|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
البندا حيوان مهدد بالإنقراض
هنا يستوطن أحد أظرف الحيوانات في العالم. يعتبر البندا في الصين ثروة
وطنية. فقد برزت ملامحه منذ آلاف السنين على اللوحات والأعمال الفنية
المتنوعة، واحتل مكانة مميزة في قلوب الناس.
ولكن على مدار العقود القليلة الماضية كاد الباندا يصل إلى حد
الانقراض. مكانة هذا الحيوان جعلته محط اهتمام وجهود الصين لحمايته.
أما في باقي أنحاء العالم فيمثل البندا رمزا للحيوانات المعرضة لخطر
الانقراض.
أصبح الحفاظ على البندا بالنسبة لسكان القرى القريبة من المناطق التي
يعيش فيها مسألة اهتمام يومي. أما بالنسبة لأحد أطفال غرب الصين، ليس
الباندا إلا مجرد صديق.
الباندا
العمالقة البيض الأحياء
تؤكد الأحافير الصخرية أن عمالقة البندا البيض انتشرت في أرجاء الصين
قبل مائة ألف عام. كما انتشرت شمال فيتنام وبورما في فترة مضت. قلص
تغير المناخ من رقعتها، كما تسبب الإنسان في فترات لاحقة بتقليص مساحة
انتشارها أكثر فأكثر. أما اليوم فتعيش هذه الحيوانات في ست مناطق جبلية
معزولة من جنوب غرب الصين، وذلك في غابات يكثر فيها البامبو الذي
تفضله.
هذا هو لاو ليم، ومن ورائه حفيده ليم ليم، اللذان يعيشان في قرية
تقليدية تقع على سفوح جبل شونغاي، الذي يعتبر من الأماكن القليلة التي
ما زالت تعيش فيها البندا البرية.
تحولت العناية بالجرحى من البندا إلى مهمة رئيسية بالنسبة للاو ليم
وحفيده وغيرهما من القرويين. أما بالنسبة لليم ليم، فقد أصبحت عملية
الإنقاذ التي جرت عام خمسة وتسعين جزء عزيز من الذكريات.
كان الصبي مع جده حينها يتعرف على براري الجبال. فعلم أن بعض الثديات
يغوص في سبات فصل الشتاء، أما البندا فيبقى حذرا متنبها طوال الأشهر
الأشد بردا حيث يبحث عن غذائه.
يتمتع البندا بشهية غزيرة، والطعام في هذه الجبال يتقلص أكثر فأكثر.
كان ليم ليم يعلم بأنه من المحتمل أن يلتقي بالبندا، كان في رحلة
استكشاف بمفرده، حين شاهد بقع دم على الثلج. كان الأثر حديثا فتبعه وهو
يجهل ما وراءه. لم يعبر مسافة طويلة قبل أن يعثر على مصدر الدم.
أدرك ليم ليم أن البندا الجريح معرض للموت بدون مساعدة. عمل على إراحته
فقدم له بعض الطعام. ولكنه كان يعجز عن عمل المزيد. فانطلق يعدو نحو
جده على أمل أن يبقى البندا حيا حتى يأتيه بالعون.
بدأ علماء الصين بدراسة البندا في البراري منذ الأربعينات، ثم أقاموا
أول محمية لها بعد عشرين عاما من ذلك. تخصص اليوم ملايين الدولارات
لحماية البندا. يقال اليوم أن هناك ألف باندا فقط تعيش اليوم في
البراري، وقد تحولت مهمة الحفاظ على كل منها مسألة بالغة الأهمية.
تواجه البندا عدد كبير من التهديدات، تعتبر السرقة جزء منها، وكثيرا
ما تقع في شراك تنصب لحيوانات أخرى. تواجه الحكومة الصينية أعمال
السرقة بأحكام قاسية، منها السجن لفترات طويلة، وأحيانا ما يصل الأمر
إلى الإعدام.
ولكن أسواق التجارة بالبندا رغم صغر حجمها مربحة جدا. لهذا تجد
باستمرار من يستعد للمخاطرة.
أقيمت مجمعات في عدة مناطق لدراسة هذا النوع، وتقديم العناية للحيوانات
المريضة.
عادة ما يتمتع العلماء في هذه المراكز بخبرة واسعة، وتسعى الكثير من
الأبحاث الجارية لحماية هذا الحيوان.
أما في القرى فيتبع الناس أساليب أكثر تقليدية. حمل لاو ليم البندا
الجريح إلى بيته حيث يمكن إطعامه ولملمة جراحه حتى يتماثل إلى الشفاء.
عمل لاو ليم على رعاية البندا ونجدتها لأكثر من أربعين عاما.
كان الجد المباشر لعمالقة البندا من آكلي اللحوم، ولكن قبل ملايين
السنين تحولت هذه الفصيلة إلى أوراق شجر البامبو كمصدر أساسي لغذائها.
عند لجوء البندا إلى هذا المصدر الضيق من الغذاء احتفظت بعدد من مزايا
آكلي اللحوم. من بينها أن الحيوانات النباتية عادة ما تتمتع بمسار
نظام هضم طويل يحتوي على البكتيريا التي تساعدها على تفتيت الألياف
النباتية البالغة القسوة. أما البندا فما زالت تتمتع بمسار هضم قصير
مثل آكلي اللحوم، الذي يعجز عن تفتيت البامبو. يتسبب ذلك بضرورة أن
يأكل البندا كميات كبيرة من البامبو للحصول على الطاقة التي يحتاجها.
يمكن أن يصل وزن البندا البالغ إلى مائة كيلوغرام. ولا بجد أن يأكل خمس
وزن جسمه من ورق البامبو كل يوم للبقاء على قيد الحياة. عندما يتوفر
الطعام يمكن للبندا أن يستهلك حتى أربعين كيلوغرام في اليوم الواحد.
وذلك بمتابعة دورة من الأكل مدتها ثماني ساعات، ينام بعدها لأربع
ساعات. أدى اعتماده على أكل ورق المامبو طوال ملايين السنين إلى تعزيز
عضلات خديه بقوة هائلة، ما يمنحه الصلابة اللازمة لطحن ألياف النبات
القاسية. ضمن تأقلم آخر مع غذائه طال حجم عظام أصابع قوائمه الأمامية
التي تباعدت عن كفيه لتشكل ما يتفق على تسميته بأتباع الأصابع. يمكن
دورها بمنح الأيدي براعة تتوافق واحتياجات البندا.
عادة ما يعيش هذا النوع في غابات مختلطة على ارتفاع يصل إلى ثلاثة آلاف
متر، حيث يتوفر البامبو بكثرة. وقد كانت منذ يعض الوقت تتغذى على
نباتات المناطق المنخفضة أيضا، ولكن تمدد المناطق الزراعية حدت من
وصولها إلى هناك. تتقاسم عمالقة البندا بيئتها في أعالي الجبال، مع نوع
آخر من الحيوانات المعرضة للخطر.
إنها عمالقة السَّمندر، التي يصل طولها إلى مترين أحيانا، وهي تعيش
وتتوالد في جداول الجبال المتدفقة سريعا. رغم أنها محمية من قبل
الحكومة، إلا أن هذه الحيوانات البرمائة مهددة ببيع أعضاء من جسمها في
السوق السوداء لصناعة الأدوية الصينية.
يمكن العثور في بعض الأحيان على التارغين النادر الشبيه بالثور يجول
بين النباتات والأعشاب. جلد هذا المخلوق يذكر بالمواصفات آخر أسطوري
وردت في الملحمة الإغريقية القديمة جونسون و الأسطول الذهبي.
تقفز القرود الذهبية بحرية ورشاقة عبر أعالي الشجر. يمكن لهذه القرود
أن تعيش في ظروف البرد القارس التي يمكن أن تحتملها قلة من هذه
الفصيلة.
يعتبر البندا الحمراء من الأقارب المباشرة للبندا العملاقة، وهو يعيش
في المناطق ذاتها. مع أنه أصبح نادر جدا في البراري، وكثيرا ما نجده في
حدائق الحيوانات. يتغذى البندا الأحمر على البامبو دون غيره تقريبا،
كما طور براعة الأصابع نفسها. ما زالت العلاقة بين هذين النوعين من
البندا وغيرها من الحيوانات تشكل لغزا بالنسبة للعلماء. لدى البندا
العملاق مزايا مشتركة كثيرة مع أنواع البندا الأخرى، أما البندا الأحمر
فهو يتميز بعناصر تقربه كثيرا من فصيلة الراكون.
هناك حوالي مائة باندا عملاقة في حدائق الحيوانات، غالبيتها العظمى في
الصين. تعتبر هذه المجموعة بالغة الأهمية رغم حجمها الضئيل. يجري العمل
على جعلها تتوالد في الأسر منذ سنوات. قد لا يعتبر النجاح هنا حيويا
بالنسبة لمستقبل النوع، ولكن هناك عدة مشاكل تواجه توالد البندا في
الأسر. عادة ما تعيش البندا حياة منفردة، ولا تتزاوج إلا للتوالد بعد
سن البلوغ، بين الرابعة والسادسة من العمر.
يستغرق التقارب بين الزوجين بعض الوقت، وأحيانا ما يصعب على أحدهما
إيجاد الظروف الملائمة للتزاوج. تستعد الأنثى للتزاوج لفترة قصيرة جدا
تتراوح بين اثني عشر وخمسة وعشرين يوما كل ربيع، بينما تتمتع بالخصوبة
خلال أقل من أسبوع واحد. يتودد الذكر من الأنثى عدة مرات خلال هذه
الفترة، ثم يفقد الاهتمام بها ويعود إلى عزلته المعتادة.
بعد التزاوج تبقى مسألة الحمل غير مؤكدة، إذ أنه لا يكتمل إلا إذا توفر
الطعام بكميات كبيرة. أي أن الحمل في ظروف الجفاف لا يكتمل، ليوفر على
الأم متاعب الحمل في تلك الظروف.
يولد الصغار بعد اثني عشر أو اثنين وعشرين أسبوعا من التزاوج. تأتي
المواليد صغار جدا ويانعة، يزن كل منها مائة غرام فقط، أقل من واحد على
ألف من حجم الأم.
عادة ما تلد الأنثى توأم لا يعيش منهما في البراري إلا واحد فقط.
بالكاد يغادر صغار البندا كنف أمهم خلال الأسابيع الثلاثة الأولى بعد
لولادة، فهي ترضع لمدة ست ساعات في اليوم. لا تكاد الأم تتوقف عن لعق
أطفالها، تقوم هذه العملية بدور المضاد الحيوي الفعال، هذا ما يوضح
الأسباب التي تجعل الصغار ممن لا تتمتع بلعق أمها أكثر عرضة للأمراض.
يموت نصف صغار البندا التي تولد في الأسر في أسابيعها الأولى. رغم
العناية البشرية الفائقة.
تكتسب الصغار في أسبوعها الرابع لون البقع البيضاء والسوداء فوق جسمها.
تخضع الأم في الأسر إلى فترة من المراقبة الدائمة. أما في البراري
فتتبع الأم سلوكها الروتيني الاعتيادي.
تبقى الصغار مع أمها حتى تبلغ الشهر الثامن عشر من العمر. علما أن
جسمها يكتمل في الشهر التاسع من العمر.
رغم طبيعته الأليفة والودودة، يمكن للبندا أن يصبح الناضج عدوانيا إذا
تعرض للاستفزاز.
لا يمكن ترك الصغار الضعيفة بمفردها، أما البندا الراشد والقوي فليس له
الكثير من الأعداء، مع أنه أحيانا ما يتغلب عليه الفهد أو الكلاب
البرية.
يلجأ البندا إلى تسلق الأشجار لينجو من أعدائه، ولكنه أحيانا ما يفعل
ذلك لمجرد المتعة، إذ أنه كثيرا ما يستلقي فوق الأغصان ليتشمس، أو
لمجرد اللهو. طبيعة البندا اللعوبة والغير عدائية، هي ما تجعله محبوب
جدا.
بعد انقاذه للباندا، بدأ يقيم معه علاقة ودية، فأطلق عليه لقب ياويوان،
وخلال الأسابيع التالية نشأت علاقة متينة بين الصبي والباندا.
يأتي التهديد الرئيسي للباندا من تدمير ظروف عيشها، فتدمير الغابة لا
يقلص من مصادره الغذائية فحسب، بل تفضل الأمهات أن تصنع لصغارها ملاذا
في تجاويف الأشجار الكثيفة، التي ضعت أيضا هناك.
يؤدي تدمير الظروف البيئية إلى ما هو أسوأ للباندا نتيجة الدورة الغير
اعتيادية لغذائها الدائم، البامبو. يتكاثر البامبو بطريقة روتينية
محددة إذ يموت بعد أن يطلق البذور، التي تستغرق بدورها سنوات قبل أن
تبرعم وتطلق أوراقا يأكلها البندا. تتم عملية التوالد هذه ضمن فترات
مختلفة تعتمد على أنواع البامبو المختلفة. يتم ذلك في غالبيتها ضمن
فترة تتراوح بين ستين ومائة عام. عندما كان يحدث ذلك في الماضي لم يكن
يشكل خطرا على البامبو، إذ أنها كانت تنتقل إلى أنواع أخرة تكون في أوج
نموها. أما منافسة الإنسان الحالية فتعني أن على البندا أن تعتمد على
نوع واحد من البامبو في غاباتها، أن تقلص أعدادها يؤدي إلى الجوع.
أدى انتشار المزارع إلى فصل ما تبقى من أعداد البندا عن بعضها ضمن أقل
من ثلاثين مجموعة متباعدة، يتألف كل منها من خمسين حيوان على الأكثر.
يقدر الحد الأدنى اللازم لتفادي عملية تراجع التوالد بخمسمائة باندا،
ما يعني أن غياب إجراءات جينية تضمن استمرار التوالد بين ما تبقى من
السكان، قد يؤدي إلى انقراضها الحتمي.
أحيانا ما يجبر البندا على مغادرة مناطقه الطبيعية، أثناء ندرة الطعام
أو البحث عن شريك. أحيانا ما تجول حائرة وسط القرى.
يحب السكان المحلين هذه الزيارات لأن البندا لا تؤذي المزارع والخضار،
وعادة ما يساعدون الحيوانات الضالة عن طريقها.
كان ليم ليم يعلم بأنه لا بد يوما ما من إعادة يان يوان إلى الغابة.
ولكنها مسألة يفضل ألا يفكر بها.
أخذت البندا تتماثل إلى الشفاء بسرعة هائلة بفضل العناية الفائقة التي
قدمها الصبي وجده. وهكذا سرعان ما بدأت تستعيد عافيتها.
ولكن ليم ليم ويان يوان أصبحا عندها كالأشقاء. وأحيانا ما كان ليم
يعامل البندا وكأنه شقيقه الصغير العنيد.
بدأت حيات ليم ليم تدور حول البندا، حتى أن المدرسة وزملائه ما كانوا
يلهونه عن صديقه،
رغم المجيء على ذكر البندا في النصوص الصينية منذ ثلاثة آلاف عام، لفت
البندا العملاق انتباه الغرب عام ألف وثمانمائة وتسعة وستون.
ولكن لم يخرج أول نموذج للبندا من الصين حتى عام ألف وتسعمائة
وثلاثين، حيث عرض في حديقة حيوانات بروكفيلد في تشيكاغو. منذ ذلك الحين
تحول البندا إلى أحد أبرز الحيوانات التي تلفت اهتمام زوار حديقة
الحيوانات. رغم ذلك فهناك أقل من خمسة عشر باندا عملاق في حدائق
الحيوانات خارج الصين.
كانت منذ بضع سنوات تشجع على أداء أدوار لها في عروض أمام الحشود، أما
الآن فقد بات ذلك غير مقبول في الصين وخارجها.
وهكذا أصبحت البندا تعرض في حدائق الحيوانات بنوع من الاعتزاز، ولكن
الناس يركزون اهتمامهم على توالد هذا الحيوان. ولا يصب الاهتمام على
التوالد الصناعي، لأنه يؤدي إلى ولادة المزيد من حيوانات الأسر
الأليفة.
هناك عدة سبل لجمع المال عبر البندا، الذي يعتبر بأهمية مميزة لدى
الشعب الصيني، تشبه أهمية ميكي ماوس بالنسبة للأمريكي. وهو يسمى في
الصين دا جو ما، أي القط الدبي الهائل. حتى أن البعض يتفاءل خيرا بوجود
صورها معلقة على الجدران بأشكال متعددة. حتى أن الإمبراطورية الصينية
كانت تعاملها كحيوانات أليفة.
تجد ملامح البندا اليوم حيثما ذهبت في الصين، من الرسوم التقليدية حتى
أضواء النيون الإعلانية.
كانت المخاطر الذي يتعرض لها هذا الحيوان موضوعا لعدد كبير من
المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية. يعتمد الأمل الأكبر لهذا النوع
على حماية ظروفه البيئية، لهذا يطرح اليوم مشروع لبناء ممرات من
البامبو تربط بين جيوب الغابات البرية المنفصلة التي تعيش فيها
الباندا، بحيث تجد فرص أكبر للتزاوج والتوالد.
تعتبر هذه الاستراتيجية جزءا من المشروع الوطني لحماية البندا العملاق
وظروفه البيئية، الذي طورته وزارة حماية الغابات بتمويل ومساعدة صندوق
حماية البراري العالمية. من المتوقع أن يصرف على هذا المشروع أربعين
مليون دولار خلال عام ألفين واثنين.
في هذه الأثناء يعمل سكان القرى المحيطة وعلى طريقتهم بحماية هذا الرمز
الوطني لديهم.
بعد شهرين من عثور ليم ليم على يا يوان، جاء لاو ليم بباندا آخر كان
مصابا، فعالجه بأدوية من الأعشاب.
رغم ذلك نشأ نزاع بين الحيوانين.
شعر ليم ليم بالارتياح أن الأمر استغرق بضعة أيام فقط حتى قرر جده بأن
الباندا الثاني أصبح بحالة جيدة تسمح بإطلاق سراحه بين الجبال حيث عثر
عليه.
سره التخلص منه، ولكنه سرعان ما تنبه إلى أن دور يا سيأتي قريبا.
مع حلول الربيع بدأ يا يوان يبدي نوعا من القلق، ويعطي علامات تؤكد أنه
أصبح جاهزا للعودة إلى الغابة.
أخذ لاو ليم يفكر مليا باليوم المناسب لإطلاق سراح البندا، إلى أن حسم
أمره.
لم يعد يبقى لدى ليم ليم إلا بضعة أيام يقضيها مع صديقه.
يسرع ليم ليم في العودة إلى المزرعة بعد المدرسة مباشرة ليستمتع مع
صديقه بآخر لحظات بقيت لهما معا.
ليم: مرحبا أمي
أمه: أهلا، لماذا لم يأت جدك بعد؟
ليم: إنه يعمل في الحقول.
معلق: عندما حان الوقت لمغادرة يا يوان لمغادرة القرية، سمح لاو ليم
للصبي بأن ينام معه، كا يدرك بأن الرحلة ستكون قاسية وحزينة على حفيده.
يعيد العلماء العاملين على حماية البندا تلك الحيوانات إلى البراري متى
سنحت الفرص. أما إطلاق سراحه فلا يقتصر على فتح القفص وضع البندا في
الطريق إلى الغابة. بل يتطلب خطة محكمة، لأنه لا يتأقلم بسرعة. فقد
تبين أن الباندا تكون في سن مبكر صورة محددة وثابتة عن الظروف البيئة
المحيطة بها، ما يدلها على أماكن وجود الماء، وأفضل أشجار البامبو،
ومسائل أخرى هامة لبقائها على قيد الحياة.
يبدو أنه من المستحيل بالنسبة للباندا الناضج أن يتأقلم مع ظروفه
الجديدة. لهذا من الأفض أن تعاد الحيوانات بعد علاجها بأسرع ما يمكن
إلى حيث عثر عليها.
إذا نجحت عمليات التوالد الصناعية القائمة من المقترح بأن يتولى رعاة
متخصصين توجيه الباندا نحو الأمان الرئيسية اللازمة لبقائعها على قيد
الحياة في البراري.
سوف تكون رحلة طويلة إلى أعالي الجبال إطلاق سارح يا يوان. بدأ ليم ليم
يبادر إلى تحضير لوازمه الضرورية، وهو تأمل الحياة بحزن دون رفيقه
الباندا.
وأخيرا بدأت الرحلة.
على الطريق، أمضى ليم ليم آخر ليلة له مع يا يوان.
أدرك جيدا السبب الذي يكمن وراء إعادة الباندا إلى الغابة. ولكن خسارة
صديق عزيز بالغة القسوة.
يؤكد العلماء أنه بدون اتخاذ إجراءات حاسمة، يمكن أن تنقرض حيوانات
البندا خارج حدائق الحيوانات خلال أربعين عاما.
تعمل الحكومة والهيئات البيئية جنبا إلى جنبا لاتباع استراتيجيات تحول
دون ذلك.
هناك احتمالات حقيقية بألا يتمتع حفيد ليم ليم برؤية الباندا في
البراري.
بدأ الوقت ينفذ بالنسبة للبندا العملاق. كل عملية إنقاذ يقوم بها
السكان المحليين مثل ليم ليم وجده لو ليم، تمنح هذا الحيوان فرصا أفضل
للبقاء على قيد الحياة. ربما يتمتع حفيد هذا الصبي بفرصة التمتع بمثل
هذه التجربة، مع العملاق.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م