اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 سولارنوفا
 

طاقة شمسية

من المحتمل جدا أن ينتهي احتياطي النفط من الأرض، ما يعزز الحاجة للبحث  عن خيارات أخرى، أنظمة فوتوفولاتيك، أو استخراج الكهرباء من الضوء، يعتبر مناسبا جدا. إحدى الشركات العاملة في هذا الخيار هي سولار نوفا، تأسست هذه الشركة الصغيرة العاملة في ويديل شمالي ألمانيا، عام ست وتسعين، على يد أربعة مهندسين سابقين عملوا في شركة الفضاء الألمانية داسا، التي قررت أن تنقل إنتاجها من ألمانيا إلى الولايات المتحدة بالكامل. بالاعتماد على شجاعتهم، قرر المهندسون الأربعة العمل على حسابهم الخاص. وقد نجحوا منذ ذلك الحين ببناء محطات لتوليد الطاقة من أشعة الشمس. لأجهزة الإشارات  وفي أعالي المباني. لدى الشركة اليوم قسم للتطوير خاص بها. تدين الهندسة بذلك لاختراع بسيط ولكنه لامع. فهم يلصقون خلايا فوتو فولتايك بين لوحين قويين من الزجاج.

البنية شبيهة بزجاج السيارات، وقد وضعنا الأنسجة الشمسية بين لوحين من الزجاج، لوحات الخلايا الشمسية هذه بالغة الصلابة، نقوم بصنعها في الشركة، وهي من حيث الحجم فريدة في العالم.

بفضل قوالب جديدة وتقنيات مستحدثة، يمكن استخدام لوحات الخلايا الشمسية ضمن تطبيقات متعددة. ولكن رغم توظيف المهندسين الأربعة لكل ما لديهم في الشركة، إلا أن هذا لم يكن كافيا لشراء الآلات التي يحتاجون إليها، ولكن بعد أن تقدموا بما لديهم للدكتور ولف غريم، تلقوا الدعم من قبل صندوق البيئة الفدرالي الألماني، لم يكن لديه أدنى شك بنجاح سولارنوفا.

كانت سولار نوفا تتمتع بأرضية متينة هي رأس المال الذي تقدم به المهندسون الأربعة الشركاء. وقد أثبتوا رغبة بتقبل المخاطرة عندما تخلوا عن شركة كبرى، والتوظيف في الأرضية التي تلقوها. ما هو عامل رئيسي لتقديم الدعم بالنسبة لنا، على أصحاب المشروع أن يكونوا مستعدين للمخاطرة أولا. أما العامل الآخر فهو أن الشركاء الأربعة وجميع العاملين لديهم هم من الخبراء بالمادة.

تأسس صندوق البيئة الفدرالي قبل سبعة أعوام، وقد دعم منذ ذلك الحين أكثر من ألفين وست مائة مشروع. رأس مال الصندوق الذي يبلغ بليونين وستمائة مليون مارك،  تأتي من خصخصة شركة سالزغيتر. وهو يدعم أفكارا ومشاريع تسعى لحماية البيئة، وخصوصا منها المقدمة من قبل شركات صغيرة ومتوسطة. جرى الموافقة على مشروع سولارنوفا حيث تلقت الشركة عام ست وتسعين واحد فاصلة سبعة مليون مارك كدعم مالي.

جرى توظيف المال بشكل جيد، بعد عام من ذلك أصبحت سولارنوفا محط الأنظار، حيث ضاعفت مداخيلها إلى عشرة أضعاف. كما وضعت الشركة نصب أعينها أن تحقق دخلا لهذا العام يوازي عشرة ملايين مارك.

تكمن إحدى أحد مساع الشركة في تحويل الخلايا الشمسية إلى مواد ثابتة. تسمح تكنولوجيا اللوحات بصناعة زجاج صلب السطح في منطقة توازي ستة أمتار مربعة. ما يفسح المجال للبناءين في تحقيق آفاق جديدة. كما هو الحال بالنسبة لتصميم المبنى الجديد في لاتزين القريبة من جينيف، لصالح مؤسسة السيارات الألمانية أداك. حيث طلبت ستمائة وخمس وأربعين مترا مربعا من الفوتو فولاتيك، لتوليد  الطاقة الشمسية، ومائتين وخمس وعشرين متر مربع للسطح. يكلف المشروع مليوني مارك، أما نسبة الكهرباء التي سيتم توفيرها فتصل إلى أربعة عشر بالمائة.

الطاقة البديلة بالغة الأهمية، فهي تشير إلى السبل المقبلة. بعد عشرين أو ثلاثين أو أربعين عاما.  من المحتمل جدا أن ينفذ النفط ، لهذا سيتم الاعتماد على خيار آخر من الطاقة، كما هو حال تيارات فوتوفولاتيك، التي سيزداد الطلب عليها، نريد أن نوجه الناس في الاتجاه الصحيح.

يوفر النظام ما يقارب الستة عشر ألف مارك في العام. أما في نهاية الأسابيع المشمسة، فهو يخزن الكهرباء، إلا أن هذا لا يعني بأن النظام سيتمكن من تغطية مصاريفه.

إذا أراد المرء بناء واجهة من إسمنت سيكلفه المتر المربع ثلاثة آلاف مارك، ولا أحد يتحدث عن القيمة الإقتصادية، أما إذا أدخل عنصر الفوتو فولتيك في البناء، يصبح التوفير مسألة تؤخذ بالاعتبار.

يتزايد أعداد الذين يلاحظون هذا الأمر  ويستخدمون الزجاج كنوع من التصميم، محطات النقل أو واجهات المباني، تؤكد ألا حدود لإمكانيات استخدام لوحات الطاقة الشمسية.

هانس جورغين لوالت وزملاءه استخدموا هذه اللوحات في بناء القنال في بحر الشمال والبلطيق بالاعتماد على تكنولوجيا الفوتوفولتيك. إنهم ليسوا قلقين على المستقبل.

بما أن نصف سكان العالم لا يحصلون على الطاقة الكهربائية، فإن ذلك يؤكد بأن أسواق الفوتو فولتيك هائلة.

يتوقع الخبراء نموا بنسبة خمسة عشر بالمائة للطاقة الشمسية في الأعوام المقبلة، أصبحت أوروبا وحدها تشكل عشرون بالمائة من أسواق العالم. هناك آفاق واعدة لشركة متخصصة صغيرة من ويديل.

=-=-=--

الإدمان.

لدى الجرذان والبشر أمور كثيرة مشتركة، منها أنهما يشربان الكحول، بملء إرادتهما، وهما يتناولان أنواع كثيرة من الأدوية، ومنها المحفزات والأفيون.

يمكن لهذه الجرعة من الزجاجة أو المختبر يمكن أن تتحول إلى إدمان للبشر أو الجرذان.

يعمل الباحثون في برلين في الكشف عن جذور الإدمان، من خلال حيوانات تعلمت تناول المخدرات.

المسألة المميزة هي أن لدينا جرذان مدمنة بالكامل، وهي لا تعتمد على مستوى من الإدمان، بل هي جرذان أدمنت عبر سبل حياتها، ثم أضاعت بالكامل استخدامها للمخدر.

يمكن للجرذ هنا أن يختار بين شرب المياه الصافية، وشرب المياه الممزوجة بالكحول بنسب تركيز مختلفة. جميعها يجرب الاثنين،   في البداية يمكن للحيوان أن يتحكم باستهلاكه للمخدر. يمكنه أن يقرر متى وبأي وتيرة وأي كمية سيشرب.

يدرس الباحثون تأثيرا الأجواء المحيطة بعادات شرب الجرذان.

تميل الرفقة إلى منع القوارض عن الشرب. فهي تشعر بالسعادة وهي محاطة بمثيلاتها. لهذا لا يلمس أي منها زجاجة الكحول.

حتى وإن كانوا على انفراد ولديهم فرص لإقامة اتصال اجتماعي لا يقارعون المشروب.

أما الحيوانات التي تلجأ بكثرة إلى المشروب فهي المعزولة على انفراد. حتى أنها تلجأ إلى أقوى مشروب لديها.

لا شك أن الأجواء الإجتماعية تلعب دورا حاسما، للتحكم في الاستهلاك، كما في تنامي الإدمان.

ينتشر استخدام المخدرات على أوسع المستويات، ولكن البعض فقط يدمن عليها. ينطبق ذلك على البشر والجرذان معا، علما أنه من الأسهل التعرف على   الإدمان لدى الحيوان .

نجرب ذلك بإضافة مادة مرة للمحلول الذي نعطيه للجرذ. الغير مدمن منها، سيحاول تفاديها، ليشرب من المياه العادية، أما الجرذ المدمن فلا يحتمل المقاومة، فهو بحاجة لمادة الإدمان، رغم أنه يكره طعمها.

المدمن المكره ظاهرة مشتركة بين البشر والجرذان، وفي كلا الحالتين يؤدي الإدمان إلى تغيير في  السلوك.

سلوك الحيوان المدمن مميز جدا، فهو يقف إلى جانب الزجاجة التي يوضع فيها المخدرات قبل نصف ساعة من وصولها. كما أنه يبدي عدم ارتياح دائم، ويقيم علاقة مميزة مع المخدر المدمن عليه.

الموازاة بالنسبة للبشر لا تحتمل الخطأ.

يحاول الباحثون من خلال دراسة هذه الحيوانات دراسة ظاهرة الإدمان.

الإدمان ليس مجرد نتيجة لاستخدام طويل الأمد للمخدر، بل له صلة بجذور عملية التعلم. ونتيجة عملية لتعلم هذه هي الذاكرة، هو شيء مطبوع ومسجل في الدماغ، يتقاطع مع الإشارات الطبيعية.

يتتبع العلماء تلك الذاكرة، حيث يبحثون عن متغيرات كيميائية تنجم عن الإدمان في أدمغة الجرذان.

وقد عثروا مؤخرا على أن الإشارات في جزء ما من الدماغ تعمل بشكل مختلف لدى الجرذان المدمنة.

ممرات الأعصاب التي يتم فيها التعارض متشابهة لدى الكثير من أنواع الحيوانات والبشر. وهي لا تتغير على مدار ملايين السنين. يبدو ظاهريا أن هذا موقع المدمن. يحاول علماء الأعصاب في برلين معرفة أي من الإشارات تتعارض هنا، وما هي الجزيئات التي تتأثر، لاستخدام هذه المعارف لتطوير نوع جديد من العلاج.

سبل العلاج المتبعة حتى اليوم، تسعى لإيجاد سبل للابتعاد عن المخدر، الذي لم يثبت نجاحه، أو التوصل إلى تخفيض الرغبة بالمخدر، ولكن ما نحتاجه، هو علاج يضرب جذور المشكلة، ما يؤدي إلى فقدان التحكم بالكامل. وهذا ما نبحث عنه تحديدا. أي وقف وإزالة الإدمان من الذاكرة.

هذه الحيوانات تملك مفتاح الإدمان. هو مفتاح يمكن أن يساعد البشر على مشكلة المخدرات، للتخلص من الإدمان نهائيا.

=-=-==-=-=-

اندماج ديملير كرايزلير.

المكاتب الرئيسية لكرايزلير في ضواحي ديترويد.

تحولت النجمة الخماسية منذ زمن بعيد إلى رمز لتجديد الأعمال، حيث تخطت مرحلة التهديد بالإفلاس المصرفي، حين كانت أمريكا تربط صناعة السيارات فيها بديونها التي تعد بالبلايين.

بالنسبة للعارفين في مسرح السيارات، كما هو حال مستشار التوظيفات جان كاسيسا، هناك مسألة شديدة الوضوح. وهي أن ديملير وجدت في كراسلر شركها المنشود.

ما يجعلنا نعتقد بأن الاندماج سينجح بالكامل، هو أن الشركة الجديدة ستجمع بين نوعية ديملير وسرعة كرايزلير وليونتها وهي شروط مشتركة رائعة.

ولكن الجميع لا يشاركون هذا الحماس لدى الخبراء في مجال أسواق الأسهم. حيث يؤكد شابا شيدي وهو رئيس تحرير أكبر مجلة للسيارات في العالم ما يلي:

إنهم ليسوا بحاجة إلى ديملير، سبق لكرايزلير أن تخلصت مرتين من الإفلاس المصرفي وهي شركة ناجحة، تحصل على أرباح كبيرة. ما يعني أن ديملير لن تندمج مع كرايزلير إنطلاقا من الحاجة، بل لفرصة فيها، هذا هو سبب الاندماج.

يمكن لديملير أن تتعلم الكثير في ديترويد، ذلك أن الساعين إلى الكمال في شتوتغارت استغرقوا ثمانية أعوام للتوصل إلى نموذج جديد، في ذلك الحين تمكنت كرايزلير من التوصل إلى نموذجين جديدين.

إحدى أسباب الجاذبية التي تتفوق بها كرايزلر على  المرسيديس، هي سرعتها وقسوتها في التوصل إلى نماذج وبرامج جديدة. في هذا المجال أرى أن على مرسيديس أن تتأقلم مع بعض من فلسفات كرايزلير، إذ عليها الإسراع في تطوير بعض من برامج نماذجها الجديدة.

أهم عنصر يضمن تفاعل الحضارتين معا، سيكون قدرة الإدارة على تعقب الأمثلة، أرى هنا وجود فرصة بالغة الأهمية، لبذل الجهود، والتأقلم لتأسيس منظمة جديدة.

إحدى أكبر المشاكل التي تواجه ألمانيا، هي المنافسة العالمية، إحدى أهم نقاط الضعف لدى ألمانيا، هي القدرات المحدودة على الاتصال. يتمتع جيرغين شريب بموهبة فريدة للتعامل مع الناس بطريقة مميزة. وقد سبب ذلك بعض المشاكل أحيانا. ولكني أعتقد أنه قام بخطوة حكيمة، حين قرر الاندماج مع كرايزلير، لأن ذلك سيغير مجمل بنية الاتصالات الداخلية لديملير. يتحدث الأمريكيون إلى بعضهم البعض بمزيد من الإيجابية والتقارب. ما سيفيد شركة ديملير جدا خصوصا إذا تأملت بسلوك موظفيها السائد حتى اليوم.

يعتاد الأمريكي على عمل الفريق، والنجاح بالنسبة لهم أهم من الموقف والمكانة.

تقارب كرايزلير من فريق العمل بكامله  يشارك المهندسون والعاملون في التسويق والدعاية في حوار متكامل في غرفة واحدة، ليعملوا معا، مات يجعلهم يتوصلون إلى تصميم جيد بسرعة هائلة، هذا التقارب وهذا الأسلوب هو ما يمكن أن تتعلمه مرسيديس.

في مقالة كتبها لمجلة أنباء ألمانية، تحدث المستشار الإداري ستيفان ريشتير، عن احتمال انتقال ديملير إلى أسواق البورصة الأمريكية. قد تتم هذه الخطوة لأسباب تتعلق بالضرائب وحدها. أرباح كرايسلير ومداخيلها توازي ضعف شركة ديملير، وذلك بسبب انخفاض نسبة الضرائب في أمريكا.

يمكن لديملير أن تتأقلم مع الأجور المحددة للهيئات الإدارية في أمريكا أيضا.

العاملين في مختلف المواقع الإدارية للشركة وهم ثلاثمائة من المدراء، يحصلون بمجموعهم على ما يمكن أن يحصل عليه مايكل إيزنير في عام جيد.  بعبارات أخرى، للحفاظ على المواهب الإدارية في ألمانيا، أو لجذب المدراء إلى الساحة الألمانية، علينا أن ندفع المزيد مما كنا ندفعه في الماضي. سيشكل ذلك تجربة قاسية على المجتمع الألماني، الذي يكافح على صعيد المداخيل، وتأثير الضرائب عليها.

ستحدد أجور المراء من خلال العرض والطلب على الصعيد الدولي. لهذا أعتقد أن ملا سيحصل هو إجماع كلا الفريقين على حل وسط. على مكافآت ديملير أن تتأقلم مع أمريكا، وفي أدنى المستويات، يجب أن تدفع حسب الأسواق المحلية.

كيف سينعكس ذلك على المستهلك؟ لن يجدوا معارض كرايزلر تبيع سيارات المرسيديس، ذلك أن الصناعة والأسعار والسمعة تختلف عن بعضها البعض.

على صعيد السيارات، سيقتصر التعاون بين الفريقين الغير متكافئين على شراء القطع. كمحركات تعديل المقاعد الكهربائية، طالما أنها تضمن تحريك الأمور.

=-=-=-==-=

إعادة الهندسة.

تعتبر الشركات الكبيرة النظرية الإدارية لإعادة الهندسة في الأعمال اكتشاف ملهم. فهو إلى جانب مبدأ المسح النظيف، يدعو إلى تقييم إداري للشركة بالكامل، إي إعادة تشكيل البنية بكاملها بدل القيام بذلك خطوة خطوة.

تحمل إعادة الهندسة جميع أعمال الشركة إلى نقطة البداية. وتدعو لإعادة تشكيل متطلباتها بناء عليه. ما يشكل تجديد وإبداع مشوق.

فيما يتعلق بالأشياء المحددة، تعد دراسات إعادة الهندسة بالكثير. إذ تزيد الكفاءة، وتقلص الكلفة، وتضمن نوعية أفضل.

يحصل المرء على انطباع بأن كل ما في الشركة سيتم بشكل أفضل، وأسرع وأرخص. وبطريقة يسهم بتقرب أكبر من رغبات الزبائن. ما يثير بعض الخلافات المتعلقة بالأهداف.

للتأكد من إمكانية تطبيق مبادئ إعادة الهندسة، تقوم كلية الإدارة في كوبلينز بدراسة على مائة شركة، اتبعت تجربة إعادة الهندسة.

وجدنا ثغرة كبيرة بين ما كان مخططا له وما تم تحقيقه فعلا، حيث لم يتم تحقيق جميع التوقعات.

يتركز الانتقاد الأساسي على أن  عملية التغيير ركزت على جوانب الشركة الصلبة، بينما تم تجاهل الجوانب اللينة.

أتحدث هنا تحديدا عن فلسفة الشركات وأشياء تتعلق بتشجيع الطاقم وإرضائه، ولكن إعادة الهندسة باستمرار يهمل العناصر البشرية، ما يجعل العملية تفشل في الغالب.

والأهم من ذلك هو أن غالبية الشركات لا تهتم بعامل الوقت، فإعادة الهندسة ليست نموذجا لتحقيق نجاح سريع.

=-=-=-=-=-=

كاريل فان ميرت.

في تمام العاشرة صباحا من كل أيام الجمعة في بروكسيل، يخرج مندوب الاتحاد الأوروبي للمنافسة كاريل فان ميرت، من الجامعة إلى مكتبه في مقر الاتحاد الأوروبي.

كما هو الحال في خريف كل عام، يقوم بإجراء الامتحانات الخاصة بهذا الفصل، إلى جانب عمله كعضو في لجنة الاتحاد، يقدم محاضرات في العلوم السياسية بجامعة بروكسيل.

طالما تمتعت بهذا العمل، ذلك أنه يبقيني على اتصال بالشبان، ما يجبرني أيضا على رؤية العلاقة بين الأشياء، والتوصل إلى الخلاصات اللازمة.

هذا ما يقوم به مندوب المسابقات كل يوم. أما برنامجه اليوم فيتضمن لقاء مع مندوبين عن اتحاد كرة القدم الأوروبي، حول حقوق البث التلفزيوني بين شؤون أخرى.

وغداء مع جاك أتالي، الرئيس السابق لمصرف أوروبا الشرقية، وهي فرصة للتعرف على المزاج السائد في البنوك الكبرى.

فان ميريت هو أيضا أول من يتلقى زيارة وفد خبراء الاقتصاد السويسري.  فهو يعتبر الشخصية الأهم والأقوى ضمن إدارة بروكسيل.

إذا اعتقد الناس أن على اقتصاد السوق أن يعمل بطريقة يتم التحكم بها، عليهم أن يعلموا أيضا بأن هناك قوانين محددة وهناك أيضا السبل اللازمة لضمان تطبيقها. يجب ألا يرى أحدا نفسه فوق القانون.

تغير المشهد. إنها كلية سان فينسنت في تورنهوت، ليس بعيدا عن أنتويرب. إنها مدرسة كاريل فان ميرت وصورة التخرج منها عام واحد وستين. وقد أبدى اهتماما في الأمور السياسية منذ وقت مبكر. كانت أوروبا محط اهتمام دراسته. وقد بدأ مهنته مع الشبان الاشتراكيين بالسياسة الداخلية لبلجيكا.

لم يعرض عضلاته بل لعب دور زعيم للمجموعة. كان يتميز دائما بالتحفظ. ولكن إذا ما كان هناك أي مبادرة، كان يكرس نفسه لها بالكامل. وهكذا تحول في نهاية الأمر إلى زعيم للمجموعة.

بلغ كاريل فان ميرت السابعة والأربعين عام تسع وثمانين، عندما عينه رئيس اللجنة الفرنسي، حاك ديلور، رئيسا للجنة المواصلات وسياسة المستهلك. تخلى فان ميرت عن فرصة أن يصبح وزيرا لبلجيكا، ليتولى مهمة البريد الأوروبي.

يتولى فان ميرت الذي يبلغ اليوم ستة وخمسين، مهمة المسابقات الأوروبية منذ عام أربع وتسعين، يبدو أنه لا يهتز أبدا، فهو لا يخضع للضغوط السياسية أو من كبرى الشركات. وبناء على توجهاته مثلا، أجبرت الفولزواكين على تدفع ملايين الدولارات كتعويض.

  إذا تعاملت مع الحالات بطريقة تجعلك شعبيا، ستحول دون القيام بواجبك في المسابقات،يجب أن تعمل بناءا على قوانين اللعبة المحددة، وعليك أن تتخذ موقفا ترى الأمور من خلاله، لا يهم أن كانوا سيصفقون لك أو يصفرون، لا بد من القيام بالعمل كما يجب.

وهو يريد القيام بذلك حتى العام القادم، عندما ينتهي موعد توليه هذه المهمة.

=-=-=-=-=

المسابقات.

إنهم يصرون فعلا على أن يصبحوا من نخبة أوروبا. ستة آلاف مرشح يخضعون للامتحان في بروكسل وحدها، على أمل أن يصبحوا من العاملين في الخدمة العامة الأوروبية. ولكن هل يتمتعون بما هو مطلوب؟

بماذا تعتني إيروس، أتحارب الإيدز، أو  تلوث المياه، أم  التزوير، أم  تبحث بالتلاعب في  الجينات؟

لم أقرر بعد بين رقم اثنين وأربعة، هناك احتمال النصف بأن أصيب. قد أختار الجزء الأخير.

ليس لدي فكرة، لم أفهم السؤال.

من المحتمل أنها تكافح الإيدز، فعلا.

خطأ، خطأ، خطأ، ولكن امتحان الثلاثة ساعات ونصف الساعة يبدأ. هناك شخص من المرشحين كنا نتعقبه خلال الأيام القليلة الماضية، ديتريش روميتش.

سنسأله إن كان متوترا.

موظف مقبل في الخدمة المدنية لا يتوتر، بل ينهمك في العمل ، ويركز جدا، وليس متوترا.

على مدار الأسابيع الماضية كان ديتريش يعمل موظفا في بنك ويشارك في جلسات استشارية بعد العمل، رغم أنه ملم بالشؤون الأوروبية. حتى أنه سام بتأليف كتاب حول الإتحاد الأوروبي. ولكن المسابقة قوية، غالبية المرشحين مثل ديتريش يعملون في شؤون لها صلة بالاتحاد الأوروبي.

في النهاية سينجح الأفضل فقط. لا يوجد احتمال آخر. على ديتريش أن يراجع تلة الكتب بكاملها.

ولكنه مسرور بذلك، لأن الآفاق مغرية جدا.

في أرفع المستويات تبدأ الأجور بأربعة آلاف ومائة دولار، يدفع منها عشرون بالمائة فقط للضرائب والتعويضات. ولا يمكن للموظف المدني أن يطرد من العمل. جزيرة من موظفين سعداء. هي مفارقة بمزايا لا يمكن الحصول عليها في القطاع الخاص.

في هذه الأثناء تلتقي مجموعة الدراسة مع ديتريش. على مدار الأشهر القليلة الماضية حضر الجميع للمسابقة، حيث بدأوا في المعلومات العامة، وتعلموا عن ظهر قلب كل ما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، وتوصلوا إلى ما يلزم لاتخاذ القرارات اللازمة. كل هذا للحصول على الضمانات التي ينالها موظف الخدمات المدنية.

بعد هذه السنوات من القيام بأعمال مختلفة ضمن عقود من ستة أشهر يشعر المرء بالتعب ويرغب في الحصول على ما هو أضمن. إنها وظيفة تضمكن بقاءك فيها إلا إذا ارتكبت خطأ جسيما، أو شاركت بالفساد.

الضمان ليس ما يلفت اهتمامي، بل حقيقة أن الاتحاد الأوروبي هو المؤسسة الأولى التي يمكن أن تعمل فيها بالمواضيع الأساسية.

الخدمة المدنية ليست كما يحدث في ألمانيا حيث يجلس الموظف ويستريح، بل عليه القيام بمهمات سياسية محددة، خاصة إذا كان لديك أربعة آلاف موظف مدني يتولون تحديد معالم السياسة الأوروبية.

ربما، ولكن في عملية الاختيار، يتم الاعتماد على المعارف المحددة أولا. والكفاءة السياسية ليست مطلوبة، لهذا يقوم هؤلاء المرشحين بالتدرب على تمارين للذكاء، تفيدهم في التصفيات. المسألة الحاسمة هنا هي القدرة على تخطي الامتحان، وليس القدرة على أن يكون المرء موظفا مدنيا صالحا.

فهل كان التحضير كافيا؟

سؤال واحد كيف جرت الأمور؟

بمعدل وسطي، لا تتعدى المستوى المتوسط.

بعد بضعة أشهر سيعرف ديتريش إذا ما كان سيتوصل إلى الجولة التالية. وإلا فسيكرر الامتحان مرة أخرى. ذلك أن آفاق أن يصبح المرء موظفا مدنيا، يستحق محاولتين.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster