر هنا التودد للأنثى، ولكنه شديد الحذر، ومع ذلك يحاول مرة بعد أخرى إقناعها بأنه يصلح أبا لصغارها. ولكنها ترفضه مرة بعد أخرى لانشغالها بالطعام. كما أنه يبلغ من الصغر حدا يجعلها ترفضه بركلة صغيرة.
وعندما ينجح بإقناعها يتصرف بسريعة، ولكن شهر العسل يتحول إلى كارثة، لأنه إذا لم يسرع بالفرار تجعله وجبة لها، فيصبح الأب أول وجبة لصغاره. لولا لسعات حمراء الظهر لكانت مضيفة نافعة، ذلك أن خيوطها تمتاز بغشاء لاصق يتعلق بالأرض وهي عند تنشيطه تبقي الفريسة معلقة بالهواء. تستطيع حمراء الظهر صيد ذكور العناكب القمعية وأكلها تماما، كما تشمل وجباتها الذباب والبعوض والصراصير والجنادب.
تعتبر حمراء الظهر في الولايات المتحدة من فصيلة الأرملة السوداء، التي تشمل الأرملة البنية، وجميعها عناكب سامة، حتى أن السوداء منها تنتشر في أرجاء القارة من كندا إلى المكسيك، فعلاقتها المقربة من الناس تضمن لها تنقل آمن في جميع أرجاء العالم.
يعتقد مبدئيا أنها تتنقل عبر وسائل الشحن والحقائب ، وعلى متن السفن المحملة بالبضائع من الولايات المتحدة إلى مستعمرة سدني القديمة. ولكن يبدو الآن أن أستراليا أخذت تصدر حمراء الظهر منذ زمن بعيد.
قلما تنتشر حمراء الظهر في البراري، وقد تأقلمت على تعقب البشر، تفضل غالبيتها الإقامة في المناطق المريحة بعيدا عن ضواريها الطبيعيين.
تعتبر حمراء الظهر الأسترالية من أشد الحيوانات عدوانية. ظننت بداية أنها ليست من العناكب الأسترالية بل جاءت من أماكن أخرى، ولكن هناك أدلة تؤكد أنها جاءت من غرب وجنوب أستراليا.
ومع ذلك تم العثور عليها في مناطق نائية كجنوب الأطلسي في تريستان دا كونا، كما عثر عليها مؤخرا في منطقة أوساكا اليابانية، ولا شك أنها ستنتقل من هناك جوا إلى جميع أرجاء العالم. كما تم العثور عليها في مكان آخر هو نيوزلندا، ثم تبين لاحقا أنها تمكنت من الوصول إلى بلجيكا، عبر شحنات من الخيم، ورغم اعتقاد البعض أنها عناكب أوروبية إلا أنها أسترالية قادرة على الانتشار في أرجاء العالم مع أنها صادرات لا يريدها الناس. أبيض الذيل هو عنكبوت صغير من أستراليا ونيوزلندا ينتشر أقاربه في أرجاء المعمورة، يعتقد بعض الخبراء أنه ليس خطيرا بينما يؤكد البعض الآخر أنه المسئول عن جروح وتقرحات رهيبة.
يعتبر أبيض الذيل عنكبوت صغير شائع، وهو جزء من فصيلة عناكب الجيب، كما ينتمي إلى العناكب الصائدة. يغلب السواد على لونه الأرجواني وله بقعة بيضاء في أقصى مؤخرته.
يسكن في البراري تحت لحى الشجر حيث يصطاد الحشرات وغيره من العناكب. يسعى للنجاح في هذه الاستراتيجية باعتماده على السرعة والحذر والعدوانية.
انتقلت هذه العناكب مع حمراء الظهر عبر القضاء الشامل على الغابات وشحنها مع البشر. تلتزم حمراء الظهر بخيوط شباكها، أما بيضاء الذيل فهي عناكب من الضواري العدوانية المتحررة التي تفضل عذوبة غرف النوم والحمامات. ما يجعل لسعاتها حتمية.
يقال أن سموم بيضاء الذيل تحتوي على إنزيمات تناسخ ذاتي تحلل أنسجة فريستها. تحتل لسعات بيضاء الذيل أوسع مساحة من دراسات السم حاليا حيث أن السم يرتبط مباشرة بالجراثيم والفطريات أو أشياء غريبة تحقن مع لسعات العنكبوت، لأن العوارض لا تظهر سريعا بل تأتي بردود فعل متأخرة.
أحيانا ما تؤدي اللسعة إلى التهابات جانبية تحتاج إلى عمليات جراحية واسعة النطاق.
كما تسببت اللسعة في حالات أخرى إلى تشوه في ملامح الإصبع. هناك خلاف بين العلماء حول الأسباب لهذا تستمر الأبحاث الجارية حول أشد لسعات العناكب إثارة للرعب.
لدى العناكب قريب ينتمي إلى شجرة العائلة نفسها، بقوائمه الثمانية، كما أن بعضها لا يقل فتكا بالبشر.
يتمتع ابن فصيلة العناكب هذا بسوء سمعة لا تقل شأنا عن غيره. إنه نجم متواضع عادة ما يعتبر شرير يمتلك سلاح فتاك.
عادة ما تكون ساكنة كسولة تسكن تحت لحى وأوراق الشجر والحجارة والأخشاب، أو في جحور المناطق الجافة.
يعتقدون في أمريكا الشمالية أنها تنتشر في رمال الصحاري فقط تعربد في رمالها القاحلة. أما الواقع فهو أنها تخرج ليلا ورغم ازدهارها في الصحاري فهي تسكن على عمق ستة أقدام من السطح.
رغم انتماء العقارب كهذا النوع الأسترالي البني إلى فصيلة العناكب إلا أنها تختلف في جوانب هامة، فهو يحمل أداتين في مقدمة قوائمه الثمانية تشكل نوعا من الكماشة في مخالب أمامية. كما تمتد المؤخرة عبر ذيل طويل متحرك. أما نهاية الذيل فهي مسلحة بلسعة مشحونة بقناة تأتيها بالسم من غدتين.
تتغذى العقارب على الحشرات والعناكب بشكل خاص. وهي تستعمل اللسعات في الضحايا القوية فقط، لتمتص ما فيها بعد شلّها. لا تقل العقارب شهرة عن العناكب وهي عريقة في القدم بين مخلوقات الأرض. يقال أن العقارب كانت من أولى الكائنات في مغادرة البحر.
وهو لا ينجو من الضواري ولو كان على عمق ستة أقدام. فالغوانا تجب التمتع بطعم العقارب الشهية، التي توجه اللسعات إلى المهاجم، ولكن جلد الغوانا قاسيا وهي معتادة على التعايش مع قسوة الصحاري.
من بين ألف ومائتي نوع من العقارب المعروفة هناك حوالي خمسة وثلاثين فقط تعتبر خطيرة، ومن بين هذه هناك أقل من اثنان بالمائة تشكل خطرا في لسعاتها على البشر. لا يعتبر عنكبوت المدار الذهبي من العناكب الخطيرة جدا، للتخفيف من احتمال التعرض للسعاته، لا تحاول قتله لأن هذه افضل طريقة يلسعك بها. أما إذا لسعك فعلا تعصر أو تمص أو توسع الجرح فلا جدوى من ذلك.
فعلا لأن هذا سيساهم في نشر سم العناكب القمعية في جسم الضحية، من الأفضل أن تضمد المنطقة الملسوعة، أو الطرف بكامله إذا أمكن، واستحمل صفيحة والأهم أن تبقى هادئ ساكن. لا تستعمل الضماد في حالات حمراء الظهر أو الأرملة السوداء، بل حاول الوصول إلى المستشفى بأسرع ما يمكن. أكياس الثلج تخفف من شدة الألم.
فالعناكب ليست عدونا الطبيعي، فهي لا تأكل جثثنا ولا تنشر الأمراض بل تسيطر على انتشار الحشرات، وهي تقتل للحصول على غذاء فيما تحول إلى غريزة قاتلة عند تعرضها لأي استفزاز خاطئ.
تسعى العناكب إلى خفض انتشار الحشرات أي أنها جزء حيوي من البيئة إذا قضينا على العناكب ستزيد أعداد الذباب والبعوض والحشرات المرضية.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م