اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 انتحار مرلين مونروي
 

انتحار مرلين مونروي

ممثل:         سيدي الرئيس، المتأخرة،  مارلين مونروي.

        (انتحار مرلين مونروي: حقيقة أم خيال)

         كانت مرلين مونروي في الواقع امرأة جميلة فعلا. ملكة سحر هوليود الحقيقية التي نشرت إثارتها في سينما الأوان عبر العالم.  تمكنت من البروز في التمثيل كأشهر فنانة في جميع العصور، مارلين مونروي، موهبة الترفيه، وفتاة الغلاف، وهي جميلة في الواقع كما هي على الشاشة. ولكن ما الذي جعلها تختلف عن آلاف الممثلات الشقراوات في مصانع أحلام هوليود.

        كانت سيدة الإثارة مارلين مونروي كما نعرفه في بداية هذا المشهد من فيلم سنوات خطيرة الذي صور عام ثمانية وأربعين. 

ممثل:        مرحبا إيفي.

مرلين:         أهلا صغير النقد.

ممثل:        انتظر، أحمل النقود الليلة. هل أراك فيما بعد؟

مرلين:         أنا لست متعبة.

ممثل:        إيفي ظننت أننا على موعد.

مرلين:         هذه الصينية تزن طنا.

         يعتبر صنع المشاهير من اختصاص هوليود وتجارتها الرابحة، تبذل الاستديوهات جهدا كبيرا لصنع وترويج شخصيات شاشتها. كان كل شيء يبدو في غاية السهولة لمرلين، التي بالغت في رفع صورتها النجومية الساحرة. من بين جميع النجوم الذين سبقوها أو جاءوا بعدها، تعتبر مرلين أشهرهن على الإطلاق. كان كل هذا الاهتمام حلما بعيدا عن طفولتها، فقد نشأت طفلة بالتبني وبين دور أيتام بين الحين والآخر، لهذا كانت أقرب إلى احتياجات هؤلاء اليتامى. بعد أن حققت المزيد والمزد من الذروة مع كل فيلم تطلقه، أخذت شعبيتها تحقق نموا هائلا لم يسبق له مثيل.

        مظاهرات شخصية، واستعراضات، كان الجميع يريد لقاء مرلين مونروي. عانق الجمهور والصحافة رمز الإثارة الأضخم، فحولت حياتها إلى رحلة بالسرعة القصوى، وقودها الشهرة. ماذا رأى الجمهور فيها لفصلها عن الآخرين؟

        هل هو ذلك الضعف الذي يختبئ وراء زرقة عينيها الفاتحة؟ هل هي ملامح تلك الفتاة الضائعة التي رأتها الكاميرا وضخمتها على الشاشة الكبيرة؟ إنه ذلك المزيج من الإثارة والبراءة الذي جعل منها نجمة، ولكنه جعل منها كذلك الأشد رغبة لدى البعض من كبار أصحاب السلطة.

مرلين:         ذرة حياتي أن أغني أمام الجنود هنا. ما زلت أملك مسرحا مفتوحا وسط البرد والثلج، ولكني أقسم بأني لم أشعر بإحساس أروع من ذلك.

         الجمهور الذي أحب مرلين وجعل منها نجمة، لم يتخيل أنها تخفي خلف هذا الجمال وهذه الابتسامة امرأة معذبة. تحولت مرلين مونروي بعد موتها إلى لغز غامض، غيابها المفاجئ في تلك الليلة من آب أغسطس من عام اثنين وستين، حال دون أن يتمكن جمهورها المحب ومواطنيها وحتى الفضوليون، حال دون نسيانهم تلك الحادثة الغريبة التي أحاطت بظروف موتها وألقت بها في سلة مهملات الماضي.

        هناك سؤال حول نزاعات هذه القضية ما زال يراود الدكتور تيودور كيرفي، المحقق في وفيات بلدية لوس أنجيلوس في فترة موت مرلين مونروي. وقد أجاب مرة بكل غرابة، يمكن لأي شيء أن يحدث في هوليود.

        كانت مرلين في سنوات مضت فتاة خجولة تحمل اسم نورما جين بيكر، لم تعثر على السعادة التي تصبو إليها. سرعان ما انتهى زواجها الأول إلى ابن جيرانها جيم دورثي إلى الطلاق. كان زواجا مرتبا من قبل والدة مرلين بالتبني التي أرادت إخراجها من البيت. كانت والدة مرلين الحقيقة ما زالت على قيد الحياة، ولكنها وقعت ضحية مرض عقلي، وهو مصير لاحق مرلين حتى أيامها الأخيرة. على خلاف صعودها المتألق نحو الشهرة، كانت حياتها الخاصة تعاني من التصدع مرة بعد أخرى. نهاية زواجها الذي دام تسعة أشهر من جو ديماجيو حطمها بشكل خاص. وقد ثبت لاحقا أنه من الأسباب الرئيسية التي تكمن وراء حياتها المضطربة.  ولم يكن زواجها الثالث من الكاتب المسرحي أرثر ميلر زواجا سعيدا. كان ميلر يريد أطفالا بين أشياء أخرى، هنا نشاهد مرلين سعيدة يتملكها الأمل في الطريق إلى المستشفى.

        المؤسف هو أن محاولة الإنجاب هذه وغيرها انتهت بالفشل. أخذ التوتر والاضطراب يسيطر على مرلين مع مرور الزمن، وأخذت تعتمد أكثر فأكثر على المهدئات. حتى تعرضت لانهيار عصبي أثناء تصوير جزء من فيلم عدم انسجام الذي كتبه زوجها أرثر ميلر. توقف التصوير لعدة أسابيع. وكان شريكها في الفيلم كلارك غابل واحد من القلة الذين أبدوا صبرا جميلا تجاه تأخيرها وسلوكها الاستعراضي. 

ممثل:        أنت امرأة جميلة فعلا. وكأن الجلوس إلى جانبك يشرف أي شخص. ملامحك تلمع في عيني. هذه مشاعري الحقيقية. ما الذي يصيبك بهذا الحزن؟ أعتقد أنك أكثر الفتيات حزنا على الإطلاق.

مرلين:         أنت أول من يقول ذلك، عادة ما يتحدثون عن سعادتي.

ممثل:        هذا لأنك تشعرينهم بالسعادة.

         أخذ زواجها من آرثر ميلر يبلغ نهايته، وقد تقربت من غيبل قائلة أنه أشبه بالأب الذي كانت تتمنى أن تنعم به في طفولتها. بعد أسبوعين من تصوير المشهد الأخير معا، مات كلارك غيبل ملك هوليود، فشعرت مرلين بأنها فقدت والدا لم تعرفه أبدا.

        التآمر، والتستر، والرشوات، عبارات أصبحت جزءا من الوعي الاجتماعي لبلادنا، وجميعها تنطبق على هذه القضية، إلى جانب لائحة أسماء تضم الرئيس السابق جون كندي، وأخيه المدعي العام بوبي كندي، ومسؤول الخيالة جيمي هوفا، ورجل العصابات سام جانكانا، واللائحة تطول. لكل اسم على اللائحة مجموعة أسئلة بدون أجوبة هي جزء من السجلات العامة، وما زالت تطلب إجابات.

        المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جون إف كندي، صهر الممثل بيتر لوثر التقى مرلين مونروي على شاطئ منزل لوثر في سانتا مونيكا. وقد رتب  اللقاء بينهما لوثر، وهو صديق مقرب من مرلين. اشتهر كندي بكونه زير نساء، وسرعان ما أغوته النجمة السينمائية. كان الإعجاب مشتركا ما أدى إلى علاقة عاصفة بعد أن قدم لوثر بيته ليجمع بين العشيقين. وهكذا أصبح الرئيس الأمريكي المنتخب على علاقة غير شرعية مع قنبلة الإثارة في هوليود مرلين مونروي. كانت المخاطرة هائلة. شقيقه بوبي، المدعي العام نظر إلى هذه العلاقة بمزيج من القلق والغيرة والحسد. يمكن التعرف على الجزء الأخيرة من حياة مرلين مونروي عبر ظهورها العلني الأخير. هنا تشارك في مراسيم تعميد ابن كلارك غيبل الذي ولد بعد ستة أشهر من وفاة والده الشهير.

        في السابع عشر من أيار مايو من عام اثنين وستين، تخلت مرلين مونرو فجأة عن تصوير فيلمها يجب أن يعطي شيئا، للذهاب إلى نيويورك، كي تحتفل بعيد ميلاد عشيقها، الذي هو رئيس الولايات المتحدة.

ممثل:         سيدي الرئيس، في مناسبة عيد ميلادك، هذه الليلة، ليست امرأة فقط، بل وتحترم موعدها، سيدي الرئيس، مرلين مونروي. المرأة التي يقال، أنها غنية عن التعريف، دعني أقول فقط، أنها هنا. ولكني سأقدمها على أي حال سيدي الرئيس، لم يعرف تاريخ العروض السينمائية أي امرأة، عنت الكثير، وفعلت الكثير..

        وكان تقديم لوثر لها حدثا مشؤوما ترك أثر غامض على الأحداث المتتالية.

ممثل:         سيدي الرئيس، المتأخرة، مرلين مونروي.

مرلين:         من كان ليتوقع في هذه الليلة الحافلة أن مرلين لن تعيش أكثر من أشهر ثلاث؟

مرلين: ميلاد سعيد، ميلاد سعيد، ميلاد سعيد سيدي الرئيس، أتمنى لك ميلاد سعيد. عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس.

كندي:         شكرا. أستطيع التقاعد الآن والتخلي عن السياسة بعد سماع أغنية عيد الميلاد، بهذا الصوت الحنون جدا.

         في الأول من تموز يوليو عيد ميلادها السادس والثلاثين، تابعت العمل في تصوير فيلم يجب أن يعطي شيئا. تغيب مرلين الدائم رفع ميزانية الفيلم إلى أرقام قياسية. وكانت هذه آخر المشاهد المسرحية من الفيلم التي ظهرت فيها مرلين.

مرلين:         مرحبا.

ممثل:        مرحبا.

مرلين:         ألم تعد تتذكرني؟

ممثل:        لا.

ممثلة:         أنا أتذكرك.

ممثل:         لا تعيري لها أي اهتمام إنها مجنونة. هل ستبقين هنا طويلا؟

مرلين:         لا أعرف هل تريدني أن أبقى؟

ممثل:        لا أعرف أين ستنامين.

مرلين:         ولا أنا أعرف بعد. ولكن إن عالجنا الأمر هل تريدني أن أبقى؟

ممثلة:         أنا أريدك.

ممثل:        لا يهمني الأمر. سوف أقفز.

مرلين:        تيمي، تيمي هل تعرضت للأذى؟

ممثل:        دعيني وشأني.

مرلين:        تيمي، هل تعلم، هناك في جزيرة بحر الجنوب، عندما يؤذي المرء نفسه ويرفض أن يراه الآخرين، هل تعرف ما يفعل؟ يجد شخص آخر ليبكي من أجله.

ممثل:        وكيف يساعده ذلك؟

مرلين:         سيفاجئك ذلك. هل أستطيع البكاء من أجلك؟

ممثل:        هذا سخيف.

مرلين:         أنا بارعة في ذلك.

         ذهبت مرلين في تلك الليلة إلى ستاد دودجير للمشاركة في إطلاق أول حفل خيري. ضاقت فوكس ذرعا ببطء سير العمل في الفيلم، فطردت مرلين، وقاضتها طلبا للتعويض. أصبح مستقبل النجمة على شفير الهاوية. في تموز يوليو من عام اثنين وستين فترت العلاقة بين مرلين وكندي، دخل بوبي كندي إلىالصورة، وأصبح متعلقا بالنجمة السينمائية الشهيرة. تنامت العلاقة،  أبدى بوبي إعجابه العلني بمرلين أثناء رحلاته المستمرة إلى لوس أنجيلوس لزيارة صهره الممثل السينمائي بيتر لوثر. بلغ الأمر حدا توقعت فيه مرلين من بوبي أن يطلق زوجته، كي يعلن أمام العالم رغبته بالزواج منها. ولكنه ما كان ليرضخ، فهددت مرلين بإعلان الأمر على الملأ. أعرف جوزيف كندي رب العائلة حينها عن قلقه المبرر. فهل يمكن لاتصال واحد له مع علاقاته القديمة بالجريمة المنظمة، أن يساهم بلعب دور في غياب مرلين الغامض؟

        جيمي هوفا، رئيس اتحاد سباق الخيل القوي الذي كان يتعرض لإزعاج عصابات بوبي كندي المنظمة، أراد التخلص من ملاحقة العائلة له. استأجر هوفا بيرنارد سبيندل، الخبير في زرع الأسلاك، لوضع أجهزة تنصت متقدمة وحديثة في هاتف منزل مرلين وأرجائه، لم يكن روبرت كندي ليعلم بأن حواراته مع مرلين مونروي كانت مسجلة. تؤكد هذه الوثيقة وتيرة هذه الاتصالات. أصبح بوبي شديد القلق بشأن علاقته مع مرلين. كما انتشرت شائعات عن الحمل، وعملية إجهاض. كان يدرك أن انتشار الخبر بين الناس، سيفسد مستقبله السياسي.

        في الصباح الباكر من يوم الخامس من آب أغسطس من عام اثنين وستين، عثر على مرلين مونروي ميتة. وجدت عارية منقلبة على السرير، وزجاج حبوب المنوم إلى جانبها.

        أعلن المحقق في مؤتمر صحفي أن الانتحار هو السبب المؤكد للوفاة.

مفتش:         عانت الآنسة مونروي من اضطرابات نفسية لفترة طويلة. وكثيرا ما أعلنت رغبتها في الاستسلام والانسحاب وحتى في الموت. في أكثر من مرة في الماضي، وسط حالات الخيبة والكآبة، حاولت الانتحار باستخدام المهدئات. وقد طلبت المساعدة في إحدى المرات، وتم إنقاذها. تبين من المعلومات التي جمعت حول الأحداث التي سبقت ليلة الرابع من آب أغسطس، أن الظروف قد تكررت باستثناء عملية الإنقاذ. بناء على كل المعلومات التي لدينا، نعتقد من وجهة نظرنا بوجود احتمال كبير لحالة انتحار.

         هل انتحرت مرلين مونروي فعلا؟ أم أن هناك أيد عبثت في الخفاء؟

        هذه بعض من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات في قضية مرلين مونروي. لماذا لم يتم العثور على بقايا حبوب المهدئات في معدتها عند التشريح؟ كانت المعدة شبه فارغة تماما. لماذا غيرت مدبرة منزل مرلين أونيس موراي قد غيرت أقوالها بشأن الأحداث التي وقعت يوم الخامس من آب أغسطس؟ وقد اعترفت بعد سنوات أن بوبي كندي كان في منزل مرلين ليلة الرابع من آب أغسطس. لماذا لم يتم العثور على أي بصمات؟  ولا حتى بصمات مرلين؟

        لماذا شاهد الجيران سيارة إسعاف أمام بيتها في الواحدة من بعد منتصف الليل؟ ولم يتم الاتصال بالشرطة حتى الرابعة والنصف فجرا. ماذا حدث لأمعاء مرلين الداخلية التي أزيلت أثناء التشريح؟ ولماذا رفض نائب المفتش ومساعده ليونيل غرانديسون، توقيع وثيقة الوفاة؟

        وضعت مذكرات مرلين الحمراء في خزينة مقفلة آمنة في مكتب المفتش العام. ثم اختفت في ظروف غامضة.

        عشية اختفاء هذه المذكرات، أعلن جيمي هوفا للصحفين أن لديه تسجيلات ستحرج الرئيس والمدعي العام. قامت الشرطة بمصادرة أشرطة التسجيل التي لدى برني سبيندل. ولم يرها بعد ذلك أحد.

        لو ابتلعت مرلين أكثر من أربعين حبة نيبوتول، لماذا لم يعثروا في الغرفة على كوب من الماء؟

        هل انتحرت مرلين مونروي؟ تؤكد الأدلة سعي للتستر. قد يبقى ما يخفونه عنا طي الكتمان إلى الأبد. موت مرلين المفاجئ انتزعها من حياة مليئة بالوعود، يحمل كل منها فرصة بالسعادة، التي كانت تبدو بعيدة المنال.

        بعد التشريح، لم يأت أحد لطلب جثة مرلين، وحده جو ديماجيو وقف إلى جانب مرلين عند موتها، كما كان معها في الحياة.

        تولى ديماجيو مراسيم الدفن بجميع تفاصيلها كما جاء الآلاف من الأصدقاء والغرباء حدادا على غيابها.

        عمل ديماجيو المتأثر على أن تنعم مرلين على الدوام بزهور ندية على قبرها. وما زالت الزهور توضع هناك حتى اليوم. أعلن جو في آخر كلمة وداع أثناء الدفن، أنه لن يسمح لأحد من عائلة كندي بالمشاركة في الجنازة.

        كانت مرلين في السادسة والثلاثين عندما عثر عليها ميتة في بيتها. كانت على وشك التفاوض ثانية على عقد مع الاستوديو. كان مستقبلها يبدو باهرا، وقال أصدقائها أنها لم تبدو من قبل بمثل هذا الجمال.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster