اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 رجل دولة أوروبي عظيم يترك مكتبه
 

هيلموت كول

حين دخل هيلموت كول إلى المسرح الأوروبي في بداية الثمانينيات كان ما يزال خفيف الوزن، رغم حضوره الهائل منذ ذلك الحين،  فلا أحد ينظر إليه باستخفاف، هذا ما لا يمكن أن ينفيه أشد النقاد قسوة.

ولكن الأمور كانت مختلفة حين بدأ مسيرته في بون. حيث شوه رسامو الكاريكاتور ملامحه، حتى أن زميله في الحزب وصديقه الشخصي فرانس جوزيف شتراوس، كان يسخر منه كسياسي. ولكن كول تمكن في النهاية من الوصول إلى القمة كالمعتاد، كسياسي بارز يقف دائما على قدميه.

يعتبر كول أوروبي بالكامل، مثل كونراد أديناور، النموذج الذي رسمه بنفسه، فقد ركز كول جهده لتعزيز محور باريس بون. كما طور علاقته الفريدة مع الزعيم الاشتراكي الأخير فرانسوا ميتران. الذي سار معه يدا بيد لتنفيذ اتفاقيات فردان، حيث اعتبر الرجلان أن الوحدة الأوروبية هي الضمانة الأفضل لسلام طويل الأمد، وقد واجها معا مقاومة صلبة لإقامة وحدات عسكرية ألمانية فرنسية مشتركة.

عام تسع وثمانون تغير النظام العالمي بين ليلة وضحاها. فانهار جدار برلين  وتحول حلف وارسو إلى أشلاء. فهل تمكن جيران ألمانيا من الثقة بعدوهم السابق؟  أعطت العلاقات الألمانية الأمريكية الجيدة ثمارها،  فدعم الرئيس بوش خطة كول لتوحيد ألمانيا.  كانت بريطانيا وفرنسا الأكثر ترددا، حيث عمل كول لإقناعهما بأن الوحدة الألمانية والوحدة الأوروبية هما وجهان لعملة واحدة. كما قدم جاك ديلور رئيس لجنة الوحدة الأوروبية دعمه أيضا.

وأخيرا تمكن المستشار الألماني من جعل الرئيس السوفيتي ميخائيل غروباتشوف يوافق أيضا، وقد شاهد العالم ما جرى من لقاء بينهما عند القوقاز، وهما بالملابس الغير رسمية يرسمان السياسة العالمية.

في ماسترخت عام واحد وتسعين، كان كول اكبر قوة محركة خلف الستائر منذ قيام الوحدة الأوروبية، فتقرر البدء بتنفيذ الوحدة المالية والاقتصادية عام تسع وتسعين، ولكن كول ما كان ليتوقف هناك.

يجب ألا تقتصر حدود الوحدة الأوروبية على أوروبا الغربية، كان كول مقتنع بذلك تماما. عام أربعة وتسعين دعا إلى اجتماع القمة في ايسين، مرشحون لعضوية الاتحاد من أوروبا الشرقية والوسطى للمشاركة في اجتماعات القمة لأول مرة، رغم تحفظ عدد من أعضاء الوحدة الأوروبية.

هذا يوم تاريخي بالنسبة للاتحاد الأوروبي ولمجمل أوروبا. إنه أول اجتماع للمستشارية الأوروبية تشارك فيه قيادات من أوروبا الشرقية والوسطى.

رغم المناسبة التاريخية وحملة اللطف الفرنسية، لم يسجل الاتحاد أي تقدم في الأمور الحاسمة، فقد سادت الانتقادات في جميع الاتجاهات. كما برزت عدة تباينات، من بينها سبل مكافحة نسبة البطالة المرتفعة، دفع رئيس الوزراء الفرنسي فرانس جوسبان  باتجاه التوصل إلى اتفاق حول البطالة، ولكن كول رفض الاستماع إليه خوفا من زيادة المصاريف. وقد توافق المضيف الهولندي معه.

بدا مؤخرا وكأن الوقود أخذ ينفذ من المحرك الألماني، علما أن الأورو أصبحت في طريقها لأن تصبح واقعا، ولكن الحرب الحرجة التي أعلنت حول الرئيس العتيد للبنك المركزي الأوروبي أدت إلى التشكيك بصحة التحالف الفرنسي الألماني.

بدأ كول نتيجة السياسات الأوروبية، يشعر بالسخونة في بلده أيضا، فقد كانت الأحزاب البافارية وتحديدا السي إس يو منها مشغولة بتوجيه صفعة لمشاريع كول الأوروبية. لهذا بدأ المستشار بالتذمر من أن المساهمة الألمانية في الاتحاد الأوروبي كانت مرتفعة جدا.

تصل إلى مرحلة يجب أن تقول فيها أن المسألة تتعدى مسألة الدعم الكامل للمشروع أو غيابه، لا شك بالتزاماتي الأوروبية، ولكن هذه مسألة مالية محضة، ولا بد لي من الإجابة على تساؤلات من يدفعون الضرائب هناك.

هناك مسألة واضحة المعالم ، وهي أن أوروبا لن تنزلق بعد رحيل المستشار، إلا أن هذا الرجل الهائل، سيترك ملابس كبيرة جدا لخلفه يتطلب الأمر جهدا كبيرا منه حتى ينمو بما يكفي ليملأها.

=-=-=-=-=

برلين

لا يوجد مدينة في العالم يتقارب ماضيها وحاضرها جدا كبرلين. هذا هو حال حماسها الظاهر للمستقبل، ولكن سنوات الدعم الطويلة أثرت جديا على نمو برلين الاقتصادي. فالعاصمة الألمانية أصبحت في أسفل اللائحة الاقتصادية،  إلا أنها المكان المناسب لإقامة المشاريع في الوقت نفسه.

أحذر أي كان من الاعتماد على الأمجاد، وكل من يفعل ذلك في برلين اليوم هو في المكان الخاطئ، ولكن كل من يريد أن يصبح جزءا من التطورات الجديدة، ومن يريد بناء شيء جديد، سيكون بحالة أفضل في برلين منه في أي مكان آخر من ألمانيا.

شركة الإعلانات الحديثة سيسفوس، حققت نجاحات كبيرة هذا العام بحيث اندمجت مع شركة الإعلانات الفرنسية العملاقة بوبليسيس. تهتم هذه الشركة بكل التفاصيل الخاصة بزبائنها، بدءا من الملامح الأولى للإعلان، وحتى مراحل تنفيذ الحملة بكاملها. بفريق عمل يتألف من ثمانية وأربعين شخص وعائدات توازي الأربعة ملايين ونصف مليون مارك، تحولت الشركة إلى شخصية رئيسية على مسرح الإعلانات في برلين.

لدينا في برلين إعلانات لشركات لها توجه مستقبلي، يحتاج إنتاجها لبعض الشرح باستمرار، يجب أن تشرح الخدمات باستمرار. هذا هو الفارق بين ما يحدث في مدن كبيرة ومراكز إعلانية أخرى، وما يحدث في برلين. لا يوجد ما يدعو الصناعي للمجيء بإنتاجه إلى برلين، السبب الرئيسي في الانتقال إلى برلين هو التقرب من اللوبي، في العاصمة الألمانية، أو لتقديم تسهيلاته الإنتاجية من هنا، ولكن هذا يتضمن الخدمات باستمرار.

تخصص بوبليسيس برلين بخدمات المدينة الجديدة، وبما أنها  تشكل جزءا من شبة خدمات عالمية، تركز الشركة على زبون من نوع دولي. الإعلانات والإعلام والاتصالات هي القطاعات الأكثر نموا في برلين، يعمل اليوم في ستة آلاف شركة برلينية أكثر من سبعين ألف موظف في هذا القطاع.

يعتمد المستقبل على دور برلين كمركز لاتخاذ القرارات في منطقة تندمج فيها الصناعة والسياسة والمجتمع. وهي تعتمد على التعاون بين الشرق والغرب ضمن ما يعرف اليوم بأوروبا الحرة. يجب أن نستفيد من ديناميكية المنطقة بكاملها. يجب أن ننتفع من التقدم العلمي والحضاري في مجالات تكنولوجيا المواصلات، والطب وهندسة الأحياء، والمعلومات والاتصالات وتكنولوجيا البيئة. وقد بدأنا الاستفادة من حقيقة أننا نشهد البداية الجديدة، حتى أصبحنا ذو أهمية بالنسبة للشبان.

تبيع شركة وال أثاث متكامل للشوارع في الأسواق العالمية. تقدم لسلطات المدن محلات صغيرة، ومواقف الحوافل، وحمامات مؤتمتة بالكامل، إلى جانب الصيانة اللازمة، مجانا. يتم استعادة التكاليف من خلال تأجير المساحات الإعلانية. عام سبعة وتسعين حصدت الشركة عائدات بقيمة تزيد عن مائة وسبعة ملايين  مارك، وما زالت التوقعات إيجابية.

رغم أننا شركة برلينية، ولكنا نهتم طبعا في الأسواق الشرقية. نعتقد أننا في وارسو وبودابيست ومدن أخرى قريبة من برلين، يجب أن نكون الأوائل في تقديم هذه الخدمات.

والحقيقة أنه إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت مدن أوروبا الشرقية كما هو حال موسكو وسان بيترزبيرغ، تعج بخدمات الإعلانات المتعددة الأشكال في الشوارع. ومن المتوقع أن تحصد الحملة الإعلانية الأخيرة في وارسو، أفضل النتائج. تعمل دائرة تطور الشركة بكل قدراتها، حيث تقوم أعداد متنامية من الشركات البرلينية بأعمال كثيرة مع جيرانها في الشرق.

بين عامي خمس وتسعين وسبع وتسعين فقط، نما حجم الصادرات من برلين إلى الشرق بنسبة الثلث. وقد نمت مع بولندا وحدها بمعدل لا يقل عن السبعين بالمائة.

سيأتي عدد كبير من الأجانب الديناميكيين إلى المدينة، كما سينتقل سكان من ألمانيا الغربية إلى هنا. سوف يلاحظون أن بإمكانهم إجراء اتصالات  بين أوروبا الشرقية والغربية. أتمنى أن يلقب الناس هذه المدينة قريبا بجمهورية برلين، وذلك لحقيقة أن الوحدة الأوروبية بأكملها تحولت إلى واقع ملموس، من هنا.

من  التوقع أن تشهد العاصمة الألمانية  مستقبل زاهر. الوقت وحده القادر على تحديد ما إذا كانت برلين ستحتمل المقارنة مع عواصم أوروبية أخرى كلندن وباريس. ولكن على الحكومة أن تنتقل أولا من بون، وعلى مكاتب بوتسدامر بلاتس، أن تؤجر مساحات كبيرة شاغرة لديها. رغم ذلك، فإن ساحات المستقبل المدهشة، بدأت تأخذ أبعادها.

=-=-=-=-=

فوتوكينا.

سجل معرض فوتوكينا في كولون هذا العام نجاحا باهرا أيضا، وخصوصا بالنسبة لشركة معارض كولون التجارية. فقد جلب المعرض أكثر من مائة وسبعين ألف زائر جاءوا من مائة وأربعين بلدا.  وصف العارضون هذا العام على أنه أفضل ما شهدته فوتوكينا منذ سنوات.

ركز فوتوكينا لهذا العام على أجهزة تظهير الأفلام، حيث ثبت بأن عالمي الكاميرا والفيديو يعتمدان اليوم على الأرقام. إذ يمكنك من خلال الأجهزة المناسبة أن تستعرض وتعيد العمل بصورك على شاشة الكمبيوتر الشخصي الذي تحول إلى مختبر منزلي للتصوير. ولكن لإنتاج صور الكمبيوتر على الورق، يتطلب الأمر طابعة ذو تقنية عالية، والنوعية المناسبة من الورق.

تؤكد الجمعية الفدرالية لتجار الصور الألمانية، أن الأولوية تمنح لتقديم النصيحة للزبائن. وقد اتضح ذلك تماما في فوتوكينا، فلا يمكن أن يبقى تاجر على قيد الحياة اليوم دون أن يسهل للزبائن التعليمات والترتيبات المهنية اللازمة حول طرق التعامل مع الكاميرا أو أداؤها الرقمي على الكمبيوتر الشخصي الكامل.

أصبحت الكاميرات الصغيرة في هذه الأيام تقوم بدور رائع، قبل عشرة أعوام من اليوم كانت الكاميرات التي تقوم بالأداء ذاته توازي أربعة أضعاف حجمها.

أكثر من مائة شركة من الصين وهونغ كونغ وتايوان شاركت هذا العام في معرض فوتوكينا. كما هو حال لاكي فيلم كوربوريشين من محافظة هيباي الواقعة شمالي الصين، وهي واحدة من أهم الشركات الإنتاجية للأفلام في الصين. حين سألنا المدير العام لمجموعة شركات فينيكس، لي باو، حول الاتصالات التي أجرتها مجموعته في كولون أجاب بالقول:

أستطيع القول أولا أننا في اليومين الأولين من المعرض تمكنا من التوقيع على مجموعة كبيرة من الاتفاقيات. أعداد كبيرة من الزبائن زارت معارضنا، وكانت الأعمال ناجحة. ثانيا لدينا فرصة التعاون مع ألمانيا وبلدان أخرى في إنتاج الأفلام.

رئيس شركة لاكي فيلم كوربوريشين سو يونغ شين، وصل إلى كولون بصحبة عشرة من زملائه، حيث سألناه عما إذا كانت الرحلة تستحق العناء بالنسبة لشركته فأجاب بالقول:

أصبح الاقتصاد بكامله اليوم يعمل بطريقة عالمية، وتعتبر شركتنا واحدة من أكبر المؤسسات الخاصة بانتاج الكاميرات، وقد منحتنا فوتوكينا فرصة ذهبية كي نقدم أنفسنا إلى الجمهور العالمي، فجئنا إلى هنا هذه المرة بتفاؤل كبير، حيث نسعى لبناء أكبر عدد ممكن من الصداقات وجلب أكبر عدد ممكن من الزبائن.

عادة ما تأتي شركة  هاكينغ المحدودة من هونكونغ لتشارك في فوتوكينا منذ عام ست وخمسين. وهي تركز هذا العام على الكاميرات الصغيرة في كولون. ما شكل خطوة ناجحة كما يقول مديرها رونالد وونغ.

هذه تجربة رائعة بالنسبة لمجموعة هاكينغ، جاء العديد من الزبائن لرؤيتنا هنا، وقد أدخلنا إنتاج بأنواع مختلفة، وهم سعداء جدا بما لدينا من جديد هذا العام.

جرى خلال الحفلة الافتتاحية لمعرض فوتوكينا عام خمسين، تقديم أول فلاش إلكتروني، وكانت الصور الملونة على وشك الاستيلاء على الأسواق. أما في المعرض الخامس والعشرين لفوتوكينا، فقد دخلت هذه الصناعة إلى العصر الرقمي.

=-=-=-=-=-=

كيف تؤذي مشاكل الروبل البلدان المجاورة.

كان سيرغي بلينكوف في الماضي يخرج إلى الغابة لمجرد التنزه، ولكنه منذ أن أصابت أزمة الروبل روسيا، اتخذ لنزهته معنى حيويا، إذ أن العقيد المتقاعد من الجيش الأحمر، يجمع الفطر لوجبة غدائه.

يحل الفطر محل ما لا يمكن شراؤه، تعويضاتنا قليلة جدا، ولكننا خلال الأشهر الماضية لم نتلق أي منها، والفطر يبقينا على قيد الحياة.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، تخلت روسيا عما هو أكثر من قواعدها في البلطيق، إذ أنها تخلت عن سبع وثلاثين ألف متقاعد. بالنسبة لجنود متقاعدين كالعقيد بلينكوف، يعتبر العثور على شقة في روسيا مهمة مستحيلة. ومبلغ الثمانية وثمانين دولارا الذي تدفعه موسكو لمن أخلصوا لها يوما بالكاد يغطي أجر السكن، وعلى زوجته لاورا أن تكسب دخلا إضافيا من الخياطة. رغم أنه كان يعتز يوما بخدمته للوطن، أما اليوم فالعقيد المتقاعد يشعر بالخيبة المرة. إذ أنه لم يفكر يوما بأن سنوات تقاعده ستكون بائسة وفقيرة هكذا. منذ تموز يوليو الماضي وروسيا غير قادرة أو حتى راغبة بالدفع، وهذه مسألة لن يقبل بالسكوت عنها.

اجتمع سيرغي بلينكوف مؤخرا بمجموعة من الجنود السابقين في هابسالو، وهي بلدة صغيرة في أستونيا، حيث أسسوا لجنة الجنود القدامى، التي بعثت برسالة إلى الرئيس يلتسين يطالبون فيها بمعاشاتهم.

هذه الرسالة هي نوع من الاحتجاج، لقد تركنا هنا في أستونيا لمصيرنا المجهول، لا أحد يعتني بنا، مع من سنتحدث بالأمر؟ غير رئيسنا، الذي من المفترض أن يكون هناك ليعتني بالشعب.

في لاتفيا المجاورة، أصابت أزمة الروبل البنوك أولا. حيث ساهمت جميعها بسندات الحكومة الروسية، التي من المفترض أن تكون مضمونة ولكن أسعار السندات انهارت بين ليلة وضحاها، ولم يتمكن بنك الكابيتال من التفوق على تراجع سعر الروبل. أكثر من نصف أمواله كانت محاصرا في روسيا. يحاول بنك حكومة لاتفيا التعويض على خسارة حسابات التوفير الصغيرة. علما أنه يعاني من أزمة نقدية أيضا. هناك قوانين جديدة ترسم اليوم لتفادي أي كارثة كهذه في المستقبل.

تم الاتفاق على تحديد قيمة التوظيفات الخارجية بنسبة خمس وعشرون بالمائة من مجموع التوفير في السندات الأجنبية، وقد كانت التوظيفات في الماضي تتم دون أي تحديد.

هدد انخفاض قيمة الروبل أربعة عشر ألف وظيفة في صناعة الأسماك. بما أن روسيا لن تتمكن من دفع قيمة المعلبات المستوردة، توقفت كل أعمال التصدير. يأمل الجميع في هذا المصنع أن يتم العثور على مشتر آخر في بلدان  من أوروبا الشرقية.

 توقفت جميع الآلات الصناعية الخاصة بتعليب الأسماك منذ بداية أيلول سبتمبر. إذ يكلف كل يوم إنتاجي أكثر من أربعين ألف دولار، ولا يمكن للشركة أن تغطي هذه المصاريف الآن، فأجبرت جميع الموظفين على أخذ إجازات غير مدفوعة، إلا أن بعضا منهم ما زال هنا لصيانة الأسطول.

لا نعرف اليوم كيف سنبقى على قيد الحياة، زوجتي أجبرت على أخذ إجازة غير مدفوعة، كما أن أجري لم يدفع بعد. حتى أني لا أعرف إن كنت سأحصل على المال يوما.

ويبدو أن مدير الشركة كارليس كلاين لا يعرف ذلك أيضا. كما أنه لا يرى إمكانية للعثور قريبا على أسواق جديدة  لأسماكه المعلبة الرخيصة.

أصابتنا الأزمة كالكوارث الطبيعية، وكأنها زلزال أو فيضان أو حريق شب في الغابات. لا يمكن أن نفعل شيئا. وما علينا سوى تحمل ما يجري. نعرف بأن روسيا ما زالت تحتاج إلى إنتاجنا، لهذا نأمل أن تشتري احتياطنا في القريب العاجل.

ولكن السمك المعلب في لاتفيا ما زال في المستودعات، أما في المصانع فالجميع يأمل في أن يوضع على لوائح المساعدات التي ستأتي لروسيا كي تشتري ما في المستودعات. إذا ما حصل ذلك، سوف تتمكن سفن الصيد من الخروج إلى البحر مرة أخرى.

=-=-=-=-

صور عن بالمستقبل.

ما الذي سيبدو عليه عالم الغد؟ هل سيستمر الناس بعد عشرة أعوام بالعمل؟ والاتصال؟ والاستهلاك على الطريقة التي يتبعونها اليوم؟

ضمن مجموعة عمل المجتمع والتكنولوجيا التابعة لقسم أبحاث ديملير بينز، يطرح الباحثون هذه الأسئلة على أنفسهم كل يوم، وهم يبحثون في المستقبل، ولكن ليس لتحديد الميول. يسعى الباحثون هنا للتعرف على ما يمكن أن يكون عليه المستقبل وليس ما سيكون عليه فعلا. يترأس هذه المجموعة من الباحثين التي لها فرع في كليفورنيا، الاقتصادي إيكارد مينكس، الذي عادة ما ينصح زبائنه من مختلف الشركات الصناعية العالمية المختلفة بتحضير أنفسهم للمستقبل. وهو يعمل مع فريق من ثلاثين شخصا لتقديم خدمات عظيمة، دون الرد بإجابات ثابتة، ما يتطلب انفتاح الزبائن أيضا.

في البداية يشعر الزبائن بالخيبة لأنهم يتوقعون لقاء شخص يستعرض عليهم كل ما سيجري في المستقبل، حينها نشرح لهم بأن هذا غير ممكن، لأن هذه مسألة مصير، لأن المستقبل لم يصنع بعد. ولكنا نبلغهم بأن المستقبل يحتمل التجهيز له، وهكذا يتفهم الزبائن بسرعة أنهم يستطيعون تولي أمور المستقبل بأيديهم. فنقدم لهم المساعدات في مجال تحديد السبل التي يجب إتباعها. يتضمن ذلك المسرح، إذ نحاول الحصول على صور نثبتها في أدمغة الناس، صور تجعلهم يرون أي آفاق لديهم كمؤسسة، أو شركة أو دائرة. كما نساعدهم على استخلاص العبر من ذلك، بما يساعدهم على اتخاذ خطوات مبدئية نحو مستقبل يتمنون رؤيته.

أحد أسباب النجاح الذي يحققه الثلاثين مفكرا في برلين هو تفاعل البنية التي يتشكل منها فريق عملهم. يضمن التفاعل بين علماء الاقتصاد والنفس والتاريخ والمجتمع، والفيزياء، المعالجة المطلوبة للمشكلة المحددة. كلما تم تحديد أسلوب الحياة والمتغيرات الاجتماعية، كلما سهل التوصل إلى خلاصة تتعلق بالاستراتيجية المحتملة للمستقبل.

لم نعد اليوم متعطشون للمعلومات، لأنها موجودة بكميات كبيرة، ولكن تعطشنا يتوجه الآن إلى تصنيف هذه المعلومات، ضمن ما نسميه بالمعارف، لتحديد أي معارف هي الأهم، ما ينطبق على المجتمع ككل وعلى المؤسسات. هناك اعتقاد سليم يقول أن مؤسسة إكس وحدها تعرف ما  في مؤسسة إكس من معارف. إذا ما تمكنا من الكشف عما في أدمغة الناس في هذه المؤسسات، يمكن أن نوفر مبالغ طائلة، ونطور أشياء محددة بصورة أسرع بكثير.

اعترفت الخطوط الجوية الألمانية بأهمية ما يجري وهي تخطط للاستفادة مباشرة من القدرات الإبداعية لطاقمها. منذ عامين بدأ الشبان من العاملين في الشركة عالميا بالاستفادة من فرص برنامج إكسبلورر التدريبي. ضمن ندوات تستمر تسعة أشهر، تمنح أكثر من مائتي شاب وشابة من مختلف الأقسام فرصا للعمل ضمن مشاريع يختارونها بأنفسهم.

توجه المشاريع التي يعمل عليها طلاب برنامج إكسبلورر للبحث في شؤون المستقبل، نريد منهم الاستفادة من قدراتهم لدراسة احتمالات المستقبل، مساهمة منا في هذه المشاريع نقدم ندوات تعزز مهارات المشاركين.

أي أن المشروع يسمح للمشاركين في التعبير عن إبداعهم، إحدى فوائد هذه الندوات هي أنها تخرج بأفكار جديدة يمكن للشركة أن تطبقها، وهكذا يتحول برنامج تدريبي إلى ما يشبه مستوعب الأفكار.

مستوعب الأفكار هذا هو مصدر هام لتطوير الطاقم والمؤسسات، وهو يغطي نفقاته المالية كاملة.

لتوليد صور عن مسرح المستقبل بأدق التفاصيل الممكنة، على التجارب الفردية أن تتلخص بصورة واحدة. أحد أكثر أدوات الباحثين أهمية في برلين هو معرض الميول، الذي أصبحت عروضه المستقبلية بالغة الأهمية بالنسبة للزبائن الصناعيين.

المسألة الرئيسية لهذا المشروع، هو القدرة على التحضير للمستقبل، وكم هو قادر على التأقلم مع الزمن في النمو؟ تتحول هذه القدرة إلى عنصر حيوي لشركات في عالم تصبح الخطوات فيه أشد سرعة. سيكون لدينا وقت أقل للتعامل مع هذه المتغيرات، لهذا لا بد لنا من التفكير بها مبكرا.

ولكن هناك احتمال بألا يتحول ما نتوقعه في الخيال إلى واقع، ولكن في هذه الحالة أيضا، يعتمد  إيكارد مينكس على مبدأ لمواجهة المستقبل يقول: خذ كل شيء بالاعتبار، وناقش كل شيء، وابحث عن احتمالات وحلول جديدة.

=-=-=--

دورات لدمج الأجانب في هولندا.

إنه تغيير جميل عما هو معتاد في دورات اللغة، ضمن جولة في قناة امستردام.

على فرانسيس من السودان، وزملائه في الصف من أفغانستان ومصر أن يعرفوا المزيد عن وطنهم الجديد. ما يعني تعلم الهولندية طبعا، بالإضافة إلى معرفة المزيد عن نيذرلندة وشعبها، بحيث يمكنهم التعامل بسهولة أكبر ضمن ما زالوا يرون أنها مدينة غريبة.

بعيدا عن القناة تجد مدينة أمستردام جنوب شرقية فريدة من نوعها. غالبية المقيمين هنا من الأجانب، جزء كبير منهم من سورينام في أمريكا الجنوبية، وهي مستعمرة هولندية سابقة، وهناك الكثير من الآسيويين والمغاربة  والأتراك أيضا. توجد أحياء كهذه في كل من كبريات المدن الهولندية، وهي تنمو كل عام، حيث تخطط هولندا لقبول عشرين ألف مهاجر آخر.

جاء لاربي إدريوك إلى هنا من المغرب في بداية السبعينات، وهو اليوم مديرا عاما لمكتب الهجرة في أوتريش. من العمل اليدوي إلى العمل المكتبي، كانت مسيرة شاقة إلى القمة، ستكون الأمور أكثر سهولة بالنسبة للقادمين الجدد، وذلك بفضل برامج مساعدات أكثر فعالية.
كان لي أن أبدأ من الحضيض، وأعارك بمفردي عبر هذه المسيرة، استغرق الأمر فترة طويلة. أصبحت التجربة أسهل على المهاجرين اليوم، ذلك أننا نطلع على تعليمهم السابق، ونبحث لهم عن فرص تمكنهم من العمل بسرعة لتحقيق ما يريدونه أوما يمكنهم القيام به.

الاستشارة هي الخطوة الأولى بالنسبة لجميع القادمين الجدد. على من يتلقون المعونات أن يشاركوا في دورات للاندماج بالمجتمع. وإلا يمكن أن تتوقف هذه المعونات. بدءا من تشرين أول أكتوبر تصبح الدورة إجبارية لجميع المهاجرين. لا يستثنى منها إلا مواطني الاتحاد الأوروبي، والدبلوماسيين ورجال الأعمال، ممن لا يريدون البقاء في البلاد لمدة أطول.

في الاندماج خدمة وواجب. يتم التركيز أولا على اللغة، ممارسة اللفظ والتعرف على القواعد، وذلك بهدف الحصول على وسيلة للاندماج بالمجتمع الهولندي. أما شؤون اليوم فتركز على العصابات والتلوث وأمراض اجتماعية أخرى. تستغرق دورة الاندماج من البداية وحتى النهاية ما يتراوح بين خمس مائة وتسع مائة ساعة. علما أن الدولة مستعدة لدفع ما يوازي الستة آلاف دولار عن الطالب الواحد.

لا شك أن علينا دفع أموال طائلة، ولكن العائدات ستوازي ضعفي أو ثلاثة أضعاف هذا المبلغ. ذلك أن المهاجر يستطيع العثور على عمل بسرعة، ولن يعتمد على المعونات، سيصبح هناك نسبة أقل من الجرائم، كل هذا يوفر المال على المدى البعيد.

تهدف الخطة لجعلهم يقفون على أقدامهم وفي الطريق السليم بأسرع ما يمكن. القيام بجولة في مؤسسة حكومية تساعدهم على القيام بذلك. ومنها المركز الاجتماعي ومكاتب البريد والهجرة والتوظيف. يتلقى المهاجرون نصائح حول سبل تخطي البيروقراطية الحكومية. أكثر من سبعين بالمائة من المشاركين أنجزوا دورة الاندماج بكاملها.

أعجب المغربي إدريس الذي يبلغ الثامنة والعشرين من عمره، بما تحتويه الدورة، وما أن ينتهي منها يريد أن يبدأ دراسة الكهرباء.

أما سلوى من لبنان فترى أن الدورة مسألة ضرورية لا بد منها  ذلك أن على المهاجر أن يتعلم اللغة.

وماذا عن الهولندي، الذي كان يتميز مؤخرا بتقبل الآخرين، يبدو أن ميله لقبول الأجانب ينحدر بشكل واضح. كما يبدو أن الشعور بالإحباط يتفاعل في هذا الخليط. لهذا تسمع عبارات كالتي تقول بأن الزورق لا يتسع للمزيد، و أن الأجانب لا يريدون الانخراط في المجتمع. ملاحظات كهذه تزيد من الأصوات الموجهة لصالح أحزاب اليمين المتطرف.

على الأحزاب الكبرى أن تفعل شيئا، لا بد من اتخاذ القرارات، بإيجاد الفرص للأجانب لدمجهم، إنه السبيل الوحيد للتخفيف من نمو اليمين المتطرف.

ولكن الدورات كما يقول لاربي، لا يمكن أن تحل كل المشاكل، وكما يقول المثل الشعبي العربي، يد واحدة لا يمكن أن تصفق. لا بد أن يحصل الاندماج الفعلي إذا ما عمل الطرفان معا. وهذا واجبهم في نهاية الأمر.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster