اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 شافيز، إيفو وأوباما.
تأملات فيديل كاسترو

فيديل كاسترو

 

الجزء الأول

 

 

إنني أتوقف عن المهام التي تغطي وقتي بكامله بهذه الأيام،حتى أكرس بعض الكلمات للفرصة الفريدة التي يوفرها العلم السياسي من خلال عقد الدورة السادسة عشر لجلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

إن هذا الحدث السنوي يتطلب بذل جهود فريدة من نو عها من قبل أولائك الذين يتولون أعلى المسؤوليات السياسية في بلدان عديدة. إنه ليمثل امتحانا قاسيا لهم؛ لهواة ذلك الفن، وهم ليسوا قلة ويؤثر ذلك الحدث على الجميع بشكل حيوي ويصبح من الصعب التجنب عن إغراء المراقبة على المشهد الذي لا نهاية له ولكنه تثقيفي.

 

أولا، ثمة عدد لا يحصى ولا يعد من القضايا الشائكة والصراعات على المصالح. ينبغي على عدد كبير من المشاركين اتخاذ الموقف بخصوص أحداث تمثل انتهاكات سافرة للمبادئ. على سبيل المثال: ما هو الموقف الذي سيتخذ تجاه أعمال الإبادة لحلف الناتو بليبيا؟ هل يريد أحد ما البرهان على أن حكومة بلاده، تحت قيادته، أيدت الجريمة الوحشية والفظيعة التي ارتكبتها الولايات المتحدة وحلفائهم بحلف الناتو، الذين قامت طائراتهم القتالية الحديثة، مع أو دون طيار، بأكثر من عشرين ألف هجوم ضد دولة صغيرة للعالم الثالث كانت لديها بالكاد ست ملايين نسمة، وذلك بحجة نفس الأسباب التي اعتمدوا عليها بالأمس للهجوم والغزوعلى بلاد الصرب وعلى العراق وأفغانستان واليوم يهددون بالقيام بذلك ضد سورية أو ضد أي بلد آخر بالعالم؟

 

أ لم تكن الولايات المتحدة، وهو البلد الذي يستضيف الأمم المتحدة، من أمر باقتراف مجزرة فيتنام ولاوس وكامبوديا وهجوم المرتزقة على خليج الخنازير بكوبا، والهجوم على سانتو دومينغو، وشن الحرب القذرة على نيكاراغوا، واحتلال غريناطة وباناما من قبل القوات العسكرية للولايات المتحدة ومجزرة البنميين بمنطقة الشورييو؟ من شجع الانقلابات والأعمال الإبادية في تشيلي، بالأرجينتين والأوروغواي، التي أدت إلى عشرات الآلاف من الموتى والمفقودين؟ إنني لا أتحدث عن أمور جرت منذ 500 سنة، عندما شرع الاسبان الأعمال الإبادية بالقارة الأمريكية، ولم أعد إلى ما قبل 200 عام، لما كان اليانكي، أي الأمريكان، يقومون بتصفية الهنود (أي السكان الأصليين) للولايات المتحدة أو يستعبدون الأفارقة، رغم أن "جميع الرجال يلدون أحرارا ومتساويين" كما ينص عليه بيان فيلاديلفيا. إنني أتحدث عن أحداث جرت بالعقود الأخيرة وعن التي تجري اليوم.

 

لا يمكن التخلي عن ذكر وتكرار هذه الأحداث أثناء حدوث فعلية بارزة ذات أهمية مثل الاجتماع الذي ينعقد بمنظمة الأمم المتحدة حيث يجرب كمال، ثبات ونزاهة الحكومات وأخلاقها.

 

يمثل عدد كبير من تلك الحكومات بلدان صغيرة وفقيرة محتاجة إلى تأييد وتعاون دولي، تكنولوجيا،أسواق، أرصدة، وهذا ما كانت تتعامل به كيفما تشاء الدول الكبرى الرأسمالية المتطورة.

 

على الرغم من الاحتكار الذي تمارسه بوقاحة ودون أدنى خجل وسائل الإعلام العامة ورغم الوسائل الفاشية التي تتصرف بموجبها الولايات المتحدة وحلفائها من أجل تضليل وخدعة لرأي العام العالمي، تزداد مقاومة الشعوب ومن الممكن ادراك ذلك من خلال مداولات الأمم المتحدة.

 

ليس قليل عدد زعماء العالم الثالث الذين هم، رغم العراقيل والتناقضات المشارة إليها، قد طرحوا بشجاعة أفكارهم. حتى الأصوات ذاتها التي تصدر عن حكومات أمريكا اللاتينية والكاريبي لم تعد تتميز باللهجة المخجلة لأذناب منظمة الدول الأمريكية، والتي كانت اللهجة السائدة بخطابات رؤساء الدول بالعقود الماضية. وقد توجه إلى ذلك الملتقى رئيسان؛ كلاهما، الرئيس البوليفاري، هوغو شافيز، ويمتزج فيه العروق التي يتكون منها شعب فينيزويلا وإيفو موراليس، اصوله ناقية تعود إلى السكان الأصليين الذين يقطنون البلد منذ آلاف السنين. وطرح كلاهما مفاهيمهما بذلك الاجتماع، أحدهما عن طريق رسالة والآخر بصوته الحي، ردا لخطاب الرئيس اليانكي.

 

بثت قاناة تيليسور الخطابات الثلاثة. بفضل ذلك استطعنا أن نعلم منذ ليلة يوم الثلاثاء 20 رسالة الرئيس شافيز، الذي قرأه بهدوء والتير مارتينيز ببرنامجه دوزيار. ألقى أبامه خطابه بصباح يوم الأربعاء كرئيس دولة للبلد المستضيف للأمم المتحدة وإيفو ألقى كلماته في الساعات الأولى من مساء نفس اليوم. من أجل الايجاز سوف أورد فقرات أساسية لكل نص.

 

لم يكن بمقدور شافيز الحضور شخصيا بقمة الأمم المتحدة، بعد مرور 12 عاما من النضال دون راحة ولا يوم مما أوضع حياته بحالة الخطر وأثر على صحته. إنه أصبح يناضل بتفاني اليوم من أجل استعادة عافيته بالكامل. ومع ذلك، كان من الصعب أن لا تتعرض رسالته للموضوع الأكثر التهابا بالاجتماع التاريخي. أورد الرسالة تقريبا بكاملها:

 

"إنني أوجه هذه الكلمات إلى الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة،[...] حتى أؤكد، بهذا اليوم وبهذا المكان، على تأييد فنزويلا الكامل للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بحق فلسطين في تحولها إلى بلد حر، مستقل، ذو سيادة، يتعلق الأمر بعمل عدالة تاريخية بشعب يحمل معه منذ الأبد كل ألم ومعاناة العالم".

 

"إن الفيلسوف الكبير الفرنسي غيلس ديليز، [...] يقول بقوة الحقيقة: "إن القضية الفلسطينية هي قبل كل شيء مجموعة الأعمال المجحفة التي كان هذا الشعب ولا يزال يعاني منها". وأنا أتجرأ لأن أضيف: إنها كذلك الإرادة الدائمة والثابتة بالمقاومة التي أصبحت، هي الأخرى، مسجلة في الذكرى الباسلة للإنسان. [...] يحدثنا محمود درويش، بالصوت الذي لا نهاية لفلسطين الممكنة، إنه يحدثنا عن المشاعر بهذا الحب والوعي عنه: 'لا نحتاج إلى الذكريات/لأن جبل الكرمل فينا/وعشب الجليل بجفننا/لا تقول: لو كنا نجري ببلدي مثل النهر! لا تقول ذلك!لأننا بلحم بلدنا / وهو بلحمنا'.

 

"أمام الذين يؤكدون بشكل كاذب أن الشعب الفلسطيني لم يعاني بإبادة، فإن ديليز نفسه يقول بوضوح قاطع: 'بجميع الحالات تتم محاولة التصرف مثلما لا ينبغي على الشعب الفلسطيني أن يكون موجودا، ليس هذا فحسب وإنما كأنه لم يكن موجودا أبدا.إنها، كيف نقول ذلك، إنها درجة الصفر من الإبادة: الإقرار بأن شعب ما ليس موجودا؛ أن ننفى حقه في الوجود'".

 

"...يمر حل نزاع الشرق الأوسط، بالضرورة، بالإنصاف والعدالة مع الشعب الفلسطيني؛ ها هو الدرب الوحيد حتى يسود السلام.

 

"من المؤلم ومن المغضب أن أولائك الذين عانوا من إحدى أسوأ الإبادات في التاريخ، قد تحولوا إلى جلادي الشعب الفلسطيني:من المؤلم ومن المغضب أن الهلكست أورثت النكبة. من المغضب أن الصهيونية ما زالت تعتمد على الابتزاز باللاسامية ضد الذين يعارضون ظلمهم، تعسفهم وجرائمهم. إن إسرائيل بفضاحة وبحقارة حولت إلى أداة استذكار الضحايا للعمل، دون عقوبة إطلاقا، ضد فلسطين. بالمناسبة، يجدر التدقيق بأن اللاسامية بؤس غربي، أوروبي، ولم يشارك العرب بذالك. ينبغي علينا أن لا ننسى أن الشعب السامي الفلسطيني هو الذي يعاني من النظافة العرقية التي تمارسها الدولة الصهيونية الاستعمارية ضده".

 

"... إن رفض اللاسامية شيء وهناك شيء آخر مختلف تماما وهو أن نقبل مكتوفي الأيدي أن تفرض الوحشية الصهيونية نظام أبارتهيد (تفرقة عنصرية) على الشعب الفلسطيني. من الناحية الأخلاقية، من يرفض اللاسامية ينبغي عليه إدانة تلك التفرقة العنصرية".

 

"... إن الصهيونية، كرؤية للعالم، عنصرية تماما. إن هذه الكلمات لغولدا ماير، بسخريتها المرعبة، تشكل خير البرهان على ذلك: 'كيف راح نعيد الأراضي المحتلة؟ ليس هناك أحد لمن نرد له إياها.لا وجود لشيء يطلق عليه فلسطينيون. لم يكن الأمر كما كان يجري التفكير به عن وجود شعب يسمى فلسطيني،شعب يعتبر نفسه كالشعب الفلسطيني وأننا وصلنا، طردناه وأخذنا منه بلده. إنهم لم يكونوا موجودين'".

 

"فليقرأ ويقرأ من جديد تلك الوثيقة المعروفة تاريخيا كتصريح بلفور لعام 1917: كانت الحكومة البريطانية تدعى لنفسها حق التعهد مع اليهود على الوطن القومي بفلسطين، حيث كانت تتجاهل قصدا وجود وإرادة سكانها. لا بد من الإضافة أنه في الأرض المقدسة تعايشت بسلام مسيحيون ومسلمون إلى أن بدأت الصهيونية تطالبها كملكيتها لها فقط بكاملها".

 

"بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت ستتأزم مآساة الشعب الفلسطيني، حيث جرى طرده من أرضه وبنفس الوقت، من التاريخ. في عام 1947 القرار 181 للأمم المتحدة، غير الشرعي والمشؤوم، أوصى بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية، دولة عربية ومنطقة تحت رقابة دولية (القدس وبيت لحم). وقد منح، [...] 56 % من الأرض للصهيونية من أجل إقامة دولتها. في الواقع، كان هذا القرار ينتهك القانون الدولي وكان يتجاهل بشكل سافر إرادة الأكثرية الساحقة للعرب: هكذا كان حق تقرير مصير الشعوب تتحول إلى حبر على ورق".

 

"... عكس ما تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى جعل العالم يؤمن به، من خلال الشركات متعددة الجنسيات للإعلام، ما جرى ومازال يجري بفلسطين، ونقول ذلك مع سعيد، ليس نزاع ديني: إنه نزاع سياسي، بختم استعماري وامبريالي. إنه ليس صراع يرجع إلى آلاف السنين، بل وإنما هو معاصر؛ إنه صراع لم يلد بالشرق الأوسط بل وإنما في أوروبا".

 

"ما هو الذي كان ولا يزال جوهر النزاع؟ يعطى الأولوية للنقاش والأخذ بالاعتبار أمن إسرائيل ولا يؤخذ بالحسبان أمن فلسطين. هكذا يمكن التأكد من ذلك في التاريخ مؤخرا: يكفي بذكر الحدث الإبادي الجديد الذي سببه إسرائيل من خلال عملية 'الرصاص المسكوب' في غزة.

 

"لا يمكن لأمن فلسطين أن يقتصر على مجرد الاعتراف بحكم ذاتي محدود ورقابة ذاتية للشرطة في 'مواقعها' في الضفة وقطاع غزة، دونما تؤخذ بالحسبان ويبقى خارج الاعتبار ليس فحسب اقامة الدولة الفلسطينية في الحدود السابقة لعام 1967، مع القدس الشرقية كالعاصمة، والحقوق الوطنية وحق تقرير المصير كشعب، بل وإنما كذلك تعويضات اللاجيئين وعودة 50 % من سكان فلسطين إلى وطنهم، وهم حاليا متشردون بالعالم بأجمعه، كما ينص على ذلك القرار 194.

 

"لا يصدق أنه بلد (اسرائيل) موجود بفضل قرار من الجمعية العامة ولا يهتم ولا يبالي بقرارات الأمم المتحدة، كما استنكر ذلك الكاهن ميغيل ديسكوتو لما كان يطالب بإنهاء المجزرة ضد شعب غزة في أواخر عام 2008 وبداية 2009".

 

"لا يمكن تجاهل الأزمة التي تعيشها الأمم المتحدة. أمام هذه الجمعية العامة نفسها اشرنا بعام 2005 إلى أن نموذج الأمم المتحدة لم يعد صالحا. تأجيل المداولات حول القضية الفلسطينية وتخريبها بشكل صريح يؤكد على ذلك مجددا.

 

"منذ عدة أيام، واشنطن تقول أنها ستستخدم الفيتو ضد القرار الذي سيحظي بتأييد أكثرية أعضاء الجمعية العامة: الاعتراف بفلسطين كعضو كامل للأمم المتحدة. إلى جانب الأمم الشقيقة التي تشكل التحالف البوليفاري لشعوب قارتنا الأمريكية (ألبا) في تصريح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قد شجبنا من الآن إمكانية محاصرة مثل هذا الطموح العادل. مثلما نعلم، تسعى الإمبراطورية بهذه الحالة وبحالات أخرى، إلى فرض ازدواجية التصرف والمقاييس على الصعيد العالمي: إنها الازدواجية الأمريكية التي تنتهك بها القانون الدولي في ليبيا، ولكنها تسمح أن تعمل اسرائيل ما تشاء، وهكذا تتحول إلى أهم شريكة في الإبادة الفلسطينية على أيدي الوحشية الصهيونية. لنتذكر كلمات سعيد التي تضع الاصبوع في الجرح: 'نتيجة لمصالح إسرائيل بالولايات المتحدة إن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تنطلق من زاوية إسرائيل'".

 

"أود أن أنتهي بصوت محمود درويش في قصيدته المشهورة: 'فوق هذه الأرض: فوق هذه الأرض شيء يستحق العيش: فوق هذه الأرض سيدة الأرض، أم البداية وأم النهاية. كان ولا يزال اسمها فلسطين. سيدتي لأنك سيدتي، أنا أستحق الحياة'".

 

"سيبقى اسمها فلسطين. ستعيش وستنتصر فلسطين! عاشت فلسطين الحرة، المستقلة، ذات السيادة!

 

"هوغو شافيز فرياس

"رئيس جمهورية فينيزويلا البوليفارية".

 

عندما بدأ الاجتماع بصباح اليوم التالي كانت كلماته قد تم إرسائها في قلب وعقل المجتمعين.

 

لم يكن ابدا الزعيم البوليفاري عدوا للشعب اليهودي. إنه رجل لديه حساسية خاصة. كان يكره من أعماق القلب الجريمة الوحشية المقترفة من قبل النازية ضد الأطفال، النساء،الرجال، الشباب، والشيوخ في المعتقلات حيث كان الغجرأيضا ضحايا لجرائم شنيعة ومريعة إلى أن تمت محاولة تصفيتهم ومع ذلك لا أحد يتذكرهم ولا يتم ذكر ذلك أبدا. كما أن مائات آلاف من الروس ماتوا بتلك المعتقلات لأنهم حسب المفهوم العرقي النازي كانوا ينتمون إلى عرق متدني.

 

عندما عاد شافيز إلى بلده، آتيا من كوبا، بليلة يوم الخميس 22 أيلول/ سبتمبر، تعرض بغضب للخطاب الذي ألقاه باراك أوباما بالأمم المتحدة. نادرا ما سمعته وهو يحكي بخيبة الآمال مثل هذه عن زعيم كان يعامله بدرجة من الاحترام، كضحية التاريخ ذاته للتمييز العنصري بالولايات المتحدة. لم يعتبره أبدا قادرا على التصرف مثلما كان جورج بوش سيتصرف، وكان يحمل باحترام ذكريات عن الكلمات والمتبادلة واياه باجتماع ترينيداد وتوباغو.

 

"ألبارحة كنا نستمع إلى مجموعة من الخطابات، وكذلك قبل ألبارحة، التي ألقيت هناك بالأمم المتحدة، خطابات دقيقة مثل الذي ألقته الرئيسة ديلما روسيف، خطاب ذو قيمة أخلاقية عالية كخطاب الرئيس إيفو موراليس، خطاب يمكننا وصفه كسخرية هائلة، إن خطاب الرئيس أوباما يمكن اعتباره نصب تذكاري للسخرية وكان يكشفه وجهه نفسه، فوجهه كان يعبر عن قصيدة؛ رجل يدعو إلى السلام، تصور أنت. أوباما يدعو إلى السلام، اعتمادا على أي أخلاق؟ إن خطاب أوباما بمثابة نصب تذكاري تاريخي للسخرية.

 

"إننا كنا نستمع إلى خطابات دقيقة، توجيهية: الذي ألقاه الرئيس لوغو، خطاب رئيسة الأرجنتين وهما كانا يحددان مواقفا جريئة أمام العالم".

 

عندما بدأ اجتماع نيو جورك في صباح يوم الأربعاء 21 أيلول/ سبتمبر، توجه رئيس الولايات المتحدة - بعد كلمات رئيسة البرازيلالتي التي بدأت المداولات، وبعد التقديم الضروري- إلى المنصة وبدأ يلقي خطابه.

 

"على مدى حوالي سبعة عقود، -بدأ يقول- وحتى عندما حالت الأمم المتحدة دون نشوب حرب عالمية ثالثة، لا نزال نعيش في عالم مزقته الصراعات ويعاني من الفقر. حتى وعندما نعلن حبنا للسلام وكراهيتنا للحرب، هناك تشنجات في عالمنا وهي تشكل خطراً علينا جميعاً".

 

لا يعرف ما هي اللحظة التي فيها، حسب تقدير أوباما، حالت منظمة الأمم المتحدة دون نشوب الحرب النووية الثالثة.

 

"تسلمت منصبي في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تخوض حربين. حرب ضد التطرف أوصلتنا إلى الحرب؛ أولا، أسامة بن لادن ورجال تنظيم القاعدة، كانوا لا يزالون طليقين. أما اليوم، فقد حددنا اتجاهاً جديداً. في نهاية هذا العام، سوف تنتهي العمليات العسكرية الأميركية في العراق. وستكون لدينا علاقة طبيعية مع دولة ذات سيادة هي عضو في الأسرة الدولية. وسيتعزز هذا التحالف من خلال تقوية العراق وقواته الأمنية، حكومته وشعبه وكذلك تطلعاته".

 

عن أي بلد يتحدث أوباما في الحقيقة؟

 

"وعندما تنتهي الحرب في العراق، سوف تبدأ الولايات المتحدة وحلفائها المرحلة الانتقالية في أفغانستان. لدينا بلد بأفغانستان قادر على تولي مسؤولية المستقبل فيه وفي هذه الأثناء سنقوم بسحب قواتنا، بينما نبني تحالف تضامني مع الشعب الأفغاني. ينبغيي إذن أن لا يبقى شك في أن وتيرة الحرب تتراجع.

 

"فعندما تسلمت منصبي، كانت هناك آلاف من الأميركيين يخدمون في العراق وأفغانستان. وبحلول نهاية هذا العام، سيتم خفض هذا العدد إلى النصف، وسيستمر في الانخفاض. وهذا الأمر أساسي بالنسبة لسيادة العراق وأفغانستان. وهو أيضاً بالغ الأهمية بالنسبة لتعزيزالأمم المتحدة والولايات المتحدة، بينما نبني وطننا بالذات، علاوة على ذلك، إننا نخرج من هناك وموقفنا قوي. فقبل عشر سنوات، كان هناك جرح مفتوح وأعمدة حديد ملتوية وقلب منكسر في وسط هذه المدينة. أما اليوم، يرمز ارتفاع البرج الجديد، تجدد نيويورك،اليوم تمارس على القاعدة الضغوط أكثر من أي وقت مضى. وقيادتها تعرضت لضربة قاصمة. ولن يخضع أسامة بن لادن، الرجل الذي قتل الآلاف من الناس في عشرات البلدان، للخطر السلام في العالم مرة أخرى".

 

مع من تحالف بن لادن، من دربه وسلحه في الحقيقة،حتى يقاتل السوفيات في أفغانستان؟ لم يقم بذلك الاشتراكيون، ولا الثوار في أي بقعة من المعمورة.

 

"لقد كان هذا العقد صعباً جداً، [...] لكننا اليوم، نقف على مفترق طرق التاريخ مع وجود فرصة للسير بطريقة حاسمة في اتجاه السلام. وللقيام بذلك، يجب أن نعود إلى حكمة أولئك الذين أسسوا هذه المؤسسة. إذ إن الأمم المتحدة وميثاقها يدعونا إلى رص صفوفنا للمحافظة على السلام والأمن الدوليين".

 

من لديه قواعد عسكرية في سائر انحاء العالم، من هو أكبر مصدر للأسلحة، من لديه مائات من الأقمار الصناعية بغية التجسس، من يستثمر مليون ملايين من الدولارات سنويا في المصروفات العسكرية؟

 

"فقد كان هذا العام فترة للتحولات الكبيرة. وتقدمت المزيد من الأمم للحفاظ على السلام والأمن الدوليين. ويطالب المزيد من الأفراد بحقوقهم في العيش بحرية وبسلام".

 

يذكر فيمابعد حالتي سودان الجنوب وساحل العاج ولا يقول أنه في البلد الأول اندفعت الشركات اليانكية على الاحتياط البترولي لذلك البلد الجديد، الذي، صرح رئيسه بجمعية الامم المتحدة نفسها أنه مورد قيم ولكنه ينضب واقترح الاستفادة منه بشكل عقلاني وبأفضل طريقة ممكنة.

 

ولم يشر أوباما أيضا إلى أن السلام في ساحل العاج تحقق بتأييد الجنود الاستعماريين لعضو بارز لحلف الناتو المولعة بالقتال والتي قامت بقذف آلاف القنابل على ليبيا.

 

يذكر بعد قليل تونس وينسب إلى الولايات المتحدة فضل الحركة الشعبية التي أسقطت حكومة تلك البلد التي كانت حليفة للامبريالية.

 

والمفاجئ أكثر إلى حد الآن أن أوباما يحاول أن يتجاهل مسؤولية الولايات المتحدة باقامة النظام الطغياني والمتفسد لحسني مبارك في مصر، الذي خان مباديء ناصر بشكل معيب وتحالف مع الامبريالية، سرق عشرات المليارات وفرض الطغيان على هذا الشعب الشجعان.

 

 "ومنذ سنة، -يؤكد أوباما- كانت مصر لديها رئيساً واحداً منذ حوالي ثلاثين عاماً. ولكنه كانت أعين العالم ظلت على مدى 18 يوماً مركزة على ميدان التحرير، حيث تجمع المصريون من جميع قطاعات ومناحي المجتمع، شبابا وأطفالا، ونساءً، ورجالاً، ومسلمين ومسيحيين، ليطالبوا بحقوقهم الإنسانية العالمية. ورأينا في أولئك المتظاهرين القوة الكامنة للأعمال الخالية عن العنف الذي أوصلنا من نيودلهي إلى سلمى، ورأينا أن التغيير جاء إلى مصر والعالم العربي بالوسائل السلمية".

 

"ويوماً بعد يوم، وبمواجهة الرصاص والاسلحة، أبى أبناء الشعب الليبي التخلي عن حريته. وعندما تعرضوا للتهديد بفظائع جماعية، التي كنا نشاهدها مرارا في القرون الأخيرة، احترمت الأمم المتحدة ميثاقها. ففوض مجلس الأمن باتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع وقوع مذبحة في ليبيا. وطالبت الجامعة العربية بالقيام بهذا التدخل، وتشكل تحالف وتآلف للحيلولة دون تقدم قوات القذافي.

 

"ألبارحة، تبوأ قادة ليبيا الجدد مكانهم بجانبنا، وفي هذا الأسبوع، تعيد الأمم المتحدة والولايات المتحدة افتتاح سفارتيهما في طرابلس.

 

"هذه هي الطريقة التي يُفترض أن تعمل بموجبها الأسرة الدولية: فلتتحد الأممً من أجل السلام والأمن، والأفراد الذين يطالبون بحقوقهم.

 

"نتحمل جميعاً المسؤولية لدعم ليبيا الجديدة، الحكومة الليبية الجديدة التي تواجه تحدي تحويل هذا الوعد ألى بركة لجميع الليبيين".

 

"نظام القذافي انتهى. غباغبو، وبن علي، ومبارك لم يعودوا في السلطة. أسامة بن لادن انتهى، والفكرة القائلة بأن التغيير لا يأتي إلا من خلال العنف قد دُفنت معه".

 

لاحظوا الطريقة الشعرية التي من خلالها يحل أوباما موضوع بن لادن، مهما كانت المسؤولية التي تقع على أكتاف هذا الحليف القديم، الذي تم الحكم عليه بالاعدام عن طريق اطلاق رصاص على وجهه أمام زوجته وأبنائه ورموه إلى البحر بعد ذلك من حاملة طائرات، تجاهلا بالعادات والتقاليد الدينيةلأكثر من مليار مؤمن ولأدنى مباديء قانونية أقرتها كل الأنظمة الجنائية. مثل هذه الوسائل لا ولن تؤد أبدا إلى تحقيق السلام.

 

"هناك شيء ما يحدث في عالمنا-يكمل بالنسبة الى ليبيا-طريقة العمل هذه هي التي ستسود في المستقبل. وقبضة الطغيان قد انتهت. وقد أصبح الطغاة المستبدونتم تجاهلهم. إن السلطة بيد الشعب. ويرفض الشباب الديكتاتورية، ويرفضون الكذبة القائلة بأن بعض العروق والأديان والأقوام لا يستحقون الديمقراطية.

 

"وأصبح الوفاء بالعهد المكتوب على الورق بأن جميع الناس يولدون أحرارا ومتساوين في الحقوق أقرب من تجسيده [...].يقدر النجاحنا بما إذا كان الناس يستطيعون العيش بحرية، وكرامة، وأمن مستدام. ويجب على الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها القيام بالأعمال الضرورية لدعم هذه التطلعات الأساسية. وهناك المزيد من العمل الذين يجب علينا القيام به[...] ".

 

فورا يهاجم على بلد مسلم آخر، حيث، كما هو معلوم، أجهزتها الاستخبارية، إلى جانب الأجهزة الاسرائيلية تقوم باغتيال ابرز علماء التكنولوجيا العسكرية بشكل منتظم.

 

ثم يهدد سورية، حيث العدوانية اليانكية يمكنها أن تؤدي إلى مجزرة أفزع وأفظع من مجزرة ليبيا: "واليوم، يتعرض الرجال والنساء والأطفال للتعذيب والاعتقال والقتل على يد النظام السوري؛ فقد قُتل الآلاف من الناس، والكثير منهم خلال شهر رمضان المقدس. وتدفق آلاف آخرون عبر الحدود السورية.

 

"وقد أظهر الشعب السوري الكرامة والشجاعة في سعيه لتحقيق العدالة، يحتجون سلميا، ويموتون في سبيل نفس القيم التي يفترض أن تدافع عنها هذه المؤسسة. والسؤال بالنسبة لنا واضح: هل نقف إلى جانب أبناء الشعب السوري، أم إلى جانب مضطهديهم؟ لقد فرضت الأمم المتحدة عقوبات قوية على القادة السوريين. وأيدنا عملية انتقال السلطة التي تستجيب لرغبات الشعب السوري. وقد انضم إلينا في هذا الجهد العديد من حلفائنا. ولكن لصالح سوريا والسلام والأمن في العالم يجب أن نتكلم بصوت واحد: لا يوجد أي مبرر للتقاعس عن العمل. الآن هو الوقت المناسب لمجلس الأمن الدولي لفرض العقوبات على النظام السوري، والوقوف مع الشعب السوري".

 

يا ترى، هل بقي هناك أي بلد خارج التهديدات السفاكة لهذا المدافع الموقر عن الأمن والسلام الدولي؟ من أعطى للولايات المتحدة مثل هذه الصلاحيات؟

 

"وفي سائر أنحاء المنطقة، علينا أن نستجيب إلى دعوات التغيير. ففي اليمن، يتجمع الرجال والنساء والأطفال في ساحات المدن يوميا بأمل أن تؤدي قوة تصميمهم وعزمهم ودمائهم التي أريقت إلى تغيير. يدعم الشعب الأمريكي هذه التطلعات. لذلك يجب علينا أن نعمل مع جيران اليمن وحلفائنا في العالم من أجل التوصل إلى المسار الذي يسمح بالانتقال السلمي للسلطة من الرئيس صالح، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن.

 

"وفي البحرين، تمّ اتخاذ اجراءات في اتجاه الإصلاح والمساءلة. نحن مسرورون بذلك، ولكن المطلوب أكثربكثير.إننا أصدقاء للبحرين، وسوف نستمر في مطالبتنا من الحكومة والمعارضة بالسعي من أجل إجراء حوار جاد يؤدي إلى تغييرات سلمية تستجيب لتطلعات الشعب. ونحن نعتقد أن الوطنية لدى البحرينيين أقوى من الطائفية التي تفرقهم. إنه أمر صعب ولكنه قابل للتحقيق".

 

لا يذكر اطلاقا وجود إحدى أكبر القواعد العسكرية في المنطقة ولا أيضا أن الشركات اليانكية متعددة الجنسيات تراقب على اكبر احتياط البترول والغاز للعربية السعودية والإمارات العربية ولا أنها تستخدمه كيفما تشاء.

 

"نعتقد بأن كل دولة يجب أن تحدد مسارها الخاص بها لتحقيق تطلعات أبناء شعبها، وأميركا لا تتوقع أن تتفق مع كل طرف أو مع شخص يعبر عن نفسه سياسياً. ولكننا سندافع دائماً عن الحقوق العالمية التي احتضنتها هذه الجمعية. تعتمد هذه الحقوق على انتخابات حرة ونزيهة، وحكم يتسم بالشفافية والمساءلة، واحترام حقوق المرأة والأقليات، والعدالة المتساوية والمنصفة. هذا هو ما تستحقه شعوبنا. وهذه هي عناصر السلام الدائم".

 

"... فإن الولايات المتحدة سوف تواصل دعم تلك الدول التي تمر بمرحلة التغيير الديمقراطي، من خلال زيادة التجارة والاستثمار، بحيث تأتي الفرص بعد هذه الحرية. وسوف نبقى ملتزمين بالحكومات، ولكن أيضاً مع المجتمع المدني، الطلاب ورجال الأعمال، والأحزاب السياسية والصحافة ووسائل الإعلام.

"وقد قمنا بإدانة الذين ينتهكون حقوق الإنسان ولا يسمحون بتطبيقها بتلك البلدان، وعاقبنا أولئك الذين ينتهكون حقوق الإنسان. وسوف نرفع دائماً صوتناً إلى جانب الذين أُجبروا على الصمت".

 

بعد هذا الخطاب المنمق الطويل يدخل صاحب جائزة النوبل الموقر بالقضية الشائكة المتمثلة بتحالفه مع اسرائيل، التي، بالمناسبة لا تظهر بين أصحاب الامتياز مالكي إحدى أحدث نظم الأسلحة النووية والوسائل القادرة على الوصول إلى أهداف بعيدة. وهو يعلم تماما كم هي تعسفية وغير شعبية هذه السياسة.

 

"والآن أنا أعلم، خاصة في هذا الأسبوع، أن هناك مسألة تقف بمثابة اختبار لهذه المبادئ، واختبار للسياسة الخارجية الأميركية، وهي النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذي ما زال قائما.

 

قبل عام واحد، وقفت على هذه المنصة ودعوت إلى فلسطين حرة. اعتقدت حينئذ، كما أعتقد الآن، أن الشعب الفلسطيني يستحق دولة خاصة به. ولكن ما قلته أيضا هو أن السلام الحقيقي لا يتحقق سوى بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم. وبعد عام، وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي بذلتها أميركا وغيرها، لم يقم الطرفان بحل خلافاتهما. وبمواجهة هذا المأزق، طرحت أساساً جديداً للمفاوضات في شهر أيار/مايو من هذه السنة. وكان ذلك الأساس واضحاً، ومعروفاً لنا جميعا هنا. يجب أن يعلم الإسرائيليون أن أي اتفاق سينص على ضمانات لأمنهم. والفلسطينيون يستحقون أن يعرفوا حدود أرض دولتهم. والآن، أنا أدرك أن العديد يشعرون بالإحباط لعدم إحراز تقدم. وأطمئنكم، أنا أيضاً. ولكن السؤال ليس هو الهدف الذي نسعى إليه - السؤال هو كيفية الوصول إلى هذا الهدف".

 

"إن السلام يتطلب عمل كبير ولن يأتي من خلال البيانات والقرارات في الأمم المتحدة، فلو كان بهذه السهولة، لكان تحقق قبل الآن. وفي نهاية المطاف، ينبغي على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يجلسوا ويتفاوضوا، هم الذين راح يعيشون جنبا إلى جنب. فإن الإسرائيليين والفلسطينيين، وليس نحن، هم الذين يتعين عليهم التوصل إلى اتفاق بشأن المسائل التي تفرق بينهم حول الحدود، وحول اللاجئين والقدس. فإن السلام يعتمد على الاتفاق ما بين أولائك الذين ينبغي عليهم العيش سوية بعد الانتهاء من إلقاء خطبنا وبعد ما يجري تصويتنا".

 

يستطرد بما يلي بخطاب منمق طويل بغية تأويل وتبرير ما هو غير قابل للتأويل وغير قابل للتبرير.

 

"... ولا شك في أن الفلسطينيين مدركون أن تلك الرؤيا قد تأخرت زمنا طويلا جدا. وبالضبط، ولأننا نؤمن بتطلعات الشعب الفلسطيني فإن أميركا وظفت الكثير الكثير من الوقت والمجهود في بناء دولة فلسطينية وفي المفاوضات التي يمكن أن تحقق قيام دولة فلسطينية. ولكن، كونوا مدركين أيضا أن التزام أميركا بأمن إسرائيل لا يتزعزع وصداقتنا مع إسرائيل عميقة ودائمة".

 

"لقد أقام الشعب اليهودي دولة ناجحة، وإسرائيل جديرة بالإعتراف، وهي جديرة بعلاقات طبيعية مع جاراتها. وأصدقاء الفلسطينيين لا يخدمونهم بإنكارهم هذه الحقيقة.

 

"... أن لكل جانب تطلعات مشروعة، وهذا جزء مما يجعل السلام صعب المنال هكذا ولن نصل الى المفاوضات النهائية إلا حينما يتعلم كل جانب أن يقف مكان الآخر. أي كل جانب يمكنه أن يرى العالم من خلال أعين الجانب الآخر. وهذا ما يجب تشجيعه".

 

في غضون ذلك، ما زال الفلسطينيون منفيون في وطنهمذاته،تدمر بيوتهم من قبل آلات ميكانيكية مرعبة وهناكجدار الحقد، أعلى بكثير من جدار بيرلين يفصل ما بين الفلسطينيين ويفرقهم. أفضل شيء كان بامكان أوباما الاعتراف به هو أن المواطنين الاسرائيليين أنفسهم قد تعبوا من تبذير الموارد المستثمرة عسكريا، مما يؤدي إلى انعدام السلام ويحول دون الحصول على الوسائل الأساسية للحياة.إنهم مثل الفلسطينيون يعانون من عواقب هذه السياسات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والعناصر المتحاربة أكثر والأكثر رجعية لدى الدولة الصهيونية.

 

"بينما نواجه هذه النزاعات وهذه الثورات، ينبغي علينا الاعتراف والتذكّير بأن [...] السلام الحقيقي يعتمد على إيجاد الفرصة التي تجعل الحياة جديرة بالعيش. وكي نفعل ذلك، علينا مجابهة الأعداء المشتركين للبشرية: الأسلحة النووية والفقر؛ والجهل والمرض".

 

من يفهم هذه الرطانة التي يلتجىء إليها رئيس الولايات المتحدة أمام الجمعية العامة؟

 

ومباشرة يطرح فلسفته التي لا يمكن فهمها:

 

"لنواجه خطر الدمار الشامل، علينا أن نناضل من أجل عالم خال من الأسلحة النووية. فعلى مدى العامين الماضيين بدأنا المضي في ذلك المسار. ومنذ انعقاد قمة واشنطن العديد من الدول اتخذت خطوات لتأمين المواد النووية حتى تحتم من الإرهابيين".

 

هل هناك امكانية لإيجاد ارهاب أكبر من السياسة العدوانية والمتحاربة لبلد الذي بمخازن اسلحته النووية يستطيع أن يدمر عدة مرات الحياة البشرية بهذا الكوكب؟

 

"وستتابع أميركا العمل من أجل تحريم التجارب بالأسلحة النووية وحظر إنتاج المواد الانشطارية الضرورية لتصنيعها"، ما زالت أوباما يعهدنا بذلك، ويتابع "وقد بدأنا إذن التحرك في الإتجاه الصحيح والولايات المتحدة ملتزمة بالوفاء بتعهداتنا. ولكن حتى حينما نفي بتعهداتنا ننتظر من المؤسسات مساهمتها في الحد من انتشار هذه الأسلحة. […] لم تستطع إيران الاثبات بأن برنامجها سلمي".

 

مرة أخرى يكرر نفس الشيء! ولكن، بهذه المرة إيران ليست وحيدة؛ ترافقها جمهورية كوريا الديمقراطية.

 

"ينبغي على كوريا الشمالية اتخاذ المزيد من الاجراءات لتقليص أسلحتها وعليها كذلك أن تقليل أعمالها العدوانية ضد الجنوب. وهناك مستقبل من الفرص العديدة لشعبي هاتين الدولتين إذا لبت حكومتاهما التزاماتهما، أما إذا واصلتا سيرهما في طريق خارج القانون الدولي فسيتعين الرد عليهما بممارسة المزيد من الضغوطات والأعمال لعزلهما. ولذلك تفرض علينا التزاماتنا تجاه متطلبات السلام والأمن العمل بهذه الطريقة".

 

يُتبَع غداً.

 

فيدل كاسترو روز

25 أيلول/سبتمبر 2011

الساعة: 7:36 مساءً

 

الجزء الثاني والأخير

 

إذا جائزتنا للنوبل يخدع نفسه، وهذا ما لم يجر إثباته بعد، ربما هذا يفسر التناقضات التي لا تصدق لبراهينه وعلله والضباب الذي تم غرسه ما بين المستمعين.

 

ليس هناك أدنى دليل على الأخلاق وحتى على السياسة في محاولته لتبرير قراره المعلن عنه لاستخدام الفيتو ضد أي قرار لصالح الاعتراف على فلسطين كدولة مستقلة وعضوة للأمم المتحدة.حتى السياسيين الذين لا يؤمنون أبدا بالتفكير الاشتراكي ويرأسون أحزابا كانت هي الأخرى حليفة قوية لأوغوستو بينوشيت، تعلن تأييدها لحق فلسطين في عضوية منظمة الأمم المتحدة.

 

إن كلمات براك أوباما حول القضية الأساسية التي تناقش اليوم بالجمعية العامة لتلك المنظمة يمكن التصفيق عليها فقط من خلال مدافع، صواريخ ومقاتلات حلف الناتو.

 

أما باقية خطابه، فيتكون من كلام فارغة، خالية عن السلطة المعنوية وعن المعنى.لنلاحظ،، على سبيل المثال، كم كانت هي الأخرى يتيمة من الأفكار عندما يقول أوباما وسط هذا العالم الجائع والذي تنهبه الشركات متعددة الجنسيات والنزعة الاستهلاكية السائدة بالبلدان الرأسمالية المتطورة، يقول هو الآخر ما يلي:

 

"لا بد من تحسين النظم الصحية لمكافحة الأمراض. سوف نواصل مكافحتنا لفقدان المناعة المكتسبة (الأيزد)، السل، والبرداء: سوف يتم التركيز على صحة البالغين والأطفال، ولا بد من كشف ومكافحة أي خطر بيولوجي مثل الأنـفلونزاH1N1 ، أو أي تهديد إرهابي أو أي مرض".

 

"بما يخص الأعمال المتعلقة بالتغير المناخي: ينبغي علينا الاعتماد على الموارد القليلة، ومواصلة العمل للبناء، اعتمادا على ما تم تحقيقه في كوبينهاغي وكانكون، حتى تستمر الاقتصاديات الكبيرة تلتزم بتعهداتها. علينا أن نعمل معا لتغيير الطاقة، التي تمثل محرك الاقتصاديات وينبغي علينا تأييد آخرين يتقدمون باقتصادياتهم. ها هو العهد أمام الأجيال المقبلة وحتى نضمن أن تحقق المجتمعات طاقاتها وقوتها يجب أن نسمح للمواطنين كذلك بتحقيق طاقاتهم"

 

الجميع يعلم أن الولايات المتحدة لم توقع على بروتوكول كيوتو وأنها قامت بتخريب كل الجهود التي تبذل للحفاظ على الإنسانية أمام العواقب المرعبة للتغير المناخي، رغم أنه البلد الذي يستهلك جزءا كبيرا جدا، جدير بالاعتبار مما يتجاوز الحد المناسب من الوقود والموارد العالمية.

 

لنترك الشهادة على الكلمات الغرامية التي كان يسعى من خلالها استمالة رجال الدولة المجتمعين هناك:

 

"ليس هناك ولا خط مستقيم ولا مسار واحد لتحقيق النجاح، ننحدر عن شتى الثقافات ولدينا تواريخ مختلفة؛ ولكننا، لا نستطيع أن ننسى أننا لما تجتمع هنا بصفتنا رؤساء العديد من الحكومات، نمثل مواطنين لديهم طموحات أساسية، نفس الطموحات: العيش بكرامة وبحرية؛ الحصول على التربية وتحقيق الفرص؛ حب الأسر، حب وعبادة الآلهة؛ العيش بسلام مما تجعل الحياة جديرة بعيشها؛ وقد جعلنا طبيعة العالم غير المتقن نتعلم تلك الدروس يوميا".

 

"...لأن الذين جاؤوا قبلنا كانوا يعتقدون أن السلام أفضل من الحرب، وأن السلام أفضل من القمع، وأن الازدهار أفضل من الفقر. ها هي الرسالة الآتية ليست من العواصم، بل وإنما من الشعوب،من الناس، وعندما تأسست هذه المؤسسة، جاء ترومان وصرح: أساسا إن الأمم المتحدة هي التعبير عن الطبيعة الأخلاقية لطموحات البشر. إننا نعيش بعالم يتغير بسرعة فائقة، ها هو درس لا يجب أن ننساه أبدا. إن السلام صعب المنال ولكنه ممكن. ولذلك ينبغي علينا أن نعمل معا بعزيمة ونتقيد بالآمال وليس بالتخوفات. ينبغي علينا أن نعمل معا من أجل السلام، السلام الدائم.

 

شكرا جزيلا.

 

الاستماع حتى النهاية يستحق أكثر من الشكر؛ يستحق جائزة.

 

مثلما قلت، في الساعات الأولى للمساء إدلى بكلمته إيفو موراليس أيما، رئيس دولة بوليفيا وهي متعددة القوميات، وهو بدأ يتعرض بسرعة للقضايا الجوهرية.

 

"...هناك فرق واضح ما بين ثقافة الحياة وثقافة الموت؛ هناك فرق واضح بين الحقيقة والكذبة وفرق عميق ما بين السلام والحرب".

 

"...أشعر أنه سيصعب التفاهم مع سياسات اقتصادية عندما يتركز الرأسمال بأيدي قليلة. تبرهن الإحصائيات أن 1% من سكان العالم لديهم 50% من الثروات. إذا ما زالت قائمة هذه الفروق العميقة إذن كيف يمكن حل مشكلة الفقر؟ وإذا لا ننتهي بالفقر، كيف يمكن ضمان سلام عادل؟

 

"أتذكر تماما عندما كنت طفلا، لما كانت تجري انتفاضة الشعوب ضد النظام الرأسمالي، ضد النماذج الاقتصادية المعتمدة على النهب الدائم لمواردنا الطبيعية كانوا يتهمون القيادات النقابية، القيادات السياسية التي اتجاهها يساري، كانوا يتهمونهم بأنهم شيوعيين حتى يتم اعتقالهم؛ كانوا يتدخلون عسكريا في الأماكن التي فيها القوى الاجتماعية: وكان يحصل الإبعاد، المنفى، المذابح، الملاحقات، الاعتقالات، يتهمونهم بأنهم شيوعيين، اشتراكيين، ماوويين، ماركسيين- لينينيين. أشعر أن تلك الأمور قد انتهت، الآن لديهم أدوات أخرى مثل تجارة المخدرات والإرهاب..."

 

"... يعدون التدخلات عندما الرؤساء، الحكومات، الشعوب ليست رأسمالية وليست موالية للإمبريالية".

 

"... يجري الحديث عن سلام دائم. كيف يمكن للسلام الدائم أن يتحقق مع وجود القواعد العسكرية الأمريكية؟ كيف يمكن للسلام الدائم أن يتحقق بينما تجري التدخلات العسكرية؟

 

"ما هي فائدة هذه الأمم المتحدة إذا توجد هنا مجموعة من البلدان التي تقرر التدخلات والمذابح؟

 

"إذا كنا نريد أن تتوفر عند هذه المنظمة، الأمم المتحدة، السلطة الكفيلة بالاحترام بقرارات الأمم المتحدة، ينبغي علينا أن نبدأ بالتفكير حول إعادة تأسيس الأمم المتحدة..."

 

"سنويا بالأمم المتحدة تقرر تقريبا مائة بالمائة من الدول باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل، تقرر رفع الحصار، إنهاء الحصار الاقتصادي المفروض على كوبا ومن يضمن الاحترام بذلك؟ بطبيعة الحال، مجلس الأمن لن يضمن أبدا الاحترام بذلك القرار للأمم المتحدة […] لا يمكنني أن أفهم عدم الاحترام بالقرارات بمنظمة تنتمي إليها جميع بلدان العالم. ما هي الأمم المتحدة؟"

 

أود أن أقول لكم أن بوليفيا لم ترفض الاعتراف بفلسطين بالأمم المتحدة. موقفنا كالتالي: بوليفيا ترحب بفلسطين في الأمم المتحدة ".

 

"انتم تعلمون، أيها المستمعون الكرام،أنني انحدر عن الحركة الفلاحية للسكان الأصليين، وبأسرنا لما يجري الحديث عن شركة يسود التفكير بوجود أعداد كبيرة من الأموال، بأنها تختزن الكثير من الأموال، أن أصحابها هم يملكون الملايين ولم يكن بمقدورهم الفهم بأن الشركة تطلب من الدولة المال للقيام بالاستثمار المعني".

 

"ولهذا أقول أن هذه الهيئات المالية الدولية هي التي تقوم بالأعمال بواسطة الشركات الخاصة. ولكن من يضطر للدفع عن ذلك؟ بالضبط، الشعوب، الدول".

 

"... بوليفيا لديها مطلب تاريخي من شيلي، للخروج إلى البحر، وممارسة سيادتها في هذه الأراضي، حتى المحيط الهادي. لذلك، قررت بوليفيا الذهاب إلى المحاكم الدولية، حتى تطلب الخروج المفيد نحو المحيط الهادي، بممارسة السيادة.

 

"إن القرار 37/10 للجمعية العامة للأمم المتحدة، 15 تشرين الثاني عام 1982 ينص على أن الذهاب إلى المحكمة الدولية للعدل لحل النزاعات ما بين الدول لا يجب اعتباره كعمل غير ودي".

 

"تحتمي بوليفيا بالقانون والحق للذهاب إلى المحكمة الدولية لأن انغلاقها أسفر عن حرب مجحفة، غزو. إن المطالبة بحل في المجال الدولي تمثل بالنسبة لبوليفيا التعويض عن إجحاف تاريخي.

 

"إن بوليفيا دولة متسالمة تعطي الأولوية للحوار مع بلدان الجوار ولذلك تحرص على إبقاء قنوات التفاوض الثنائي مفتوحة مع شيلي، دونما يعني ذلك التخلي عن حقها في اللجوء إلى محكمة دولية..."

 

"إن الشعوب ليست مسؤولة عن الانغلاق البحري لبوليفيا، وإنما تقع المسؤولية على حكومات الأقلية، الشركات متعددة الجنسيات التي تسيطر على الموارد الطبيعية، مثلما يحدث دائما.

 

"إن معاهدة 1904 لم تقدم مساهمة للسلام ولا للصداقة وإنما أدت إلى عدم وجود ميناء ذو سيادة عند بوليفيا خلال مدة تجاوزت قرن".

 

..."في منطقة القارة الأمريكية تتولد حركة أخرى لبلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي، منظمة الدول الأمريكية دون الولايات المتحدة، حتى نتحرر عن إملاءات معينة تفرض علينا، وهذا ما يسعدنا، بالخبرة المتواضعة المتوفرة لدينا من خلال أوناسور […] لم نعد نحتاج، في حالة وجود أي نزاع بين بلدان […] أن يأتوا من مكان آخر ومن الخارج لترتيب الأمور".

 

إنني كذلك أريد أن أغتنم هذه الفرصة للتعرض لموضوع محوري، ألا وهو تجارة المخدرات. إن الامبريالية الأمريكية تستخدم مكافحة تجارة المخدرات بأهداف سياسية بحتة.

 

إن دائرة مكافحة المخدرات التابعة للولايات المتحدة لم تكن تكافح تجارة المخدرات في بوليفيا، وإنما كانت، هي الأخرى، تراقب على تجارة المخدرات بأهداف سياسية. إذا كان يظهر هناك أي مسؤول نقابي أو أي مسؤول سياسي معادي للامبريالية، كانت تقوم تلك الدائرة بتوريطه.

 

العديد من القياديين ومن السياسيين استطعنا أن ننجو أنفسنا من تلك الأعمال القذرة للإمبراطورية لتوريطنا بتجارة المخدرات. إلى حد الآن ما زالوا يحاولون تحقيق ذلك".

 

أفادت بعض وسائل الإعلام بالولايات المتحدة في الأسابيع الماضية أن الطائرة الرئاسية تم حبسها لوجود بقايا كوكايين فيها. يا له من خبر مضل! إنهم يحاولون تضليل السكان وشن حملة قذرة ضد الحكومة، حتى ضد الدولة. ومع ذلك، ما ذا تفعل حكومة الولايات المتحدة؟ تسحب مصداقية بوليفيا وفنزويلا. ما هي السلطة المعنوية والأخلاقية للولايات المتحدة لإعطاء أو سحب المصداقية في هذا المجال لبلدان أمريكا الجنوبية أو أمريكا اللاتينية؟ فالولايات المتحدة هي المستهلك الأول للمخدرات في العالم، إنها تنتج الحشيش، إنها المنتج الأول للحشيش في العالم […] بأي سلطة تستطيع هي الأخرى أن تسحب المصداقية؟ إنها طريقة أخرى لتخويف أو إركاع البلدان، حتى تلقح درسا. وتأخذ العبر. ومع ذلك بوليفيا تتولى مسؤوليتها الكبيرة بهذا الخصوص وتواصل مكافحتها لتجارة المخدرات.

 

" بنفس التقرير المقدم من قبل الولايات المتحدة، أي من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، يتم الاعتراف بتقليل ملحوظ لمزروعات الكوكا، مما أدى إلى تحسين حالات التحريم.

 

"ولكن، أين السوق؟ إن السوق بمثابة مصدر تجارة المخدرات وها هي السوق هنا. ومن يسحب المصداقية من الولايات المتحدة لأن التسويق لم ينخفض؟

 

"صباحا، كان رئيس المكسيك، كالدير ون، يقول أن سوق المخدرات ما زال ينمو ولماذا لم يتم تولي المسؤوليات من أجل إلغاء السوق. […] لا بد من مكافحتها ونتولى جميعنا مسؤولياتنا […] في بوليفيا لا نخاف، لا بد من إنهاء سرية العمليات المصرفية إذا نريد أن نكافح تجارة المخدرات مباشرة."

 

"... إحدى الأزمات، على هامش أزمة الرأسمالية، هي الأزمة الغذائية […] لدينا خبرة متواضعة ببوليفيا: نعطي الأرصدة لمنتجي الرز، الذرة، القمح، الصويا بفائدة صفر بالمائة وهم يستطيعون دفع ديونهم بالمنتجات، أي بالأغذية؛ أو تعطى قروض ميسرة لتشجيع الإنتاج. ومع ذلك،فإن البنوك الدولية لا تأخذ بالحسبان أبدا المنتج الصغير، لا تأخذ بعين الاعتبار أبدا الجمعيات،التعاونيات،التي يمكنها أن تساهم بشكل جيد جدا إذا تعطى لها الفرص […] ينبغي علينا أن ننهي التجارة المسماة تنافسية.

 

"من يربح بالتنافس؟ الأقوى، أصحاب المنفعة والفضل، دائما تربح الشركات متعددة الجنسيات، وماذا يحدث للمنتج الصغير؟ ماذا تحدث لتلك الأسرة التي تريد أن تنهض اعتمادا على جهودها؟ […] بينما تسود سياسة التنافس بتأكيد ما راح نحل أبدا مشكلة الفقر.

 

" ولكن، أخيرا، حتى أختتم هذه المداخلة، أريد أن أقول لكم أن أزمة الرأسمالية لا يمكن دفعها. […]إن الأزمة الاقتصادية للرأسمالية ليست وليدة الأوضاع فحسب، وإنما هي بنيوية، وماذا تفعل البلدان الرأسمالية أو البلدان الامبريالية؟ تبحث عن أي حجج للتدخل في بلد ولفرض السيطرة من جديد على مواردها الطبيعية.

 

في هذا الصباح كان رئيس الولايات المتحدة يقول أن العراق قد تحررت، أنهم سيحكمون أنفسهم بأنفسهم، ولكن، بأي أيدي أصبح بترول العراقيين؟

 

" إنهم عبروا عن تحيتهم، قالوا أن حكومة الفرد، الحكم الاستبدادي انتهى بليبيا، وأن الديمقراطية أصبحت تسود؛ ربما أصبحت هناك ديمقراطية، ولكن بأي أيدي سيكون الآن البترول الليبي؟ […] ولم يتم القصف لسبب القذافي أو لسبب المتمردين، وإنما بحثا عن البترول في ليبيا.

" ولذلك، أزمتهم، أزمة الرأسمالية يريدون تجاوزها وحلها عن طريق الاستيلاء على مواردنا الطبيعية، على حساب وقودنا، وعلى حساب الغاز عندنا، ومواردنا الطبيعية.

 

" على أكتافنا مسؤولية كبيرة: الدفاع عن حقوق الأرض الأم".

 

"...أفضل طريقة للدفاع عن حقوق الإنسان الآن تمر بالدفاع عن حقوق الأرض الأم […] وهنا تقع علينا مسؤولية كبيرة تتعلق بإقرار حقوق الأرض الأم. منذ 60 سنة تمت الموافقة على البيان العالمي لحقوق الإنسان. منذ 60 سنة أدركوا بالأمم المتحدة أن الإنسان يتمتع بحقوق. بعد الدفاع عن الحقوق السياسية، والحقوق الاقتصادية، وحقوق الشعوب الأصلية، الآن يقع على عاتقنا مسؤولية، ألا وهي كيف ندافع عن حقوق الأرض الأم.

 

"كذلك نعي أن النمو اللا محدود بمعمورة محدودة غير مستدام ومستحيل. وحدود النمو تابعة لقدرة تدهور النظم البيئية للأرض. […] ندعو إلى […] إقرار وصايا عشرة جديدة تتعلق بالمطالب الاجتماعية: بالنظم المالية، والموارد الطبيعية، والخدمات الأساسية، والإنتاج، والكرامة والسيادة، حتى نبدأ بإعادة تأسيس الأمم المتحدة، حتى تصبح، هي الأخرى، الهيئة العليا لحل قضايا السلام، قضايا الفقر، قضايا الكرامة وسيادة شعوب العالم".

 

" نتمنى أن تكون مفيدة إلى حد ما لنا جميعنا هذه التجربة التي عشناها كرئيس، مثلما أنا أتيت لأتعلم من الكثير منكم لمواصلة العمل من أجل مساواة وكرامة الشعب البوليفي.

 

"شكرا جزيلا"

 

بعد سرد المفاهيم المحورية لإيفو موراليس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، الذي سمحوا له بإلقاء كلمته بعد يومين، طرح المعاناة الدراماتيكية لسكان فلسطين: "...الظلم التاريخي الفادح الذي ارتكب بحق شعبنا، فصادقنا على إقامة دولة فلسطين فوق 22% فقط من أراضي فلسطين التاريخية، أي فوق كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في العام 1967. وقد كنا بتلك الخطوة التاريخية التي لقيت تقدير دول العالم، نقدم تنازلا هائلا من أجل تحقيق التسوية التاريخية التي تسمح بصنع السلام في أرض السلام.

 

"[…] إن شعبنا سيواصل مقاومته الشعبية السلمية للاحتلال الإسرائيلي ولسياسات الاستيطان والأبرتهايد وبناء جدار الفصل العنصري […] مقدماً بذلك نموذجاً مبهراً وملهماً وشجاعاً لقوة الشعب الأعزل إلا من حلمه وشجاعته وأمله وهتافاته في مواجهة الرصاص والمدرعات وقنابل الغاز والجرافات".

 

"...إننا نمد أيادينا إلى الحكومة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي من أجل صنع السلام، وأقول لهم: دعونا نبني مستقبلا قريبا عاجلا لأطفالنا، ينعمون فيه بالحرية والأمن والازدهار […]. دعونا نبني علاقة التعاون الندية المتكافئة بين دولتين جارتين: فلسطين وإسرائيل، بدلاً من سياسات الاحتلال والاستيطان والحروب وإلغاء الآخر".

 

مر تقريبا نصف قرن منذ ذلك الاحتلال الوحشي الذي شجعته وأيدته الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم يمر يوما دونما يستمر بناء وإقامة الجدار ودونما تدمر آلات ميكانيكية فظيعة ومرعبة البيوت الفلسطينية ودونما ينجرح أو يموت أي شاب أو مراهق فلسطيني.

 

كم هي عميقة الحقائق المتضمنة بكلمات إيفو!

 

فيدل كاسترو روز

26 أيلول/سبتمبر 2011

الساعة: 10:32 مساءً

--------------------انتهت.

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster