اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 لبنانية فيديل كاسترو روس؟
 

فيديل كاسترو

هناك أعداد لا بأس بها من الدراسات التي أجريت طوال العقود الماضية حول التجربة الفريدة للقائد الثوري الشهير فيديل كاسترو روس، وقد شملت هذه الأبحاث مختلف مراحل حياته النضالية التي بدأت على مقاعد دراسة الحقوق في جامعة هافانا دون أن تنتهي حتى يومنا هذا.

لا شك أن حياة الزعيم الكوبي متعددة الجوانب بدءا من تلك المتعلقة بثورته المسلحة التي أطاحت بديكتاتورية فولهينسيو باتيستا، مرورا بإعلانه لدولة اشتراكية في قلب القارة الأمريكية، وما عناه ذلك من نزاعات كادت تؤدي إلى اشتعال حرب عالمية، وانتهاء بما يثيره اليوم من قضايا تهم المجتمع الدولي برمته.

والحقيقة أن الصحافة الأجنبية كانت أشد اهتماما بالجوانب الشخصية من حياة فيديل كاسترو روس، فأسهبت في التحدث عن طفولته التي قضاها بين المدارس اليسوعية والمزرعة التي كان يملكها والده في أرياف الشرق الكوبي، حتى تطرق بعضها إلى الجذور التي جاءت منها عائلة فيديل قبل ولادته في كوبا.

بما أن السكان الأصليين لجزيرة كوبا، وهم هنود السيبوني والتايينوس، قد أبيدوا بالكامل تقريبا على يد المستعمرين الإسبان، يمكن القول أن السواد الأعظم من سكان أكبر جزيرة في الكاريبي هم من المهاجرين الذين توافدوا إليها عبر القرون الخمسة الماضية، قادمين من أوروبا وأفريقيا ثم آسيا.

لهذا حاول بعض الصحفيين والباحثين الأجانب ممن يزورون كوبا دراسة الجذور التي تنحدر منها هذه الشخصية، التي تشغل القوة الأعظم في العالم منذ حوالي نصف قرن، دون أن تتوصل إلى معلومات محددة وثابتة، ربما لأن الصحفيين والباحثين الكوبيين يواجهون تحديات يومية من نوع آخر.

كل ما كتب عن هذا الجانب حتى الآن يكشف عن مسألة رئيسية محددة، وهي أن عائلة كاسترو روس قد جاءت إلى جزيرة كوبا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر قادمة من إسبانيا، وأن جذورها تعود بالتحديد إلى جزر الكناري، حيث عملت العائلة أيضا في الزراعة والمواشي.

وقد حاول البعض التعمق أكثر في أصول هذه العائلة، حتى قبل وصولها إلى جزر الكناري، المحاذية للقارة السوداء والتي عرفت في تلك الفترة باستقبالها للمهاجرين من الجوار الأوروبي والأفريقي على حد سواء، كما أنها ما زالت حتى اليوم تضم جالية لا بأس بها من أصول عربية متنوعة.

&#ينطلق البعض من ملامح فيديل القريبة جدا من العناصر العرقية اليونانية، أومن دراسته العميقة جدا للتاريخ الإغريقي، وحتى من تطبيقه لبعض جوانب تلك الديمقراطية العريقة على المجتمع الكوبي الحديث، ليقول بأنه قد ينتمي في أصوله إلى جذور يونانية مهاجرة.

إلا أن شيئا لا يؤكد هذه الأقاويل، خصوصا وأن اسم عائلة كاسترو وهي كنية والده وعائلة روس كنية والدته، لا تنتشران في أي منطقة من اليونان، بل من المعروف أن عائلة كاسترو خرجت من أعماق إسبانيا على وجه الخصوص، أما كنية روس فهي تشكل اليوم أساسا لوجهة نظر لبنانية محتملة.

تنطلق هذه النظرية من أن روس هي من عائلات المتن التي تتمازج هناك بعائلة المرّ، وقد كانت في أواسط القرن التاسع عشر أكثر صلة بالأرض والعناية بالمواشي، كما أن جزءا منها قد هاجر لبنان في تلك الفترة هربا من الظروف الحياتية القاسية التي ميزت العقود الأخيرة من الحكم العثماني.

وقد نقل عن أحد أفراد عائلة المر الفاعلين ثقته بأن أفرادا من عائلة روس قد غادروا الشواطئ اللبنانية بحثا عن آفاق رحبة لهم في القارة الأمريكية، إلا أن الترحال قد حط بهم في القارة الأوروبية أولا كما هو حال غالبية المهاجرين اللبنانيين الذي كانوا يتوقفون في محطة أوروبية ينطلقون منها إلى أمريكا.

وكان لعائلة روس، كما يؤكد المرجع اللبناني أن توقفت في جزر الكناري حيث دفعتها خصوبة الأرض وسهولة الحياة وقرب المسافة من الوطن بالمقارنة مع القارة الأمريكية، دفعتها إلى معاودة الزراعة والعناية بالمواشي، لتستمر هناك على هذا النحو حتى يومنا هذا.

أي أن وجهة النظر التي تتحدث عن لبنانية فيديل كاسترو، تربط هجرة عائلة روس من شواطئ لبنان إلى جزر الكناري بذلك الجزء من العائلة الذي أكمل ترحاله في أواخر القرن التاسع عشر نحو كوبا في القارة الأمريكية وانكب هناك على العمل في مجالي الزراعة والمواشي.

طرحت هذه الأفكار على أحد الباحثين الكوبيين المقربين من أوساط الرئيس فيديل كاسترو، إلا أنه رغم اهتمامه بالأمر عجز عن تأكيد أو نفي هذه الاحتمالات لعدم توفر الأدلة المحددة، التي تؤكد تسلسل الأحداث والتواريخ وتورد أسماء تثبت الترابط بين المحطات الثلاث:بيروت، وجزر الكناري وهافانا.

أي أن المطلوب للتأكد مما أصبح يتم تداوله الآن في هافانا وبيروت على حد سواء، هو التأكد من أن عائلة روس التي هاجرت من لبنان هي نفسها التي وصلت إلى جزر الكناري وأقام جزء منها هناك، ليهاجر الجزء الآخر إلى كوبا حيث استقر وتزوجت إحدى حفيداته من والد فيديل. 9;

لا شك أن إثبات ذلك يتطلب رحلة طويلة وشاقة، لن يتمكن من القيام بها فيديل كاسترو روس وهو الآن في الخامسة والسبعين من عمره، فهل تبدأ المسيرة من الطرف الآخر، من الوطن الذي اعتادت أقواسه منذ ما قبل جبران خليل جبران وبعده، على رمي سهامها نحو الغبطة والمسرّة.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster