اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 أرض الكتب السماوية أو منبع الديانات السماوية
 

القدس

أرض الكتب السماوية!

          مساحات أراض صغيرة محاذية للأبيض المتوسط، أصغر من ولاية نيوجرسي.

          بلاد نشرت بصماتها في العالم أجمع، وما زالت أسرارها بعمر الزمن.

          فيها مدينة ليس كل ما يلمع فيها ذهبا.

          وبحر تكاد تمشي فيه على سطح الماء.  

          مر من هناك وعلى مدار ألفي عام ملوك وصليبيين وحجاج وعلماء جاءوا بحثا عن أسرارتلك الديار.

          ومع مرور الزمن أصبح العثور على آثار دينية أشد صعوبة من قبل.

          ولكن عام سبعة وأربعين استطاع طفل تسجيل اكتشاف مدهش.

          كان الفتى يبحث عن شاة ضاعت في أعالي الصخور المحاذية للبحر الميت، فعثر على مجموعة من الجرار في إحدى الكهوف النائية.

          وقد عثر في الجرار على كتابات عمرها ألفي عام. وقد عرف هذا الكنز بلقب لفائف البحر الميت.

          وقد اكتشف علماء الآثار اليوم مزيدا من أسرار تلك المنطقة الرائعة.

          ولكن من أين تنبع قداسة هذه المنطقة؟

          ما الذي يجلب إليها الحجاج سنويا من مختلف بقاع الأرض؟

          السر بكل بساطة. هو أنها منبع الديانات السماوية الثلاث.

الإسلام، لأن النبي محمدا عليه الصلاة صعد من هناك إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج.

واليهودية، لما كان لهم فيها من فترة حكم دامت زهاء سبعين عاما.

والمسيحية، لأن السيد المسيح عليه السلام قد عاش وصلب فيها.     

          تقع بيت لحم في الضفة الغربية وهي بلدة جبلية ترتفع ألفين وخمسمائة قدم عن سطح البحر، ومع أنها نشأة في منطقة شبه صحراوية إلا أن المشهد فيها قد تغير منذ العصور الغابرة.

          وهكذا ما زالت حقولها الشرقية مراع خصبة يعيش فيها الناس على طريقة أسلافهم في عصر ولادة المسيح. إلا أن عدد سكان بيت لحم  قد نمى ليصبح اليوم أربعين ألف نسمة.

كانت بيت لحم في عصر السيد المسيح أصغر بكثير مما هي عليه اليوم والحقيقة أنها كانت في أعلى التل خلف ما يعرف بكنيسة الميلاد. أي أنها كانت في القرن الميلادي الأول عند الزاوية الغربية الشمالية حيث لم يزد عرضها عن كيلومتر واحد ولا يسكنها أكثر من ألف شخص.

          كانت تعتمد حينها على الزراعة وقد عرفت بمراعيها على حافة الصحراء، كما أحيطت ببعض المناطق إلا أنها لم تكن على الطريق المؤدي إلى أي مكان.

تتمتع هذه البلدة بأهمية بارزة، إذ تعتبر كنيسة الميلاد مكان لولادة المسيح عليه السلام، وهي تعتبر اليوم من أقدس المقدسات المسيحية.

          للكنيسة مداخل ثلاث فتحة إحداها منخفضة والبقية مقفلتان.

          يعتقد البعض أنها تهدف لإجبار الزائر على الانحناء والتواضع، فكرة جميلة. ولكن البعض يؤكد أنها تهدف لرد المعتدين.

          جرى استبدال الأرض والسقف عدة مرات، ولكن البنية الرئيسية تعود إلى القرن السادس الميلادي. يقع الغار المقدس في أعماق الكنيسة، تضيئه قناديل الزيت ويغطيه الرخام الأبيض، كما تحمل نجمة الأربعة عشرة عبارة كتب عليها: هنا ولد عيسى المسيح ابن مريم العذراء.

          سرعان ما تحول الحج إلى هذا المكان تقليد مسيحي. تأتي الحافلات اليوم وهي مليئة بحجاج يأتون لتقبيل النجمة أو لمس المكان الذي ولد فيه المسيح.

          يقال أن في كنيسة الميلاد سر دموي تقشعر له الأبدان. فحين سمع الملك هيرودوس بولادة الملك الجديد أمر رجاله بقتل جميع الأطفال الذكور في بيت لحم.

          يقول ماثيو أن يوسف قد حذر في الحلم ودعي للسفر إلى مصر بصحبة مريم ويسوع الطفل.    

          يعتقد أن الرحيل إلى مصر كما ذكر ماثيو قد صح تاريخيا، لأن بيت لحم في عصر المسيح كانت أسيرة الخوف والرعب لأن ميكا، أحد رسل العهد القديم أكد أن بيت لحم هي مسقط رأس ملك محارب.

          من المعلوم أنه كان لدى هيرودوس شرطة سرية تحدث عنها المؤرخ جوزيفوس، وقد اجتمعت تلك الشرطة على طرقات المدن والقرى متحفزة لأي أقوال تتعلق بأعمال التمرد.

          كان الجميع يدرك بأن هيرودوس ما كان ليتردد بمسح القرية عن بكرة أبيها، ولا شك أن يوسف وغيره كان ليفكر بالرحيل عن القرية حتى يموت ذلك المعتوه.

 تقول الرواية أنه قد تم حينها ذبح جميع من هم تحت سن الثانية في بيت لحم.

          يقال اليوم أن هناك مجموعة من الكهوف أسفل الكنيسة تحتوي على جثثهم. وقد كرست كنيسة الطهارة لتكريمهم.

          عادت مريم ويسوع المسيح إلى الناصرة بعد موت هيرودوس.

          وقد سكنت العائلة في تلك البلدة الصغيرة التي نشأ فيها المسيح وترعرع.

          تحولت الناصرة، على خلاف بيت لحم إلى مدينة عصرية هائلة، تعتبر اليوم أكبر مدينة عربية في الجليل.

          تبعد الناصرة عن القدس ساعتين ونصف  الساعة بالسيارة.

قلة يعرفون أن الناصرة في عصر المسيح كانت مجموعة من المزارع التي تسكنها حوالي ثلاثين عائلة.

          تطل اليوم على مدينة الناصرة كنيسة البشارة الإيطالية التصميم والتي شيدت قبل أربعة عقود فقط، ويقال أن هذه الكنيسة الكاثوليكية قد شُيدت في موقع المنزل الذي كان يسكنه يوسف ومريم.

          لا شك أنها الكنيسة الأكبر في الناصرة. كما أنها من بين الأرفع تصميما بين كنائس الديار المقدسة.

     تقع أسفل الزخارف مغارة البشارة، وهي المكان الذي يعتقد بأن الملك جبرائيل قد جاء يبشر فيه مريم بحمل المسيح.

          إلا أن الكنيسة الأرثوذكسية تعتقد بأن البشارة قد حدثت على بعد مئات الأمتار من كنيسة القديس جبريل. فأيهما هو الأصدق.

     قد لا يصدق أي منهما.         

الحقيقة هي أن أحدا لا يعرف بدقة أين بُلغت البشارة. يعتقد أنها لم تحصل أصلا في الناصرة، ولكن بما أن للطائفة الكاثوليكية مكان هناك فهم يدعون أنها بُلغت فيه، وبما أن الكنيسة ليست الأرثوذكس يقولون أن البشارة قد بلغت في كنيسة لهم تقع على بعد مئات الأمتار. كتب الإنجيل جميعها تؤكد أنها بُشرت في الناصرة.

          لكن البعض يعتقد أنها بُشرت في بيت لحم،  ذلك أن إنجيل ماثيو يؤكد ولادة مريم ويوسف في بيت لحم، ما يعني أنها بُشرت هناك، وأنهما ذهبا إلى الناصرة لاجئين.

  يدور الجدال الثاني المتعلق بحياة المسيح حول جنوبي الجليل حيث يصب نهر الأردن في البحر الميت. يعتقد أن هذا مكان إنجيلي مقدس خلف الأردن.

          يقال أن يوحنا المعمداني قد عمد المسيح هناك. ولكن على أي ضفة من النهر؟

          تؤكد المصادر الإسرائيلية أنه عُمد في قصر اليهود على الضفة الغربية من النهر، بينما تؤكد الإثباتات الأثرية أن وادي خرار الأردني هو الموقع الصحيح.

          ما زال المسيحيون الأردنيين يؤدون شعائر التعميد في موقع كنيسة قديمة هناك.     يمكن للزائر أن يتعمد هناك في موقع شُيد لاستيعاب مجموعة من أبرشية كاملة.  

          يعتبر البحر الميت اكثر المناطق انخفاض في العالم، فهو بعمق ألف وثلاثمائة قدم تحت سطح البحر أي أنه أكثر انخفاضا من الوادي الميت في كليفورنيا بألف قدم.

          يحتوي البحر الميت على اثني عشر مليار طن من الملح، إلى حد أن الأعمدة المتجمدة تمتد على الشواطئ كما يمكن للسائح أن يعوم دون خوف من الغرق.

يعتقد أن المرء لا يقدر كم سيطفو ولكنه ما أن يجرب العوم حتى يفاجأ جدا.

          ترتفع الذراعين بمفردهما ولا داعي لأن تفعل شيئا.

جميل جدا أن يطفو المرء ويسترخي إنه رائع فعلا.

 جو من الاسترخاء التام، يعتقد انه من السهل النوم هناك.

المياه تُشعرك بالنحالة.

 طعمها يثير الاشمئزاز.

 طعم كريه ومالح جدا.

 ولكنها مريحة جدا ودافئة.

 من معلومات البحر السرية أن فيه أعلى نسبة من المعادن في أي كتلة مائية من العالم، فهو يحتوي على خمسة أضعاف المعادن المتوفرة في أي بحر على سطح الأرض.

 تقدم المنتجعات هناك علاج للتجميل يشمل فركا بالملح والوحل الذي يعتقد أنه يحتوي على عناصر علاجية خصوصا للأمراض الجلدية ومشاكل العضلات. يقال أن كليوبترا قد استعملتها لحمامات الوحل.

    من المعروف أن الملح والوحل مناسبان جدا للبشرة، يأتي الناس إلى هناك من جميع أنحاء ألمانيا وسويسرا بقصد العلاج، فالبحر يطهر البشرة وينقيها ويدمل الجروح.

 كما يمكنك الاعتماد على نفسك. أما النتيجة فهي علاج تجميلي مجاني.

          يؤدي التبخر الدائم إلى انتشار الضباب فوق سطح البحر، ما يحول دون حرق البشرة بأشعة الشمس إذ يؤدي ارتفاع الضغط الجوي حول سطح البحر إلى تنقية الحرارة من الأشعة ما فوق البنفسجية.

          يقال أن أطلال مدينتي سيدوم وغمره المدمرتان ما زالتا تحت سطح المياه المالحة.

          سيدوم هي المدينة التي دعي فيها النبي لوط إلى الفرار قبل أن تنهار على ما أُفسد فيها.

          تحطمت المدينة على من فيها بعد خروج لوط خلف ملائكة أمروه بألا ينظر إلى الخلف، ولكن زوجته خالفت الأوامر فتحولت فورا إلى كتلة من ملح توحي بملامح جسم المرأة.

يقول البعض أن كلمة سيناء تعني الدغل، وقد ترى اليوم بهذه الحالة أنها اسم على مسمى.

          ترتفع قمة جبل سيناء حوالي سبعة آلاف وخمسمائة قدم عن سطح البحر.

          وقد يستغرق المرء في نزهته من دير القديسة كاثرين الأرثوذكسي الواقع عن سفح الجبل حتى القمة حوالي ساعات ثلاث.

  فإذا تحرك المرء بخطى حثيثة رشيقة يستطيع الوصول خلال ساعة ونصف الساعة.

       أما التنزه بخطى مريحة فيحتاج إلى ساعتين ونصف أو ساعات ثلاث.

 صعد النبي موسى عليه السلام إلى جبل سيناء بعد خروجه مع أتباعه من مصر هربا من قسوة الفراعنة.

          وقد عاد من هناك حاملا معه الوصايا الأبدية العشر.

          أما اليوم فيمكن للزائر الرياضي بلوغ القمة عبر أربعة آلاف درجة تعبيرا عن التوبة، أو عبر الصخور كنوع من التكفير عن ذنوبه، ولكن هناك وسيلة أسهل لغير الراغبين بالمشي.

          يبدأ غالبية الزوار صعودهم أثناء برودة الليل حيث يكفي ضوء القمر لإنارة طريقهم نحو القمة.

          تطل القمة على مناظر خلابة لقمم جبال متألقة ووديان عميقة تتغير فيها ألوان الصخور طوال النهار.

          بعد النزول يفتح دير القديسة كاثرين أبوابه كما يفعل صباح كل يوم لاستقبال السياح لبضع ساعات.

          يقال أنه أقيم في المكان الذي تحدث فيه الله أول مرة إلى موسى. زرعت في الدير أنواع من أشجار التوت البري المعروف هناك بلقب العلّيق والذي يعمر طويلا.

          يرد في سفر الخروج أنه أثناء قيام موسى برعى الأغنام على سفوح ذلك الجبل رأى بطرف عينه ما يشبه المعجزة. حيث اشتعلت النيران في جب أعشاب دون التهامه.

          وعند اقترابه خرج  صوت من بين الأعشاب، شاءت الأقدار أن يكون موسى كليم الله قد اختير لمواجهة فرعون وإخراج أبناء أمته من مصر. وعندما أعلن موسى أنه رسول الله لم يصدقه أحد، حتى ظهر بإشارتين.

          أمر الله موسى أن يرمي بعصاه أرضا فإذا هي حية تسعى.

          ثم وضع موسى يده بعباءته ليخرجها مغطاة بالجذام، وبعد لحظات قليلة شفيت تماما.

          أطلق على الدير لقب قديسة الإسكندرية في القرن الرابع كاثرين، وقد أم الحجاج هذا المكان منذ ذلك الحين.

          يعتبر هذا من أنشط الأديرة القديمة في العالم.

          فهو كثير التفاعل ومتعدد الأجواء كما أنه قديم جدا. ولا يعرف إن كان يصح القول بأن مليء بالأعمال الحجرية.

 يزين المصلى بديكورات من القرن الخامس عشر وثريات ولوحات فسيفسائية وناووس يقال أنه يحتوي على رفات القديسة كاثرين.

          تعتبر مكتبة الثانية من حيث الأهمية بعد مكتبة الفاتيكان إذ تحتوي على مجموعة من المخطوطات الإنجيلية القديمة. إنها بعض من نسخ الإنجيل الأقدم في العالم.

          تحتوي الغرفة الأخرى على مزيد من التذكارات الأثرية.

          دفن الكهنة الذين عاشوا وماتوا هناك منذ مئات السنين في ذلك المدفن. تنحى بعض العظام القديمة في موضع لحفظ العظام بين الحين والآخر فسحا بالمجال للمتوفين الجدد.

          من بين الأسرار المحيطة بعظام كاهن اسمه القديس اصطفان، أنه كان في القرن السادس عشر يحرس الطريق المؤدي إلى جبل سيناء. ولم يمر حاج دون الاعتراف له بخطاياه.

          تمنى القديس اصطفان حماية الطريق حتى بعد موته. نفز زملائه الكهنة وصيته بوضع جثمانه مرتديا ملابس الكهنوت إلى جانب زملائه الأموات. وهو اليوم يتولى حراسة الكنيسة بعد موته كما كان يحرس الممر وهو حي.

          يرد في السفر الرابع أو سفر العدد أن أتباع سيدنا موسى قد تمردوا عليه وتاهوا في الصحراء حتى نفذ ماءهم.

          فحصلت المعجزة.

          يمكن للزائر اليوم أن يرى آثار المعجزة في قرية وادي موسى داخل مبنى متواضع تعلوه قبب ثلاث، إذ أن فيه نبع يقال أن موسى قد وجده.

          هذا ما يعرف اليوم بنبع موسى، ويقول سفر العدد أن الله بعدها قد حرم موسى من دخول أرض الميعاد.

    يطلق الإنجيل على هذه الأراضي الأردنية لقب إيدوم. على مسافة أميال من هناك تصبح على مدخل مدينة حفرت في الصخر.

          تحمل بترا لقبها من كلمة يونانية تعني الصخر. يقال أن شيلوح هو اسم مدينة الأماكن العالية والأعمدة العالية قد ذكرت في كتاب الملوك، ومن المحتمل أن تكون بترا.

          تقع المدينة عند نهاية طريق الملوك الجنوبي،  السائر بخط مواز للبحر الميت.

          هناك عدد من الأماكن العالية في بترا. ربما كان جبل هارون أشهرها والذي يعتبره اليهود مزار مقدسا إذ يؤكدون أن هارون الكاهن الأعلى الأول لديهم وشقيق النبي موسى قد دفن هناك.

          تدهش بترا زوارها من صناع السينما، ولا غرابة في ذلك لأن المخرج ستيفن سبيلبيرغ قد اختار أشهر واجهات بترا، الخزنة، لتصوير المشهد الأخير من فيلميه إنديانا جونز والحملة الأخيرة.

          يعتقد أنها شيدت لأحد ملوك القرن الميلادي الأول وكان اسمه خزنة، أو خزينة. يأتي هذا اللقب من أسطورة تقول أن أحد ملوك الفراعنة قد وضع كنزا في صندوق خبأه في أعلى الواجهة. لقد حاول البعض فتحها رميا بالرصاص،  وما زالت آثر المحاولات الفاشلة ظاهرة للعيان.

          كانت بترا عاصمة لشعوب الأنباط، الذين وجدوا في الصخور مكانة هامة لديانتهم.

 كان الأنباط متدينون إلى حد ما بحيث أنهم كانوا عند السفر يحملون معتقداتهم معهم وينشرونها شرقي الأبيض المتوسط.

          هناك قداسة رئيسية في الكتلة. ربما كانوا يحملون معهم صورا لعناصر ميتة، ومع ذلك هناك شعور بوجود كتلة أساسية تراها جنوبي السعودية تلك الكتل الصخرية البسيطة المرصعة بملامح أنف وعينين بالغة البساطة.

 ربما كانت تلك الكتل الصخرية ملهمة لما ذكر في الديانات اللاحقة عن أصنام الصخور. كما نحت الأنباط نصبا تذكارية وتماثيل منتصبة ترمز إلى آلهة الشمس دوشارة. صنع الأنباط اثنين من أكبر هذه التماثيل وأضخمها ولكن المدهش هو أن الأنباط لم يرفعونها. بل نقشت في أعلى جبل لتبقى فيه نصبا.

   أبرز ما في بترا ما يعرف بالمذبح الأعلى، حيث كان الأنباط يقدمون فيه القرابين لآلهتهم.

 كانوا يعدون صورا مطابقة لأنفسهم، ويقيمون شعائر لذبح الحيوانات قرابين وما شابه، كما كانوا يشعلون البخور أمام الصور وأمام الجبال التي تمثل أنقى أشكال القداسة التي يمكن رؤيتها.

 تعتبر بترا هائلة شاسعة تنضح بجمال الطبيعة وآخر من صنع البشر.

 إنه مكان مدهش، يثير الإعجاب إلى حد يصعب معه استيعاب تاريخ ذلك المكان.

          إنه أشد إثارة للدهشة مما يقرأ في الكتب والمراجع. إنه من الأماكن التي يجب أن تراها حتى تصدقها.

          بعد ألف وثلاثمائة عام من عصر موسى أخذ المسيح يعظ ويبشر. وصنع الكثير من معجزاته في ذلك الجزء من أرض الكتب السماوية الذي يعرف بالجليل.

           يقع الجليل إلى الشمال من مدينة القدس، وقد تستغرق رحلة السيارة من هناك ساعتين ونصف الساعة.

          يقال أن السيد المسيح قد مشى على وجه الماء في بحر يعرف ببحر الجليل الذي يعتبر أكبر بحيرة مياه عذبة في الجوار.

          تقع كنيسة المضاعفة في موقع يقال تقليديا أن السيد المسيح قد حول فيه سمكتين وخمس أرغفة من الخبز إلى طعام يكفي لخمسة آلاف شخص.

          يوجد في الداخل لوحة فسيفسائية تكريما لتلك الوليمة.  

          لم يقصد من موقع الكنيسة أصلا أن يكون الموقع الحقيقي فعلا.

          لم ترد قصة الخبز والسمك مرة واحدة بل مرتين في الإنجيل، ففي المرة الأولى أطعم المسيح أربعة آلاف شخص وفي المرة الثانية أطعم خمسة آلاف، وقد تم ذلك في المنطقة الصحراوية على الجانب النائي من البحيرة ولكنها انتقلت عبر البحيرة لأن تابكا حيث الموقع اليوم فيها سبع ينابيع وقد كانت دائمة الاخضرار عذبة المياه كثيرة الظلال التي يستريح فيها الحجاج البيزنطيين.

          وأثناء قيامهم بالنزهات كان الواعظ يذكرهم بنزهة أخرى يقوم فيها المسيح بتقديم الطعام، لأن ما يعرف هو أنك حين تتحدث إلى الناس لا يسمعونك بل يعبرون نصف المسافة ويكونون فكرة خاطئة. إن كان يتحدث عن إطعام الحشود، وهو يفعل ذلك هناك فلا بد أن هذا ما حدث هناك، لهذا تتحرك التقاليد.

          عثر يسوع على أول أتباعه بالقرب من قرى الصيادين في الجليل. قد تكون كابرنوم المنطقة التي شهدت أغلب معجزاته. ولكن هل يمكن تخيل ما كانت عليه الحياة هناك قبل ألفي عام؟

 ما جلبه المسيحيون إلى الموقع هو بأهمية ما يرونه. عليهم أن يعودوا بالزمن إلى الوراء، فإذا قام المرء بزيارة كابرنوم مثلا يمكنه رؤية منزل بطرس، التي ما زالت أرضيته على حالها منذ عصر بطرس.    

          يمكنهم التنزه في شوارع القرن الميلادي الأول، ويمكنهم رؤية المنازل الصغيرة، كما يمكنهم بشيء من المخيلة رؤية كابرنوم في يوم شتاء ممطر. لا شك أنها مأساوية لأنها شيدت من البازلت. كانوا من الصيادين الذين عملوا بجهد كبير للبقاء أحياء، أي أن أتباع المسيح كان من ذوي الأعمال القاسية، كانوا من قساة الصيادين جسديا وعقليا. لم يكونوا ممن يسهل التعامل معهم كحماس عابر لمشردين بؤساء.

 لا يمكن لمسيحي زيارة أرض الكتب السماوية دون التجول في الجليل، أرض السيد المسيح ومعجزاته.

          يؤكد الانجيل أن يسوع قد توجه إلى مدينة القدس التي أصبحت مركز اهتمامه الكهنوتي.

          والقدس تجلب اليوم حجاجا من جميع أرجاء العالم. تتألف متاهات المدينة القديمة من مائة شارع يصطف على جنباتها أكثر من ألف متجر ومحل.

          يمكنك شراء كل شيء هناك من التوابل حتى التذكارات. ولكن الهدف الأساسي للحجاج المسيحيين هو طريق الآلام. هو الطريق الذي سلكه السيد المسيح من الجثمانية إلى المكان الذي صلب فيه.

          على هذا الطريق تسع محطات من الأربعة عشرة محطة من آخر مسيرة مشاها المسيح.

تقع كنيسة القيامة في نهاية طريق العذاب، وهي تعتبر من أقدس الأماكن المسيحية في القدس.

وهي لا تشكل علامة للمكان الذي صلب فيه المسيح فحسب، بل تضم أيضا  التل المسمى بالجمجمة.

تتوزع في الداخل المحطات الخمس الأخيرة للصليب.

          تم في المحطة العاشرة تجريد المسيح من ملابسه.

          وفي الحادية عشر علق على الصليب.

ويعتقد أن المذبح في المحطة الثانية عشر هو الذي انتصب فيه الصليب.

          وهناك صخرة في المحطة الثالثة عشر يعتقد أن المسيح أنزل عليها عن الصليب.

          وأخيرا تعتبر المحطة الرابعة عشرة هي القبر بحد ذاته، حيث يعتقد أن جثمان المسيح رقد فيه من الجمعة العظيمة حتى أحد الفصح. تقول الأساطير أن قبر المسيح قد فتح أمام الإمبراطورة هيلين في القرن الرابع. وقد شيد ابنها قنسطنطين الكبير هذه الكنيسة كعلامة على الموقع.

استدعى تاريخ القدس الدموي والنيران المشتعلة فيها إعادة بناء الكنيسة وترميمها عدة مرات.

واليوم أصبحت الكنيسة ملكا مشتركا لأرثوذكس اليونان والأرمن الأرثوذكس، وطائفة الرومان الكاثوليك.

كما يتمتع أقباط مصر والسوريين والأثيوبيين بحقوق في أماكن محددة من الكنيسة.

الخطوط التي تقر بحدود كل من الطوائف واضحة للعيان على الأرض والأعمدة.

كي يتمكنوا من التعايش معا، وضمان تعايش جميع المجموعات فيما بينها، قرروا تقسيم المساحات بين المجموعات الثلاث. بشكل مشترك. للطوائف الثلاث حق بكنبيسة القيامة اليونان الأرثوذكس والروم الكاثوليك وكذلك الأرمن.  

الأعمدة التي تراها هناك، هي ملك للأرثوذكس اليونان. بعض الأعمدة مثلا  ملك مشترك بعضها ملك للروم الكاثوليك والبعض الآخر لليونان الأرثوذكس، ويقومون بإصلاحها وترميمها. يمكن القول أن نصفها قطريا للروم الكاثوليك والنصف الآخر لليونان الأرثوذكس، كما تتم صيانتها بشكل متساو من قبل الكنيستين والأبرشيتين.

 قلة يعرفون أن سطح الكنيسة مسكون من قبل كهنة أثيوبيين يعيشون هناك على طريقة القرى الأفريقية. كانوا في الماضي يملكون جزءا من الكنيسة ولكن يقال أن انتشار الوباء أدى إلى حرق وثائق ملكيتهم.

منه حرق الوثائق ثم لجأوا إلى القانون. لم يكن لديهم حينها اتصالات فلم يكن باستطاعة الأثيوبي الذي هناك العودة إلى أثيوبيا ولا باستطاعة الأثيوبيين المجيء من هناك.

 ولكن مساكنهم الجديدة تقع بالقرب من تل الجمجمة الذي صلب فيه المسيح.

 تعرضت الكنيسة منذ ذلك الحين لكثير من الأذى ولا ترى اليوم على مقربة من الجمجمة إلا الدمار.

 ومع ذلك هناك خيار شعبي بديل لموقع الجمجمة هذا. عام ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين اكتشف الجنرال البريطاني شارلز غوردون تل فيه كهوف تشبه العينين والأنف وفم الجمجمة. فاعتبر ذلك المكان الحقيقي للمكان الذي صلب فيها عليه السلام.

           هناك قبر مجاور بشقين يعرف اليوم باسم قبر الحديقة، وهو يعتبر تصديقا لكلامه. وضع جثمان السيد المسيح في قبر تبرع به يوسف الأرميثي، وهو ثري قادر على شراء قبرين من الصخر.

          أي من هذين الموقعين هو الجمجمة؟

          لا أحد يعرف بدقة.

          قد يكون هذا من الأسرار التي لن تكشف عنها آثار القدس.

                   تعتبر القدس مدينة مقدسة للديانات السماوية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية.

          إنها قلب الديار المقدسة التي يقال أنها لعبت دورا أهم في تغيير العالم من أي مكان آخر في العالم.

          لا تزيد مساحة القدس عن ثلاث ميل مربع، ولكنها تحشر في هذه المساحة ثلاثة آلاف عام من التاريخ. أما اليهود فيجدون في الجدار الغربي أو حائط البراق، ما يعتبرونه أقدس الأماكن لديهم وهم يسمونه بحائط المبكى.

          يأتي اليهود إلى هناك للبكاء والنحيب على تدمير معبدهم القديم، وهم يدّعون أن هذا الجدار هو كل ما تبقى من بناء هائل شيده الملك هيرودوس في القرن الأول قبل الميلاد.

          يفترض بذلك البناء المزخرف أن يحتوي على تابوت العهد الذي وضعت فيه الوصايا العشر.

          يأتي اليهود إلى هناك للتضحية بالحيوانات والصلاة.

          حين تمرد اليهود على الحكم الروماني في القرن الميلادي الأول قام الرومان بنهب القدس وتدمير المعبد.

          تأكد بالبرهان وعلى عكس ما يقال بأن ما يسمونه بحائط المبكى لا يشكل جزءا من المعبد المزعوم، بل هو الجدار الغربي من المسجد الأقصى.

          ومع ذلك وافق السلطان العثماني في القرن السادس عشر سليمان الكبير على اعتبار الجدار الغربي مكانا مقدسا لليهود، الذين أخذوا منذ ذلك الحين يأتون إليه ويعتبرونه محجا لهم.

          تأتي رسائل اليهود الموجهة إلى الله من جميع أنحاء العالم ليتولى ساع بريد خاص وضعها في الجدار.

          تأتي صلواتهم اليوم إلى هناك عبر الفاكس والإيميل. الرجال على الجانب الأيسر والنساء والأطفال على الجانب الأيمن منه.

          تحولت ساحة الجدار إلى كنيس مفتوح في الهواء الطلق يقرأون فيه صفحات التوراة ويقيمون بعض الشعائر كالاحتفال بحلول السبت.

          يأتي غير اليهود إلى هناك من باب الفضول والاستطلاع ولكنهم يجبرون على اعتمار قلنسوة تقدم عند المدخل.

    يسكن المدينة أكثر من نصف مليون شخص بعد أن نمت وخرجت من إطارها المتواضع. تقول بعض المصادر أنها عرفت في الماضي بلقب ملك الصديق أو مملكة السلام.

   كما يقال أنها عرفت قبل ثلاثة آلاف عام بلقب مدينة داوود، أما اليوم فتعرف باسم القدس، وهي من أبرز المدن المقدسة التي بقيت مسكونة في العالم. تعتبر مصادر المياه حجر الزاوية لأي مدينة في العالم. تأتي المياه إلى مدينة القدس عبر شبكة من الاسطوانات والأنفاق المعقدة من ينبوع جيهان إلى بركة محلية للتوزيع.

          اكتشف أحد  أسرار القدس  من قبل السير شارلز وارين عام ألف وثمانمائة وستين، وهي تعرف بأنفاق وارن. يقال أن الملك داوود قد اجتاح القدس عام ألف قبل الميلاد عبر الأنفاق. وبعد ثلاثمائة عام يقال أن الملك حِزيقة حفر نفقا ثانيا ضمن استعدادات المدينة للحصار.

          تم العثور على خريطة تصف كيفية حفر النفق من الجانبين ولقائهما بنجاح في الوسط. يبلغ طول النفق ألف وسبعمائة وستون مترا ما يجعله من الإبداعات الهندسية. يتجول بعض الزوار الفضوليين وهم يحملون المشاعل وينتعلون أحذية خفيفة في أرجاء النفق الذي ينقل المياه من النبع إلى بركة التوزيع.

          أراد الرومان التخلص من اليهود كليا عبر نهب منازلهم في القدس، إلا أن ألفا منهم تجمعوا في حصن صخري اسمه ماسادا عند نهاية البحر الميت.

          يقول اليهود أنهم قاموا هناك بمواجهة أقوى إمبراطورية في العالم القديم حينها، كما تتحدث أساطيرهم المثيرة للجدل عن حصول عملية انتحار جماعي هائلة في ماسادا، وهم يثيرون زوبعة في فنجان حول هذه القصة التي يفندها عدد لا بأس به من الدراسات التاريخية والأثرية.

          يأخذون هناك طلاب المدارس الثانوية في رحلة إلى ذلك المكان ويقصون عليهم حكايات البطولة والأمجاد اليهودية حتى بزوغ الفجر ليفخرون بماضيهم ويأسفون على ما فيه من أحزان وأسى.

 يقال أن ذلك البناء قد شيد على يد الملك هيرودوس فوق مسطح صخري يرتفع ألف وثلاثمائة قدم عن سطح البحر الميت.

   يتبارى بعض الشبان هناك في تسلق التل، بينما يفضل بعض الزوار اتباع السبل الأسهل.

          صمم ذلك الحصن ليكون منيعا، فشيدت جدرانه وأبراجه لتفرض نفسها في القرن الأول كما هو حالها اليوم.

          أراد الملك هيرودوس أن تعتمد ماسادا على نفسها، وقد تم العثور على مخازن تحتوي على غذاء يكفي لفترات طويلة. وخزانات تتسع لمائتي ألف غالون من المياه.

 كان لدى هيرودوس أسباب كافية للخوف على حكمه. فقد كان يواجه معارضة داخلية لاعتباره من مؤيدي روما ولا يحافظ على نقاوة العيش اليهودي. حاول الكثير من خصومه اليهود قتله، ويقال أن كليوبترا كانت تطمع بفلسطين، كل هذه أسباب كافية لبناء ماسادا.

 كانت ماسادا محمية بفرقة من روما حتى عام ستة وستين ميلادي حين بدأ التمرد اليهودي وتم الاستيلاء على الحصن من قبل طائفة من يهود سيكاري.

          بعد أربع سنوات من ذلك وعند طرد اليهود من القدس فر بعضهم إلى ماسادا حتى بلغ عددهم ألف شخص بين رجال ونساء وأطفال، لم يمسهم الرومان رغم الحصار.

          تقول الأسطورة أنهم بعد عامين من ذلك دخلوا الحصن بعد اختراق جدرانه وتحطيمها على أمل إخضاع من بداخلها.

 أشعلوا النيران في المكان، وقرروا حرق كل ما فيه، فوجئ الرومان كليا حين سمعوا الضجيج وشاهدوا ألسنة اللهب.

          وبعد قليل سادت أجواء من الصمت ولم يلقوا مقاومة تذكر، وحين دخلوا رأوا الكثير من الجثث.

          يقال أن تسعمائة وستين رجل وامرأة وطفل قاموا بانتحار جماعي.

          وما زال بعض اليهود يرون في ماسادا عنوانا للبقاء، فيرسلون أطفال المدارس لزيارتها ويقيمون مراسيم القسم للجنود هناك تحت شعار يقول: ماسادا لن تسقط مجددا.

          الغريب في الأمر هو أن أسطورة ماسادا لم تنتشر على مستوى واسعا حتى بدء الحفريات عام ألف وتسعمائة  ثلاثة وستين، حيث تم العثور على هياكل خمسة وعشرين رجل وامرأة وطفل. يعتقد البعض أنهم كانوا جزءا من قرعة لتحديد من منهم سيغتال الآخر.

          عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين أعيد دفن الجثث وسط مراسيم عسكرية كاملة.

 يقال وهذه معلومات غير مؤكدة أن امرأتين وخمسة أطفال بقوا على قيد الحياة باختبائهم في آبار المياه وبعد ذلك خرجوا ليتحدثوا عما جرى.

 يقال أن الباقون على قيد الحياة تحدثوا عن قصتهم التي يتم اعتمادها اليوم أداة للتعبئة والتحريض.

                    يقال ان اكتشاف لفائف البحر الميت هو من أبرز ما تم اكتشافه في أرض الكتب السماوية مؤخرا وهو يحمل بعض من أهم أسرارها.

 يعتقد الذين كتبوا لفائف البحر الميت أنهم يحملون أسرار مفاتيح معاني الإنجيل، ومعاني صنيعة الله، وأسرار الكون. كما تحدثوا أيضا عن أسرار الخلق.

 خبئت لفائف البحر الميت في كهوف قبل فترة قصيرة من اجتياح القدس.

          وبعد ألفي عام من ذلك تعثر صبي من الرعاة بمجموعة من الجرار التي تحتوي على مخطوطات كتبت على الجلد وورق البردى. وقد ساهم المناخ الجاف في جعلها مقروءة بعد.

   إنها لفائف من مخطوطات جلدية ما زالت بحالة جيدة. وهي عادة ما تعرف بلقب اللفائف، مع أن جزء كبيرا منها قد تحول إلى جزيئات صغيرة من الجلد التالف والمضمحل.

 لم يقدر أحدا أهمية هذا الاكتشاف.

 أملوا أن يساوي ما تم العثور عليه بعض المال، ولكن اطلاع العارفين على الجرار ساهم في التأكد من أنها تحتوي على مادة أثرية هامة، حتى ثبت أنها قد لا تقدر بثمن.

 فوجئ علماء الآثار بالاكتشاف وقاموا بمزيد من الأبحاث التي عثروا من خلالها على مزيد من اللفائف التي تحتوي على مخطوطات قديمة للانجيل.

 لم يكن لدى اليهود كتابا واحدا قبل العصور الوسطى لأن اليهود لم يجمعوا مخطوطاتهم في كتاب موحد، بل سبقهم المسيحيون في جمع المخطوطات عبر الإنجيل، بينما كانت مخطوطات اليهود متناثرة في لفائف منفصلة.

 عثر على اللفائف بالقرب من قرية قديمة اسمها قُمران تقع على الضفة الغربية من البحر الميت، وعلى مسافة ساعة ونصف الساعة من القدس.

يعتقد الخبراء أن عددا من اللفائف قد خُطّت في قمران قبل وضعها في الكهوف. يمكن رؤية بقايا المكان الذي خُطّت فيه ورفعت إلى الكهوف التي وجدت فيها.

          خبئت اللفائف في مقام الكتب في القدس، وهي على شكل جرار وجدت فيها اللفائف، وذلك ضمن لفائف أكبر حجما من لفائف قزحيا الأصلية، حفظت هذه اللفائف في علب استعراض خاصة. تسلط إضاءة خفيفة على عدد من تلك الجلدية للتأكد من إطالة أمدها.

          ولكن إحدى اللفائف الهامة الغير مصنوعة من جلد أو بردى مخبأة في العاصمة الأردنية عمان، وهي مصنوعة من النحاس وقد تحمل أهم هذه الأسرار. حين عثر عليها كانت بحالة سيئة.

 لا تأتي أهمية المادة التي صنع منها لفائف النحاس من كونها نحاسية فحسب، مع أن هذا غير اعتيادي، بل تأتي من مستوى النحاس الذي تعرض بكامله للصدأ، فهو مصنوع من أعلى مستويات هذا المعدن.

 تكشف المخطوطة عن سر مدهش فعلا.

تعتبر محتويات اللفائف النحاسية التي قد تحمل أهم أسرار لفائف البحر الميت كنز حقيقي فهي إن ثبتت صحتها تساوي ملايين الدولارات. إنها بكميات كبيرة من كتل الذهب وكتل الفضة.

 يعتقد الكثير من الباحثين أن تلك كنوز حقيقية تعود إلى مملكة هيرودوس وأنها تخفي أسرار مدهشة عن أعين الناس.

          حين تمكن فريق الباحثين من فك رموز اللفائف النهائية سادت قناعة لدى أفراده بأنه يتحدث عن كنز حقيقي. ثم خرجوا إلى العالم بقصة رسمية قائلين بأنه كنز خيالي، وهذه قصة ما زالت سائدة منذ أربعين عاما.

          أما السبب وراء ما فعلوه فلا يكمن بحقيقة قناعتهم، بل لأنهم لو تحدثوا عن احتمال وجود كنز من الذهب والفضة لتدفق الباحثون والحفارون عن الفضة والذهب في أرجاء المنطقة.

          أما اليوم فهناك عدد لا بأس به من الباحثين على قناعة بوجود الكنز من المدهش والمخيب للبعض في آن واحد ألا يظهر شيئا بعد.

 ما زالت الأسرار مخبأة في عدة أماكن حول البحر الميت بانتظار من يروج لها من خبراء في الدعاية الهادفة عبر الآثار.

 وما زالت  أراضي الكتب السماوية الثلاث تخفي أسرارا وسط أطلال مدينة القدس، حيث ما زال علماء الآثار يرفعون طبقة بعد أخرى من الماضي إلى ما يزيد عن ستة آلاف سنة في عمق التاريخ.

 لو رفعت المدينة بكاملها قد تكشف عن أسرار كثيرة، حتى تجد من بينها ما كانت عليه في القرن الأول الذي عاصرت فيه المسيح.

           يتم الترويج اليوم لفكرة البحث عن معبد هيرودوس تحت قبة الصخرة والحرم الشريف الذي يعتبر ثالث أقدس الأماكن المقدسة لدى المسلمين في العالم أجمع.

          فمن هناك عرج الرسول محمد إلى السماء في ليلة الإسراء وذلك برفقة الملاك جبريل عليه السلام.

                               يغلف المسجد بشرائح من رخام وبلاط فارسي مرصع بنقوش من آيات وصور من القرآن الكريم.

          وهو ينتصب بطريقة بارزة وتنسجم مع قدم المدينة وعراقتها.

          وقد تحولت قبته الذهبية إلى رمز شهير تعرف من خلالها ملامح مدينة القدس.

          أعيد بناء قبة الصخرة  مرات عدة كان أولها بعد ما شهدته المدينة من زلزال في القرن الحادي عشر كما أعيد ترميمها مرة أخرى لما لحق بها من دمار بعد الاحتلال الإسرائيلي عام سبعة وستين، وبعد ذلك بسنوات قليلة بدأ العمل بترميمه مجددا إثر قيام أحد المستوطنين اليهود بحرق المسجد دون عاقب بحجة أنه مصاب بمس عقلي.  

          وما زالت المراجع اليهودية تؤكد بإصرار أن تابوت العهد ومعبد هيرودوس هما أسفل  الصخرة التي صعد منها محمدا إلى السماء.

          ومع ذلك ما زال المسلمون يتوافدون بالآلاف للصلاة في المسجد الأقصى كلما سمحت لهم سلطات الاحتلال بذلك.

          وما زال الآذان يصدح من مآذنه ويسمع في العالم الإسلامي، وهو آذان يكشف عن سرا آخر لهذه الديار المقدسة.

  يأتي الآذان ليخرج الناس من حياتهم الدنيوية من أعمالهم وأشغالهم سواء كانوا يعملون أو يدرسون ويدفعهم لتخصيص عشر دقائق من وقتهم ليعيشوا بعض اللحظات الروحية.

          يحاول المؤذنين تقليد أول مؤذن في تاريخ الإسلام، وهو الحبشي بلال الذي عرف بكونه مؤذن الرسول الذي كان يدعو للصلاة وراءه. وقد احتج بعض الصحابة مرة قائلين أنه لا يستطيع لفظ بعض الحروف بشكل صحيح، فلماذا تأتي به للآذان، فأجاب الرسول أن في قلبه إيمان وصدق حقيقي، وأنه أفضل بكثير من المنافقين الذين يدعون الاسلام بالكلام وليس في قلوبهم إيمان عميق.

 يمكن للزائر قضاء عدة أشهر في القدس دون أن يلامس أعماقها. فهي كلما كشفت عن سر خبأت مئات أخرى بين الحجارة والكهوف داعية الزائر للعودة مجددا.

          احمل الذكرى معك لتعود إلى هناك بشكل أو بآخر.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster