|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
القس جيسي جاكسون:
مرشح سابق للرئاسة الأمريكية
حين ضرب زلزال بقوة سبعة درجات ولاية سان فرانسيسكو قتل 63 شخصا،
وحين ضرب هايتي بالقوة ذاتها قتل 200 ألف شخص.
نيديا فيلشيس:
وزيرة شئون المراة في هايتي:
البلد كما ترى بحالة صعبة لذا دعونا كل الدول كي تمد لنا يد العون
وتقديم المساعدات، ولكن ضمن مبادئ احترام العزة وسيادة الوطن.
ضابط أمريكي:
بالنسبة لما جرى هنا، رهيب ما اصاب هؤلاء الناس، ونحن هنا
للمساعدة وللتأكد من حصولهم على الطعام والشراب والعناية اللازمة
للاعتماد على أنفسهم.
روسا فرافيو/ صحفية في الشأن الدولي:
إنهم لا يقدمون المساعدات بل يستغلون ظروف المعانات المأساوية
التي أصابتنا لاحتلال البلد مرة أخرى.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
عام 1915 وعام 1991
عند الاطاحة بأرستيد، عام 1994 حين عاد أرستيد، وعام 2004 عندما
اختطف أرستيد، ويبدو اليوم أن عوامل الطبيعة شاءت وبفعل الصدفة
منحهم فرصة أخرى للعودة وبقوة أكبر إلى البلد.
نبيل؛
جاء الاحتلال الأمريكي لهايتي تتويجا لمئة عام من التدخل العكسري
المباشر والهادف لاخضاع هذا البلد وتأكيد انتماءه إلى ما يعرف
بالحديقة الخلفية للولايات المتحدة.
ريمون قبشي/ أستاذ في أكاديمية العلوم الفنزويلية:
منذ اللحظة الأولى لاستقلال هايتي عام 1804 كأول جمهورية في هذه
القارة، استاءت الولايات المتحدة وأوروبا من هذا الاستقلال، على
اعتبار أن حصول السود على استقلالهم يشكل تهديدا لاستقرار
الولايات المتحدة والمستعمرات الأوروبية التي جاءت بالأفارقة
للمتاجرة بهم كعبيد يستخدمون في أعمالهم هنا.
القس ايف/ استاذ في جامعة اللاهوت:
منذ وصول أولى قوافل العبيد حتى عام 1804 عند استقلال هايتي، نرى
أن البلد تعرض للاستغلال، على أيدي المستعمر الفرنسي، وقد عرفت
هايتي في مرحلة الاستعمار بلقب لؤلؤة جزر الأنتيل. وقد استخرجت
ثرواتها ونقلت إلى فرنسا التي ازدهرت بها وتركت هايتي بحالة من
الافلاس، وما زالت هايتي حتى اليوم تدفع ثمن تعرضها للاستغلال
الفرنسي طوال قرون ثلاث. تذكر أن فرنسا أجبرت هايتي على دفع ثمن
استقلالها بأكثر من 500 مليون فرانك ذهب، وهو ما ينطبق على
الولايات المتحدة أيضا.
ريمون قبشي/ أستاذ في أكاديمية العلوم الفنزويلية:
أدركوا مع استقلال هايتي أن السود هناك ما عادوا جزءا من آلية
الانتاج لدى ملاك الأراضي والصناعيين ورجال الأعمال، بل أخذوا
يمارسون حقوقهم الطبيعية في السيادة والاستقلال، فعملت الولايات
المتحدة بالتعاون مع أوروبا على فرض حصار ضد شعب هذا البلد، حتى أن
الولايات المتحدة رفضت الاعتراف باستقلال هايتي لأكثر من نصف قرن،
لم تعترف بجمهورية هايتي حتى عام 1862.
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
عدم الاعتراف باستقلال هايتي أخضعها لآلية من التخلف، فحين ترفض
الدول المحيطة بنا من الناحية الجيوسياسية والجغرافية الدولية
الاعتراف باستقلالنا، فهم لا يستطيعون التعامل معنا. هذا ما فرض
علينا العزلة المستمرة وسط عملية الاستقلال والتحرر من العبودية،
هذا التأخر في الاعتراف باستقلال هايتي، ما زال يترك أثرا سلبيا
على تاريخها المعاصر من الناحية السياسية.
ريمون قبشي/ أستاذ في أكاديمية العلوم الفنزويلية:
منذ اللحظات الأولى لاستقلال بلادنا، قدم رئيس هايتي بيتيان كل
الدعم اللازم لرجال التحرير وخصوصا لسيمون بوليفار، وحين سئل عن
السبل الممكنة لدفع ثمن هذه المساعدة، لم يتردد رئيس هايتي بالقول:
يكفي تحرير السود من العبودية في البلدان التي ستحررونها.
نبيل:
كان هذا سببا كافيا لازعاج الولايات المتحدة التي شهدت عام 1817
بداية عهد
الرئيس الأمريكي جيمس مونروي، الذي سجل منعطفا تاريخيا في السياسة
الخارجية الأمريكية باعتباره صاحب نظرية استفراد الولايات المتحدة
دون أوروبا في التوسع جنوب القارة الأمريكية ، والذي أكد في أكثر
من مناسبة أن "هايتي تشكل نموذجا سيئا".
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
الولايات المتحدة لم تكن محل ترحاب في هايتي، لم تكن أبدا مرحبا
بها. فحين دخلت قواتها إلى هايتي عام 1915 قامت القوات المسلحة
المحلية في هايتي بتمزيقها. إلى أن صلبوا شال ماي بيرال زعيم
المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي في إحدى الكنائس.
نبيل:
استمر الاحتلال الأمريكي الأول لهايتي حتى 1934، تمكنت الولايات
المتحدة خلال هذه الفترة من القضاء على جيش الاستقلال الوطني،
وعملت بعد ذلك على اقامة نواة بديلة تدربت في الكليات العسكرية
الأمريكية على غرار مثيلاتها في الدول المجاورة، ولقنت مفاهيم
التبعية وأهمية الانتماء إلى الفلك الأمريكي وحده.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
لكنهم أنجزوا بعضا مما جاؤوا للقيام به، والذي تجسد بالقضاء على
جيش الاستقلال في هايتي واستبداله بما عرف بالقوات المسلحة في
هايتي، أعني القوات المسلحة التي تم حلها عام 1994 حال عودة أرستيد
إلى هايتي، كانت قواتا مسلحة تأسست وفق مقاييس الولايات المتحدة.
نبيل:
لكن مقاومة هايتي المسلحة وظروف الأزمة الاقتصادية العالمية التي
شهدتها الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي أجبرت الاحتلال
الأمريكي على الاكتفاء بما خلفه من ضباط أوفياء توالوا على السلطة
عبر انقلابات متعاقبة حظيت بدعم واشنطن.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
شكل العنصر الأسود نسبة 95 بالمئة من السكان، ومع ذلك استبعد من
ممارسة الطب، لم يكن هناك طبيب واحد أسود، أو ضابط واحد تستقبله
الأكاديمية العسكرية، كان هذا جزءا من الميراث الذي خلفه الاحتلال
الأمريكية.
مواطن من هايتي:
نواجه مشاكل كثيرة في هايتي. مشاكل كبيرة جدا.
نبيل:
اجرت الولايات المتحدة خلال فترة احتلالها الأولى لهايتي تعديلات
اقتصادية جعلتها تعتمد على استيراد البضائع الأمريكية، وحولتها الى
مسرح للصناعات التي تبحث عن عمالة رخيصة.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
سيطروا على دخل البلد، صناعة المناجم عبر شركات الرينولت والسيدرين
وهي شركة أخرى كانت تستخرج عن الذهب في الشمال وثالثة عملت في
الجنوب الشرقي في استخراج النحاس، عملت هذه الشركات الأمريكية
وغيرها على استخراج ثروات البلد...
نبيل:
كما اجرت تحولا جذريا في الطبقة السياسية التي أخذت تدرك أهمية
الدور الأمريكي في البلد، هذا ما اتبعه الكتاتور جان كلود دوفاليه
وابنه، فحظيا بدعم واشنطن وتأييدها المطلق.
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
سفك دوفاليه كثيرا من الدماء لتعزيز حكمه السياسي، وقد اعتمد في
ذلك على دعم الولايات المتحدة وتمويلها، ما حدث هو أن دوفالية تلقى
الدعم دون أن يكترث بتنمية البلد، وقد تمكن من الحكم 14 عشر سنة،
وقبل موته عدل الدستور ليمكن ابنه القاصر حينها من تولي الحكم من
بعده وبقي في السلطة خمسة عشر سنة، أي أنهما حكما البلاد 29 سنة
بدعم من واشنطن، وقد شكلت تلك 29 من اغراق هايتي في الفقر والعوز.
نبيل:
بلغ الفقر والعوز حد المهانة التي أثارت حالة من التمرد الشعبي
أطاحت بأسرة دوفالييه رغم وحدات القمع الدموية التي أحاطت بها
لعقود ثلاث.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
بعد الاطاحة بدوفاليه لم نحظ بدعم اي من دول المجتمع الدولي. وقد
بلغت تعداد التوتو ماكوت في هايتي 90 الفا. وهي قوات الأمن
والحماية التي كانت تعمل لدى دوفالييه في تلك الفترة. وقد تمكن
الشعب حينها من حل مشاكله دون الحاجة لتدخل من أي دولة بشؤونه. رغم
أن البلد حينها كان بحالة انقسام كامل. فقد كان الماكوت من جهة
والشعب من الجهة الأخرى.
ريتشرديو أندريه/ ناشط سياسي:
فاز ارستيد في الانتخابات الاولى بسبعين بالمئة من اصوات الشعب،
حين وصل ارستيد الى الحكم قي تلك الفترة كان امل هابتي، كان الجميع
يهتف باسمه حيثما ذهبت تسمع اسمه على الشفاه. كان شيئا عجيبا بل
كان يشبه الانبياء في عيون ابناء هايتي.
روسا فرافيو/ صحفية في الشأن الدولي:
لأن جان برتراند أرستيد ساعد الكثيرين من الشبان، كما أطلق حملة
لمحو الأمية وفتح المدارس لمن يريدون تعلم القراءة، كما أسس جمعية
أطفال أرستيد لمساعدة المشردين من اليتامى الذين يدمنون آفات
التدخين وغيرها، ومنحهم فرصا للتعلم، حتى أن بعضهم استطاع اليوم أن
يصبح مهنيا.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
أدلى أرستيد بخطاب قال فيه: أتسلم اليوم هذا الحكم بروحية شال ماي
بيرال، وكان شال ماي بيرال الزعيم الذي قاوم الاحتلال الأمريكي عام
1915. وهكذا أطلق أرستيد في البرلمان الوطني يوم تسلمه الحكم جملته
الشهيرة بأنه يتسلم الحكم بروحية شال ماي بيرال.
روسا فرافيو/ صحفية في الشأن الدولي:
دعى إلى تعزيز السياسة الزراعية، وتنمية الانتاج الزراعي في محاولة
منه لبناء الأمن الغذائي لهايتي وما يعنيه ذلك من تعزيز للسيادة
الوطنية والعمل على فصل الاقتصاد واستقلاله عن المنظومة الاقتصادية
الأمريكية، ما شكل بحد ذاته تهديدا للولايات المتحدة.
ريتشرديو أندريه/ ناشط سياسي:
اثرياء هايتي لم يعتادوا على دفع الضرائب، كما كانوا يملكون موانئ
خاصة بهم، ينعمون من خلالها باعفاءات جمركية، وحين وصل ارستيد الى
الحكم بدأ كل ذلك يتغير، لانه دعاهم الى دفع الضرائب ليتمكن من
تحسين البلد، عند ذلك بدأت ردود افعال النخبة المالكة بالتحالف مع
العسكر الذين استاءوا من شعبية ارستيد المتنامية واهتمامه الشديد
بالفقراء، كان واضحا ان هايتي ستنمو وتتقدم، وهناك من ليس لهم
مصلحة في ذلك، وتحديدا الولايات المتحدة لما لها من مصالح.
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
وبما انه ناقد لاذع، حين تسلم الحكم عبر صناديق الاقتراع، ظن انه
سيتعاون مع ابناء هايتي من اجل هايتي. وحين أخذت مصالح البلد
تتعارض مع مصالح الامريكيين وجدوا ان الوقت حان للتحالف مع فرنسا
لاسقاطه.
روسا فرافيو/ صحفية في الشأن الدولي:
تنامت حملات التعبئة في تلك الفترة والايهام بأن حكم أرستيد لا
يناسبهم، وقد ثبت أن الحركات النقابية تلقت وعودا بالحصول على
مقاعد برلمانية أو مناصب وزارية في حال اسقاط أرستيد.
نبيل:
ترافق ذلك مع حملات اعلامية معادية لحكومة جان برتراند ارستيد
الشرعية، حملات لم يسمح بها في زمن جان كلود دوفاليه، وهي تدعو
علنا لاسقاط الحكومة المنتخبة عبر شتى السبل.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
قتل في انقلاب عام 1991 أكثر من اربعين ألف شخص، وكان من بينهم عدد
كبير من القيادات.
نبيل:
سعى الانقلابيون بعد ذلك إلى تصفية أتباع الرئيس أرستيد جسديا، دون
تكليف أنفسهم عناء المحاكمات أو زجهم في السجون، أما الولايات
المتحدة التي تأكد وقوفها وراء حملات التحريض فلم تحرك ساكنا، بل
دعمت الانقلابيين ضمنيا.
روسا فرافيو/ صحفية في الشأن الدولي:
لم يكن ذلك زلزالا أو من الكوارث الطبيعية ولكن أعداد الضحايا كادت
تشبه الزلازل لأن الجثث كانت تنتشر في الشوارع كما هو الحال في
الزلزال، وكان سفك الدماء فعل يومي في أروقة الشوارع.
نبيل:
أجبر جان برتراند أرستيد على مغادرة هايتي بعد الاطاحة به، فلاذ في
عدد من بلدان القارة الجنوبية وأمضى سنوات ثلاث لاجئا في فنزويلا
إلى ما بعد انتخاب بل كلنتون رئيسا للولايات المتحدة، فقرر
استقباله في واشنطن.
ريتشرديو أندريه/ ناشط سياسي:
برزت مشكلة الهجرة الجماعية عبر الزوارق نحو فلوريدا. تعلم انهم
كانوا يرفضون استقبال المواطن الهايتي بترحاب.
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
ولكن أتباع أرستيد استمروا في الكفاح، ولو برفع كف اليد للاشارة
إلى أصابعها الخمس، التي ترمز إلى حق الرئيس بالعودة والحكم سنوات
خمس، وقد قتل الكثيرون حينها.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
أبناء هايتي المقيمون في الولايات المتحدة، كانوا يخرجون يوميا
للتظاهر هناك. ومع ذلك رفض بوش الأب إعادته. أما كلنتون فقد أعاده
مقابل تعهده أمام الأمريكيين ذوي الأصول الهايتية بإعادته إلى
هايتي إن صوتوا لصالحه.
نبيل:
ساهم قرار فنزويلا بقطع النفط عن هايتي في تفاقم الأزمة هناك فأعيد
الرئيس قبل انتهاء ولايته بعام واحد.
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
إليك ما جرى حينها، تعرض أرستيد لانقلاب، بدعم من الولايات المتحدة
طبعا، ولكنه حين عاد، ربما حمل النصيحة معه، فقرر أن يحل الجيش،
ليتجنب احتمال تعرضه لانقلاب آخر. مع حل الجيش، اثر مشكلة أرستيد،
أصبح البلد في حالة من الفوضى، ولم يكن في البلد جيشا لفرض النظام.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
ولكنهم بدل ذلك شكلوا الشرطة، وهي في الواقع تؤدي الوظيفة ذاتها.
إليك على سبيل المثال ما هو عدد محاولات الانقلاب التي قامت بها
الشرطة في هايتي؟ قامت بعدة انقلابات للاطاحة بأرستيد ومن بعده
بالرئيس بريفال، قامت الشرطة بعدة محاولات انقلاب. هي الشرطة ذاتها
التي أعدتها الولايات المتحدة، هنا تكمن المشكلة، لا هم في استبدال
القوات المسلحة بوحدات الشرطة، المشكلة في أن الشرطة قد تأسست
بالطريقة ذاتها، وقد تدربت في معسكرا وست بونت ومعسكرات باناما
الأمريكية. ضباط الشرطة تدربوا هناك بعد أن تم حل الجيش. أي أن
الشرطة أدت الوظيفة ذاتها، إلا أنها استبدلت الزي الكاكي بالزي
الأزرق الداكن.
نبيل:
بعد قيام الرئيس العائد بحل القوات المسلحة، لما ارتكبته من جرائم
بحق عشرات الآلاف من المواطنين، فر عدد من الضباط المتهمين بارتكاب
تلك الجرائم من تبعات الملاحقة القانونية، وقاموا بتشكيل وحدات غير
نظامية لتقاتل ضد الرئيس الشرعي جان برتراند أرستيد.
ريتشرديو أندريه/ ناشط سياسي:
وقد دربوا على أراضي جمهورية الدومينيكان المجاورة. استمروا هناك
ما يقارب العام، وكانوا يعملون وفق خطة محكمة، تكمن باستيلائهم على
محيط العاصمة بويرتو برنس، وأن يستولي ضباط العصابات على المحافظات
بعيدا عن بورتو برنس، لأن العاصمة تركت لمسئول آخر، لا بد أن يأتي
طبعا من البنتاغون.
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
هذا ما فتح المجال لهيئة الأمم كي ترسل ذوي القبعات الزرق. وقد
شوهد الكثير من وحدات السلام هذه تواجه وتعتقل مواطنين بل وحتى
أعداد من رجال الشرطة.
نبيل:
يؤكد المراقبون هنا أن ما يعرف بوحدات السلام الدولية أو ذوي
القبعات الزرق المؤلفة من الدول المقربة من واشنطن قد ساهمت في
تصفية العناصر المؤيدة للرئيس أرستيد والمنتشرة في الأحياء الفقيرة
من العاصمة على وجه الخصوص.
روسا فرافيو/ صحفية في الشأن الدولي:
جاء ذوي القبعات الزرق بالتحالف مع الشرطة للعمل تحت حجة واحدة
تكمن في فرض النظام، وأن في الأحياء الفقيرة مجموعات وقواعد متمردة
سيعملون على تعقبها ونزع سلاحها، ولكنهم حين جاءوا لم يكترثوا حتى
بالمدنيين والحوامل، بل كانوا يدخلون الأحياء الفقيرة ويطلقون
النار عشوائيا ليقتلوا ايا كان هناك.
نبيل:
وكأن الوصفة الأمريكية المعهودة لإضعاف الحكومات الوطنية الشرعية
تجسدت في هايتي بالعمل على اثارة التظاهرات الطلابية والنقابية
والحزبية التي تدور في فلكها، واطلاق يد الشرطة للضغط على أرستيد
بمحاولات انقلابية متكررة، ودفع ضباط الجيش المنحل لتشكيل وحدات
غير نظامية للاستيلاء على المحافظات المحيطة بالعاصمة.
ريتشرديو أندريه/ ناشط سياسي:
اعتقد الأمريكيون بداية أن أرستيد سيضعف بعد كل ذلك، ولكن الواقع
كان يختلف كليا، فقد بقي أرستيد يتمتع بدعم أوسع من قبل الشعب. ثم
ادركوا بعد فترة من إعادته إلى الحكم، انه ما زال يشكل تهديدا
لمصالحهم، وأن مكانة أرستيد تعززت اكثر، وأن أعدادا أكبر من الناس
يلتفون حوله. هنا بدؤوا يفكرون بانقلاب آخر.
نبيل:
لم تتمكن الضغوط الأمريكية من استنفاذ رصيده الشعبي الواسع والمؤمن
بسياسته الاجتماعية الملتزمة بقضايا الفئات المحرومة في البلد،
فأعيد انتخابه مجددا عام 2000، وحين عجزت الولايات المتحدة عن
تدبير اسقاطه عبر حلفائها من الداخل، قامت وحدات المارينز بخطفه
يوم التاسع والعشرين من شباط فبراير من عام 2004، وحملته بطائرة
أمريكيه نحو جمهورية أفريقيا الوسطى.
جان بيرتراند أرستيد/ رئيس هايتي السابق:
أقول بداية أني لم أغادر هايتي بمشيئتي بل أجبرت على مغادرة هايتي
لأني تعرضت للخطف ضمن ما يسمونه انقلابا أو ما يدعون أنه استقالة
من جانبي، بل هي عملية خطف بغطاء انقلابي.
آمب غودمان/ صحفية أمريكية:
الرئيس أرستيد هل استقلت من منصبك الرئاسي؟
جان بيرتراند أرستيد/ رئيس هايتي السابق:
كلا أنا لم أستقل. دعيني أخبرك أني أمضيت عشرين ساعه في طائرة
أمريكية برفقة جنود أمريكيين بالاضافة إلى تسعة عشر عميلا أمريكيا
تم التعاقد معهم لضمان حمايتي.
ريتشرديو أندريه/ ناشط سياسي:
خطفه الجنود الأمريكيون، وأخذوه إلى المطار حين كان الشعب نائما.
لو لم يكن الشعب نائما لما حصل ذلك.
نبيل:
استيقظ الشعب متأخرا في ذلك اليوم كلفه الكثير، كان الاجتياح
العسكري الأمريكي قد بدأ ضمن عملية عرفت حينها بلقب "غد آمن" وقد
دخلت القوات الامريكية بحجة حماية السفارة الأمريكية والمؤسسات
الحكومية التي سلمت لمواطنين أمريكيين من أصول هايتية جاءا برفقة
القوات الأمريكية الغازية.
روسا فرافيو/ صحفية في الشأن الدولي:
جاء كلاهما من الولايات المتحدة، جيء بهما وعين أحدهما رئيسا. علما
أنه لم يكن هايتيا بالمعنى القانوني ولم يكن مؤهلا من الناحية
الدستورية لتولي هذا المنصب. لأنه يحمل الجنسية الأمريكية كما أمضى
28 عاما خارج البلد.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
عام 1991 حين انتخب الأب برتراند أرستيد، واجه حينها 75 مرشحا عام
1990، التهم شعب هايتي أموال المرشحين الأمريكيين ولكنه صوت
لأرستيد. وعام 2007 خلال الحملة الانتخابية، عاد الشعب لانتخاب
بريفال، على اعتبار أنه أمل الجميع، ولأنه كان صديقا لأرستيد،
ورئيس وزرائه في تلك الفترة، فلم يصوت الشعب لل25 مرشحا الذين
جاؤوا من الولايات المتحدة بل صوت لمن كان في هايتي. هذا ما يؤكد
أن الشعب لا يريد دمية أمريكية في هايتي.
روسا فرافيو/ صحفية في الشأن الدولي:
صوت الشعب لبريفال، لأنه اعتبر بذلك أنه يصوت لعودة رئيسه، ولكن
بريفال حين تسلم السلطة وبدأ بالحكم، تغير كليا، ولم يدعم عودة
ارستيد إلى البلد، لم يدعمه، بل فضل الوقوف إلى جانب المنظومة
الأمريكية.
نبيل:
وسط هذه الأجواء من عدم الثقة والاحباط السياسي تعرضت هايتي لسلسلة
من العواصف والأعاصير التي أوقعت آلاف الضحايا وأتت على مساكن
ومحاصيل عدد من المدن والقرى التي ما كادت تلملم جراحها وترمم
مساكنها الهشة حتى عاودها غضب الطبيعة بضربة قاضية اودت بحياة ما
يقرب من ربع مليون نسمة. ٍ
جيسي جاكسون/ مرشح سابق للرئاسة الأمريكية:
انها مسألة فقر بامتياز، فحين ضرب زلزال بقوة سبعة درجات ولاية سان
فرانسيسكو قتل 63 شخصا، وحين ضرب هايتي بالقوة ذاتها قتل 200 ألف
شخص. لأنهم لا يملكون بنية تحتية تتحمل قوة الزلزال، نلاحظ أن
السفارة الأمريكية مثلا لم تتعرض لأذى. نحتاج هنا إلى الماء
والغذاء، والأدوية والأطباء والممرضات فورا، نحتاج إلى هذه
المساعدات، كما نحتاج إلى معونات مالية لاغاثة الذين أصبحوا في
العراء بلا معين.
نبيل:
ومع ذلك أرسلت واشنطن
خلال
أسبوعين فقط عشرين الفا من جنودها إلى هايتي،... دخلت القوات
الامريكية وسط غياب كلي للأداء السياسي الرسمي الفاعل في البلد.
مولون لو بيغليس/ محام من هايتي:
لا بد أن يعلن الرئيس عن وجوده فهو لم يقل شيئا عن الظروف الراهنة،
لا بد له أن يحدد الموقف للشعب ويقول هذا ما سيتم عمله وهذه هي
الآفاق الجديدة للبلد، ولكنه لم يقل شيئا على الاطلاق.
أونفيليا نسنتروا/ رجل أعمال من هايتي:
نحن الشعب، لم نسمع شيئا من الحكومة، حتى أن البعض هنا يشعر أنه
ليس هناك حكومة في هذا البلد. لقد فقدوا الأمل. حتى أنهم لا
يتوقعون الحصول على أي شيء من الحكومة أصلا.
مولون لو بيغليس/ محام من هايتي:
إليك حال مبنى الادارة العامة للبلد، هذا هو حاله الآن وليس هناك
من وسائل لإخراج الجثث من تحت الركام، إليك حال قصر الرئاسة في
البلد، لا داعي لشرح معاني الكارثة هنا، ولكن إن كان الرئيس عاجزا
عن القيام بأي عمل لاصلاح قصر الرئاسة ومبنى الادارة العامة فما
الذي يمكنه القيام به لإصلاح منازل المواطنين في هذا البلد؟؟
نبيل:
بعد أيام من الكارثة الانسانية التي حلت بهايتي تحول مطار العاصمة
بورت برينس إلى ما يشبه القواعد العسكرية، بحيث يتعذر بلوغه دون
موافقة مسبقة من القوات الأمريكية التي سيطرت على المرافق البحرية
والجوية في هذا البلد من حوض الكاريبي بحجة حفظ الأمن والنظام.
نبيل: هل تخبرنا عن حال المدينة هل هي هادئة أم يسودها التمرد؟
سام أندرسون/ ضابط أمريكي:
المدينة أهدأ مما كنا نتوقع، سكان هايتي قادرون على الامساك بزمام
الأمور لتخطي الأزمة بأفضل مما هو متوقع.
نبيل/
رغم توفر الأمن والهدوء في أرجاء العاصمة والمدن الأخرى،
استمر تدفق الوحدات الأمريكية إلى هذا البلد المنكوب بطائرات تحمل
وسائل دعم لوجستي لآلاف الجنود الذين لو أستغل ما يستهلكونه من
طعام وشراب ودواء، لحُلّ جانب من المشكلة على الأقل.
حوار مع ضابط أمريكي:
نبيل: ماذا تفعلون هنا؟
مارتين جونسون/ ضابط أمريكي :
نحن هنا لمساعدة سكان هاتي، والقيام بواجبنا كدولة عظمى بتقديم
عمل انساني.
نبيل: ما هو العمل الانساني؟؟ ما هو العمل الانساني هل يمكن أن
تحدد؟؟
مارتين جونسون/ ضابط أمريكي:
أعني تقديم المساعدة والمعونة لشعب هايتي. المعونة واللجوء لنريهم
أننا مهتمون.
نبيل: وهل تملكون الأدوات اللازمة؟
مارتين جونسون/ ضابط أمريكي: لا بل الجنود الأمريكيون هم الأداة.
نبيل: هل أنتم مدربون عن إعانة الناس ومساعدتهم؟ هل أجريتم دورات
للقيام بعمل كهذا
مارتين جونسون/ ضابط أمريكي: نعم الجندي الأمريكي والجنود
الأمريكيون جميعا مدربون على الذهاب إلى أرجاء العالم لمساعدة
الناس.
نبيل:
جنود يأتون تحت جنح الظلام، وعلى متن طائرات يفترض انها سياحية،
وهم مدربون على أشد الأسلحة فتكا، في بلد بأمس الحاجة إلى مساعدات
انسانية تمكنه من البقاء على قيد الحياة.
نيديا فيلشيس/ وزيرة شئون المراة في هايتي:
البلد كما ترى بحالة صعبة جدا لذا دعونا كل الدول كي تمد لنا يد
العون وتقدم المساعدات، ولكن ضمن مبادئ الاحترام وسيادة الوطن.
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
طريقتهم في توزيع الأطعمة. يقذفون بها من الشاحنات، دون تنظيم
الناس، للايحاء بأننا كالمجرمين، يقتلون بعضهم بعضا من أجل الطعام.
مؤثرات صوتية لمجموعة تتقاسم المؤنL
: ((((جدال غير مفهوم))))
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
ألا ترى أنهم في ذلك يبعثون برسالة إلى الرأي العام بأننا مجرمون
نفضل العنف، من أجل تبرير التواجد العسكري الأمريكي لفرض النظام
وانتهاز الفرصة لاحتلال البلد؟ موقع بلدنا استراتيجي، على مقربة من
هايتي تقع كوبا وجزر أخرى، وعلى مقربة منا تقع فنزويلا، وفنزويلا
تملك النفط.
النائب الفنزويلي عادل زغير/ عضو اللجنة البرلمانية للطاقة:
يجب أن نذكر بما تأكد حول احتواء بحر الكاريبي عموما لاحتياطي هائل
من الغاز والنفط وغيره، وأنه سيتحول إلى منطقة نزاع بين كثير من
دول العالم. ولا شك أن موقع هايتي يعتبر مميز جدا يمكن أي عملية
عسكرية من فرض الهيمنة الأمريكية على المصالح الدولية في المنطقة.
لهذا حين نسمع مواقف الادانة الصادرة عن فرنسا وبلدان أوروبية أخرى
يجب أن ندرك انها لا تنبع من القلق على مصير الناس في هايتي بل من
قلقهم حيال الهيمنة الأمريكية على الثروات الطبيعية المتوفرة في
بحر الكاريبي.
روسا فرافيو/ صحفية في الشأن الدولي:
يتحدث البعض هنا عما يسمى بالاستراتيجية الجيوسياسية، ولكني أرى
المزيد، بل هناك المزيد، لدى هايتي ثروات طبيعية، ولكنا للأسف لا
نملك الكفاءات الهايتية اللازمة للتنقيب عن هذه الثروات.
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
قد تقدم الولايات المتحدة الدعم اللازم، وقد تمنحها السلاح
والاستشارات وتوفر لها التكنولوجيا الضرورية، ولكن مقابل ماذا؟
مقابل التخلي عن السيادة. هذا حقيقة ما يجري هنا.
زينايدا طحان/ باحثة في القانون الدولي
هل ساهموا فعلا في تطوير تلك المجتمعات والسير بها نحو آفاق أفضل
من السابق أم انهم بكل بساطة يخضعون الشعوب ويبيدون ثقافاتها
وتاريخها، إلى جانب التحكم بثرواتها،
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
أستطيع القول أنهم يغزون بلدنا ب 20 ألف جندي، وأول ما يفعله هو
خطف الأطفال وتهريبهم إلى الخارج، دون أن نعرف إن كان ذلك بهدف
تجارة الأعضاء أم دعارة الأطفال.
أطفال مؤسسة لرعاية الأيتام يغنون جماعة باللغة المحلية:
لنسير معا موحدون لنسير معا تجمعنا الوحدة من أجل الوطن ومن أجل
التقدم.
نبيل:
اكتملت عناصر الاحتلال العسكري لجمهورية هايتي في حوض الكاريبي مع
تخطي عدد الجنود الأمريكيين عتبة العشرين ألف مسلح ينتشرون في
المرافق السيادية الأبرز في البلد. فبعد التأكد من سيطرتهم التامة
على مطار بورت برنس الدولي جرى طرد الصحفيين الأجانب من حرمه رغم
تواجدهم هناك بدعوة من الحكومة الشرعية هناك ....
مرغريتا رابي/ مراسلة أجنبية تعمل في هايتي:
أبلغني الجيش (الأمريكي) بذلك شخصيا، أعلنوا (المطار) قاعدة
عسكرية، ولا يحق لنا البقاء هنا، لا نستطيع الذهاب إلى أي مكان ليس
هناك مكان آمن في هذا البلد. لدينا معدات وسنتعرض للقتل!!
نبيل:
صدر قرار طرد المراسلين الأجانب من حرم المطار الدولي لبويرتو
برنس من القيادة العسكرية الأمريكية في هايتي، وقد أبلغ الصحفيين
بذلك قبيل الغروب ودون نحديد أسباب موجبة.
جندي أمريكي:
عليكم جمع أمتعتكم، عليكم جميعا حزم أمتعتكم وتحاولوا الرحيل بأسرع
ما يمكن.
صحفي: ما هي الأسباب الرسمية؟؟
جندي: لا أعرف رسميا.
نبيل: وهل هناك بدائل؟ هل يحددون الأماكن التي يجب أن نذهب إليها؟
جندي: لا أعرف. ليس لدي إجابة على أسئلتكم اعتذر جدا ولكن علي
الانصراف. شكرا. استأذن.
نبيل:
اعتبر الصحفيون هذا الإجراء غير مشروع هنا، فالتواجد الأمريكي جاء
بحجة تقديم الإعانة لهايتي، ثم أخذ يتعدى ذلك حين أصبح الجنود
بالآلاف. ومن الواضح أن هناك تغطية معنوية لهذا التواجد حتى من قبل
المحسوبين على الاعتدال الأمريكي.
نبيل:
سمعنا عن وصول 3000 جندي إلى هنا وقد يصلون إلى عشرة آلاف هذا ما
تؤكده التوقعات، هل هذا مهم بالنسبة لهايتي هل نحتاج إلى جنود
أمريكيين هنا؟
جيسي جاكسون/مرشح سابق للرئاسة الأمريكية:
يعمل الجنود في السلم وليس في الحرب فقط، يعمل الجنود هنا على خدمة
السلم والأمن.
نبيل:
إخراج الصحفيين من مبنى المطار يثير القلق، لما قد يعنيه ذلك من
تهديد لسلامتهم، ولكن يبدو أن سرية وسلامة المشاريع الأمريكية في
هايتي تحتل الأولوية هنا ولو على حساب أرواح الصحفيين و مصير أبناء
هذا البلد.
تم بعد ذلك الاستيلاء على ميناء العاصمة الرئيس حيث منعنا من
تصويره من خارج السور بحجة عدم امتلاك اذن مسبق.
جندي أمريكي:
عليكم الابتعاد عن السياج مفهوم؟
نبيل: لا بأس سنبتعد.
جندي: حسنا.
نبيل:
وحين تقدمنا بطلب شكلي للحصول على اذن بتصوير الميناء، دعينا
للانتظار أولا ثم جاءنا الرد الرسمي ليؤكد أن الميناء أصبح منطقة
عسكرية أمريكية مغلقة إلى جانب عدد من الأماكن السيادية الأخرى.
ضابط أمريكي: ما الذي تريدونه؟
نبيل:
نريد تصوير المكان والتحدث معكم حول إقامتكم هنا وظروفكم وأوضاع
البلد وإن كان كل شيء هادئا وعلى ما يرام.
ضابط أمريكي:
عليكم الانتظار هنا حتى أسأل الضابط المسئول عله يأذن لكم بالدخول
والتحدث إلى الجنود.
نبيل: لا بأس. شكرا لك.
نبيل:
انتظرنا طويلا قبل عودة الظابط مجددا ومعه الرد المتوقع.
ضابط أمريكي:
سألت الضباط فقالوا أنه لا يسمح لكم بالدخول. يمكنكم التحدث مع
الجنود عبر السياج ولكن لا يسمح لكم بالدخول.
نبيل:
هل يمكن أن تخبرنا على الأقل عن أوضاع الجنود وماذا تفعلون هنا؟
ضابط أمريكي:
تعلم أن الوضع صعب هنا، ونحن نسعى لمساعدة الناس وضمان حصولهم على
الطعام والماء ومساعدات أخرى.
نبيل:
ولكنكم تسيطرون هنا على الميناء وهو مكان هام لاقتصاد البلد
ونافذة لاستقبال الأغذية، وتسيطرون على المطار، وبلغنا أنكم
تسيطرون على القصر الرئاسي. ما هي الأماكن الهامة الأخرى بالنسبة
لكم؟
ضابط أمريكي:
كل الأماكن التي يعانون فيها مبدئيا، كل الأماكن التي يحتاج فيها
الناس للغذاء والماء والمساعدة. حيث نستطيع مساعدتهم بكل ما أمكن.
ليس هناك أهمية للأماكن، المهم أن نستطيع المساعدة.
نبيل:
وهل هناك رسالة توجهها لمشاهدينا في أمريكا والعالم؟
ضابط أمريكي:
لا ولكنا هنا لتقديم المساعدة، على أمل أنيعاودوا الوقوف على
أرجلهم بأسرع ما يمكن.
نبيل: وما هو عدد الجنود هنا؟
ضابط أمريكي: لا أستطيع الاجابة على هذا السؤال معذرة.
نبيل: شكرا جزيلا.
ضابط أمريكي: شكرا.
نبيل:
غادرنا الميناء البحري ونحن على ثقة بأن
الاحتلال العسكري لأي بلد لا يكتمل إلا بالسيطرة على مبنى
التلفزيون الحكومي والقصر الرئاسي. فتوجهنا أولا إلى مبنى
التلفزيون لنجد أن القوات الأمريكية قررت عدم التواجد هناك لأن
المنكوبين قد انتشروا في ارجائه، أي أنهم كادوا يشكلون عبئا على
الأمريكيين لو تواجدوا فيه. فطلبنا التحدث مع أحد المسئولين في
مبنى التلفزيون.
نبيل:
هناك تواجد عسكري أمريكي في البلد ما رأيك بهذه المسألة؟
أنتونيلي جان كلود فرانسوا/ صحفي في التلفزيون الحكومي:
لا أرى في ذلك عيبا، فالأمريكيين والشعب الأمريكي صديق لهايتي
حاله كحال فنزويلا أو اي بلد آخر، لذا ارى أن الأمريكيين مرحب جدا
بهم هنا.
نبيل: لكن هذا الحضور الصحفي والرسمي المؤيد للتواجد العسكري
الأمريكي لم يحل دون انتشار الدوريات الأمريكية المجوقلة حول
المبنى الاعلامي الرسمي والتلفزيون الوحيد الذي عاد للعمل حديثا في
هايتي.
توجهنا بعد ذلك إلى قصر الرئاسة المدمر في وسط العاصمة، حيث اعتاد
الأمريكيون على القيام بدوريات عسكرية راجلة، فقمنا بمرافقة إحداها
حتى وصلت إلى مدخل خلفي لباحة القصر الجمهوري، تبين ان القوات
الأمريكية تقيم هناك. وقد منعنا أيضا من الدخول أو تصوير المكان.
رغم هذه السيطرة الأمريكية المبكرة والمحكمة على هايتي، إلا أن
التحدث مع أبناء هذا البلد يوحي بأن الكارثة لم تفقدهم الوعي
بخطورة ما يجري، ولكنهم مجبرون على المهادنة بالانحناء أمام هول
الزلزال وجبروت المحتل.
كارت ديلامارك/ ناشط وفنان من هايتي:
لا أظنهم جاءوا للمساعدة بل لحماية مصالح الحكومة الأمريكية
والولايات المتحدة. هذا ما يفعلونه باستمرار وما سيفعلونه دائما.
ندرك ذلك جيدا وهم يحاولون كسب المزيد بحجة تقديم المساعدات. لقد
جاءوا بالمساعدات ولكن بشروط محدد. وعندما يكون المرء بحالة لا
تسمح له بالتفاوض لا يبقى بوسعه إلا الموافقة على كل ما يقدمونه
وتنفيذ ما يطلبونه منه والتوقيع.
نبيل:
وكأنه فهم للواقع المأساوي الذي يعيشه البلد الأفقر في العالم،
وإدراك لضرورة التفاعل مع ما أصابه من دمار، حتى لو كان ذلك على
حساب السيادة والوطن. ولا شك أن سادة البيت الأبيض قد استغلوا نقطة
الضعف هذه للتسلل منها وفرض الاحتلال أمرا واقعا على هذا البلد.
ريتشرديو أندريه/ ناشط سياسي:
قاموا باحتلال البلد، مستغلين ظروفنا الطارئة. ربما كانوا قد خططوا
لذلك من قبل ثم استغلوا الظروف الراهنة،
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
بل جاءت القوات الأمريكية لتصفية القوى الشعبية، السائدة هنا،
لدينا حركة شعبية تنهض اليوم بقوة، بتوجهات تقدمية، ليس في هذا
البلد أي سياسي فاعل ينتمي إلى ما يعرف باليمين. يمكن لأي مرشح
يساري أن يفوز بالانتخابات في هايتي. هذا ما تعترض عليه الولايات
المتحدة.
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
أعتقد أن الظروف اليوم ملائمة كي نرفع صوتنا في هايتي عاليا ومن
هذا المكان، لنطالبهم باحترامنا، واحترام حقوقنا. نحن في هايتي
نحتاج إلى مساعدة، شرط احترام استقلالنا.
روسا فرافيو/ صحفية في الشأن الدولي:
الشعب في هايتي يريد السلام ويريد أن يحترم استقلالنا. شعبنا كأي
شعب في العالم لديه قيم وكرامة، وهو يستحق احترام سيادته.
النائب الفنزويلي عادل الزغير/ لجنة الطاقة البرلمانية
ولكنا سنرى مزيدا من الاجتياحات العسكرية في الجوار خلال السنوات
المقبلة. هذا ما أود الاشارة إليه من فنزويلا.
فيتزر لويس/ منسق فرق بيتيان للإغاثة:
إن ظنوأ أنهم سيخضعوننا بالتجويع فهم مخطئون، لأن الجوع يرافقنا،
وهو يعيش معنا، بل يسكن في أحشائنا، وتأكد أنهم لو ظنوا ان الجوع
سيخضعنا فهم مخطئون جدا. شعب هايتي لن يركع بتجويعه. يجب أن يعلموا
بأن الجوع يخاف منا.
القس إيف ديفيون/ استاذ جامعي:
أبناء هايتي سيعيدون بناء البلد، حتى أنهم بدؤوا بوضع الأساسات
مجددا، ابناء هايتي لا يستسلموا. قد يغادر البعض إلى الخارج، ولكن
هناك أجيال جديدة، ستعمل على بناء هايتي، لتصبح قريبا أشبه
بالجنة!!
=-=-=-=-=-=-انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م