|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
غابات المطر في كندا
هنا تلتقي غابات المطر الكندية بالمحيط الهادئ، إنه مشهد رائع، ولكن
سبب وجودنا اليوم هنا، هو أن العلماء يستمرون بالتحذير من تنامي سخونة
الأرض الناجمة عن إطلاق ثاني أكسيد الكروبن في البيئة. وبفضل الفحم
الحجري ازدادت كمية ثاني أكسيد الكربون في الهواء اليوم بنسبة الربع
مقارنة مع القرن الماضي. والأسوأ من ذلك هو أن الغابات وهي دفاعات
الأرض لمواجهة هذه الكارثة، تتلاشى بسرعة مخيفة.
سنتحدث هنا عن بعض الحلول المتبعة اليوم لتساعدنا على حماية غابات
الغد.
=-=-=-=-=
هل تعرف من هو صديق الإنسان؟ قد يفكر البعض بحيوان أليف له قوائم أربع،
مع أنه قد يكون طويل القامة مستقيم يعج بالأغصان. تتولى الأشجار تنقية
الهواء، كما أنها تقدم منتجات عدة، وتساهم في تطهير هذا الكوكب. إن لم
تكن هذه صداقة فما هي إذا؟
==-=-
يسميها البعض كاتدرائيات طبيعية.
ولكنها غابات كثيفة تمتد عاليا وكأنها تلامس الغيوم.
يشعر البعض حين يشاهد تلك الروائع الطبيعية بصفاء ذهني ونقاء في الفؤاد
والروح معا.
ولكن غابات الأرض تمنحنا ما هو أكثر من غذاء للروح والفؤاد.
كل أكر من غاباتنا النامية كفيل بإزالة حوالي خمسة أطنان ثاني أكسيد
الكربون من بيئتنا سنويا.
بينما تقدم هذه الأشجار مقابل ذلك الأكسجين الضروري جدا لبقائنا على
قيد الحياة.
كما تمنح ملاذا لآلاف من أنواع الحيوانات والنباتات المختلفة.
منذ العصور الأولى حين بدأ الإنسان يبني بيوتا تحميه من عناصر الطبيعة،
تحولت الأخشاب إلى مصادر طبيعية قابلة للتجديد.
أما المجتمعات المعاصرة فلا يمكنها أن تعمل بدون الورق التي تصنع من
اللب المستخرج من الخشب.
من هنا ينطلق الجدال. بما أن الشجر ضروري للكوكب وهو ينبض بالحياة، كما
نحتاج إلى المواد الخام فيه أيضا. كيف سنتوصل إلى حالة من التوازن بين
هاتين الوظيفتين؟
دفع هذا السؤال الهام مجموعة كبيرة من علماء الغابات والأحياء والبيئة
والمهندسين لتطوير ممارسات ثابتة يسمونها إدارة الغابات المعززة.
هنا في كندا حيث تغطي الغابات أكثر من نصف مساحة الأراضي، يساعد هذا
المبدأ على تحريك سبل التنظيم كما هو الحال في غابات أليانس، وجمعية
اللب والورق الكندي.
في حين تصر الحكومة على حماية مساحات شاسعة من الغابات فلا يسمح
بمساسها يحاول عدد من الشركات العاملة في مشتقات الخشب، التأكد من أنهم
يتبعون السبل المناسبة لحماية الغابات كمورد معزز ومتجدد.
ممارسة سبل إدارة الغابات المعززة مسألة هامة لنا جميعا، ذلك أنها تضمن
لنا الموارد الاقتصادية للغابة، كما تحمي كل المرافق الاجتماعية
والترفيهية والجوانب الأخرى للغابة، ولكن هذا يتم دون حرمان الأجيال
المقبلة من حقها في تلبية احتياجاتها.
تتضمن إدارة الغابات المعززة ما هو أكثر من اختيار الأشجار المحصودة
للسماح بإعادة التشجير.
على أي حل معزز أن يخطط للوقاية من التلوث وإدارة حياة البراري،
والتحكم بالانهيارات، والتأثير الاجتماعي على السكان ومواردهم.
هناك عدد من تقنيات الحصاد التي تمكن من قطع أشجار في المناطق المغلقة
بأقل تأثير ممكن على الظروف البيئية المحيطة.
يجري اليوم الاهتمام بالبذور والشتل كي تحل محل الأشجار المحصودة كل
عام، وذلك لتعزيز التوالد في المناطق المحصودة.
يزرع اليوم في كندا أكثر من سبعمائة مليون شجرة كل عام، وذلك لزيادة
التوالد الطبيعي.
ماذا يمكن أ، نفعل بدون أشجار؟ أو بالأحرى ماذا يمكن أن نفعل بدون
الأشجار، أو بدون منتجاتها خشبية؟ نأمل اليوم أن تساعدنا إدارة الغابات
المعززة على خلق التوازن الضروري بين استخدام الخشب لاقتصادنا،
والعناية بها حفاظا على البيئة.
=-=-=-=-=
لنتحدث عن تجديد الغابات. لنأخذ بالاعتبار أن كل قطرة نفط حرقت في حرب
الخليج رحلت عن هذا الكوكب إلى الأبد. ولكن هذا لا ينطبق على الأشجار
التي تكبر وتموت لينمو غيرها من جديد.
التعامل بمسؤولية مع دورة الحياة هذه، سيساعدنا في المحافظة على مستوى
الحياة.
هل تعثر هنا على المقدرة؟
يؤكد معهد الثروات العالمية أن هذه النبتة الصغيرة قادرة على تصفية ما
يقارب أربعمائة طن من ثاني أكسيد الكربون من البيئة طوال حياتها.
قد نرى بذلك أننا ندين بالهواء الذي نتنفس للأشجار والنباتات.
لهذا فرغم احتوائها على مواد خام قابلة للتجديد، فإن الغابات يجب أن
تعتبر موارد طبيعية ثمينة.
ولكن بعض الأفراد الذين يدعون إلى رفع الأيدي عن الغابات، يحكمون بذلك
عليها بالموت. في العديد من البلدان التي ليس للغابات فيها أي قيمة
اقتصادية، هناك مساحات شاسعة تتعرض للحرق وتتحول إلى مجرد مراع
للأبقار.
لهذا لا غرابة في أن يكون القائمون على الصناعات الخشبية هم الأكثر
حرصا على حياتها واستمرارها.
يعرف عدد كبير من طلائع الشركات العاملة في صناعة الخشب والورق أنهم
إذا لم يحافظوا على بقاء الغابات لن تحافظ هذه الغابات على بقاء
أعمالهم.
الاعتناء بغابات مزدهرة وحيوية يؤدي بلا شك إلى العناية بالاقتصاد
القوي، كما أن تشجير المناطق المحصودة يعتبر مهمة أساسية في إدارة
الغابات بمسؤولية أكبر.
في مناطق الغابات المخصصة لقطع الأشجار، يستعمل العلماء المنكبون على
دراسة المناطق المحددة للتشجير، مجموعة من الشتل الطبيعي المتنوع الخاص
بتجديد المناطق المحصودة وإعادة الغابات إلى ما كانت تنعم به من
ازدهار.
يعتقد البعض أن الطبيعة قادرة على تغذية حوالي خمسة عشر مليار شجرة
جديدة كل عام. وأحيانا ما تلزم المساحة لتعزيز نمو نخبة مختارة من
الأشجار.
خلال هذه الفترة من العام نفسه زرعت الحكومة الكندية والمؤسسات
الصناعية سبعمائة مليون نصبة أشجار واعتمدت التنصيب الجوي للتأكد من
أن الأشجار التي تنمو سنويا أكبر من تلك التي تحصد.
أحيانا ما يساعد تنظيف منطقة صغيرة على إعادة نمو أفضل من أن يتم
اقتطاع أفضل الأشجار المختارة من مناطق شاسعة، ذلك أن الشتل الصغير لا
يجبر على المنافسة مع الأشجار الأكبر على الماء والغذاء.
يساعدها ذلك على النمو بقوة أكبر وصحة أفضل.
تحتاج الغابة كي تنمو من جديد ما يتراوح بين ثمانين ومائة عام.
يمكن لغاباتنا أن تمول الصناعات الخشبية إلى الأبد. فمن المعروف علميا
أننا نستطيع زيادة منتجات غاباتنا بما يزيد عن خمسة أضعاف.
قطع كمية محددة من الأشجار سنويا من المناطق المخصصة للحصاد، وزراعة
شتل جديد مكانه يساعدنا على استعمال الأشجار كمواد خام إلى الأبد، بدون
المخاطرة بعناصر هامة أخرى.
قد تبدو المناطق المحصودة حديثا على هذا النحو، ولكن بعد عام واحد من
زراعة الشتل يبدأ بالنمو سعيا لمعانقة السماء.
وبعد ثلاثة أعوام فقط نرى أن هذه الأشجار قد أوجدت بساطا سميكا من
الخطرة فوق المنطقة.
وبعد خمسة أعوام يصبح لدينا غابة صغيرة مزدهرة تنافس الغابات القديمة
المجاورة.
لا أحد ينفي بأنه من السهل رؤية ثقب محروث وسط الغابة، كما أن انتظار
الغابة كي تنمو قد يوحي بأنه دهر من الزمن، ولكن في هذه المنطقة التي
يتزايد فيها الطلب وتتقلص الموارد، يعتبر التخطيط المسؤول لسبل
استخدام ما يمكن أن تجديده، خطوة هامة على طريق كوكب لا تنقصه الغابات.
=-=-=-=-=-=
يمكن لتقنية صغيرة أن تنفعنا كثيرا خصوصا إذا تعلق الأمر بزيادة موارد
غاباتنا. لا يمكن أن نتساهل في هدر أي جزء من الأشجار. تساعدنا الأفكار
الجديدة والتحديث، وبعض المعدات الفعالة في الحصول على المزيد من
الأخشاب، بقطع أشجار أقل.
=-=-=-
يستخدم الطيار الحربي عبارة الأشياء اللازمة لوصف المواقف الساعية
لتحقيق النصر.
ولكن هذا ينطبق أيضا على المعدات والأجهزة الحديثة الضرورية للتأكد من
تعزيز مستقبل غاباتنا.
تقدم لنا التكنولوجيا العالية جيوشا من التقنيات والمعدات، وذلك
للتقليل من الخوض في غمار الغابات، كما وزيادة الاستفادة من المنتجات
الخشبية.
تعتمد المناشير الحديث على برامج كمبيوتر كي تحدد بدقة متناهية حجم جذع
الشجر، وتصميم الأسلوب الأنسب لتقطيعه.
تساعد رقة المنشار ومزيجه المعدني وسرعته الفائقة خفض الهدر وزيادة
الخشب القابل للاستعمال من كل شجرة يتم قطعها.
هناك تقنيات حديثة تضمن إعادة استعمال نشارة الخشب ونفاياتها المتنوعة
لصناعة الألواح المضغوطة أو لب الورق.
يدخل في هذا المزيج حتى حطام الأغصان وأعالي الشجر الغير صالحة للخشب،
فتتحول بذلك إلى مواد خام ناجعة.
قد يتحقق الهدف المنشود في عدم إتلاف أي نفايات إلى واقع ملموس في
مطاحن الخشب الحديثة، وذلك في القريب العاجل.
وقد تبرز التكنولوجيا الحديثة أيضا لتتصدر الإنجازات التي تتحقق في
مصانع لب الورق.
تساهم عمليات الكمبيوتر على الاستفادة من أطنان النفايات الخشبية التي
يتم جمعها من مطاحن الخشب، لتتحول إلى درجة عالية من اللب.
كما تتولى الأنظمة الحديثة لتحويل الورق الاستفادة القصوى من المواد
الخام في الصناعة الورقية القادمة من مجمعات الزبالة وليس من غابات
الشجر.
هنا تتحول الصحف القديمة وصناديق الورق المقوى وورق المكاتب من مجرد
نفايات إلى موارد قيمة جدا.
مكنت التحسينات الجارية مؤخرا من صناعة المنتجات الورقية بالاعتماد على
نفايات مطاحن الخشب وتحويل الورق وحدهما.
أحيانا ما لا يتم قطع أي شجرة على الإطلاق لصناعة اللب اللازم لصناعة
الورق المطلوب.
قد تستغرب ذلك فعلا ولكن خدمات الغابات في الولايات المتحدة هي أكبر
شركة لتشييد الطرقات في العالم. أما السبب في ذلك فهي أن الحاجة لإخراج
الأشجار المقطوعة من هنا، يتطلب بناء طريق تخترق قلب الغابة.
أما في كندا فتستخدم الطائرات العمودية لحمل الأخشاب من فوق الأشجار
بما لا يؤدي إلى الخوض في قلب الغابة، ما يحول دون دخول جيش من
الشاحنات ما بين الأشجار.
يعتبر قطع الأشجار فخرا، ولكنه يترافق مع مجموعة من الواجبات، وهنا
نذكر بأن العماد الرئيسي لحماية البيئة هو عدم الإساءة للموارد التي
يمكن أن نحصدها.
لا شك أن صناعة الغابات تحتل الصدارة في بيئة، تتعرض اليوم للأذى.
قد يتعرض قاطع الخشب للأذى يوما، ولكن صناعة الخشب تعتمد اليوم على
مجموعة كبيرة من التقنيات العالية، لهذا نأمل أن نتمكن من استعمال هذه
التكنولوجيا لحماية الغابات، لنساهم في العناية بالبيئة وإبعادها عن
الخطر.
=-==-=-
ربما سمع البعض بمثل يقول لا جدوى من البكاء على الأطلال. إن صح هذا
القول لا بد أولا من إصلاح الخطأ، والعمل أيضا على ألا يتكرر من جديد.
نقصد هنا بالأطلال ما يسببه التلوث، أما إصلاح الخطأ فهو بتنظيفه،
وتفادي حصوله.
=-==-
في البداية ساد جمال الطبيعة، بسحرها وفتنتها.
ثم جاء التلوث بعدها، فعرض الطبيعة لخسائر جسيمة، أرهقتها، وكادت
تهزمها.
ولكن يبدو أن البيئة تخطت هذه الكارثة، واليوم يتقبل العديد من
المواطنين والحكام والصناعيين مسؤولياتهم عن الأخطاء السابقة.
تنطلق اليوم مجموعة برامج لتنظيف التلوث الناجم عن التعديات الماضية،
والحؤول دون حصولها من جديد.
تتعامل برامج تنظيف التلوث التي أعلنتها بعض الشركات مع التوجهات التي
تفترض عملياتها.
سبق للتلوث أن هدد مجموعات السلمون التي تتوالد في أنهر الغابات
الكندية.
نشأت المشكلة من كثرة ترسبات التربة وانهياراتها والسوائل المؤذية
الناجمة عن عمليات صناعة لب الورق ومشتقاته.
أكد اتباع ممارسات مسؤولة في صالح الغابات ضمان بعض المتغيرات لتفادي
ذلك في المستقبل.
يمكن لإعادة تشجير المناطق التي لم تلمس بعد على ضفاف الأنهر أن يساعد
على التقليل من مشكلة المياه الناجمة عن الترسبات والانهيارات.
كما تعتمد في مصانع لب الورق مجموعة من البرامج التي تساعد على مواجهة
تحديات المياه الملوثة.
وهكذا تم اعتماد تقنيات وأنظمة حديثة لتوفير كميات هائلة من المياه
المطلوبة لإنتاج طن من الورق.
وما زال الباحثون والمهندسون يسعون للتوصل إلى عملية إنتاجية لا تتطلب
استعمال السوائل.
كما تساعد سبل معالجة المياه وأنظمة التعامل معها في الحؤول دون تسرب
السوائل الضارة إلى البيئة.
وقد أدت هذه الخطوات المتناسقة معا إلى زيادة واعدة لكميات سمك السلمون
وأنواع أخرى من الأسماك في هذه الأنهر.
حتى يبدو أن الأسماك تقفز فرحا لتحسين الظروف البيئية للأنهر.
بما أن أكثر من عشرة بالمائة من المياه المتدفقة في العالم تمر عبر
الغابات الكندية، فإن منع تلوث هذه الموارد يخدم أهداف عالمية.
هناك برامج أخرى تستهدف تنقية الماء والهواء معا، وذلك عبر تقليص أو
إلغاء السوائل الكيميائية الخطيرة من عملياتها.
يعتبر التخلص من النفايات عنصر هام في منع التلوث، كما أن استعمال
الورق التحويلي يساعد في تفادي وصول ملايين الأطنان من الورق إلى مجمع
النفايات.
معالجة التلوث الحاصل والعمل على الوقاية من حصوله هما وجهان لعملة
واحدة، يمكنها أن تساهم في إعادة هذا الكوكب إلى ما كان عليه من نظافة
ونقاء. كي لا ننسى يوما على الإطلاق بأن جمال هذه الأرض، هو جمال
طبيعي.
=-=-=-=-
يقول البعض هنا أن الجمل أشبه بتصميم جماعي للحصان. أعتقد أن هذا تقدير
عشوائي، ينبع من الإحباط السائد حول صعوبة التوصل إلى اتفاق بين أي
مجموعة من الناس.
أما الإدارة المسؤولة للغابات، فتتطلب إجماعا من قبل أصحاب الأسهم ،
رغم اختلاف الآراء بينهم. ما يطرح سؤالا محقا يقول: هل هذا ممكن؟ لنرى
ذلك.
=-=-=-
تقدم بيئة الغابات الكثير من الفوائد القيمة التي يصعب أحيانا تحديد
أفضل السبل لاستعمالها.
تكمن أهمية الزج بأصحاب الأسهم والمنظمات الاجتماعية في أنها تحدد
المشكلة قبل أن تقع.
أسوأ ما يمكن أن يحدث هو قطع الأشجار وتعبيد الطرقات، ليبدأ الناس
بعدها بالتذمر والقول أنهم لا يريدون الطرقات هناك، ولا نريد قطع
الأشجار. هذا ما يجب أن يقال قبل أن تحدث الأشياء وتقع المشكلة.
هذا ما يحدث نظريا، ولكن كيف تجري الأمور على الأرض؟ تسعى لجان الغابات
النموذجية اليوم حول كندا لمعرفة الإجابة على ذلك.
لا تتدخل الغابات النموذجية بواقع الأشجار بل بعمليات التخطيط والزج
بجميع المعنيين في المجتمع.
تكمن فكرة الغابات النموذجية بتأسيس شراكة بين السكان المحليين والسكان
الأصليين والمزارعين، والشركات والسياحة وكل العاملين في منطقة
الغابات، وذلك لتخطيط عمليات الغابة بطريقة تضمن فائدة الجميع ومصلحتهم
فيما يجري.
من الضروري الالتقاء بأصحاب الأسهم للتعرف على مستوى التعقيد في
الموضوع.
من الناحية الاقتصادية تحتاج مصانع الخشب والورق إلى الأشجار لموادها
الخام.
بما أن كندا في طليعة البلدان المصدرة لمشتقات الغابات، يضمن هذا
القطاع مورد اقتصادي هام وفرص عمل متعددة.
إلا أن نشطاء البيئة وحماة الغابات يصرون على أهمية تعزيز الغابات
والحفاظ عليها وقاية لصحة الكوكب من الأذى.
أما السكان الأصليين من عشائر وقبائل الهنود التي تقيم هناك فتعتبر أن
إساءة استعمال الغابات يؤثر سلبا على ميراثهم التقليدي والاجتماعي
وأسلوبهم في العيش.
هذه المناظر الخلابة لروائع الغابات هنا تجلب السياحة من جميع أنحاء
العالم.
لهذا فإن الصناعة السياحية تتأثر بشكل مباشر من سبل إدارة الغابات.
والحقيقة أنه كلما ازدهرت المرافق الاقتصادية الأخرى كلما تعززت
الصناعة السياحية أيضا.
قد يوحي أخذ هذه المصالح المتناقضة جميعها بعين الاعتبار، هو أمر أشبه
بالمستحيل.
ولكن التجربة تؤكد بأن الإجماع والالتزام والتعاون يمكن أن تساهم
جميعها في التوصل إلى قرارات مناسبة.
من بين النتائج التي تم التوصل إليها عبر إجماع المساهمين ما يعرف
اليوم بلقب التزام كايلكوت.
بعد فترة من الجدال الساخن، تم التوصل إلى التزام يضمن حماية البيئة
والغابات، ويسمح بعمليات قطع الأشجار ويحافظ على المناظر الخلابة في آن
معا.
يمكن للعمل المشترك أن يساهم في تحسين وتعزيز آلية الحركة في هذه
المنظومة البيئية الرائعة، هنا على شواطئ بريتيش كولومبيا.
ليس بالضرورة أن تكون إدارة الغابات بالإجماع مسألة عقيمة. من المحتمل
جدا أن يزداد التباين وتتضح الصورة أكثر، ولكن هذا يتم في مصلحة تحقيق
الأهداف المشتركة لكل الفرقاء بشكل متوازن ضمن خطة ينتفع منها الجميع.
=-=-=-=-
الأزمة الإدارية.. بعد أن نحدد مهمة التعامل مع مشكلة تدمير الغابات
على هذا الكوكب، حيث نعلم أن ثمانية وعشرون اكر من الغابات الاستوائية
تختفي كل ساعة. ولكنا نأمل اليوم أن نتوصل إلى سباق من أجل إعادة تشجير
الغابات في العالم، إذا ما بقي فيه أشجار.
=-=-
هذه أزمة عالمية. ففي المرحلة الحالية من إزالة الغابات، خاصة في
البلدان النامية، قد ينقرض حوالي خمس وعشرون بالمائة من الأنواع على
الأرض بأقل من نصف قرن.
هذا ما قد يهدد الجنس البشري، بعد تراكم ثاني أكسيد الكربون في الجو،
ليسبب كوارث مناخية وأخطار تتعلق بنوعية الهواء.
لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي حيال هذا المنحى من وقوع الكوارث. لا بد
من إدارة الغابات بطريقة معززة، كما أن بعض الدول بدأت تطالب بالتةصل
إلى شهادة تحدد معايير الإدارة العالمية للغابات المعززة.
بما أن عشر الغابات في العالم تنمو في كندا، من المحتمل أن يقود هذا
البلد الآمال المعلقة على تبني فكرة التوصل إلى معايير مشتركة والعمل
على تحديد سبل تنفيذها أيضا.
تشكلت لجنة تقنية متعددة المصالح من قبل جمعية المعايير الكندية للتوصل
إلى مقياس موحد إدارة الغابات المعززة في كندا.
تتشكل اللجنة من مندوبين عن صناعات الغابات ومجموعات البيئة
والمستهلكين، والوكالات الحكومية والجامعات.
ما أن يتم تحديد هذه المعايير حتى تتضح سبل الحصول على شهادة لمراجعة
القائمين على ممارسة وتنفيذ إدارة الغابات.
سوف تأتي الوثائق والإشراف من المراقبة على الأرض، تساهم فيها لجان
تحكيم مستقلة من طرف ثالث.
ستتمكن لجان التحكيم المستقلة من أن تحدد بوضوح، ما إذا كانت هذه
الشركة أو تلك تمارس الإدارة المعززة، وما إذا كان عليها أن تحسن هذا
المجال أو ذاك.
بالإضافة إلى تقديم فوائد بيئية حيوية، ستساعد الشهادة المستهلك في
التأكد من أن الخشب المستعمل في صناعة بضائعه استخرج من غابات تدار كما
يجب.
يمكن للشركات العاملة على إدارة الغابات أن تقدم معلومات وسبل
الممارسات اللازمة في هذا المجال.
يمكن للمعايير الكندية أن تتحول إلى أحد النماذج المعتمدة في المنظمة
العالمية للمعايير، لتساهم بالتعجيل في تبني شهادة نظام إدارة الغابات
المعززة.
من مصلحتنا جميعا التوصل إلى معاهدة عالمية، تجبر جميع الدول في العالم
على اتباع معايير محددة في التعامل مع الغابات لديها.
يمكن لهذه المعايير العالمية أن تساعد بلدان العالم النامي حيث تنمو
غالبية الغابات الاستوائية، في التوصل إلى توازن اقتصادي وبيئي. كما أن
اعتماد الإدارة المعززة لغابات المطر لديها، سيولد فوائد أفضل من خيار
استعمالات الأرض.
التأكد من أن الغابات لا تستنزف، عبر الانتهاكات، أو المبالغة في
الاستعمال، هو الشعار الرئيسي، إلى جانب حماية جميع الموارد الأخرى بما
في ذلك الحياة البرية ومصادر المياه.
من الضروري فعلا في إدارة الغابات المعززة، أن نأخذ مصالح الجميع بعين
الاعتبار. علينا إعادة تشجير الأرض، وزرع أشجار جديدة فيها.
في الغابات موارد عالمية، فهي ملك لجميع سكان الأرض.
=-=-=-=
الأمل والمساعدة في الشفاء، هو التزام عالمي لتطوير الإدارة المعززة
للغابات، التي قد تساعدنا في مواجهة حالة الجزر المخجلة في إبادة
الغابات. وإذا تمكنا من التعامل مع الغابات الحديثة المزروعة مؤخرا،
ستتحول إلى غابات مزدهرة للأجيال القادمة.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م