اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 بعثات 5 - أوروماكو: آثار الزمن
 

جبال الانديس

 

عند التحدث عن الصحارى، عادة ما نقصد مساحات شاسعة من الرمال والرياح المحرومة من الحياة.

          ليس من السهل  تخيل بقاء النباتات والحيوانات على قيد الحياة وسط هذه الظروف المناخية البالغة القسوة.

          ولكن هذه المنطقة القاحلة كما يقال تأوي مجموعات متنوعة من المخلوقات التي تمكنت من التعود عليها وكسب معركة البقاء على قيد الحياة.

          تقارن ظروف التأقلم مع قسوة البيئة التي تعيش فيها.

          حيوانات بعض الصحارى أسرع من ذويها في المناطق الأخرى.  تلجأ بعض النباتات لتقليص حجم  أوراقها أو تحويلها إلى أشواك وزعرور لحماية ما فيها من مياه.

          كما تنمي بعض الثعابين لديها سم قاتل يساعدها على البقاء في هذه الظروف القاسية جدا.

          هذه الظروف الصعبة المفروضة على سكان الصحارى الحالية هي نفس الظروف التي تساعد على حماية الأحافير من حيوانات ونباتات عاشت  في هذه المناطق منذ ملايين السنين. الأحافير هي شواهد على الماضي، إنها آثار الزمن.

                   أوروماكو/ آثار الزمن

 ظهر الإنسان على هذه الأرض بالمعنى الجيولوجي منذ فترة قصيرة، أي أننا لم نكن هنا لنشهد نمو أنواع أخرى.

          ولكن الأحافير ساعدتنا في التلاقي بذلك التاريخ الطويل من الحياة، حيت تحولت الحيوانات والنباتات، لتنتشر في غالبية مناطق العالم.

          خلفت عملية النمو الطويلة هذه أدلة محفورة في عدة أماكن من هذا الكوكب. تم في الطبقات الصخرية لصحراء أوروماكو، الواقعة على الشواطئ الغربية لفنزويلا، اكتشاف بقايا الحيوانات التي عاشت هناك قبل ما يتراوح بين ستة وأحد عشر مليون عام.

          يعمل  ليناريس في قسم علم الإحاثة التابع لجامعة سيمون بوليفار، وهو متخصص في دراسة الأحافير التي عثر عليها في أوروماكو.

          وقد تمكن من خلال البقايا الحيوانية من الكشف عن ملامح المتغيرات الجيولوجية والجغرافية التي حصلت في الماضي.

          حدثنا  عن اكتشافات  مذهلة جعلت من أوروماكو أكبر مستوعب لأحافير الفقاريات في شمال أمريكا الجنوبية.

هذا موقع لحقول نفط هامة في فنزويلا، وهو اليوم حقل مامون المهجور. جرت في هذا الموقع أبحاث بالغة الأهمية امتدت من الثلاثينات حتى الخمسينات. وضع جيولوجيي شركات النفط خرائط تفصيلية لهذه المنطقة، اكتشفوا خلالها موقعا لأحافير السلاحف عثروا فيه على مئات السلاحف ضمن الطبقة الأولى. لهذا تحول الموقع  إلى مركز اهتمام علماء الإحاثة. مضت اليوم عشرات السنين على إجراء أول أبحاث في هذا المجال ضمن منطقة أوروماكو.

 كان خوسي رويو عام ألف وتسعمائة وخمسون، أول عالم إحاثة يعثر على مجموعة من أحاثير الفقاريات في أوروماكو. وقد استمرت الأبحاث بعد موته حتى تم العثور على أكبر سلحفات في العالم، والتي بلغ قطر صدفتها أكثر من ستة أقدام.

 في آب أغسطس من عام أربعة وثمانين قمت بأول حملة إحاثة هنا في أوروماكو. وقد جئت بمرافقة مساعدة من الجامعة، خيمنا في الصحراء لعدة أيام.

 قرر  برفقة بتريسيا موراليس البحث في الأجزاء الشمالية والشرقية لأوروماكو مستعينا بخريطة ومعلومات قليلة عن المنطقة.

          البحث عن الأحافير مهمة صعبة، تتنوع فيها أساليب العثور على المواد وجمعها، وهي تعتمد على طالع الباحث ومثابرته وفطرته.

          إن كشفت الرياح عن عظمة ما على الباحث أن يحفر من حولها بالمعول، حتى يكشف عنها بالكامل. ولكن إن لم يكشف التآكل عن أي أحفور، عليه تمشيط المنطقة، والتأكد بحذر من بعض الكتل المختارة.

          تعرف هذه العملية بالصيد، كما يسميها عالم الإحاثة الشهير جورج غايلورد سيمبسون الذي يقول

          صيد الأحافير رياضة مذهلة جدا، فالصياد لا يعرف أبدا ماذا سيحمل عند عودته، قد لا يحمل شيئا، ولكنه قد يحمل مخلوقا لم تشهد مثله البشرية من قبل. كما أن صياد الأحافير لا يقتل ضحيته بل يحييها.

          تكرر هذا الروتين طوال عدة أسابيع من الفجر حتى الغروب، دون اكتشاف أي عظام هامة، ما أثّر تدريجيا على معنويات الباحثين.

 أمضينا عدة أيام في تمشيط هذه المنطقة، فتملكنا التعب، خصوصا وأننا نفتقد بعض النظام. كانت الشمس قاسية، ولم ندرك في الأيام الأولى كيف سنتصرف تحديدا في أوروماكو.

          وفي اليوم الأخير، قبل يوم واحد من العودة إلى كراكاس، عند غروب الشمس، غرزت شوكة تحت الجلد. بدأت أنزف، وشعرت بآلام حادة فعلا. جلست لانتزاعها، فشعرت بوجود قطعة أرض غريبة، لأدرك حينها أني كنت جالسا فوق تمساح هائل. اعتبر هذا الاكتشاف الأول بداية لعدد كبير من الاكتشافات الهامة لإحاثة الفقاريات في شمال أمريكا الجنوبية.

 تبين أن هذه البقايا بالتحديد هي جزء من عظام الفك الخاصة بتمساح طوله خمسة وثلاثين قدم. وهو أكبر فك عثر عليه في فنزويلا. انتهت هذه البعثة بنجاح تام، ومنذ تلك اللحظة تابع مشروع أوروماكو قدما.

=-=-=-=-=-=-=

الجزء الثاني

إنه بحالة رائعة.

 أنظر إليه، لتكوين فكرة، إنه فك لتمساح صغير، أما الكبير فهو فك حيوان قريب، وهو شبيه جدا بفك التمساح المعاصر. مع انه يأتي من منطقة بعيدة جدا حقول روبو إي غوميز.

وليس له أي صلة بمنطقة باتيرسون أيضا.

 إنها منطقة جديدة تقع شمال غربي صحراء أوروماكو.

شيق جدا هذا شيق فعلا.

 تقديرا لاكتشافه الهام دعا  ال ماريا دياس، وهي جيولوجية من جامعة فنزويلا المركزية، للمشاركة في المشروع. سبق لدياس أن أمضت سنوات في دراسة الطبقات الجيولوجية لولاية فلكون حيث تقع أوروماكو.

          أول ما يفعله الباحثون هو السفر إلى المنطقة للتعرف على الطبقات الصخرية. تعتبر تشكيلات أوروماكو الجيولوجية معقدة جدا، فالرواسب المتوفرة هنا تشكل زاوية وهي موزعة بطريقة عشوائية، ما يسبب مشكلة تتطلب التعاون بين علماء الإحاثة والجيولوجيا.

          الأحافير مفيدة للتعرف على سبل الحياة القائمة على الأرض قبل ملايين السنين. رغم أنها لا تكشف عن كل شيء على اعتبار أن الحيوانات والنباتات لا تترك أثرا لوجودها  باستمرار.

          تتلف الأنسجة اللينة للحيوانات عند موتها، كما هو حال هذا البعير الذي إذا بقيت عظامه في العراء ستتحول إلى غبار.

          يتطلب تحول الحيوان لأحفور إلى وجوده في مستنقع، حيث يتعفن لحمه ولكن طبقات الرواسب تغطي عظمه وأسنانه. تتراكم هذه الرواسب مع مرور الزمن ويؤدي وزنها إلى تماسك العظام وضغطها. وهكذا فإن عظام الحيوانات المسطحة المتجانسة مع الرواسب يساعدها على البقاء في البيئة التي تعيش فيها.

          يشير وجود الأحافير في هذه الصحراء إلى أنها كانت منطقة مستنقعات وبحيرات في الماضي البعيد، ما يحافظ على بقايا الحيوانات لأكثر من عشرة ملايين عام. عندما تبدأ الحفريات تطفو الأحافير على السطح إلى جانب رواسب طبقات عدة.

          عند تشكيل أوروماكو ساهم اقترابها من البحر في تراكم طبقات من الأصداف والرمال. تصلبت طبقات الرواسب هذه بعد ملايين السنين، كما رفعتها تحركات قشرة الأرض نحو السطح، إلى جانب الأحافير التي كشف عنها تآكل التربة فيما بعد.

          تكمن مساهمة ماريا في مشروع الأبحاث بما ستقدمه عبر دراستها لهذه الطبقات.

          تقع بلدة أوروماكو على مسافة ثلث ساعة من منطقة الحفر، فأقمنا قاعدة المخيم هناك. استأجر  وماريا منزلا للمعدات الضرورية للحملة. تشكل الفريق من الشبان المحلين وبعض الطلبة من جامعة سيمون بوليفار، ثم وضع برنامج للعمل، يفترض الاستمرار به لعدة سنوات.

          عليهم الخروج صباح كلب يوم للبحث عن الأحافير، مستغلين بذلك أقل ساعات الحرارة هناك.         

          ليس من السهل العثور على الأحافير، إذ عادة ما تكون أجزاؤها متناثرة، لهذا عادة ما يكون العمل أسهر بمجموعات أكبر لتمشيط المنطقة واستطلاعها.

أعتقد أني وجدت سلحفاة. ولكن هناك نقوش على الصدفة. تبدو كالصدفة من أسفلها.

 بعد ساعات من البحث عثر  على أحفور.

 إنها قطعة جميلة فعلا . إنها ماتا ماتا، لاحظ أن لها ثلاثة ثقوب.

بيتو ما هي الماتا ماتا؟

 إنها من السلاحف المائية التي تسمى هنا هيكوتيا.

 ليس لغالبية أنواع الأحافير التي عثر عليها في أوروماكو أقارب أحياء. باستثناء سلحفاة الماتا ماتا القديمة، التي بقيت على قيد الحياة في نهر أورينوكو. ملامحها غريبة جدا، وقد بقيت دون تغيرات تذكر طوال ملايين السنين. تعيش هذه السلحفاة اليوم على اللحوم، ما يوحي بأن نوع الأحفور شبيه بها. إلى جانب التشابه بالشكل فهما من نفس الحجم تقريبا. وكلاهما تنتميان إلى أجواء الأنهر والمستنقعات.

          تقوم ال دياس بالبحث عن الأحافير مع مساعدها، كما تعمل على تحديد الطبقات الصخرية بالاعتماد على صور جوية. وعليهما الآن تحديد الوجهة من خلال البوصلة، ومن ثم درجة الانحدار. يهدف ذلك إلى رسم خريطة جيولوجية، ما يسهل تحديد الطبقات التي توجد فيها الأحافير.

          عثر  على أحفور يشبه فك التمساح. ولكن غرابة شكله وحجمه الهائل يزيد من صعوبة تحديد هويته.

ألا يمكن أن يكون سلحفاة؟ هناك الكثير منها في المنطقة.

 لا أعتقد، يبدو أن لهذه أسنان. والسلاحف ليس لها أسنان.

 تعرف أكبر سحالي أوروماكو باسم إغوانا، التي يصل طولها إلى ستة أقدام، وهي من الزواحف العادية في المناطق الجافة. يمكن رؤيتها في أعالي الأشجار تتغذى على الأوراق والفاكهة. الفارق بين أحفور التمساح والإغوانا هو أن فك الأولى أكثر استقامة وأصغر. عندما يكون الأحفور قصيرا مائلا، عادة ما ينتمي إلى حيوان يزيد طوله عن عشرة أقدام، وقد يكون نوعا جديدا للعلوم.

  أعتقد أني وجدت شيئا هاما.

 ماذا وجدت؟

 يبدو أنه جزء من عظمة الحنك. ولكني أرى بعض الأضراس هنا.        

 هذا شيق جدا، إنه قارض كبير. أنظر إلى استمرارية الأسنان.

تشبه أسنان خنزير الماء أو ما شابه.

 نعم ولكنه أكبر حجما، إنه قارض كبير، من قوارض أمريكا الجنوبية التي هي أكبر من خنازير الماء. إنها قطعة جميلة.

 تعيش خنازير الماء منذ القدم على أكل النباتات. هذه اللبونات هي أكبر القوارض في العالم. يمكن العثور عليها في سهول فنزويلا إلى جانب فروع نهر أورينوكو.

          تنتمي الأحافير التي عثر عليها بالإجمال إلى حيوانات تعيش في تجمعات مائية هائلة. ما يؤكد لنا أن أوروماكو لم تكن قبل ملايين السنين صحراء كما هي عليه اليوم.

=-=-=-=-=-

الجزء الثالث

 أنظر نبحث هنا في منطقة تحتوي على أحافير السلاحف. أعتقد أننا في هذه المنطقة لأن التشكيلات التي نراها بمواد حمراء وصفراء اللون هي تشكيلات كودوري، ولا بد أن نجد تحت اللون الداكن تشكيلات أوروماكو. يفترض أن تكون منطقة السلاحف بينهما. 

  يعتمد  على خرائط أعدت قبل أكثر من ثلاثين عاما على يد شركات النفط، في محاولة للعثور على منطقة السلاحف في هذه المنطقة. ليس من السهل العثور على أحافير السلاحف رغم تراكمها على السطح، إذ عادة ما تختلط بألوان الأرض.

 هل ترى؟ إنها هنا. أنظر، هذه واحدة، وهناك أخرى. تلك محطمة، ولكن هذه جيدة. سوف نبدأ العمل بهذه. اذهب لإحضار بقية المجموعة.

 تبدأ أعمال الحفر بعد تحديد الموقع، يفترض أن يتم الحفر بحذر شديد لتفادي إيقاع مزيد من الأضرار بالأحفور. عند الكشف عن سطح الصدفة  تطلى بمواد وقائية يحافظ على تماسكها صلابة أجزائها.

 سنعمل على تنظيفها بعناية، ونغطيها بالصمغ لعدم تفكك الأجزاء عن بعضها. على السلحفاة أن تكون مرتفعة لتخطيتها بالصمغ. علينا تغطية جميع الجوانب بالصمغ عدى القاع، ليصبح بنوع من العش. وعند جفافها في اليوم التالي سنتمكن من نقلها بعد قلبها رأسا على عقب..  ألفريدو لنغطي هذه!

 تغطى القطعة بأوراق الصحف كي لا يوضع المزيج على ألأفور  مباشرة. تساهم الألياف بمنع الصمغ من التشقق بعد جفافه وتصلبه. 

          استمر  وألفريدو في استطلاع المنطقة، ليعثرا على منطقة أخرى فيها بقايا السلاحف.

 هناك عدد من السلاحف في هذه المنطقة. نلاحظ أنها منطقة مميزة جدا، لما فيها من حجارة رملية. كما أنها تحتوي على بقايا للسراطين التقليدية. هنا وفي اتجاه تلك الناحية كان هناك عدة رخويات. تحطم الكثير منها. يمكن أن ترى أنه كان يوجد هنا شاطئ. كلها مؤشرات تؤكد بأن هذه كانت منطقة شواطئ.

ألفريدو هذا شيق جدا، لأن السلاحف كهذه تاتي لتضع البيض هنا موسميا. وهذا ما يحدث كل عام لدى السلاحف المعاصرة الشبيهة بهذه.

 تم العثور عنا على عدد من الأعشاش التي تحتوي على قشور قد تكون لبيض السلاحف. ترى كيف ماتت هذه السلاحف؟

          تشير أعداد السلاحف التي عثر عليها في هذه المنطقة بالانقراض الجماعي. كما أن تناثر الرواسب المحيطة بها يوحي إلى أنها دفنت عبر الأمواج، أو تحت العواصف الاستوائية.

          ينقل أحفور السلحفاة إلى المختبر عند تماسكه، ليتم إزالة طبقة الصمغ هناك، وتبدأ الأبحاث على هذه الأنواع من جديد.

          تبين أن الأحفور شبيه جدا بالسلاحف التي تسكن في نهر أورينوكو الذي يمتد جنوبا إلى حوض الأمازون. تعيش هذه السلاحف على النباتات تحت المياه العذبة، على خلاف الأحفور، الذي كان يسكن مياه البحر، كما تشير الرواسب المحيطة بها.

          السلاحف الوحيدة الباقية على قيد الحياة في أوروماكو هي البيتشو كيبرادو، أو سلاحف الصدر المحطم. تتأقلم هذه السلاحف مع ظروف الصحراء القاحلة لدرجة أنها تستطيع التنقل عبر عدة أميال من مكان إلى آخر حتى تعثر على تجمع مياه أو بحيرة.

          تشمل أبحاثنا دراسة الحيوانات التي تسكن المنطقة حاليا، للتعرف عليها والعمل على مقارنتها مع الأحافير.

يسرني ان تتمكن من الإمساك بها. من الشيق التأكد بأن هذا النوع من السلاحف غير متوفر ضمن طبقة السلاحف في أوروماكو. يبدو أن السلاحف التي أخرجت من التشكيلة  لم تتمكن من البقاء على قيد الحياة حتى يومنا هذا. ربما كنت ظروف الجفاف هي السبب.

          تمكنت السحالي من البقاء على قيد الحياة منذ ملايين السنين حالها كحال السلاحف التي تعود إلى زمن الديناصورات. وهي من الأنواع المسيطرة هنا في المناطق القاحلة. تمكنت الزواحف من العيش في الصحارى لأنها تتأقلم مع الحرارة. أي أنها لا تولد حرارة داخلية، بل تمتصها مباشرة  من الشمس وجوارها. هذا ما يساعدها على عدم تبديد الحرارة في الحفاظ على حرارة أجسادها. لهذا يمكنا العيش في الصحاري القاحلة حيث تموت اللبونات.

          ومع ذلك فهي تلجأ إلى الظل في درجات الحرارة العالية جدا، فتجد ملاذا لها في الكهوف أو في ثقوب تحت الصخور. بما أن جلدها يصد الماء ولا تتمتع بغدد للتعرق، يمكنها أن تصل في الداخل إلى درجة الغليان.

=-=-=-=-=-=-=-

الجزء الرابع

 تغطي الحراشف جلد الثعابين تماما مثل الإغوانا، كما تتمتع بجلد رقيق يصد الماء، ويمتد من الأنف حتى الذيل بما في ذلك العينين.

          كانت الثعابين آخر ما ظهر بين الزواحف الطويلة، ويعتقد أنه ولدت نتيجة عملية تقصير الذيل التي شهدتها بعض السحالي قبل ملايين السنين. هناك أثر لعظام الورك في ثعابين كأنواع الأصلة والبوا. علما أن هذه نظريات لم تتأكد بعد.

          ليس للثعابين المعاصرة أي قوائم، فهي تنزلق وتكيف أجسامها الطويلة مع مختلف أنواع الأسطح. يعود الفضل في ذلك إلى عمودها الفقري الذي يعتد بمئات المفاصل اللينة، ويمكنها من الانقلاب والالتفاف على نفسها دون التأثير على النخاع الشوكي.

          عادة ما تسكن المجلجلة في هذه الصحراء. وقد تأقلمت جدا مع هذه البيئة. يساعدها استخدام السم في تحسين قدرتها على الصيد، فيضمن بقائها.  تعتبر المجلجلة من أشد الصيادين كفاءة في عالم الحيوان.

          يمكن رؤية عدة أنواع من الطيور على أغصان بعض الأشجار وبين النباتات الصحراوية. منها ما يعرف بهوام الكاردينال، الشهير جدا في هذه المناطق القاحلة.

          ينتمي قرد القشّة الصغير هذا إلى أولى اللبونات التي سكنت أمريكا الجنوبية، وهي الجرابيات التي مكنتها عملية تطورها الطويلة من التحسن كنوع خاص، مع أنها حافظت على نفس الشكل منذ ملايين السنين، فتأقلمت مع مناخات تتراوح بين غابات المطر الاستوائية والصحاري القاحلة.

          يعتبر آكل النمل من أولى اللبونات الأخرى التي وصلت إلى أمريكا الجنوبية. يبلغ طول مخالب هذا الحيوان حدا يجبره على طي أكفه والمشي على الرسغ. وهي تستخدم المخالب في الدفاع عن نفسها. عند شعورها بالخطر تحاول احتضان عدوها بقوائمها الأمامية لتغرز المخالب في ظهر خصمها. فقدت أسنانها مع مرور الزمن، ولكنها طورت لسانا طويلا يساعدها على اصطياد النمل الذي تجده على الأرض أو فوق الأشجار.

          يعتبر القط البري من أشهر الحيوانات المفترسة في أوروماكو. بعد نموه في أمريكا الشمالية هاجر هذا القط إلى أمريكا الجنوبية، وهو كجميع أبناء فصيلته، يتمتع بقدرة عالية على الصيد. وهو يفضل افتراس الأرانب إلى جانب الإغوانا.

تأقلمت أرانب الجبال جيدا مع مخاطر الصحاري. يعتبر الاستنفار الدائم من سبلها الدفاعية، وعندما ترى العدو، تلجأ للتمازج مع النباتات المجاورة، فتختفي أمام أعين مفترسها.

تتعرض الحيوانات الصحراوية إلى حرارة الشمس المرهقة، بينما يجد الخفاش ملاذا آمنا في الكهوف الحالكة، بعيدا عن الأنوار المزعجة. هذا ويعتبر الخفاش اللبونات الطائرة الوحيدة في العالم.

إنها حيوانات مشيمية، ما يعني أن على الأنثى  التحليق وهي تحمل أثقال الجنين معها. تتغذى هذه الطيور على البذور ورحيق الزهور، أي أنها تساهم في تلقيح الزهور،، كما تلعب دورا هاما في نثر البذور. يعمل الخفاش إلى جانب الطيور على نشر الخضرة والنباتات في هذه الصحراء.

رغم هذا فإن الكائنات التي تسكن أوروماكو لا تعتبر من سلالة الأحافير التي وجدت هناك. عندما تحولت حيوانات أوروماكو إلى أحافير، كانت أمريكا الجنوبية منعزلة بالكامل. قبل ما يقارب الخمسة ملايين عام عندما تشكل برزخ بنما، نشأ جسر سمح بتبادل الكائنات بين القارتين. أخذت الأرانب والقطط تعبر الجسر من أمريكا الشمالية إلى الجنوبية، إلى جانب الثعالب والظربان. بينما أخذت حيوانات كآكل النمل والأبسوم والكسلان التي نشأت في أمريكا الجنوبية، أخذت تنتقل إلى الشمال، إلى جانب غيرها.

تميز عملية تبادل الحيوانات هذه تلك الأنواع التي نجدها في أمريكا الجنوبية وفنزويلا وأوروماكو.

وحدها الزواحف بقيت غامضة  نتيجة تاريخ تطورها الطويل جدا وانتشارها الواسع النطاق، مع أنها اتبعت مؤشرات الهجرة التي أكدتها أحافير تم العثور عليها في مختلف القارات.

 ما رأيك؟

 هل سبق أن رأيت تمساحا بهذا الحجم؟

أبدا.

 إنه من فصيلة الوجوه الطويلة التي تعيش على أكل السمك.

 هذا النوع من التماسيح الطويلة الأوجه على صلة قريبة من الأنواع الآسيوية المعاصرة. تاريخها أشبه بالأحجية التي تشمل أحافير أفريقية تعود إلى ملايين السنين. وجودها في أمريكا الجنوبية أمر غامض، ما يزيد من تعقيد علامات هجرتها.

=-=-=-=-=-

الجزء الخامس

  نحن الآن في تارانا، يمكن أن ترى من هنا البلدة الصغيرة والجبلين، التل الشمالي هو الأصغر، أما الجنوبي فهو هذا.  أرى من الأنسب أن ننقسم إلى فريقين. بتريسيا و يذهبان إلى التل الجنوبي.

 هل أبدأ أنا من أسفل التل؟

 نعم حيث الطبقات الداكنة، وسأذهب مع مرسيلو إلى جبل صغير في الشمال. سنلتقي هنا بعد ساعة واحدة.

 مرت عدة أشهر، عثروا فيها يوميا على مزيد من الأحافير. عمل  وفريقه بقسوة شديدة للعثور على أغرب حيوانات يمكنهم تخيلها.

 أنظر مرسيلو، هذا أشبه بخروف البحر. لا شك أنها جمجمة كاملة.

 كتلك التي في وادي الأمازون؟

 نعم، وهي على أي حال شبيهة جدا بخروف البحر المعاصر. ولكنها في الواقع أول جمجمة كاملة نعثر عليها هنا. 

 خراف البحر لبونة تسكن البحيرات  والأنهر. يمكن العثور عليها في فنزويلا بين روافد نهر أورينوكو. وهو من الحيوانات المعرضة للانقراض، لهذا تتخذ بعض الإجراءات المتعلقة بحمايته.

          يؤكد  التعرف على مسكن خراف البحر الحالية، أن أنواع الأحافير سكنت في بيئة مشابهة.

           ينتمي أكثر من خمسين بالمائة من الأحافير هنا  إلى التجمعات المائية، ما يؤكد بأن أوروماكو كانت قبل ملايين السنين منطقة منخفضة تغطيها المياه. ماذا جرى حتى تحولت إلى صحراء كما هو حالها اليوم.

تابع  وفريقه أعمال البحث عن أحافير جديدة، قد تمنحهم أدلة قاطعة على وجود نهر هائل في مناطق ولاية فلكون القاحلة.

أدت الأبحاث إلى عثورهم عظمة لأكبر سلحفاة تم العثور عليها في العالم، إذ يبلغ طولها ثمانية أقدام على الأقل. إلا أن حجمها كان شائعا في تلك المرحلة من العمالقة.

أقاربها المعاصرين أصغر منها بمرات ثلاث. سلحفاة أورينوكو من آكلات الأعشاب وهي قادرة على الاستدارة برأسها في جميع الاتجاهات. هذه سمات شائعة لدى أنواع الأحافير، علما أن البيئة التي عاشت فيها لم تحدد بوضوح على اعتبار أن بقاياها ما زالت مبعثرة، ما يوحي بأنها نقلت من أماكنها الأصلية.

لمزيد من الدراسة تؤخذ جميع الأحافير إلى المختبرات.

 كبف عملك مرسيلو؟

جيد كدت أنتهي.

  ترميم الأحافير هو مسألة تحديات لعلماء الإحاثة، خصوصا وأنها لا تملك ما يكفي لمراقبة البنية وإصلاح أجزاء الحيوانات التي لم تحفظ. ولا بد من وضعها في بيئتها وفي الظروف التي كانت تعيش فيها.

 هل كاد ينتهي؟

نعم بقي أن ألصقه.

  يجب تحديد هوية الأحفور أولا، وبعد ذلك تقارن البقايا بأنواع معاصرة لها نفس المواصفات. ربما كان هذا الفك ينتمي إلى أسلاف دلافين المياه العذبة المعاصرة، المسمى ب تونينا، والذي يسكن في روافد نهري أورينوكو  والأمازون. ينتمي هذا الحيوان إلى حيتانيات المحيط، وهو يتغذى على الأسماك، وهو يعتبر اليوم من الأنواع المعرضة للخطر.

          تكشف المقارنة بين الأحفور وفك الأنواع المعاصرة عن معلومات إضافية تتعلق ببيئة الإحاثة التي أحاطت بهذه الحيوانات.

          إلا أن الصخور والرواسب التي دفنت فيها تقدم معلومات قيمة حول البيئة التي سكنها الحيوانات قبل ملايين السنين. كثيرا ما تكون أجواء مشابهة للأنواع المعاصرة.

          بما أن تشكيلات أوروماكو تتألف من رواسب بحرية وطبقات قارية، أمضت الدكتورة ماريا دياس، فترات طويلة في دراسة الرواسب البحرية. وقد عثرت في الصخور الصغيرة التي جمعتها على عالم كامل من الأحافير المجهرية.

          لا يزيد حجم هذه الأصداف الصغيرة عن عشر من الإنش. ولكنها تحوتوي جزءا من المعلومات المتعلقة بالبيئة السائدة هنا منذ ملايين السنين.

          كان أوروماكو نهر هائل بطيء الحركة  شبيه بنهر أورينوكو، وهو محاط بأدغال كثيفة ومناخ رطب، على مسافة قريبة من البحر.

          ماذا جرى ليتحول نهر بهذا الحجم إلى صحراء قاحلة؟

 كل شيء جاهز؟ دفاتر الحقل؟ وأكياس النايلون؟ والصحف؟

 آه نسيت الصحف.

هل سنتبع الطريق القديم أم سنعبر الحقل؟

 سنتبع الطريق القديم، إلى شركة النفط. هيا بنا.

 أخذ البحث يشتد تركيزا، فالمساحات البعيدة والاستكشافات المعقدة لا تحول دون رغبتنا في المتابعة قدما.

=-=-=-=-=-=-=-

الجزء السادس

 توجه  وفريقه بحثا عن منطقة اكتشفها الدكتور الراحل رويو إي غوميز مع نهاية الخمسينات، حيث وجد أحافير لحيوانات هائلة الحجم. مرت عشرات السنين على استطلاع هذا الموقع، ومع ذلك تم العثور على عدد من الأحافير منذ اليوم الأول.

 هذه عظمة فخذ كسلان عملاق.

 لكنها مسطحة جدا.

 هذا طبيعي بين هذه الأنواع، إنها قطعة ثمينة تحافظ على شكلها.

 هذه عظمة ساق لكسلان أرض عملاق ولد في أمريكا الجنوبية. كان كسلان الأرض حيوان هائل كغيره من حيوانات تلك الفترة، حتى أنه بلغ أحجاما توازي خمسة أضعاف حجم أقاربه المعاصرين. يعرف بأنه أكسل لبونة على الكرة الأرضية، فهو ينام فوق الأشجار ثمانية عشر ساعة من أصل أربعة وعشرين ساعة في اليوم. وهو عدم الاكتراث بنظافته لدرجة أن الفطريات والطفيليات تنمو على فروته. يمضي كل أوقاته فوق الشجر، على خلاف أنواع الأحافير التي كانت تسكن الأرض.

 إذا نظرت إليها من اليمين ستعرف أنها لكسلان عملاق، لاحظ أنها عظمة مسطحة جدا.

 عثروا أيضا على رأس تمساح هائل. عاش هذا الحيوان على ضفاف أنهر عملاقة بطيئة التدفق، يميل العثور على هذا التمساح إلى تأكيد النظرية القائلة بأن هذه المنطقة كانت تشهد بيئة مشابهة لأجواء نهر الأمازون. ما هو النهر القديم الذي تدفق عبر هذه المنطقة قبل ملايين السنين.

  أنظر ماذا وجدت.

 أنا قادم!

 ، أنظر ماذا وجدت.  أعتقد أنها سمك هائلة.

 أي جزء من السمكة هذا؟

 لا أعرف. جمجمة؟

 تعتبر هذه الجمجمة من أفضل ما تم العثور عليه في أوروماكو، وهي شبيهة جدا بسمك القط الذي يعيش في نهر أورينوكو، وهي الأنواع المعروفة الوحيدة التي كانت تسكن هذه المياه. بهذه الحالة، يمكن القول أن النهر العظيم الذي كان يتدفق في هذه المنطقة، قد يكون أورينوكو بنفسه.

مرحبا .

 أهلا ألفريدو.

جئت الآن من المايكروسكوب الإلكتروني. وقد حللت قشور البيض القادمة من أوروماكو، هل تذكرها؟  لقد أكدت الصور طبيعة قشور البيض، ما يلغي الشك من حولها. لا مجال للشك الآن أننا بصدد منطقة لوضع البيض لسلاحف بحرية كهذه.

 هذه أخبار سارة. وصلت المعلومات المتعلقة بسمكة القط، تبين أن هذه كانت من أسماك الكاهارو، وهي من الأنواع التي تسكن اليوم في أورينوكو والتي تعتبر هامة تجاريا.

 بنية جسم الأحفور شبيه جدا بسمكة القط المعاصرة، التي هي أصغر بقليل، ما يؤكد بأن هذه السمكة بقيت على حالها منذ ما يزيد  عن تسعة ملايين عام، ما يؤكد استقرار النمو لدى الأنواع.

 من المثير أن نرى هذا التشابه الكبير بين أحافير صحراء أوروماكو والحيوانات التي تسكن اليوم في نهر أورينوكو، علما ان هذا النهر يقع اليوم على بعد خمسمائة ميل إلى الجنوب الشرقي من الصحراء. دلافين المياه العذبة  هي المثال المطروح.

هذا ينطبق أيضا على هذا الزاحف القادم من أوروماكو. وهو ينتمي إلى سلاحف ماتاماتا التي تسكن في المياه العذبة.

          أعتقد باختصار أن النتيجة تتلخص بما يلي هناك نوعين من الحيوانات، لنأخذ سمكة القط من جهة، والدلافين، والماتاماتا هي حيوانات كانت تعيش في مياه عذبة بالتأكيد. ولدينا من الجهة الأخرى هذين الحيوانين، السلاحف وخروف البحر، وهي لا تسكن المياه العذبة وحدها، بل توجد في البحر أيضا. يمكن لهذين النوعين أن يشكلا نماذج عن دلتا نهر هائل.

 هذا شيق جدا لأنه يؤكد نظرية تقدم بها إميل رود، حيث أكد أكد بأن مصب أورينوكو كان إلى الشمال من ولاية فلكون.

 تنتمي الأحافير التي عثر عليها في أوروماكو إلى أنواع تعيش في نهر أورينوكو، وهي أدلة تؤكد أن هذا النهر العظيم مر في الماضي من منطقة أوروماكو.

          أخذ فريق الأبحاث يضع نظرية تتعلق بالتحولات في مسار نهر أورينوكو.

          عندما كان البحر يغطي كل أرجاء الأرض دون بعض الأجزاء كانت حفنة الأنهر حينها تتجه مباشرة نحو البحر. ولم تشكل الجبال أي عائق لأنها كانت قليلة.

          ثم بدأت الجبال تنتصب، وتراجع البحر إلى الخلف، ما جعل مياه أورينوكو  المتدفقة تنساب إلى شمال ولاية فلكون، فكانت أحافير أوروماكو لأنواع سكنت المنطقة في تلك الفترة.

          أدى انتصاب جبال الأنديس وسلسلة جبال الشواطئ إلى تغيير في مسار أورينوكو من فلكون إلى الشرق، حيث مصب النهر المعاصر.

          كانت البيئة في أوروماكو شبيهة جدا بهذه. تتشابه بعض الأنواع المعاصرة بتلك التي عاشت قبل أحد عشر مليون عام، سوى أنها كانت أكبر بكثير.

          فك التمساح الذي اكتشفه  في بعثته الأولى ينتمي إلى حيوان هائل يبلغ طوله خمسة وأربعون قدم.

          يعتبر التوكسودونت من لبونات اليابسة الشبيهة بحصان النهر الأفريقي المعاصر، وقد كان جزءا من مجموعة الحيوانات القديمة التي سكنت أمريكا الجنوبية.

          وفي الأدغال سكن تمساح وجه البطة، الذي حمل هذا اللقب تقديرا لملامح فكه. كلها حيوانات سكنت أمريكا الجنوبية، كغيرها من الحيوانات التي عاشت في تلك الفترة.

          مع انتصاب الأنديس وسلسلة جبال الشواطئ  تحول  مجرى الأورينوكو لنشوء حاجز تدريجي جفف المياه التي كانت ترطب المناخ.

          ساهم هبوب الرياح الدائم وقلة الغيوم بتحويل أوروماكو إلى صحراء.

          تم تأقلمت سبل الحياة شيئا فشيئا مع هذه البيئة القاسية،  تحولت النباتات، واستمر الكفاح من أجل البقاء. عثرت الحيوانات على سبل للتأقلم مع ظروف حياتها الصعبة كما فعلت منذ ملايين السنين. عمليات التطور مستمرة، بيئات العالم تتحول، مخلفة وراءها آثار الزمن.

          الانسان هو أنجح الأنواع التي تسعى للعثور على سبل للعيش في جميع مناطق العالم. لهذا تقع عليه مسؤولية الحفاظ على الظروف البيئية، ليضمن بذلك مستقبله ومستقبل ملايين الكائنات التي نتقاسم معها هذا الكوكب.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster