اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عالم البيئة 29
 

وكالة حماية البيئة

قام ألان ثورنتون  وديفيد كوري وجينيفير لونسديل بتأسيس وكالة أبحاث البيئة عام أربعة وثمانين، وهي لا تعتبر حركة تقليدية لحياة البرية، بل تخطط لإشعال حرب على التجارة الغير قانونية للحيوانات المعرضة للخطر. سلاحها الأبحاث السرية والإثباتات بأفلام لا تحتمل الجدال. أما هدفها فهو مفاومة مصير يهدد اليوم بانقراض أنواع كثيرة من الكائنات البرية.

لقد مررنا على مدار السنوات الألف الماضية فعلا عبر زمن وصلت فيه أوروبا إلى أنحاء كثيرة من العالم ولكن بأساليب متعجرفة، رفضت أن تتعلم فيها بل سعت إلى فرض نفسها. ولكن الأسلوب الحديث في  فرض الذات لا يأتي اليوم من أوروبا وحدها بل من جميع البلدان الغنية في العالم، أعتقد أن الناس قد أزالوا عن أنفسهم الإحساس بالمسؤولية تجاه أفعالهم. لهذا فهم يكتفون بدفع المال مقابل ما يريدون الحصول عليه، دون أن يأخذوا بالاعتبار ما سيحدث للحصول على ما يريدونه. يحدث هذا في أي مكان يكثر فيه المال، ومن بينها طبعا أمريكا الشمالية وأوروبا. ولكنا نرى اليوم أشياء من هذا القبيل في جميع المجالات بما في ذلك البراري. هناك مساحات استهلاكية واسعة تنفح اليوم في مناطق متعددة من الصين وخصوصا جنوبي البلاد، الذي يشهد اليوم ازدهار اقتصادي بارز. يعتبر اليابان بلد استهلاكي بالغ الأهمية، وهناك بلدان على غرار كوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان وهونغ كونغ، وتايلاند تعتبر جميعها من البلدان الثرية، حيث من الصعب جدا أن نجعل الناس يفهمون ماذا يفعلون، لأنهم حصلوا على هذه الثروات ونحن الطرف الوحيد الذي يخبرهم بوجود مشكلة في هذه الثروة. سبق أن فعلنا ذلك لعدة قرون مضت وها نحن اليوم نعاود الكرة ونقول: يجب ألا تفعلوا ذلك.

نعرف أننا فعلنا ذلك، شكرا جزيلا، لقد أمضينا قرونا في ذلك. والآن يجب ألا تفعل ذلك فهذه جرعة من الصعب تناولها.

التجارة

تعتبر الإنتربول أن التجارة بالكائنات البرية هو ثاني أكبر تجارة ممنوعات في العالم، أي أنه يأتي مباشرة بعد تجارة المخدرات. وهم يقدرون القيمة السنوية لهذه التجارة الغير قانونية بما يوازي خمسة ملايين دولار. أي أنه مشروع كبير. وهكذا نشأت فكرة استعراض هذا الواقع، وبالتالي الخروج لجمع معلومات فريدة،  والعودة بها لشن حملات تكتيكية تشمل وسائل الإعلام، وهكذا لا بد من العثور على مصور محترف، للاستعانة بصور يمكن تقديمها لوسائل الإعلام وعرضها في المحافل والمؤتمرات التي تقام على الصعيد الدولي للضغط على الحكومات ودفع الناس للمساهمة في إحداث المتغيرات اللازمة، التي هي الهدف الرئيسي لكل ما نقوم به من نشاطات.

البحث عن العاج

أعتقد أن جميع المؤسسات الشرعية لحماية الحياة البرية في العالم قادرة على وقف التجارة بهذه الكائنات، ولكنها على ما يبدو لا تقدر ما تعنيه هذه التجارة بعد. لم يطالب أحد  بمنع التجارة بالعاج عام سبعة وثمانين.

كانت جميع مؤسسات الحماية تقول أنه لا بد من الحفاظ على تجارة العاج لأنه يمنح الفيلة قيمة لدى الناس الذين يعيشون حيث تكثر الفيلة، لهذا يجب أن نسخر هذه القيمة لخدمتها. ولكن هذا يعني بأن القيمة الوحيدة للفيل هي تلك التي نحصل عليها بعد موته واستخراج العاج منه. عام ستة وثمانين وجدت كميتان هائلتان من العاج، أحدها في سنغافورة، وهو يزن مائتين وسبعون طنا، والثاني في بوروندي، وهو يزن تسعة وثمانين طنا. فسمح المجتمع الدولي بالعفو عن هذه الكميات وحدها.

وهكذا بلغت قيمة هذا العاج الضعف بين ليلة وضحاها فقط. شكل ذلك خطأ فاضحا في سياسة الحماية الدولية، أدت إلى مقتل مائة ألف من الفيلة بين عامي سبعة وثمانين وثمانية وثمانين فقط. قررنا أخيرا الذهاب إلى الشرق الأوسط الذي كان يقوم بدور الوسيط في عمليات تهريب العاج من أفريقيا إلى جميع أنحاء العالم. فذهبنا إلى دبي وركزنا هناك على كميات العاج القادمة من عدة أماكن، من أي بلدان، وأسماء بعض التجار في أفريقيا، وإلى أين تتوجه، وما هي المنتجات المصنوعة منها، وكيف يتم نقلها. هنا يجب أن أتهم القاتل والمستهلك معا دون أدنى شك. فلولا الأخير لما خرج القاتل لصيد الفيلة.

قتل الحيتان

برزت الوكالة عام أربعة وثمانين بسبب حادث معين أردنا التعامل معه، لأن أحدا ما كان يريد ذلك. أردنا العمل في قضية الحيتان في جزيرة فارو، بعد أن تحولت إلى أكبر مجزرة لقتل الحيتان في العالم، دون أن يهتم بها أحد. حدث ذلك في مجتمع أوروبي حديث وضعنا في مواجهة مواجهة مع سلطات جزيرة فارو. كانوا يكرهون وقاحتنا، مع أننا لم نكرههم كأفراد، بل نكره ما يفعلونه جدا، فلحوم الحيتان التي يأكلونها في فارو ملوثة لدرجة يمكن فيها أن تسبب فيها الأذى لمن يأكلونها. إذا كنا مستعدين لتعريض الحيتان للتلوث بالسموم البشرية كي نذهب بعد ذلك لنذبحها بأبشع الطرق ثم نأكلها لنقول للعالم أجمع بأننا لا نكترث، فإننا بذلك نبرز مستوى الفظاظة والعجرفة التي نتعامل بها مع البيئة.

طعم آمن

يستهلك الإنسان العادي  بعض المنتجات البرية بطريقة أو بأخرى، ولكنها بضائع يتعامل بها كبار التجار، ورغم أن قرن الكركدن يباع في الصيدليات كدواء صيني في المناطق الصينية من العالم، إلا أن أعداده بدأت تتقلص بسرعة أكبر ليس لأن إقبال الناس عليه بدأ يتزايد بل لأنه أخضع للضاربات التجارية.  أصبحت قرون الكركدن تخزن اليوم بالأطنان للأسواق الحالية والمستقبلية وأخذت تتناقلها القوافل بين الصين وتايوان متخذة هونكونغ محطة عبور لها لرفع الأسعار، ما ساعدهم على تخفيف التضخم الذي كان يضرب الصين في تلك الفترة. لم يفاجئنا ذلك ولكنه شرح لنا سبب المذابح التي شهدتها أفريقيا في الثمانينات، حيث قتلت أعداد كبيرة من الكركدن، فقتل أيضا أعداد كبيرة من الأفارقة أثناء صراعاتهم الداخلية على هذه الثروة. لا بد من فهم آلية التجارة العالمية إذا أردت التغلب عليها، وإلا فلا يمكن ذلك أبدا.

قتل الحيتان لبيع فرو الثعالب

أجرينا دراسة مؤخرا في شبه جزيرة كامشاتكا التابعة لسيبيريا،  حيث تأكد لنا بأنه يقتلون الحيتان وأسود البحر لإطعام الثعالب في مزارع شيدت خصيصا لسلخها وبيعها في أسواق فرو الثعالب. أي أننا أمام دورة كاملة، عادة ما كانت تعتمد على صيد السكان الأصليين للحيتان وأسود البحر لأكلها ولكنها اليوم بدل ذلك تصطاد لتأكل،  تقوم بقتل كميات أكبر منها لاستخدامها طعاما رخيصا للثعالب، التي وضعت في مناطق معزولة لم تعد وسائل المواصلات قادرة على تغطية مصاريفها بعد انتهاء الدعم الحكومي، فلجأ التجار إلى هذا الأسلوب الاقتصادي لتحقيق الربح من بيع الفرو.

الصيد للعلاج

أصبحت تجارة الكائنات البرية واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم، ولدى المناطق المختلفة في العالم استعمالات متعددة للحيوانات على أنواعها. هناك حيوانات كالدببة من أمريكا الشمالية وأسيا وأمريكا الجنوبية، والشرق الأدنى تباع اليوم بكميات متزايدة. والحقيقة أن غالبية أنواع الدببة في العالم تتعرض اليوم للانقراض لعدد من الأسباب، يكمن أحدها في استعمال مثانتها الصفراء  في الأدوية الصينية. وهناك أنواع من الدببة التي توضع في أقفاص لإدخال القسطر في مثانتها لإخراج العصارة الصفراء منها مرة بعد أخرى لاستخدامها في العقاقير الصينية.

ومع ازداد الثراء هناك أخذ عدد أكبر من الحيوانات البرية يتعرض للانقراض إذ يقال أنها تستعمل في الأطباق الصينية المتعددة والمتنوعة، هذا إلى جانب استعمال قرونها في صناع العقاقير، ولا داعي للتذكير أنه لا بد من قتل الحيوان لاستخراج قرونه، وهذا ما يحدث للكركدن على وجه الخصوص مثلا.

طبيب في علاج دور بون التيبت

تنطلق الصناعة الحيوانية أصلا من سعي الإنسان القديم  لمعالجة سريعة لمشاكله، أما المنتجات الحيوانية التي يتاجر بها اليوم فهي لترفيه الإنسان دون جعله يتولى زمام المسؤولية بنفسه. تنطلق أصول الطب الحيواني من العلاج الروحي، والمنتجات الأجسام الحيوانية التي يستخدمها البعض هي دليل على ذلك. لهذا بدأ الناس باستخراج القلب والكبد والكلى والمثانة الصفراوية من الحيوانات إلى جانب أشياء أخرى تنحدر من الاستعمال الروحي لها في الأصل.

يجب ألا نقتل حيوانا لصناعة الدواء منه لأن القتل يسبب له صدمة يفقد الحيوان  فيها المزايا العلاجية. فإذا خرج المرء اليوم لصيد حيوان واستخراج العناصر العلاجية منه، لن تبيع المريض في نهاية المطاف إلا سم معالج حيواني المصدر.

تستعمل غالبية هذه الأدوية كوسائل لمنح الطاقة أو زيادة القدرات التناسلية، مع أنه لا يوجد أي إثبات قاطع على فعاليتها، بل أعتقد أن المسألة لا تتعدى جانبها النفسي، وإذا كان الأمر جزءا من التقاليد التاريخية المتبعة سيسهل على المرء تصديقها ، أليس كذلك؟

يمكن استخدام النباتات لاستخراج المنتجات الطبية نفسها إذا أدرك المرء السبل للتوصل إلى المزيج المناسب، لهذا أعتقد أن الفارق بينهما لا يتعدى الفتنة التي يتميز بها قرن الكركدن أو خصية النمر. أعتقد أن عددا كبيرا من أطباء الصين يجهلون اليوم  البيئة الطبيعية التي يعيش فيها الحيوان الذي سيبيعونه كوسيلة للعلاج. أعتقد أن الأمر يقتصر على ثلاثة أشياء هي المال أولا وثانيا وثالثا. علينا فعلا أن  نعالج  الأسباب التي تدفع شخص إلى طلب خصية نمر مسكين للقيام بما يعجز عنه.

النجاح

خضنا بتجارة الطيور لأول عامي خمسة وثمانين وستة وثمانين، بعد أن أتينا بصور ساطعة أثبتت ما كنا نقوله، فحصلنا مقابل ذلك على قانون جديد في أمريكا الشمالية، كما توصلنا إلى قطع الحبل السري لهذه التجارة الذي يكمن بخطوط الطيران. هناك مائة وأربعة وثلاثون شركة طيران عالمية ترفض اليوم نقل الطيور البرية بفضل الحملة التي قمنا بها.

إذا أراد المرء شراء ببغاء ليقتنيه في البيت، سيكون مسؤولا بالمقابل عن موت أربعة طيور مشابهة أخرى، وموت خامس بائس في قفصه.

 

ينتمي هذين المخلوقين إلى عائلة الكركدن الأبيض، وهما آخر مخلوقين من جنسهما. رغم منع اصطياد وحيد القرن في العالم أجمع، هناك بلد واحد ما زال يستمر بتجارة قرون الكركدن. لنطلب من تايوان بأن توقف قتل الكركدن.

يمكن القول عن تجارة الكركدن في تايوان، أن أحدا لم يلاحقها بعد، مع أننا أطلقنا حملة إعلامية بدون ميزانية تذكر لمواجهة بلد هو أحد أهم الأقطاب الاقتصادية في العالم. ولكنا حققنا بعض التقدم مع الآخرين بعد أن شاركنا الجميع بهذه الحملة. وجهت أول عقوبات تفرضها الولايات المتحدة على الحيوانات البرية ضد تايوان،وذلك لاستهلاكها قرونالكركدن وأعضاء من النمور. ولكن تايوان تقدمت كثيرا بعدهلا حتى رفعت عنها العقوبات، وقد تقدمت مسافات طويلة عما كانت عليه قبل عامين ونصف العام.

عندما بدأنا الأبحاث عام سبعة وثمانين سمعنا من يقول بأننا إذا استمرينا بالتحقيقات قد نتعرض أورلا للموت ولن نحقق النجاح على أي حال. ولكنا عام تسعة وثمانين توصلنا إلى منع التجارة العالمية بالعاج، بموافقة أعضاء المعاهدة، التي تضم اليوم مائة وعشرون بلدا. حصلنا على منع من جانب واحد في أوروبا وآخر في أمريكا، ومنع جزئي في هونغ كونغ واليابان، أي أنه لولا وكالة أبحاث البيئة لما منعت تجارة العاج في العالم.

بعد التأكد من أن الأفراد يمكن أن يغيروا العالم بل إن مجموعة صغيرة من الأفراد يمكن أن تغير العالم، سنجد صعوبة كبيرة الآن في التخلي عن مسؤولياتنا الشخصية تجاه هذه المسألة. أما ما يجب ا، يفعله المستهلك هو الاعتراف بأنه مستهلك ومن غير المنطقي من وجهة نظري أن يخرج المرء لشراء أشياء لا يعرف مصدرها، أو ما تخلفه من نتائج. وبالتالي عليهخ أن يتخذ قرارات شخصية حاسمة، فلا يشتري منتجات حيوانات برية، ولا يبدد الثروات، بل يعيد استعمالها وتحويلها جديا، يعاود استعمال الزجاجات مرة بعد أخرى، ويتأكد من أن هذا ما يحدث لديه محليا، ويستخدم ضغوط صوته الانتخابي للدفع في هذا الاتجاه. لكل منا قوته الفردية، فعلينا أولا أن نتقبل المسؤولية ومن ثم نستخدمها. جمع المال اللازم للقيام بالتحقيقات هو من أبرز مشاكلنا، ونحن نعتمد كليا على دعم الرأي العام. نحن مؤسسة مستقلة، والاستقلال هنا ضرورة حاسمة. ما يعني أننا لن نذهب للحكومات لطلب المساعدة، مع أني لا أعتقد أنهم سيقدمون لنا الدعم على أي حال. نعتمد كليا على تمويل أعضائنا، ومبيعات التجار ودعمهم والنوايا الحسنة لأننا بحاجة إلى كل ما يمكن الحصول عليه من مساعدة.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster