|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
نبيل1:
اكتملت عناصر الاحتلال العسكري لجمهورية هايتي في حوض الكاريبي مع
تخطي عدد الجنود الأمريكيين هناك عتبة العشرين ألف مسلح ينتشرون في
المرافق السيادية الأبرز في البلد. فبعد التأكد من سيطرتهم التامة
على مطار بورت برنس الدولي، وتحول السفارة الأمريكية إلى ما يشبه
البونكر المحكم الإغلاق، تم الاستيلاء على ميناء العاصمة الرئيس
حيث منعنا من تصويره من خارج السور بحجة عدم امتلاك اذن مسبق.
جندي أمريكي: عليكم الابتعاد عن السياج مفهوم؟
نبيل: لا بأس سنبتعد.
جندي: حسنا.
نبيل2:
وحين تقدمنا بطلب شكلي للحصول على اذن بتصوير الميناء، دعينا
للانتظار أولا ثم جاءنا الرد الرسمي ليؤكد أن الميناء أصبح منطقة
عسكرية أمريكية مغلقة إلى جانب عدد من الأماكن السيادية الأخرى.
ظابط أمريكي: ما الذي تريدونه؟
نبيل: نريد تصوير المكان والتحدث معكم حول إقامتكم هنا وأوضاع
البلد وإن كان كل شيء على ما يرام.
ظابط أمريكي: عليكم الانتظار هنا حتى أسأل الظابط المسئول عله يأذن
لكم بالدخول والتحدث إلى الجنود.
نبيل: لا بأس. شكرا لك.
نبيل3:انتظرنا طويلا قبل عودة الظابط مجددا ومعه الرد المتوقع.
ظابط أمريكي: سألت الظباط فقالوا أنه لا يسمح لكم بالدخول. يمكنكم
التحدث مع الجنود عبر السياج ولكن لا يسمح لكم بالدخول.
نبيل: هل يمكن أن تخبرنا على الأقل ماذا تفعلون هنا؟
ظابط: تعلم أن الوضع صعب هنا، ونحن نسعى لمساعدة الناس وضمان
حصولهم على الطعام والماء ومساعدات أخرى.
نبيل:
ولكنكم تسيطرون هنا على الميناء وهو مكان هام لاقتصاد البلد
ونافذة لاستقبال الأغذية، وتسيطرون على المطار، وبلغنا أنكم
تسيطرون على القصر الرئاسي. ما هي الأماكن الهامة الأخرى بالنسبة
لكم؟
ظابط: كل الأماكن التي يعانون فيها مبدئيا، كل الأماكن التي يحتاج
فيها الناس للغذاء والماء والمساعدة. حيث نستطيع مساعدتهم بكل ما
أمكن. ليس هناك أهمية للأماكن، المهم أن نستطيع المساعدة.
نبيل: وهل هناك رسالة توجهها لأمريكا والعالم؟
ظابط: لا ولكنا هنا لتقديم المساعدة، على أمل أنيعاودوا الوقوف على
أرجلهم بأسرع ما يمكن.
نبيل: وما هو عدد الجنود في هذا الموقع هنا؟
ظابط أمريكي: لا أستطيع الاجابة على هذا السؤال معذرة.
نبيل: شكرا جزيلا.
ظابط أمريكي: شكرا.
نبيل4:
غادرنا الميناء البحري ونحن على ثقة بأن
الاحتلال العسكري لأي بلد لا يكتمل إلا
بالسيطرة على مبنى التلفزيون الحكومي والقصر الرئاسي. فتوجهنا أولا
إلى مبنى التلفزيون لنجد أن القوات الأمريكية قررت عدم التواجد
هناك لأن المنكوبين قد انتشروا في ارجائه، أي أنهم كادوا يشكلون
عبئا على الأمريكيين لو تواجدوا فيه. فطلبنا التحدث مع أحد
المسئولين في مبنى التلفزيون.
نبيل:
هناك تواجد عسكري أمريكي في البلد ما رأيك بهذه المسألة؟
أنتونيلي جان كلود فرانسوا/ صحفي في التلفزيون الحكومي:
لا أرى في ذلك عيبا، فالشعب الأمريكي صديق لهايتي حاله كحال
فنزويلا أو اي بلد آخر، لذا ارى أن الأمريكيين مرحب جدا بهم هنا.
نبيل5: لكن هذا الحضور الصحفي والرسمي المؤيد للتواجد العسكري
الأمريكي لم يحل دون انتشار الدوريات الأمريكية المجوقلة حول
المبنى الاعلامي الرسمي والتلفزيون الوحيد الذي عاد للعمل حديثا في
هايتي.
توجهنا بعد ذلك إلى قصر الرئاسة المدمر في وسط العاصمة، حيث اعتاد
الأمريكيون على القيام بدوريات عسكرية راجلة، فقمنا بتعقب إحداها
حتى وصلت إلى مدخل خلفي لباحة القصر الجمهوري، تبين ان القوات
الأمريكية تقيم هناك. وقد منعنا أيضا من الدخول أو تصوير المكان.
رغم هذه السيطرة الأمريكية المبكرة والمحكمة على هايتي، إلا أن
التحدث مع أبناء هذا البلد يوحي بأن الكارثة لم تفقدهم الوعي
بخطورة ما يجري، ولكنهم مجبرون على المهادنة بالانحناء أمام هول
الزلزال وجبروت المحتل.
كارت ديلامارك/ ناشط وفنان من هايتي:
لا أظنهم جاءوا للمساعدة بل لحماية مصالح الحكومة الأمريكية
والولايات المتحدة. هذا ما يفعلونه باستمرار وما سيفعلونه دائما.
ندرك ذلك جيدا وهم يحاولون كسب المزيد بحجة تقديم المساعدات. لقد
جاءوا بالمساعدات ولكن بشروط محدد. وعندما يكون المرء بحالة لا
تسمح له بالتفاوض لا يبقى بوسعه إلا الموافقة على كل ما يقدمونه
وتنفيذ ما يطلبونه منه والتوقيع.
نبيل6:
وكأنه فهم للواقع المأساوي الذي يعيشه البلد الأفقر في العالم،
وإدراك لضرورة التفاعل مع ما أصابه من دمار، حتى لو كان ذلك على
حساب السيادة والوطن. ولا شك أن سادة البيت الأبيض قد استغلوا نقطة
الضعف هذه للتسلل منها وفرض الاحتلال أمرا واقعا على البلد.
في هذه المياه من حوض الكاريبي معالم واضحة، تحطمت مراكب هايتي
الهزيلة على شواطئه، فشرعت المدمرات الأمريكية لترسو آمنة في
موانئه، هذا ما يعرف هنا بالأمر الواقع. فهل ستعجز واشنطن عن العمل
على تثبيته؟ من شواطئ بورت برنس في هايتي، نبيل خليل، العالم.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م