|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
علم الجينات
معلق:
فتحت الأسواق والعلوم جبهة جدال أخرى. هل نستطيع التمييز بين
طماطم أعدت في المختبر وأخرى طبيعية؟ كيف ستؤثر الأغذية الصناعية على
صحتنا؟ وعلى البيئة؟ طماطم تدوم عدة أسابيع طازجة في الثلاجة، قهوة
بدون كافئين، ذرة تقاوم الأمراض. يحذر الخبراء من عواقب هذه الثورة
العلمية التي لم تؤدي إلى ما يعرف بالأغذية الجينية المعدلة فحسب بل
إمكانية تعديل أي كائن حي جينيا سواء كان من البشر أو الحيوانات. ما هي
الأبحاث الجارية في هذا المجال؟ هل سيستنسخون البشر كما يقال؟ هل
سنتمكن من اختيار جينات أبنائنا؟
الجينات/ القدرة على تعديلها.
معلق:
تركز أكبر الشركات الكيميائية والغذائية في العالم جل اهتمامها
وإمكانياتها على تطوير الهندسة الجينية، حيث تركز أسواق المستقبل
مباشرة. يتم اليوم تمويل آلاف العلماء من قبل الصناعة الغذائية ليطورون
في مختبراتها أنواع من الخضار بمزايا ثورية تمكنها عبر جودتها وأسعار
إنتاجها المنخفضة من الإحلال محل المزروعات التقليدية. تخطى العلم
حدودا جديدة من الإمكانيات اللانهائية، متخطيا معها عواقب جديدة لا
يتفق الخبراء عليها فيما بينهم. تنظر قطاعات اجتماعية واسعة بارتياب
إلى اختراعات الباحثين الجديدة هذه.
مارك فيري/ من نشطاء الدفاع عن البيئة والزراعة:
هل يستحق التلاعب بجينات الأغذية الخوض فيه إذا أخذنا بالاعتبار
ما يشكله ذلك من خطر على الصحة وعلى الأجواء البيئية الواضحة والمعترف
بها من قبل الاتحاد الأوروبي؟
معلق:
ومع ذلك ما زال العلماء يتابعون أبحاثهم بهدف إبراز فوائد
الأغذية الجديدة التي يتم اليوم تطويرها في مختبرات من مختلف أرجاء
العالم.
ليوناردو بينيا/ معهد فلينسيا للأبحاث الزراعية:
نستخرج الجزيئات الحية من النباتات، وقد تكون جزيئات من الأوراق
أو من الساق أو من البراعم أو البذور ليخضع هذا الجزيء الطبيعي إلى
المعالجة البشرية. نستخدم في تحويل النباتات نظام القذف المتسارع جدا،
ثم نأتي الجينات التي نريد إدخالها في البنية النباتية من أي نوع كانت
ونقذفها نحو المادة المطلوبة. عند اصطدامها بالنبتة المعدة تخترق
بنيتها وتشكل جزءا من بنيتها الجديدة. تتولد نباتات كاملة انطلاقا من
هذه الجزيئات النباتية الجديدة. وبعد ذلك توضع في أجواء زراعية أخرى
حتى تبلغ الحجم المناسب، لنتأكد من أنها معدلة جينيا بعد إجراء
التحاليل المخبرية اللازمة، فيتم زرعها للحصول على الثمار ومعرفة ما
إذا كانت تلبي النتيجة النوعية والكمية المرجو منها، ومن ثم تنتقل إلى
المشاتل.
معلق:
يمكن لردود الفعل التي أثارتها هذه الجبهة الجديدة التي فتحها
العلماء أن تكون أكبر من تلك التي لقبت في عقدي الستينات والسبعينات
بالثورة الخضراء حين أدخل السماد الكيميائي الذي ضاعف القدرة الإنتاجية
للزراعة، ما أدى إلى اختفاء المواسم الطبيعية من الأسواق وأخذت تباع
الآن بكميات قليلة وبأسعار عالية تحت شعار المنتجات البيئية الطبيعية.
لويس نفارو/ معهد أبحاث فلينسيا الزراعي:
أجرى الإنسان عدة تحسينات على النباتات منذ أن عرف الزراعة. أنا
متأكد من أن ثمرة البطاطا التي نجدها اليوم في الأسواق لم تكن معروفة
لدى السكان الأصليين لجبال الأنديس، من حيث جاءتنا أصلا. أو حبة ذرة من
تلك التي نراها اليوم في الأسواق لم تكن معروفة في تلك المناطق أيضا،
أعني بذلك أن النباتات الأصلية تعرضت إلى مجموعة من التحولات المستمرة،
إما عبر الاختيار الطبيعي أو من خلال التقنيات التقليدية التي أجرت
تحسينات على النباتات.
دنيل رامون/ باحث في مختبرات سيسك:
يمكن شرح الفارق بين تقنيات التهجين التي كانت متبعة وتقنيات
الهندسة الجينية الحالية عبر المثال التالي: لدينا في اليد اليمنى كيس
أحمر يحتوي على خمس كريات حمر مرقمة من واحد إلى خمسة، وفي اليد اليسرى
لدينا كيس أزرق فيه خمس كريات زرق مرقمة من واحد إلى خمسة، سنشكل منها
مزيج من أربع كريات حمر مرقمة من واحد إلى أربعة بالإضافة إلى كرة
زرقاء واحدة تحمل الرقم خمسة. كان التهجين الكلاسيكي يضيف محتويات كيس
إلى آخر ويحركهما معا ثم يختار منها خمس كريات بطريقة عشوائية، آملا أن
يكون أربعة منها حمر والخامسة سوداء، ثم يقوم بذلك عدة مرات حتى يبلغ
التركيبة أو البنية المطلوبة، صحيح أنها مسألة صعبة ولكنها يمكن أن
تحدث بعد آلاف المحاولات. أما هندسة الجينات فهي تفتح الكيس الأحمر
لتستخرج منه الكريات الأربع الأوال ثم تفتح الكيس الأسود لتستخرج منه
الكرة التي تحمل رقم خمسة وتضيفها إلى الأربعة الأوائل، أي أنها تشكل
البنية المطلوبة بطريقة موجهة هادفة.
يساعدنا ذلك على التقدم سريعا، والحصول على ما هو مطلوب بطريقة
اختيارية، والأهم من هذا كله اختراق حدود الأنواع.
معلق:
أعلنت الشركات البيوتكنولوجية عن ثورتها الخضراء الثانية، التي
تفتح الطريق أمام هذا التنوع النباتي الجديد الذي توصل إليه العلماء،
والتي أخذت الأسواق الأمريكية تستهلك حوالي عشرين منها حيث تحل
المنتجات المعدلة جينيا على تلك التقليدية. يتم إحراز نجاحات هامة في
هذا المجال ويعمل المدافعين عنها على إبراز امتيازات هذه السلع الجديدة
التي تنزل إلى الأسواق بعروض بدهشة.
جاك أتالي/ كاتب واختصاصي في العلوم الاجتماعية:
ستشهد الزراعة ثورة حاسمة، سيصبح من الضروري الحصول على منتجات
زراعية بدون ماء أو بأقل كمية ممكنة من الماء. سيكون الحصاد السنوية
أكبر بكثير، سيصبح بالإمكان حماية النباتات من مختلف الحشرات بتكييف
النباتات مع البيئة ونباتات قادرة على مقاومة ظروف الشحن الصعبة. أي أن
الزراعة ستشهد تغييرا حاسما يقلل جديا من الحاجة إلى الماء ويساعد على
تنظيم الاستهلاك بشكل أفضل.
دنيل رامون/ باحث في مختبرات سيسك:
بالنسبة للسلع النباتية كالطماطم ستقاوم فترة أطول قبل أن تفسد
في الثلاجة، كما يمكن إطالة أمد النضوج لمساعدة المستهلك على استعمالها
في الفترة المناسبة للنضوج. ويمكن التوصل مثلا إلى حبة بطاطا تمنح
مناعة ضد الكوليرا وإسهال المسافرين. أما في المجال الحيواني فيمكن
التوصل إلى سلمون كبير الحجم وهذا في صالح المزارع التي تحصل كميات
أكبر للبيع مقابل كمية العلف نفسها. بالإضافة إلى أبقار نستخرج منها
حليب أضيفت إليه عناصر صيدلية قيمة.
لويس نفارو/ معهد فلينسيا للأبحاث الزراعية:
لا شك أن هناك إمكانيات هائلة تتعلق بالاستهلاك الحيواني، سنحصل
على منتجات تحتوي على اللقاح، هذا ما ينطبق على البشر من الناحية
النظرية، فبدل أخذ الحقنة مثلا يكفي أن يأكل الجزر التي تحتوي على
اللقاح الذي سيكون بهذه الحالة طبيعي وصحي أكثر، للإنسان والحيوان في
آن معا، حتى أننا بدأنا نرى منذ الآن لقاح للحيوانات البرية. أمراض
كداء الكلب، كيف يمكن منح المناعة لحيوانات برية كالثعالب في أوروبا
والجرذ والأرانب؟ أي طريقة أفضل من الحصول على نبتة برية في الأرياف
يتغذى عليها آكلي النباتات مثلا ليحصلوا بذلك على اللقاح. لا يمكن أن
نمسك بأرنب كي نلقحه يجب أن يحصل ذلك عبر الفم.
معلق:
مع ذلك انطلقت عدة أصوات تحتج على هذه المحاولة للتحكم بالطبيعة
التي ستغير كليا سبل غذائنا. يشكك العديد من الباحثين ونشطاء البيئة
والمستهلكين ومجموعة كبيرة من الحكومات بفوائد الأغذية المعدلة جينيا،
ولا يرون فيها إلا وسيلة لتحقيق الأرباح الاقتصادية.
مارك فيري/ من نشطاء البيئة والزراعة:
هناك متخصص بريطاني وصل إلى حد القول بأن هندسة الجينات أشد
خطرا على الإنسان من الطاقة النووية، فعندما تتدخل عناصر الجينات في
الطبيعة، يمكن لهذه النبتة أن تتحول وترتبط بنباتات أخرى ليصبح من
الصعب وقفها.
لويس نفارو/ معهد فلينسيا للأبحاث الزراعية:
يمكن أن يقول البعض أنه بعدما يتم اختيار الجينات المحددة لنبتة
ما قد تؤثر هذه على البيئة وذلك من خلال اتصالها بنبتة برية قد تأخذ
منها بعض الجينات. لا أعتقد أن هذه مشكلة خطيرة، رغم أن هذه حالات
نادرة جدا يمكن السيطرة عليها.
مارك فيري/ من نشطاء البيئة والزراعة:
هناك احتمال آخر ماذا إن تولد عن ذلك فيروس يستطيع مقاومة
المضادات الحيوية، ما يشكل خطرا جسيما قد يواجهنا لما سينجم عن ذلك
أوبئة تعود جذورها إلى التحولات الجينية التي من الممكن ألا نجد حلا
لها.
دنيل رامون/ باحث في مختبرات سيسك:
أخضعت جميع المنتجات الجينية التي يتم تسويقها اليوم والتي لا
تتعدى العشرين سلعة، أخضعت جميعها إلى مجموعة من تجارب المختبرات
الدقيقة التي تضمن سلامتها الصحية الجينية.
لويس نفار/ معهد فلينسيا للأبحاث الزراعية:
لم تبين جميع المشاريع التي شارك فيها أفضل الباحثين الأوروبيين
في مجالات مختلفة، وجود أي عنصر قد يسبب مشكلة للصحة البشرية على
الإطلاق.
مارك فيري/ من نشطاء البيئة والزراعة:
هناك تجربة حصلت عام ألف وتسعمائة وتسعة وثمانون في الولايات
المتحدة أصيب ضحيتها خمسة آلاف شخص مات منهم أكثر من ثلاثين، بسبب خلل
في جينات اختيرت لإحدى السلع الغذائية. سحبت السلعة أخيرا من التداول
ولكنه شكلت دليلا على ضرورة الحذر الشديد في التعامل مع التحولات
الجينية للأغذية.
لويس نفارو/ معهد فلينسيا للأبحاث الزراعية:
يمكن التحدث بشكل محدد عن نبات ينتج بروتين يسبب الحساسية، من
الممكن أن يحدث ذلك ولكن هذه مسألة تخضع للدراسة لأنها قد تحدث في
نباتات التحول الجيني أو في التحسين التقليدي.
معلق: تشك القيم الأخلاقية بهذه الممارسات العلمية التي تتلاعب
بالطبيعة، كما منعتها بعض الديانات، لأنها تعتبر أن الإنسان يتلاعب
بأسرار الكون، لهذا تدين استهلاك سلع الهندسة الجينية.
دنيل راموس/ باحث في مختبرات سيسك:
تكمن الركيزة في رأي المستهلك بالتحفظ الديني أو الأخلاقي على
استخدام الجينات. فهي تتساءل مثلا إلى أي حد يمكن القبول بدس جينات
بشرية في الغذاء، وإلى أي حد يمكن القبول بدس جينات حيوانية في
النباتات، وإلى أي حد يمكن تقبل وضع جينات خنزير في غذاء يستهلكه
المسلمين.
مارك فيري/ من نشطاء البيئة والزراعة:
نعتقد بكل بساطة أنه لا يمكن تحسين الغذاء أكثر مما هو عليه.
وإلا سندخل فيما يعرف بالتصنيفات الجينية لاعتقاد الإنسان أنه يستطيع
التوصل إلى فاكهة أفضل مما هي عليه. علينا أن نتقبل الفاكهة على ما هي
عليه والتأقلم معها. ما يجب أن نفعله هو العودة إلى المنتجات الحيوية
وهي الأكثر سلامة لأنها لا تحتوي على المبيدات والأشياء الأخرى التي
تبين أنها ضارة بالصحة البشرية.
لويس نفارو/ معهد فلينسيا للأبحاث الزراعية:
يجب أن نفكر دائما بالاستخدامات الجيدة والسيئة لهذه التقنيات،
يمكن للتقنية أن تكون جيدة أو سيئة حسب استخداماتها. هنا يمكن القول
أن الاستخدام السيئ لتقنية ما قد يسبب أضرارا جسيمة للبشرية، لهذا يجب
التحكم بهذه المسائل كما يجب.
مارك فيري/ من نشطاء البيئة والزراعة:
العلامة الفارقة هامة للمستقبل، فمن خلال هذه العلامة التسويقية
سيحدد المستهلك ما إذا كان سيقبل الأغذية المحولة جينيا أم لا. ونحن
نعتقد أن هذا هو مفتاح إخراج هذه الأغذية من الأسواق في المستقبل.
أنهيلا بيريس/ أنظمة الجينات:
يعنى مركز أنظمة الجينات بإجراء تحاليل الدي إن إيه اللازمة
والمتوفرة جميعها. يعتمد المركز على مختبر متخصص في تقنيات الكشف عن دي
إن إيه السلع الغذائية المحولة جينيا. تجري التحاليل على سلع ومنتجات
جاهزة أو على مواد خام. نقدم هذه التحاليل على وجه الخصوص لمؤسسات خاصة
أخرى تعنى باستيراد وتصدير الحبوب فإما أن نخضع الحبوب لهذه التحاليل
أو أي سلع أخرى. يكمن الهدف من هذه التحاليل في مساعدة مؤسسات المجال
الغذائي للوفاء بالتوجهات الأوروبية التي تدعو إلى تصنيف السلع المنتجة
عبر المواد الخام التي تحتوي على عناصر محولة جينيا. تكمن العملية
بمجموعة من الخطوات أول ما نفعله بالنموذج الذي نحصل عليه هو ترقيمه كي
لا يعرف أحد ما هو مصدر النموذج. وبعد ذلك توضع جميع النماذج التي
جاءتنا في مستوعبات موحدة كي تنتقل جميعها إلى المرحلة التالية والتي
تكمن في استخراج الدي إن إيه الذي يساعدنا في متابعة خطوات التحليل
التالية بكاملها. بعد استخراج الدي إن إيه نقوم بإخضاعه للتفاعل مع
الآر إس بي، ما سيكشف لنا ما إذا كانت قد أدخلت في السلعة التي لدينا
عناصر دي إن إيه لا تنتمي لهذا الجسم. يتم ذلك بالاعتماد على أجهزة
الكمبيوتر التي تكشف لنا بعد تفاعل الآر إس بي عما إذا كانت هناك جينات
لا تنتمي إلى الذرة المعروضة بل تم إدخاله عبر هندسة الجينات.
لويس نفارو/ معهد فلينسيا للأبحاث الزراعية:
من المسائل التي يجب أخذها بعين الاعتبار أن تكنولوجيا التحولات
الجينية رخيصة جدا، بالمقارنة مع التقنيات الأخرى، كالتقنيات الذرية
التي تعتبر باهظة الثمن فعلا. إذا أراد مجنون ما أن يصنع القنابل
النووية سيجد نفسه أمام مشكلة معقدة، فعليه أولا أن يملك أموالا طائلة
يعد فيها بنية هائلة تلفت الأنظار. أما القيام بعمليات تحويل جينية فلا
يتطلب أموالا كثيرة، يمكن لأي شخص القيام بذلك.
معلق:
مكنت فعالية هذه الأعمال من التوصل إلى نظام أكثر جذرية وأشد
إثارة للجدل، إذ يكمن بالتوصل إلى أبقار حلاّبة تعطي حليبا يحتوي على
عناصر صيدلية قيمة، ما يشكل خطوة أولى نحو التوصل إلى الحليب الطبي.
تتم الاكتشافات العلمية اليوم بإيقاع أكبر بكثير من قدرة المجتمعات على
استيعابها.
كارلوس مارتينيس ألونصو/ باحث في مختبرات سيسك:
أعتقد أن العلماء يصابون بالدهشة اليوم للسرعة التي يتم فيها
التوصل إلى الاكتشافات التي تحتاج إلى استيعابها وتحليلها وفهمها
بحجمها الحقيقي. أرى من الصعب الاستفادة من هذه الاكتشافات دون أن
نتمكن أولا من فهم أبعاد استعمالاتها. إن كانت هذه مسألة صعبة على
العلماء أتفهم تماما أن تكون أشد صعوبة على المواطن العادي.
معلق:
لم تتأخر في الصدور أولى الانتقادات لهذه الممارسات الجارية في
المختبرات على المواشي. تؤكد هذه الانتقادات أنه لا يتم الإعلان إلا عن
التجارب التي تعطي نتائج إيجابية، بينما يتم التستر على التجارب
الفاشلة التي أدت إلى ولادة وحوش حقيقية من تلك التي تولدها الطبيعة في
مناسبات فريدة. مع ذلك يؤكد العلماء أن إجراء التجارب على مختلف
الأنواع سيمكن من اكتشاف تطبيقات حيوية جينية قيمة للكائن البشري،
وهكذا أصبح الباب مفتوحا أمام استنساخ الكائن البشري، ويقول الكثيرون
أنها رغم منعها من قبل الحكومات إلا أن بعض المختبرات الخاصة تجري
أبحاثا سرية تطور هذه التقنية العلمية الجديدة، التي تبدو وكأنها خرجت
من أسوأ الكوابيس المستقبلية.
هذه المعارف التي تطورت خلال السنوات الخمسة عشر الأخيرة سمحت لنا
بالتأكد من أن الحيوانات أعني الأنواع الحيوانية يمكن أن تكون مفيدة
جدا في التعرف على طريقة عمل الكائن البشري. أعتقد أن هذا مبدأ عالمي
هام وأساسي في فهم التطبيقات التي ستدخلها الأحياء الجزئية في الطب
الحيوي الجديد خلال الألفية القادمة.
جاك أتالي/ اجتماعي:
بالنسبة للأفراد يجب أن نأخذ ثلاث مسائل بعين الاعتبار أولا
إمكانية الوقاية من الأمراض إذ سنتمكن من التعرف على الأمراض التي تهدد
بالموت منذ سن الطفولة، مع أنا قد لا نرغب في معرفة هذه الأمراض إن لم
يكن لها علاج. ولكن هناك إمكانية بالتوصل إلى بعض الأدوية من خلال
المعارف الجينية تساعد على معالجة الأمراض انطلاقا من الأبعاد الجينية
وأخيرا يمكن التوصل إلى الاستنساخ. أعتقد أننا سنتوصل قريبا للاستنساخ
البشري. لن يتم هذا بهدف الحصول على الأعضاء البشرية اللازمة لزراعة
الأعضاء. لن يستطيع أحد الاعتراض على استنساخ شخص عزيز كطفل مات أو
استنساخ المرء لنفسه. ورغم محاولات منع ذلك في فرنسا أو إسبانيا أو
الولايات المتحدة، إلا أنه سيكون هناك مكان يتم فيه القيام بذلك.
سلفادور ألينيو/ قسم الصيدلة في جامعة فلينسيا:
التقدم الحاصل في مجال استنساخ الخلايا والتحكم الجيني الذي
يزداد تعقيدا في المختبرات أخذ يمنحنا إمكانيات وأدوات جديدة بدأت
تستعمل في تجارب مستشفيات محصورة. أما موعد تطبيق ذلك بشكل واسع، فهو
متعلق بالحصول على افضل النتائج.
معلق:
من أهم الإنجازات التي أحرزها العلماء القدرة على الوقاية من
الأمراض والتخلص منها من خلال العلاج الجيني للأجنة.يؤكد الباحثون أنه
أصبح بالإمكان معالجة الأمراض قبل ظهور عوارضها عبر معاينة قبل الولادة
تمكن من تعديل التشوهات الجينية التي تتحول إلى أمراض.
كارلوس مارتينيس ألونصو/ باحث في مختبرات سيسك:
يستخدم ذلك بطريقة منتظمة في حياتنا اليومية في أدواتنا
المنزلية وبكل ما يحيط بنا في الحياة اليومية، يمكن اتباع هذه الفلسفة
في المستقبل لمواجهة الأمراض، وذلك باستبدال الأعضاء المصابة بأخرى
جديدة يتم التوصل إليها عبر الأنسجة التي في جسم كل منا. أعتقد أن هذا
هو التقدم الأقصى الذي تعدنا به الأحياء الطبية في الألفية الثالثة.
معلق:
يمكن لهذه التقنية الثورية أن تعني للكثيرين خطوة أولى على
طريق الاختيار الجيني للكائن البشري، المعد خصيصا للتفوق على الاخفاقات
الجينية لمواليد الطبيعة. والعلماء يعترفون بهذا الاحتمال.
كارلوس مرتينيس ألونصو/ باحث في مختبرات سيسك:
بالنسبة لما يعرف مرض السكري أو السكر في الدم لن يتم الاعتماد
على الإنسولين في معالجته بل سيتم السعي إلى استمرارية المريض عبر
طريقة ما في التحكم بالغلوكوز. هذا ما نفعله اليوم تقريب ولكن من خلال
الإنسولين الذي منح المصابين علاجا مقبول نسبيا. سيتم في المستقبل
التوصل إلى أدوات علاج أكثر تعقيدا يمكنها تحفيز وتوليد أجيال جديدة من
الخلايا القادرة على إنتاج الإنسولين كما هو حال خلايا البنكرياس. هذه
هي الإستراتيجية الجديدة التي ستتحول إلى أداة علاج رئيسية في الألفية
الثالثة.
سلفادور ألينسيو/ جامعة فلينسيا:
أستطيع القول مثلا أنه من بين سبل علاج ما يعرف بالأورام
الخبيثة أو السرطان سيتم التوصل إلى لقاح يعتمد على جينات جديدة أعني
لقاح الدي إن إيه، المقصود هنا هو جعل اللقاح العادي الذي يعتمد على
مضاد جيني يتمتع بقدرة أشد كفاءة. هنا يمكن إضافة جينات مكملة قادرة
على زيادة الفعالية والقدرة لهذا التحويل.
كارلوس مرتينيس ألونصو/ باحث في مختبرات سيسك:
استطعنا التوصل إلى منجزات هامة في هذا المجال، وذلك من خلال
تحديد هوية العنصر الأساسي المستخدم من قبل الفيروس لاختراق الخلايا.
وهكذا بدأنا في هذه الدائرة هنا بإجراء مجموعة من التجارب تركز على هذا
العنصر الجديد ومن المحتمل أن يؤدي ذلك بوضوح تام إلى عزل الفيروس الذي
يسبب مرض نقص المناعة المكتسبة. تم اكتشاف ذلك منذ أعوام قليلة، علما
أن الفيروس انتشر عام أربعة وثمانين.
معلق:
ما زال استنساخ الجينات البشرية يثير اليوم موضوع جدل ساحن بين
أوساط من الرأي العام وجزء هام من المجتمع العلمي العالمي.
فليكس بريتو/ قسم الجينات في مستشفى لافي فلينسيا:
تكمن استراتيجيتنا في القدرة على تطبيق هذا التقدم لنتمكن من
معالجة العائلات التي تعاني من هذه الأمراض. وهكذا نستطيع إجراء دراسات
على هذه العائلات وتحديد المصابين منها، لتقديم النصيحة الجينية
المناسبة لمعرفة المصابين من غير المصابين، لنتمكن من التوصل إلى تشخيص
قبل الولادة للزوجين أو لأفراد العائلة التي ثبت أنها تحمل المرض
وتخاطر بإنجاب طفل يعاني من المشاكل.
معلق:
يشكل هذا ردا على الانتقادات الموجهة إلى العلوم الهادفة لتحسين
مستوى العيش وصحة الأفراد.
فليكس بريتو/ مستشفى لا في:
وهكذا يتم اليوم العمل على تطوير تقنيات التخصيب عبر الأنابيب،
بالترافق مع القيام بتشخيص قبل الولادة، يساعدنا في تخصيب عدة بويضات
في المرأة للحصول على عدد من الأجنة نخضعها لما يعرف بالتقنيات
المجهرية الاختيارية لنتمكن من معرفة ما إذا كان هذا الجنين سيحمل
المرض أم لا. ما نفعله بهذه الحالة هو القيام بتصنيف الأجنة لمنح
المرأة الجنين الذي لا يحمل المرض لتفادي استمرارية توارثه.
معلق:
رغم ذلك ما زال التكتم يخيم على أبحاث الاستنساخ البشري الذي
يمكنه الاستمرار دون إشراف من أحد، ما يشبع رغبة بعض العلماء في اختراق
الحواجز التي لم تتمكن العلوم من بلوغها بعد.
لويس نفارو/ معهد فلينسيا للأبحاث الزراعية:
عندما يأتي أحد الآباء إلى الطبيب مسائلا عن سبب عدم
نمو ابنه يقترح عليه الطبيب منحه بعض هرمونات النمو، هنا يجب الأب نفسه
أمام خيارين، فإما أن يعطيه هرمونات مستخرجة من جثث لا أحد يعرف مما
كانت تعانيه من أمراض يمكن أن تنقلها له، أو منحه جينات بشرية للنمو
يتم التوصل إليها عبر البكتيريا المعدلة في المختبرات تحت إشراف علمي
مدهش. ما الذي سيختاره الأب؟ من الطبيعي أن يستعين بما تقدمه له
الهندسة الجينية.
سلفادور ألينيو/ جامعة فلينسيا:
للعالم أخلاقياته ولكن الآفاق في كثير من الأحيان محدودة بينما
الرغبة في المعرفة تجعل الأشخاص يتخطون جميع الحدود ليس عن سوء نية بل
رغبة منهم في بلوغ المعرفة.
فليكس بيرتو/ مستشفى لافي:
لا شك أنها ستكون مفيدة جدا لحل المشكلات الطبية الهامة، على أن
نأخذ دائما الجانب الأخلاقي بعين الاعتبار، ولا بد من خلق القوانين
اللازمة التي لم تتوفر بعد على اعتبار أن العلوم عادة ما تتقدم أولا ثم
تتبعها القوانين التي تسن لتفادي المشاكل التي قد تنجم عنها.
معلق:
أثناء العمل على حل هذه المشكلات وغيرها تستمر الأسواق باستقبال
سلع غذائية جديدة تعرضت للتلاعب الجيني وأخذت تتبع قانون العرض والطلب.
ما زال المؤيدون والمعارضون يتجادلون حول فوائد المنتجات المعدلة
جينيا، ولكنهم يبدون متوافقين أنه في العام ألفين وعشرة ستتأثر جميع
مواسم الحصاد الأساسية، كالذرة والقمح والرز بالتعديلات الجينية، إلا
إذا اعترض المستهلكون عليها. ما هو رأيك أنت؟ --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م