|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
التلوث الجوي
هناك ثلاثة ممرات جبلية في كليفورنيا، تولد فيها أربعة عشر ألف مضخة
هوائية ثمانين بالمائة من طاقة الرياح في العالم. يشكل ذلك بليوني
كيلوات ساعة كهربائية كل عام، أي ما يكفي لمدينة بحجم العاصمة واشنطن.
يقطع الأمريكيون كل يوم مليوني شجرة ويتلفون اثنين وأربعين مليون
صحيفة. التحويل لا ينقذ الأشجار وحدها بل يوفر أربعين بالمائة من
الطاقة في صناعة كل طن من الورق دون استخدام المواد الخام.
لا للنفايات نعم للتحويل! هذا هو الشعار الذي يطلق اليوم في مركز ريدرز
دايجست الرئيسي في بليسنتفيل نيويورك. حيث تمكنت جهود المؤسسة من تخفيض
كمية النفايات لديها بثلاثين طن كل أسبوع.
يشعر ألفي موظف في موقع مائة وسبعة أكر بالحماس للقيام بدورهم في خدمة
البيئة. ليس من عادة النفايات أن تكون موضوعا يثير الحماس لدى فريق
العمل، أما اليوم فقد أصبح فرز أوراق المكاتب لديهم أصبحت مسألة تستحق
الفخر. تعتقد الشركة أن تسعة وتسعين بالمائة من الأحد عشر ألف رطل من
النفايات التي تصدر عن مكاتبها قابلة للتحويل، لهذا فهم حريصون عليها
جميعا.
بدأوا التحويل قبل أحد عشر عاما، بوعي موظفيهم بتصنيف النفايات. ولكن
الدفعة الأكبر بدأت قبل عامين، عندما تبين لهم بأن الورق يغلب على
النفايات لديهم. لهذا بدأوا العمل بنظام يسهل مشاركة موظفيهم في هذه
العملية.
يميز الموظفون عبر مكاتب الشركة بين الصحف والورق العادي، الذي قد يكون
من المسودات أو ورق الكمبيوتر، ونسخ غير مستعملة، والورق المقوى،
والورق المستهلك أو مجرد إعلانات مطبوعة .
تفرغ محتوياتها في مستوعبات أكبر في غرفة النفايات، التي تحتوي أيضا عل
رزم من الورق المقوى المستعمل، الذي أخضع للضغط.
عندما تصبح جميع المواد جاهزة للنقل، يأتي لحملها متعاقد مستقل،
يشتريها بأسعار السوق.
تجري هذه المسألة في صالح الجميع، فالأوراق لن ترتع في مجمعات
النفايات، كما أنها تصبح منتجات تحويلية، ما يعني أنه يتم المحافظة على
الثروات الطبيعية. إلى جانب ذلك، بدل أن تدفع الشركة المال لمن يجمع
النفايات، تحصل على المال ممن يأخذها.
في نهاية المطاف أيا كانت المنتجات التي تشتريها فهي تصنع من مواد
تحويلية.
يمكن أن ترى التحويل في المطاعم أيضا، حيث تشجع دايجستر على استخدام
الأكواب الورقية والصحون الورقية، إلى جانب الأواني الأخرى التي
تستعمل في الأطعمة التي تحملها معك إلى خارج المطعم بدل الأواني
البلاستيكية.
عندما تحمل هذه الأطعمة معك تحصل على الكؤوس والأكواب والصحون والصواني
من الورق العازل وليس من نوع البلاستيك، الغير قابل للتحويل، والذي
يستنزف طبقة الأوزون.
تنفصل بعض المواد التحويلية الأخرى كالقوارير الزجاجية وعلب الألمنيوم،
عن نفايات المكاتب، لتخزن وترسل لاحقا إلى مركز التحويل الخاصة بها.
وحتى مواد البناء، كما هو حال البلاستر وقطع الخشب على أشكالها
والإسمنت ونفايات الترميم المنزلي على اختلافها جميعها قابل للتحويل.
الشيء الوحيد الذي لم توجد له وسيلة للتحويل هو بعض الأواني التي
تستعمل في المطعم إخراج الأطعمة فيها، ولكن ما زال التفكير بالأمر.
أصبح الجميع هناك يهتم بعادات التحويل، ويشعر بالفخر لأنه يساهم بدوره
في حماية البيئة.
الجميع يتعهد باستمرارية نجاح هذا البرنامج، ويسعى لتحقيق فوائد أكبر
من ذلك في المستقبل.
=-=-=-=
قبل عشرة أعوام كانت حفنة من الشركات فقط مجهزة للتعامل مع النفايات
السامة. أما اليوم فهناك ألف وستمائة مركز يهتم بالتعامل مع المواد
السامة في الولايات المتحدة. وقد تولت التكنولوجيا متابعة هذا النمو.
ليس بالضرورة أن تتمكن من رؤية الشوائب دائما بالعين المجردة.
فقد يكون مجهريا بحيث لا يمكن رؤيته حتى بالعدسة المكبرة للميكروسكوب.
هذا لأن بعض الشوائب التي تظهر بكميات هائلة لا يتعدى حجمها جزء من
البليون.
هذه أشبه بقطرتان من ألوان الطعام في مسبح الحديقة الخلفية.
يمكن لهذه الكمية في بعض المواد أن تؤثر بشكل حاسم. فهي تستطيع مثلا أن
تحدد هوية العناصر المضرة بالصحة. ما يدعو لاتخاذ الإجراءات اللازمة
لحماية البيئة.
لهذا من الضروري أن نقوم ضمن المراقبة الدائمة للبيئة وحمايتها،
بامتلاك الأدوات الكفيلة بقياس التلوث الذي قد يوجد في التربة أو
الهواء والماء.
سواء انكب العمل على تحليل العناصر الصناعية السامة، المبيدات، أو
معادن أو كيميائيات فولاتيل العضوية، جرى تطوير أجهزة اختصاصية لتحقيق
هذه المهمة.
تقدم مؤسسة فاريان هذا النوع من الأجهزة، بتنوع واسع النطاق يساعد على
تلبية احتياجات المختبرات البيئية حول العالم، فهي تضمن الحلول السريعة
ذات الأداء العالي لجميع المشكلات البيئية المعقدة.
يمكن لكروموتوغراف الغاز أن يشتم رائحة المركبات العضوية كالمبيدات
والمحاليل التي قد تمتزج بمياه الشرب. هناك إمكانية لإجراء التعديلات
حسب الاستعمالات المميزة. فهي قادرة مثلا على تعريف بعض العناصر
الملوثة لمياه الشرب لا يتعدى حجم جزيئاتها واحد على تريليون، أي ما
يوازي قطرتين في مليوني غالون من الماء.
وهناك أجهزة تحلل العناصر التي تتركب منها المياه المبتذلة في مراكز
معالجة المجارير. لا شك أن العناصر التي تحللها مشابهة لتلك التي في
مياه الشرب، إلا أنها موجودة بمستويات أعلى.
وهناك أجهزة تختص بتحليل المياه المخزنة في الأرض في مناطق النفايات
التي تعرضت للمعالجة، أو المناطق الصناعية أو التربة التي تحت مستوعبات
الوقود، للتأكد مما إذا كانت تعاني من التسرب.
قد تتساءل أيضا ما هي كمية الغازات التي تنطلق في هواء المنطقة
الصناعية، محطات معالجة النفايات أو مراكز معالجة النفايات السامة.
تقدم التكنولوجيا أدوات تسمح بمراقبة الغازات الصادرة بشكل مستمر،
للتأكد من أنها تلتزم بالقوانين المعقدة الخاصة بالحفاظ على الهواء
النقي.
إلى جانب الدقة والسرعة التي تعمل فيها هذه الأدوات القياسية، فهي
قادرة على إجراء عدد من المقاييس في وقت واحد، كما يمكن أن تعمل
بمفردها طوال اليوم، كما تقدم النتائج مباشرة، على اعتبار أنه من
المحتمل اتخاذ إجراءات إصلاحية طارئة، خصوصا إذا تعلق الأمر بصحة
السكان.
كل هذا في خدمة من يحصل على هذه المعلومات.. أضف إلى ذلك إنتاجية
المختبر الذي تجري فيه التحاليل.
هناك أنظمة تعمل على متن شاحنة مغلقة، تنتقل إلى مناطق يشتبه في أنها
ملوثة، فتؤخذ منها عينات للمراقبة والتحليل، لتقدم النتائج في مكان
الحدث مباشرة.
يعملون في فاريان في تحاليل لا تتوقف لتحسين جميع المناطق. بما يكفل
خدمة أفضل للمختبرات والمؤسسات الحكومية التي تحاول الوقوف في وجه
تدمير الكوكب.
يفخرون جدا في برامجهم المستمرة والأبحاث والهندسة، التي تصل من علماء
في جميع أنحاء العالم، بما يسمح لهم تطوير أنظمة للقياس، قادرة على
تلبية الاحتياجات الحيوية المتنامية لحماية البيئة.
=-=-=-=-=-=
بتقديم التكنولوجيا القادرة على تفادي انتشار التلوث، يمكن للشركات
الصغيرة أن تحصل على منحة قيمتها خمسة وعشرون ألف دولار من وكالة حماية
البيئة. تجري إدارة هذا البرنامج من خلال مركز أبحاث المواد السامة في
جامعة بيتزبيرغ.
المطر والثلج والضباب والرطوبة التي تلوثت بفعل الدخان الصناعي فتحولت
إلى حامض يسبب الأذى لعدد من البحيرات والغابات فيثر سلبا على النباتات
والحيوانات البرية.
بدأ هذا الحامض يتحول إلى واحد من أهم المشاكل في هذا العصر.
يتشكل هذا الحامض من سلفر ثاني أوكسيد الكربون ونتروجين ثاني أوكسيد
الكربون، الذي ينطلق في الهواء من مداخن المراكز الصناعية التي تعتمد
على حرق النفط الطبيعي.
تختلط هذه العناصر الكيميائية في الجو ببخار الماء، ويتفاعل مع أشعة
الشمس لتشكل منه حامض السولفر والنيترات، وهما العناصر القاتلة في
المطر الحامضي.
قدمت شركة جوي لتكنولوجيا البيئة أجهزة للسيطرة على تلوث الهواء، منذ
عام ألف وتسعمائة وسبعة.
تعمل هذه المؤسسة جنبا إلى جنب مع شركة نيرو أتومايز الدنماركية،
المشهورة في صناعة أجهزة الرش والجاف. وقد توصلت إلى حلول استطاعت أن
تخفف من نسبة ثاني أكسيد السولفر الصادرة عن مداخن المصانع على
اختلافها. لتساعد الولايات المتحدة وبلدان أخرى في تحقيق أهداف بعيدة
المدى تتعلق بتحسين نوعية الهواء، وتقليل المطر الحامضي.
العملية المعروفة بلقب الرش الجاف في جميع أنحاء العالم بسيطة جدا،
وفعالة، وسهلة الاستعمال يمكن الاعتماد عليها. وقد ثبتت نتائجها بعد أن
استعملت لعشرات السنين في أكثر من عشرة آلاف محطة في جميع أنحاء
العالم.
عملية الرش الجاف التي تمتص سيل الغاز وتعزل السولفر عن الفحم المشتعل
بالحراق، أدخلت في الخدمة في نهاية السبعينات. وقد تطورت هذه العملية
اليوم بحيث أصبح يطال عدد كبير من الشركات الصناعية التي تتبعها في
المجالات الصناعية وحرق النفايات السامة ونفايات البلدية الصلبة في
الولايات المتحدة وأوروبا. يمكن تصميم محطة جديدة لها، أو تركيبها كجزء
من المحطة الموجودة.
تعتمد عملية الرش الجاف التي تتبعه شركة جوي على مبدأ إدخال عنصر يضمن
إزالة ثاني أكسيد السولفر، من خلال تجزئة لولبية واحدة. يحدث
الامتصاص والتجفيف أثناء سقوط القطرات الممتصة عبر تيار الغاز. عندما
تكتمل عملية التبخير، يتفاعل الغاز الحامضي مع الكالسيوم في الحامض،
ليشكل بذلك بودرة جافة خالية من السيل، هي ما ينجم عن هذه العملية. يتم
جمعها من قاعدة غرفة الامتصاص، ولا تتطلب معالجة تسبق إرسالها إلى مجمع
النفايات.
الغازات الرخيصة، الخالية من السولفر، إلى جانب جزيئات من عناصر
الفولاتيل، الذي يزال أيضا، تنطلق في الهواء، دون أن تصبح مصدرا للمطر
الحامضي.
يؤكد قانون الهواء النقي الصادر عام تسعين، أن على محطات توليد
الكهرباء بالفحم الحجري أن تعثر على وسيلة تخفض فيها حجم السولفر
المطلق من مداخنها إلى المستويات التي ينص عليها القانون. أما التي
تستعمل الغاز فكان لديها فرص حتى عام سبعة وسبعين للحاق بالركب.
على أمل أن تقوم جميع الشركات بالتخفيف من تأثير المطر الحامضي، وجعل
هذا العالم يتمتع بالمواصفاة الصحية المثلى.
=-=-=-=-=-=
كانت الحياة قبل الثورة الصناعية بالغة البساطة، كما أن احتياجات الناس
كانت أيضا بسيطة، فهم لا يملكون السيارات، والمتطلبات العصرية
والممتلكات الشخصية التي تتعدى حدود الضروريات.
نجم عن ذلك أن نفايات الأجداد كانت قليلة جدا.
كانت البضائع في تلك الأيام طويلة الأمد. أي أن البضائع الصناعية التي
كان يمتلكها الناس تعيش أجيالا، ما كانوا يتخلصون من شيء.
أما المجتمع المدني المعاصر فقد اتبع أسلوب الاستعمال لمرة واحدة. حتى
أن كل ما يستعمل يتحول إلى نفايات.
في مدينة كبيرة مثل نيويورك، يتخلص كل من ملايين المواطنين فيها قدمين
مكعبين من النفايات كل يوم. ما يعني أن عائلة من أربعة أفراد يمكن أن
تملأ شاحنة كبيرة بالنفايات خلال عام واحد. فإذا أضفت الضواحي
المجاورة، تصبح الأكوام أعلى وأعلى.
أصبح التخلص من هذه النفايات مشكلة عالمية كبرى.
لحسن الحظ أن هناك شركات على غرار موسلي ماشينري، التي تتمتع بأكثر من
خمسين عاما من التجربة، مكنتها من احتلال الصدارة في هذا المجال، الذي
تقدم فيه حلولا لمشكلات التحويل والتعامل مع النفايات.
تعمل الآليات بشكل عام على ضغط رزم من مواد متنوعة لإعادة تصنيعها. ما
يتضمن الأوراق العادية والورق المقوى والبلاستيك والمعادن الحديدية
وغير الحديدية.
تتعامل الآليات مع النفايات الصلبة المتوجهة إلى المجمعات.
أما الفائدة من ضغط النفايات الصلبة فهو أنها تحتل حيزا أقل بكثير في
المجمعات. فحين يقلص حجمها إلى أقل من الثلث يمكن بذلك من إطالة عمر
المجمع لفترة أطول بثلاث مرات.
يمكن أن ترى هناك نفايات الأوراق مربوطة في رزم بترتيب واضح، يمكن من
نقلها بطريقة أسهل من حمولات الأوراق الأخرى. ينجم عن هذا التحويل ثلاث
منافع رئيسية.
بما أن الورق يحتل نسبة عالية مما تتخلص منه، يخفض التحويل من حجم
الأوراق المنتشرة في المجمعات.
ثانيا يؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب على الخشب لصناعة أوراق الصحف. ما
يؤدي بالتالي إلى حماية الغابات.
ينجم عن ذلك حماية الحيوانات البرية وتربة الأرض من الانجراف. لتقوم
هذه الغابات بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين. فهي تمنح الهواء
الذي تتنفسه عبر ما يعرف بالفوتوسينسيس.
ثالثا، تؤدي عملية تحويل الورق إلى نسبة أقل من التلوث مقارنة مع صناعة
الورق الجديد من الخشب.
أصبح تحويل الملايين من معلبات الألمنيوم والحديد سنويا من الصناعات
الكبرى.
لا توفر عملية التحويل هذه خامات من الحديد والبوكسيت فقط، بل وتوفر
الطاقة أيضا، ذلك أن كمية الطاقة التي تستخدم في تحويل الألمنيوم هي
أقل بكثير من تلك التي تستخدم في الحصول على الألمنيوم من البوكسيت.
تعمل الآلة على ضغط علب الألمنيوم ورصها في رزم مضغوطة. عملية الضغط
التي تخضع لها المعلبات تجعل من الرزمة بحجم يوازي قالب الألمنيوم
الصلب الذي ينجم عنها.
لا شك أن حماية الثروات الطبيعية هو حجر الأساس في الحركة البيئية،
وعبر برامج التحويل الجادة، يمكن التمتع بفوائد العالم المعاصر، دون أن
تدمر الثروات الطبيعية الثمينة والبيئة.
=-=-=-=-=-=-
نشأ التلوث الذي نجم عن المطر الحامضي في شمال الولايات المتحدة، عن
الصناعة في الوسط الغربي منها. وقد تضاعف المطر الحامضي الذي يسقط على
المناطق الشمالية على مدار الربع قرن الأخير أكثر من خمسين مرة أن تحسن
الوضع غدا.
تساهم النفايات التي تنجم عن الصناعة مباشرة جديا في مشكلة التلوث
الشاملة.
يصبح الأمر أكثر جدية عندما يتعلق بالنفايات السامة، لأن التعامل معها
والتخلص منها باهظ التكاليف، كما أنها تشكل خطرا على الأفراد وعلى
البيئة أيضا.
عمليات إعادة التصنيع والتحويل إلى مواد أقل خطورة، يمكن أن يساعد على
تقليص المشكلة. فأكثر الحلول منطقية هي تلك التي تخفض من مصدر
النفايات، أو التخلص منها نهائيا. قامت وكالة حماية البيئة عام واحد
وتسعين، بأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار، لمطالبة الشركات بأن تخفض
طوعا من النفايات التي ترد في لائحة قدمتها وهي تحتوي على سبعة عشر
عنصرا كيميائيا. عرف البرنامج بمشروع ثلاثة وثلاثين خمسين، لأن الوكالة
كانت تسعة خفض ثلاثة وثلاثين بالمائة من هذه العناصر الكيميائية، مع
نهاية عام اثنين وتسعين، وخمسين بالمائة مع نهاية خمسة وتسعين.
بيتني بوز هي إحدى الشركات التي تشارك بنشاط في هذا البرنامج.
أعلنت الشركة أنها، والتزاما منها بسياستها الهادفة لحماية البيئة،
ستخفض أو تتخلص كليا من النفايات السامة التي تصدر عن عملياتها
الصناعية أو تلك المتفرعة عنها.
تمكنت إحدى هذه الفروع من تحقيق أهداف الوكالة المعلنة. شركة
الديكتافون لصناعة الصوت في ميلبورن فلوريدا هي مثال على ذلك، إذ خفضت
مائة بالمائة من عنصر التريكلوروثين، الذي يرد على اللائحة.
عام تسعين تحولت الشركة إلى نظام لتنظيف وطلاء قطع الغيار حل محل بخار
طلاء التريكلوروثين، الذي يستعمل أساسا لإطارات الحديد والألمنيوم.
يعتمد النظام على عدة مركبات، المرحلة الأولى هي الغسيل برش الماء،
الذي يتخلص كليا من استخدام هذا المركب الكيميائي.
بعد تنظيف القطع تدخل إلى فرن، حيث تجفف كليا.
ومن الفرن تذهب إلى قسم يخضعها للتغطية بالبودرة، وهي عملية تلغي كليا
حاجتها إلى محلول لطلاء الأساس.
بالإضافة إلى التخلص من هذا العنصر الكيميائي بنسبة مائة بالمائة، جرى
تخفيض خمسون بالمائة من النفايات المتعلقة بالطلاء. وثمانية وخمسون
بالمائة من نفايات الكروم. أي أن العملية تخلصت مما مجموعه خمسة وسبعين
بالمائة من النفايات السامة، التي كانت تصدر عن هذه الشركة.
إلى جانب الفوائد الناجمة عن تقليص حجم النفايات السامة، تمكنت الشركة
من تحقيق تقدم في وضع اللمسات الأخيرة على منتجاتها. التي أصبحت أكثر
تكاملا وصلابة ومقاومة للصدمات، وتماسكا أكبر ومقاومة للكيميائيات.
كما توصلت الشركة إلى خيار بديل لتنظيف ألواح الدوائر الكهربائية يتخلص
كليا من استعمال الفريون.
عبر هذا البرنامج الصناعي الجاد، طبقت بيتني بوز مشاريع تؤثر مباشرة
على البيئة. التقليص الذي تم التوصل إليه عبر حجم المياه الملوثة،
والغازات السامة والنفايات الخطيرة، سيخدم البيئة لعدة سنوات.
الاهتمام المستمر للشركة في حماية البيئة، جعلها تخوض في برامج أبحاث
تعنى بتصميم المنتجات بطريقة تأخذ بعين الاعتبار تأثير المواد المصنوعة
منها على البيئة، وطريقة التصنيع واستخدام المنتجات، وما سيكون مصيرها
في نهاية حياتها.
أثبتت بيتني بوز أنه لا بد من أخذ حماية البيئة بعين الاعتبار في مجمل
أعمال الشركة. بالتخفيض من حجم نفاياتها، أثبتت هذه الشركة أن اهتمامها
بالبيئة يشكل جزءا أساسيا من مجمل أهدافها المعلنة.
=-=-=-=-
يستخدم خلال عام واحد بليوني رطل من بلاستيك الإتش دي بي، لصناعة
مستوعبات منزلية مثل الحليب. يوازي ذلك وزن تسعمائة ألف سيارة. إذا
قامت كل عائلة من أمريكا بتحويل علبة واحدة من كل عشرة تستهلكها، يمكن
أن يوفر كل واحد مائتي رطل من البلاستيك سنويا.
بفضل الجهود التي تبذلها شركة واحدة فقط، ستعود الحياة إلى اثنين
وعشرون مليون رطل من البلاستيك، التي ستصنع منها قوارير لعدد من
المنتجات الاستهلاكية. لولا ذلك لانتهت هذه الكمية التي توازي مائتي
مليون زجاجة، في أكوام النفايات المتراكمة. يمكن لهذه الكمية أن تتضاعف
أربعة مرات في الأعوام المقبلة عندما تنتج الشركة أكثر من بليون زجاجة
من بلاستيك التحويل.
لتحقيق هذا الهدف وظفت شركة غراهام باكينغ كومباني أموالا طائلة لتجهيز
محطات تصنع خمسة وعشرون نوعا من القوارير بالاعتماد على بلاستيك
بوليثيلين المعاد تصنيعه، وذلك في مراكز تحويل الشركة الجديدة القريبة
من يورك بينسيلفينيا.
مكنت هذه المحطة عملية تحويل زجاجة إلى أخرى حقيقة واقعة، وذلك بتحويل
قوارير البوليثيلين القديمة إلى أخرى جديدة.
تبدأ هذه الحلقة في المتاجر عند شراء البضاعة المطلوبة في زجاجة مصنوعة
من بلاستيك البوليثيلين، الذي تعرفه المصانع بأحرف إتش دي بي إي. وهو
يحمل علامة اثنين داخل مثلث في قاع الزجاجة.
كثير من قوارير اللوازم المنزلية ولوازم العناية الشخصية وزيوت
السيارات مصنوعة من هذا البلاستيك.
ربات المنازل المساهمات في البرامج الاجتماعية تحفظن هذه العلب
لتحويلها.
هناك أعداد متنامية من الأحياء التي تجمع قواريرها الفارغة في نقاط
محددة تجمع منها لاحقا في مراكز متخصصة، تضعها في رزم وتنقلها إعادة
التصنيع.
في مركز غراهام للتحويل، تفتح الرزم لتصنيف محتوياتها. يقوم العمال
هناك بإزالة أي نوع آخر من البلاستيك مع نفايات أخرى. تباع انواع
البلاستيك الأخرى إلى مراكز تحويل أخرى.
تقوم المقصات بتحويل ما تبقى إلى أجزاء صغيرة، قبل أن تدخل إلى المطاحن
التي تحولها إلى حبيبات بعد أن تخلصها من الأوساخ وأسباب التلوث
الأخرى.
تغسل الحبيبات برش الماء، ثم توضع في خزانات تطفو فوقها لتغرق المواد
الملوثة إلى العمق.
تجفف الحبيبات بعدها وتطحن إلى حبيبات أصغر، لتنقل بعدها إلى الشركات
التي تصنع منها القوارير، ومنها مصنع على مسافة أمتار من مركز التحويل.
تستخدم الحبيبات هناك لصناع أنواع جديدة ومتنوعة من القوارير.
تقوم الشركات الاستهلاكية بعدها بملء الزجاجة وتحكم إغلاقها وتوزعها
على المخازن، من حيث يشتريها الزبائن ويستعملون محتوياتها ويعيدونها
إلى مراكز التحويل.
للمساعدة في تشجيع المستهلك على اهتمامه بالتحويل، تبرز بعض الشركات
علنا أنها تعتمد البلاستيك المعاد تصنيعه.
لا شك أن التحويل عملية ناجحة، رغم ذلك ما زالوا بحاجة إلى دعم ومشاركة
المستهلك والمجتمع المدني ككل.
إن كانت مدينتك لا تعتمد على التحويل، اسأل عن السبب . وابحث عن
البضائع التي تعلن أنها تستعمل البلاستك المحول، اعتمد على ابداعك في
دعم التحويل.
هذه أهم ما يمكن أن تقوم به على مستوى الأفراد، لدعم التحويل وحماية
البيئة بشكل أفضل.
تبلغ سرعة السيارة التي تعتمد على الطاقة الشمسية خمسة وستون ميلا في
الساعة، وهي تستخدم ألف وات من الكهرباء فقط. إنها الكمية نفسها من
الطاقة المستخدمة بنشاف يديو. أي ما يوازي ثلاثمائة ميل للغالون الواحد
من البنزين. بعد كل ما توصلت إليه التكنولوجيا من سبل لحماية البيئة،
من يدري ما سيحمله الغد.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م