لغتنا تواكب العصر

جاك غليسون

جاك غليسون  يعتبر جاك غليسون من أوائل ملوك الكوميديا التلفزيونية. وقد كان المفضل لدى الجمهور أثناء الرقص والمزاح لبلوغ قلوب الملايين. صاحب أسلوب مميز مسرف جدا  في الترفيه، ولكنه حافظ رغم ذلك على تماسك مميز مع جمهوره من عامة الشعب. عرف بأدائه الطبيعي وموهبته الفريدة، فحقق نجاحا باهرا في التلفزيون، والسينما، فأثبت أنه قادر على التأقلم مع ظروف الكوميديا والدراما، بارع ومتعدد المواهب ومليء بالمفاجآت. هذا ما جعله يستحق لقب: الكبير. بدأ جاكي أعماله الفنية في سن مبكر،  فانطلق من المسرحيات المدرسية نحو عدد من عروض الهواة والتمثيل في المناسبات، حتى تحول إلى العمل في الملاهي. في ليلة من ليالي نيويورك وأثناء عمله هناك، أصر على إهانة إحدى الشخصيات الكبيرة في هوليود، جاك ونر، الذي اعتبر غليسون طريف جدا، فوقع مع عقدا للعمل في الاستوديو، جعل من جاكي غليسون ممثل في هوليود، فظهر في أفلام أقل أهمية مثل رجال البحرية، وطوال الليل، وترامب ترامب.. لم يكن اسمه قد اشتهر في المنازل بعد، ولكن هذا الواقع قد تغير مع ظهور التلفوين. عام خمسين طلب من جاكي استضافة مسلسل المنوعات التلفزيونية. كفلكيد أوف ستارز. قدم البرنامج برعاية دراغ ستورز أوف أميريكا وذلك من خلال شبكة تلفزيون دومونت التي أصبحت منسية. لم يحقق جاكي نجاحا كبيرا، ولكنه تلقى تدريبا أساسيا، إذ كان معتادا على العمل في الملاهي، فطور مواهبه ليتمكن من العمل حتى في التلفزيونات المحافظة جدا. جاكي: شكرا سيداتي وسادتي وأهلا بكم من جديد. يسرني جدا أن تستقبلوني في غرف الجلوس من جديد. تعرفون أن التلفزة عمل شاق جدا،  إنها شاقة على الممثل، حتى أني كي أتمكن من ذلك يجب أن أوفر كل طاقة لدي. بعبارة أخرى يجب أن أسجل لائحة بأنشطتي،  كي لا أبدد أي مشاعر. والآن أود قراءة بعض الملاحظات التي قرأتها أثناء الاستعراض التلفزيوني للأسباع الماضي، إنها هنا.  وهي تقول تناول الفطور في العاشرة، والنهوض في العاشرة وعشر دقائق. ملاحظة يجب أن أكف عن الطعام أثناء النوم. في العاشرة والنصف ارتداء الملابس، وفي الحادية عشر إلا ربع النهوض من الفراش. الحادية عشر وعشرين دقيقة  قراءة بريد المعجبين. والانتهاء منها بعد دقيقة واحدة.  بدا غليسون في أعماله الأولى عديم الارتياح وكأن بعض العناصر تنقصه. غليسون:       (..) ممثلة:          يا إلهي حطم كل الأثاث!!                 ولكن سرعان ما استعاد ثقته بكاملها واتسع إطار جمهوره.                 من بين مواهبه المتعددة أثبت غليسون أنه سيد خطوات الرقص. مهما ارتفع وزنه، الذي زاد في بعض الأحيان أكثر من مائة رطل، إلا أنه كان يبرع في الرقص، فانسجم كليا مع الإيقاع.                 كما استطاع اكتشاف المواهب الراقصة. سبق أن التقى في فترة الملاهي بمؤلفة رقصات موهوبة اسمها جون تايلور. فما أن تولى برنامج كافلكيد أوف تارز حتى أصر على أن يشمل العرض ما اعتبره أفضل الموهوبين في هذا المجال، وهم جزءا من فريق جون تايلر. مع تنامي شهرة جاكي وانتقاله إلى عروض أخرى بمفرده، كان يأخذ فرقة جون تايلور معه على الدوام. اعتبر غليسون أن افتتاحية الرقص هي من أهم جوانب الاستعراض، حتى أنه أمر بشراء كاميرا باهظة الثمن لتصوير المشاهد العلوية الخاصة بلوحات الرقص.         اعتبر العديدون من أمثال جاكي أن الرقص مناسب جدا للاستعراضات المتنوعة. أثناء عملها مع غليسون فازت جون تايلور بجائزة إيمي لأفضل مصممة رقصات. كاكي: هل تريدون الحقيقة طالما تمنيت الرقص مع فرقة جون تايلور هيا اعزف بعض الموسيقى.         لا شك أن جاكي كان راقصا بعض الشيء ولكنه لا يصلح للرقص مع فتيات الكورس.         كان جاكي يمازح بعضا من ضيوفه إلى جانب الرقص، وها هو يمضي بعض الوقت هنا مع المطربة غريسي بيري. جاكي: بالمناسبة كنت أتساءل إن كان هناك إمكانية لخروجنا بعد انتهاء العرض كي نتناول العشاء معا. ممثلة: تعرف مشاعري نحوك جاكي وكم تعجبني.. ولكني لا أريد التورط معك فأنتتعرف ما سيجري.                 ستأخذني الليلة للعشاء، وليلة غد، وما بعدها. لتتنبه فجأة، أنك مدين لي بتسع دولارات.                 بغض النظر عن النكات، عرف غليسون في هذا المجال كمبدد كبير. كان يصر على دفع الحساب عند خروجه مع أي كان حتى أنه كثيرا ما كان يسقي جمع الحضور على حسابه مهما ازدحمت الحانة بالغرباء. وحين يجد ثريا مهما كان دخله، كان غليسون يحب الفخامة، فمهما كان دخله عادة مات يصرف أكثر مما يكسبه. ممثل: رقم تسعة.         هنا نرى جاكي مع بيرت ويلر، عضو الفريق الكوميدي الشهير ويلر ولزي. جلاكي: لا شك أن عودتك تسرنا جدا بيرت. كنت رائعا في المرة الماضية مع أنك جئت إلى هنا قبل شهر واحد فكيف عدت إلى المدينة؟ ممثل: حسنا جاك عدت إلى المدينة كي أحتفل بعام زواجي الحادي والثلاثين. جاكي: مهلا ولكنك أخبرتني في الشهر الماضي أنك هنا للاحتفال بعام زواجك الثلاثين. ممثل: تعرف أن إيقاع حياتنا سريعا..         في بداية عمله التلفزيوني استعان غليسون بالكفاءات الكوميدية مثل ويلير لمتابعة أدائه الروتيني المبكر. ممثل: (.أغنية.) لا أحب هذه الأغنية، لا تقل أن  في هذه الأغنية شيء مضحك. غليسون: لا تلم الأغنية أنت السبب في ذلك. ممثل: لماذا؟ غليسون: لأنك لا تلفظ الأغنية بوضوح إنها مشكلة النطق، حتى أنك تبصق أثناء الغناء. الكلمات لا تخرج كما يجب كيف تتوقع الضحك من هؤلاء الناس إن كانوا لا يسمعون الأشياء المضحكة التي تقولها. ممثل: هل تعني أنك إن ألقيت هذه الأغنية سنسمع المزيد من الضحك عليها؟ جاكي: مزيد من الضحك؟ لن أضحك الذين في المسرح فقط بل حتى المراين في المسرح. ممثل: صحيح؟ غليسون:  بالتأكيد. ممثل: لن أصدق حتى أرى. غليسون:       تراجع قليلا من فضلك.                         أعدتها إلى البيت في التاكسي.  أحيانا ما كان يلجأ إلى التشويق أو عامل الوقت أو الأغاني أو الرقص. غليسون:       هل تريد شراء بطة.         ما كان دائما يحتاج  إلى وسادة للمبالغة في جسمه. ولكن في هذه الحالة من الواضح أن الوسادة تشكل عذرا لارتجاله. كل شيء في سبيل الضحك.         من أهم العناصر التي اعتمد عليها غليسون، بناء مجموعة من الشخصيات الأساسية، التي يلعب أدوارها جميعا، ويمكن أن تتكرر من أسبوع إلى آخر. ولكن مع مرور الوقت يصبح المشاهد أكثر تأقلما زتعلقا بالشخصية التي يلعبها. من الشخصيات التي لهبها جاكي دور الجامعي، التي أكسبته الكثير من البراعة الإيمائية.         كثيرا ما أحب غليسون روائع الكوميديا الصامتة التي أبدعها شابلن، وكثيرا ما انتهز الفرصة للعب أدواره الكوميدية الصامتة.         لعب غليسون في دور الجامعي شخصية الخاسر الذي يعجز عن الوصول إلى فتاة.         على الأقل لم ينل الفتاة التي يمنى الاحتفاظ بها.         من بين الأدوار الأخرى التي لعبها شخصية عامل البار جو. يبدأ غليسون المشهد بالتحدث إلى زبون خفي اسمه السيد دانهي، تكريما لوالد سجن في جوار عائلة جاكي. جاكي: أهلا سيد دانهي ماذا ستشرب، كالمعتاد؟ على الفور. إيه؟ لا لم يأتي لإصلاح الأنابيب. تفضل، اسمع، هل قرأت مجلة المشاهد الأمريكية؟ إنها جيدة فيها عدة مقالات رائعة. فيها مقالة سيد دانهي تتحدث عن الأطباء الذين يصفون لك الحمية. ولديهم مقالة هنا حول طبيب ذهب إليه أحدهم كي يفقد وزنه، فسأله كم تريد أن تفقد؟ فأجاب حوالي خمسون رطل وقال بأي قياس فرد ما هو قياس بزتك. فقال الطبيب حوالي اثنين وخمسين، وأضاف أعتقد أنك تريد النزول إلى أربعين، وتابع إليك ما ستفعله يجب أن تذهب إلى البيت وفي الطريق إلى هناك اشتري بزة قياسها أربعين، أنزلها إلى الطابق السفلي وعلقها على البراد. وأضاف كلما تنزل إلى البراد ليلا سترى البزة فلا ترغب بالطعام. هذا ما فعل الشاب فأخذ يرى البزة كلما نزل إلى البراد وفتحه فيقرر عدم الأكل. استمر على هذا الحال أسبوعا كاملا. وفي أحد الأيام وصل جائعا ففتح البراد وأكل كل شيء بما في ذلك البزة،  وغص بالأزرار.         من الشخصيات  المفضلة لدى جاكي تلك التي يلعب فيها دور رينالد فان غليسون الغريب والمميز، حيث يظهر فيه هنا كأمير الشيش كباب. غليسون: حسنا عودوا إلى القصر. اسمع أين الفتيات العبيد اللواتي اشتريتهن من سوق العبيد منذ أيام؟ ممثل: إنهن هنا سيدي أنظر بنفسك.         كان جاكي معجبا بالرفاهية، وسريعا في تبديد الأموال، وكثيرا ما كان يخبر النساء. إلى جانب طوله وعرضه ووسامته، فقد استمتع بالفخامة الرفاهية التامة. في مقارنة أخرى يمكن القول أن غليسون وشخصية رينالد كانا يبالغان في احتساء الكحول. جاكي: هذا ما أسميه نبيذ جاف.                 أعطني كأسا من الموكسي.  نظرا لشهرته من المحتمل جدا أن تكون كؤوس الموكسي هذه كما يسميها حقيقية فعلا. جاكي: موكسي مضاعف من فضلك. شكرا.         ومن المحتمل جدا أن يحتوي فنجان القهوة هذا على شيء آخر. جاكي: شكرا، إنه حلو جدا. شكرا. ممثلة: بكل سرور.         من أكثر الشخصيات التي لعبها شهرة دور رالف كرامدين، وهو سائق يعمل في حافلة للنقل العام. تجدر الإشارة إلى غليسون استوحى  شخصية كرامدين من أحد جيرانه.  وهو عامل مثابر لا يتمكن من تحقيق أي تقدم في حياته. جاكي: حسنا لا بأس. ممثلة: ما هي المشكلة رالف؟ غليسون: لا شيء جدي نحن كجميع أبناء أتلانتا لا أكثر. أين العشاء فأنا جائع جدا. ممثلة: مهلا لحظة. لن نذهب إلى مدينة أتلانتا؟ إذا أين سنمضي إجازتنا؟ غليسون:       سوف ننزل إلى المستودع وسوف نمضي  العطلة هناك. ممثلة: المستودع؟ غليسون: نعم في المستودع. ممثل: نعم في المستودع. غليسون:       ابق أنت بعيدا.                 برفقة زوجته أليس وصديقه تريكسي قدمت يوميا مغامرة جديدة عن حياة سكان الشقق الأمريكية الرخيصة. كانت الشقة مشابهة لتلك التي نشأ غليسون فيها بنفسه. بداية أراد المؤلفون تسمية البرنامج  الوحش، ولكن غليسون لين الإطار، مؤكدا على الحب، والحقيقة أن كرمدين أحبا بعضهما رغم المسافة. فأطلق عليه لقب شهر العسل.         كان البرنامج في البداية لا يختلف عن غيره. وكأنه جزء من استعراضات غليسون. ولكن سرعان ما نمى جمهوره إلى درجة أن غليسون بدأ عام خمسة وخمسون إطلاق أول مسلسل له من تسعة وثلاثين حلقة، مدة كل منها نصف ساعة، خصصت جميعا لشهر العسل. جذب البرنامج الجمهور الأمريكي، واستمر في العرض طوال عدة عقود.         يعود الفضل في جزء كبير من نجاح البرنامج لزميل جاكي أرت كارني، الذي لعب دور جار كرامدين وصديقه المفضل إد نوردون  الذي يعمل في شبكة الصرف الصحي. ممثلة: كيف أمضيت نهارك حبيبي؟ ممثل: كالمعتاد في المجرور. بإدخال الأنابيب وسحب بعضها، أخرجنا فردة حذاء قياسها أحد عشر ونصف، وكتلة من الشعر الأبيض. تذكرت، كرتين من لعبة الهوكي، كدت أحصل على الثالثة ولكنها ابتعدت مع التيار المتدفق  من شارع ثمانية وأربعين إنه سريع فعلا.         بدأ إحراز هذا النجاح منذ البداية، ذلك ان كارني وغليسون ينسجمان جدا على المسرح. ممثل: آمل أن يأمن هذا البيت من النمور. غليسون:       آمل أن تخبرني ما الذي يفترض بك أن تفعله ؟ ممثل: ماذا تعني؟ بذلت ما بوسعي. حتى أني ذهبت إلى أمبيركرومبي وفينش وما كانوا يعرفون ما يجب ارتدائه لقضاء أسبوع في المخزن. غليسون:       حسنا هل جلبت كل شيء؟ ممثل: تعرف أنك بما ترتديه لن تتمكن من تخليص أمي من حبة في مؤخرتها. (..)         مال غليسون عبر شخصيته إلى التحكم نسبيا بنكات نورتون الجانبية. غليسون:       أعرف الآن ما شعر به القيصر عندما طعنه روميو. من هو أفضل صديق لديك دورتون؟ من هو أفضل صديق لك؟ أنا أفضل صديق لديك.  سواء صدق ذلك أم لا لكنه كان دائما الرئيس، وكثيرا ما كان يحصد الجوائز العادلة.                 رغم عدم التشابه بينهما، وكأنهما لا ينتميان إلى بعض، ألا أنهما شكلا فريق كوميدي بالغ  الانسجام. غليسون:       سأنزل بمفردي، سأذهب بمفردي، اذهب أنت إلى أتلانتا. ممثل: حسنا رالف سأرسل لك بطاقة تذكارية. غليسون: بل ستنزل معي إلى هناك.         إلى جانب نجاحاته الفريدة في الكوميديا،  بدأ غليسون مسعى جدي لتحقيق أحلامه الموسيقية، وأنجز مجموعة ناجحة من التسجيلات، وها هو يقدم مع سو أني برنامج منوعاته وكأنه موسيقي. غليسون:       أنت زهرة بلة صغيرة، تصبحين عرشا لمدينة كبيرة، أيتها الزهرة الصغيرة، السيئة، عودي كما كنت زهرة بلدة صغيرة، اركبي قطار البلدة الصغيرة، أيتها الزهرة الشريرة، قبل أن تؤكلين، وقبل أن يمطرونك بالذهب الذي سيغرقك. ابحث عن بلدة صغيرة، وعش حياة بلدة صغيرة، في بلدة صغيرة.         كانت لانغدون واحدة من أربع نساء لعبن دور العنيدة أليس كرامدين، وهي تلهب هنا بعضا من أغرب أدوارها. غليسون:       ماذا تفعل فتاة لطيفة وشابة مثلك في مكان كهذا؟ ممثلة: أعمل هنا لأن أمي مريضة. غليسون:       هل تدفعين حساب الطبيب؟ ممثلة:          كلا هذا عمل أمي ,انا أحل محلها حتى تتحسن.         قام غليسون بأداء عمل جيمي دورانت تقديرا للمستوى فحوله إلى موسيقى. أوقف الموسيقى، كنت في الحديقة العامة أنام على أحد المقاعد، فجاءت اثني عشر ذبابة، لتجلس على أنفي، فتابعت النوم، ثم جاءت نحلة  وجلست على أنفي، فصحوت حينها وقلت لا بد من وجود شخص ذي بينكم لهذا ارحلوا جميعا.         استمر اهتما غليسون بالموسيقى لعدة سنوات تلت، وقد تمكن بفضل استعراضاته العديدة من تقديم الكثير من الأعمال الجديد في التلفزيون، وكان بينهم إلفيس برسلي، بربرا سترايزند، وهنا يبدو الفتي ويني نيوتن.         تعتبر لعبة الغولف من اهتمامات غليسون الأخرى، وكثيرا ما كان يفضل هذه اللعبة على يوم التمرين. وكما تقول الأسطورة، أمضى وقته على هذا الحال. غليسون:       أستطيع اللعب في أي وقت. كم أحب الوقوف هناك وضرب الكرة وكأنها طلقة مسدس. كان ظهوره مع الممثل فرانك فونتين من أفضل المشاهد التي أعدها غليسون، الذي لعب دور شخصية المجنون غوغينهايم. غليسون:       أين كنت هذا الصباح لم أرك هنا. ممثل: كنت أتسكع حول المنزل أي أني لم أتوقف عن العمل. لا أحب التوقف عن العمل لهذا كنت أتسكع حول المنزل، كنت أتسكع في الجوار لا أتوقف عن العمل. تسألني زوجتي ماذا تفعل؟ فأجيب لا شيء.  يقال أن غليسون أحب هذا الاستعراض عل وجه الخصوص، لأنه لا يحتاج للتمرن على  الحوار، فكان يكتفي بردات الفعل بملامح وجهه. ممثل: هذا ما أريده، تسمعها تقول أنظر إلى روعة هذا اليوم الدافئ والمشمس، فلماذا لا نخرج معا ونذهب إلى السينما؟         هذا محتمل جدا ولكن المؤلف أحيانا ما كان يضفي بضع مفاجآت مضحكة على نص غوغنهايم. ممثل: جاكي غليسون، ليتك رأيته في صورته.   يا إلهي، كان بأفضل ملابسه، لا يكف عن تسريح شعره، يغسل يديه ويرتدي بزة جديدة وربطة عنق مقلمة، وزهرة كبيرة عند صرته. ومع ذلك بدا كأنبوب كبير هائل. غليسون:       كنت من المعجبين بجاكي غليسون، حتى أني في أحد الأيام رايته شخصيا. إنه ليس بدين، إنهم يحشونه في الأفلام. ممثل: وقد حشوه لهذا التصوير أيضا. كما بالغوا في حشوه..  كان غليسون يعود إلى السينما بين البرنامج والآخر. في فيلم هوستلر لبول نيومان لعب غليسون دور مينوسوتا فات،  الذي قام فيه بدور لاعب البليارد الناجح، وقد تعامل معه ببراعة محكمة. ساعده في ذلك خبرته في لعبة البليارد طوال حياته، خصوصا وأنه كان يتردد على نادي البليارد المحلي أثناء فترة شبابه، وتغلب على جميع الوافدين. وهكذا تمكن من أداء كل الضربات المكتوبة في النص، مضيفة بضع ضربات أخرى. يعتبر بول نيومان أنه بارع في لعبة البليارد شخصيا، ما جعله يتحدى جاكي غليسون في واقع الحياة، ولكنه لم يكن بمستوى الرجل الكبير. تمكن غليسون من مسح الطاولة، فترشح على دوره في الفيلم للحصول على الجائزة  الأكاديمية. بعد فترة وجيزة أكمل غليسون جميع أدواره المفضلة. لعب جاكي في فيلم جيغو دور فلاح أصم في ضوضاء باريس، يصر على رعاية طفلة صغيرة محتاجة. بغض النظر عن ترشيحه للأوسكار، إلا أنه قام في الفيلم بأداء مميز. مع مرور السنوات، أعاد جاكي الحياة ثانية إلى المسلسل الشعبي شهر العسل. عام ألف وتسعمائة وثمانون أطلقت مجموعة من الحلقات الضائعة من المسلسل ما أثار إعجاب الشعبية الواسعة لهذا البرنامج. حاز جاكي على جمهور واسع بين الشبان من خلال شخصية الشريف بوفورد تي العادل وذلك في فيلم سموكي أند بانديت، وقد اشتهرت الشخصية لدرجة دفعت جيسون لإنجاز جزئين. عام ثلاثة وثمانون دورا فنيا مميزا في فيلم ستينغ تو، وقد اعتبر دورا سهلا على غليسون الكبير، عام ستة وثمانون أكمل جاكي مجموعة أفلامه بأداء قوي مميز أمام توم هانك وذلك في فيلم لا شيء مشترك، الذي شكل نهاية سنوات  احتراف رائعة. استطاع المزاح.. غليسون:       إنه حلو جدا.         والرقص والتمثيل مع الأفضل عبر استمتاعه بالحياة ورغبته الشديدة في إثارة الضحك، ما جعل منه استعراضي رائع. سيدا للكوميديا، والدراما، ما عزز موهبته في براعة الأداء، فهو موهبة طبيعية تتعدى المقارنة. فقد نهض من أصوله المتواضعة ليتوج ملكا على عرش الترفيه. رغم ميله للأعمال القديمة، وكلفة أعماله الباهظة، إلا أنه لم يفقد إحساسه بالإنسان العادي. سوف تتذكر أمريكا جاكي غليسون باستمرار كأحد أفضل ممثلي الفكاهة لديها.   --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل