|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
فيديل كاسترو
في
احتفال إحياء الذكرى الخمسين لقيام "لجان الدفاع عن الثورة"
قلتُ رأيي بأن "الثورة الكوبية، في جزيرتنا الصغيرة وموضع
التجاهل، كانت حديثة الولادة، ولكن مجرّد مجيئها إلى العالم،
على مسافة تسعين ميل فقط من الإمبراطورية الجبّارة، تحوّل إلى
امتحان لعجرفة القوة العظمى المهيمنة في نصفنا الغربي من
العالم وفي جزء كبير من العالم. وعدتُ بتناول ما قلته قبل ذلك
الموعد بيومين في منظمة الأمم المتحدة. نبّهتُ إلى أن كفاحنا
سيكون "طويلاً وشاقاً". هذه المهمة من واجبي أن أؤجلها الآن.
غير أن هناك موضوعاً آخر أكثر أهمية في هذه اللحظات.
كما يعرف
كثيرون في العالم، يتميّز شعبنا بمستوياته العالية من المعارف المحرزة
على مدى خمسة عقود من الزمن، انطلاقاً من بلد شبه مستعمَر وأحادي
الإنتاج فيه عدد كبير من الأميين وشبه الأميين ومستويات متدنية من
التعليم العام والمعارف العلميّة، وينبغي أن يكون مطلعاً بشكل واسع على
ما يمكن أن تعنيه الطاقة النووية بالنسبة لمصير الجنس البشري.
في الثامن
والعشرين من أيلول/سبتمبر قلت حرفياً: "يبدو لي أنه ربما يكون مفيداً
كشف بعضاً من هذه الأفكار المتعلقة بماهية السلاح النووي. لقد رأيتُ
بعض المشاهد حول ماهيّة الكتلة الحرجة، وما يعني استخدامها كسلاح:
حسناً، أخذ الطاقة التي تحرّك الكون من أجل استخدامها في الحرب".
اعتباراً من "الدرجة 300 من الحرارة تنصهر جميع المعادن والمواد [...]،
فماذا سيكون عليه الحال عند بلوغ عشرة آلاف درجة؟ [...] حسناً، من خلال
الانفجار النووي، الناجم عن الكتلة الحرجة يمكن الوصول إلى ملايين
الدرجات المئوية من الحرارة...".
في سبيل
أخذ فكرة عن القدرة التدميرية عند هذه الطاقة، أودّ أن أضيف في هذا
التأمل ما كتبه هارّي ترومان في مذكراته يوم الخامس والعشرين من
تموز/يوليو 1945 حول التجربة التي أجريت في ولاية نيو مكسيكو: "التجربة
في صحراء نيو مكسيكو كانت مدهشة، وهذا لتوصيفها بشكل معتدل. ثلاثة عشرة
رطلاً من المادة المتفجرة تسببت بالتدمير الكامل لبرج فولاذي يبلغ
ارتفاعه ستين قدماً، وفتحت ثغرة يصل عمقها إلى ستة أمتار وقطرها إلى
1200 قدم، وأسقطت برجاً فولاذياً على مسافة نصف ميل ورمت أرضاً أشخاصاً
كانوا يتواجدون على مسافة عشرة آلاف ياردة. شوهد الانفجار من على مسافة
أكثر من 200 ميل وسُمع من على مسافة أكثر من أربعين".
في المرحلة
الراهنة التي يعيشها العالم، حيث يوجد فيه نحو مائتي دولة معترَف بها
كدول مستقلة لها الحق بالمشاركة في منظمة الأمم المتحدة –وهو وهم
قانوني سخيف-، يتمثل السبيل الوحيد لبعث الأمل في إطلاع الجماهير، بنفس
هادئة وعاقلة، على حقيقة أن سكان المعمورة معرّضون لخطر هائل.
في إطار
الحيّز الضيق لعلاقاتنا، أتيحت لنا الفرصة لاستقبال شخصيتين لامعتين
خلال أقل من ثلاثة أسابيع. الأول هو آلان روبوك، وهو باحث وبروفيسور
متقاعد من جامعة روتجيرز، نيوجيرسي. هذا العالِم الأمريكي أثبت من خلال
عمله إلى جانب مجموعة من زملائه الرائعين، ووصل بنظريته حول "الشتاء
النووي" إلى ما هي عليه من مستوى اليوم. يكفي مائة فقط من القنابل
النووية الإستراتيجية لـ 2500 الموجودة اليوم في العالم –حسبما شرح
لنا- للتسبب بالمأساة.
أثبتت
نظرية "الشتاء النووي" أنه "لو لم تكن هذه الأسلحة موجودة، لما كان
بالإمكان استخدامها. وفي هذه اللحظات لا توجد حجة عقلانية تبرر
استخدامها على الإطلاق. إذا لم يكن بالإمكان استخدامها، من الضروري
تدميرها، وبهذه الطريقة نحمي أنفسنا من الحوادث والأخطاء الحسابية أو
أي موقف جنوني [...]
إن أي بلد
ينظر حالياً في الطريق النووي عليه أن يعترف بأنه إنما يضع بذلك في
خطر، ليس مواطنيه أنفسهم فحسب، بل وبقية العالم أيضاً [...]
إن استخدام
الأسلحة النووية في حال شن هجوم شامل على العدو، إنما يشكل عملاً
انتحارياً بسبب البرد والظلمة غير الطبيعيين، الناجمان عن الدخان
القادم من النيران الناتجة عن القنبلة".
أعاد روبوك
إلى الأذهان ما قاله أينشتاين: "إطلاق العنان لطاقة الذرة قد غير كل
شيء، باستثناء أسلوب تفكيرنا، ولهذا ترانا ننجرف نحو كارثة غير
مسبوقة".
إجابتي على
العالِم النبيل كانت: "لا نفعل شيئاً بمعرفتنا نحن لذلك، ما يحتاجه
الأمر هو أن يعرفه العالم".
في الثاني
من تشرين الأول/أكتوبر وصلت إلى بلدنا شخصية أخرى ذات سلطة ومكانة
كبيرين، وهو رجل الاقتصاد ميتشيل شوسودوفسكي، مدير "مركز الأبحاث حول
العولمة"، والمحرر الرئيسي لموقع الويب "Global
Research"،
الذي يزداد تأثيره يوماً بعد يوم، وهو بروفيسور متقاعد من جامعة أوتاوا
ومستشار للعديد من المؤسسات الدولية، مثل "برنامج الأمم المتحدة
للتنمية" و"البنك الأفريقي للتنمية"و"صندوق السكان التابع للأمم
المتحدة" وغير هذه من العلاقات والاستحقاقات التي لا مجال لذكرها.
أحد
النشاطات الأولى التي قام بها رجل الاقتصاد والكاتب الكندي هو إلقائه
محاضرة في قاعة مسرح "مانويل سانغيلي" في جامعة هافانا على طلاب
وأساتذة وباحثين في العلوم الاقتصادية. قام بإلقائها والرد على جميع
الأسئلة بلغة إسبانية ممتازة. شكّلت تلك المحاضرة جهداً محموداً أخذتُ
من فحواها الأفكار الأساسية، وخاصة تلك المتعلّقة بمخاطر نشوب حرب
تستخدَم فيها أسلحة ذريّة.
[...]
يمثّل الاقتصاد النيوليبرالي في جامعات أمريكا الشمالية وقائع مصطنعة
كلياً؛ من الصعب جداً على رجال الاقتصاد [...] بحث الواقع الاقتصادي.
[...] ليست هناك فكرة عن العنصر الاقتصادي [...]
التحكّم
المالي بالعمليات السريّة التي تقوم بها المجموعات الحاكمة، والخداع
الذي يعانيه هذا النظام الاقتصادي [...] هو أمر خارج عن سيطرة
الأفراد... [...]
بودي أن
أركّز اليوم بشكل أكبر بكثير على مسألة المغامرة العسكرية الجاري
تنفيذها. إنه تحالف بين الولايات المتحدة وحلف الناتو وإسرائيل، إنه
مشروع عسكري؛ ولكنه في ذات الوقت مشروع اقتصادي، لأنه مشروع هيمنة
اقتصادية [...]
هذه
العمليات العسكرية تستجيب [...] لأهداف من النوع الاقتصادي. [...]
الهدف الاقتصادي الرئيسي والأهم هو موارد النفط والغاز الطبيعي. [...]
شرق البحر المتوسط وحتى حدود الصين ومن بحر قزوين حتى جنوب العربية
السعودية [...] الشرق الأوسط-آسيا الوسطى، وهذه المنطقة –حسبما تشير
المعطيات- تحتوي على حوالي ستين بالمائة من الاحتياط العالمي من النفط
والغاز الطبيعي [...]
إذا ما
قارنّا ذلك مع احتياط الولايات المتحدة، فإنه يبلغ أكثر من ثلاثين
ضعفاً. تملك الولايات المتحدة أقل من 2 بالمائة من الاحتياط العالمي
[...] وهي تخوض حرباً باسم شركاتها النفطية [...] من أجل السيطرة على
كل هذه الموارد [...]، إحكام القوة الاقتصادية من وراء هذه الحرب، إنها
الشركات النفطية "بريتيش بترلوليوم" و"شيفرون" و"إكسون"، شركات النفط
البريطانية-الأمريكية المتواجدة هناك، ولها مصالح في تلك المناطق.
شركة
"بريتيش بتروليوم" [...] كانت تسمّى سابقاً "أنغلو بيرشيان أويل
كومباني" (Anglo
Persian Oil Company)،
وشركة "أنغلو بيرشيان أويل كومباني" كانت عبارة عن مشروع للهيمنة على
إيران والعراق على حد سواء بعد الحرب العالمية الثانية [...]
إذا أخذنا
مجموع البلدان الإسلامية، ومن بينها نيجيريا وليبيا والجزائر وماليزيا
وإندونيسيا وبروني، نجد أنها تصل إلى نحو 70 بالمائة نسبة الاحتياط
العالمي من النفط [...]. الولايات المتحدة تشن حرباً دينية ضد سكان هذه
البلدان التي يوجد فيها نفط. [...] إنها حملة صليبية ضد العالم
الإسلامي؛ ولكن الهدف الديني هو الذريعة، المبرر لشن هذه الحرب [...]
خطابات أوباما وهيلاري كلينتون تجعلنا نظن بأن الولايات المتحدة، بكل
جبروتها العسكرية ونفقاتها العسكرية البالغة نحو بليون دولار سنوياً،
تشن حربها على بن لادن و"القاعدة" [...]
تناقض
الخطاب يأتي دائماً من مصادر رسمية [...]. فقد نشرت وكالة السي آي إيه
وثيقة مؤخراً ذكرت فيها أنه لا يزيد عن خمسين عدد أعضاء "القاعدة"
الذين ما يزالون في أفغانستان. [...] هذه الحرب ليست حرباً على
الإرهابيين الإسلاميين؛ ولكن حجة الحرب هي الكفاح من أجل الديمقراطية
واستئصال الشر [...]
المثير
للانتباه أنه في وثائق عسكرية يقال: "إذا كنت تعرف ماذا تريد، سوف نذهب
للبحث عنهم فهم أشرار". إنه خطاب بحد ذاته [...]، هو خطاب لن يردّ عليه
أحد، لأنه قادم من السلطة، الرئيس أوباما، ويقول: "علينا أن نبحث عن بن
لادن، فنحن لا نعرف أين هو؛ إذا استلزم الأمر [...] سوف نبحث عنه
بأسلحتنا النووية" [...]
طُرحت بعد
الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عقيدة الحرب الوقائية والحرب النووية
الوقائية. [...] على أساس الأهداف المتمثلة في مكافحة الإرهاب، كان
محقاً استخدام أسلحتنا النووية ضدّهم، بل وأنه في عمليات التشويه
الإعلامية تم إظهار بن لادن على أنه قوة نووية [...]. إنها القدرات
النووية غير الحكومية [...] القدرات النووية غير الحكومية بالتحالف مع
إيران التي –حسب ما يقولون هم- تشكل قوة نووية، مع أنه لا يوجد أي دليل
على أن إيران تملك السلاح النووي [...]
الولايات
المتحدة وحلفاؤها يهددون إيران بالسلاح النووي، ومبررها لذلك هو
الأسلحة النووية التي لا وجود لها في إيران، والذريعة هي أن إيران تشكل
تهديداً للأمن العالمي [...]
هذا هو
الخطاب، وللأسف أن هذا الخطاب أصبح يجد الدعم من قبل العديد من
الحكومات، [...] جميع حكومات حلف الناتو وإسرائيل تدعم خيار الحرب
النووية الاستباقية ضد إيران [...] وأن إيران تدعم بن لادن وأنه لا بد
من فرض "الديمقراطية" على إيران بسبب استخدام السلاح النووي [...]
إننا نعيش
وضعاً نجد فيه البشرية متضررة، لأنه إذا ما وقع هجوم نووي على إيران
–وهو ما يجري الحديث عنه، وهناك استعدادات للحرب منذ عام 2004-، فإن
ذلك يعني أولاً أننا سنشهد في هذه الحرب في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى،
المقتصرة حالياً على ثلاثة مسارح هي أفغانستان والعراق وفلسطين،
تصعيداً للعملية العسكرية مع إمكانية نشوء مسرح حرب، الحرب العالمية
الثالثة [...]
الحرب
العالمية الثانية كانت عبارة عن مجموعة من الحروب الإقليمية. [...] حرب
في أوروبا [...] وحرب في الباسيفيك [...] وحرب في أفريقيا [...]
والعديد من المسارح [...] واليوم هو الترابط عبر أنظمة اتصال وتركّز
القيادة السكرية في مكان واحد، وهو الـ "US
Strategic Command"،
في نبراسكا. [...] ومع عسكرة الفضاء عبر نظام الأقمار الصناعية، وأنظمة
الصواريخ المسمّاة ذكيّة، هناك تقسيم مناطقي للعمليات العسكرية [...]
وتخطيط عسكري للولايات المتحدة، ولكنه منسق. "US
Central Command"
[...] آسيا الوسطى والشرق الأوسط، [...] "SOUTHCOM"
القائم في ميامي. [...] "Africa
Command"
[...] تقوم قاعدته في أوروبا، وليس في أفريقيا. [...] وهناك سلسلة من
القيادات الإقليمية، ولكن ديناميكية الحرب الشاملة مختلفة جداً عن
ديناميكية الحروب السابقة، [...] إنها تنسيق في وقت فعلي، بهدوء، قيادة
وحيدة؛ نظام الدفاع الجوي لكل هذه البلدان التابعة لحلف الناتو،
والولايات المتحدة، والآن إسرائيل، هو نظام متكامل. [...] إننا في عالم
مختلف كلياً، بأسلحة متطورة بشكل هائل، وبالإضافة للسلاح النووي لدينا
السلاح الكهرو-مغناطيسي وتنسيق جميع العمليات. [...] لدى حلف الناتو.
اليوم قيادة عسكرية موحّدة أيضاً، بشكل يجعله حلفاً على درجة هائلة من
التنسيق يمكنه شن عمليات في أي بقعة من العالم. [...] ما دامت متوفرة
لديهم القدرة، على مستوى أسلحة الدمار الشامل، وهي أسلحة متطورة بشكل
كبير [...]
إن كل هذا
هو عقد لعدد قليل من الشركات المنتجة للأسلحة –يُسمّى في الولايات
المتحدة "Defense
Contract"-
الشركات التي لها اتفاقيات مع وزارة الدفاع. [...] تبلغ قيمة النفقات
العسكرية في الولايات المتحدة 75 بالمائة من الدخول القادمة من الضرائب
على المساكن، وليس جميع دخول الدولة الفدرالية، وإنما دخول ما يدفعه
الأفراد والعائلات سنوياً [...] 1.1 بليون دولار سنوياً على وجه
التقريب، ويصل حجم النفقات العسكرية إلى حوالي 750 ألف مليون دولار
[...]، 75 بالمائة [...] وهي أرقام رسمية، ولكن النفقات العسكرية في
الواقع هي أكبر من هذا بكثير [...]
تبلغ
النفقات العسكرية للولايات المتحدة اليوم ما يزيد بقليل عن خمسين
بالمائة من النفقات العسكرية لباقي البلدان مجتمعة. [...] اقتصادها
يميل بشكل كبير أيضاً للاقتصاد العسكري، بكل ما يتبع ذلك من عواقب مثل
انهيار الخدمات الاجتماعية، الرعاية الطبية.
حالة الفقر
الموجودة في الولايات المتحدة، أكان بسب الأزمة أم بسبب الاقتصاد
العسكري، هي على درجة كبيرة من الخطورة، وليست ناجمة عن قلة الموارد،
إنما هي ناجمة عن تحويل الثروات إلى أيادٍ قليلة، وحالة الركود الآخذة
بالحدوث بسبب انحسار مستوى الحياة، وكذلك بسبب توجيه الدولة لكل الدخول
تقريباً نحو المحافظة على الاقتصاد الحربي من ناحية، ونحو ما يسمّى
الإنقاذ المصرفي، من ناحية أخرى [...]
في الصراع
بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة كان هناك نوع من التفاهم
[...] –لا أعرف كيف أقوله بالإسبانية- ... أي أنه لن يتم استخدامها
لأنه من المعروف بأنه سلاح سوف يقضي على المجتمع بمجمله [...]
جاءت أولاً
هذه العقيدة الحربية النووية الوقائية، التي قامت على إعادة تصنيف
السلاح النووي كسلاح تقليدي. [...] في الحرب الباردة كان هناك الهاتف
الأحمر، كان يتعيّن القول من يوجد في موسكو... كان هناك اعتراف بأنه
أمر خطير، أليس كذلك؟ [...]
في عام
2002 حدث ما يلي: قامت حملة إعلامية داخل القوات المسلحة تقول بأن
السلاح النووي التقليدي هو سلاح آمن بالنسبة للسكان المدنيين [...] "Safe
for the surround civilian population"،
أنه لا ينزل أضراراً بالسكان المدنيين في أنحاء المكان الذي يقع في
انفجار. كان هذا بالنسبة للقنبلة النووية التي أطلقوا عليها هم اسم "mini-niuk"،
و"mini-niuk"
تعني قنبلة نووية صغيرة. [...] من الناحية الأيديولوجية، في عملية
التزوير العلمي، تم عرض هذا الجيل الجديد من القنابل النووية على أنه
مختلف جداً عن القنبلة الإستراتيجية. [...] يوجد معي علبة سجائر، ولا
أعرف من يدخّن هنا؛ "يمكن للتدخين أن يضرّ بالصحة". [...] ما فعلته
البنتاغون أنها غيّرت العلامة، بشهادة علماء مرتشين، قاموا بتغيير
علامة القنبلة النووية. [...] "هذه القنبلة النووية هي قنبلة آمنة
بالنسبة للسكان المدنيين، إنها قنبلة إنسانية". أنا لا أبالغ، يمكنكم
العودة إلى الوثائق ذات الصلة. [...] إنها دعاية داخلية، دعاية داخل
القوات المسلحة نفسها، بهذه الكلمات –"Safe
for the surround civilian population".
كما تعرفون، إنه كمن يستخدم آلة تصوير فيديو، هناك دليل تشغيل لهذه
القنبلة.
عنصر آخر:
أولاً، ليس القائد العام، أي رئيس الولايات المتحدة، من يقرر استخدام
القنبلة النووية. القنبلة النووية، التي أعاد مجلس الشيوخ تصنيفها عام
2002 بهذه الصفة: قنبلة صغيرة، وهي تبلغ بقوتها ستة أضعاف قنبلة
هيروشيما، هي الآن جزء من مجموع الأسلحة التقليدية، "the
tool box"،
[...] إنها صندوق الأدوات بأنني القائد العام، ثلاثة نجوم، [...] يقول
الرجل: "ها هي الـ ’mini-niuk‘
هنا، يقوم بقراءة دليل التشغيل. [...] يرد هنا بأنه يمكن استخدام هذه
القنبلة النووية" [...]
أنا لا
أبالغ. بعدما تصبح الدعاية ضمن دلائل التشغيل العسكرية، تصبح خطا
مسلكياً، والمشكلة هي التالية: أن هذا الخطاب التعسفي يبلغ من الضبط
ومن التقدم أنه يمكنه أن يؤدي لاتخاذ قرارات مدمرة بشكل هائل بالنسبة
لمستقبل البشرية، وبالتالي من الضروري أن نقف جميعنا في صف واحد في وجه
هذا المشروع العسكري، هذا المشروع الحربي [...]
كنت قد
ذكرت رقم 750 ألف مليون دولار كنفقات عسكرية، و1.5 بليون دولار في
إنقاذ المصارف –هذه هي العمليات التي تم تنفيذها في العام 2008-2009-،
إذا ما أضيفت النفقات العسكرية إلى المدفوعات التي أجريت للبنوك، نصل
إلى رقم يفوق كل دخول الدولة. في السنة الواحدة تصل دخول الدولة
الأمريكية إلى حوالي 2.3 بليون دولار، وجزء كبير من هذا الرقم يتم أخذه
لتمويل الحرب وتمويل الغش، الناجم عن الأزمة الاقتصادية. [...] إذا ما
نظرنا إلى البرنامج الذي تم تنفيذه في ظل [حكومة] بوش [...] نجد بأن
قيمته بلغت 750 ألف مليون دولار، وتم بعدها تنفيذ برنامج آخر مشابه عند
بداية عهد أوباما؛ [...] مليون مليون تقريباً. [...] مجموعة عمليات
الإنقاذ هذه، بوسائل مختلفة، تقدَّر قيمتها بما يتراوح بين ستة وثمانية
ملايين دولار، وهذا يعني ثلاثة أو أربعة أضعاف الدخول السنوية للدولة
الفدرالية الأمريكية.
[...]
الدولة ستقع في مديونية، ومن يقوم بالإشراف على الدولة في الواقع هي
البنوك. المستفيدون من عمليات الإنقاذ هم في ذات الوقت دائني الدولة،
وهذه العملية الدائرية اسمها تمويل الديون. [...] تقول البنوك: "حسناً،
عليكم أن تدفعوا لنا مالاً، لأن علينا تمويل الديون التي تتأتّى عن
العجز المالي، سواءً كان بسبب النفقات في الدفاع أو بسبب النفقات لصالح
عمليات الإنقاذ [...]
إننا نعيش
وضعاً على نحو كبير من الخطورة في ما يتعلق بالهيكلية المالية للولايات
المتحدة، مما يؤدّي إلى عملية خصخصة للدولة تفرض نفسها، لأنه لا توجد
أموال لتمويل الصحة أو التعليم أو الأشغال العامة، أو أي شيء كان.
حينها تظهر بشكل تدريجي عملية خصخصة للدولة، كما تظهر أيضاً عملية
خصخصة للحرب. هذا الأمر أصبح قيد التنفيذ، أي أن جزءاً هاماً من هذه
الحرب تقوم به شركات خاصة، مرتزقة، مرتبطون بالمجمع السكري أو الصناعي.
يُتبَع
غداً.
فيدل
كاسترو روز
7 تشرين
الأول/أكتوبر 2010
الساعة:
8:47 مساءً --------------------انتهت.
الأسلحة النووية وبقاء الجنس البشري
(الجزء الثاني والأخير)
يوم أمس الخميس تمت دعوة البروفيسور المتقاعد من جامعة أوتاوا، ميشيل
شوسودوفسكي، للإطلال في برنامج "الطاولة المستديرة" للتلفزيون الوطني
الكوبي، حيث شارك إلى جانب مدير مركز الأبحاث حول الاقتصاد العالمي
أوسفالدو مارتينيز.
كما هو منطقي، أصغيت باهتمام خاص إلى مداخلاته. تحدث باللغة الإسبانية
وأثبت إلمامه الكامل بالمواضيع التي جرى تناولها. إنه دقيق في استخدام
الكلمات بمعانيها، بل وكذلك عبارات متداوَلة بالإنكليزية، من أجل
التعبير بدقة عن فكرة معينة، وهي عبارات ليس لها مصطلحات مقابلة باللغة
الإسبانية.
قال بأنه قد نشأت في الولايات المتحدة أزمة منتظمة ليس لها مخرج منها.
إنهم يسعون لحل الأزمة عبر إجراءات هي بحد ذاتها المسبِّبة لهذه
الأزمة. وشرح بأنه قد حدثت عملية إفقار في هذا البلد شملت كل التصنيفات
الاجتماعية، مما يلحق أذى بالعمال وبالشرائح المتوسطة أكبر بكثير مما
يلحقه بالطبقة الغنية. تطالب حكومة الولايات المتحدة بإجراءات تقشفية
على مستوى العالم، وتطبيق "علاجات" و"وصفات" كانت هي السبب في نشوء
الأزمة، وذلك أمام حاجتها لتمويل النفقات العسكرية وإنقاذ البنوك.
جدد التأكيد على أنه منذ عام 2003 والتحضير جارىٍ للحرب على إيران، وهي
حرب تهدد كذلك روسيا والصين وكويا الشمالية وسورية ولبنان وغيرها من
البلدان في تلك المنطقة الشاسعة.
كان شديد اللهجة في انتقاده لتبرير إدخال القنابل المسماة "ميني-نيوك"
(mini-niuk)
في عداد الأسلحة النووية التكتيكية، والعقيدة التي تمت إشاعتها بشكل
مكثف، وسبقت إدخالها، في محاولة للحمل على الاعتقاد بأن هذه القنابل لا
تلحق الأذى بالمدنيين ( بالإنكليزية "
safe for the surround civilian population"،
كما شرح هو). وأشار بسخرية إلى أن من بين قنابل "ميني-نيوك" كان هناك
قنابل تتراوح قوتها بين ثلث وستة أضعاف قوة القنبلة التي دمّرت
هيروشيما.
أواصل فيما يلي عرضي الموجز لمداخلة الأكاديمي شوسودوفسكي أمام طلاب
وأساتذة كلية الاقتصاد التابعة لجامعة هافانا:
[...] أريد أن أذكر أمراً بالغ الأهمية. [...] هذه الحرب ليس حرباً
توفّر فرص عمل. [...] صحيح أن الحرب العالمية الثانية وفّرت فرص عمل
بالفعل، بألمانيا النازية، في ظل الحكم النازي. [...] إنها مجرد ملاحظة
واقعية. ذات الشيء بالنسبة للولايات المتحدة عند بداية الحرب العالمية
الثانية، التي بدأت بالنسبة لها في عام 1941؛ حدث توفير لفرص عمل، وقد
ساهم ذلك في الخروج من الركود الكبير في ظل رئاسة روزفلت. ولكن هذه
الحرب (يقصد الحرب العالمية الثالثة) ليست من ذات النوع، فهي حرب
متقدّمة التكنولوجيا، وليست حرب جمع معدّات عسكرية. حرب فيتنام وفّرت
فرص عمل، وكذلك حرب كوريا. هذه الحرب هي حرب تتّسم بنظام أسلحة متقدّم
جداً وتستخدم أكثر ما تستخدم أيدٍ عاملة بالغة المهنية العلمية،
كالمهندسين وغيرهم [...].
أي طالب في السنة الأولى يعرف أنه في حال فرض إجراءات تقشف على المستوى
القومي والعالمي، وهو ما تم اقتراحه في اجتماعات "مجموعة العشرين"
وكذلك برعاية "بنك سيتلمينت الدولي"، الذي يمثل البنوك المركزية، حيث
أن هناك نوعاً التوافق على أنه في سبيل حل الأزمة يجب اتخاذ إجراءات
تقشفية، ولكن من المعروف تماماً بأن الإجراءات التقشفية ليست حلاً،
وإنما هي سبب الأزمة التي، بقدر ما تأخذ بقص الموازنة، بقص النفقات،
بقص القروض لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، فإنها تأخذ في الوقت إياه
برفع مستويات البطالة وسحق الراتب، وهذا هو الحال في السواد الأعظم من
البلدان الأوروبية.
يوجد في إسبانيا والبرتغال نسبة بطالة تصل إلى أكثر من 20 بالمائة حسب
الإحصاءات الرسمية، والقضية الأساسية هناك هي أن الحل المطروح الذي
يمليه هذا التوافق النيوليبرالي، ليس فقط على المستوى القومي وإنما على
مستوى جميع بلدان العالم، هو أنه لا بد من اتخاذ إجراءات تقشفية [...]
لكن شلل الاقتصاد الأهلي يعود، أولاً، إلى تحويل الثروات، وهذا ليس فقط
في السنوات الأخيرة، وإنما يمكننا القول أنه منذ بداية عقد الثمانينات،
عندما بدأت ما تسمّى مرحلة السياسات النيوليبرالية تؤدي أيضاً إلى شلل
الاقتصاد الأهلي. [...] إذا ما تحدثنا عن الولايات المتحدة، فهي
إجراءات تم اتخاذها في نهاية عهد حكومة بيل كلينتون. [...] قانون تحديث
الخدمات المالية، ولكنها أوجدت نظاماً مالياً لا يحتكم إلى ناظم، وهو
ضالع في أعمال أشبه ما تكون بغير الشرعية. إنها إلى حد ما تجريم للجهاز
المالي، وهذه الكلمة لا أقولها أنا، فهناك محللون كثيرون، حتى من الـ "Wall
Street Journal"
يتحدثون عن التجريم، لأنه حدثت عملية غش مالي في السنوات الأخيرة،
والذين ارتكبوا هذا الغش لا يمسّهم أحد اليوم [...]
إنها برأيي الأزمة الاقتصادية الأخطر في التاريخ، فلم يسبق لها مثيل،
ولا حتى في الثلاثينات، حيث كانت أزمة ضمن حدود معيّنة، ولم تكن أزمة
عالمية بحد ذاتها، وكانت هناك ديناميكية في بلدان ومناطق مختلفة من
العالم [...]
الحرب المالية هي على صلة وثيقة بالحرب في الميدان العسكري، بل وأن
هناك روابط بين البنك العالمي والبنتاغون. [...] وزراء دفاع أمريكيون
سابقون تحوّلوا إلى رؤساء للبنك العالمي. [...] النظام العالمي الجديد
يعمل عبر آليات تحكّم ماليّ، [...] تغيير أنظمة، زعزعة استقرار حكومات،
وعمليات عسكرية من مختلف الأنواع. [...] يوجد لدى الرأسمالية مؤسسات
تعمل بشكل مشترك، سواء كان في المجال الأهلي و المجال العسكري، وهذا
أمر هام جداً، ويوجد خلف ذلك مثقفون، هناك مخازن فكر واشنطن، وهناك
نوادٍ سريّة للنخب. [...] عملية الحرب التي تهدد البشرية هي أمر هام
على جميع مستويات المجتمع [...]
الحرب أصبحت مصنّفة على أنها عمل إجرامي، ومعاهدة نورمبرغ هي التي تقول
[...] إنها أكبر عمل إجرامي. الحرب هي جريمة ضد السلام. [...] لدينا
مؤشرات تدل على أن هذه الأزمة الاقتصادية أدت إلى تركيز الثروة خلال
سنوات قليلة وإلى تركيز للسلطة الاقتصادية لم يسبق له مثيل في التاريخ.
[...] هذه الأزمة ليست بأمر عفَويّ، كما تجري محاولة عرضها في الاقتصاد
النيوليبرالي، إنما هي نتيجة التحكم، نتيجة التخطيط، وأخيراً، هناك في
ذات الوقت العامِل العسكري.
بهذه الكلمات أنهى شوسودوفسكي مداخلته، وعبّر عن استعداده للردّ على
الأسئلة، وقال: "سوف أدع جانباً قضية المقاومة، وكيفية صد هذه العملية،
من أجل المناقشة معكم".
أسئلة الطلاب كانت أسئلة ذكيّة وجادّة، لن نأخذ منها إلى الأفكار
الجوهرية.
المقدَّم: أظن أنني أعبّر عن شعور جميع الحضور بتوجّهي بالشكر إلى
الدكتور ميشيل شوسودوفسكي على المحاضرة الرائعة التي ألقاها علينا،
والتي سمحت لنا باكتساب وعي أكبر بعد لأسباب وعواقب المخاطر الفعلية
التي تهدد البشرية اليوم [...]
سنشرع بتوجيه الأسئلة التي يرى الحاضرون بأنها مناسبة لطرحها على
ضيفنا.
- طالب: [...] بودّنا أن نعرف [...] كيف ترون التفاؤل الذي تعاملت به
وسائل الإعلام مع الأزمة الراهنة في أمريكا اللاتينية، وما هو رأيكم
بإمكانيات مواجهة هذه الأزمة في المنطقة [...]
شكراً جزيلاً.
* ميشيل شوسودوفسكي: منطقة الكاريبي مصنَّفة على أنها منطقة غنية جداً
كذلك بالنفط والغاز، وليس فنزويلا وكولومبيا فقط. الواقع أنه يوجد
احتياط يعرفونه هم، لأن لدى الشركات النفطية معلومات ليست علنية؛ ولكن
ما هو علني هو أن المنطقة تتمتع بثروات هائلة.
الوضع في هايتي على صلة أيضاً بمشروع سيطرة على الموارد [...]، الوضع
الإنساني السائد [...] يسمح للرأسمال بالوصول إلى موارد معدنية وموارد
نفطية محتملة في هذه المنطقة. [...] وأنا لا أقول هنا بأن هذا هو السبب
الوحيد لعسكرة هذه المنطقة. السبب الآخر هو تهريب المخدّرات" [...]
هناك أهداف جغرافية، وجيو-سياسية، وللسيطرة على موارد [...] لكن تهريب
المخدّرات أيضاً، لأنه مصدر هام جداً للأرباح بالنسبة للرأسمال [...]
محورا التجارة العالمية للمخدرات وتهريبها، أحدهما هو أفغانستان
وباكستان من جهة، وهي تجارة الهيروين؛ والثاني هو كولومبيا وبيرو
وبوليفيا. نقل المخدّرات إلى السوق الأمريكي يتم عبر هايتي وبلدان
أخرى من الكاريبي [...] أفغانستان هي بلد بالغ الثراء، فهي تحقق سنوياً
نحو 200 ألف مليون دولار من الإيرادات نتيجة تصدير الهيروين، هذا هو
تقديري على الأقل؛ ومنذ أن دخلت قوات الولايات المتحدة إلى أفغانستان
تضاعف إنتاج الهيروين ثلاثين مرة. هذه هي ملاحظة بين قوسين فيما يتعلق
بالقضية.
عسكرة هذه المنطقة والعمليات التي تم تنفيذها في الإكوادور ، وهي قوة
نفطية؛ وفنزويلا، وهي قوة نفطية؛ والمكسيك، وهي أيضاً قوة نفطية.
جميعها هي بلدان لها وظيفة إستراتيجية في الإطار الجيو-سياسي الاقتصادي
للولايات المتحدة.
- طالب: أنا طالب في كلية الاقتصاد [...].
سؤالي هو: العولمة، بالصورة التي تم تسويقها بها، والطريقة التي عرضتها
بها ما تسمّى البلدان المتقدّمة، هل هي اليوم ممكنة أم أن هناك خيارات
أخرى، كما هو حال الأنظمة التكاملية؟
شكراً جزيلاً.
* ميشيل شوسودوفسكي: الواقع أنها غير ممكنة.
العولمة، كما تعرّفها مراكز السلطة، ليست ممكنة. ربما تكون ممكنة
بالنسبة لقطاع، لأقلية اجتماعية تغتني، ولكنها تؤدي إلى الإفقار، وهذا
هو أمر موثق لدينا جيداً جداً. إنه جزء من عملية ألحقت الأذى بالبلدان
النامية خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، وتستطيع حضرتك أن تلاحظ
عواقبها في البلدان المجاورة، ما يوجد من فقر في البرازيل، في المكسيك،
في بيرو، كمحصّلة لهذا النموذج المدمّر. [...] هناك بلدان كثيرة عرضت
نموذجاً تنموياً مختلفاً، وهذا هو حال يوغسلافيا [...]
كان لدى يوغسلافيا نظاماً اقتصادياً سوقياً، اقتصاداً مختلطاً بمستوى
رفيع من الحياة، الخدمات الاجتماعية، التعليم. وماذا حصل؟ منذ بداية
عقد الثمانينات دُمّرت بالكامل وانقسمت إلى عدة بلدان، ستة بلدان.
لماذا؟ لأن يوغسلافيا كان لديها نموذجاً، خياراً ليس ملائماً [...]
نستطيع أن نرى تجارب أمريكا اللاتينية: تشيلي كانت عبارة عن صياغة
بديل، ولكنه دفع إلى انقلاب عسكري وإلى عملية زعزعة لاستقرارها نفذتها
الخدمات التجسسية الأمريكية، عبر أعمال تخريبية وحظر وغيرها؛ وقد عشت
أنا هذا الانقلاب.
هناك أمثلة كثيرة: تنزانيا، في أفريقيا؛ الجزائر، هناك بلدان كثيرة
قامت بالتجربة؛ إندونيسيا، في أعوام الستينات. كانت هناك عملية هامة
جداً كذلك. [...] في عام 1965 انقلاب عسكري، مدعوم من السي آي إيه من
جديد، فقُتل أكثر من 500 ألف شخص ضحايا عمليات اغتيال مخطَّطة وتم فرض
نظام عسكري يخضع لمصالح الولايات المتحدة. [...]
لا بد من صياغة نموذج مجتمع اقتصادي بديل للرأسمالية العالمية، ونحن
نستطيع أن نفعل ذلك، ولكن جميع الخيارات، بما فيها النموذج الكوبي، هي
موضع تخريب، موضع حظر، موضع إجراءات لزعزعة الاستقرار، موضع اغتيالات.
هذه هي الحقيقة.
العراق ليس بلداً اشتراكياً، ولكنه بلد يتمتع باستقلالية ما، لديه دولة
لا تريد أن تكون موضع تحكّم؛ ولكنهم لا يقبلون حتى برأسمالية غير
رأسماليتهم. هذا هو العالم اليوم، هناك بلدان هي رأسمالية، ولكنها
معادية للولايات المتحدة؛ الصين هي رأسمالية من منظور ما، وروسيا كذلك،
ولكن طريقتهما في الرأسمالية لا تناسبهم، وهم يريدون عبر الوسيلة
العسكرية زعزعة أو تدمير أي محاولة لمقاومة النفوذ الاقتصادي،
الجيو-سياسي، للولايات المتحدة وحلفائها.
- بروفيسور: رائع هو ما عرضتموه في محاضرتكم هذه. في السابق كنت أخاف
من الحرب، والآن أشعر بالهول منها في الواقع، بعدما أصغيت لكم؛ ولكنني
أسألكم ما يلي:
ما زال يوجد اليوم أمريكيون لم يعرفوا حرب فيتنام. وعليه فإن سؤالي
يأخذ المنحى التالي: ما هو برأيكم ما يمكن فعله من أجل خلق الوعي عند
الشعب الأمريكي في سبيل منع وقوع حدث سيكون له، في حال وقوعه، أبعاداً
اقتصادية وسياسية واجتماعية لا يتصورها أحد؟
* ميشيل شوسودوفسكي: هذا هو همّنا الرئيسي. في موقعنا "Global
Research"،
أكثر من نصف القراء هم من الولايات المتحدة، وبوسعي القول أن معظم
كتّابنا كذلك. المسألة هي أنه لا بد من تهشيم كذب وسائل الاتصال، لا بد
من خوض حرب على مصادر الكذب؛ لأنه لو عرف شعب الولايات المتحدة
الحقيقة، فإن سلطة، شرعية، زعمائه تسقط بين ليلة وضحاها؛ وما هو موجود
في الولايات المتحدة إنما هي وسائل اتصال، سواء كانت تلفزيونية أو
ورقة، وكذلك إنترنيت، تنقل نظرة هي على نحو كبير من التحيّز.
ولكن بهذه الخطابات التعسفية، ترضى هذه الوسائل بالغش، ترضى بالكذب،
وحين يتحوّل الكذب إلى حقيقة، لا يستطيع المرء في الواقع أن يتأمل،
فينتهي الجدل. إنه جزء من الدعاية للحرب على كل مستويات المجتمع، وأن
وجه هذه الحرب لا ينبغي أن يكون معروفاً. عدد القتلى المدنيين في
العراق و مليونين، حسب تقديراتنا، من مصادر موثوقة، مثل الـ "Johns
Hopkins School of Public Health"؛
هم مليونا قتيل مدني منذ أن دخلوا في عام 2003؛ ويبلغ عددهم أربعة
ملايين في الكونغو؛ ربع سكان كوريا قضوا في أعمال قصف خلال حرب كوريا.
هذه الحقائق معروفة، ولكن العامّة لا يعرفونها. [...] هناك رقابة،
وأكثر من كونها رقابة، إنها تحكّم بالإعلام. [...] علينا أن نوجّه
الحرب نحو وسائل الاتصال، وهذا أمر أساسي؛ علينا أن نقيم شبكات مناهضة
للحرب في جميع بلديات الولايات المتحدة، وفي كندا، وفي العالم بأسره؛
علينا أن نجرى مناقشات، وأن ننقل المعارف، لأن مواطنينا أذكياء، ولكنهم
يخضعون لضغط متواصل من جانب نزعة القبول بالسلطة التي تنقل لهم
الحقيقة، ولكن هذه الحقيقة هي كذب [...]
سوف أبذل جهداً للإجابة بإيجاز أكبر، ولكن الأسئلة مصيرية، وفي بعض
الأحيان لا يكون ممكناً.
- طالبة: أود أن أعرف إن كان محتملاً، إن كان ممكناً أم لا إحداث تغيير
تكنولوجي لصالح التكنولوجيات النظيفة، القادرة على مواجهة الأزمة
البيئية في هذه اللحظات.
* ميشيل شوسودوفسكي: نعم، صحيح أنها مسألة أساسية في مجتمعاتنا أيضاً،
ولكن هناك تشويه للحقائق البيئية، وذلك خدمة للمصالح الاقتصادية، وهي
العنصر الرئيسي المدمّر للبيئة [...]
كارثة "بريتيش بتروليوم" في خليج المكسيك. هناك تواطؤ من جانب الدولة
الأمريكية، أي واشنطن، في إخفاء حقيقة ما حدث. هناك تهديد للعطُم، ولكل
الحياة البحرية في كل المنطقة الساحلية من الولايات المتحدة وما هو
أبعد منها. هذه الحقيقة تم إخفاؤها.
إنه لأمر هام أيضاً، لربط هذا الحدث، هذه الأزمة البيئية، بالحرب، أن
شركة "بريتيش بتروليوم" متغلغلة في الشرق ألأوسط وفي المشروع العسكري،
وهي المسؤولة عن أسوأ أزمة بيئية عرفها تاريخ القارة.
- بروفيسورة: أجريت حضرتك تحليلاً وجيزاً جداً لاقتصاد الولايات
المتحدة. [...] هذا الاقتصاد ما زال الاقتصاد الذي يحدد ديناميكية
الاقتصاد العالمي. [...] أسألكم التعرف على وجهة نظركم في ما إذا كان
هذا الاقتصاد سيظل الاقتصاد الذي يحدد ديناميكية الاقتصاد الدولي [...]
أم أن بلداناً كالصين أو ما تسمى البلدان الصاعدة يمكنها الانتقال للعب
الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة اليوم.
* ميشيل شوسودوفسكي: ما تُسمى ديناميكية الاقتصاد، القيادة التي تؤديها
الولايات المتحدة من الناحية الاقتصادية، لا تقوم على أساس قدرتها
الإنتاجية. [...] خلال السنوات الثلاثين الأخيرة أخذ بالانغلاق كل
الاقتصاد الصناعي، فلا يوجد جَمع بعد اليوم، هناك القليل من الإنتاج،
هناك اقتصاد خدمات، هناك مسألة السيطرة على الحقوق الفكرية؛ إنه اقتصاد
ذو إيرادات، إنه اقتصاد نجد فيه الجزء الأكبر من الاستهلاك قد تم صنعه
في الصين [...]
لدى الولايات المتحدة اقتصاداً أكبر من اقتصاد الصين. إنه أكبر من
اقتصاد الصين، ولكنه غير منتِج، وإجمالي الناتج المحلي، كما نعرف
تماماً، هو قياس للقيمة المضافَة؛ والواقع أن جزءاً كبيرا من إجمالي
الناتج المحلي في الولايات المتحدة يعود إلى استيراد مصنوعات صينية.
الآلية بسيطة جداً: سوف تستورد قميصاً منتجاً –أذكر هنا أسعاراً تتفق
تقريباً مع الواقع- دزينة واحدة من القمصان ذات النوعية الجيدة تبلغ
قيمتها 36 دولاراً. هذه هي معطيات من أعوام التسعينات، فالآن سعرها
أقل. [...] القميص الواحد من النوعية الجيدة يكلف ثلاثة دولارات في
المصنع؛ يصل إلى الولايات المتحدة ويكلّف 30 أو 40 أو 50. وكيف يرتفع
إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة؟ إنه ثلاثين ناقص ثلاثة، 27
دولاراً تمت إضافتها إلى إجمالي الناتج المحلي من دون أن يكون هناك
إنتاج. [...] يمكن للنمو أن يحدث من دون وجود إنتاج، لأن هذه هي مميزة
الدولة ذات الاقتصاد الإمبراطوري، وهي أن الإنتاج يتم في مستعمراتها أو
في البلدان السائرة في فلكها [...]
وهم هذا الاقتصاد الأول في العالم يقوم على أساس القوة العسكرية. [...]
هذا هو الأمر الأساسي. [...] قوى الإنتاج في الولايات المتحدة هي قوى
بالغة الضعف، ونستطيع أن نرى ذلك في إفلاس الشركات وفي البطالة، إلخ.
- طالب: بودّي أن أعبّر عن عرفاني لموقفكم، فليس من المعتاد بالنسبة
لنا أن نرى أحداً من بلدكم ينتقد النظام الرأسمالي بكل هذه الشدة التي
تفعلون أنتم ذلك بها، أعتقد أنه أمر يكتنز عرفاناً.
من وجهة النظر الماركسية يسود الظن بأنها أزمة منتظمة وليست عابرة.
ما هي برأيكم القدرة الفعلية عند الرأي العام العالمي وعند هذا الوعي
الذي يمكن خلقه عند الشعب الأمريكي على منع حدوث نزاع نووي، مع الأخذ
بعين الاعتبار الضغط الشديد الذي تمارسه الدوائر الصغيرة للسلطة،
والتي جرى الحديث عنها في الآونة الأخيرة؟
* ميشيل شوسودوفسكي: [...] إنها أزمة منتظمة، ولكن لا يمكن تصنيفها
بالمعايير الواردة في "رأس المال"؛ فالمنهاج الماركسي ينفع من أجل
فهمها، لأن هذا الأمر قائم على أساس صراع طبقي؛ ولكننا أمام هيكلية
مختلفة بشكل كبير عن الهيكلية التي كانت قائمة في منتصف القرن التاسع
عشر. [...] كاقتصاديين، لا يمكننا أن نطبّق عليها نموذجاً بدقة، علينا
أن نرى الطابع المؤسسي، العلاقات بين النشاطات المالية، العمليات
الخفيّة.
السي آي إيه هي هيئة داخل الـ "Wall
Street"،
وهي من الهيئات الرئيسية فيها؛ لها شراكة مع عدد كبير من الهيئات
المالية. [...] بما أن لدى السي آي إيه القدرة على التكهن بوقوع
الأحداث، فهي تستطيع أن تنشط في سوق المضارَبة [...]
توصيف هذه الأزمة المنتظمة هو أمر بالغ الأهمية، ولكن علينا تحديد
وظيفية الرأسمالية، إطارها المؤسسي، هيئاتها السرّيّة، نشاطاتها
الخفية، سواء كان في الأسواق المالية أم في الميدان الجيو-سياسي، وظيفة
العسكريين، قرارات مخازن فكر واشنطن، هيئات الدولة، وتحديد ما هي
العناصر أيضاً.
السؤال الثاني أظن أنه يندرج في ذات خط الأسئلة السابقة، ضرورة تغيير
الرأي العام؛ ولكن رأيي هو أنه لا بد من كسح التوافق الذي يستند إليه
هذا النظام وهو أكذوبة. [...] هناك مسلكيات مختلفة للبلدان الرأسمالية،
أناس ملتزمون عادة ما يقولون: "سوف نتقدّم بهذا الطلب؛ من فضلك، سيادة
الرئيس أوباما، لو كان بوسعكم الامتناع عن شن الحرب على أفغانستان"،
يرسلون الطلب عبر الإنترنيت، "من فضلك، وقِّع، سوف نبعث برسالة إلى
السيد أوباما، إلى آخره". هذا الأمر غير مجدي، لأنه قبول بالتوافق، إنه
قبول بالرئيس، وهو أحد العوامل، ويجب تهشيم هذا التفتيش التعسفي [...]
يجري الحدث عن محاكم التفتيش الإسبانية، وكانت في التاريخ أمراً
جنونياً على الإطلاق؛ ولكنه أكثر جنوناً القول: إننا نحارب بن لادن
وعليك أن تدعمنا، وإذا لم تدعمنا فأنت إرهابيّ.
قبل نحو أسبوعين قام مكتب التحقيقات الفدرالي بمداهمة منازل مناضلين ضد
الحرب واعتقلهم متهماً إياهم بالعمل مع بن لادن. وهذا منشور في صحف
الولايات المتحدة. إنها ديناميكية تغيير الرأي العام، إنها ديالكتيكية،
لا بد من عكس وهدم الخطاب الذي تستند إليه والذي يعطي الشرعية للحرب
وللمشروع الاقتصادي. والكذب بالقول، على سبيل المثال، أن الأزمة قد
انتهت.
أنت تقرأ صحيفة "Wall
Street Journal"
وتقول: "الأزمة تنتهي في كانون الثاني/يناير 2011"، ولا أحد يردّ
عليها، ولا كذلك رجال الاقتصاد. طقس القبول هذا، لأن المرء لا يقبله
بسبب انعدام معارفه، وإنما يقبله لأنه شيء مقبول من الجميع، ولا بد من
كسر هذا الطقس في قبول التوافق القادم من السلطة السياسية وكذلك من
الأسواق المالية.
- طالب: النمو المستدام، وهو بالنسبة لي يتنافى كلياً مع الحرب، لأنه
ليس هناك من شيء أكثر تدميراً لكل البشرية من كل الحروب الأخيرة، ليس
تلك التي يمكنها أن تنشب، وإنما تلك الأخيرة التي شنتها الولايات
المتحدة [...]
يتم التأكيد علينا بأنه لا بد من وجود نمو بشري، وأن علينا أن نرفع من
مستوى الدور الذي تلعبه البلدات، الأقاليم. بودي أن أسمع رأيكم حول هذا
الخطاب، كم تبلغ موضوعيته بالنسبة لبلداننا؟
* ميشيل شوسودوفسكي: أتفق أنا بالرأي حول الهدف الفعلي للتنمية
المستدامة، ولكن علينا أن نرى بعض الشيء اللعب بالكلمات من وراء هذا
الهدف. هذا الهدف طرحته بعض المنظمات البيئية، مثل "غرينبيس"، "الصندوق
العالمي لصون الطبيعة". [...] أنا لا انتقد هذه المنظمات، ولكن إذا
لاحظتم القمم المختلفة التي انعقدت في مجال البيئة، "المنتدى الاجتماعي
العالمي"، القمم الشعبية "لمجموعة السبعة"، على سبيل المثال، و"مجموعة
العشرين"، لا يتم الحديث فيها أبداً عن أثر الحرب على البيئة؛ فهم
يذهبون لعرض أعمالهم، القذارة في المدينة، الاحتباس الحراري، ولكن في
ما يتعلّق بهذه القمم، فإن المنظمات غير الحكومية في الغرب لا تتكلّم
عن الحرب ولا تتكلم عن أثر الحرب على البيئة، وهو أمر أساسي.
لقد شاركتُ في القمم الاجتماعية حتى عام 1999، ومنذ اللحظة التي تحدثت
فيها عن حرب يوغسلافيا لم توجَّه لي دعوة أخرى. يمكن للمرء ن يذهب
للحديث عن الحرب في ورشة، في مكان ما، ولكن الحرب ليست جزءاً من
المداولة حول "وجود عالم أفضل هو أمر ممكن"؛ لا، فهذه العالموية التي
ميّزت الحركات الاجتماعية، وأنا لا أنتقدها، أظن أن هناك أناس جيدون
جداً ضمن هذه المجموعات، ولكن هناك ديناميكية، وهناك أيضاً في قمة هرم
هذه المنظمات شيء غير مستقيم. [...] لا يمكن أن يكون لدينا حركة معادية
للعولمة، لا تنظر إلا في جوانب معينة، من دون أخذ الإطار الجيو-سياسي
بعين الاعتبار [...] الولايات المتحدة وحلفائها، المتحاربون خلال فترة
طويلة من مرحلة معينة، والتي نسميها مرحلة ما بعد الحرب، أي أن فترة
النصف الأخير من القرن تتميّز بالعمليات العسكرية والحروب والتدخلات من
جانب الولايات المتحدة وحلفائها، وهذا، حسب تجربتي، لم يكن دافعاً
للنقاش والتبادل في مختلف المحافل الدولية التي يجري فيها طرح التنمية
المستدامة كخط مسلكي.
بهذه الكلمات أنهى مداخلته في جامعة هافانا، والتي وجدت تصفيقاً حاداً
من جانب طلاب كلية الاقتصاد وأساتذتها وغيرهم من الأشخاص الذين اكتظت
بهم قاعة مسرح "مانويل سانغيليه" في ذلك اليوم.
حتى قبل انعقاد أي لقاء بيني وبين البروفيسور شوسودوفسكي، كان قد حدث
توافق عفَوي كبير بيننا على صلة ليس فقط بمخاطر وقوع نزاع حربي من شأنه
أن يتحول حتماً إلى حرب نووية شاملة، وإنما كذلك بضرورة حشد الرأي
العام العالمي لوقف هذا الخطر المأساوي.
بالإضافة للأسلحة النووية، هناك أيضاً الأسلحة المسباريّة. إنها ثمرة
أخرى من ثمار التكنولوجيا، والتي، بعد نقلها إلى المجال العسكري، تهدد
بالتحوّل إلى مشكلة خطيرة أخرى بالنسبة للعالم.
تملك القوات المسلحة الأمريكية نحو 15 ألف شبكة اتصال وسبعة ملايين
جهاز كمبيوتر، كما ذكرت الصحافية روسا ميريام إليزالدي في موقع
"كوباديباتي".
وأوردت أيضاً أن "كيث ألساندر –وهو ضابط بأربع نجوم-، والذي قارن
الهجمات المسباريّة بأسلحة الدمار الشامل، أكد بأن الولايات المتحدة
تزمع شن هجمات في هذا المجال الحربي الجديد من دون أن تأخذ بعين
الاعتبار آراء حلفائها في العالم. بل وأنه يمكن مهاجمة شبكات حليفة
بدون إنذار مسبق إذا ما رأوا بأن هجوماً ما قد أتى أو يمكنه أن يأتي من
أي منها".
أرجو من القراء أن يعذروني على الإطالة في الجزأين من هذا التأمل. لم
يكن هناك من سبيل للإيجاز أكثر على حساب التخلي عن الجوهر.
اسمحوا لي أن أقول بأنني لم أنسَ بأنه تمر اليوم 43 سنة على مصرع تشي
[غيفارا]، وقبل يومين حلّت الذكرى الرابعة والثلاثون لاغتيال أبناء
وطننا وغيرهم من المسافرين على متن طائرتنا المدنية في باربادوس.
المجد لهم جميعاً!
فيدل كاسترو روز
8 تشرين الأول/أكتوبر 2010
الساعة: 8:35 مساءً
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م