|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
شعار غرين بيس
إيصال خمسة غالونات من مياه الشرب إلى البيوت، لمجرد إسقاطها في الحمام
ليس منطقيا. هناك محاليل أخرى للحمامات، تستخدم غالون واحد من الماء
للحصول على النتيجة نفسها.
يصل عدد سكان الولايات المتحدة اليوم إلى أكثر من مائتين وثلاثين مليون
نسمة، وقد فرضت الكثافة السكانية ضغطا كبيرا على شبكة المجارير،
والتخلص من الترسبات، وهي مواد تنجم عن عملية معالجتها.
أصبحت هذه المسألة بأهمية جعلت الحكومة الأمريكية تتحرك بوضوح في
محاولة منها لتصحيح الوضع. وفرضت قانونا فدراليا يمنع إلقاء ترسبات
المجارير في المحيط.
تعمل شركة نيتكو لمعالجة النفايات في جزيرة رود على متابعة هذا
الموضوع باهتمام.
في الشمال الشرقي حيث تعمل الشركة، ينتج يوميا عشرة آلاف طن من
الترسبات، أي ما يكفي لتغطية ملعب لكرة القدم بعمق خمسة عشر قدم.
القوانين الحكومية الجديدة، التي تتوافق مع مراكز المعالجة القديمة،
وإقفال مجمعات النفايات يزيد المشكلة تعقيدا.
تكمن مهمة نيتكو بتطوير وتشغيل المنشآت بتقديم الخدمات للنفايات
البلدية والصناعية. عند القيام بذلك، توفق بين احتياجات المستهلك،
والتكنولوجيا البيئية المناسبة.
يكمن حجر الأساس لهذا المشروع في محطة وونساكيت لمعالجة النفايات في
جزيرة رود، التي تعالج الترسبات القادمة من مجارير البلدية، باستخدام
التحويل الحراري، وهو عملية تقلل من الرواسب بنسبة خمس وتسعين بالمائة.
تستخدم المحطة نظام الحراق إلى جانب أساليب أخرى متقدمة للتحكم بالتلوث
وتحقيق الفعالية في الطاقة، كما والتوصل إلى خيارات بيئية أفضل للتخلص
من النفايات.
لا تنبعث من الرماد الذي ينجم عن ذلك أي روائح، كما أنه غير سام أو
ضار، ما يجعله غطاء مناسب لمجمعات النفايات، أو مناسبا لإضافته على
مواد البناء، كما هو حال الإسمنت أو الحجارة أو الإسفلت.
تستخدم الحرارة الناجمة عن الترسبات لتوليد البخار القادر على تشغيل
المضخات، التي تولد الكهرباء الرخيص.
لا تكفي الطاقة الناجمة عن ذلك لتلبية الحاجات الداخلية فحسب، بل يتم
إرسال الطاقة الفائضة إلى المنشآت المحلية كي يستعملها السكان
المضيفون.
يمكن لهذا الاستعمال الناجح للكهرباء أن يخفض من كلفة العمليات للشركة
ويوفر احتياطي هائل من الوقود مثل الزيوت والفحم والغاز الطبيعي.
تبحث نيتكو لآن عن تكنولوجيا المستقبل، بعد أن سجلت نجاحات هائلة في
مجال التحويل الحراري.
هناك مجالين يجري العمل فيهما بجدية وهما ما يعرف بالمزج والتحلل
بالحرارة.
أما المزج والمعروف لدى عمال الحدائق، فهو عملية تعالج تدمير البكتيريا
الطبيعية للمواد لعضوية لإنتاج السماد الطبيعي.
إلا أن مشروع استخدام الترسبات واتباع أسلوب المزج لتسميد التربة ما
زال في المهد.
تعتمد التكنولجيا الحديثة الأخرى على التحلل بالحرارة، فهي تولد
السخونة عبر التفاعل الكيميائي في الرواسب نفسها.
يمكن الاستفادة من هذه السخونة لإنتاج البخار، الذي يمكن بدوره أن يولد
الكهرباء.
تحويل الرواسب بالتكنولوجيا الحالية سيأخذ مواد تعتبر نفايات ويحولها
إلى ثروات مفيدة.
يمكن لهذه التكنولوجيا وغيرها، عبر التخطيط المحلي والتعاون بين السكان
أنفسهم، أن تقدم حلولا اقتصادية وبيئية آمنة، لمشكلة النفايات المعقدة.
=-=-=-=-=-=
من يتخيل أن أصحاب المنازل يستخدمون للإكر الواحد عشرة أضعاف المواد
الكيميائية السامة، التي يستخدما المزارع في حقوله؟ إنها الحقيقة،
تنتهي هذه العناصر الكيميائية في المياه الجوفية المجاورة المخصصة
للشرب.
عندما تلقى مهملات المنازل العادية وأوساخ المصانع في مجمع للنفايات،
يتفاعلان معا لترشح عنهما بعض السوائل التي يعرفها المحترفون جيدا.
تتسرب هذه السوائل المشتركة بين مختلف مجمعات النفايات عبر مسامات
التربة عندما تسقط الأمطار فوق النفايات الفاسدة.
عندما تتسرب هذه المياه تمتزج بكميات ضئيلة من الزيوت المتنوعة،
والحوامض وغيرها من المركبات الكيميائية التي تعصرها النفايات المراكمة
فوق بعضها البعض.
تترافق مع جزيئات من المعادن الثقيلة كما هو حال الرصاص.
تتمازج كل هذه العناصر معا لتصبح سوائل سامة، يمكن أن تتحول في النهاية
إلى قنبلة بيئية موقوتة.
إذا سمح لهذه السوائل أن تتبع انسيابها الطبيعي يمكن أن تصل إلى المياه
الجوفية، ثم تتابع لتلوث الجداول والأنهار والبحيرات. والأهم من ذلك
هو أنها قد تجد السبيل إلى مصادر مياه الشفة الثمينة.
تعمل شركات على غرار مصافي الولايات المتحدة، على القيام بمجهود ما
لحل هذه المعضلة.
وقد ثبت أنه من خلال نظام معالجة هذه السوائل، أصبحت الشركة تتصدر
التكنولوجيا الحديثة التي تعالج هذه المشاكل. أكثر هذه التقنيات أهمية
هي تلك التي تستعمل العضويات المجهرية لمعالجة هذه السوائل بيولوجيا.
تعتمد العملية على حشرات مجهرية تتمتع بشهية عالية. عندما توضع بلايين
البلايين من هذه العضويات في نظام المعالجة البيولوجي، تقوم هذه بأكل
النفايات السامة وتحولها إلى ثاني أكسيد الكربون وماء.
ولكن المعالجة البيولوجية هذه بالغة التعقيد، تعمل مختبرات معقدة على
تحديد نوع النفايات السامة التي تقبل بها العضويات المجهرية.
عبر التعاون المباشر مع العاملين في المجمعات، تقوم الشركة بزرع
العضويات المجهرية في برج بيولوجي للتعامل مع هذه السوائل في المنطقة
المحدد. يقصد في هذه الحالة مجمع نفايات كامبرلاند، في شيبينسبيرغ
بينسيلفانيا.
يتبع مركز المعالجة القائم إلى جانب المجمع، أسلوبين للتعامل مع
السوائل السامة هما البيولوجي والكيميائي.
تستخرج السوائل عبر أنابيب لجمع السوائل توضع تحت المجمع، تتولى سحبها
بفعل الجاذبية، ثم ترسلها إلى محطة تسبق العلاج لإزالة أي نوع من
المعادن الموجودة هناك.
في المرحلة الثانية من العملية تضاف بعض العناصر الكيميائية لتعديل
الحامض والألكالين، أي ما يرمزون إليه كيميائيا بحرفي بي إتش.
تبدأ المرحلة الثالثة من هذه العملية بإضافة بلايين العضويات المجهرية
من مركز الزرع في المستوعب. تبدأ هذه بالعمل عبر البرجين من خلال
شهيتها الخيالية، فتحول جميع المواد العضوية السامة إلى ثاني أكسيد
الكربون وماء.
يحافظ التدفق المستمر لهذه السوائل عبر الأبراج البيوليوجية على
العضويات المجهرية فتستمر معملها.
في المرحلة الأخيرة من هذه العملية تضاف بعض المواد الكيميائية الأخرى
لتوازن البي إتش، وإزالة العناصر الصلبة من الماء.
يجري التخلص من المواد الصلبة بأمان بينما تنساب المياه في أحد الجداول
المجاورة.
أثبتت التكنولوجيا الجديدة لمعالجة سوائل النفايات أنه يمكن الاعتماد
عليها، كما أن كلفتها ليست عالية .
كان من الصعب أن يتخيل المرء قبل بضع سنوات أن العضويات المجهرية، يمكن
أن تساعد في تنظيف البيئة.
ولكن عندما تفكر الآن بالأمر، سترى أنها مسألة طبيعية، فهذا ما تفعله
الطبيعة منذ فجر التاريخ.
=-=-=-=-=-=-
هل تعلم أن ذرة واحدة من الكلور المستعمل في تنظيف المنازل، تكفي
لتدمير مليون جزء من طبقة الأوزون التي تحمي الأرض؟
يعزو بعض العلماء استنزاف طبقة الأوزون إلى انبعاث بعض العناصر
الكيميائية في الجو. ومن المعتقد أن الكلوروفلوروكاربون أو الس إف سي
هو العنصر الأشد ضررا.
يحذر بعض العلماء أن استمرار استنزاف طبقة الأوزون التي تحمي من
الإشعاعات الشمسية الضارة، سيؤدي إلى مزيد من الإصابات بالعمى وسرطان
الجلد.
عام سبعة وثمانين اتفق أربع وعشرون بلدا على التقليص من استعمالات السي
إف سي مع حلول عام تسعة وتسعين. إلا أن توصيات جديدة، تدعو للتخلص من
هذه المادة كليا مع حلول عام ألفين.
بدأت نورثرن تيلكوم، وهي شركة اتصالات عالمية، باتخاذ إجراءات ذاتية
لتقليص استعمالها للسي إف سي.
إنها الممولة الرئيسية في العالم لأنظمة التشغيل الرقمية للاتصالات،
وتبيع منتجاتها في تسعين بلدا.
استبقت الشركة تنفيذ القرار الدولي بتسع سنوات، بعد أن وفت بتعهداتها
العلنية عام ثمانية وثمانين، حين تخلصت من السي إف سي من عملياتها
الصناعية الجارية في خمس وخمسين مصنعا منتشرا في جميع أنحاء العالم،
بما في ذلك تلك العاملة في كندا والولايات المتحدة وأوروبا وبعض
البلدان الآسيوية.
ما كان اعتمادها على موظفين وثروات من جميع أنحاء العالم أن يجعل من
أهدافها القيام بعمليات صناعية ملوثة.
رغم أن القرار الدولي يدعو للتخلص من السي إف سي عام ألفين إلا أن
الشركة أصرت على تخطي الموعد المحدد. وهكذا أخذت بالاعتبار أولا بعض
العناصر الكيميائية التي لا تضر بطبقة الأوزون لتحل محل السي إف سي،
لتنظيف دوائرها الكهربائية.
تبين من ذلك أنه تستطيع الحصول على نتيجة أفضل، وهكذا اتخذ قرار جريء
لتوجيه جميع الطاقات نحو تطوير عملية لا يتطلب أي نوع من العناصر
الكيميائية، للتنظيف، فتوصلوا إلى ما يسمى بالصناعة التي لا تنظف.
إلى أن التوصل إلى هذه التكنولوجيا كان الخطوة الأولى. قبل أن تبدأ
الإنتاج بالاعتماد عليها كان على الشركة أن تثبت بأنها يمكن الاعتماد
على منتجاتها أكثر مما مضى.
للقيام بذلك أخضعت المنتجات الغير نظيفة إلى فحوص مشددة، فكانت النتائج
مدهشة، وهكذا لم تتخلص الشركة من السي إف سي فقط، بل وفرت أيضا ملايين
الدولارات في العملية الصناعية.
وفي خطوة لم يسبق لها مثيل قررت الشركة أن تتقاسم مع الشركات والحكومات
الأخرى ما تعلمته عن الصناعة الخالية من السي إف سي، حتى تقدمت
بالعرض إلى منافسيها.
بالتعاون مع الوكالة العالمية لحماية البيئة جرى نشر كتيب للممارسات
المطلوبة للتخفيف والتخلص من السي إف سي في الصناعات الإلكترونية.
انضمت الشركة حينها إلى التي إن تي، ووكالة البيئة وثلاثة عشر من
الشركات الإلكترونية لتشكيل الإيكولب، أي التعاون الصناعي لحماية طبقة
الأوزون.
أسفر ذلك عن اتفاق لتبادل المعلومات المجاني للتقليص والتخلص كليا من
استعمال السي إف سي من الصناعات الإلكترونية. لتسهيل الحصول على هذه
المعلومات ونشرها، طورت نورثرن تيليكوم وتبرعت بالأوزون نيت، على شبكة
الكمبيوتر لصالح الإيكولب.
وهكذا أصبح بالإمكان الحصول على هذه المعلومات عبر الكمبيوتر الشخصي
والهاتف المحلي في سبعمائة وخمسين مدينة في خمس وثلاثين بلدا حول
العالم.
تقديرا لدورها الطليعي، حصلت نورثرن تيليكوم على جائزة حماية طبقة
الأوزون من وكالة حماية البيئة الشهيرة عام واحد وتسعين.
وجائزة برنامج هيئة الأمم البيئي لعام اثنين وتسعين.
أثبتت مساهمتها بأن الشركات الكبرى يمكن أن تتعاون إحداث متغيرات. ولا
داعي لأن تكون المسألة باهظة التكاليف.
رغم أن تهديدات ثقوب الأوزون ما زالت قائمة، إلا أن برامج حديثة وعصرية
كالصناعة بلا تنظيف تبعث على الأمل الكبير بالمستقبل.
=-=-=-=-=-
تنتج الصناعات الأمريكية أكثر من اثني عشر بليون طن من النفايات
سنويا. ورغم أن تسعون بالمائة منها لا يعتبر ساما، لا بد من التعامل مع
العشرة بالمائة الباقية.
رغم أن النفايات الطبية ما زالت تشكل جزءا بسيطا من مشكلة النفايات
الصلبة، إلا أن معدل تنامي هذه الكمية أصبح أمر مثير للدهشة. عام تسعين
أقر ديوان المحاسبة الحكومي أن هناك أكثر من مليون مصدر للنفايات
الطبية في البلاد، يشمل ذلك المستشفيات والمختبرات والعيادات وبنوك
الدم والمكاتب الطبية لخاصة والمنشآت البيطرية.
تعتقد وكالة حماية البيئة أن هناك ثلاثة فاصلة اثنان مليون طن من
النفايات الطبية تجمع سنويا، أضف إلى ذلك تنامي هذه النفايات الصادرة
عن الشرطة والوحدات الطبية.
عادة ما يستخدم الأطباء في معاينة ضحايا جميع أنواع الحوادث قفازات
تطرح بعد الاستعمال خوفا من التعرض للفيروس أو الجراثيم.
أطباء الأسنان الذين لم يسبق أن استعملوا هذه القفازات من قبل، يدأوا
يعتمدون عليها اليوم لسبب نفسه.
يتعرض السواد الأعظم من هذه النفايات للمعالجة عبر المحارق التي تعمل
ضمن المؤسسة التي يجري العمل فيها. لم تخضع هذه الأفران لأي من
القوانين والمراقبة الفدرالية على ما تسببه من تلوث في الهواء، علما أن
الأجهزة المتبعة أصبحت قديمة لا تتناسب مع متطلبات اليوم.
ولكن مع تضييق هذه القوانين لا بد لكمية النفايات التي تحتاج إلى
معالجة خاصة أن تنمو.
الشركة الوطنية للنفايات الطبية العاملة في مقرها الرئيسي في تينيسي،
تتبع الآن دورا طليعيا في التعامل مع هذه المشكلة.
تعمل هذه الشركة التي تأسست عام تسعة وثمانين عبر منشآت لمعالجة
النفايات الطبية في كل من بينسيلفينيا وتينيسي وتكساس. ولديها مشاريع
أخرى للمستقبل.
تعمل الشركة عبر عقود توقعها مع مستشفيات وشركات تصدر النفايات الطبية.
تقوم الشركة كجزء من خدماتها، بتحديد مواعيد لاستلام النفايات من مواقع
جميع الزبائن لديها.
بما أنها تستعمل سياراتها الخاصة التي يعمل بها موظفين متمرسين تبقى
النفايات بأيدي أمينة تتقن التعامل معها.
توثق جميع الخطوات العملية من خلال نظام للكمبيوتر، ما يضمن إنجاز
عملية التخلص من النفايات بطريقة تريح الزبائن والمواطنين معا.
تساعد مجموعة من الأرقام المشابهة لتلك الموجودة على البضائع في
المخازن، في أسلوب تحديد مسار النفايات وتعريفها عبر الآلية المتبعة.
الأرقام التي تحملها العلب تحدد مصدر ونوع المواد التي تحتويه إلى جانب
التاريخ ورقم الحمولة. عبر هذه المعلومات يتمكن الكمبيوتر من تجهيز كل
التقارير اللازمة التي تتوافق مع القوانين المتبعة.
يمكن التخلص من النفايات الطبية من خلال حرقها أو تعقيمها بالبخار. إلا
أن الشركة اختارت أسلوب الحرق لأنها تتخلص من هذه النفايات وتجعلها غير
ضارة. يخفف الحرق من حجم المواد بنسبة خمس وتسعين بالمائة، ما يوفر
مساحات هائلة في مجمعات النفايات الصحية.
تعمل غرفتي محارق على درجات حرارة تفوق الألف وثمانمائة درجة بمقياس
فرنهايت، وهي تعبأ عبر جهاز مؤقت، يخفف من الاتصال مع النفايات.
يخزن الرماد الباقي في منطقة آمنة يؤخذ منها إلى مجمع للنفايات الصحية.
تركز مصفاة رطبة في أعلى مدخنة المحرقة لإتلاف الحوامض التي إذا ما
أطلقت دون معالجة يمكن أن تساهم في المطر الحامضي.
من الواضح لا يمكن تفادي تعرض الناس للحوادث أو المرض، وكالما تعرض
المرء للعلاج لا بد أن ينجم عن ذلك نفايات طبية.
ولكن التكنولوجيا التي تم التوصل إليها عبر هذه المؤسسة المختصة لنقل
النفايات والتخلص منها تعطي أملا في التوصل إلى حل لهذه المشكلة.
التعامل الآمن مع هذه النفايات لن يسمح بتلوث البيئة، سواء كان ذلك
اليوم، أو في المستقبل.
=-=-=-=-=-
تواجه عدة شركات أمريكية المشكلة المتعلقة بالتعامل مع القوانين
البيئية المتعددة، التي كثيرا ما تزيد من كلفة العملية الصناعية.
تتعامل بعض الشركات مع الأمر على أنه معضلة، أما الشركات الأخرى
فتعتبره من تحدياتها.
عندما ظهرت مشكلة استنزاف طبقة الأوزون البيئية على السطح، بدأت عدة
شركات بالعمل على التخلص من السي إف سي، أو الكلوروفلوروكربون.
فعثرت على سبل لتلبية احتياجات البيئة دون التضحية بالنوعية.
تنتج شركة أميتيك للألياف الجزئية العاملة في الشمال الشرقي لكونتاكي،
نوع من ماد البوليبروبيلين الخاصة بالتغليف، وذلك بالتخلص من مادة السي
إف سي التي كانت تستخدم في عملياتها الصناعية.
يستخدم هذا النوع من المواد في عدد من مجالات الوقاية.
منها مثلا أن مصانع الأثاث بدأت تستخدم هذه المادة لتحل محل الأغلفة
الورقية الثقيلة، أو الكرتون لغلاف واق. وبما أنه طويل الأمد يمكن
استخدامه عدة مرات، ما يخفض الكلفة ويوفر المساحة في مجمع النفايات.
كما يستعملها المزارعون كطبقة لينة في علب الفاكهة والخضار المتوجهة
إلى الأسواق.
وتستعملها الشركات الإلكترونية لحماية قطع الكمبيوتر وألواح الدوائر
الكهربائية أثناء عمليات النقل. وهي لا تمنح الليونة فقط، بل تضمن
الوقاية للدوائر الحساسة في اللوحات الإلكترونية.
كما تستخدم أيضا كمادة تغطي أنابيب الغاز تحت الأرض وشبكات أنابيب
النفط على اختلافها.
تحمي المادة العازلة الأنابيب المدفونة من تساقط الصخور والتراب
والخدوش التي قد تتعرض لها أثناء عمليات الطمر، ما يخفف من التآكل
والصدأ، لتمد في عمر الأنابيب لسنوات طويلة.
يحوي هذا النوع من الزباد على خمسين ألف خلية هوائية في الإنش المكعب،
إلا أن وزن القدم المكعب منه لا يزيد عن ستة أعشار من الرطل الواحد.
تعتبر الكثافة المنخفضة عامل هام من حيث توفير المصادر المادية،
وبالتالي عامل آخر لحماية البيئة. أي أنه بعبارة أخرى يستخدم كمية أقل
من المواد الخام مقارنة مع أي نوع من المنتجات المشابهة التي تعتمد
على الورق أو البلاستيك.
رغم الفوائد الهامة وحقيقة أن تسعين بالمائة من السي إف سي المستخدمة
في صناعته قد ألغيت، تسعى الشركة لتحقيق تحسينات أخرى.
عام ثمانية وثمانين بدأت الشركة العمل ببرنامج بلغت قيمته خمسة فاصلة
اثنين مليون دولار لجعل الغشاء الزبادي أكثر تفاعلا مع البيئة.
وبعد ثلاثة أعوام من ذلك لم تكتف الشركة بالتخلص كليا من السي إف سي،
بل أخذت اليوم تستعيد وتستعمل تسع وتسعون بالمائة من مركباتها في
عملياتها الصناعية الخالية من السي إف سي.
كما بدأت برنامج للصناعات التحويلية، فأخذت تدفع عشرة بالمائة مقابل
الرطل الواحد للمستهلكين في جميع المصانع وشركات الأثاث، كي تعيد إليها
المواد بعد استعمالها.
=-=-=-=-
هل تعلم أن اللوازم المنزلية، كاحتياجات السيارة والطلاء وحتى وسائل
التنظيف، قد تعتبر نفايات سامة؟ أي أن صبها في المجارير يمكن أن يؤدي
إلى تلوث مياه الشرب، ويقتل العضويات المجهرية المفيدة.
يعتبر الناس في أمريكا أن المياه التي يشربونها عادة ما تكون نقية،
لهذا يعتاد البعض على الشرب مباشرة من الحنفيات، دون الاكتراث جدا
بنقائها.
في المناطق السكنية يمنح المواطنون ثقتهم بالخدمات المحلية التي تعالج
المياه، وفي الحكومة الفدرالية التي تحدد معايير المياه النقية.
تختلف الأمور نسبيا في المناطق التي تأتي من الآبار الخاصة. ففي
المناطق الريفية مثلا يعتبر كل شخص مسؤول عن فحص ومعالجة مصادر المياه
التي لديه إذا لزم الأمر.
مع ذلك فإن التلوث الصناعي ومجارير المزارع تجعل المرء يتردد كثيرا قبل
أن يشرب الماء مباشرة من الحنفية دون أن يفكر بمصدرها.
ولكن هناك أعداد كبيرة من الأشخاص الذين يتخذون إجراءات وقائية
ويعتمدون على مصادر بديلة لمياه الشرب.
يشمل ذلك المياه التي تصل إلى المنازل بجرار كبيرة، وقوارير المياه من
المخازن، ومياه صافية من نقاط التوزيع.
كما تعتبر المصافي وسيلة أخرى للحصول على مياه أنظف وأنقى للشرب.
بيورا هي شركة تعمل في بروفو يوتا، على صناعة قوالب للمصافي الخاصة
بالاستعمالات المنزلية والمكتبية.
هناك وحدات يمكن تركيبها في خزانة المطبخ، أو تحت حوض المطبخ.
كما يمكن تركيب مصاف كبيرة في المنطقة التي يدخل فيها الماء إلى البيت.
تعمل إنارة فوق البنفسجية في هذه الأجهزة على تطهير المياه عبر
شفافيتها. تقوم هذه التكنولوجيا الجديدة هناك بما هو أكثر من تطهير
المياه.
فهي تتخطى معايير وزارة الصحة في الولايات المتحدة، في صناعة أجهزة
التنقية فوق البنفسجية.
تستطيع هذه الإنارة وحدها دون إضافة أي نوع من الكيمياء، أن تقضي على
تسع وتسعين فاصلة تسعة بالمائة من الجراثيم والفيروس والعضويات
المجهرية الأخرى في الماء.
إلى جانب تطهير المياه، تحتوي المصفاة على حجار فحمية تتولى إزالة
العناصر الكيميائية والترسبات. ما يساعد على تحسين الطعم واللون.
هناك عدة عناصر تساهم في طهارة ونقاء مياه الشرب، أكثر ما نعرفه عنها
تلك المتعلقة باللون والطعم والرائحة.
عندما تكون المياه عكرة أ, يسودها لون محدد، يمكن أن نرى المشكلة
بوضوح.
أحيانا ما يكون اللون صافيا ولكن يبقى للماء طعما أو رائحة كريهتان.
وأحد الأمثلة على ذلك المياه التي تحتوي على السولفر أو المعادن الأخرى
فيها. تؤكد المعايير الفدرالية أن هذه المشاكل لا تسبب مخاطر صحية.
فالمياه التي لها لون وطعم ورائحة كريهة، أحيانا ما تعتبر صالحة للشرب،
ولالحقيقة أن هذه مسألة واردة، ذلك أن الخطر الحقيقي في الميا عادة ما
يأتي من الأشياء التي لا يمكن أن تراها أو تشم رائحتها أو تذوقها.
أكثر العناصر التلوث خطورة هي تلك التي تحتوي كميات من العناصر
الكيميائية السامة والبكتيريا الضارة، والتي يمكن أن تكتشف في مختبرات
دقيقة، وهي ليست جميعها ضارة.
يمكن للمياه أن تلوث وهي في الأنابيب، على مسافة أميال من الحنفيات.
هناك مخاطر على مياه الشرب بسبب التلوث. والجميع يبحث عن الحلول
المناسبة.
المصافي المنزلية هي سبيل آخر لبيئة صحية مناسبة.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م