|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
كثبان النفايات في الصحراء الكبرى
ربما يذكر هذا الناووس الصخري بأن هذه المنطقة ليست مهجورة
بالكامل بل هناك من تلائمهم ظروفها القاسية فهي مسكونة من قبل المهربين وقطَّاع
الطرق، بل هي أشبه بالمقبرة. ليس هناك نقاط تفتيش بانتظار المسافرين.
تشكل الصحراء ثمانية وتسعون بالمائة من الجزائر، وهي
عاشر أكبر دول العالم مساحة، كما انها صحراء خطيرة.
من أشكال القسوة هناك أن ما يمكن اعتباره مسألة روتينية
في مكان آخر كنفاذ الوقود أو مشكلة ميكانيكية، يصبح هناك مسألة حياة أو موت.
قد تكشف الصحراء
عن أشياء غريبة في شعورك الواقعي. كلما اتجهت شمالاً يتبين لك أن الصخور المظلة
والبحيرات الباردة ليست سوى سرابا. ليست سوى خداع الضوء.
أما الأشياء
اللاسرابية الصالح للأكل من البندورة الطازجة وسمك التونا غير الطازج هي حقيقة
قائمة.
جبال هوغار
السحرية والرائعة هي إحدى أكثر المناظر الطبيعية غرابة في الصحراء الكبرى.
الأمر هناك شبيه بركوب تمثال عملاق، فالحمم الصلبة
لبراكين منقرضة تشكل بانوراما من المنحدرات الشديدة والأبراج والقبب والقمم
المستدقة.
قمم صغيرة
جوانبها شديدة الانحدار بعمق وكأنه نجم عن قوة تفجيرية .
يطلق الطوارق على هذه الأرض اسم آتاكور، كشيء يخرج من
"سيد الخواتم".
أما الوجه الآخر
للجزائر فهي جمهورية حديثة تحررت من الفرنسيين وهي تحاول اليوم التحرر من الأصولية
والتطرف.
ليس باستطاعة الصحف وخطوط الطيران أن تتجاهل التوتر
الأساسي، أو حقيقة أن رفاهية القرن الواحد والعشرين توفرت بفعل ضربة حظ عظيمة
واحدة.
هناك ما يشبه مغارة علاء الدين الجزائرية. إنها حقول
النفط والغاز الطبيعي التي تؤمن تسعين بالمائة من عائدات البلد الأجنبية.
لقد أقاموا إجراءات أمنية عالية في وسط أماكن نائية كما
هو الحال في "حاجي مسعود".
أما هذا التحول المذهل هو نتيجة مضخات كهربائية تعمل
أربعة وعشرين ساعة يومياً على مدار الأسبوع لضخ المياه من الأحواض الجوفية، من
أعماق أحيانا ما تصل إلى مئات وآلاف الأقدام تحت الصحراء، أما النتيجة فهي واحة من
صنع الإنسان، وشائعة قوية وغير عادية تقول أنه ليس هناك صحراء وسط الصحراء.
لا يوحي ذلك بأنك
موجود في بلدة ريفية فرنسية، فحسب، بل وفي ريفٍ فرنسي بالكامل.
هناك ماشية مختلفة عن نظيراتها كثيرة العظام في مالي
والنيجر. وهو ما يدل على ما يمكن أن يفعل بشأن الصحراء إذا ما توفرت إرادة وصناعة
بتروكيميائية تدعمها.
هناك حدود جديدة على بعد أميال قليلة من المكان الذي
اكتشف فيه النفط لأول مرة ليغير مستقبل الجزائر، فعلى جانبها الآخر يقع بلد آخر
أكثر ثراء منها.
هناك شجرة وحيدة
تمثل الحد الفاصل بين الجزائر وليبيا. وبعيداً عن كونها من بين أكثر الحدود جمالاً
في العالم، فإنها من أكثر الحدود صداقة، لأن الناس من الجزائر ومن ليبيا يأتون إلى
هناك ويجلسون تحت الشجرة، ويشربون الشاي. في ليبيا كما في الجزائر يلتصق معظم
السكان بساحل البحر الأبيض المتوسط.
تشير كل المظاهر إلى أن ليبيا بلد يتمتع بثروة مالية
ولكن شعبها قليل العدد. ليس غريباً أن يملكوا ثالث أكبر عائدات نفطية يقسموها على
عدد سكان أقل من سكان لندن. يمكنك في بنغازي المدينة الثانية من حيث الحجم أن ترى
مراحل التاريخ، فهناك مسجد إلى جانب قصر بناه المستعمرون الإيطاليون وتشغله الآن
إحدى اللجان التي تحكم الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى.
تبدو ليبيا لأكثر من ثلاثين عاماً، في ظروف عزل يصر
الغرب على فرضها.
يدع البعض في أوروبا أن ليبيا كانت قبل ألفي عام جزء لا
يتجزأ من أوروبا. كان اليونان ومن بعدهم الرومان أول من جاء إلى هذه الأرض الخصبة
بين البحر والصحراء الكبرى حيث بنوا بعضاً من أعظم مدنهم هناك.
من الواضح أن نقص
المياه يشكل أزمة في ليبيا، ولكن العقيد القذافي كان له جواب مؤثر وفعال لهذه
المسألة. فهذه المقاطع الضخمة من الإسمنت المسلح ستكون جزءاً من مشروعه العظيم
لبناء نهر من صنع الإنسان. صمم هذا المشروع لجر المياه الجوفية من على بعد آلاف
الأميال من الصحراء إلى الساحل. وهو يعتبر أكبر مشروع هندسي طموح في العالم.
قبل ألف وسبعمائة عام لم تكن المياه تشكل أزمة تذكر.
فهذه الأرض كانت معروفة بسلة الخبز لروما. ازدهرت بما فيه الكفاية من صادرات القمح
والنفط لمضاهاة أكثر مدن شمال أفريقيا بهاءً. ليبتيس ماغنا..
ما زالت تعطي انطباعاً قوياً عن القوة المتوحشة لروما.
هذه القاعات بناها سبتيموس سويروس، أحد الأفارقة الذي أصبح إمبراطوراً رومانياً
ومات أثناء عمله في شمال إنكلترا.
لم يكن سبتيموس الوحيد الذي انتهى به الأمر في إنكلترا،
فعام ألف وثمانمائة وسبعة وعشرين أرسل حاكم طرابلس خمسة وثلاثين عموداً وغيرها من
رؤوس التماثيل المتنوعة كهدية إلى الملك جورج الرابع. يمكن أن نجد القليل من بقايا
لبتيس ماغنا بالقرب من فرجينيا ووتر.
وعلى بعد أقل من مائة ميل من الحدود الليبية توجد بقعة
مجدبة إستثنائية من جنوب تونس. إنها قاحلة وغير متجانسة لأن الناس هناك يعيشون في
كهوف تحت الأرض منذ سبعمائة عام.
بلدة هادج لم
تتغير كثيراً. بقيت هذه البلدة تحت الأرض رغم أن السلطات تسعى جهدها لنقل الناس من
الكهوف إلى منازل، وهناك أشخاص بفعل العادة والرغبة يفضلون العيش والعمل تحت سطح
الأرض.
لا ترى الأجيال المسنة من ساكني الكهوف لماذا عليهم أن
ينقلوا من كهوفهم، هناك جواب واحد هو الاستفادة من قيمة الفضول والراغبين في التحول
إلى نزلاء فنادق.
في جنوب تونس، حيث
تلتقي الصحراء مع البحر، هناك جزيرة مقابل الساحل تدعى جزيرة جربة المتمسكة
بالتقاليد القديمة وحماسة سكان الكهوف في هادج. في حالة أهالي جربة هي صيد
الأخطبوط بواسطة الأواني اليونانية.
يبدو الصيادون
كأنهم في أزياء الدولشي وغابلانا، ولكن بتقنيات ما قبل رومانية.
تعلق الأواني على خط طويل، ما بين شهر تشرين ثاني وشهر
آذار من كل عام يصبح الأخطبوط مجبرا على دخولها.
لم يتبق شيء من اللوتس. ولكن جربة ما زالت تتدبر أمر
إغواء الآلاف من الأجانب كل عام.
تعتبر السياحة أكثر الأعمال انتشاراً في جربة.
إن السياحة هناك لا تأتي فقط بالأشياء الجيدة فقط بل
إنها تدر أموالاً كثيرة على جربة.
ولكن على تونس، التي تفتقد لاحتياطات نفط ليبيا أو
الجزائر، أن تبذل ما بوسعها لجعل السياح مرحب بهم. وجهودهم هذه تم تعزيزها من قبل
الرومان الذين تركوا وراءهم في مدينة الجسم، ، ثالث أكبر مسرح روماني في العالم.
فيما في مدينة
دوغا تظهر معابد بهية تطل على ماخور وبالقرب منه تحفة من أنابيب مياه إمبراطورية.
من الواضح أن
الرومان لم يخجلوا بوظائف الجسم.
هناك حمام شعبي بأصدق معنى للكلمة، ويوجد اثنا عشر حمام
صغير وكان الاستحمام جماعياً. مجرد أن دخلت ودفعت ما كان يسمى فوراسي، وهي قطعة
نقدية صغيرة صدق أو لا تصدق، يمكن الجلوس هناك، وتشكيل مجموعة تناقش أحوال الطقس
وما يدور حولهم سياسة، تمثيل حياة فن العمارة وحتى هضم الطعام، وكانت المياه تجري
حول الجدول الصغير، إنه مباشر جداً جداً، حيث بإمكانك أن تغسل يديك فيه ورفع
الماء، وبعدها تضع يدك تحت وتغسل أعضاءك هكذا. كان يتم ذلك بشكل جميل بالفعل وكل
شيء كان يتم في المياه الباردة كان يجب أن تكون باردة قليلاً، أي أن الرومان،
كانوا متحضرين في هذا المجال الصحي على ما يعتقد.
لم يكن الرومان
وحدهم، بل والفينيقيون والأتراك واليونانيون وحتى النورمنديون جميعهم ساهم في
المزيج العرقي الغني لتونس. بل وكان العرب الأكثر تأثيراً في هذا المجال إذ توجد
أعظم آثارهم التاريخية في مدينة المنستير ولا يكف حديث السكان المحليين عن اليوم
الذي جاء فيه مونتي بايتون ليصور فيلماً هناك.
معظم الذين غزوا شمال أفريقيا توقفوا عند حدود الصحراء
الكبرى، باستثناء العرب. فالرومان لم يعبروها أبداً وإحدى أشهر الإمبراطوريات نظرت
نحو البحر فقط.
كان هناك القرطاجيون، قاعدتهم القوية كانت هناك تحديدا،
والحقيقة أن محطتهم كانت تدعى قرطاج.
الذين يعيشون في
الجزائر العاصمة يبدون أثرياء نسبيا قياساً بمستويات معيشة الصحراء الكبرى . فحقول
النفط هناك جعلت أسواق الشوارع جميلة ومليئة بالضائع.
مدينة وهران إنها
الثانية من حيث الأهمية، المدينة الثانية في الجزائر.
الغريب هناك هو أن سيوتا هي مدينة تقع على الشواطئ
الأفريقية ولكنها تحت السيادة الاسبانية، مع أنها محاطة بالأراضي المغربية. لهذا
يطالب فيها المغاربة بنفس الطريقة التي تطالب اسبانيا باستعادة سيادتها على جبل
طارق، علما أنه لا يوجد أي مؤشر على قبول إسبانيا بذلك.
هناك نصب تذكاري
أقيم وسط ساحة أفريقيا ليذكر باجتياح إسبانيا للمغرب.
يشكل تواجد
إسبانيا في سيوتا سبيل للراغبين في مغادرة أفريقيا.
هناك تل في
أعلى المدينة يؤكد على دفاعات الحصون الأوروبية، حيث أقيم مركز لتجميع المهاجرين
بإدارة الاتحاد الأوروبي.
إنه مكان نظيف
وحديث ولكن الناس هناك يتوقون للخروج منه.
هناك حوالي
أربعمائة امرأة وطفل ورجل في ذلك المركز، ولم يقدم إلا خمسة وأربعين طلبا خلال
الأشهر الستة الماضية. السجناء هناك لا يهدئون، وقد بلغ بعضهم حد اليأس، ومع ذلك لا
يستسلمون، خصوصا بعد ما خاطروا فيه للوصول إلى هناك.
عند النقطة الأضيق من مضيق جبل طارق، هناك
تسعة أميال فقط تفصل هؤلاء الناس عن هدفهم.
على الآلاف
الأفارقة أن يدفعوا الكثير من المال لجلبهم على متن قوارب غير مناسبة في ظلام
الليل. تعرف بيليندا بريتواتي، والتي تملك منزلاً مجاورا بأن الكثير منهم لن يصل
إلى سواحل أوروبا حياً.
يأتون دائماً في
الليل وكثيرا ما تحدث أسوأ العواقب عندما تكون ليلة ضبابية ويبدأ ربابنة القوارب
المتيقنين بالقول إنها على بعد مائتي ياردة فقط،، وفي الحقيقة تكون المسافة أكثر
بكثير وهكذا، يجد المساكين أنفسهم في عمق لا يستطيعون السباحة فيه.
يتفرقون بأسرع ما
يمكن، ويختفون داخل غابات الصنوبر.
ولكن من الواضح، إذا ما خرجوا من القارب أو ربما إذا كان
عليهم السباحة الجزء الصغير المتبقي، في كلا الحالتين تصبح ثيابهم مبللة بالكامل،
لذا فهم غالباً ما يحضرون معهم، قطع صغيرة من البلاستيك.
بعد ثلاثمائة عام حدث ما لم يكن بالحسبان. بريطانيا
وإسبانيا تناقشان السيادة المشتركة.
تعود ذكرى
المفاتيح إلى الأيام التي كانت فيها بوابات القلعة تقفل كل ليلة.
يعتقد أن أفضل أمل للمستقبل هو النظر حول البوابة
لاكتشاف المزيد – وليس أقله – كيف تعيش الشعوب الأخرى. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م