|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
العمل والفراغ
معلق:
أحيانا ما يسمى الإنسان حيوان عامل، علما أن الثورة
التكنولوجية أخذت تذكرنا بزمن انكبابنا على العمل وما نجم عن ذلك تنامي
الإنتاجية. وهكذا أخذنا نعمل أقل بفضل التقدم الحاصل ولكن بفعالية
أكثر، ما يعني أن أوقات الفراغ لا تتوقف عن النمو، ولكن هل نحن
مستعدون لها؟ ماذا سنفعل في أوقات الفراغ غدا؟ إلى جانب اللهو، كيف
وأين سنعمل؟ ما هي المجالات الواعدة في القرن الحادي والعشرين.
أوقات العمل والفراغ/ أسلوب جديد في الحياة.
معلق: تؤكد جميع المؤشرات إلى أن المستقبل الموعود سيزيدنا كسلا، والتزام
بيوتنا، التي سنعمل فيها ونلهو في آن معا. نستطيع تمضية أوقات الفراغ
كما يحلو لنا دون اضطرارنا للذهاب إلى أي مكان. سيتم الذهاب والإياب من
خلال شبكة المعلومات. الشراء في المتاجر، والمشاركة بعروض الأزياء
للتعرف على الآخرين، وزيارة المكتبات والمعارض والحفلات الموسيقية.
سيتم كل شيء عبر الإنترنيت.
غوستابو ماتياس/ صحفي واقتصادي:
هناك أربعة مجالات واضحة لا بد من الإشارة إليها. أولا سيحظى
جميع المواطنين بمزيد من أوقات الفراغ. ثانيا سنحظى بأوقات الفراغ من
خلال تكنولوجيا المعلومات، وتحديدا وسائل الاتصالات الاجتماعية
والتفاعل. أما المسألة الثالثة فهي ان الاقتصاد سيميل أكثر وأكثر نحو
الخدمات، ورابعا وأخيرا ستبرز ضمن هذه الخدمات تلك المتعلقة
بالمعلومات، وخصوصا الاجتماعية منها المطلوبة في أوقات الفراغ.
لويس إسكوبار/ كاتب:
يجب ألا نسى أولا أننا في ما يعرف بمجتمع
المعلومات، هكذا وصفه الاتحاد الأوروبي، مقابل أطراف أخرى لقبته بمجتمع
المعرفة، علما أن اللقبين متشابهين، لكن هذه التكنولوجيا المتقدمة التي
تنتج لنا معلومات هائلة وتقدم لنا معلومات لمعرفة الأشياء ونعزز
ثقافتنا في أوقات الفراغ وأسلوب حياتنا، تعد بمستقبل باهر. هناك عدة
مضامين محددة بالطبع، ولا شك أن الإنترنيت تعد بالمستقبل الأهم بكل
إمكانيات المعلوماتية المتنوعة التي تقدمها.
معلق:
لا حاجة للخروج من البيت بفضل التكنولوجيا الحديثة، يمكن ملئ
الفراغ في المنزل بعروض لا تتوقف عن النمو.
لويس إسكوبار/ كاتب:
ما زال التلفزيون يشكل وسيلة الاتصال الأولى، ولكن هذا لن يقضي
على الصحافة المكتوبة ولن يخفي الإذاعة أيضا. ما يحدث هو أن هناك عملية
شيقة، وهو أن الترقيم في الراديو والتلفزيون وخصوصا في هذه الأخيرة
سيمكننا من الحصول على برامج حسب الطلب، سيختار كل منا ما يحلو له وما
يفضله من برامج. منا من يفضل البرامج السياحية أو الرياضية أو
السينمائية أو الأزياء، سيحصل كل منا على قناة خاصة به، ما علينا سوى
الاختيار والجلوس أمام التلفزيون. لا شك أن برامج اليوم تعتبر عامة إلى
حد كبير وبالتالي علينا وضع اللائحة بأنفسنا ولكن هذا سيتغير في
المستقبل بالتأكيد.
معلق:
التكنولوجيا الجديدة ستأتينا بالترفيه إلى المنازل، كما ستحل
كل المشاكل والحاجات المنزلية. لم يعد من الضروري الذهاب للتسوق، إذ
يمكن شراء كل شيء عبر الإنترنيت. ستفقد الساحات العامة التي كانت تقدم
البضائع والخدمات وظيفتها، أو أصبحت افتراضية.
ستقام متاجر بتصميم خيالي تشمل أحدث وسائل التكنولوجيا
المتكاملة الموضوعة في خدمة الشبان من الزبائن أو أكثرهم جرأة، لإرضاء
كل احتياجات أوقات الفراغ في البلدان الأكثر تطورا. عند الذهاب للتسوق،
ستتمكن صالات العرض من جذب الفضوليين أولا، والشارين ثانيا. الأضواء
والأدوات الإلكترونية والخيالية وعناصر شبه مسرحية، كلها تشجع المرء
على الشراء.
ستقام مطاعم متخصصة لزبائن ذات ميول محددة تسعى إلى ما هو أبعد
من الأطعمة فتقدم عروضا رائعة بلائحة مميزة فريدة. الأكل واللهو في آن
معا.
تتشكل المراكز التجارية الحديثة من مجموعات متنوعة من المحال
والمعارض، وهي تتزايد في كل مكان. بعضها محدد جدا كهذا الذي في مدريد،
والذي يحاول تفادي ملامح الحداثة، فاتحا المجال أمام تعبيرات فنية من
الجيل الجديد. يجد المبدعون الشبان ممن يعتبرون مهمشين، فرصة في هذا
المكان لإبراز أعمالهم المفاجئة، دون اضطرارهم للتأقلم مع الشروط
التقليدية والأكاديمية. هذا نموذج آخر لأسواق تمضية أوقات الفراغ التي
تحولت إلى مشروع، والذي تؤكد التوقعات أنه يجنح إلى مزيد من النمو.
ستضطر المرافق التجاري الكبرى للبحث عن أساليب جديدة لجلب
الزبائن الذين لا يسمحون لأنفسهم بالبقاء في المنازل للشراء. وهم
يفعلون ذلك بضم عروض أخرى لتمضية أوقات الفراغ إلى تلك المتوفرة في
المنازل، كالمطاعم والعروض الحية المباشرة والسينمات المتعددة والحفلات
الموسيقية باختصار جديد.. الترفيه.
خوسي مانويل باريرا/ مهندس:
لم يعد هناك مركز تجاري بالمعنى التقليدي، أعني مركز
للتجارة فحسب، لأن أعمال الشراء بدأت تتم عبر البريد الإلكتروني، وتوزع
على المنازل، أي أن المرء لن يضطر للانتقال إلى السوبر ماركت أو
المراكز التجارية الكبرى. ستنضم إلى هذه المراكز وقد أخذت تنضم إليها
منذ عشر سنوات مراكز ترفيه كبرى لجلب حركة الناس، وإلا لن تتمكن هذه
المراكز من الاعتماد على المبيعات وحدها.
غوستافو ماتياس/ صحفي واقتصادي:
سيتحدد التمتع بمزيد من أوقات الفراغ أولا وفق البنية
الديموغرافية لأن فرص العيش ستتحسن وبالتالي عندما تتحسن فرص العيش
سيتقلص وقت التقاعد أضف إلى ذلك أنهم سيقلصون أوقات العمل وسيزيد عدد
الذين لا يعملون وتقل ساعات العمل، كل هذا يؤدي بشكل أو بآخر في نهاية
المطاف إلى زيادة كبيرة في أوقات الفراغ.
معلق:
أخذ ما يعرف بثقافة الترفيه يعزز الحدائق المتخصصة، وهي مناطق
شاسعة تضع في خدمة الزائر أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الافتراضية،
كل هذا في مجال فضائي مستقبلي، يبدو وكأنه يقنعنا بالقفز فوق عوائق
الزمن، أما الهدف من ذلك، فهو يكمن إلى جانب مفاجأة جميع الزوار،
بتقديم كل العروض الممكنة التي ترضي أذواق جميع أفراد العائلة رغم
اختلاف الأعمار والأذواق.
لويس إسكوبار/ كاتب:
نحن في بلد مفتوح المساحات يمتاز بثقافة الخروج إلى الشارع،
لهذا من الصعب مقارنة ترفيه الشبان أعني ترفيه الآباء والأبناء، بعيدا
عن الترفيه المشترك لجميع أفراد العائلة. لهذا أخذت تؤخذ بعين الاعتبار
الحدائق المتخصصة التي تساهم جدا في تعزيز هذا التماسك العائلي عبر
الترفيه المشترك وقضاء الوقت معا، لهذا أعتقد أن هذا ما يعد به
المستقبل. لا بد أيضا من أخذ المناخ حسب المناطق بعين الاعتبار لمعرفة
ما إذا كان التركيز في الأنشطة يتم على الشوارع أم داخل المنازل لأن
المناخ لا يسمح بالخروج كثيرا. يجب أن نفكر أيضا بمستوى الثقافة
وبمستوى البنية الفكرية وغيرها. ولكن بما أن هذه المستويات أخذت تعلو
يوما بعد يوم من الطبيعي أن يتعزز هذا النوع من العلاقات العائلية
وتمضية الفراغ مع العائلة بشكل مشترك.
معلق:
يمكن لأفراد العائلة الواحدة الانغماس في مساحات جديدة
شاسعة حيث ينعمون بأجواء من التسلية والترفيه المجهزة بأحدث الوسائل
التكنولوجية والتي لولاها لما كانت ممكنة على الإطلاق. معرض الأسماك
والمحيطات الذي في برشلونة إلى جانب غيره من تلك التي تعد في مدن
أوروبية أخرى، ستمنح فرصة للتعرف عن قرب على أسرار عالم الحيوانات
البحرية، دون وضع قدم واحدة تحت الماء.
غوستابو ماتياس:
هناك مسألة واضحة أخرى تتعلق بأنواع ترفيه لها صلة بالموسيقى
وهي تعتمد جدا على تكنولوجيا إرسال الصوت. ليس لما يجري هنا طابع
الاستبدال بل هناك حوافز لتسخير مزيد من الوقت لسماع الموسيقى بعد
تحسين نوعية الإرسال وتحسين العرض، ما شكل تأثيرا واضحا على الطلب.
معلق:
يؤكد الخبراء أن الموضة الموسيقية ستتعزز كحركة عالمية أصيلة،
وستكون على صلة بأشكال من السلوك الجماعي. الحفلات الهائلة على غرار
مهرجان بنيكاسم الدولي، أو فستيماد، الذي يحشد سنويا عشرات الآلاف من
الشبان، تشكل نموذجا مناسبا لهذه الظاهرة. إنها مناسبات واسعة النطاق،
تعمل إلى جانب توحيد الأساليب والسلوك بين الشبان، على تحريك أرقام
بالملايين، إذ أنها تروج لكثير من الأعمال الموسيقية متعددة الأنواع
والتخصصات.
ستبث الشبكة عما قريب تجارب تتخطى حدود الصوت والصورة، سيصبح
بالإمكان القيام برحلات فضائية ترفيهية للتمتع بفقدان الجاذبية، كما
سنتمكن من التمتع بالعطل والإجازات في منتجعات فضائية إذا سمحت
الإمكانيات الاقتصادية بذلك. ما يؤكد أن ملء الفراغ سيحتل جزءا هاما من
حياتنا اليومية.
غوستابو ماتياس/ صحفي واقتصادي:
لن أبالغ في القول أنه خلال الأربعين أو الخمسين عاما المقبل
سيتضاعف وقت الفراغ لدى الإنسان وأهميته. يتم اليوم تحديد أوقات الفراغ
بالاعتماد على إحصائيات حول الميزانية العائلية و أرقام العمليات
الاستهلاكية التي تعتمد عليها. إلى جانب إحصائيات أخرى تأخذ بعين
الاعتبار الثقافة والترفيه والرياضة وغيرها من أوقات الفراغ، ما يؤكد
أن أكثر من عشرين بالمائة من مصاريف العائلة في البلدان الأكثر تطورا
لها صلة بأوقات الفراغ. أتوقع خلال العشرين أو الثلاثين عاما المقبلة،
يمكن أن يصل وقت الفراغ إلى حوالي أربعين بالمائة عندما يتكامل مع
التطور الحاصل في وسائل الاتصالات.
معلق:
في هذه الأثناء ما زال وقت الفراغ عالي الثمن. ولكن هل يمكن
الترفيه بدون عمل؟ لا تقدم التكنولوجيا الحديثة خدماتها للرغبات فقط بل
وللواجبات المهنية التي تجعلها ممكنة، لأن التمتع بالترفيه يكلف المال.
تفرض أسواق العمل توجهات جديدة تغير النماذج التقليدية. وهكذا أخذت
القواعد تتغير على أبواب الألفية الثالثة.
لويس إدواردو فيلا/ أستاذ في جامعة فالينسيا:
ستتحطم بعض الوظائف وتتحول أخرى لتظهر وظائف ثالثة.
من الصعب التحدث عن المستقبل لأننا لا نملك أسماء نطلقها على الوظائف
والمهمات والمسؤوليات الجديدة، التي من الضروري اعتمادها في تقديم
السلع أو الخدمات الجديدة للمستهلك. يعتقد أن الوظائف والأعمال الجديدة
التي لها صلة بمعالجة المعلومات هي الأكثر وضوحا في هذه الأيام، أما
الوظائف المحكومة بالفناء فهي المتعلقة بالفنون اليدوية والصناعات
البدائية.
معلق:
من بين الأعمال الجديدة التي نجمت عن التطور التكنولوجي ما
يعرف بالأعمال التلفونية. ترتبط الشركات بعمال متنقلين تتصل بهم عبر
الإنترنت. يعمل هؤلاء الموظفين كمن منازلهم، فيوفرون على أنفسهم وعلى
الشركة كلفة التنقل اليومي من وإلى مركز العمل. يؤكد ذلك أن الفصل بين
مكان العمل والإنتاج بحد ذاته يعتبر من أبرز ثورات القرن العشرين.
لويس إدواردو فيلا/ جامعة فالينسيا:
الأشكال الجديدة للقيام بالعمل على طريقة العمل التلفوني،
ستنتشر دون أن تصل إلى جميع السكان والمرافق، ولكنها ستشمل دون شك جميع
المجالات التي تتمتع بالدعم الإلكتروني وحيث لا يكون العمل والإنتاج
ملموسا، أعني أن يكون مكتوبا. هذا هو العمل الذي قد بدأ العمل به منذ
الآن ضمن الحدود التجريبية في إطار المواد المكتوبة كما قلنا والمبيعات
على الأغلب. لا شك أن القدرة على التعاون مع فريق عمل دون أن يتواجد
أفراده معنا يشكل أداة هامة لإنتاج المعرفة والثروات.
غريغوريو مارتين كويتغلاس/ مدير معهد روبوتيكا في فالينسيا:
ساد اعتقاد بأن العمل المنزلي عبر الهاتف سيقلل من الحاجة إلى
التنقل، ولكن لا بد من القول بأن التجارب الأولية تعتبر سلبية بالكامل.
فالموظف الهاتفي يحتاج إلى التنقل لحضور الاجتماعات، فبما أنه يعمل عبر
المسافات يعني أنه بعيدا عن الشركة وهكذا فهو يعبر مسافة أطول يوم
ذهابه إلى هناك. ما يمكن عمله هو تغيير أوقات الدوام، فلا يبدؤون جميعا
في الثامنة صباحا وينتهون في السادسة من بعد الظهر.
لويس دي غاريدو/ مهندس:
سيعمل الناس على مسافة من بعضهم البعض بعيدا عن مراكز الإنتاج،
وسيعملون على أهداف محددة وفي فترات مقطوعة إلى آخره، لهذا سيحاولون
العمل في المنازل، ما سيجلب مشكلات نفسية، لهذا على مهندسي المستقبل
إعادة النظر في توزيع المساحات المنزلية كي تصلح للعيش والعمل في آن
معا.
معلق:
يمكن ان نكون مع العمل التلفوني أو ضده، ولكنه دون شك من
احتمالات واقع العمل المستقبلي. يقال أن هناك عشرة ملايين شخص في
العالم يعملون في بيوتهم، أربعة ملايين منهم في أوروبا. ولكن العمل
الهاتفي يشكل جزءا من خيارات أسواق العمل وليس حلا لمشكلاتها. هناك
حوالي عشرين مليون من مواطني الاتحاد الأوروبي بانتظار وظائف وأعمال لا
تأتي. تشكل البطالة مشكلة رئيسية في أسواق عمل المستقبل، مع أنه نجم
جزئيا عن تطور التكنولوجيا. لا بد أن ينفعنا ذلك لخلق مزيد من فرص
العمل وتعزيز البحث عن وظائف العمل المتوفرة.
لويس إدواردو فيلا/ جامعة بالينسيا.
لدي إحساس بأن ما يضمن العثور على العمل والنجاح فيه هي
المزايا الشخصية كما هو حال اللياقة الشخصية والسلوك تجاه العمل هما
أكثر أهمية من المعلومات بحد ذاتها على اعتبار أن هذه قد تصبح قديمة
بسرعة كبيرة، فنحن المهنيون نخضع للتعلم المستمر وتجديد المعلومات.
معلق:
يكتسب التوظيف الذاتي في هذا الإطار أهمية مميزة بعد أن كان
العامل يعرض خدماته بدل أن يقتصر سعيه على اختيار العمل من وظائف
متوفرة أصلا.
لا يحتاج العامل إلى إعداد وتجديد مستمر بل هو مجبر على إيجاد
عن موقع عمله الخاص. وهكذا يصبح البحث عن العمل ضرب من الخيال.
موظفة في مزرعة أرتيميسيا النباتية:
لدينا مؤسسة تنكب على تطوير النباتات المعطرة، والزهور القابلة
للأكل، والخضار المصغر، هذه فكرة نشأت لدي ولدى زوجي، بعد أن تبين لنا
بأن الخضار الأصغر حجما يتمتع بنفس الألوان والنكهة بل هو أفضل من
الأكبر حجما. كنت أعمل في وظائف مؤقتة قليلة الدخل ولكني الآن بعد
تأسيس أرتيميسيا، حصلت مع زوجي على عمل ثابت بفضل هذا المشروع.
معلق:
مع ذلك يرفض الكثيرون التمتع بأوقات الفراغ. العمل هو ما يمنح
الإنسان قدراته المادية، إلى جانب المعنوية أيضا. الإنتاجية العالية
تجبر الناس على التقاعد بقدراتهم الإنتاجية الكاملة، أو تسخير مدة أقصر
من الوقت الذي يمتلكه. سيؤدي وعي المجتمعات المستقبلية بعدم المساواة
الناجمة عن التطور الذي يزيد أوقات الفراغ لدينا، سيؤدي هذا الوعي إلى
تطوير الأعمال التطوعية التي لا تعود علينا بالكسب.
أي أننا حيال إشباع الحاجات المعنوية بعد الاكتفاء من الناحية
المادية، وذلك من خلال توظيف بعض من أوقات الفراغ في أنشطة المنظمات
الغير حكومية.
غوستابو ماتياس/ صحفي واثتصادي:
لا شك أن أوقات الفراغ المخصصة للجمعيات ستنمو بشكل واضح، أي
أننا سنشهد نموا كبيرا في أنشطة هذه المؤسسات ذات الطابع العالمي،
وخصوصا منها المنظمات الغير حكومية التي نشأت منذ أربعين عاما ولم يسد
قبل ذلك إلا مؤسسات حكومية مشتركة، كما هو حال هيئة الأمم المتحدة
وفروعها المتخصصة، أما اليوم فهناك آلاف من المنظمات الغير حكومية. ما
تفعله هذه المنظمات اليوم هو تجنيد بعض الأشخاص والمجموعات ممن يحتاجون
إلى التأقلم مع محيطهم الاجتماعي، هذا المحيط الذي يدفعهم في بعض
المجالات إلى العزلة والانفراد، فيعالجون ذلك بالتعاون مع مؤسسات على
غرار المنظمات الغير حكومية أو مؤسسات ذات طابع اجتماعي محلي. وهكذا
يؤكد علماء الاقتصاد اليوم أنه لم يعد بالإمكان إجراء تحليلات انطلاقا
من أهمية الأفراد على الطريقة الكلاسيكية الجديدة، بل لا بد من إجراء
تحليلات تنطلق من أهمية المجتمع لتشكيل المنطق الاقتصادي بحد ذاته.
بلانكا نوغيس:
أنا طبيبة أخصائية في الطب العائلي، أعمل منذ أربعة أعوام في
مركز باتيرنا الصحي بدوام من الثامنة حتى الثالثة، أخصص أوقات الفراغ
للقيام بعمل تطوعي، أقدم خدمات تطوعية في منظمة أطباء حول العالم، وهي
منظمة غير حكومية تقدم الخدمات في بلدان العالم الثالث والرابع أيضا،
يعتمد عملها في الرابع على أشخاص يعيشون في مجتمعاتنا ولكنهم منعزلون
عنها. العمل هنا لا يجعلنا أفضل من الآخرين بل هو مسألة تتعلق بحمل
المسؤولية.
لويس إسكوبار/كاتب:
هذه مسألة هامة الآن وستبقى هكذا في المستقبل، هناك عدة أشخاص
ليسوا من المتقدمين بالسن فحسب بل ومن الشبان أيضا يشعرن بالرغبة
لتقديم المعونة للآخرين. إنها طريقة لملئ الفراغ تمنح المتطوع متعة من
نوع آخر تتميز بمناظر مختلفة وأسلوب حياة جديد لأشخاص آخرين، يمكن
مقارنتها مع متعة الراحة والتفاعل مع الآخرين عبر تقديم المساعدة لهم،
وهي بالغة الأهمية.
أعتقد أن الوعي السائد لدى المتقدمين بالسن ولدى الشبان أيضا
بالدور الذي تلعبه المنظمات الغير حكومية، كعنصر تضامني لمساعدة
الآخرين هام جدا، لهذا فهم يقدمون جزءا من أوقات الفراغ المخصصة للعطلة
والتمتع بالاستجمام للمساهمة في مساعدة الآخرين، لهذا أعتقد أن
المنظمات الغير حكومية لها مستقبل باهر لما تقدمه للآخرين من مساعدة
تضامنية.
معلق:
يمكن لأي نشاط أن يتم في المستقبل انطلاقا من قاعة جلوس المنزل
العائلي، يكفي الاتصال بشبكة المعلومات للقيام بأي نوع من الأعمال، أو
التمتع بأوقات الفراغ. على موظف المستقبل أن يتأقلم مع شروط العمل
الجديدة الأشد ليونة وتطلبا، وعليه أن يتعلم أيضا سبل التمتع بأوقات
فراغ في تنام مستمر.
سيأتي المستقبل بتغيير في تقاليد أوقات الفراغ والعمل، لن
يرتبط فيها الأخير بدوام محدد أو مراكز عمل ثابتة، بينما سيحتل الفراغ
السواد الأعظم من أوقاتنا. وهكذا يمكن القول أن العناية بأوقات الفراغ
والتسلية والترفيه ستشكل أولى اهتمامات القرن الحادي والعشرين، وسيعود
الفضل في ذلك إلى التكنولوجيا الحديثة. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م