لغتنا تواكب العصر

ريتا هايورث

ريتا هايورث         إنها امرأة أثرت بمقاييس الجمال لعدة أجيال. إنها رمز الإثارة التي وجدت من أجلها عبارة آلهة الحب. إنها أول نجمة في هوليود تتحول إلى أميرة على أرض الواقع. إنها ريتا هايورث، المرأة التي لديها كل شيء.         ولدت مرغريتا كارمن دولوريس كاسينو في السابع عشر من تشرين أول أكتوبر من عام ثمانية عشر. كان والدها راقص وأستاذ شهير في الرقص. وكانت أمها ممثلة مسرحية شابة.         قالت ريتا: عندما ولدت كان والداي يقيمان في فندق مسرحي في نيويورك، ما جعلني أصبح ممثلة بالفطرة منذ الولادة.         انضمت إلى فرقة والدها للرقص وهي في السابعة، ثم اكتشفت في هوليود وهي في الثالثة عشرة.         كان مدير استديوهات فوكس وينفريد شيهان يعلق آمالا كبيرة على مستقبل ريتا. فأمر بتقديم دروس في الرقص والتمثيل والغناء للمثلة البالغة من العمر سبعة عشر عاما.         اعتبر مدراء الاستديو أن اسم مرغريتا كاسينو طويل جدا للترويج، فاختصرته فوكس ليصبح ريتا كاسينو عام خمسة وثلاثون، قبل أن تلقبها كولومبيا بريتا هايوورث عام سبعة وثلاثين. ريتا:         ووه ووه،!! حبيبي.          قبل التوقيع مع كولومبيا عام سبعة وثلاثين، وجدت ريتا عملا في أربع أعمال وسترن مستقلة الإنتاج، لتظهر مع ممثلين مثل توم كين وتكس ريتر وروبرت ليفنغستون. ريتا:         ماذا تريد؟ هل جئت إلى هنا كي تفسد الزفاف؟  ممثل:        أنت مخطئة جدا ريتا، بل جئت لتهنئتك، وأتمنى لك التوفيق. ريتا:         هيا ما الذي تفكر به؟ ممثل:        تعرفين أني  صديق لستوني منذ سنوات. وأعتقد أن الوقت حان للاستقرار. ريتا:         نعم. ممثل:        كنت أقول لتوسكان، أن ما نحتاج غليه فعلا هو لمسة امرأة. سوف تصبحين شهيرة، بلمسة الأبقار الستة عشر جميعها. فليبق الأمر بيننا، ضاق الصغار ذرعا بطريقتي في الطهي. ريتا:         الطهي؟ ممثل:        ليس هذا سيئا، فأنا أطبخ ثلاث وجبات يومية لستة أيام في الأسبوع. أما الأحد فيسهل الأمر، يذهب الصغار إلى المدينة للعشاء. لا شك أن الأمر كان أسهل بوجود تشينامان للغسيل. ولكني أعتقد بأن ستوني  سيحضر لك غسالة جديدة وهذا ما سيساعدك جدا. ريتا:         إن ظننت أني سأذهب إلى المزرعة للغسل والطهي والخياطة لرعاة الأبقار القذرون فأنت مجنون. سرعان  ما أتزوج من ستوني سنرحل معا إلى نيويورك. أنا فنانة ولست غسالة. ممثل:        عذرا لجرح مشاعرك، آمل أن يكون لديك ما يكفي من المال للسفر. ريتا:         لا أملك المال، ظننت أن ستوني يملكه. ممثل:        إنه لا يملك شيئا، وهذا سيئ جدا. ريتا:         أليس شريك ثالث في المزرعة؟ ممثل:        هذا صحيح، ولكني اتفقت معه على منح وكالة لتوسكان للتصرف بكل المال. لا نحصل على شيء دون اذن منه.  ريتا:         لم يقل لي شيئا عن ذلك. ممثل:        اسمع ريتا، أنت أفضل من أن تبددي حياتك في مغامرات كهذه. أراهن على أن امرأة ذكية مثلك، تذهب إلى نيويورك ومعها آلاف الدولارات كي تصل بعيدا. ريتا:         يمكن لنفس المرأة أن تذهب أبعد بألفي دولار. ممثل:        لا يفاجئني جدا أن تبتعدا معا، بألف وخمسمائة. ريتا:         طبعا لا بد من دفع تذاكر الرحلة أولا. ممثل:        طبعا، باتجاه واحد. ريتا:         هل تحمل النقود معك؟ ممثل:        ستحصلين عليه عندما تنالين من ستوني. سأراك بعد لحظات  في اسطبل توسكان. آمل أن تقدر نيويورك ما نفعله من أجلها.          طرأ تغيير حاسم على ملامح ريتا خلال عام سبعة وثلاثين، عندما غيرت تسريحة شعرها بأدوات كهربائية. لم تسبب هذه العملية البطيئة والمؤلمة السعادة لريتا، ولكنها تحملت أعبائها خلال ساعات طويلة، لتعزيز ملامحها واحترافها على حد سواء.  ريتا:         طلبت منك ألا تأتي إلى هنا. ممثل:        إنه هنا، أخرج الآن وافعل ما أمرتك به. ممثل:         سأعالج الأمر. ممثل:         هيا صغيري. ممثل:         فكرت مليا بأني مدين لك بالاعتذار، كما فكرت بأن لديك سببا يدفعك لإخراجي من المكان. فكرت بالأمر مليا، وأدركت بأني مشبوه جدا. لهذا جئت كي أخبرك.. ريتا:         ولكن هناك سببا يحول دون مجيئك الليلة إلى هنا. ممثل:        نعم وهو سبب وجيه جدا. ارفع يديك عاليا، كي لا تجد نفسك أمام مفاجأة مدهشة. لا يكفي أن جعلتني أخسر كل مصاريف المكان، بل تريد أن تسرق فتاتي أيضا. ريتا:         من مزق ردائك سيدي. ممثل:        تقبلي إعجابي آنستي لزيادة جمالك كل ساعة. ممثل:         وأكثر جرأة سيدي، تقول أمها أنها عوقبت في الطفولة، كيلا لا تتزوج وهي في العشرين. ممثل:         الحل ليس بعيدا جدا، سيدي. ريتا:         ولكني أريد الزواج من رجل شجاع، كالأمريكي الذي أنقذ حياة السيد فيرنانديس. ممثل:        أنت تقاطعين اجتماع عمل عزيزتي. أرجو أن تعذرينا بانسحابك، وربما يتناول دون لويجي العشاء معنا. ريتا:         من المؤسف أن يبدد السيد لويجي وقته في شؤون اللياقة. ممثل:        تفضل بالجلوس دون لويجي. ريتا:         يا فتى، انتظر لحظة، أوقف العربة سنذهب إلى سان ماركيت. ممثل:        انتبه للسلالم آنستي. ممثل:         هل لديك حقائب سيدتي؟ ممثلة:         خذ هذه. نحن راهبات. ممثل:        هيا بنا، اصعدوا جميعا. ريتا:         أحسنت أمريكي. ممثلة:         ليس من الآمن التحدث مع الغرباء صغيرتي وخصوصا من هذه الفئات. ممثلة:        نعم، ولا يجب التحدث عن أحد. ممثل:         سيجبر على السباحة.  ممثل:        يمكنه ذلك طبعا، اعتاد السباحة في المسيسبي. يا إلهي، لا بأس بالسباحة عبر النهر لرؤية هذا الجمال. ريتا:         هل ترين، إنه مهذب جدا. ممثل:        حسنا انتعلوا الأحذية، هذا هو السيد آنسة. ممثل:         آهلا آنستي، كيف أستطيع خدمتك؟ ريتا:         هل أنت المالك؟ ممثل:        نعم آنستي. ريتا:         حسنا يجب أن أمضي الليلة هنا.          إنها تخاف الجياد ومع ذلك فهي تفعل ما يريده المخرج. تغلبت ريتا على مخاوفها بالرغبة في أن تصبح نجمة. ممثل:        خذ الجياد وسآخذ السيدة وأخبرهم بما جرى.          لعبت ريتا أول دور هام لها عام تسعة وثلاثين وذلك في فيلم وحدها الملائكة لها أجنحة، إلى جانب كاري غرانت، وقد أبدت فيها بعض النضوج رغم توتر أعصابها، وتمكنت من اللعب على أدوار الإثارة التي جلبت الجمهور وأكدت نجاح الفيلم.  ريتا:         كل شيء يبدو طبيعي. ممثل:        مرحبا جودي. ريتا:         لست متأكدة إن كان يجب أن نفعل هذا. ممثل:        أنت على حالك لم تتغيري أبدا. ريتا:          لا.          قفزت ريتا بخطوة أخرى عام أربعين في فيلم سوزان والآلهة، إلى جانب جون كراوفورد. قامت ريتا بأداء ناجح لدور سيئة الطالع.         تلقى جيمس كاغني وأوليفيا دي هافيلاند نجاحا كبيرا عام واحد وأربعين في فيلم شقراء الفريز. ولكن ملامح ريتا التي تحبس الأنفاس جعلت الجميع يتحدث. ابتسامتها الفاتنة، وملابسها الأنيقة، وحركاتها الرشيقة جدا سرقت أضواء كل المشاهد التي تظهر فيها.         منحت مجلة لايف ريتا هايورث لقب آلهة الحب، حين تبين عام واحد وأربعين أنها فتاة غلافها المفضلة.         عام واحد وأربعين تأكد عبر فيلم دم ورمال كليا دور ريتا في الشهرة المقدرة، بعد أن أدهشت ملايين المشاهدين بحضورها السينمائي البارز. شارك تيرون باور وليندا دارنيل مع ريتا في هذا الفيلم الملون ذات الميزانية العالية. وقد عرف الآن أنه أثناء هذا الفيلم أقامت ريتا علاقة مع ممثل شاب، تحول فيما بعد إلى ممثل كبير. اما اسم الشاب فهو أنطوني كوين.         لا يمكن التغاضي عن الانسجام الواضح بين ريتا وفريد في قصة لن تصبح ثري أبدا، وكان الإعجاب بينهما حقيقي. ثم التقيا من جديد عام اثنين وأربعين في فيلم لم تكن يوما أكثر محبة، ما أبرز دور الابنة الاسبانية الأرستقراطية الجميلة التي تنتظر وصول أميرها. ممثل:         هل تجربين ذلك معي؟  ريتا:         أتمنى ذلك. ممثل:        تومي، لنبدأ بالأربعة وعشرين الأخرى مستعد؟ واحد اثنان ثلاثة..         هذا أفضل بكثير، شكرا. ريتا:         شكرا لك.          في السنوات التالية، اعتبر أستير أن ريتا هايورث وليس جينجر روجرز شريكته المفضلة في الرقص.         الجمال والدماغ، هي الصفة التي ألقتها صحافة هوليود على العلاقة بين ريتا هايورث وأورسون ويلز. دخل إلى حياة ريتا وهي تصور فتاة غلاف عام ثلاثة وأربعين. التقيا، وجمع بينهما حب عميق، وتزوجا بعد شهر واحد. فاجأوا الجميع حين استغلت ريتا فترة استراحة أثناء التصوير، وركبت سيارة أورسون، وذهبت إلى المحكمة للزواج. ولكنها أجلت شهر العسل، حتى انتهاء الفيلم.         بعد فيلم  غيلدا عام ستة وأربعين، برزت ريتا كامرأة لديها كل شيء. فيها مزايا المرأة التي يود أي رجل الزواج منها، وتريد كل امرأة أن تصبح مثلها. أصبح ريتا في عيون الناس بشخصية غيلدا وأصبحت تعتبر من أكبر نجمات العصر. حال الحظ الممثل غلين فورد حين لعب أمامها دور البطولة. ريتا:         إذا أنت جوني فيريل، سمعت الكثير عنك جوني فيريل. ممثل:        صحيح؟ ولكني لم أسمع شيئا عنك. ريتا:         لماذا تزعج نفسك. ممثل:        أردت أن أبقي الأمر مفاجئا. ريتا:         وهل كانت مفاجأة سيد فيريل؟ ممثل:        لا شك في ذلك. ليتك رأيت وجهه. ريتا:         هل أخبرته بما أفعل هنا؟ السيدة بالون مانسون سيد فيريل، أليس كذلك؟ ممثل:        تهانينا. ريتا:         شكرا سيد فيريل. ممثل:        أعتقد أنك تسيئين معاملته. ريتا:         من تعني؟ ممثل:        جوني. ريتا:         صحيح؟ عزيزي، هذا ما يجب أن تعلمني إياه عزيزي، حسن المعاملة. ممثل:        أريدك أن تعجبين به. ريتا:         هل أنت متأكد؟ ممثل:        ماذا تعني؟ ريتا:         إنه شاب جذاب، إن كان يعجبك. ممثل:        إنه صبي.  ريتا:         الصبية يميلون إلى النمو عزيزي. دون أن ننتبه. ممثل:        ألن تجيبها على المديح جوني؟ ممثل:         تبدين جميلة جدا. ريتا:         شكرا جزيلا. أكثر ما أحب هو المديح العفوي المشابه لهذا. وبما أنك لطيف سأريك شيئا. أخذته من زوجي هدية العودة إلى البيت. أليس جميلا؟ ممثل:        جميل جدا ويساوي خمسون ألف بيزوس، أليس رائع فعلا جوني؟ ممثل:         جدا. ممثل:         انتظر جوني، لنشرب نخبنا، نخب الثلاثة معا. ريتا:         نخبنا الثلاثة. ممثل:        ما بك جوني؟ ممثل:         أنا حائر جدا. ممثل:         ما الذي يحيرك؟ ممثل:         منذ بضعة أسابيع شربنا نخب الثلاثة معا؟ ريتا:         حسنا من كان الشخص الثالث؟ هل يجب أن أغار؟         أعني نيويورك.   ممثل:        آه، و الشاب الذي معك ، هل هو كذلك؟ ريتا:         الشاب  ليس معي. ممثل:        ملامحه تقول أنه يتمنى ذلك. ريتا:         تعني أن هذا يتم منذ سنوات جدون أن أعلم بالأمر؟ ممثل:        الحظ لا يحالفنا دائما. ريتا:         إلا أنا. ممثل:        يجب أن تتنبهي لما يرد في الأقوال القديمة. ريتا:         المحظوظ في الورق غير محظوظ في الحب. من حسن الحظ أني لست هكذا صحيح؟ ممثل:        لست ماذا؟ ريتا:         كما تقول.         احفظها لي. ممثل:        حسنا سيدة منسيل. ريتا:         أعتذر جدا. ممثل:        آمل ألا تكون متعمدة. ريتا:         لا، كنت أحاول التخلص من إحباطي. ممثل:        فوقع الخيار علي. ريتا:         هل يعني ذلك شيئا؟ ممثل:        طبعا، يعني أننا سنشرب شيئا معا. ريتا:         لا فأنا،، أو بالأحرى، أتمنى ذلك.         إن خرج سأرحل معه. ممثل:        لا باس بهذا بالنسبة لي. ما الذي يبقيك؟ ريتا:         لا شيء، لنذهب حيث الترفيه. ممثل:        كما قلت؟ ريتا:         كما تقول. ممثل:        افهمي جيدا، لا يهمني ما تفعلينه. ولكني سأعمل على أن يقبل هو بذلك. من الآن فصاعدا يمكنك الذهاب حيثما شئت ومع من تشائين. ولكني سوف آخذك وسوف أعيدك إلى البيت. مفهوم، تماما كما أفعل عندما أحمل ثيابه إلى المغسل. ريتا:         هذا مؤسف جوني. يمكن لأي طبيب نفسي أن يقول بأن ترابط أفكارك يكشف عن أشياء كثيرة. ممثل:        عما تتحدثين؟ ريتا:         أي نفساني يقول أن هذا يعني شيئا جوني.         أنظر جوني توقف المطر. ربما يعني ذلك شيئا. ممثل:        يبدو أنك لم تتخلصي من هذا. ريتا:         أتخلص من ماذا؟ ممثل:        من التعلق بالشعوذة. هيا. ريتا:         انتظر جوني، لا تعد إلى البيت. ممثل:        أي نوع من الرجال ترين بي؟ ريتا:         لا أعتقد أن أحدا يعرفك أكثر مني جوني. لم أعرف أبدا. ريتا:         من تظن أنك تخادع؟          أثناء جولتها الدعائية في أوروبا، التقت ريتا برجل أصبح زوجها الثالث. الأمير علي خان، ما أثار اهتمام اعلامي عبر العالم. انتهت فترة خطوبتهما بمراسيم زفاف استعراضية.         جسدت ريتا شخصية طالما أرادت أن تلعبها في أحبة كارمن. طلبت أن يكون والدها مصمما لرقصات الفيلم، الذي فاح منه عطر الإيقاع الإسباني الذي أتقنت ريتا أداءه بنجاح كبير.         بعد غياب دام أربع سنوات عن السينما، عادت ريتا لتقاسم دور مع غلين فورد، لتحقق بذلك عودة ناجحة في فيلم علاقة حب في ترينيداد.         خصصت ميزانية هائلة لإنطلاقة فيلم سالوما  عام ثلاثة وخمسين. حبس جمل ريتا الأنفاس عبر ذلك الإنتاج الملون الذي كلف مبالغ طائلة، حيث لعب إلى جانبها شارلز لودين دور الملك هاريك. ريتا:         لن تدعه يوقفني.  ممثل:        تعرفين أني أريدك معي، دائما. ريتا:         ولكن ليس إلى حد التمرد على القيصر. لماذا تخافه جدا مرسيلوس؟ ماذا يمكن أن يفعل؟ أن يحرمك من الأملاك، دعه يفعل ذلك. ممثل:        يمكن أن يفعل أكثر، يمكن أن يحرمني من.. ريتا:         من الحقوق الرومانية القيمة؟         من الإمبراطور القيصر سيبيريوس إلى أمير الجليل سالومي، لقد سببت الازعاج  للامبراطورية، ما يدفعني لاعتبارك في مرتبة البرابرة.         أي أني، مخفية من روما، للتأكد من زواج قريب القيصر من رومانية، وليس بربرية. ممثل:        أرجوك الأمر صعب بما يكفي. ريتا:         صحيح مارسيلوس؟ إلى أي حد؟          يعود السبب في نجاح سالومي إلى مفارقة إعلامية مساعدة، ذلك أن أميرة حقيقية لعبت فيه دور أميرة من الإنجيل. ممثلة:         السماء تمطر مفاجآت. دعيني أنظر إليك. بالأمس القريب كنت طفلة أرسلتها إلى روما. ممثل:        ما زلت كما أتذكرك أمي. ريتا:         إن كنت قد عشت محاطة بالضعفاء، وآمنت بمبادئ حمقاء، وجعلت نفسي ملكا لأي كان، حتى عرفت الشر، هذه أول مرة، أرى الخير في العالم.          انضمت ريتا إلى لائحة طويلة من مشاهير هوليود الذين عملوا في سالومي، وكان من بينهم تيرا بارا، ومازي موفا، وإفون دي كارلو. كلها برزت في السحر والفتنة عند أداء رقصة الحجب السبع.         لم يسبق لريتا أن بذلت جهدا كهذا في العمل.  أدت الإنارة إلى حر جعل ارتداء الأزياء شديد الإزعاج، كما زاد من صعوبة الإبقاء على تصفيف الشعر. تطلب ذلك إعادة تصوير عدة أجزاء من رقصة ريتا إرضاء للمخرج. أثبت فيلم سالومي أنه الأكثر تطلبا في تاريخ ريتا التمثيلي. تكمن المفارقة هنا في أن الفضل يعود إلى هذه الاستديوهات، التي أبرزت ألون مفاتنها. ريتا:         ألا يجب أن أكون من لحم ودم؟ لم أشأ النظر إلى وجهك من جديد.          بعد ذلك لعبت ريتا دورا في فيلم تادي تومسون، يعتمد على قصة قصيرة حول مومس تذهب إلى جزيرة باغو باغو، وحملت عنوان ألدو راي. ممثل:        لا تجهدي نفسك آنسة. ريتا:         شكرا. حسنا، هذا هو حال البحرية أعبر سبعة آلاف ميل في البحر كي أجد نفسي في الوطن. أمضيت ساعات طويلة بين السفن. هل يوجد هنا ما يدعو للترفيه؟ أعني أماكن للرقص أو ما شابه ذلك؟ ممثل:        إنه الأكثر إزعاجا في العالم، حار جدا، إنها صخور تقارن بالجمود التام، إنه أسوأ ما يمكن أن تتخيلينه لن تحبي ذلك أبدا. ريتا:         شيكي داغوني، هذا باليابانية يعني لا يهمني. ليست أول مرة لي خارج الوطن، كما أني لم أفر بعد.         لا تنهضوا ما عليكم سوى الجلوس. أبحرنا معا في سفينة كالدونيا.         هذا سلوك شريف جدا، ولكنه لا يهمني، فالمرأة  تحصل على ما تريده. ولا أريد الليلة غلا رفقة في ليلة ممطرة. إذا شعرتم بالوحدة تعالوا إلي. وداعا.  ممثل:        جئت شخصيا كي أقول تصبحين على خير. ريتا:         تصبح على خير. ممثل:        أعتقد أني كنت مشحونا عندما غادرت جيفرسون. ريتا:         تقريبا. ممثل:        هل قلت شيئا أزعجك؟ ريتا:         بل تصرفت بلياقة نادرة. ممثل:        حسنا، هذا ما أردته، طاب مساؤك. ريتا:         طاب مساؤك. ممثل:        عفوا عفوا.. ريتا:         ماذا نسيت هذه المرة؟ ممثل:        سأتوقف عن العمل غدا في العاشرة، هل أمر كي أصحبك للسباحة إن لم تمطر؟ ريتا:         ماذا إن أمطرت؟ ممثل:        سأمر على أي حال. ريتا:         هذا ما تخيلته.          عام سبعة وخمسون، أنجزت ريتا آخر أفلامها لكولومبيا، حيث لعبت دور امرأة ناضجة للفرانك سيناترا و كيم نوفاك في فيلم بال جوي. حاز أداء ريتا على إعجاب النقاد، وأكد الفيلم أنه يستحق النجاح الكبير فعلا.         مع نهاية الخمسينيات، دخلت ريتا في عصر احترافها الخافت.         هذه هي قصة التحديات الكبيرة، الفيلم الذي يضم كبار النجوم. ريتا:         ما زلت أحبك مات. ممثل:        هذا لا يدعو للخجل، في الماضي والحاضر.  يشارك في التمثيل نجم النجوم جون واين، كمروض في عالم السيرك. ونجم أمس العالم من أذنيه لعقد من الزمن. الممثلة التي لا تقلد ريتا هايورث، في دور ليلي ألفريدو، وهي امرأة تعاني من إحساس بالذنب وماض من الأسرار الدفينة. ممثلة:         أنظر إلى هذا، هل هذه هي أمي؟ ممثل:         نعم ميلي. ممثلة:         وهذا، يقول أن والدي قتل نفسه.         أعرف أعرف كل شيء، أعرف من أنت وأعرف من هو. ريتا:         توني، توني كل ما أردناه.. ممثلة:        أردت مات ثانية هذا ما أردته. عدت تتصرفين بقذارة مع مات ثانية. ممثل:         توني. ممثلة:         حسنا، إنه هنا، خذيه، خذيه.          حملت ريتا هايوورث الجمال والإثارة في جميع الأدوار التي لعبتها. بلغ حضورها الكهربائي على الشاشة الفضية سبعة وثلاثين عاما مدهشة، أنجزت خلالها تسعة وخمسون فيلما. لا شك أن ريتا هايورث أسطورة من صنع هليود.   --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل