اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 مصر، بعد الموت
 

مومياء مصرية

في السابع والعشرين من تشرين أول أكتوبر من عام سبعة وتسعين، غادر المتحف البريطاني في لندن شيء غريب جدا.

غادر وسط إجراءات أمنية مشددة مخترقا المدينة عبر ازدحام السير.

لم ير المراقب العابر ما هو غير اعتيادي، مع أنه كذلك.

فهناك مومياء مصرية دخلت إلى مستشفى مجاور لإجراء فحوص عامة، ليس فيها شيء من الروتين.

لم يسبق أن فتح الكفن من قبل. وعلى الساكن فيه أن يخرج منه لأول مرة منذ ألفي عام.

يوشكون على فك المومياء في غرفة خاصة من المستشفى الملكي للأنف والأذن والحنجرة، وفقا للتقنيات العالية.

المصاب هو شاب اسمه أرتيميدوروس، وهو أشبه بالرومان، لكن كفنه مصري، وقد عاش في القرن الثاني بعد الميلاد، عندما حكم الرومان مصر.

كان فك المومياء في الماضي يؤدي إلى تلفها، بعد تعرض الهيكل العظمي إلى أشعة إكس.

ولكن التقنية المعروفة بلقب كمبيوتر توموغرافي، لا تؤثر سلبا، بل يعبر أجزاء الجسم باستخدام مؤشر بالغ الحساسية من الإشعاعات التي تكشف عن كل شيء بدء من العظام والأسنان وانتهاء بالأنسجة.

ينجم عن ذلك مجموعة من المعلومات التفصيلية عن أجزاء الجثة.

اليوم تقوم جويس فايلر الخبيرة في البقايا البشرية للمتحف البريطاني بإلقاء النظرة الأولى على جثة شاب اسمه أرتيميدوروس.

لدينا هنا صورة عن المومياء، يمكن أن نرى الجذع، والجمجمة هنا. لدينا الآن شريحة مجزأة له تمر عبر هذا لجزء من الجمجمة هنا. نرى من حول الجمجمة كميات كبيرة من لفائف الكتان التي كانت تستخدم للف الأجسام. هذه هي الجمجمة، وهنا الأنف بالطبع، وهذه مقدمة الجمجمة، وهنا مؤخرتها. يمكن أن نرى بأن الدماغ قد أزيل كما يبدو، ولكن الشيق في هذه الجمجمة فعلا هو التشقق الذي يمكن أن نراه في مؤخرة الجمجمة.

عندما تتم عملية النسخ بالألوان عبر الكمبيوتر، نحصل عبر أشعة إكس على صور ثلاثية الأبعاد، لتكشف عن تفاصيل لم يسبق لها مثيل.

اكتملت الصور في معهد أمراض الحنجرة التابع لجامعة لندن، فعملت جويس فايلر مع غوس ألوسي على فحص المومياء لمعرفة الطريقة التي حنط بها أرتيميدوروس.

تكشف الصورة الأولى لجسمه عن السر المدهش، لا شك أن كفنه مزين، إلا أن المومياء كانت مشوهة.

تحطم العديد من عظامه أو أزيل من مكانه، كما فقد عاموده الفقري استقامته.

عندما تنظر إلى الصدر من أعلى يمكن أن ترى بأن الأضلاع قد تحطمت،

دون أن تترك مكان لأي عضو، ما يجعلني أعتقد بأنها أزيلت مسبقا.

تنحرف القدمان والساقان بطريقة توحي وكأنه تم التلاعب به. أي أن الذي عملوا على تحنيطه ظنوا أن عملهما لن ير النور أبدا.

يمكن أن تر الأنف بوضوح تام، يبدو أنهم وضعوا الحشو من خلاله.

هذا شيق ولكن أتذكر المومياء الأخرى التي رأيناها، كانت الجمجمة محشوة على خلاف هذه.

أي أنهم لا يتبعون طريقة ثابتة للقيام بذلك.

 ومع ذلك دخلوا عبر الأنف وصولا إلى أعلاه حتى بلوغ قاعدة الجمجمة ومنها عبر الجيوب إلى داخل الدماغ، وأعتقد أنهم أخرجوا الدماغ بهذه الطريقة.

كان أرتيميدوروس أحد آخر المصريين الذين حنطوا. في القرن الثالث بعد الميلاد أدى انتشار الديانة السماوية إلى وضع حد لممارسات استغرقت ثلاثة آلاف عام.

المفارقة هي أن فن تحنيط الأجسام بقي سرا، كما أن تفاصيل القيام بذلك لم يسجل من قبل المصريين.

يأتي الشرح الوحيد من الرحالة الإغريقي هيرودوتوس، الذي زار مصر عام أربعمائة وخمسون قبل الميلاد.

يقوم كبير الكهنة بتمثيل أنوبيس آلهة التحنيط، بترؤس الشعائر أثناء ترديد التعويذات المناسبة.

تكمن الخطوة الأولى بتحضير التوابل والصمغ والزيوت.

بعد ذلك ينتزع الدماغ.

يستخدم أنبوب معدني لسحبه من الأنف.

يصب الزيت الساخن مع مزيج من الصمغ المخلوط بشمع النحل في الجمجمة، حيث يتصلب في الختام.

بعد ذلك تتم جراحة البطن لاستخراج الرئتين والكبد والمعدة والأمعاء. هنا كان التوقيت بالغ الأهمية. يؤدي احتواء الأعضاء الداخلية لكميات كبيرة من المياه، إلى إفسادها أولا.

تحنط الأعضاء على انفراد. كما تغسل بعد تجفيفها بحذر لتغمس بالزيت والصمغ. وبعد ذلك تلف بالكتان لتوضع في إحدى الجرار الشعائرية الأربع، المرصعة بدعاء للآلهة، وأبناء هوروس الأربعة، لحمايتها.

كان القلب يعتبر محل الحكمة لهذا يترك مكانه. أما الكلية فكانت تهمل، دون أن تعرف أهميتها.

بعد ذلك يحشون الجسم بالنيترون، وهو حافظ طبيعهي يتألف من مزيج من فحم الصوديوم وكلورايد الصوديوم، لسحب الرطوبة من الأنسجة.

بعد أربعين يوم يستخرج النيترون، ليطلى الجسم بالزيت ويحشو بالكتان ليحافظ على شكله.

يعمل جون تايلور اختصاصي تحنيط في المتحف البريطاني، ولديه معرفة في خبراء التحنيط.

جون تايلور:

هذا نموذج عن التحنيط المصري في أرفع مستوياته. حضر جسم هذه المرأة العجوز بحذر شديد يمكن تأكيد ذلك لعدد من الأسباب. لقد حافظ الشعر على حاله بشكل جيد، وقد كان في الأصل رمادي أو أبيض، ولكنه يميل الآن إلى الاحمرار بسبب الصمغ الذي يستخدمونه لطلي سطح الجسم بكامله. كما حافظ الأنف على شكله الأصلي، وهذا دليل على عناية المحنط. هذه هي الفتحة التي أقامها المحنط في الخصر ليستأصل الأعضاء الداخلية. الأيدي وحتى أظافر الأصابع محفوظة جيدا. وهذا دليل آخر على التقنيات المعقدة المستخدمة في تحنيط هذه السيدة على وجه الخصوص. وقد حافظت أظافر الأصابع على موقعها بعد لف خيط رقيق من الكتان حول كل من الأصابع، وهذا لا ينطبق طبعا على كل مومياء، وهو دليل على أساليب الحرص المتبعة من قبل المحنط.

كان المصري العادي يدفع أجر شهرين من العمل لتحنيط جسمه، وأجر شهرين آخرين ثمن القناع. ولكن الأمر كان يستحق الثمن مهما كان باهظا.

اعتقد المصريون أن روح المرء تحيا بعد موته، ولكنها بحاجة إلى الغذاء. وإذا عجزت الروح عن التعرف على الجسم يصيبها الجوع ويتهدد عيشها بعد الممات.

فكان التحنيط بمثابة سند تأمين ضد النسيان.

مع بداية عام أربعة آلاف قبل الميلاد، كان الميت المصري يدفن في مقابر ضحلة في الصحراء، حيث تتولى الرمال الجافة امتصاص الرطوبة بشكل طبيعي، لتحول دون انتشار البكتيريا والتلف.

بعد ذلك أصبح الدفن أكثر تعقيدا، فوضعت الجثث في غرف عميقة، ولكن التلف أخذ ينال منها بعيدا عن الحرارة الجافة لرمال الصحراء.

استعار المصريون من الطبيعة لحفظ الأجسام وطوروا بذلك فن التحنيط.

عام سبعة وتسعون، قام فريق من علماء الآثار بقيادة رينية فريدمان من جامعة كليفورنيا في بريكلي، باستكشاف مقبرة في حيراكنوبوليس العاصمة القديمة لمصر العليا. فعثروا على بعض القبور التي بقيت على حالها نسبيا. رغم انتمائها إلى العصور القديمة إلا أنها كانت بحالة ممتازة.

من بينها امرأة بين العشرين والخامسة والثلاثين، ما زالت مغطاة بحصيرة تحيط بها سبعة سلاطين مليئة بالطعام. ماتت عام ثلاثة آلاف وخمسمائة قبل الميلاد، وقد لف رأسها ويداها وذراعيها لفائف صغيرة من الكتان.

تعود أقدم مومياء محفوظة صناعيا حتى الآن إلى عام ألفين وتسعمائة وخمسين قبل الميلاد.

ولكن اكتشاف الصمغ فوق الجلد مع الكتان حول بعض الأجسام في حيراكونبوليس يوحي بأن المصريون كان يجربون أعمال التحنيط قبل خمسمائة عام مما كان يعتقد في الماضي.

تم تحسين التقنيات عبر الزمن.

يجتمع في متحف القاهرة المصري أكبر عدد من المومياء حصر في غرفة واحدة على الإطلاق.

هنا يستلقي عشرة فراعنة من ثلاثة سلالات تمتد لخمسمائة عام.

وقد تلقوا كحكام لمصر أفضل ما لدى خبراء التحنيط في عصورهم.

وهكذا يبدو تحوتموس الرابع بجلالة الملك حتى بعد موته، وقد طوي ذراعيه بحذر فوق صدره، وقد طويت أصابعه وربطت حول جانبيه.

يبلغ عمر سيتي الأول أكثر من ثلاثة آلاف عام. رغم تحطم أنفه ما زال ملامحه توحي وكأنه ما زال حي وهادئ، كما يحتفظ بملامح الجلالة التي تعكس ما كان عليه من قوة الرجال.

كان ابنه رمسيس العظيم والدا لمائة طفل، وحكم لسبعة وستين عاما، ولكن جسمه يكشف عن آلام العيش بعد سقوط أسنانه

ومعاناته من آلام المفاصل الحادة.

ما زال جسم رمسيس الخامس محفوظ جيدا، حتى أنه يبرز بعض العلامات التي نجمت عن إصابته بالجدري، الذي كان مرضا قاتلا.

ما زال جسم أشهر الملوك في مصر توت عنخ أمون، موضوع في مدفن مقفل داخل كفن من الذهب.

أجريت فحوص للمومياء عام سبعين، كشفت عن أن رأسه ليس محفوظ جيدا، ولكن صور الأشعة لرأسه أثارت جدالا ساخنا.

يعتقد بعض علماء المصريات أنه تعرض لضربة في مؤخرة الرأس، وربما راح ضحية عملية اغتيال.

يقود روبيرت كونولي من جامعة ليفيربول الدراسات الأصلية لصور إكس توت عنخ آمون.

روبيرت كونولي:

تؤكد بعض النظريات المبكرة أنه ربما تعرض لإصابة في مؤخرة الرأس حطمت البعض العظام، ما يوحي بتلقيه ضربة في مؤخرة الرأس. لا يمكن أن ترى شيئا غير صورة الأشعة، وبغياب الأدلة لا تتأكد الاحتمالات، بتلقيه ضربة في مؤخرة الرأس. يتحدث البعض أيضا عن بعض الإصابات هنا وهنا أيضا. ولكن هذه ملامح عادية للجمجمة.

قطعة العظم الوحيدة التي خرجت من مكانها هي هذه، ونحن نعرف تماما من أين جاءت. جيء بها من شريحة عظم هنا، تفصل الأنف عن فجوة الدماغ. وأثناء التحنيط، عندما انتزعوا الدماغ، تم ذلك عبر كسر هذه العظمة عبر الأنف، لاستخراج الدماغ عبر الثقب. ما يعني أن هذه القطعة من العظم يجب أن تكون هناك. هذا هو التغيير الوحيد، وإلا فليس هناك أي أدلة واضحة في صورة الأشعة توحي بأسباب موته.

ولكن أدلة العنف في حالة أرتيميدوروس أشد وضوحا.

أثناء التأمل في نسخ التصوير عثر جويس فايلر وغوس ألوسي على عدد من الكسور التي توحي بأنها جروح أصيبت بها مؤخرة الجمجمة.

يمكن أن ترى بوضوح تام خطوط هندسية جميلة، وهي ليست خطوط في الواقع إذا تأملنا في مؤخرة الجمجمة سترى بأنها تختلف عن تلك التي في الجمجمة العادية.

فعلا تتحدث عن هذه الخطوط أليس كذلك؟

وهي ليست اعتيادية، ولكني لا أرى أي علامة للتعافي، وكأنها إصابات حديثة العهد، إذا صح التعبير. ما رأيك؟

هذا صحيح، أي أن الإصابة وقعت عشية موته، وربما كانت سبب موته أيضا. ولكن أخذا بالاعتبار الإصابات الأخرى في العمود الفقري، والقدمين، ربما كان ذلك جزءا من عملية التحنيط.

ولكني أعتقد أنها إذا نجمت عن التحنيط تعتبر إصابات جسيمة فعلا.

إنها قوة عنيفة فعلا.

عنيفة جدا.

قد تكون ناجمة عن ضربة كبيرة في الرأس بقطعة ثقيلة. يصعب التكهن في ذلك.

كما يقال في العامية ضربة عمياء.

إذا تضررت المومياء خلال التحنيط، يغطي لفها العديد من الخطايا.

صنع الضماد من الكتان الذي يقص شرائح متعددة الأحجام. بعضها من نسج النساء، وبعضها الآخر من أقمشة تستخدم في مراسيم المعابد، وبعضها من الأشياء المنزلية كالمنازل وأغطية السرائر وغيرها.

هذا شيق جدا لأنه من الممكن القول بعد رؤية لفائف المومياء هذه أي نوع من الأشياء كان القماش مستعملا من قبل. أنسجة الخطوط الزرقاء على هذه القطعة تذكر بالكساء التقليدي الذي كانوا يرتدونه حينها، أو ربما جاء من غطاء سرير، هنا لدينا نموذج عن غطاء سرير كامل وهو نوع من الأشياء التي يستخدمها المحنطين كمصدر لأقمشتهم.

كان الجذع يغطى بالضمادات بسماكة عدة إنشات.

كانت العملية تستغرق أسبوعين وتستهلك كميات كبيرة من المواد.

تلف المومياء بكميات من الكتان تغطي نصف ميل.

كانت التعويذات توضع بين الطبقات في أماكن محددة من الجسم. وضعت التماثيل مع بعض المومياء. عثر مع توت عنخ أمون وحده على مائة وثلاثة وأربعين، نحت الكثير منها من ذهب.

بعضها يحمل صور الآلهة، بينما يرمز البعض الآخر إلى الخلود والقوة.

ولكن الأهم من ذلك هو حشرة الخنفسة الموضوعة فوق القلب، والمصنوعة من حجر أخضر ثقيل، وهي ترمز إلى التجديد، كتب على مؤخرتها تعويذة تؤكد بأن قلب صاحبها لن يخونه يوم الحساب.

يدعو الميت في التعويذة قائلا: أيها القلب الذي ورثتك عن أمي، لا تقف شاهدا ضدي.

تصور أهمية القلب بوضوح تام في كتاب الموت، الذي يضم مجموعة تعويذات أخذها المصريون معهم إلى القبر، كي تساعدهم على تخطي يوم الحساب العصيب.

يؤتى بالميت أمام اثنين وأربعون قاضيا، ليثبت حقه في أن يقبل في الجنة. انطلاقا من اعتقاد يؤكد أن معرفة أسمائهم تكفي للتحكم بهم، يرد في التعويذة المائة والخامسة والعشرين توجيهات مفصلة حول أسلوب التحدث مع كل من القضاة.

فعلى الميت أن يقول مثلا: أنا أعرفك ، وأعرف اسمك، سيد الحقيقة، هو اسمك.

على الميت بعدها أن يعلن براءته من اثنين وأربعين جريمة بشعة.

في هذه الأثناء يوزن القلب بدقة ريشة مارت، إله الحقيقة.

يتولى الثعلب أنوبيس، حارس ما تحت العالم، التأكد من التوازن، بينما يحضر ثوث برأس أبو المنجل أله الحقيقة والمعرفة ليسجل النتيجة.

الوحش أميت، بنصفه التمساح ونصفه الأسد وحصان النهر، يتأمل ما يجري مستعد لابتلاع القلب المليء بالخطايا.

إذا تبين أن الميت يستحق العناء، يقدمه هوروس إلى والده أوسيريس، سيد ما تحت العالم. وهكذا بعد خلوده سيساعد على ضمان القناع الذهبي الحياة الأبدية.

يعود أصل كلمة مومياء إلى اللغة العربية، وهي في المبدأ تشير إلى نوع من المشمش الأسود اسمه بيتومين وهو متوفر في الشرق الأدنى، يتمتع بمزايا شافية.

عندما رأى بعض العرب أول مومياء مصرية، مسودة بسبب زيت التحنيط، اعتبروا أنهم عثروا على بديل عن البيتومين، واستعملوا بعض زيوتها كأدوية.

ألهبت حملة نابليون الفاشلة عام ألف وسبعمائة وثمانية وتسعين إلى المصر، المشاعر في الخارج حول كل ما هو مصري، وتحديدا المومياء.

بعد أن ازدهر الأسواق بالأشياء المصرية القديمة، جمع المغامر الإيطالي جيوفاني باتيستا بيلزوني ثروته بحفر النصب التذكارية والقبور.

في رسالة مفتوحة حول اكتشافاته، تحدث عن الأعداد المدهشة للجثث في القبور المحيطة بثيبيس.

كنت أدوس على مومياء كلما تقدمت بخطوة في مكان أو آخر. وقد تنقلت من مغارة إلى أخرى، لأجد أنها مليئة بالمومياء بعدة طرق، بعضها واقف وآخر مستلق، وبعضها الآخر رأسا على عقب.

اشتهرت المومياء جدا في القرن التاسع عشر، وكاد يعتاد بعض الشبان السياح على العودة من جولتهم في مصر بجثة مومياء يحملها معه للذكرى.

يطلق بعدها دعوة إلى أصدقائه، يعلن الكشف عن مومياء من ثيبيس في الثانية والنصف.

بعد تناول غداء رفيع، تأتي ساعة الذروة بعد الظهر، ليتم الكشف عن المومياء.

حتى لو كان في ذلك تدنيس للمقدسات القديمة، يجد المدعوون أنفسهم متشوقين لإلقاء نظرة على ملامح عجوز مصري من أيام الفراعنة.

أثناء الثورة الصناعية، كان الأمريكي أقل إحساسا، وأكثر عمليا فيما يتعلق بالمومياء.

قامت شركة أوغوستوس ستانوود في مين بصناعة الورق من لفائف الكتان في فترة نقص الأقمشة في الولايات المتحدة. تمكنت ستانوود من استيراد أطنان من المومياء بقيمة ثلاثة سنت للرطل الواحد، أي بنصف سعر القماش المحلي.

ولكن بما أن الكتان فقد لونه بزيوت التحنيط، صنع منه الورق البني، الذي يصلح للف اللحوم وحدها.

توقفت عملية الانتاج عندما انطلق وباء الكوليرا، لتحصد من ضحاياها قاطعي الأقمشة في مطاحن ستناود.

اعتبر الوباء من قبل البعض نوع من لعنة الأموات. ولكن تقليد الورق البني في أسواق اللحوم ما زال مستمر حتى اليوم.

ربما كان أسوأ استغلال للميراث المصري، في استعمال المومياء فحما للحريق. في روايته أبرياء في الخارج، وصف مارك تواين قيام عمال الأفران بقذف المومياء في مواقد المحركات، وهو يسمع صراخ المهندس يقول: اللعنة على هؤلاء العامة الذين لا يستحقون سنتا واحدا. أعطني أحد الملوك.

ولكن سخرية أحد الرجال تبعث الإلهام في الآخر.

بدأ الطبيب البريطاني أوغوستوس غرانفيل اختصاصه في أمراض النساء والأطفال.

واعتبر أن المومياء تحمل معلومات طبية ثمينة، إذا ما تم فحصها علميا.

وقد أجرى تشريحا على مومياء امرأة مصرية عجوز أعطيت له عام ألف وثمانمائة وواحد وعشرين. وقد تبين من التشريح بأن المرأة قد ماتت في الخمسين من عمرها وهي تعاني من سرطان في الرحم، فكانت هذه أقدم حالة سجلها التاريخ.

نمى اهتمام علماء المصريات في القيمة العلمية للمومياء مباشرة بعد غرانفيل.

ما زالت المومياء المصرية تساهم اليوم في العلوم الطبية عبر سبل لم يسبق لها مثيل.

في مستشفى مانشستر الملكي في إنجلترا، أخضعت مومياء امرأة لقبت بألف وسبعمائة وستة وستون، لدراسات فريدة من نوعها.

هذه روزيل ديفيد، أحد أهم المراجع المختصة في المومياء والأمراض القديمة. اليوم وكجزء من مشروع مومياء مانشستر، تخضع ألف وسبعمائة وستة وستون إلى فحوص لأول مرة باستخدام واحدة من أحدث آلات تصوير الأشعة المتوفرة.

يغطى الكفن الثمين بطبقة من المعادن والحجارة شبه الثمينة. ولكن ما في داخله هو أكثر أهمية للعلوم الطبية.

يتم إدخال كاميرا صغيرة، عبر تقنية تعرف بإندوسكوبي، إلى أحشاء المومياء بعد فتح الضمادات، ليتم تعقب مسارها عبر الفيديو.

روزيل ديفيد:

أعتبر ما قام به فريق أواسط الثمانينات تقدم حقيقي، لأنه يعني بأننا لم نتلف شيئا أثناء فحص المومياء، وبأننا قادرين على أخذ عينات يمكن دراستها بدقة.

لتفادي التلوث الناجم عن مواد الحشو وقرون من التلوث البيئي، تؤخذ عينات من الأنسجة من أعماق الجسم.

تعتبر عينات الأنسجة بالغة الأهمية لدراسة الأمراض القديمة، ولكن الفريق بدأ اليوم أبحاث بعيدة المدى، لاستخدام المسكنات في مصر القديمة.

رغم أن قناع المومياء يوحي بأنها من عائلة غنية، إلا أنها كانت عرضة لمرض مؤلم فتك بها. إذ صح ذلك من المحتمل أن تكون قد منحت مسكنات لتخفيف آلامها.

رغم عدم إثبات وجودها بعد إلا أن نبات الخشخاش قد رسم على القبور في أرجاء مصر، ما يوحي بأن مسكنات كالأفيون قد استعملت قبل زمن أبعد مما نعتقد.

وهناك أواني خاصة على شكل الخشخاش قيل أنها احتوت على الأفيون، ما يوحي بأنه كان تجارة واسعة النطاق.

احتمال أن يكون المصريون القدامى قد استعملوا المخدرات مسكنا، يثير دهشة أخصائي البنج ديف كونسيل، المستشار في مشروع مومياء مانشستر.

ديف كونسيل:

من الواضح أن مسكنات كالأفيون قد استعملت على نطاق واسع في فترة السيد المسيح، وهناك أدلة تصف الأفيون وسبل حصاده واستخدامه كمسكن، بما في ذلك الأعراض الجانبية ومشاكل الإدمان الناجمة عن الأفيون. ولكنا لا نعرف كيف كان يستخدم قبل السيد المسيح. عبر الحصول على نماذج بشرية من مراحل تاريخية مختلفة، نأمل في تحديد الفترة التي استخدمت فيها هذه المسكنات، ما يعيد تاريخ الأفيون إلى فترة قد تتخطى عام ثلاثة آلاف قبل الميلاد.

تترك الأدوية التي يتم ابتلاعها بصمات كيميائية في الجسم. يتطلب العثور عليها تحويل عينات الأنسجة إلى سائل ومن ثم إلى غاز لتحليله وتحديد مركباته الكيميائية.

سيتم اكتشاف ما إن كان هناك أي نوع من المخدرات، مهما صغر حجمه. تساعد التقنية على تحديد ما إذا كان المخدر قد استعمل في الفترة التي عاشت بها المومياء، أو ما إذا كان جزءا من المواد المستعملة في التحنيط.

المخدر الذي نركز جل اهتمامنا عليه هو المستخرج من النباتات القوية، الذي ما زال يستعمل في الأدوية المعاصرة. مخدرات كالمورفين والكودين وهما مسكنان قويان، وكلاهما يستحضران من خشخاش الأفيون. كما نهتم بالقنب الذي نعرف أنه يستحضر من نبتة الحشيش، التي كانت متوفرة في مصر القديمة عام ثلاثة آلاف قبل الميلاد، حين استعملت لصنع الحبال.

رغم عدم اتضاح صورة المخدرات في العالم القديم، نجد أن المومياء ستدخل الآن إلى مملكة جديدة من العلوم الشيقة، ذلك أنها تحتوي على أجزاء من الدي إن إيه لا تقدر بثمن. إذ يضم كل منها مفتاح هام لأصول الأمراض الفتاكة. يأمل الباحثون أنهم عبر تعقب نموها، سيعثرون على جرعات مضادة للملاريا وعجز الكبد. ما قد يسهم يوما ما في القضاء على هذه الأمراض القديمة.

كانت صناعة المومياء خطوة أولية في السعي إلى الخلود. اتبعت مراسيم الدفن ستة مراحل متتالية، بدءا بالموكب الذي ينطلق من بيت العائلة.

لضمان جنازة حقيقية كانوا يستأجرون ندابات محترفات ينثرن الغبار ويمزقن الملابس والشعر.

يلي ذلك الخدم الذين يحملون الممتلكات الشخصية للميت.

ما زال الجسم حتى الآن يعتبر صدفة خاوية. لاستعادة حواسه وبعث الحياة فيها، تأتي الشعائر الأهم وهي فتح الفم.

يستعرض ورق البردي في المتحف البريطاني كهنة يرتدون قناع أنوبيس وهو يمسك مومياء.

ترمز الجرار إلى النظافة. يستخدم القدوم لملامسة عينا وأذنا وفم وأنف المومياء. يرمز فتح كل من الحواس إلى بعث الحياة في الجسم ثانية.

وأخيرا يوضع الكفن في غرفة المدفن، حيث يقفل القبر.

عادة ما تظهر على القبور لوحات للموتى وأفراد عائلاتهم وهم ينعمون بالصحة والرخاء. ولكن الخدم والعمال العاديين يظهرون عبر عدد من العناصر التي تعكس قسوة الحياة.

طوال السنوات الثلاث الماضية، عملت مارغريت جود عبر جمعية البحث عن الآثار السودانية في استكشاف مقبرة جنوب السودان، للتعرف على طريقة عيش الميت الحقيقية. وقد قامت حتى الآن بحفر عدد من القبور القريبة من طرق التجارة المصرية إلى وسط أفريقيا. تؤكد حالة العظام والأسنان أن حياة التجار لم تكن دائما سهلة.

هذه جمجمة شاب في الخامسة والعشرين من عمره. يمكن أن نرى بأن الأسنان مكشوطة، وهذا جزء من الممارسات الحضارية. وقد ينجم ذلك عن الوجبات الغذائية أو استخدام الأسنان كأدوات. تعاني أسنان هذا الشاب من بعض التسوس، كما يعاني من تورم بسيط في طاحونة الفك السفلية.

كانت الرمال جزء من المشكلة. فرمال الصحراء تنال من كل شيء بما في ذلك أبسط الأمور كالخبز. يمكن لاستهلاك الرمال المستمر أن يتلف الأسنان الأشد قوة. ولكن أسنانه لم تكن المشكلة الوحيدة.

يعاني هذا الشخص من بعض الكسور، وذلك في ذراعه الأيمن، وكسر آخر في عظم الزند المقابل للإبهام وعظم الكعبرة، التي قد تنجم عن ضربة ما. يبدو أنه لم يتعافى جيدا، أما الكعبرة فقد تعافت تماما. شهدت الساق السفلى كسر معافى، وذلك في الجانب الأيسر تحديدا، وقد تعافت مع القصبة. وبما أن القصبة ليست هامة للتنقل، يبدو أنه لم يواجه مشكلة في المشي أبدا.

تضم جامعة الطب المصرية في القاهرة أكبر مجموعة من البقايا البشرية للمصرين القدامى.

تعمل روكسي واكر في جمعية بيوأنتروبولجي، وهي تقوم بفحص هياكل لاثنين من النساء، إحداهما من العامة وأخرى ملكة. مجرد النظر إلى العظام يكفي لمعرفة هوية كل منهما.

روكسي واكر:

قبل أربعة آلاف عام، كانت هذه الفتاة تعيش على ضفاف النيل. كانت حياتها صعبة، وقد توفيت وهي بعد في العشرين. يمكن أن نرى ذلك من خلال التأمل فيما أصاب الأسنان من تآكل. يؤكد العمود الفقري أنها تعرضت لمتغيرات مبكرة في المفاصل. ينجم ذلك عن حمل أوزان ثقيلة، والانحناء والضغط لطحن الحبوب. إذا تأملنا في عظام ذراعها العلوي، نرى بأن الدائرة مكتنزة جدا، وهناك بعض التدرج، في منطقة تجمع عضلات الذراع.

أما هذه الفتاة، التي توفيت قبل عامين من الأخرى، يمكن أن ترى عبر مقارنة العظمتين كيف أن هذه اشد نحولا. كما أن يدها أكثر تناسقا، ونعومة، أظافرها الجميلة مطلية باللون الأحمر والحنة.

هوية المرأة الأولى غير معروفة. أما الثانية فهي الملكة أشايت. لقد سرح شعرها بجمال فريد، يؤكد أن الخدم قاموا بخدمتها بعناية فائقة.

كان الشعر من أبرز اهتمامات النخبة.

كان قمل الرأس من الأمراض الشائعة في مصر القديمة. على خلاف الاعتقاد السائد، لم ينجم القمل عن سوء النظافة. لأنه يعيش فقط في الشعر النظيف والصحي الملتصق بالرأس. كثر القمل توحي بأن المصريون كانوا يغسلون الشعر بطريقة روتينية.

اعتمد البعض على التمشيط الدائم للتخلص من الإصابة أو بعض الزيوت.

بينما قص البعض شعره ليرتدي شعر مستعار.

كان الشعر المستعار شائع الاستعمال بين النساء والرجال الذين يعتبرونه رمز للحالة الاجتماعية. كان هناك عدة أنواع للاختيار، إذ أن المصري كان يغير شعره المستعار كالقبعات.

من أكثر اللمات تعقيدا تلك التي تتألف من طبقتين، تلتف العليا بشعر أشعث أعلى الرأس بينما تنساب الثانية على الكتفين.

تعمل جوان فليتشير في جامعة مانشستر على دراسة خصال الشعر القديمة. وقد تبين لها أن المصريين القدامى كانوا يتمتعون بأسلوب مميز في مسائل الشعر.

جوان فليتشير:

من المحتمل أن يكون لدينا هنا بعضا من أروع نماذج الشعر التي بقيت من حضارة مصر القديمة. لدينا شعر شخصين عاشا قبل ثلاثة آلاف وخمسمائة عام. هذا شعر شاب مات وهو في الخامسة والثلاثين من عمره تقريبا، إنها أفضل قطعة لدينا. هذا الشعر لزوجته التي ماتت لاحقا وهي في الستين من عمرها تقريبا. يمكن أن ترى من الطبقة العلوية شعرها الطبيعي، وهو ناعم جدا، مع أنه رمادي جدا مع نهاية عمرها. يبدو أن الحلاقين حينها قد نسجوا به شعر مزيف، من الشعر البشري الذي نسج بحذر شديد. يرمز الأسلوب إلى نوع من الزينة الصناعية البارزة، كانوا يسمونه أسلوب حاثور.

بذلت هذه المرأة كل ما بوسعها لتبدو بأحسان حال بعد الممات. شعرها المنسوج من خصال مزيفة، نسخ عن منحوتة لحاثور، آلهة الجمال.

كانت الجدائل توضع فوق الصدر وتثبت هناك بمزيج مثبت يصنع من شمع النحل.

العناية التي تلقتها كانت بعد الممات بنفس أهميتها في الحياة. كان مظهر المصري الأخير على الأرض يشكل مدخله نحو الخلود.

بما أن الشكل ما كان ليضمن الخلود، كان البعض يسعى إليه بأشد السبل غرابة.

يضع المتحف البريطاني اليوم في موقع بارز لديه موميا أرتيميدوروس البالغة من العمر ألفي عام، وكأنه يعيدها إلى الحياة.

بعد إنجاز عملية تشريحه، يسعى المتحف لمعرفة ما إذا كانت ملامح الكفن هي الصورة الأنسب، أم أنها صورة حقيقية للشاب المصري.

لمعرفة ذلك يسعى جواو كامبوس في معهد الحنجرة في جامعة لندن للاعتماد على تكنولوجيا الكمبيوتر لاستعادة الملامح الشبيهة به.

جواو كامبوس:

لقد بدأنا بنموذج ثلاثي الأبعاد لجمجمة مومياء حصلنا عليها من جهاز التصوير. انطلاقا من هذا النموذج سنتعرف على بعض النقاط البارزة، لنضيف بعدها سماكة من الأنسجة فوق كل من تلك النقاط، لأنها تتنوع حسب الموقع. للحصول على مشهد أكثر واقعية، نقوم بتصوير ما حصلنا عليه من غلاف المومياء، ونضع تلك الصورة فوق الملامح المعاد بناؤها، وهكذا نحصل على السماكة الحقيقية للعينين والحاجبين والشفتين والبشرة، لينجم عن ذلك صورة شبه واقعية للوجه.

يبدو أن أرتيميدوروس الحقيقي قد فقد نضارة الشباب. أصبح وجهه أكثر اكتناز وامتلاء. لا شك أن الفنان اعتقد بأنه يستطيع تحسين ملامحه.

على مدار العقدين الماضيين كانت المومياء تتعرض لأشعة إكس وتجرب وتشرح وتحلل إشباعا لفضولنا حول مصر القديمة.

أما اليوم فقد جرى تحول بارز بعد أن بدأ الطب المعاصر يعتمد على المومياء القديمة ليوفر على نفسه الوقت، وينقذ الأرواح.

تخصص غوس ألوسي في جراحة الأذن، وهي عمليات خطيرة ومعقدة. وقد دفعه احتمال الإساءة لعظام الجمجمة الحساسة، إلى البحث عن طريقة لتحسين أدائه.

غوس ألوسي:

كنا نبحث عن سبل تقلل من المخاطر التي لها صلة بهذا النوع من الجراحة، وزيادة السلامة وخفض كمية الوقت اللازم لأداء العملية. وقد درسنا في سبيل ذلك عدد من الطرق، فكان من بينها جراحة الحقيقة التقديرية.

تم الدخول إلى الحقيقة التقديرية عبر صورة ثلاثية الأبعاد لصورة جمجمة المومياء.

تمكن الأطباء لأول مرة عبر هذه التكنولوجيا من التعرف على الملامح التفصيلية الداخلية للأذن لتحديد ما سيقومون به قبل العملية.

كلما زادت جرعة الأشعة كلما كانت تفاصيل الصورة أدق. ولكن هذا يزيد من خطورة إيذاء الأنسجة الحية. للحصول على الصور دون إصابة المريض، تستخدم المستشفيات المومياء لتحسين أداء معداتها.

تعتبر جولندا سايكس وابنها كريستوفر، أن زيارة المتحف البريطاني في لندن، هو أكثر من مجرد خروج في نزهة.

رغم أن كريستوفر لا يعرف ذلك، إلا أنه على وشك الوقوف وجها لوجه، مع صديق قديم.

خلال فترة الحمل السابقة تعرضت والدته لمشكلة تسمى بريإكلامسيا، وهي تؤثر على نمو الجنين. عندما حملت الأم بكريستوفر، قرر الأطباء مراقبته حتى الولادة، بالاعتماد على تكنولوجيا اعتمدوها لتصوير مومياء المتحف، ولكنها عدلت لتصبح آلة ما فوق الصوتية.

تحسنت هذه التقنية بالاعتماد على كاهنة مصرية اسمها جسني.

عندما كنت صغيرا في بطني، قاموا في المستشفى بأخذ صور لك في بطني، ثم استعملوا الآلة نفسها كي يأخذوا الصور لجيني.

كم عمرك الآن كريستوفر؟ ثلاثة أعوام؟ ولكن عمر جيني بلغ ثلاثة آلاف عام.

ينعم كريستوفر بالصحة والسعادة بفضل جيني، المومياء التي عبر الأزمان لتشاركنا روعة العيش.

لم تعد المومياء وسيلة لإثارة الفضول فحسب، أو أساطير حية، أو مجرد أعمال فنية فقط.

فالموتى يقفون اليوم مع الأحياء على عتبة المستقبل.

ما الذي يمكن أن يتمناه المصريون القدامى أكثر من هذا النعيم عبر سعيهم للخلود.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster